مشاهدة النسخة كاملة : رياض الصالحين " متجدد "
عزتي بديني
2009-11-11, 01:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته "
الحمد لله الواحد القهار ، العزيز الغفار ، مكور الليل على النهار ،
تذكرة لأولي القلوب والأبصار ، وتبصرة لذوي الألباب والأعتبار ،
الذي أيقظ من خلقه من أصطفاه فزهدهم في هذه الدار ،
وشغلهم بمراقبته وإدامة الأفكار ، وملازمة الإتعاظ والأدكار ،
ووفقهم للدأب في طاعته ، والتأهب لدار القرار ،
والحذر مما يسخطه ويوجب دار البوار ،
والمحافظة على ذلك مع تغاير الأحوال والأطوار .
أحمده أبلغ حمد وأزكاه ، وأشمله وأنماه .
وأشهد أن لا إله إلا الله البر الكريم ، الرؤوف الرحيم ،
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، وحبيبه وخليله ،
الهادي إلى صراط مستقيم ، والداعي إلى دين قويم .
صلوات الله وسلامه عليه . وعلى سائر النبيين .
وآل كل . وسائر الصالحين .
أما بعد :
فقد قال الله تعالى :
)) وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *
مآ أريد منهم من رزق ومآ أريد أن يطعمون ((
] الذاريات : 56 ، 57 [
وهذا تصريح بأنهم خلقوا للعبادة ،
فحق عليهم الإعتناء بما خلقوا له والإعراض عن حظوظ الدنيا بالزهادة ،
فإنها دار نفاد لا محل إخلاد ، ومركب عبور لا منزل حبور ،
ومشرع إنفصام لا موطن دوام ، فلهذا كان الأيقاظ من أهلها هم العباد ،
وأعقل الناس فيها هم الزهاد ، قال الله تعالى :
)) إنما مثل الحياة الدنيا كمآء أنزلناه من السماء
فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام
حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلهآ
أنهم قادرون عليهآ أتاهآ أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا
كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الأيات لقوم يتفكرون ((
] يونس : 24 [ والآيات في هذا المعنى كثيرة ،
ولقد أحسن القائل :
إن لله عبادا فطنا
طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا
أنها ليست لحي وطنا
جعلوها لجة واتخذوا
صالح الأعمال فيها سفنا
فإذا كان حالها ما وصفته ، وحالنا وما خلقنا له ما قدمته
فحق على المكلف أن يذهب بنفسه مذهب الأخيار ،
ويسلك مسلك أولي النهي والأبصار ،
ويتأهب لما أشرت إليه ، ويهتم بما نبهت عليه ،
وأصوب طريق له في ذلك ، وأرشد ما يسلكه من المسالك :
التأدب بما صح عن نبينا سيد الأولين والآخرين :
وأكرم السابقين واللاحقين ، صلوات الله وسلامه عليه
وعلى سائر النبيين ، وقد قال الله تعالى :
)) وتعاونوا على البر والتقوى ((
] المائدة : 2 [
وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
) والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه (
وأنه قال :
) من دل على خير فله مثل أجر فاعله (
وأنه قال :
) من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه
لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا (
وأنه قال لعلي رضي الله عنه :
) فو الله لأن يهدي الله بك رجلا واحد خير لك من حمر النعم (
هذا جمع مختصر من الأحاديث الصحيحة ،
مشتملا على ما يكون طريقا لصاحبه إلى الآخرة ،
ومحصلا لآدابه الباطنة والظاهرة ،
جامعا للترغيب والترهيب وسائر أنواع آداب السالكين ؛
من أحاديث الزهد ، ورياضيات النفوس ،
وتهذيب الأخلاق ، وطهارات القلوب وعلاجها ،
وصيانة الجوارح وإزالة إعوجاجها ،
وغير ذلك من مقاصد العارفين .
وأرجو أن تكون هذه الأحاديث سائقا لقارئها إلى الخيرات ،
حاجزا له عن أنواع القبائح والمهلكات ،
وأنا سائلة كل من أنتفع بشيء منها أن يدعو لي ،
ولوالدي ،والمسلمين أجمعين ،
وعلى الله الكريم إعتمادي ، وإليه تفويضي وأستنادي ،
وحسبي الله ونعم الوكيل ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم .
********
أخوتي الكرام في هذه الصفحات المتجددة
سأفرغ جميع أحاديث رياض الصالحين ، بأذن الله ،
http://www.exyourbook.com/images/ex1177-2-15-215-598.jpg
بداية من أول باب وحتى آخر باب في الكتاب ،
بأذن رب الأرباب ، وأسأله المعونة ،
ولأخواتي لمن أرادت مشاركتي بنقل الأحاديث من الكتاب
فلها ذلك ، مأجورة مشكورة ،
ولكن أتمنى أن يكون بالترتيب كما هو في الكتاب ،
هذا وبارك الرحمن فيكن ونفعني وإياكن بهذا العمل
ورزقنا الإخلاص والقبول والسداد والتوفيق .
وجعله حجة لنا لا حجة علينا يوم لا ينفع مال ولا بنون
إلا من أتى الله بقلب سليم .
*******
عزتي بديني
2009-11-11, 02:11 PM
1_ * باب الإخلاص وإحضار النية
في جميع الأعمال والأقوال البارزة والخفية *
قال الله تعالى :
) ومآ أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفآء
ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة (
] البينة : 5 [
وقال تعالى :
) لن ينال الله لحومها ولا دمآؤها ولكن يناله التقوى منكم (
] الحج : 37 [
وقال تعالى :
) قل إن تخفوا مافي صدوركم أو تبدوه يعلمه الله (
] آل عمران : 29 [
1_ وعن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب
بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط
بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العدوي
رضي الله عنه ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
)) إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل إمرئ ما نوى
فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته
إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو أمرأة ينكحها
فهجرته إلى ما هاجر إليه ((
متفق على صحته ، رواه إماما المحدثيين :
أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة
ابن بردزبة الجعفي البخاري ،
وأبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري
رضي الله عنها في صحيحيهما اللذين هما أصح الكتب المصنفة .
2_ وعن أم المؤمنين أم عبد الله عائشة رضي الله عنهما قالت :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
)) يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف
بأولهم وآخرهم (( .
قالت : قلت :
يارسول الله كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم
ومن ليس منهم ؟!
قال :
)) يخسف بأولهم وآخرهم ، ثم يبعثون على نياتهم ((
متفق عليه .. // .. هذا لفظ البخاري .
3_ وعن عائشة رضي الله عنها قالت :
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
)) لا هجرة بعد الفتح ، ولكن جهاد ونية ،
وإذا استنفرتم فانفروا ((
متفق عليه .
ومعناه : لا هجرة من مكة لأنها صارت دار إسلام .
4_ وعن أبي عبد الله جابر بن عبد الله الأنصاري
رضي الله عنهما قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم
في غزاة فقال :
)) إن بالمدينة لرجالا ما سرتم مسيرا ، ولا قطعتم واديا
إلا كانوا معكم حبسهم المرض ((
وفي رواية :
)) إلا شركوكم في الأجر ((
رواه مسلم .
ورواه البخاري عن أنس رضي الله عنه قال :
رجعنا من غزوة تبوك مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
)) إن أقواما خلفنا بالمدينة ما سلكنا شعبا ولا واديا
إلا وهم معنا ، حبسهم العذر (( .
5_ وعن أبي يزيد معن بن الأخنس رضي الله عنهم ،
وهو وأبوه وجده صحابيون ، قال :
كان أبي يزيد أخرج دنانير يتصدق بها فوضعها عند رجل في المسجد
فجئت فأخذتها فأتيته بها ، فقال :
والله ما إياك أردت ، فخاصمته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
)) لك ما نويت يا يزيد ، ولك ما أخذب يا معن ((
رواه البخاري .
6_ وعن أبي إسحاق سعد بن أبي وقاص
مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة ابن كلاب
بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي الزهري رضي الله عنه ،
أحد العشرة المشهود لهم بالجنة ، رضي الله عنهم ، قال :
)) جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني
عام حجة الوداع من وجع اشتد بي فقلت :
يا رسول الله إني قد بلغ بي من الوجع ما ترى ،
وأنا ذو مال ولا يرثني إلا ابنة لي ، أفأتصدق بثلثي مالي ؟
قال :
لا ،
قلت :
فالشطر يا رسول الله ؟
فقال :
لا ،
قلت :
فالثلث يا رسول الله ؟
قال :
الثلث والثلث كثير _ أو كبير _ إنك إن تذر ورثتك أعنياء
خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس ،
وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله
إلا أجرت عليها حتى ما تجعل في في امرأتك .
قال : فقلت :
يا رسول الله أخلف بعد أصحابي ؟
قال :
إنك لن تخلف فتعمل عملا تبتغي به وجه الله إلا ازددت
به درجة ورفعة ، ولعلك أن تخلف حتى ينتفع بك أقوام
ويضر بك آخرون ، اللهم أمض لأصحابي هجرتهم ،
ولا تردهم على أعقابهم ((
لكن البائس سعد بن خولة يرثي له رسول الله
صلى الله عليه وسلم أن لات بمكة .
متفق عليه .
يتبع بعون الرحمن
أود المساعدة في هذا أختي الكريمة
عزتي بديني
2009-11-11, 02:38 PM
لا مانع أختي دانة
فكلنا مساهمين بعون الرحمن
ويشرفني بذلك
7- وعن أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم" ((رواه مسلم)).
8- وعن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعرى رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حميةً، ويقاتل رياء، أى ذلك في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قاتل لتكون كلمة الله هى العليا فهو في سبيل الله" ((متفق عليه)).
9- وعن أبي بكرة نفيع بن الحارث الثقفى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذ التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار" قلت يارسول الله، هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: "إنه كان حريصاً على قتل صاحبه" ((متفق عليه)).
10-وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في سوقه وبيته بضعاً وعشرين درجه وذلك أن أحدهم إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد لا يريد إلا الصلاة، لا ينهزه إلا الصلاة، لم يخط خطوة إلا رفع له بها درجة، وحط عنه بها خطيئة حتى يدخل المسجد، فإذا دخل المسجد كان في الصلاة ما كانت الصلاة هى تحبسه، والملائكة يصلون على أحدكم ما دام في مجلسه الذى صلى فيه، ما لم يحدث فيه" ((متفق عليه، وهذا لفظ مسلم)).
11-وعن أبي العباس عبد الله بن عباس بن عبد المطلب رضي الله عنهما، عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فيما يروى عن ربه، تبارك وتعالى قال: " إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك: فمن همّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله تبارك وتعالى عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله عشر حسنات إلى سبعمائه ضعف إلى أضعاف كثيرة، وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن همّ بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة " ((متفق عليه)).
12-وعن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب، رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلى غار فدخلوه، فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار، فقالوا: إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم. قال رجل منهم: اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا مالاً. فنأى بى طلب الشجر يوماً فلم أرح عليهما حتى ناما فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين فكرهت أن أوقظهما وأن أغبق قبلهما أهلاً أو مالاً، فلبثت- والقدح على يدى- أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر والصبية يتضاغون عند قدمى- فاستيقظا فشربا غبوقهما. اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة، فانفرجت شيئاً لا يستطيعون الخروج منه. قال الآخر: اللهم إنه كانت لي ابنة عم كانت أحب الناس إلىّ " وفى رواية: "كنت أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء، فأردتها على نفسها فامتنعت منى حتى ألمّت بها سنة من السنين فجاءتنى فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلى بينى وبين نفسها ففعلت، حتى إذا قدرت عليها" وفى رواية: "فلما قعدت بين رجليها، قالت: اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فانصرفت عنها وهى أحب الناس إلى وتركت الذهب الذى أعطيتها، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها. وقال الثالث: اللهم استأجرت أجراء وأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد ترك الذى له وذهب، فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال، فجاءنى بعد حين فقال: يا عبد الله أدّ إلى أجرى، فقلت: كل ما ترى من أجرك: من الإبل والبقر والغنم والرقيق. فقال: يا عبد الله لا تستهزئ بى! فقلت: لا أستهزئ بك، فأخذه كله فاستاقه فلم يترك منه شيئاً، اللهم إن كنتُ فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون" ((متفق عليه)).
يتبع.....
2- باب التوبة
قال العلماء: التوبة واجبة من كل ذنب، فإن كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى لا تتعلق بحق آدمى، فلها ثلاثة شروط:
أحدها : أن يقلع عن المعصية.
والثانى: أن يندم على فعلها.
والثالث: أن يعزم أن لا يعود إليها أبداً. فإن فُقد أحد الثلاثة لم تصح توبته.
وإن كانت المعصية تتعلق بآدمى فشروطها أربعة: هذه الثلاثة، وأن يبرأ من حق صاحبها، فإن كانت مالاً أو نحوه رده إليه، وإن كانت حد قذف ونحوه مكنه منه أو طلب عفوه، وإن كانت غيبة استحله منها. ويجب أن يتوب من جميع الذنوب ، فإن تاب من بعضها صحت توبته عند أهل الحق من ذلك الذنب، وبقى عليه الباقى.
وقد تظاهرت دلائل الكتاب، والسنة، وإجماع الأمة على وجوب التوبة:
قال الله تعالى: {وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} (http://####script:openquran(23,31,31)) ((النور: 31))
وقال تعالى: {استغفروا ربكم ثم توبوا إليه} (http://####script:openquran(10,3,3)) ((هود: 3))
وقال تعالى:{ يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً} (http://####script:openquran(65,8,8)) ((التحريم: 8)).
يتبع....
13- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة " ((رواه البخاري)).
14- وعن الأغر بن يسار المزنى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ياأيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإنى أتوب في اليوم مائه مرة" ((رواه مسلم)).
15- وعن أبي حمزة أنس بن مالك الأنصارى خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله في أرض فلاة " ((متفق عليه)).
وفى رواية لمسلم: لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها، وقد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذا هو بها، قائمة عنده ، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح".
16- وعن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعرى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها" ((رواه مسلم)).
17- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه" ((رواه مسلم)).
يتبع.....
18- وعن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر" ((رواه الترمذي وقال: حديث حسن)).
19- وعن زر بن حبيش قال: أتيت صفوان بن عسال رضي الله عنه أسأله عن المسح على الخفين فقال: ما جاء بك يازر؟ فقلت: ابتغاء العلم، فقال: إن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضي بما يطلب، فقلت: من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فجئت أسألك: هل سمعته يذكر في ذلك شيئاً؟ قال: نعم، كان يأمرنا إذا كنا سفراً- أو مسافرين- أن لا ننزع خفافناً ثلاثة أيام ولياليهن إلا من جنابة، ولكن من غائط وبول ونوم. فقلت: سفر، فبينا نحن عنده إذ ناداه أعرابى بصوت له جهورى: يا محمد، فأجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم نحواً من صوته: "هاؤم" فقلت له: ويحك اغضض من صوتك فإنك عند النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد نهيت عن هذا! فقال: والله لا أغضض. قال الأعرابى: المرء يحب القوم ولما يلحق بهم؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: " المرء مع من أحب يوم القيامة" فما زال يحدثنا حتى ذكر باباً من المغرب مسيرة عرضه أو يسير الراكب في عرضه أربعين أو سبعين عاماً. قال سقيان أحد الرواة قبل الشام خلقه الله تعالى يوم خلق السماوات والأرض مفتوحاً للتوبة لا يغلق حتى تطلع الشمس منه" ((رواه الترمذي وغيره وقال: حديث حسن صحيح)).
20- وعن أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: " كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفساً، فسأل عن أعلم أهل الأرض، فدل على راهب، فأتاه فقال: إنه قتل تسعه وتسعين نفساً، فهل له من توبة؟ فقال: لا، فقتله فكمل به مائةً، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض، فدل على رجل عالم فقال: إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة؟ فقال: نعم، ومن يحول بينه وبين التوبة؟ انطلق إلى أرض كذا وكذا، فإن بها أناساً يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوءٍ، فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب. فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله تعالى، وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيرا قط، فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم- أي حكماً- فقال: قيسوا ما بين الأرضين فإلى أيتهما كان أدنى فهو له، فقاسوا فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد، فقبضته ملائكة الرحمة" ((متفق عليه)).
يتبع ....
عزتي بديني
2009-11-12, 02:50 PM
بارك الله فيك ورضى عنك غاليتي دانة
منورة ومشكورة على مساهمتك
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir