مشاهدة النسخة كاملة : وأخر متشابهات
برنامج أخذ شهرة واسعة للشيخ الدكتور أحمد الكبيسي أسمه وأخرمتشابهات يتناول شيء من المتشابه بالقرآن مع عمل تفسير وموازنة ، سأبدأ بمقدمة تمهيدية ثم انقل لكم على مراحل حلقات البرنامج
يقول تعالى : (هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَايَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ (7) آل عمران)
ها أنتم كل يوم في هذه الأيام تسمعون هذا النفر من الذين فسدت عقولهم وقلوبهم وفي قلوبهم زيغ يحاولون الطعن في هذا القرآن الكريم من حيث أنه متناقض مع نفسه وليس دقيقاً وأن هذا من وضع محمد :salla:، كيف مرة يقول يوم كأنه خمسين ألف سنة ومرة ألف سنة؟ هذا تناقض ... وهي شُبهة غبية وتافهة وحاقدة ولكنها ربما تنطلي على الناس وجلاؤها كما قال تعالى يدركها أصحاب العلم الراسخ (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا).
وأنتم تعلمون أيضاً أن كل الفرق الضالة في التاريخ الإسلامي نشأت لأن أحد الناس بخبث ولؤم التقط واحدة من هذه المتشابهات وبرهن على أن القرآن خطأ أو أنه يفهم من القرآن مالم يفهموه بناء على هذه المتشابهات واختط لهم ضلالة من الضلالات التي مزقت الأمة مزقاً كما هو واقعها اليوم ناهيك عن الفرق التي اندثرت والتاريخ الإسلامي مليء بهذه الفرق التي استغلت المتشابه في القرآن واستغلت عدم إنجلاء معانيها أو التوفيق بينها عند العلماء وحينئذ اتخذوها ذريعة لشق صفوف هذه الأمة .
لماذا قال تعالى مرةسبع سنابل ومرة سبع سنبلات؟
ومرة قال (فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَاعَشْرَةَ عَيْناً (60) البقرة)
ومرة ثانية يقول (اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَفَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا (160) الأعراف)؟
(وَقُولُواْ حِطَّةٌ وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّدًا (161) الأعراف) (وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ (58) البقرة)
ماذا قال موسى؟ في الحقيقة قيل لهم هذا وهذا، هذا في مناسبة وهذا في مناسبة
يقولون هذا كلام سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - مرة يقول هذا ومرة يقول هذا، وحينئذ سوف تعرفون أن هذا معجزة لغوية لأنها بهذا الحرف وهذا التغيير وهذا التشابه يؤصِّل لقضية لا بد أن يعرفها المسلمون ويعرفها قُرّاء القرآن ولكن كلٌ في زمانه كلما تطور الزمن اكتشفوا أن هذا الاختلاف في هذا النسق إنما هو من إعجاز هذا الكتاب.
كذلك أيضاً "تغيير بنية الكلِم" (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ (123) طه) وفي آية أخرى يقول (فَمَن تَبِعَ هُدَايَ (38) البقرة)
الفرق بين تبع واتبع بالصورة عظيم، كلٌ من تبع واتبع ترسم صورة لا ترسمها الكلمة الأخرى وبهاتين الصورتين من تبع واتبع تأخذ الصورة الحقيقية الكاملة.
القرآن الكريم لا يمكن أن يكون من عند غير الله (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا (82) النساء) وليس فيه اختلاف واحد وإنماهذا الاختلاف كما ترون سوف نصل إلى أن فيه إعجازاً هائلاً من حيث أن الكلمة القرآنية معبأة بعدّة معانٍ في كل مناسبة تختار لك معنى وفي كل جيل تختار لك معنى على وفق حاجاتك. هكذا هو الأمر.
يتبع بإذن الله ....
ذو الفقار
2009-11-30, 09:01 AM
موضوع رائع أختي الكريمة دانة
متابع بعون الله .
موضوع رائع أختي الكريمة دانة
متابع بعون الله .
باركَ الله بكَ أخي ذو الفقار
قال اليهود (وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَاالنَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً (80) البقرة) وآية أخرى (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَن تَمَسَّنَاالنَّارُ إِلاَّ أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ(24) آل عمران)
ما الفرق؟
للأسف المفسرون قالوا أنهما نفس المعنى وهذا غير صحيح. المعدودات تعني أيام محددة تتكرر كل سنة لا تختلف مثل أيام العيد، مثل رمضان وفي الحج (وَاذْكُرُواْاللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ (203) البقرة) في كل سنة لا تتغير، هذه المعدودات. حينئذ هذه لها معنى.
في أيام معدودة عندنا 360 يوم أنا سأسافر أربع أو خمس أيام لا على التعيين ، أيام معدودة لأمر ما، هذه معدودة لأنها ليست محددة . قسم من بني إسرائيل قال الله سيعذبنا خمسة أيام من أيام شهر ما وآخرون قالوا خمسة أيام ليست معلومة ، والله تعالى لما نقل آراءهم وأفكارهم بهاتين الكلمتين لخص لنا أن بني إسرائيل منقسمون في هذه الأيام.
قال تعالى (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ) (261البقرة) و(وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يوسف(43))
ما الفرق ؟
رأى الملك رؤيا سبع سنبلات وحدها في الصحراء في حديقة لوحدها يعني هي واحدة اثنتان ثلاثة أربعة خمسة ستة سبعة في حديقة في صحراء، أما في قوله تعالى (سنابل) سبع سنابل في حقل من السنبل، سبع سنابل محددة معينة لها ميزة في حقل كبير من السنبل وهي ليست منفردة أو منقطعة وهذا يبين الفرق بين إنسان لا يعمل عملاً صالحاً إطلاقاً في حياته كله عمل سبع أعمال هذه سبع سنبلات وواحد أخر من الصالحين يصوم ويصلي وهو ملتزم لذلك حسناته لا حصر لها
كلما وجدت اختلافاً بين سورة وسورة بكلمة إعلم أن هذا جزء آخر من القصة عليك أن تعرفه
مثلاً(وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَاعَشْرَةَ عَيْناً(60) البقرة)
في سورة أخرى(وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا (160) الأعراف)
البعض يقول لماذا قال مرة انفجرت ومرة انبجست؟
هذا في غاية الدقة، الإنفجار ليس كالإنبجاس .. إنفجر ساعة خروج الماء من الأرض الصلبة أو الحجر الصلبة عندما إنفجرالحجر أين ذهب الماء؟ سال الماء هذا السيل يسمى إنبجاساً فالانبجاس كانبجاس الجرح،إذا انبجس جرحك هو ينفجر أولاً ثم ينبجس بحيث يسيل الدم إلى مكان بعيد، رب العالمين يذكر لنا الحالتين حالة بني إسرائيل مع موسى ساعة الانفجار عندما انفجر هذا الحجر وخرج منه ماء زلال عذب وانفجر بقوة انفجاره بقوة أدى إلى أنه ينبجس أي سال في الأرض التي هي بعد الحجر لكي يشرب منه 12 لواء من ألوية بني إسرائيل، كيف يشرب 12 فرقة من حجر؟ فسال هذا الماء فانبجست.
إذن هاتان الآيتان تتحدثان عن تسلسل الواقعة وكل كلمة ترسم جزءاً من صورة وهكذا هو كل القصص القرآني. الإنبجاس لا يكون إلا بعد الإنفجار
ميْت وميّت بالسكون أو الشدة...ما الفرق بينهما ؟
(إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ (30) الزمر) (أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ (122) الأنعام).
ميْتاً هذا الميت الحقيقي الذي مات ووضِع من الخطأ أن نقول فلان ميّت. نحن كلنا سنموت يوماً ونحن من أصحاب القابلية للموت نحن ميّتون في المستقبل فالميت الحالي يقال له ميْت وللأسف الناس يقولون ميّت
بعض الكلمات مدغمة وبعضها غير مدغم مثلاً (إنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) البقرة) بالتاء وآية أخرى (وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ(108) التوبة) بالشدة،
ما الفرق بين الأثنين ؟
أحدهما عندما تكون متوضأ وهناك أناس من المسلمين (وهذه سنة عظيمة ) من ساعة أن يستيقظ إلى ساعة ما ينام هو متوضأ وكلما انتقض وضوؤه يتوضأ فهو دائم الطهور هذا المطهرين أما الذي يصلي وينقض وضوؤه ويجدد وضوءه قبل الصلاة هذا متطهر، فرب العالمين يرسم بهذه التاء المدغمة يرسم أيهما مطّهر وأيهما متطهر وكلا الحالتين عظيمة .
يتبع بإذن الله...
هناك آيتان في كلمة "علم الكتاب":
تعرفون قضية بلقيس وسيدنا سليمان والعرش
(قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴿38﴾ قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ﴿39﴾ قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ﴿40﴾ النمل)
الآية الثانية(وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ﴿43﴾ الرعد)
الآية الأولى تقول أن هؤلاء الناس عندهم علم من الكتاب وليس كل الكتاب وهذه الآية تقول عنده كل علم الكتاب
أولاً ما معنى الكتاب؟ ما هو الكتاب؟
كل بناية في هذا العالم وكل مؤسسة وكل سيارة تشتريها تجد معها كتيباً يشرح لك هذه السيارة بكل تفاصيلها من ألفها إلى يائها ... هذا الكتاب له أسماء غربية يسمى كتالوج والخ لكن هو كتاب يشرح لك خفايا هذه السيارة أو هذه العمارة أو هذه المؤسسة ، هذا الدليل من الناس من يعرفه كله لا يغمض عليه شيءٌ منه ، هو يعرف لغات وعنده خبرة هندسية فلما قرأ هذا الكتاب فهم السيارة من ألفها إلى يائها بحيث لم يعد يخفى عليه ولا جزء واحد هذا عنده علم الكتاب، كل الكتاب صار في علمه.
هناك واحد يمكن أنه لا يعرف سطرين منه ، فقط يعرف كيف يشغل السيارة ويمشي بها أما هذا الكلام والتفاصيل لا يفهم منها شيئاً لو قرأها مائة سنة لا يفهم منها شيء.
(عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ) أي أن هذا الكتاب هو دليل الكون،
إذاً هناك نوعين من الكتب : هناك لكل شيءٍ كتاب (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ﴿103﴾ النساء) كل ما في هذا الدين أجزاء متكاملة في كتاب (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا ﴿145﴾ آل عمران) كتاب الموت، هذه الكتب جميعاً وهي بالمئات بل بالآلاف التي تحوي أمر الله وقدرته وعلمه المتعلق بذلك الشيء بالكامل هذه كلها مجموعة في كتاب واحد سماه الإسلام اللوح المحفوظ.
هذا اللوح المحفوظ كتاب الكتب، كل الكتب فيه. كل واحد من الناس قد يعرف كتاباً من الكتب وهذا في كل البشرية سواء كان يهوداً أو نصارى أو مسلمين كل من له نبيٌ ورسولٌ من السماء وله كتاب من الكتب المقدسة تجد فيهم واحد اثنين ثلاثة يسمونهم الأحبار، الرهبان، العلماء، يسمونهم العارفون بالله هي أنواع من التسميات تبين أن هذا الإنسان له إلمام بالله عز وجل من حيث قدرته ومخلوقاته عندما يتأمل ويتفكر أصبح رجلاً يستطيع أن يشرح لك ما في كتاب هذا الكون والكون فيه كتاب كامل، أي دليل كامل .
من هو الذي يعرف بعض الكتاب والكتاب؟
آراء المفسرين كثيرة ناس قالوا هو سليمان نفسه وناس قالوا أحد وزرائه وناس قالوا لقمان ...الخ . وحينئذٍ كل هذا الكلام صحيح لأن كل واحد من هؤلاء الناس له علم من الكتاب سواء كان أنبياء أو رسل أو علماء صالحين أو ناس من أهل الله أو عارفون كل واحد له معرفة بالله اسمه العارف بالله، لكن الذي يعلم الكتاب كله واحد بعد الله عزوجل، كل واحد يمكن أن يكون عنده علم من الكتاب إما عن طريق صلاح رب العالمين يقذف في قلبه علماً (وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا ﴿65﴾ الكهف) (وَعَلَّمَكَ مَالَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ﴿113﴾ النساء)
أما هذاعام، هذا الكتاب يعني الغيب والمستقبل وتفصيلات .. هناك واحد في يوم من الأيام رأى رؤيا في المنام تنبؤه عما سوف يحدث في المستقبل (علم الغيب) هذه قضية مسلَّم فيها كرؤيا العزيز، كرؤيا ملك مصر ورؤيا إبراهيم ورؤيا يوسف . إذا كان هذا يحدث في المنام فلئن يحدث في اليقظة أفضل وأهمّ ، ولهذا رب العالمين ممكن أن يضع علمه في أي عبدٍ من عباده لكن جزئي. الذي عنده علم الكتاب كاملاً طبعاً منهم من قال محمد صلى الله عليه وسلم (وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ). وكثير من المفسرين قال فلان وفلان حقيقةً تقريباً كان كلهم يميلون إلى أنه "آصل البرقيه" أحد علماء سيدنا سليمان عليه السلام في زمانه وكأن الله سبحانه وتعالى علمه علم الكتاب فحينئذٍ هذا في الحقيقة هو يعلم علماً من الكتاب. وأبو بكر الصديق وعمر يعلمان علماً من الكتاب وكثير.
مثلاً شخص دخل على سيدنا عثمان قال له: إني أرى في وجهك الزنا فذهل ذاك الرجل فقال له: أوحيٍ بعد رسول الله؟! هذا علم من الكتاب يوهب من الله عز وجل أن ترى ما لا يرى غيرك هذا علمٌ من الكتاب ليس كل الكتاب.
وسيدنا الخضر أيضاً علمٌ من الكتاب لو كان الخضر يعلم كل علم الكتاب لكان النبي :salla:أولى ، لإن النبي صلى الله عليه وسلم أُخبر بما هوكائن وما يكون إلى يوم القيامة، كل ما يجري في هذا اليوم أحاديث صحيحة تخبر عنه (لاتقوم الساعة حتى يكون الروم أشد الناس عليكم) أي الغربيون، (لا تقوم الساعة حتى لايدخل إلى العراق قفيزٌ ولا مدٌ..) يعني حصار كامل.
إذاً النبي صلى الله عليه وسلم عنده علم من الكتاب واسع الذي عنده علم الكتاب كامل - حسب رأيي كما قلت لكم - الله سبحانه وتعالى هذا مفروغ منه لكن من المخلوقين جبريل فقط لماذا؟
أنا كان يسرني أن أقول النبي صلى الله عليه وسلم ولكن أنت لو تقرأ السنة كثيراً ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يستفسر من جبريل عن بعض الظواهر ما هذا يا أخي جبريل؟ يقول له كذا كذا، يعلمه والله أعلم طبعاً لكن عندما تعرف أن جبريل ما سأل النبي عن شيء وجبريل كان أميناً كما قال تعالى في كتابه العزيز امتدحه مدحاً كاملاً أنه أمين والخ ومن أجل هذا الوحيد بعد الله عز وجل الذي يعلم علم الكتاب كاملاً لأنه موكل به.
يقول بعض المفسرين إن لله ملكاً آخر اختصه الله، خلقه الله عز وجل للوح المحفوظ لكن ما قال اسمه ولا ما هو، على كل حال إذا صح فهذا عظيم أيضاً إذا كان خلق من أجل هذا والمفروض أن كتاب كهذا يحوي سفر الكون كله جدير بأن الله يخلق له ملكاً. لكن جبريل عليه السلام من وقائعه مع كل الأنبياء، مع سيدنا آدم والذين من بعده ومع سيدنا موسى وسيدنا عيسى ومع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وتصرفاته كان ينهاهم ويصلحهم (أتدري يا محمد من فعل كذا من هؤلاء؟) إذاً يبدو أن هذا المخلوق العظيم إنما هو يعرف كل الكتاب بعد الله عز وجل والله أعلم.
يتبع بإذن الله ....
بعد علم شيئاً ومن بعد علم شيئاً:
( وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا ( 70) النحل)
آية أخرىوهي آية الحج(وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا)(5)
(لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا) (لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا) يقولون هذه (من) زائدة! كيف (من) زائدة؟ هذه الـ (من) تغيرالمعنى كاملاً
الإنسان يبدأ ويتعلم ويستوعب العلم فصار عنده علم ، عندما يبلغ من الكبر عتياً في الستين في السبعين الآن لا يستطيع أن يتعلم معلومات جديدة (وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَعِلْمٍ شَيْئًا) أما عندما يصبح بالمائة والمائة والعشرين حتى الذي تعلّمه بالسابق نسيه (لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا) ،
في الأولى ما نسي ومعروف طبياً أن الذي عمره في السبعين ثمانين تسعين قد لا يتعلم لكن يتذكر أيام الشباب والطفولة والعلم الذي أخذه من الجميع إلى أن يكبر فإذا كبر نسي الجميع (لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا) إذاً هذه الـ (من) ليست زائدة وإنما هذه المن تغير الصورة بالكامل.
إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ .... إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْعَزْمِ الْأُمُورِ:
يقول تعالى (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) لقمان) وفي آية أخرى (وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ(43) الشورى)
الأولى ليس فيها لام والثانية فيها لام فماالفرق؟
كل مصيبة تقع عليك وليس لك فيها خصم مثلاً حُرِقت سيارتك، خسرت تجارتك هذه ليس لك فيها غريم هذه من عزم الأمور ليس فيها صبر لا تحس بالظلم أما القتل والسجون وغمط الحق والتهجير كيف سنصبر ؟
وكما قال تعالى (لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَبِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ (148) النساء) الظلم قاسي على النفس عندما تكون مظلوماً وظالمك أمامك ، لكن أن تصبر على قاتل وقد وقع بيدك ثم تقول له إذهب قد عفوت عنك فهذه هي الثانية .
ذي القربى وبذي القربى:
يقول تعالى (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى﴿83﴾البقرة) (وذي) لا يوجد باء،
الآية الأخرى للمسلمين (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى﴿36﴾النساء)
عندنا آيتين آية اليهود (وَذِي الْقُرْبَى) آية المسلمين (وَبِذِي الْقُرْبَى) يقولون هذه الباء زائدة يعني ليس لها معنى ، في الحقيقة لا، فرب العالمين بهذه الباء يرسم ما هومستقبل القربى عند اليهود وما هو مستقبل القربى عند المسلمين أي الترابط الأسري،فرب العالمين يعلم مقدماً أنه ما من أمة على وجه الأرض سوف تصل إلى ما وصل إليه المسلمون من هذا الرحم وهؤلاء القربى والكل يشهد بذلك. في حين الأمم كلها لا تُعنى بهذا اليوم ... فرب العالمين عز وجل عندما ترك الباء بهذه الآية الموجهة للمسلمين إشارة إلى أن هذه الأمة وحدها هي التي سوف تُعنى بالأرحام والأقارب والوالدين والتماسك الأسري كما لا يمكن أن تفعل أمة أخرى هذا هو أثر الباء، وجودها في آية المسلمين وحذفها من آية أخرى لغير المسلمين.
أُهِلّ لغير الله به وأهل به لغير الله:
(إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَاأُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ﴿173﴾ البقرة) (به) مقدمة،
الآية الأخرى (وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ﴿3﴾ المائدة)
هناك حيوانات،أي ذبائح ، قسم أهل بها لغير الله ومنها أهل لغير الله بها، ليس هذا عبثاً.
فرق بين أني أنا رجل مسلم ولكن أنا ذبحت ذبائح وما أحسنت الذبح يعني ما سميت باسم الله ولا ذبحت على القبلة ولا أهديتها لمن ينبغي أن تُهدى له بالطريقة الشرعية ولا قلت هذا لوجه الله والثواب لفلان أخطأت، هذا (وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ).
وهناك من هو أصلاً لا يؤمن هو أصلاً هو ذبحها على قبر، ذبحها على إمام، هذا لوجه الإمام لوجه القبر الفلاني، كل هذا غير مأكول ولكن الفرق أن الذبيحة كلها من أساسها دخلت في الشرك أو هي صحيحة لكن أنت عندما أردت أن تذبح لم تحسن وأخطأت خطأً، إذاً فهما قضيتان وليست قضية واحدة ، هذه أهل بها لغير الله، هي أصلاً لغير الله يعني شرك.
وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْل ﴿191﴾ البقرة) - (وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ﴿217﴾ البقرة)
ما الفرق بين الأثنين ؟
كلنا نعرف أن القتل من الجرائم العظيمة والأحاديث في ذلك مخيفة جداً (أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة الدماء) (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا) المائدة آية 32) (من أعان على قتل مسلمٍ ولو بشق كلمة بعث يوم القيامة مكتوباً على جبينه آيس من رحمة الله)
تصور لو أن رجلاً كما وقع في التاريخ المعاصر قتل مدينة كاملة فيها ملايين كما هو الحال في هيروشيما وناكازاكي والخ. بقنبلة واحدة رجل قتل ملايين ... بقنبلة واحدة بساعتين كيف يمكن أن تتخيل عقابه يوم القيامة؟
لا بد أن يكون عقابه كبيراً من حيث الكمّ وشديداً من حيث الكيف. هذا هو الفرق بين (وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ﴿217﴾ البقرة) هذا حجماً (وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ﴿191﴾ البقرة) يعني من ناحية الكيف قد يُعذَب واحد بالضرب مليون سنة هذا كبير ولكنه ليس شديداً وقد يُعذَب سنة بأشد أنواع العذاب فهذا شدة
لكي نكون واضحين في معنى الفتنة، سنتعرف عليها أكثر من خلال مقارنتها بكلمة أخرى ، عندنا بلاء وعندنا فتنة هذان الأسلوبان من أساليب تمحيص الإيمان (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ(31 ) محمد) (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لايُفْتَنُونَ ﴿2﴾ العنكبوت) إذاً امتحان الإيمان إما ببلاء تكرهه نفسك وإما بفتنة تحبها نفسك.
قد يمحص إيمانك بما تكرهه كمرض ، هذا عن البلاء فيما تكرهه نفسك أما الفتنة فهي فيما تحبه نفسك في النِعم مثلا كنت فقيراً فصرت غنياً جداً هل ستستعمل هذه النعمة في شكر الله في الصالحات وتعين الناس؟ أم سوف يدعوك هذا إلى التكبر والطغيان والجبروت؟ ، هكذا الفرق بين الفتنة والبلاء وفي كلا الحالتين أنت ممتحن. بل أن النعم أحياناً أقسى من النقمة لإنك أحياناً تصبر على البلاء ولكن عندما أصابتك النعمة لم تصبر وتجبرت ونسيت من أنت وكيف كان حالك .
في سورة البقرة (َإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ)﴿58﴾البقرة
نفس الآية بالضبط جاءت في سورةالأعراف 161 تقول ما يأتي (وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُواالْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ)﴿161﴾الأعراف
تعالوا نقارن كلمة كلمة :
في آية البقرة (وإذ قلنا) بآية الأعراف (وإذ قيل لهم) هذا ليس عبثاً.
في آية البقرة (ادخلوا هذه القرية) وفي الأعراف (اسكنوا هذه القرية)،
في آية البقرة (فكلوا) في آية الأعراف (وكلوا) بالواو ففي الأولى فاء والثانية واو،
(نغفر لكم خطاياكم) هذا في البقرة، في الأعراف (نغفر لكم خطيئاتكم)،
في البقرة (وسنزيد المحسنين) فيها واو وفي الأعراف (سنزيد المحسنين)،
في البقرة (ادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة) في الأعراف (قولوا حطة وادخلوا الباب سجداً)
هذه مجمل الاختلافات بين الآيتين وكلها تدور في حدثٍ واحد في مقطعٍ واحد في أرضٍ واحدة ولكن تركيب الآية أو الصياغة اللفظية تختلف اختلافاً شديداً بين الآيتين وكما نعلم أن هذا هو المتشابه وكل اختلافٍ من هذه الاختلافات يعطيك جانباً من الصورة إذا ألممت بها كثيراً فإنك حينئذٍ تكون قد عرفت تفاصيل القصة.
اللقطة الاولى :
(وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا) وإذ قلنا، في الأعراف (وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ) نفس القضية؟
لا، في البداية رب العالمين لما تاهوا وقالوا يا موسى نحن جُعنا وشكوا له فأمرهم رب العالمين و قال (وَإِذْ قُلْنَا) لهم أي نحن _الله عزوجل_ قلنا لهم (ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ) وهي بيت المقدس كما تقول أصح الروايات إذاً رب العالمين في البداية أمرهم أن يدخلوا هذه القرية بينما هنا(وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ) هنا بسبب أن بني اسرائيل لا ينقادون لأمر ربهم فأنبيائهم واحد تلو الآخر بدأوا يحثونهم إذاً رب العالمين عندما قال (قُلْنَا) كان سيدنا موسى موجوداً، ففي زمن سيدنا موسى رب العالمين هو الذي قال، بعد سيدنا موسى محاولات أخرى جادة من أنبيائهم ضد لجاجات بني إسرائيل ادخلوا ادخلوا ادخلوا إذاً هذا الفرق بين (وَإِذْ قُلْنَا) نحن الله و (وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ )
اللقطة الثانية:
في البقرة (ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ) وفي الأعراف (اسْكُنُوا هَذِهِالْقَرْيَةَ) واضح الفرق ادخلوا في البداية، رب العالمين أمركم أن تدخلوا هذه القرية. يا ترى الدخول مؤقت؟ يوم يومين؟ فلما قال (اسْكُنُوا) يعني بعد أن تدخلوا لا تفكروا بالخروج منها وإنما اسكنوا بها بشكل نهائي هذا الفرق بين ادْخُلُوا ، وبين اسْكُنُوا.
اللقطة الثالثة :
مرة قال (فَكُلُوا مِنْهَا) ومرة قال (وَكُلُوا مِنْهَا )بالواو أنظر إلى دقة القرآن الكريم لما شكوا له من الجوع وقالوا إبعث لنا شيئاً نأكله (مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا) قال (ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا) لأنهم جائعون وحينئذٍ ادخلوا هذه القرية بسبب هذا الدخول سوف تأكلون (ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا) هذا بعد أن دخلوا لأول مرة. لما سكنوا كلما جاعوا يأكلون قال (وَكُلُوا) إذاً مستمرة .
اللقطة الرابعة :
ثم قال رب العالمين (وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ) في الأعراف (وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا) الباب باب المسجد فلما قال (وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ) يعني ادخلوا الباب وقولوا حطة اللهم حُطَّ عنا خطايانا لأن خطايا بني إسرائيل كثيرة جداً من زمن سيدنا موسى إلى اليوم ما من أهل دين عصوا أنبياءهم وقتلوهم وشردوهم واتهموهم باللواطة وبالزنا كما فعل اليهود بأنبيائهم. إذاً الآية تقول (وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًاوَقُولُوا حِطَّةٌ) .. لكن في الأعراف (وَقُولُواحِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا) معنى ذلك عليك أن تستغفر الله عز وجل قبل الدخول وأثناءه وبعده وهذه حتى عند المسلمين من لزم الاستغفار (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همٍ فرجاً ومن كل ضيقٍ مخرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب) ، فرب العالمين لما أراد أن يتوب عليهم وقد ساءت أعمالهم قال (وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا) يعني أنتم عندما تدخلون المسجد ائتوه وأنتم تزحفون ساجدين وقولوا ربي اغفر ربي حط عنا خطايانا يا رب العالمين فإذا دخلتم المسجد استمروا بهذا. فاختلاف التقديم والتأخير يقوم برسم مقطعين مختلفين في هذه القصة.
اللقطة الخامسة :
في سورة البقرة (نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ) في الأعراف (نَغْفِرْلَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ) ما الفرق؟
كل واحد منا ذنوبه لا تحصى ، في الآية الأولى قال( نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ) كلها بدون تعداد كل الخطايا. أما الخطايا المعدودة اسمها خطيئات وهي محسوبة علينا نعرفها ولا ننساها أما جملة الذنوب سماها خطايا. فرب العالمين مرة قال (نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ) كلها ثم قال حتى تلك الرهيبة وهي الخطيئات لأنها معدودة محددة معروفة لا ينساها العبد ويتذكرها جيداً وهو على فراش الموت وهي التي تهلكه وتوبقه يوم القيامة. هذا الفرق بين (نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ) و (نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ)
أخيراً
قال في سورةالبقرة (وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ) بينما في الأعراف قال (سَنَزِيدُالْمُحْسِنِينَ) أنت لاحظ أن آية البقرة فيها قوة لماذا؟ رب العالمين يقول (وَإِذْ قُلْنَا) أنا رب العالمين الذي قلت أنا قلت لكم، لما كان المخاطِب رب العالمين يكون عطاؤه أكثر يعني عندما يخاطبك الملك مباشرة يكون عطاؤه أعظم بينما عندما يرسلك شخص يبلغك يكون العطاء أقل والله قال (وَإِذْ قُلْنَا) قال (وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ) واو للتأكيد تدل على كمية العطاء الهائلة بينما في سورة الأعراف : أنبياء كانوا يتكلمون معهم وليس رب العالمين بشكل مباشر قال (سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ)
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir