السعيد شويل
2019-04-04, 01:25 PM
متى وكيف انقسمت الأمة إلى شيعة وسنة
************************************************** ***
.................................................. ......
كان هناك بين أظهر وبلاد المسلمين منافقين .. يدّعون أنهم مسلمين وماهم بمؤمنين ..
فى عهد سيدنا عثمان انتشروا فى بلاد وأمصار الخلافة ( فى مصر والكوفة والبصرة ) بثوا شرورهم وحاكوا تآمرهم بالتمرد والتمرض
فى الطاعة لمن يتولنهم من العمال ( الحكام ) بالطعن بما ليس فيهم وبعدم العدل والسويّة بين الرعية ..
اتجهوا إلى الخليفة يتظلمون منهم ويستعْدونه عليهم ويطلبون منه القيام بعزلهم ..
قبل التحقق من دعواهم وافتضاح أمرهم تظاهروا بالإنصراف وقد عقدوا العزم والنية على الغدر والغيلة للخليفة ..
قتلوا سيدنا عثمان وطالبوا بثأره ..
...
اجتمع أصحاب رسول الله ممن كانوا بالمدينة وأجمعوا على مبايعة سيدنا على بن أبى طالب خليفة للمسلمين
حيث لا يجوز ترك الأمر دون خليفة بين أظهر وبلاد الإسلام ..
وذهب طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام إلى ضرورة اجتماع أهل الحِل والعقد من كافة الأمصار لكى تكتمل البيعة .
وذهب معاوية بن أبى سفيان وعمرو بن العاص إلى ضرورة البحث والتحرى عن القتلة والقصاص منهم قبل البيعة .
وقعت الفتنة ..
حدثت وقعة الجمل فى الخريبة بالبصرة .. ووقعة صفين على شاطىء الفرات ..
فى وقعة صفين .. ارتضى المسلمون بالتحكيم على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
ساء هؤلاء المارقين القتلة أن تتوحد كلمة المسلمين فخرجوا عليهم ولم يقبلوا التحكيم ( بداية ظهور طائفة الخوارج ) ..
اعتزلوا ربقة الجماعة واتجهوا إلى قرية حروراء ( بالقرب من الكوفة ) ..
توجه إليهم سيدنا على بن أبى طالب وخطب فيهم لإثنائهم عن بغيهم وضلالهم فقاطعوه فى خطبته وأبوا إلا الخروج عليه
وقالوا له " لاحكم إلا لله " فقال لهم :
( كلمة حق أُريد بها باطل . وإن لكم علينا ثلاث لانمنعكم مساجد الله أن تذكروا فيها اسم الله ولانبدؤكم بقتال ولانمنعكم الفىء ما دامت أيديكم معنا ) ..
وأمّر عليهم عبد الله بن خباب الأرت رضى الله عنه ..
قاموا على طاعته زمناً يسيراً ثم أضمروا له الشر والغيلة .. قتلوه وأبواْ تسليم قاتله .. وقالوا : كلنا قتلناه ..
فقاتلهم سيدنا على .. فى معركة النهروان ..
قُتل منهم من قتل ولاذ الباقى بالفرار وتشتتوا فى مختلف البلاد والبلدان منهم من فرّ إلى عمان ومنهم من فرّ إلى كرمان
ومنهم من فرّ إلى سجستان ومن فر إلى أطراف الجزيرة العربية ومن فر إلى تل موران باليمن ..
.......
لم يفتروا عن محاربة الدين وتأجيج الصراع بين المسلمين لبث الفرقة والإنقسام بينهم ولإشغالهم وإنهاكهم عن مواصلة فتوحاتهم ونشر الدين ..
.......
بعد تولى معاوية بن أبى سفيان خلافة المسلمين .. اتخذوا من مكانة ومحبة المسلمين لآل بيت رسول الله ستاراً لهم ..
أشاعوا بأن " لكل نبى وصى وعلى وصى محمد "
وقالوا بأن نسل سيدنا على وذريته هم الأحق بالإمامة وهم الأحق بتولى الخلافة ..
وزعموا أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نصّ على أنّ على بن أبى طالب هو خليفة وإمام المسلمين .
وأن أبو بكر وعمر وعثمان قد تقدموا عليه فى الخلافة فخالفوا ما نصّ عليه رسول الله ..
.......
وفى عهد يزيد بن معاوية .. نفثوا عداءهم وأججوا نار الفتنة .. وفى وقعة كربلاء .. قتلوا سيدنا الحسين رضى الله عنه ..
وانتشروا فى المدائن وفى الكوفة والبصرة يرفعون شعار الخزى لمقتله ويحملون لواء التقصير لعدم نصرته ..
وأطلقوا على أنفسهم اسم " التوابين" وادّعوا أن مغفرة الله لهم والتكفير عن خذلانهم وتقصيرهم لا تكون إلا
ببذل النفس والمال للأخذ بثأره ومقاتلة من قتله ..
ازداد نقيع سمومهم وعقدوا العزم فى جرمهم إلى الطعن والتبرأ من صاحبى رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا أبو بكر وعمر ..
وتوالى الطعن والتبرأ من بعض الصحابة رضى الله عنهم أجمعين ..
.
ونادوا بتأصيل عِصمة الأئمة ( من الخطأ والخطيئة ) وقالوا بأنهم هم المرجعية الدينية وأن الأحكام الفقهية لا تُستقى إلا منهم ..
وزعموا بولاية الفقيه وقالوا بأنه هو من يقود الأمة نيابة عن الإمام الغائب والمنتظر ..
وطالبوا بإقامة المشاعر الحسينية إظهاراً للحزن على مقتل سيدنا الحسين ..
.......
دون فكر أو وعى ودون بصر أو بصيرة .. سلك سبيلهم ضعفاء المسلمين ومن كان له حداثة فى الدين ..
ومن جاءوا بعدهم ورِثوا ضلالهم .. فضلوا وأضلوا غيرهم ..
ساحوا بين أوساطهم واستباحوا عقولهم وأغرقوهم فى الضلالات فتعددت فرقهم واختلفت مذاهبهم وطوائفهم ..
( شيعة إمامية " إثنى عشرية وباقرية وجعفرية " .. وشيعة زيدية .. وشيعة اسماعيلية .. وشيعة رافضة " أكثر من عشرين فرقة " ) ..
جميعهم أقوالهم غريبة ومذاهبهم عجيبة ..
( أكاذيب وأباطيل وافتراءات رحل واضعوها من غابر السنين وبقيت بلاء وابتلاء على الإسلام والمسلمين )
.......
خلفاء المسلمين كانوا يتعقبونهم فى كل الأقطار ويتتبعونهم فى شتى البلاد ومختلف الأمصار ..
الخليفة العباسى أبو جعفر المنصور أوطأ رقابهم وأطاح بهم وبرؤؤسهم ..
وأنشأ لهم ابنه الخليفة محمد المهدى ديواناً للبحث والتحرى عنهم وقام بتشتيت شملهم وأوصى ابنه الهادى
بملاحقتهم لاستئصالهم واستئصال شأفتهم خشية انقسام الأمة وتفرق كلمة المسلمين ..
فى العصور الأخيرة للخلافة العباسية .. تمكنوا من نشر مذهبهم فى بلاد المغرب ومصر ( الدولة الفاطمية )
فجاء صلاح الدين الأيوبى وأسقط حكمهم دون حرب أو قتال .
( مذهبهم لم يلق قبولاً ولا رواجاً أو انتشاراً بين أهل المغرب العربى أو أهل مصر رغم استمرار دولتهم ما يقرب من مائتى عام )
.
فى العصور الأخيرة للدولة العثمانية .. تمكن اسماعيل الصفوى من حكم تبريز وخراسان ( بلاد إيران وأفغانستان ) .
ادّعى هو وأتباعه أنهم شيعة وأنصار رسول الله ..
وقاموا بفرض المذهب الشيعى على المسلمين والبطش بمن يعارضهم أو يناهضهم والتنكيل بكل من يبين لهم صحيح الدين ..
أعلن اسماعيل الصفوى انفصاله عن الخلافة العثمانية واستقلاله بالدولة الصفوية فى عام " 907 هجرية " ..
وبذلك انقسمت الأمة إلى : شيعة وسنة ..
.......
تصدع الجبل الإسلامى واهتز بنيانه .. بعد أن ظل المسلمون جسداً واحداً وجبلاً شامخاً لأكثر من 900 تسعمائة عاماً ..
توجه إليه الخليفة العثمانى سليم الأول وقام بحربه وقتاله .. فى موقعة جالديران .. ولكن لم تفلح محاولات الخلافة فى توحيد شمل الأمة ..
( اسماعيل الصفوى يعدّونه مؤسساً للدولة الصفوية أو الشيعية وشأنه كشأن مصطفى كمال أتاتورك الذى يعدونه مؤسساً للدولة التركية سانده أعداء الإسلام
وأمدوه بالأموال وجلبوا له الأعوان والأنصار حتى ازدادت قوته وقويت شوكته وقام بالإنفصال والإستقلال فى تبريز وخراسان وبلاد إيران )
*******
فلمن ينشد الحق من الأمة ( شيعة أو سنة )
الإسلام ليس فيه فِرقاً أو طوائف وليس من تعاليمه وأحكامه شِيَعاً أو مذاهب .. المسلمون جميعاً أبناء دين واحد ..
المسلمون أخوةٌ فى كل مكان وزمان لايفرقهم لغة ولا اختلاف أوطان ..
ظلوا عبر كل العصور والأزمان يرمون أعداء الدين عن يد وساعد ويرصدون لهم إرصاد رجل واحد ..
أمرهم الله بالوحدة والإعتصام وبالإئتلاف وعدم التفرق أو الإنقسام .. فقال فى كتابه :
{ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ } .. { وَاعْتصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تفَرَّقُواْ }
...
المسلمون جسدٌ واحدٌ كالبنيان المرصوص .. مهما أصابهم من اتساع الفجوة وعدم التقارب أو الوحدة ..
سوف يظل التعاطف والتراحم فيما بينهم لأن الله قد ألّف بين قلوبهم ..
أما اليهود والصليبيون ومن والاهم وناصرهم من المنافقين ( ممن تسربلوا بالإسلام ولازالوا يتسربلون )
فعداؤهم وبغضهم على الإسلام والمسلمين سيظل إلى يوم الدين ..
بحيلهم ومكرهم تم شق هذا الجبل الإسلامى العظيم . وباحتيالهم ودهائهم انطوت صفحة الخلافة الإسلامية ..
لم يفتروا ولن يفتروا عن تأجيج الحروب والصراعات بين المسلمين ..
{ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ } ..
...
دعوا مامضى ولقد قضى الله ماقضى ..
وأمسكوا ألسنتكم عن صحابة رسول الله ولا تشوشوا قلوبكم بالسوء أو الريب فى أحد منهم ..
لا تجعلوا أياً منهم عرضة للذم أو القدح فهم أولى الناس فى الحق والعدل ..
فى يوم القيامة لن يسألكم الله إلا عن أقوالكم وأفعالكم ..
{ تلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ .. لَهَا مَا كَسَبَتْ . وَلَكُم مَّا كَسَبْتمْ .. وَلاَ تُسْألُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ }
الصحابة رضى الله عنهم هم خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم خيار المسلمين ..
لقد أخلدهم الله بنص كتابه الكريم فى جنة الخلد والنعيم .. فقال العزيز الحكيم :
{ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ
وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
خذوا لأنفسكم ما يعينكم ويلزمكم فى اتباع دين وشريعة الإسلام ولاتباع سنة نبيه ورسوله عليه الصلاة والسلام ..
فى يوم القيامة ..
لا الوالد سينفع ولده ولا الولد سينفع والده .. سوف يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه ومن زوجته وبنيه
ومن فصيلته التى تؤويه .. ويتمنى أن يلقى بهم جميعاً فى النار لينجو بنفسه من عذاب المنتقم الجبار ..
.................................................
************************************************** ***
سعيد شويل
************************************************** ***
.................................................. ......
كان هناك بين أظهر وبلاد المسلمين منافقين .. يدّعون أنهم مسلمين وماهم بمؤمنين ..
فى عهد سيدنا عثمان انتشروا فى بلاد وأمصار الخلافة ( فى مصر والكوفة والبصرة ) بثوا شرورهم وحاكوا تآمرهم بالتمرد والتمرض
فى الطاعة لمن يتولنهم من العمال ( الحكام ) بالطعن بما ليس فيهم وبعدم العدل والسويّة بين الرعية ..
اتجهوا إلى الخليفة يتظلمون منهم ويستعْدونه عليهم ويطلبون منه القيام بعزلهم ..
قبل التحقق من دعواهم وافتضاح أمرهم تظاهروا بالإنصراف وقد عقدوا العزم والنية على الغدر والغيلة للخليفة ..
قتلوا سيدنا عثمان وطالبوا بثأره ..
...
اجتمع أصحاب رسول الله ممن كانوا بالمدينة وأجمعوا على مبايعة سيدنا على بن أبى طالب خليفة للمسلمين
حيث لا يجوز ترك الأمر دون خليفة بين أظهر وبلاد الإسلام ..
وذهب طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام إلى ضرورة اجتماع أهل الحِل والعقد من كافة الأمصار لكى تكتمل البيعة .
وذهب معاوية بن أبى سفيان وعمرو بن العاص إلى ضرورة البحث والتحرى عن القتلة والقصاص منهم قبل البيعة .
وقعت الفتنة ..
حدثت وقعة الجمل فى الخريبة بالبصرة .. ووقعة صفين على شاطىء الفرات ..
فى وقعة صفين .. ارتضى المسلمون بالتحكيم على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
ساء هؤلاء المارقين القتلة أن تتوحد كلمة المسلمين فخرجوا عليهم ولم يقبلوا التحكيم ( بداية ظهور طائفة الخوارج ) ..
اعتزلوا ربقة الجماعة واتجهوا إلى قرية حروراء ( بالقرب من الكوفة ) ..
توجه إليهم سيدنا على بن أبى طالب وخطب فيهم لإثنائهم عن بغيهم وضلالهم فقاطعوه فى خطبته وأبوا إلا الخروج عليه
وقالوا له " لاحكم إلا لله " فقال لهم :
( كلمة حق أُريد بها باطل . وإن لكم علينا ثلاث لانمنعكم مساجد الله أن تذكروا فيها اسم الله ولانبدؤكم بقتال ولانمنعكم الفىء ما دامت أيديكم معنا ) ..
وأمّر عليهم عبد الله بن خباب الأرت رضى الله عنه ..
قاموا على طاعته زمناً يسيراً ثم أضمروا له الشر والغيلة .. قتلوه وأبواْ تسليم قاتله .. وقالوا : كلنا قتلناه ..
فقاتلهم سيدنا على .. فى معركة النهروان ..
قُتل منهم من قتل ولاذ الباقى بالفرار وتشتتوا فى مختلف البلاد والبلدان منهم من فرّ إلى عمان ومنهم من فرّ إلى كرمان
ومنهم من فرّ إلى سجستان ومن فر إلى أطراف الجزيرة العربية ومن فر إلى تل موران باليمن ..
.......
لم يفتروا عن محاربة الدين وتأجيج الصراع بين المسلمين لبث الفرقة والإنقسام بينهم ولإشغالهم وإنهاكهم عن مواصلة فتوحاتهم ونشر الدين ..
.......
بعد تولى معاوية بن أبى سفيان خلافة المسلمين .. اتخذوا من مكانة ومحبة المسلمين لآل بيت رسول الله ستاراً لهم ..
أشاعوا بأن " لكل نبى وصى وعلى وصى محمد "
وقالوا بأن نسل سيدنا على وذريته هم الأحق بالإمامة وهم الأحق بتولى الخلافة ..
وزعموا أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نصّ على أنّ على بن أبى طالب هو خليفة وإمام المسلمين .
وأن أبو بكر وعمر وعثمان قد تقدموا عليه فى الخلافة فخالفوا ما نصّ عليه رسول الله ..
.......
وفى عهد يزيد بن معاوية .. نفثوا عداءهم وأججوا نار الفتنة .. وفى وقعة كربلاء .. قتلوا سيدنا الحسين رضى الله عنه ..
وانتشروا فى المدائن وفى الكوفة والبصرة يرفعون شعار الخزى لمقتله ويحملون لواء التقصير لعدم نصرته ..
وأطلقوا على أنفسهم اسم " التوابين" وادّعوا أن مغفرة الله لهم والتكفير عن خذلانهم وتقصيرهم لا تكون إلا
ببذل النفس والمال للأخذ بثأره ومقاتلة من قتله ..
ازداد نقيع سمومهم وعقدوا العزم فى جرمهم إلى الطعن والتبرأ من صاحبى رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا أبو بكر وعمر ..
وتوالى الطعن والتبرأ من بعض الصحابة رضى الله عنهم أجمعين ..
.
ونادوا بتأصيل عِصمة الأئمة ( من الخطأ والخطيئة ) وقالوا بأنهم هم المرجعية الدينية وأن الأحكام الفقهية لا تُستقى إلا منهم ..
وزعموا بولاية الفقيه وقالوا بأنه هو من يقود الأمة نيابة عن الإمام الغائب والمنتظر ..
وطالبوا بإقامة المشاعر الحسينية إظهاراً للحزن على مقتل سيدنا الحسين ..
.......
دون فكر أو وعى ودون بصر أو بصيرة .. سلك سبيلهم ضعفاء المسلمين ومن كان له حداثة فى الدين ..
ومن جاءوا بعدهم ورِثوا ضلالهم .. فضلوا وأضلوا غيرهم ..
ساحوا بين أوساطهم واستباحوا عقولهم وأغرقوهم فى الضلالات فتعددت فرقهم واختلفت مذاهبهم وطوائفهم ..
( شيعة إمامية " إثنى عشرية وباقرية وجعفرية " .. وشيعة زيدية .. وشيعة اسماعيلية .. وشيعة رافضة " أكثر من عشرين فرقة " ) ..
جميعهم أقوالهم غريبة ومذاهبهم عجيبة ..
( أكاذيب وأباطيل وافتراءات رحل واضعوها من غابر السنين وبقيت بلاء وابتلاء على الإسلام والمسلمين )
.......
خلفاء المسلمين كانوا يتعقبونهم فى كل الأقطار ويتتبعونهم فى شتى البلاد ومختلف الأمصار ..
الخليفة العباسى أبو جعفر المنصور أوطأ رقابهم وأطاح بهم وبرؤؤسهم ..
وأنشأ لهم ابنه الخليفة محمد المهدى ديواناً للبحث والتحرى عنهم وقام بتشتيت شملهم وأوصى ابنه الهادى
بملاحقتهم لاستئصالهم واستئصال شأفتهم خشية انقسام الأمة وتفرق كلمة المسلمين ..
فى العصور الأخيرة للخلافة العباسية .. تمكنوا من نشر مذهبهم فى بلاد المغرب ومصر ( الدولة الفاطمية )
فجاء صلاح الدين الأيوبى وأسقط حكمهم دون حرب أو قتال .
( مذهبهم لم يلق قبولاً ولا رواجاً أو انتشاراً بين أهل المغرب العربى أو أهل مصر رغم استمرار دولتهم ما يقرب من مائتى عام )
.
فى العصور الأخيرة للدولة العثمانية .. تمكن اسماعيل الصفوى من حكم تبريز وخراسان ( بلاد إيران وأفغانستان ) .
ادّعى هو وأتباعه أنهم شيعة وأنصار رسول الله ..
وقاموا بفرض المذهب الشيعى على المسلمين والبطش بمن يعارضهم أو يناهضهم والتنكيل بكل من يبين لهم صحيح الدين ..
أعلن اسماعيل الصفوى انفصاله عن الخلافة العثمانية واستقلاله بالدولة الصفوية فى عام " 907 هجرية " ..
وبذلك انقسمت الأمة إلى : شيعة وسنة ..
.......
تصدع الجبل الإسلامى واهتز بنيانه .. بعد أن ظل المسلمون جسداً واحداً وجبلاً شامخاً لأكثر من 900 تسعمائة عاماً ..
توجه إليه الخليفة العثمانى سليم الأول وقام بحربه وقتاله .. فى موقعة جالديران .. ولكن لم تفلح محاولات الخلافة فى توحيد شمل الأمة ..
( اسماعيل الصفوى يعدّونه مؤسساً للدولة الصفوية أو الشيعية وشأنه كشأن مصطفى كمال أتاتورك الذى يعدونه مؤسساً للدولة التركية سانده أعداء الإسلام
وأمدوه بالأموال وجلبوا له الأعوان والأنصار حتى ازدادت قوته وقويت شوكته وقام بالإنفصال والإستقلال فى تبريز وخراسان وبلاد إيران )
*******
فلمن ينشد الحق من الأمة ( شيعة أو سنة )
الإسلام ليس فيه فِرقاً أو طوائف وليس من تعاليمه وأحكامه شِيَعاً أو مذاهب .. المسلمون جميعاً أبناء دين واحد ..
المسلمون أخوةٌ فى كل مكان وزمان لايفرقهم لغة ولا اختلاف أوطان ..
ظلوا عبر كل العصور والأزمان يرمون أعداء الدين عن يد وساعد ويرصدون لهم إرصاد رجل واحد ..
أمرهم الله بالوحدة والإعتصام وبالإئتلاف وعدم التفرق أو الإنقسام .. فقال فى كتابه :
{ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ } .. { وَاعْتصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تفَرَّقُواْ }
...
المسلمون جسدٌ واحدٌ كالبنيان المرصوص .. مهما أصابهم من اتساع الفجوة وعدم التقارب أو الوحدة ..
سوف يظل التعاطف والتراحم فيما بينهم لأن الله قد ألّف بين قلوبهم ..
أما اليهود والصليبيون ومن والاهم وناصرهم من المنافقين ( ممن تسربلوا بالإسلام ولازالوا يتسربلون )
فعداؤهم وبغضهم على الإسلام والمسلمين سيظل إلى يوم الدين ..
بحيلهم ومكرهم تم شق هذا الجبل الإسلامى العظيم . وباحتيالهم ودهائهم انطوت صفحة الخلافة الإسلامية ..
لم يفتروا ولن يفتروا عن تأجيج الحروب والصراعات بين المسلمين ..
{ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ } ..
...
دعوا مامضى ولقد قضى الله ماقضى ..
وأمسكوا ألسنتكم عن صحابة رسول الله ولا تشوشوا قلوبكم بالسوء أو الريب فى أحد منهم ..
لا تجعلوا أياً منهم عرضة للذم أو القدح فهم أولى الناس فى الحق والعدل ..
فى يوم القيامة لن يسألكم الله إلا عن أقوالكم وأفعالكم ..
{ تلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ .. لَهَا مَا كَسَبَتْ . وَلَكُم مَّا كَسَبْتمْ .. وَلاَ تُسْألُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ }
الصحابة رضى الله عنهم هم خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم خيار المسلمين ..
لقد أخلدهم الله بنص كتابه الكريم فى جنة الخلد والنعيم .. فقال العزيز الحكيم :
{ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ
وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
خذوا لأنفسكم ما يعينكم ويلزمكم فى اتباع دين وشريعة الإسلام ولاتباع سنة نبيه ورسوله عليه الصلاة والسلام ..
فى يوم القيامة ..
لا الوالد سينفع ولده ولا الولد سينفع والده .. سوف يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه ومن زوجته وبنيه
ومن فصيلته التى تؤويه .. ويتمنى أن يلقى بهم جميعاً فى النار لينجو بنفسه من عذاب المنتقم الجبار ..
.................................................
************************************************** ***
سعيد شويل