عزتي بديني
2009-12-09, 04:05 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد جاءت شريعة الإسلام بكل ما يصلح أحوالنا ولم تترك صغيرة ولا كبيرة إلا وأتت فيها بحكم وتوجيه،جاءت الشريعة لإسعاد المجتمع ،والأطفال من ضمن المجتمع.
إن رحلة الطفل في الإسلام تبدأ من قبل وجوده،تبدأ من حين البحث عن أم وزوجة صالحة "فاظفر بذات الدين تربت يداك" ،كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم: "تزوجوا الودود الولود،فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة" رواه أحمد.
ويدعوا الإنسان قبل وجود الطفل بقوله :{ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء} آل عمران :34.فإذا وجد هذا الطفل ذكراً كان أو أنثى كان له من الحقوق والواجبات ما يضمن له صلاحه.
حاجة الطفل إلى التقبل
نحتاج لكي نسلك مسلكاً سليماً في التربية الاجتماعية والنفسية لأولادنا أن نفكر في أمر إشباع حاجاتهم النفسية والاجتماعية والوجدانية،وهذه الحاجات نحتاج أن نتعرف عليها ونتعلم كيف يتم إشباعها لدى أولادنا على الوجه الأتي :
1. ضرورة أن يشبع الطفل حاجته إلى الحب والحنان:
فالطفل خلق ليكون محباً ومحبوباً،وهذا الحب يحقق له التفاعل من خلال التبادل بينه وبين والديه وأخوته وزملائه،فهو يريد أن يشعر أنه مرغوب فيه،وأن أسرته وبيئته ترغب في وجوده.
2. يحتاج الطفل إلى الصداقة والحنان:
والأسرة هي التي توفر له الحضن الاجتماعي الذي يشعره بالدفء والعاطفة ،ولكي نشبع هذا الجانب :يعود الطفل أن يقبل والديه صباحاً وعند النوم،وإذا ذهب إلى المدرسة تعوده الأم أن تقبله وإذا حضر تقبله.
أما إذا لم يجد البيئة التي تشبع له هذه الحاجة للحب والحنان فإنه يعاني من "الجوع العاطفي" ويشعر بأنه غير مقبول أو غير مرغوب فيه،مما يؤثر سلبياً على توافقه النفسي والاجتماعي،وقد يجعله مضطرباً نفسياً واجتماعياً،عكس الطفل الذي يشعر بالحب والحنان من والديه.
والطفل بطبعه حساس جداً تجاه من يقدم له الحب والحنان ،ويعرف ذلك من خلال:
- نظرات والديه.
– اللمسات الحانية الرقيقة.
– مداعبة الأم له واحتضانه وتقبيله.
– بسمات سعيدة يقرؤها في وجوه من يتعامل معهم فيشعر بدفء الحياة وجمالها ،وأنه شخص له شخصية ومرغوب فيه ممن حوله.
3. الحاجة للشعور بالاطمئنان والأمان:
يمثل الشعور بالأمان أهمية كبيرة في تحقيق الإشباع النفسي ،والطفل لا يشعر بالأمان إلا إذا كانت العلاقة بين الوالدين ملؤها المودة والرحمة والتفاعل المثمر.
وحاجة الطفل إلى الأمان توفر له نمواً متوازناً وتربية صالحة لبناء الثقة في النفس،وتمنحه الطمأنينة وتدفعه إلى الأمام في بناء معالم شخصيته،وتشكل في نفس الوقت حصانة ضد الاضطرابات النفسية والسلوكية لديه.
ويجب التأكيد على أن شعور الطفل بالقبول يجب ألا يكون مرتبطاً بإنجازات معينة ،أو أن يظهر الوالدين عدم قبوله لو أخطأ أو فشل،مثال: "إذا نجحت وحصلت على تقدير ممتاز أو الأول نحبك أكثر" هنا يشعر الطفل أن والديه لا يحبونه لذاته .والمطلوب هو الحب غير المشروط،وأن يظهر الحب للطفل لذاته ولكيانه ،وحتى إذا أخطأ لا يقال له" نحن لا نحبك" بل يقال: " نحن نحبك أنت ولا نحب هذا الفعل أو هذا السلوك الخطأ هذا الفعل لا يحبه الله ،ويخالف ما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم" .فمثلاً : إذا غضب الطفل الصغير ورمى بالأشياء على الأرض،نعلمه أن هذا الفعل يخالف الرسول صلى الله عليه وسلم،ونعلمه أن يحمله ولا يتعلم التبذير والإسراف.
والأسرة هي الأساس في شعور الطفل بالتقبل ،فحين يسود الاطمئنان والقبول ينتشر الاحترام والتقدير والسكن والمودة والحب ،وكلما انعدم القبول بين أفراد الأسرة الواحدة زاد التباعد والتوتر والشحناء فيما بينهم وانتشرت سلوكيات الأنانية وحب الذات مقابل سلوكيات التعاون والإخاء ،لذلك كان لزاما على الآباء والأمهات والمربين الحرص على ما يلي:
1) الابتعاد عن السلوكيات الأبوية التي تشعر الطفل بالافتقار إلى القبول،والحرص على ما يشبع حاجة القبول لدى الطفل،وإحاطتهم بالدفء والحب والحنان.
2) ينبغي أن تكون تلبية الحاجات الأساسية متوازناً فلا إفراط ولا تفريط.
3) الاستماع لهم وإشراكهم في الحديث ،واحترام أفكارهم واستنتاجاتهم.
4) مشاركتهم في اللعب والروتين اليومي.
5) الابتعاد عن السلوكيات التي من شأنها أن تحرم الطفل من الشعور بالقبول،مثل:
أ) النقد المستمر لسلوكيات الطفل،فلا ينبغي التربص له أثناء كل حركة تصدر منه أو كلمة يتفوه بها،فمثل هذا السلوك يولد لديه أحساس بأنه مرفوض ،ويجعله يصاب بالإحباط وخيبة الأمل ،وينزع منه الثقة بقدراته وإمكاناته.
ب) لا يلزم الطفل بأكثر مما يستطيع ،ولا يكلف ما لا يطيق من العمل ،فكلما أحس الطفل بعدم قدرته على تحقيق رغبات الوالدين وطموحهما كلما شعر بعدم قبوله .
ج) لا يقارن الطفل بغيره،فالمقارنة بين شخصيتين علمياً ومنطقياً سلوك غير صحيح وغير مقبول،وفي المجال التربوي المقارنة بين طفلين لها من السلبيات أكثر من الايجابيات ؛حيث تصيب المقارنة الضعيف منهما بالإحباط وتولد لديه شعور بالرفض .
د) لا تفرض الحماية والدلال على الطفل،فإحاطة الطفل بحماية زائدة تشل من قدرته،ولا تسمح بتنميتها ولا باكتساب قدرات جديدة في الحياة ،ولذلك لا نبالغ في موافقتنا على أن الإقلال من حماية الطفل أقل خطراً من الإفراط فيها،فكل طفل أودع الله فيه رغبة في الاكتشاف والمبادرة والتجربة والتعلم من الخطأ بمفرده،والحماية الزائدة تقضي على حب المبادرة لديه،كما أن الطفل يفهم الحماية الزائدة على أنها انعدام لثقة الوالدين في إمكاناته وقدراته،وبالمقابل يرى أنه مرفوض من الوالدين اللذان يمنعانه من تحقيق استقلاليته وذاته.
كلثوم محمود العبد العزيز (http://www.almurabbi.com/DisplayAuthorWritings.asp?AuthorID=252)
لقد جاءت شريعة الإسلام بكل ما يصلح أحوالنا ولم تترك صغيرة ولا كبيرة إلا وأتت فيها بحكم وتوجيه،جاءت الشريعة لإسعاد المجتمع ،والأطفال من ضمن المجتمع.
إن رحلة الطفل في الإسلام تبدأ من قبل وجوده،تبدأ من حين البحث عن أم وزوجة صالحة "فاظفر بذات الدين تربت يداك" ،كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم: "تزوجوا الودود الولود،فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة" رواه أحمد.
ويدعوا الإنسان قبل وجود الطفل بقوله :{ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء} آل عمران :34.فإذا وجد هذا الطفل ذكراً كان أو أنثى كان له من الحقوق والواجبات ما يضمن له صلاحه.
حاجة الطفل إلى التقبل
نحتاج لكي نسلك مسلكاً سليماً في التربية الاجتماعية والنفسية لأولادنا أن نفكر في أمر إشباع حاجاتهم النفسية والاجتماعية والوجدانية،وهذه الحاجات نحتاج أن نتعرف عليها ونتعلم كيف يتم إشباعها لدى أولادنا على الوجه الأتي :
1. ضرورة أن يشبع الطفل حاجته إلى الحب والحنان:
فالطفل خلق ليكون محباً ومحبوباً،وهذا الحب يحقق له التفاعل من خلال التبادل بينه وبين والديه وأخوته وزملائه،فهو يريد أن يشعر أنه مرغوب فيه،وأن أسرته وبيئته ترغب في وجوده.
2. يحتاج الطفل إلى الصداقة والحنان:
والأسرة هي التي توفر له الحضن الاجتماعي الذي يشعره بالدفء والعاطفة ،ولكي نشبع هذا الجانب :يعود الطفل أن يقبل والديه صباحاً وعند النوم،وإذا ذهب إلى المدرسة تعوده الأم أن تقبله وإذا حضر تقبله.
أما إذا لم يجد البيئة التي تشبع له هذه الحاجة للحب والحنان فإنه يعاني من "الجوع العاطفي" ويشعر بأنه غير مقبول أو غير مرغوب فيه،مما يؤثر سلبياً على توافقه النفسي والاجتماعي،وقد يجعله مضطرباً نفسياً واجتماعياً،عكس الطفل الذي يشعر بالحب والحنان من والديه.
والطفل بطبعه حساس جداً تجاه من يقدم له الحب والحنان ،ويعرف ذلك من خلال:
- نظرات والديه.
– اللمسات الحانية الرقيقة.
– مداعبة الأم له واحتضانه وتقبيله.
– بسمات سعيدة يقرؤها في وجوه من يتعامل معهم فيشعر بدفء الحياة وجمالها ،وأنه شخص له شخصية ومرغوب فيه ممن حوله.
3. الحاجة للشعور بالاطمئنان والأمان:
يمثل الشعور بالأمان أهمية كبيرة في تحقيق الإشباع النفسي ،والطفل لا يشعر بالأمان إلا إذا كانت العلاقة بين الوالدين ملؤها المودة والرحمة والتفاعل المثمر.
وحاجة الطفل إلى الأمان توفر له نمواً متوازناً وتربية صالحة لبناء الثقة في النفس،وتمنحه الطمأنينة وتدفعه إلى الأمام في بناء معالم شخصيته،وتشكل في نفس الوقت حصانة ضد الاضطرابات النفسية والسلوكية لديه.
ويجب التأكيد على أن شعور الطفل بالقبول يجب ألا يكون مرتبطاً بإنجازات معينة ،أو أن يظهر الوالدين عدم قبوله لو أخطأ أو فشل،مثال: "إذا نجحت وحصلت على تقدير ممتاز أو الأول نحبك أكثر" هنا يشعر الطفل أن والديه لا يحبونه لذاته .والمطلوب هو الحب غير المشروط،وأن يظهر الحب للطفل لذاته ولكيانه ،وحتى إذا أخطأ لا يقال له" نحن لا نحبك" بل يقال: " نحن نحبك أنت ولا نحب هذا الفعل أو هذا السلوك الخطأ هذا الفعل لا يحبه الله ،ويخالف ما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم" .فمثلاً : إذا غضب الطفل الصغير ورمى بالأشياء على الأرض،نعلمه أن هذا الفعل يخالف الرسول صلى الله عليه وسلم،ونعلمه أن يحمله ولا يتعلم التبذير والإسراف.
والأسرة هي الأساس في شعور الطفل بالتقبل ،فحين يسود الاطمئنان والقبول ينتشر الاحترام والتقدير والسكن والمودة والحب ،وكلما انعدم القبول بين أفراد الأسرة الواحدة زاد التباعد والتوتر والشحناء فيما بينهم وانتشرت سلوكيات الأنانية وحب الذات مقابل سلوكيات التعاون والإخاء ،لذلك كان لزاما على الآباء والأمهات والمربين الحرص على ما يلي:
1) الابتعاد عن السلوكيات الأبوية التي تشعر الطفل بالافتقار إلى القبول،والحرص على ما يشبع حاجة القبول لدى الطفل،وإحاطتهم بالدفء والحب والحنان.
2) ينبغي أن تكون تلبية الحاجات الأساسية متوازناً فلا إفراط ولا تفريط.
3) الاستماع لهم وإشراكهم في الحديث ،واحترام أفكارهم واستنتاجاتهم.
4) مشاركتهم في اللعب والروتين اليومي.
5) الابتعاد عن السلوكيات التي من شأنها أن تحرم الطفل من الشعور بالقبول،مثل:
أ) النقد المستمر لسلوكيات الطفل،فلا ينبغي التربص له أثناء كل حركة تصدر منه أو كلمة يتفوه بها،فمثل هذا السلوك يولد لديه أحساس بأنه مرفوض ،ويجعله يصاب بالإحباط وخيبة الأمل ،وينزع منه الثقة بقدراته وإمكاناته.
ب) لا يلزم الطفل بأكثر مما يستطيع ،ولا يكلف ما لا يطيق من العمل ،فكلما أحس الطفل بعدم قدرته على تحقيق رغبات الوالدين وطموحهما كلما شعر بعدم قبوله .
ج) لا يقارن الطفل بغيره،فالمقارنة بين شخصيتين علمياً ومنطقياً سلوك غير صحيح وغير مقبول،وفي المجال التربوي المقارنة بين طفلين لها من السلبيات أكثر من الايجابيات ؛حيث تصيب المقارنة الضعيف منهما بالإحباط وتولد لديه شعور بالرفض .
د) لا تفرض الحماية والدلال على الطفل،فإحاطة الطفل بحماية زائدة تشل من قدرته،ولا تسمح بتنميتها ولا باكتساب قدرات جديدة في الحياة ،ولذلك لا نبالغ في موافقتنا على أن الإقلال من حماية الطفل أقل خطراً من الإفراط فيها،فكل طفل أودع الله فيه رغبة في الاكتشاف والمبادرة والتجربة والتعلم من الخطأ بمفرده،والحماية الزائدة تقضي على حب المبادرة لديه،كما أن الطفل يفهم الحماية الزائدة على أنها انعدام لثقة الوالدين في إمكاناته وقدراته،وبالمقابل يرى أنه مرفوض من الوالدين اللذان يمنعانه من تحقيق استقلاليته وذاته.
كلثوم محمود العبد العزيز (http://www.almurabbi.com/DisplayAuthorWritings.asp?AuthorID=252)