الرافعي
2009-12-06, 11:43 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ،
فالمطالع لعنوان الموضوع وموضعه من قسمه قد يظن أنه حديثي خالص ، لكني أود أن أستنقذ منه فائدة جليلة أرجو أن تنزل من قلوبكم منزلها من قلبي ، ولم لا ومناط الموضوع هو إمام الدنيا وأمير المؤمنين في الحديث أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري - رحمه الله .
كنت أطالع طائفة من مصطلحات الجرح عند علمائنا المتقدمين حين صادفتني هاتان الكلمتان من اصطلاحه رحمه الله حين كان يريد أن يضعف أحدهم فيقول : (( فيه نظر )) .
وقبل أن أغوص في المباحث الخاصة بذاك الاصطلاح الخاص له - رحمه الله - وقفت كثيراً جداً عند هاتين الكلمتين واستأذنتهما أن يفتحا لي أبوابهما ويسلكا لي منفذاً إلى مرتع من أخلاق هذا الإمام فإذا هما يفصحان لي عن قليل من كثير من نفس هذا الرجل وورعه وأدبه .
فأما من الناحية الاصطلاحية فكما سقت من قليل فعند أهل الحديث أن هذه الفظة من الإمام إنما يريد بها ضعف الراوي الذي تكلم عليه كما نص على ذلك كثير من أهل العلم كالإمام الذهبي في موقظته إذ قال : ( وكذا عادته إذا قال فيه نظر بمعنى أنه متهم ، أو ليس بثقة فهو عنده أسوأ حالاً من الضعيف )
وكذا قال عنه ابن كثير في ( اختصار علوم الحديث ) : ( البخاري إذا قال في الرجل سكتوا عنه أو فيه نظر فإنه يكون في أدنى المنازل وأردأها عنده )
وكذا نبه على ذلك العلامة المعلمي اليماني رحمه الله في تنكيله إذ قال : ( وكلمة فيه نظر معدودة من أشد الجرح في اصطلاح البخاري ) .. والأقوال غير تلك كثيرة لا يسعني حصرها .
ولعل من أروع ما يزيد هذه اللفظة جمالاً - عندي على الأٌقل - اقترانها بأختها من مصطلحه أيضاً رحمه الله حين يتكلم عن فلان فغاية ما يقول فيه : سكتوا عنه !
يا لله !
انظروا لهذا الأدب الجم والورع الذي يندر أن يكون سوى من مثل هذا الجبل الأشم !
ورع لم يرض أن أنهي قراءتي لترجمته في ( السير ) للإمام الذهبي رحمه الله إلا وقد استجلب معه دمعتين انحدرتا مني عفواً حين قرأت قول الإمام الذهبي : ( قال بكر بن المنير : سمعت أبا عبد الله البخاري يقول أرجو أن القى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحدا ) ويتعقبه الذهبي قائلا : ( قلت : صدق رحمه الله ومن نظر في كلامه في الجرح والتعديل علم ورعه في الكلام في الناس وإنصافه فيمن ضعفه فإنه أكثر ما كان يقول : منكر الحديث ، سكتوا عنه ، فيه نظر ، ونحو هذا وقلّ أن يقول فلان كذاب أو كان يضع الحديث ، ، حتى إنه قال إذا قلت : فلان في حديثه نظر فهو متهم واه ) ..
أين هذا ممن لا هم لهم اليوم سوى تجريح فلان ، وغمز فلان ، ولمز فلان ، والافتراء بالكذب على فلان ولا حول ولا قوة إلا بالله .
ألا فليعلم هؤلاء أنه لا يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم .
وليست بي حاجة أن أدعو إلى قول أو بقول محفوظ ولكن القلوب تيبست ولا حول ولا قوة إلا بالله .
ألا فليأخذ هؤلاء العبرة من هؤلاء .
لله درك يا إمام .
أسأل الله أن يجمعنا بك في مستقر رحمته .
تنبيه : سامحوني على عدم التنسيق فقد كتبت الموضوع على عجل مؤثراً عدم الانتظار للغد .. ولو أراد المشرف تنسيقه فله ذلك وله الأجر والمثوبة
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
فالمطالع لعنوان الموضوع وموضعه من قسمه قد يظن أنه حديثي خالص ، لكني أود أن أستنقذ منه فائدة جليلة أرجو أن تنزل من قلوبكم منزلها من قلبي ، ولم لا ومناط الموضوع هو إمام الدنيا وأمير المؤمنين في الحديث أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري - رحمه الله .
كنت أطالع طائفة من مصطلحات الجرح عند علمائنا المتقدمين حين صادفتني هاتان الكلمتان من اصطلاحه رحمه الله حين كان يريد أن يضعف أحدهم فيقول : (( فيه نظر )) .
وقبل أن أغوص في المباحث الخاصة بذاك الاصطلاح الخاص له - رحمه الله - وقفت كثيراً جداً عند هاتين الكلمتين واستأذنتهما أن يفتحا لي أبوابهما ويسلكا لي منفذاً إلى مرتع من أخلاق هذا الإمام فإذا هما يفصحان لي عن قليل من كثير من نفس هذا الرجل وورعه وأدبه .
فأما من الناحية الاصطلاحية فكما سقت من قليل فعند أهل الحديث أن هذه الفظة من الإمام إنما يريد بها ضعف الراوي الذي تكلم عليه كما نص على ذلك كثير من أهل العلم كالإمام الذهبي في موقظته إذ قال : ( وكذا عادته إذا قال فيه نظر بمعنى أنه متهم ، أو ليس بثقة فهو عنده أسوأ حالاً من الضعيف )
وكذا قال عنه ابن كثير في ( اختصار علوم الحديث ) : ( البخاري إذا قال في الرجل سكتوا عنه أو فيه نظر فإنه يكون في أدنى المنازل وأردأها عنده )
وكذا نبه على ذلك العلامة المعلمي اليماني رحمه الله في تنكيله إذ قال : ( وكلمة فيه نظر معدودة من أشد الجرح في اصطلاح البخاري ) .. والأقوال غير تلك كثيرة لا يسعني حصرها .
ولعل من أروع ما يزيد هذه اللفظة جمالاً - عندي على الأٌقل - اقترانها بأختها من مصطلحه أيضاً رحمه الله حين يتكلم عن فلان فغاية ما يقول فيه : سكتوا عنه !
يا لله !
انظروا لهذا الأدب الجم والورع الذي يندر أن يكون سوى من مثل هذا الجبل الأشم !
ورع لم يرض أن أنهي قراءتي لترجمته في ( السير ) للإمام الذهبي رحمه الله إلا وقد استجلب معه دمعتين انحدرتا مني عفواً حين قرأت قول الإمام الذهبي : ( قال بكر بن المنير : سمعت أبا عبد الله البخاري يقول أرجو أن القى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحدا ) ويتعقبه الذهبي قائلا : ( قلت : صدق رحمه الله ومن نظر في كلامه في الجرح والتعديل علم ورعه في الكلام في الناس وإنصافه فيمن ضعفه فإنه أكثر ما كان يقول : منكر الحديث ، سكتوا عنه ، فيه نظر ، ونحو هذا وقلّ أن يقول فلان كذاب أو كان يضع الحديث ، ، حتى إنه قال إذا قلت : فلان في حديثه نظر فهو متهم واه ) ..
أين هذا ممن لا هم لهم اليوم سوى تجريح فلان ، وغمز فلان ، ولمز فلان ، والافتراء بالكذب على فلان ولا حول ولا قوة إلا بالله .
ألا فليعلم هؤلاء أنه لا يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم .
وليست بي حاجة أن أدعو إلى قول أو بقول محفوظ ولكن القلوب تيبست ولا حول ولا قوة إلا بالله .
ألا فليأخذ هؤلاء العبرة من هؤلاء .
لله درك يا إمام .
أسأل الله أن يجمعنا بك في مستقر رحمته .
تنبيه : سامحوني على عدم التنسيق فقد كتبت الموضوع على عجل مؤثراً عدم الانتظار للغد .. ولو أراد المشرف تنسيقه فله ذلك وله الأجر والمثوبة
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين