مشاهدة النسخة كاملة : رد شبهة : يطوف على نسائه بغسل واحد
سيف الحتف
2009-12-18, 10:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
تقول الشبهة :-
من صحيح البخارى باب - الغسل :
حدثنا عبد الأعلى بن حماد قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن قتادة أن أنس بن مالك حدثهم
أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يطوف على نسائه في الليلة الواحدة وله يومئذ تسع نسوة
http://hadith.al-islam.com/display/d...p?hnum=275&doc (http://hadith.al-islam.com/display/display.asp?hnum=275&doc)=
يُتبع الرد بإذن الله :-
سيف الحتف
2009-12-18, 10:19 PM
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم , اللهم صلِ على سيدنا محمد في الاولين وصلِ عليه في الآخرين وصلِ عليها في الملأ الأعلى إلى يوم الدين :-
للرد على هذه الشبهة الجوفاء أقول بعون الله ..
أولاً :- أرشدنا الله عز وجل في محكم كتابه في مواطن عديدة أن نتخذ من رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة نتأسى به في حياتنا الدنيوية والدينية على حد سواء , يقول الله عزّ وجَّل :
{لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ..} الأحزاب 21
فترشدنا الآية الكريمة إلى الإقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم إجمالاً في كل شئ في أقواله وأفعاله حتى ننجو يوم لامفر فيه من الله .
يقول الإمام بن كثير رحمه الله :-
[ هذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله، ولهذا أمر تبارك وتعالى الناس بالتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب في صبره ومصابرته، ومرابطته ومجاهدته، وانتظاره الفرج من ربه عز وجل، صلوات الله وسلامه عليه دائماً إِلى يوم الدين ] أ.هـ
ويقول الإمام القرطبي رحمه الله بعد ذكره المسئلة الأولى:-
[ الثانية: قوله تعالى: { أُسْوَةٌ } الأسوة القدوة. والأسوة ما يتأسّى به؛ أي يُتعزَّى به. فيقتدَى به في جميع أفعاله ويتعزّى به في جميع أحواله؛ فلقد شُجّ وجهه، وكسرت رباعيته، وقُتل عمه حمزة» وجاع بطنه، ولم يُلْفَ إلا صابراً محتسِباً، وشاكراً راضياً ] أ.هــ
إذا علمنا أننا نتعلم من كل أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم وأقواله , فهو السراج المنير الذي به ننجو من عذاب الله إلى نعيمه المُقيم في جنات النعيم .
ثـانياً :- إن الشعور بالنقص قد يؤدي ببعض الأفراد إن لم يكن جميعهم إلى إنتقاد ما لا يُنتقد , وكأنهم ينتقدون الشمس على إرسال أشعتها لهداية الناس في سبلهم وإمدادهم بالحرارة ووو , فجاء المسيحيون لينتقدوا حديث جماع الرسول صلى الله عليه وسلم مع أزواجه في ساعة واحد بغسل واحد .
ثـالثاً :- إن محور إعتراض النصارى - من وجهة نظري - يتركز على نقطتين هامتين :-
الأولى : عدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم.
الثاني : دخول الرسول صلى الله عليه وسلم على أزواجه بغسل واحد .
لأن المقام لا يتسع لذكر النقطة الأولى فضلاً عن مضمون الرد , فإننا سننتطرق للنقطة الثانية وهي دخول الرسول صلى الله عليه وسلم على أزواجه بغسل واحد .
يقول صاحب الشبهة لم يدخل رسول الإسلام على إزواجه بغسل واحد فقط فهذا ليس من النظافة في شئ , فإنه يدخل من جماع زوجة إلى أخرى دون غسل وهكذا ...فهل هذه النظافة ؟
وللرد :-
أصبح لأتباع الكتاب المدعو المقدس صوتاً يُرفع ويُنادي بالنظافة , وهم أبعد عنها بسبب تعاليم كتابهم وما يحويه من بذاءة ألفاظ وتعبيرات خادشة للحياء وقصص مُخجلة وزنا محاروم ودعارة وإغتصاب وقتل للأطفال والشيوخ والنساء وسفك دماء الأبرياء .
فَالآنَ اقْتُلُوا كُلَّ ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ. وَكُلَّ امْرَأَةٍ عَرَفَتْ رَجُلاً بِمُضَاجَعَةِ ذَكَرٍ اقْتُلُوهَا ( عدد 17 : 31 )
اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ، اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ، وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي فَابْتَدَأُوا بِالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ ( حز 6:9 )
طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ! ( مز 137 :39 )
وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِينَ بِهَا وَنَشَرَهُمْ بِمَنَاشِيرِ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسٍ. وَهكَذَا صَنَعَ دَاوُدُ لِكُلِّ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ. ثُمَّ رَجَعَ دَاوُدُ وَكُلُّ الشَّعْبِ إِلَى أُورُشَلِيمَ ( 1 أخبار الأيام 3: 20 )
http://www.55a.net/firas/ar_photo/5/1k.jpg.jpg
لنرى النص القادم الذي حاول المترجمين أن يخفوا ما فيه من لفظ لا يُذكر !
فَعَلِمَ أُونَانُ أَنَّ النَّسْلَ لاَ يَكُونُ لَهُ، فَكَانَ إِذْ دَخَلَ عَلَى امْرَأَةِ أَخِيهِ أَنَّهُ أَفْسَدَ عَلَى الأَرْضِ، لِكَيْ لاَ يُعْطِيَ نَسْلاً لأَخِيهِ ( تك 9:38 )
هذه الجملة محورة عن " ألقى منيه على الأرض " أي إستمنى ...!!
(الكاثوليكية)(التكوين)(Gn-38-9)(وعلم أونان أن النسل لا يكون له، فكان إذا دخل على امرأة أخيه، استمنى على الأرض، لئلا يجعل نسلا لأخيه.)
(اليسوعية)(التكوين)(Gn-38-9)( وعلم أونان أن النسل لا يكون له، فكان إذا دخل على امرأة أخيه، استمنى على الأرض، لئلا يجعل نسلا لأخيه. )
(The MESSAGE)(Genesis)(Gn-38-9)(But Onan knew that the child wouldn't be his, so whenever he slept with his brother's widow he spilled his semen on the ground so he wouldn't produce a child for his brother. )
فما هذه البذاءة ..؟؟!
ونجد قمة القذارة في النص الآتي ..!
(الفانديك)(حزقيال)(Ez-4-12)(وتأكل كعكا من الشعير.على الخرء الذي يخرج من الانسان تخبزه امام عيونهم.)
(الكاثوليكية)(حزقيال)(Ez-4-12)(وكل قرصا من الشعير، واطبخه ببراز الإنسان:dry: أمام أعينهم.)
(الفانديك)(اشعياء)(Is-36-12)(فقال ربشاقى هل الى سيدك واليك ارسلني سيدي لكي اتكلم بهذا الكلام.أليس الى الرجال الجالسين على السور ليأكلوا عذرتهم ويشربوا بولهم معكم)
ترجمة بسيطة عن هذه الترجمة الفظيعة :-
(الكاثوليكية)(الملوك الثاني)(2Kgs-18-27)(فقال لهم رئيس السقاة: --ألعله إلى سيدك وإليك أرسلني سيدي لأقول هذا الكلام؟ أليس إلى الرجال القائمين على السور المضطرين إلى أكل برازهم وشرب بولهم معكم؟:cry:)
هذا هو كتاب النصارى المقدس , وفيه الكثير والكثير ولكن لا يتسع المجال لذكره كما لايتسع لشهيتي التي فُقدت المزيد من هذه النصوص !
هذه لمحة بسيطة عن ما في هذا الكتاب من أشياء تنافي الفطرة والأخلاق والبعد كل البعد عن النظافة .
يُتبع :-
سيف الحتف
2009-12-18, 10:25 PM
الإعتراض :-
لِم يدخل رسول الإسلام على إزواجه بغسل واحد فقط فهذا ليس من النظافة في شئ , فإنه يدخل من جماع زوجة إلى أخرى دون غسل وهكذا ...فهل هذه النظافة ؟
أقول بأن صاحب الشبهة قد برء الرسول صلى الله عليه سولم تماماً مما يرميه به ...لماذا ؟؟
لأنه من النظافة - في وجه نظره - أن يغتسل بعد كل جماع والمفاجأة التي لا يعملها هذا النصراني أن هذا ما كان يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم , ولكن قبل أن أثبت هذا دعونا نرى ما هو الغسل وما هي صفته وما هي أحكامه .
المسألة الأولى: معنى الغسل، وحكمه، ودليله:-
1- معناه:- الغُسل لغة: مصدر من غسل الشيء يَغسله غَسْلاً وغُسْلاً، وهو تمام غسل الجسد كله.
ومعناه شرعاً: تعميم البدن بالماء. أو: استعمال ماء طهور في جميع البدن، على صفة مخصوصة، على وجه التعبد لله سبحانه.
2- حكمه: والغسل واجب إذا وجد سبب لوجوبه. لقوله تعالى: (وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا) [المائدة: 6]، والأحاديث التي ورد فيها كيفية الغسل عن عدد من الصحابة نقلاً عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دالة على وجوبه. [ 1 ]
3- موجباته: ويجب الغسل للأسباب الآتية:-
1- خروج المنيّ من مخرجه: ويشترط أن يكون دفقاً بلذة من ذكر أو أنثى، لقوله تعالى: (وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا) [المائدة: 6]، ولقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لعلي: (إذا فَضَخْتَ الماء فاغتسل) . ما لم يكن نائماً ونحوه فلا تشترط اللذة؛ لأن النائم قد لا يحس به، ولقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لما سئل: هل على المرأة غسل إذا احتلمت؟ قال: (نعم إذا رأت الماء) . وهذا كله مجمع عليه.
2- تغييب حشفة الذكر كلها أو قدرها في الفرج، وإن لم يحصل إنزال بلا حائل: لقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (إذا جلس بين شعبها الأربع، ومس الختانُ الختانَ، وجب الغسل) . لكن لا يجب الغسل في هذه الحالة إلا على ابن عشر أو بنت تسع فما فوق.
3- إسلام الكافر ولو مرتداً: (لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أمر قيس بن عاصم حين أسلم أن يغتسل) .
4- انقطاع دم الحيض والنفاس: لحديث عائشة أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال لفاطمة بنت أبي حبيش: (إذا أقبلت الحيضة فدعي الصلاة، وإذا أدبرت فاغتسلي وصَلِّي) . والنفاس كالحيض بالإجماع.
5-الموت: لقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في حديث غسل ابنته زينب حين توفيت: (اغسلنها) . وقال في المحرم: (اغسلوه بماء وسدر) . وذلك تعبداً؛ لأنه لو كان عن حدث لم يرتفع مع بقاء سببه. [ 2 ]
المسألة الثانية: في صفة الغسل وكيفيته:-
للغسل من الجنابة كيفيتان، كيفية استحباب، وكيفية إجزاء.
أما كيفية الاستحباب: فهي أن يغسل يديه، ثم يغسل فرجه، وما أصابه من الأذى، ثم يتوضأ وضوءه للصلاة، ثم يأخذ بيده ماءً فيخلل به شعر رأسه، مدخلاً أصابعه في أصول الشعر حتى يروي بشرته، ثم يحثو على رأسه ثلاث حثيات، ثم يفيض الماء على سائر بدنه؛ لحديث عائشة المتفق عليه . [ 3 ]
هذه هي طريقة الغسل التي كان يتبعها الرسول صلى الله عليه وسلم بعد كل جماع , ونأتي للمفاجأة التي لا يعملها النصارى وهي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قام بالغسل بعد كل جماع إلا أن أبا رافع ( رواي الحديث ) أشفق من ذلك , فعرض عليه أن يقوم بغسل واحد , وهذا ما لم تعترض عليه زوجاته الأخريات .
http://dc06.arabsh.com/i/00862/x6ljgq0nr5xx.png
أيضاً :-
http://dc06.arabsh.com/i/00862/7iirirbz75w1.png
إذاً نفهم من هذا أن الغسل الواحد أتى بعد الغسل عند كل جماع مع زوجاته صلى الله عليه وسلم , نستنتج من هذا أن النصراني قد برأ النبي صلى الله عليه وسلم عن غير قصد منه , ونشكره على هذا .
___________________
[ 1 ] موسوعة الفقه الميسرة ج 1 ص 28
[ 2 ] نفس المرجع السابق ج 1 ص 29 - 30
[ 3 ] نفس المرجع السابق ص 30
يُتبع :-
سيف الحتف
2009-12-19, 07:43 AM
نكمل :-
بعد ما بيّنا صفة الغسل والتي كان يقوم بها الرسول صلى الله عليه وسلم ولِأَنَّ حُجَرَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ مُتَقَارِبَة فَهُوَ مُحْتَاجٌ فِي الدُّخُولِ فِي هَذِهِ إِلَى هَذِهِ إِلَى الْمَشْيِ [ 1 ]
لذلك كان يقوم الرسول صلى الله عليه وسلم بغسل واحد لبيان الجواز لأمته من بعده فكما قلنا في المداخلة الثانية , الرسول هو القدوة لنا في كل أقواله وأفعاله , فضلاً عن تطيبه صلى الله عليه وسلم بالطيب قبل الجماع :-
عن عائشة رضي الله عنها :- كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يطوف على نسائه ثم يصبح محرما ينضخ طيبا [ 2 ]
فكثرة الغسل ستؤدي إلى زوال رائحة الطيب , لصفته التي بيناها سابقاً .
قَوْله ( يَنْضَخ ) أَيْ يَفُوح رُوِيَ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَة وَالْخَاء الْمُعْجَمَة وَأَخَذَ مِنْهُ الْمُصَنِّف وَحْده الِاغْتِسَال إِذْ الْعَادَة أَنَّهُ لَوْ تَكَرَّرَ الِاغْتِسَال عِنْد تَكَرُّر الْجِمَاع لَمَا بَقِيَ مِنْ أَثَر الطِّيب شَيْء فَضْلًا عَنْ الِانْتِفَاع وَاَللَّه تَعَالَى أَعْلَم . [ 3 ]
هذا أولاً ,,
بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ بين كل جماع مع جوازه وهو رأي الجمهور :-
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
" إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ ثُمَّ بَدَا لَهُ أَنْ يُعَاوِدَ فَلْيَتَوَضَّأْ بَيْنَهُمَا وُضُوءًا " رواه أبو داود وقال الألباني إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجه مسلم وأبو عوانة وزاد الحاكم والبيهقي في آخره: " فإنه أنشط للعَوْدِ ". وهي عند ابن خزيمة وابن حبان .
والفقهاء على أمرين بالنسبة للوضوء :
1- الوجوب وهو عند الظاهرية :
قال ابن حزم في المحلى :
إلاَّ مُعَاوَدَةَ الْجُنُبِ لِلْجِمَاعِ فَالْوُضُوءُ عَلَيْهِ فَرْضٌ بَيْنَهُمَا. لِلْخَبَرِ الَّذِي رُوِّينَاهُ مِنْ طَرِيقِ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ وَابْنِ عُيَيْنَةَ كِلاَهُمَا, عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ, عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ, عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ, عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "إذَا أَتَى أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يُعَاوِدَ فَلْيَتَوَضَّأْ بَيْنَهُمَا وُضُوءًا" هَذَا لَفْظُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ وَلَفْظُ ابْنِ عُيَيْنَةَ "إذَا أَرَادَ أَنْ يَعُودَ فَلاَ يَعُودَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ" وَلَمْ نَجِدْ لِهَذَا الْخَبَرِ مَا يُخَصِّصُهُ, وَلاَ مَا يُخْرِجُهُ إلَى النَّدْبِ إلاَّ خَبَرًا ضَعِيفًا مِنْ رِوَايَةِ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ, وَبِإِيجَابِ الْوُضُوءِ فِي ذَلِكَ يَقُولُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَعَطَاءٌ وَعِكْرِمَةُ, وَإِبْرَاهِيمُ وَالْحَسَنُ, وَابْنُ سِيرِينَ.
2- الإستحباب وهو قول الجمهور :-
قال ابن عبد البر في الإستذكار :-
" قال أحمد بن حنبل إن توضأ فهو أعجب إلي فإن لم يفعل فأرجو ألا يكون به بأس "
قال النووي في شرحه على مسلم :-
" حاصل الأحاديث كلها أنه يجوز للجنب أن ينام ويأكل ويشرب ويجامع قبل الاغتسال وهذا مجمع عليه وأجمعوا على أن بدن الجنب وغرقه طاهران وفيها أنه يستحب أن يتوضأ ويغسل فرجه لهذه الامور كلها ولا سيما إذا أراد جماع من لم يجامعها فانه يتأكد استحباب غسل ذكره وقد نص أصحابنا أنه يكره النوم والأكل والشرب والجماع قبل الوضوء وهذه الأحاديث تدل عليه ولا خلاف عندنا أن هذا الوضوء ليس بواجب وبهذا قال مالك والجمهور وذهب بن حبيب من أصحاب مالك إلى وجوبه "
الوجه الثاني كان يغسل فرجه :
قال ابن عبد البر في الإستذكار :-
" قال أحمد بن حنبل إن توضأ فهو أعجب إلي فإن لم يفعل فأرجو ألا يكون به بأس ,وكذلك قال إسحاق إلا أنه قال لا بد من غسل الفرج إن أراد أن يعود "
قال السيوطي في حاشيته على سنن النسائي :
" اُخْتُلِفَ فِي الْمُرَاد بِالْوُضُوءِ هُنَا فَقِيلَ : غَسْل الْفَرْج فَقَطْ مِمَّا بِهِ مِنْ أَذًى قَالَ عِيَاض : وَهُوَ قَوْل جَمَاعَة مِنْ الْفُقَهَاء "
( كَانَ يَطُوف عَلَى نِسَائِهِ ) أَيْ يَدُور وَهُوَ كِنَايَة عَنْ الْجِمَاع فِي غُسْل وَاحِد وَفِي رِوَايَة بِغُسْلٍ وَاحِد وَالْمَعْنَى وَاحِد أَيْ يُجَامِعهُنَّ مُتَلَبِّسًا وَمَصْحُوبًا بِنِيَّةِ غُسْل وَاحِد وَتَقْرِيره وَإِلَّا فَالْغُسْل بَعْد الْفَرَاغ مِنْ جِمَاعهنَّ وَهَذَا يَحْتَمِل أَنَّهُ كَانَ يَتَوَضَّأ عَقِب الْفَرَاغ مِنْ كُلّ وَاحِدَة مِنْهُنَّ وَيَحْتَمِل تَرْك الْوُضُوء لِبَيَانِ الْجَوَاز وَمَحْمَله عَلَى عَدَم وُجُوب الْقَسَم عَلَيْهِ أَوْ عَلَى أَنَّهُ كَانَ يُرْضِيهِنّ [ 4 ]
لأخذ منحنى الفتاوي لمزيد من التوثيق :-
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :-
184 ) وسُئل ـ رعاه الله ـ : إذا جامع الرجل زوجته وأراد العود مرة ثانية فماذا يلزمه ؟
فأجاب بقوله : هاهنا ثلاث مراتب :
الأولى : أن يغتسل قبل أن يعود، وهذه أكمل المراتب .
الثانية : أن يقتصر على الوضوء فقط قبل أن يعود، وهذه دون الأولى.
الثالثة : أن يعود بدون غسل ولا وضوء ، وهذه أدنى المراتب وهي جائزة.
لكن الأمر الذي ينبغي التفطن له أن لا يناما إلا على أحد الطهارتين إما الوضوء أو الغسل . [ 5 ]
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو حكم الاغتسال عندما يقوم الشخص بإنزال المني مرتين متتاليتين في أوقات مختلفة علما أنه لم يغتسل في المرة الأولى هل يقوم بالغسل مرتين أم تكفي مرة واحدة عنها كلها ؟.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
إذا أنزل الرجل المني مرتين أو أكثر في أوقات مختلفة ، ثم اغتسل غسلا واحدا كفاه ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يطوف على نسائه ، ثم يغتسل غسلا واحدا ، كما روى مسلم (309) عَنْ أَنَس رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَطُوفُ عَلَى نِسَائِهِ بِغُسْلٍ وَاحِدٍ .
وقد قرر الفقهاء أنه لو اجتمعت أسباب توجب الغسل كالجماع مرات ، أو التقاء الختانين مع الإنزال ، أو الجنابة مع الحيض ، فإنه يكفيه غسل واحد بالإجماع .
قال النووي رحمه الله : " إذا أحدث أحداثا متفقة أو مختلفة ، كفاه وضوء واحد بالإجماع ، وكذا لو أجنب مرات ، بجماع امرأة واحدة ، أو نسوة ، أو احتلام ، أو بالمجموع ، كفاه غسل بالإجماع . وممن نقل الإجماع فيه أبو محمد بن حزم والله أعلم " انتهى من "المجموع" (1/487) .
والله أعلم . [ 6 ]
[السُّؤَالُ]
ـ[إذا جامع الرجل زوجته مرتين أو ثلاثاً في وقت واحد. هل يجب عليه الغسل في كل مرة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فهذا الرجل لا يلزمه إلا غسل واحد ، ولكن الأفضل له أن يتوضأ بين كل جماعين استحباباً حتى يكون أنشط له فعَنْ أَنَسٍ أَنّ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَطُوفُ عَلَى نِسَائِهِ بِغُسْلٍ وَاحِدٍ. رواه مسلم .
والله أعلم . [ 7 ]
إنتهت الشبهة والحمد لله رب العالمين ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[ 1 ] فتح الباري لشرح صحيح البخاري - الحج - الجنب يخرج ويمشي .
[ 2 ] صحيح مسلم - الحج - الطيب للمحرم
[ 3 ] شرح سنن النسائي - الغسل والتيمم - الطواف على النساء في الساعة الواحدة
[ 4 ] نفس المرجع - النكاح - ذكر أمر رسول الله في النكاح
[ 5 ] فتاوى بن عثيمين - ج 11 - س 184 - ص 229
[ 6 ] الإسلام سؤال وجواب - ص 308
[ 7 ] فتاوى الشكبة الإسلامية - ج 11 - ص 2068
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir