إسلام علي
2009-11-17, 10:01 PM
الفرق بين كمال التوحيد الواجب وكمال المستحب
السؤال
قد تدخل بعض الأمور على التوحيد فتنقصه عن الكمال الواجب، وقد تنقصه عن الكمال المستحب، وأريد أن تفرقوا لي بين ما يقدح بكمال التوحيد الواجب، وبين ما يقدح بكماله المستحب، وبين ما يقدح بأصل التوحيد، مع التمثيل إن أمكن..
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
قبل أن أبين أنواع ما يقدح بتوحيدنا لله، أحب أن أنبه إلى أن العلماء إنما ذكروا أنواع القوادح الثلاثة؛ وهي: ما يقدح بأصل التوحيد، وما يقدح بكماله الواجب، وما يقدح بكماله المستحب، حتى ندرك بأنه ليس كل أمر يقال فيه إنه ينافي التوحيد أو يقدح به؛ معناه: أنه يذهبه بالكلية، ويوقع صاحبه في الشرك، ويخرجه من الإسلام. كما ذكر العلماء ذلك في الإيمان؛ فقد يقع من المؤمن ما ينافي أصل إيمانه، وقد يقع منه ما ينافي كماله... وهكذا.
ونعود لسؤال أختنا ونقول:
أصل التوحيد؛ هو: إفراد الله تعالى بربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، فإذا وقع من الشخص شيء ينافي هذا الأصل فنقول إنه ينافي أصل التوحيد، ويدخل في ذلك جميع أنواع الشرك الأكبر؛ مثل اعتقاد أن أحداً يدبر هذا الكون مع الله تعالى، أو اعتقاد أنه يجوز أن يصرف شيئًا من أنواع العبادة لغير الله، أو تعظيم شخص كتعظيم الله أو حبه كحب الله... أو يعمل عملاً دل الدليل الصحيح الصريح بأنه من الشرك الأكبر؛ فإننا نقول إن هذا العمل ينافي أصل التوحيد، ويكون صاحبه مشركاً خارجاً عن الإسلام.
ومعنى الكمال الواجب؛ هو: كل أمر يضاد التوحيد لكنه لا يصل إلى نفي أصل التوحيد، وهذا يدخل فيه كل أنواع الشرك الأصغر؛ مثل: الرياء، والحلف بغير الله، والتشاؤم، والتفاخر بالأنساب، واستعمال التمائم والرقى غير الشرعية، وكل ما ذكر العلماء أنه من الشرك الأصغر، لكن يجب أن يلاحظ بأن هذه الأعمال قد تصل إلى الشرك الأكبر فتقدح بأصل التوحيد، مثل: الرياء، بأن ينوي الإنسان بأداء العبادات نظر الناس فقط، أو يحلف بغير الله معتقداً أن المحلوف به أعظم من الله تعالى، فهذا وأمثاله يقدح بأصل التوحيد.
وبعض العلماء يذكر أن من الأمور التي يفعلها الناس ما يقدح بالكمال المستحب للتوحيد؛ ويمثل له بترك العلاج بالكي، وترك التشاؤم بالكلية بحيث لا يكون في نفسه شيء من التشاؤم بأي شيء، وكذلك ترك طلب الرقية الشرعية، والرضا بالمصيبة فيطمئن قلبه لحصولها، ويشكر الله على وقوعها... كل ذلك ونحوه يحقق كمال التوحيد المستحب، وفعل ما يناقضها لا ينافي كمال التوحيد الواجب.
وأمثل بمثال قد يناقض أصل التوحيد، وقد يناقض كماله الواجب أو المستحب؛ بحسب ما يقوم بقلب فاعله؛ وذلك ظاهر في فعل الأسباب التي أمرنا بفعلها؛ فإذا اعتقد الإنسان أن سبباً ما يؤثر في المسبب بنفسه دون أن يجعله الله مؤثراً فهذا يقدح بأصل التوحيد، وإذا اعتقد أن السبب يؤثر بجعل الله له مؤثراً؛ لكنه اعتمد عليه ونسي الله تعالى! فهذا يقدح بكمال التوحيد الواجب، وإذا فعل السبب مع توكله على الله؛ لكن في قلبه ميلاً إلى الركون إلى السبب؛ وضعف في قلبه الاعتماد على الله في تحقيق المسبب؛ فهذا يقدح بكمال التوحيد المستحب. ونلاحظ أن مدار ذلك كله على ما يكون بالقلب، وكل إنسان يشعر بهذا بلا شك.
أسأل الله تعالى أن يحيينا على التوحيد ويميتنا عليه، ويجعل آخر كلامنا من الدنيا: لا إله إلا الله.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
المصدر : الإسلام اليوم .
السؤال
قد تدخل بعض الأمور على التوحيد فتنقصه عن الكمال الواجب، وقد تنقصه عن الكمال المستحب، وأريد أن تفرقوا لي بين ما يقدح بكمال التوحيد الواجب، وبين ما يقدح بكماله المستحب، وبين ما يقدح بأصل التوحيد، مع التمثيل إن أمكن..
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
قبل أن أبين أنواع ما يقدح بتوحيدنا لله، أحب أن أنبه إلى أن العلماء إنما ذكروا أنواع القوادح الثلاثة؛ وهي: ما يقدح بأصل التوحيد، وما يقدح بكماله الواجب، وما يقدح بكماله المستحب، حتى ندرك بأنه ليس كل أمر يقال فيه إنه ينافي التوحيد أو يقدح به؛ معناه: أنه يذهبه بالكلية، ويوقع صاحبه في الشرك، ويخرجه من الإسلام. كما ذكر العلماء ذلك في الإيمان؛ فقد يقع من المؤمن ما ينافي أصل إيمانه، وقد يقع منه ما ينافي كماله... وهكذا.
ونعود لسؤال أختنا ونقول:
أصل التوحيد؛ هو: إفراد الله تعالى بربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، فإذا وقع من الشخص شيء ينافي هذا الأصل فنقول إنه ينافي أصل التوحيد، ويدخل في ذلك جميع أنواع الشرك الأكبر؛ مثل اعتقاد أن أحداً يدبر هذا الكون مع الله تعالى، أو اعتقاد أنه يجوز أن يصرف شيئًا من أنواع العبادة لغير الله، أو تعظيم شخص كتعظيم الله أو حبه كحب الله... أو يعمل عملاً دل الدليل الصحيح الصريح بأنه من الشرك الأكبر؛ فإننا نقول إن هذا العمل ينافي أصل التوحيد، ويكون صاحبه مشركاً خارجاً عن الإسلام.
ومعنى الكمال الواجب؛ هو: كل أمر يضاد التوحيد لكنه لا يصل إلى نفي أصل التوحيد، وهذا يدخل فيه كل أنواع الشرك الأصغر؛ مثل: الرياء، والحلف بغير الله، والتشاؤم، والتفاخر بالأنساب، واستعمال التمائم والرقى غير الشرعية، وكل ما ذكر العلماء أنه من الشرك الأصغر، لكن يجب أن يلاحظ بأن هذه الأعمال قد تصل إلى الشرك الأكبر فتقدح بأصل التوحيد، مثل: الرياء، بأن ينوي الإنسان بأداء العبادات نظر الناس فقط، أو يحلف بغير الله معتقداً أن المحلوف به أعظم من الله تعالى، فهذا وأمثاله يقدح بأصل التوحيد.
وبعض العلماء يذكر أن من الأمور التي يفعلها الناس ما يقدح بالكمال المستحب للتوحيد؛ ويمثل له بترك العلاج بالكي، وترك التشاؤم بالكلية بحيث لا يكون في نفسه شيء من التشاؤم بأي شيء، وكذلك ترك طلب الرقية الشرعية، والرضا بالمصيبة فيطمئن قلبه لحصولها، ويشكر الله على وقوعها... كل ذلك ونحوه يحقق كمال التوحيد المستحب، وفعل ما يناقضها لا ينافي كمال التوحيد الواجب.
وأمثل بمثال قد يناقض أصل التوحيد، وقد يناقض كماله الواجب أو المستحب؛ بحسب ما يقوم بقلب فاعله؛ وذلك ظاهر في فعل الأسباب التي أمرنا بفعلها؛ فإذا اعتقد الإنسان أن سبباً ما يؤثر في المسبب بنفسه دون أن يجعله الله مؤثراً فهذا يقدح بأصل التوحيد، وإذا اعتقد أن السبب يؤثر بجعل الله له مؤثراً؛ لكنه اعتمد عليه ونسي الله تعالى! فهذا يقدح بكمال التوحيد الواجب، وإذا فعل السبب مع توكله على الله؛ لكن في قلبه ميلاً إلى الركون إلى السبب؛ وضعف في قلبه الاعتماد على الله في تحقيق المسبب؛ فهذا يقدح بكمال التوحيد المستحب. ونلاحظ أن مدار ذلك كله على ما يكون بالقلب، وكل إنسان يشعر بهذا بلا شك.
أسأل الله تعالى أن يحيينا على التوحيد ويميتنا عليه، ويجعل آخر كلامنا من الدنيا: لا إله إلا الله.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
المصدر : الإسلام اليوم .