يوسفوس فلافيوس
2010-02-07, 12:54 PM
هـــوامـــش:
ــــــــــــــــــــــ
أثــيــنــا : بــول يــقــوم بــخــروج ســريــع
http://www.jesusneverexisted.com/IMAGES/paul-athens.jpg
لم يبهرج بول وينمـّق لقائه مع الأبيقوريين و الرواقيين في المدينة الكبرى , على الرغم من انهم عرضوا إستعدادهم للإصغاء إليه .( سفر أعمال الرسل 17.19 ؛32 ) . و أخبر الآثينيين بأنهم " مؤمنون بالخرافات جدا " و هي تهمة رائعة من رجل إدعى سماع صوت الإله .!
ترك بول أثينا سريعا و ذهب إلى القوم الأسهل في كورينثوس ليستقر هناك ـــ و نال رسالة مشجعة من يسوع حول الصفقة( سفر اعمال الرسل 18 : 9 ـ 10 ) .
إن تعليقا صادقا جدا جاء مواكبا للعدد21 من الإصحاح 17 : و هو استهجان يحط من شأن فضول الأثينيين .{ 21 اما الاثينيّون اجمعون والغرباء المستوطنون فلا يتفرغون لشيء آخر الا لان يتكلموا او يسمعوا شيئا حديثا }
المسيحية بالطبع عرفت الحقيقة المطلقة , إذن ما الحاجة للتحققات و الإستفسارات العلمية ؟
كــلاوديــــوس : الــتــســامـــح مـع الــيــهــود
" تيباريوس كلاوديوس قيصر أوغسطس جيرمانيكوس الكاهن الأكبر , منبر خطابة الشعب , المختار قنصلا للمرة الثانية يأمر بما يأتي :
نزولا عند رغبة الملك أغريبا و الملك هيرود , و هما شخصان عزيزان علي , أضمن أن نفس الحقوق و المزايا سوف تحفظ لكل اليهود القاطنين في جميع أرجاء الإمبراطورية الرومانية كالتي منحتها لؤلئك القاطنين في الأسكندرية . و مما يطيب له خاطري الإمتثال لمثل هذه الإتفاقات .
هذه المنحة التي أهبها ليس لصالح مقدمي الطلب فقط , و لكن كحكم أقضي به لؤلئك اليهود الذين يلتمسون مثل هذا الفضل بناء على صداقتهم و إخلاصهم للرومان ."
( جوزيفوس , أخبار العهود القديمة 19 . 5 . 3 )
– Josephus, Antiquities, 19.5.3.
الـــظـــلام يبدأ من هنا
http://www.jesusneverexisted.com/IMAGES/Acts-19.19-Paul-Ephesus.jpg
سفر أعمال الرسل 19 :19 بول يشرف على عملية حرق الكتب في افسس .
لقد ملأ الرسول جميع اليهود و اليونانيين خوفا { ...وصار هذا معلوما عند جميع اليهود واليونانيين الساكنين في افسس. فوقع خوف على جميعهم ...} أعمال الرسل 19 : 17 و أسعد بسطاء التفكير بأن وزّع عليهم مناديل " طاردة للشياطين " ( سفر اعمال الرسل 19 : 12 )
كل ذلك خرافة بالطبع ــ لكنه حدّد المسار للقرون التي تلت .
أسقط المسيحيون في القرن الخامس صور " الشيطان أرتميس " .
بــول يــنــجو مـن الـوحـوش فـي أفـسـس !
http://www.jesusneverexisted.com/IMAGES/bestiarii.jpg
رغم عدم ذكر سفر أعمال الرسل لهذه الخارقة , إلا أن بول نفسه يدعي أنه نجا من الوحوش في افسس ـــ و هي نتيجة مذهلة لمصارع غير محترف .
{{ 32 ان كنت كانسان قد حاربت وحوشا في افسس فما المنفعة لي.ان كان الاموات لا يقومون فلنأكل ونشرب لاننا غدا نموت }} (رسالة بول الأولى إلى أهل كورنثوس 15 : 32 )
ربما يزودنا سفر أعمال بول الأبوكريفي بالإجابة (( أبوكريفي = تم إسقاطه أو خذفه وغير معتمد)) .
يبدو أن الرسول بول واجه في ميدان المصارعة أسدا متوحشا كان قد عمـّده منذ زمن ليس ببعيد !
بول عندئذ دخل في دردشة ودّيّة مع الأسد الناطق ؛ فيما أطلق الرب القدير العنان لعاصفة شديدة على المتفرجين , فقتلت الكثير منهم .
و كله مادة مسيحية جيـّدة .
عــودة إلى الـنـص الـرئـيس :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سجلّ الوقائع و الأدلة
لكي تتلائم رسائل بول ولو بصورة هشـّة مع نسيج سفر أعمال الرسل , كان من الضروري وضعها زمنيا بأجمعها في إطار بضعة سنوات قبل نهاية حياة الرسول المفترضة . و هكذا , فالرسالة إلى أهل غلاطية , مثلا , ينسب تاريخها تقليديا إلى سنة 60 و يقال أنها كتبت من كورينثوس . ورغم كونها ذات فائدة من حيث عرضها و تقديمها لوجهة نظر المؤيدين في النزاع مع " المهـّودين " الخصوم , إلا أنها تقدم القليل جدا حول الدليل على مصدرها .
و ما يلخصه العددان 1 : 15و2 :14 لا ينسجم و يتوافق إلا بصورة رديئة مع الحكاية في سفر أعمال الرسل : " مفرز من بطن أمه" , و زيارة مدتها " ثلاثة سنوات" للعربية و دمشق , و غزوه لكليكيا ( سيليسيا) و سوريا , و غير معروف " بالوجه" في مقاطعة اليهودية , و مرافقته لتيطس , و نزاعه مع رسل أورشليم . إن أفضل ما قد يقال هو أن الإشارة إلى " الثلاث سنوات " و الأربع عشرة سنة " , على وجه الإحتمال , تضع التأليف في وقت متأخر من مهنة المؤلف .
رسالة بول إلى أهل رومية ( روما) أيضا " يحدد مصدرها " تقليديا على نحو مشابه في كورنثوس حوالي سنة 60 , مع توقع زيارته الأولى إلى روما . لكن لا توجد إشارة إطلاقا لكورينثوس و تركيز المؤلف في الواقع هو على إسبانيا , لاحقة لرحلة وشيكة إلى أورشليم .
{{ 22 لذلك كنت أعاق المرار الكثيرة عن المجيء اليكم. 23 واما الآن فاذ ليس لي مكان بعد في هذه الاقاليم ولي اشتياق الى المجيء اليكم منذ سنين كثيرة 24 فعندما اذهب الى اسبانيا آتي اليكم.لاني ارجو ان اراكم في مروري وتشيعوني الى هناك ان تملأت اولا منكم جزئيا. 25 ولكن الآن انا ذاهب الى اورشليم لاخدم القديسين. 26 لان اهل مكدونية واخائية استحسنوا ان يصنعوا توزيعا لفقراء القديسين الذين في اورشليم. 27 استحسنوا ذلك وانهم لهم مديونون.لانه ان كان الامم قد اشتركوا في روحياتهم يجب عليهم ان يخدموهم في الجسديات ايضا. 28 فمتى اكملت ذلك وختمت لهم هذا الثمر فسأمضي مارّا بكم الى اسبانيا.}} ( رسالة بول الرسول إلى أهل رومية 15 : 22 ــ 28 ) .
ليس فقط غريبا أن يقول المؤلف " ليس لي مكان بعد في هذه الأقاليم" ( و الحديث عن عمله التبشيري) ــ من الصعب تصديقه عن بلاد اليونان الوثنية ــ بل ايضا يشير إلى أنه بشر فيما يعرف الان بكرواتيا , و هي , مرة أخرى , منطقة غير مذكورة في سفر اعمال الرسل .
{{ بقوّة آيات وعجائب بقوة روح الله.حتى اني من اورشليم وما حولها الى الليريكون قد اكملت التبشير بانجيل المسيح }} ( الرسالة إلى اهل رومية 15 : 19 )
الرسالة الأولى إلى اهل كورينثوس هي رسالة كبرى اخرى يزعم أنها كتبت في افسس ( 16 : 8) , عندما كان بول يستبق زيارة لهذه المدينة , و هو في طريق " يعبر خلال مقدونية " . يفصح في هذه الرسالة عن رغبته في قضاء الشتاء في كورينثوس , ثم الحصول على المساعدة " و تشعيوني حيثما اذهب" ( 16 : 5 ـ 6 ) . و الطريق التي ينوي إجتيازها غريبة , فهي تتجاهل العبور البحري الواضح و المنطقي من أفسس إلى كورينثوس. فهل هذه الرحلة جزء من الرحلة الثالثة في سفر أعمال الرسل ؟
يعلن بول انه امر بجمع تبرعات للقديسين في غلاطية ( 16 : 1) , على نحو مشابه لما أمر به في كورينثوس , رغم أنه لم يرجع قط إلى غلاطية ليجمع تبرعات . ربما كانت معه إذ ذاك التبرعات للقديسين , و لكن في هذه الحالة هل كان حقا يخطط لمثل هذه الرحلة الخطرة و الملتوية و معه أموال مجموعة لكي يجمع أموالا اخرى ؟
..رسالة بول الثانية إلى أهل كورينثوس لا تقدم شيئا يقنع بأن الخطبة التي تتضمنها جزء من رسالة أصلية كتبها مبشر جوّال .. الموقع المفضل لمصدر الرسالة هذه المرة هو مدينة فيلبي .
من الواضح أن رسالة بول الأولى إلى سكان كورينثوس ذوي العقلية المستقلة قد هبطت مثل بالون من الرصاص فكان رد الرسول بالسخرية و الرثاء للذات .
طبقا لما يرد في سفر اعمال الرسل 16 : 9 فإن " رؤية ليلية" لشخص من مقدونيا هي التي نادت بول للذهاب من مدينة ترواس إلى فيلبي , و هو " حدث روحاني " يقبع بغرابة بجانب شرح الرسول المسهب إلى درجة الملل لرحلته نحو الشمال :
{{ 12 و لكن لما جئت الى ترواس لاجل انجيل المسيح و انفتح لي باب في الرب
13 لم تكن لي راحة في روحي لاني لم اجد تيطس اخي لكن ودعتهم فخرجت الى مكدونية}}( الرسالة الثانية إلى اهل كورنثوس 2 : 12 ـ 13 )
إن ذكر بول الوحيد الآخر لمدينة ترواس ( لـــيـــس إحــــيـــاء الــشـــاب أفتيخوس الـــمـــيـــت ! ــ اعمال الرسل 20 : 10 ) بل هو عندما طلب من رفيقه تيموثاوس أن يحضر له الكتب و الرقوق و رداءه الذي نسيه! ( 2 تيموثاوس 4 : 13 ) .
يؤكد الرسول في الواقع رفضه و فشله في مدينة فيلبي كرأس جسر للمسيحية , فقد كتب إلى تسالونيكي قائلا :
{{ 2 بل بعدما تالمنا قبلا و بغي علينا كما تعلمون في فيلبي جاهرنا في الهنا ان نكلمكم بانجيل الله في جهاد كثير 3 لان وعظنا ليس عن ضلال و لا عن دنس و لا بمكر }} ( رسالة بول الأولى إلى أهل تسالونيكي 2 : 2 )
و هذا ما يمكن فهمه على أنه تأكيد " للجلد " و " ليلة في السجن " و " زلزال إعجازي"
التي يدعيها سفر اعمال الرسل ــــ و في مثل هذه الحالة يجب ان نصدق أن بول لم يكن مناجيا للألوهية فحسب بل وكان أيضا بخيسا إلى درجة كبيرة !!
أســطــورة فـي غــاية الــضخــامــة :
رغم أن رحلة تبشير , في صورة مبشر طواف أو فيلسوف جوّال , قد تبدو معقولة جوهريا في زمن المسيحية الباكر , إلا أن رحلات بول المتميزة بالتنافر و التناقض و السخافة لا تبدو كذلك . ففي تلفيق هذه الرحلات الوهمية مدن كاملة , بل و مقاطعات تسحر و تغضب تباعا من قبل أنشطة رائد من رواد الإيمان الحقيقي .
لكن في الحقيقة نادرا ما لاحظت عينا العالم البراعم الأولى لحفنة من الهراطقة اليهود أو القليل من الوثنيين المفتونين بشريعة موسى و تأملات الأنبياء العبرانيين . إن المجهودات المتواضعة , و النجاحات المحدودة للمذاهب المسيحية في أوائل القرن الثاني تم نفخها و تضخيمها و تشجيعها بواسطة " تأسيس أساطير " ذات حجم يهز العالم !!
إن الكتبة المسيحيين في القرن الثاني , الذين كتبوا العهد الجديد كانوا يحتاجون , لتبرير إدعاءاتهم الخاصة , إلى الإرتفاع بأخلاق " الأسلاف " النبلاء الذين كانوا يسطعون مثل النجوم في العصر الرسولي الذهبي المفترض " و نقلوا الرسالة الإلهية " . لم يقرّوا بإختلاق أسطورة بل بوراثة شهادة مقدسة . و للتأكيد على ذلك , أخذوا في تطعيم النصوص المقدسة بعنصر حقيقة ــــ تفاصيل عرضية , و " أسماء شهيرة " جمعت من أعمال مؤلفين دنيويين ــــ في النصوص المقدسة , و لكن من جميع النواحي الأخرى فالتاريخ الكاذب يفيض بالهراء الوهمي .
الشخصيتان الثانيتان في المسرحية المسيحية , بطرس و بول , ليسا أكثر من كائنين بشريين فقط : بل هما شبحان وضعا لأغراض لاهوتية . و هما أيضا متنافسان. إن الإحتيال الديني نادرا ما يفضل الإحتكار للإختلاقات و في القرن الثاني , و هو " العصر الذهبي" للسلام و التسامح الروماني كان أي عدد ممكن من الكهنة الطموحين يتنافسون من أجل الشهرة الشعبية و الجوائز الدنيوية .
إن مرشح الكنسيين الرومان , القديس بطرس , تم الترويج له بإعتباره الحواري البارز ردا على تحدي المدرسة الآسيوية للرائين ومسافرهم المزور ( الأبوكريفي) القديس بول , الذي كان , مثل هرمس ( عطارد), رسول من الآلهة ( و هكذا سمي بول في سفر أعمال الرسل 14 : 12 !!!) بطرس لم يلفق حوله شيء من المثول أمام المحاكم و المحاكمات , التي كانت تظهر طبيعة معدن بول ( بالجلد بالسياط فوق ما يقاس , و بالسجن المتكرر , و بالموت أيضا . " من اليهود خمس مرات قبلت اربعين جلدة الا واحدة. 25 ثلاث مرات ضربت \ إلخ إلخ إلخ " رسالته الثانية إلى كورينثوس 11 : 24 .. ) و لكن بدلا من ذلك تم إضفاء أفضليته على وجه مخصوص ببداية متعالية حيث يجري تعيينه إلهيا من يسوع شخصيا ( متى 16 :18) . لا صراخ يهود بعد دم هذا الرجل !
إن بطرس هو بطل بسيط ملائم لؤلئك المفتونين بأفكار لاهوت عجائبي مراوغ . و هكذا عندما سجن بطرس , مثل بول , لفترة قصيرة , فإن ملاك الرب هو الذي هبط ليقوم بإطلاق سراحه ـــ ليس فرقة من الحرس الروماني ! ( سفر اعمال الرسل 12 : 7,10) .
بالنسبة لبطرس , لا شيء عن المجادلة المباشرة عن محرمات الطعام و قواعده المذكوره في الرسالة إلى أهل رومية ,الإصحاح14 . و بدلا من ذلك , ملائة عظيمة هبطت عليه من السماء مملؤة بالبهائم والوحوش و الزواحف و دواب الأرض فيما صوت الرب شخصيا يدوي صادحا : " قم يا بطرس إذبح و كل " ( أعمال الرسل 10 : 9 ,16 )).
رغم الإدعاء بأن بول هو " الرسول للأمم ( للوثنيين) " بعكس بطرس الذي هو رسول " للمختونين " , إلا أن بطرس في الحقيقة هو من أدخل أول الوثنيين في المسيحية ( أعمال الرسل 10 :48) و بطرس ايضا أول من قام بمعجزة رسولية . ففي اللد مجرد ظل هذا الرجل العظيم يشفي الجموع ( أعمال الرسل 5 : 15ـ16) و بمعالجة مريض واحد بالشلل ( أعمال الرسل 9 : 33 ـ 35 ) يحول بطرس مدينة كاملة إلى الديانة المسيحية بالإضافة إلى كل سكان سهل شارون . يا له من نجم !!!
لكن بطرس لم يكن عالما لاهوتيا عظيما ( أكثر من مبتكري شخصيته في روما! ) و بول كان قد كتب إطار مذاهب لاهوتية و تصحيحات مفيدة في الكفاح العملي من أجل تأسيس كنيسة عالمية .
و بينما لم تبتعد أنشطة بطرس " التبشيرية " عن يافا و قيصرية , و بالكاد إلى مسافة 40 ميلا من أورشليم, فإن رحلات بول ذهبت به شرقا و غربا .
في جميع الأرجاء قابل الرسول الثالث عشر عداء "اليهود" العنيف و نزوات الأقوياء و المتسلطين بحقيقة يسوع الثابتة . لم يكن هناك تحد فوق طاقة هذا الرجل . و في مشاجرات القرن الثاني العنيفة بشأن " العقيدة" تم إحتجاز التراث اللاهوتي القيم " لبول" من أجل القضية الكاثوليكية الكبرى .
ــــــــــــــــــــــ
أثــيــنــا : بــول يــقــوم بــخــروج ســريــع
http://www.jesusneverexisted.com/IMAGES/paul-athens.jpg
لم يبهرج بول وينمـّق لقائه مع الأبيقوريين و الرواقيين في المدينة الكبرى , على الرغم من انهم عرضوا إستعدادهم للإصغاء إليه .( سفر أعمال الرسل 17.19 ؛32 ) . و أخبر الآثينيين بأنهم " مؤمنون بالخرافات جدا " و هي تهمة رائعة من رجل إدعى سماع صوت الإله .!
ترك بول أثينا سريعا و ذهب إلى القوم الأسهل في كورينثوس ليستقر هناك ـــ و نال رسالة مشجعة من يسوع حول الصفقة( سفر اعمال الرسل 18 : 9 ـ 10 ) .
إن تعليقا صادقا جدا جاء مواكبا للعدد21 من الإصحاح 17 : و هو استهجان يحط من شأن فضول الأثينيين .{ 21 اما الاثينيّون اجمعون والغرباء المستوطنون فلا يتفرغون لشيء آخر الا لان يتكلموا او يسمعوا شيئا حديثا }
المسيحية بالطبع عرفت الحقيقة المطلقة , إذن ما الحاجة للتحققات و الإستفسارات العلمية ؟
كــلاوديــــوس : الــتــســامـــح مـع الــيــهــود
" تيباريوس كلاوديوس قيصر أوغسطس جيرمانيكوس الكاهن الأكبر , منبر خطابة الشعب , المختار قنصلا للمرة الثانية يأمر بما يأتي :
نزولا عند رغبة الملك أغريبا و الملك هيرود , و هما شخصان عزيزان علي , أضمن أن نفس الحقوق و المزايا سوف تحفظ لكل اليهود القاطنين في جميع أرجاء الإمبراطورية الرومانية كالتي منحتها لؤلئك القاطنين في الأسكندرية . و مما يطيب له خاطري الإمتثال لمثل هذه الإتفاقات .
هذه المنحة التي أهبها ليس لصالح مقدمي الطلب فقط , و لكن كحكم أقضي به لؤلئك اليهود الذين يلتمسون مثل هذا الفضل بناء على صداقتهم و إخلاصهم للرومان ."
( جوزيفوس , أخبار العهود القديمة 19 . 5 . 3 )
– Josephus, Antiquities, 19.5.3.
الـــظـــلام يبدأ من هنا
http://www.jesusneverexisted.com/IMAGES/Acts-19.19-Paul-Ephesus.jpg
سفر أعمال الرسل 19 :19 بول يشرف على عملية حرق الكتب في افسس .
لقد ملأ الرسول جميع اليهود و اليونانيين خوفا { ...وصار هذا معلوما عند جميع اليهود واليونانيين الساكنين في افسس. فوقع خوف على جميعهم ...} أعمال الرسل 19 : 17 و أسعد بسطاء التفكير بأن وزّع عليهم مناديل " طاردة للشياطين " ( سفر اعمال الرسل 19 : 12 )
كل ذلك خرافة بالطبع ــ لكنه حدّد المسار للقرون التي تلت .
أسقط المسيحيون في القرن الخامس صور " الشيطان أرتميس " .
بــول يــنــجو مـن الـوحـوش فـي أفـسـس !
http://www.jesusneverexisted.com/IMAGES/bestiarii.jpg
رغم عدم ذكر سفر أعمال الرسل لهذه الخارقة , إلا أن بول نفسه يدعي أنه نجا من الوحوش في افسس ـــ و هي نتيجة مذهلة لمصارع غير محترف .
{{ 32 ان كنت كانسان قد حاربت وحوشا في افسس فما المنفعة لي.ان كان الاموات لا يقومون فلنأكل ونشرب لاننا غدا نموت }} (رسالة بول الأولى إلى أهل كورنثوس 15 : 32 )
ربما يزودنا سفر أعمال بول الأبوكريفي بالإجابة (( أبوكريفي = تم إسقاطه أو خذفه وغير معتمد)) .
يبدو أن الرسول بول واجه في ميدان المصارعة أسدا متوحشا كان قد عمـّده منذ زمن ليس ببعيد !
بول عندئذ دخل في دردشة ودّيّة مع الأسد الناطق ؛ فيما أطلق الرب القدير العنان لعاصفة شديدة على المتفرجين , فقتلت الكثير منهم .
و كله مادة مسيحية جيـّدة .
عــودة إلى الـنـص الـرئـيس :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سجلّ الوقائع و الأدلة
لكي تتلائم رسائل بول ولو بصورة هشـّة مع نسيج سفر أعمال الرسل , كان من الضروري وضعها زمنيا بأجمعها في إطار بضعة سنوات قبل نهاية حياة الرسول المفترضة . و هكذا , فالرسالة إلى أهل غلاطية , مثلا , ينسب تاريخها تقليديا إلى سنة 60 و يقال أنها كتبت من كورينثوس . ورغم كونها ذات فائدة من حيث عرضها و تقديمها لوجهة نظر المؤيدين في النزاع مع " المهـّودين " الخصوم , إلا أنها تقدم القليل جدا حول الدليل على مصدرها .
و ما يلخصه العددان 1 : 15و2 :14 لا ينسجم و يتوافق إلا بصورة رديئة مع الحكاية في سفر أعمال الرسل : " مفرز من بطن أمه" , و زيارة مدتها " ثلاثة سنوات" للعربية و دمشق , و غزوه لكليكيا ( سيليسيا) و سوريا , و غير معروف " بالوجه" في مقاطعة اليهودية , و مرافقته لتيطس , و نزاعه مع رسل أورشليم . إن أفضل ما قد يقال هو أن الإشارة إلى " الثلاث سنوات " و الأربع عشرة سنة " , على وجه الإحتمال , تضع التأليف في وقت متأخر من مهنة المؤلف .
رسالة بول إلى أهل رومية ( روما) أيضا " يحدد مصدرها " تقليديا على نحو مشابه في كورنثوس حوالي سنة 60 , مع توقع زيارته الأولى إلى روما . لكن لا توجد إشارة إطلاقا لكورينثوس و تركيز المؤلف في الواقع هو على إسبانيا , لاحقة لرحلة وشيكة إلى أورشليم .
{{ 22 لذلك كنت أعاق المرار الكثيرة عن المجيء اليكم. 23 واما الآن فاذ ليس لي مكان بعد في هذه الاقاليم ولي اشتياق الى المجيء اليكم منذ سنين كثيرة 24 فعندما اذهب الى اسبانيا آتي اليكم.لاني ارجو ان اراكم في مروري وتشيعوني الى هناك ان تملأت اولا منكم جزئيا. 25 ولكن الآن انا ذاهب الى اورشليم لاخدم القديسين. 26 لان اهل مكدونية واخائية استحسنوا ان يصنعوا توزيعا لفقراء القديسين الذين في اورشليم. 27 استحسنوا ذلك وانهم لهم مديونون.لانه ان كان الامم قد اشتركوا في روحياتهم يجب عليهم ان يخدموهم في الجسديات ايضا. 28 فمتى اكملت ذلك وختمت لهم هذا الثمر فسأمضي مارّا بكم الى اسبانيا.}} ( رسالة بول الرسول إلى أهل رومية 15 : 22 ــ 28 ) .
ليس فقط غريبا أن يقول المؤلف " ليس لي مكان بعد في هذه الأقاليم" ( و الحديث عن عمله التبشيري) ــ من الصعب تصديقه عن بلاد اليونان الوثنية ــ بل ايضا يشير إلى أنه بشر فيما يعرف الان بكرواتيا , و هي , مرة أخرى , منطقة غير مذكورة في سفر اعمال الرسل .
{{ بقوّة آيات وعجائب بقوة روح الله.حتى اني من اورشليم وما حولها الى الليريكون قد اكملت التبشير بانجيل المسيح }} ( الرسالة إلى اهل رومية 15 : 19 )
الرسالة الأولى إلى اهل كورينثوس هي رسالة كبرى اخرى يزعم أنها كتبت في افسس ( 16 : 8) , عندما كان بول يستبق زيارة لهذه المدينة , و هو في طريق " يعبر خلال مقدونية " . يفصح في هذه الرسالة عن رغبته في قضاء الشتاء في كورينثوس , ثم الحصول على المساعدة " و تشعيوني حيثما اذهب" ( 16 : 5 ـ 6 ) . و الطريق التي ينوي إجتيازها غريبة , فهي تتجاهل العبور البحري الواضح و المنطقي من أفسس إلى كورينثوس. فهل هذه الرحلة جزء من الرحلة الثالثة في سفر أعمال الرسل ؟
يعلن بول انه امر بجمع تبرعات للقديسين في غلاطية ( 16 : 1) , على نحو مشابه لما أمر به في كورينثوس , رغم أنه لم يرجع قط إلى غلاطية ليجمع تبرعات . ربما كانت معه إذ ذاك التبرعات للقديسين , و لكن في هذه الحالة هل كان حقا يخطط لمثل هذه الرحلة الخطرة و الملتوية و معه أموال مجموعة لكي يجمع أموالا اخرى ؟
..رسالة بول الثانية إلى أهل كورينثوس لا تقدم شيئا يقنع بأن الخطبة التي تتضمنها جزء من رسالة أصلية كتبها مبشر جوّال .. الموقع المفضل لمصدر الرسالة هذه المرة هو مدينة فيلبي .
من الواضح أن رسالة بول الأولى إلى سكان كورينثوس ذوي العقلية المستقلة قد هبطت مثل بالون من الرصاص فكان رد الرسول بالسخرية و الرثاء للذات .
طبقا لما يرد في سفر اعمال الرسل 16 : 9 فإن " رؤية ليلية" لشخص من مقدونيا هي التي نادت بول للذهاب من مدينة ترواس إلى فيلبي , و هو " حدث روحاني " يقبع بغرابة بجانب شرح الرسول المسهب إلى درجة الملل لرحلته نحو الشمال :
{{ 12 و لكن لما جئت الى ترواس لاجل انجيل المسيح و انفتح لي باب في الرب
13 لم تكن لي راحة في روحي لاني لم اجد تيطس اخي لكن ودعتهم فخرجت الى مكدونية}}( الرسالة الثانية إلى اهل كورنثوس 2 : 12 ـ 13 )
إن ذكر بول الوحيد الآخر لمدينة ترواس ( لـــيـــس إحــــيـــاء الــشـــاب أفتيخوس الـــمـــيـــت ! ــ اعمال الرسل 20 : 10 ) بل هو عندما طلب من رفيقه تيموثاوس أن يحضر له الكتب و الرقوق و رداءه الذي نسيه! ( 2 تيموثاوس 4 : 13 ) .
يؤكد الرسول في الواقع رفضه و فشله في مدينة فيلبي كرأس جسر للمسيحية , فقد كتب إلى تسالونيكي قائلا :
{{ 2 بل بعدما تالمنا قبلا و بغي علينا كما تعلمون في فيلبي جاهرنا في الهنا ان نكلمكم بانجيل الله في جهاد كثير 3 لان وعظنا ليس عن ضلال و لا عن دنس و لا بمكر }} ( رسالة بول الأولى إلى أهل تسالونيكي 2 : 2 )
و هذا ما يمكن فهمه على أنه تأكيد " للجلد " و " ليلة في السجن " و " زلزال إعجازي"
التي يدعيها سفر اعمال الرسل ــــ و في مثل هذه الحالة يجب ان نصدق أن بول لم يكن مناجيا للألوهية فحسب بل وكان أيضا بخيسا إلى درجة كبيرة !!
أســطــورة فـي غــاية الــضخــامــة :
رغم أن رحلة تبشير , في صورة مبشر طواف أو فيلسوف جوّال , قد تبدو معقولة جوهريا في زمن المسيحية الباكر , إلا أن رحلات بول المتميزة بالتنافر و التناقض و السخافة لا تبدو كذلك . ففي تلفيق هذه الرحلات الوهمية مدن كاملة , بل و مقاطعات تسحر و تغضب تباعا من قبل أنشطة رائد من رواد الإيمان الحقيقي .
لكن في الحقيقة نادرا ما لاحظت عينا العالم البراعم الأولى لحفنة من الهراطقة اليهود أو القليل من الوثنيين المفتونين بشريعة موسى و تأملات الأنبياء العبرانيين . إن المجهودات المتواضعة , و النجاحات المحدودة للمذاهب المسيحية في أوائل القرن الثاني تم نفخها و تضخيمها و تشجيعها بواسطة " تأسيس أساطير " ذات حجم يهز العالم !!
إن الكتبة المسيحيين في القرن الثاني , الذين كتبوا العهد الجديد كانوا يحتاجون , لتبرير إدعاءاتهم الخاصة , إلى الإرتفاع بأخلاق " الأسلاف " النبلاء الذين كانوا يسطعون مثل النجوم في العصر الرسولي الذهبي المفترض " و نقلوا الرسالة الإلهية " . لم يقرّوا بإختلاق أسطورة بل بوراثة شهادة مقدسة . و للتأكيد على ذلك , أخذوا في تطعيم النصوص المقدسة بعنصر حقيقة ــــ تفاصيل عرضية , و " أسماء شهيرة " جمعت من أعمال مؤلفين دنيويين ــــ في النصوص المقدسة , و لكن من جميع النواحي الأخرى فالتاريخ الكاذب يفيض بالهراء الوهمي .
الشخصيتان الثانيتان في المسرحية المسيحية , بطرس و بول , ليسا أكثر من كائنين بشريين فقط : بل هما شبحان وضعا لأغراض لاهوتية . و هما أيضا متنافسان. إن الإحتيال الديني نادرا ما يفضل الإحتكار للإختلاقات و في القرن الثاني , و هو " العصر الذهبي" للسلام و التسامح الروماني كان أي عدد ممكن من الكهنة الطموحين يتنافسون من أجل الشهرة الشعبية و الجوائز الدنيوية .
إن مرشح الكنسيين الرومان , القديس بطرس , تم الترويج له بإعتباره الحواري البارز ردا على تحدي المدرسة الآسيوية للرائين ومسافرهم المزور ( الأبوكريفي) القديس بول , الذي كان , مثل هرمس ( عطارد), رسول من الآلهة ( و هكذا سمي بول في سفر أعمال الرسل 14 : 12 !!!) بطرس لم يلفق حوله شيء من المثول أمام المحاكم و المحاكمات , التي كانت تظهر طبيعة معدن بول ( بالجلد بالسياط فوق ما يقاس , و بالسجن المتكرر , و بالموت أيضا . " من اليهود خمس مرات قبلت اربعين جلدة الا واحدة. 25 ثلاث مرات ضربت \ إلخ إلخ إلخ " رسالته الثانية إلى كورينثوس 11 : 24 .. ) و لكن بدلا من ذلك تم إضفاء أفضليته على وجه مخصوص ببداية متعالية حيث يجري تعيينه إلهيا من يسوع شخصيا ( متى 16 :18) . لا صراخ يهود بعد دم هذا الرجل !
إن بطرس هو بطل بسيط ملائم لؤلئك المفتونين بأفكار لاهوت عجائبي مراوغ . و هكذا عندما سجن بطرس , مثل بول , لفترة قصيرة , فإن ملاك الرب هو الذي هبط ليقوم بإطلاق سراحه ـــ ليس فرقة من الحرس الروماني ! ( سفر اعمال الرسل 12 : 7,10) .
بالنسبة لبطرس , لا شيء عن المجادلة المباشرة عن محرمات الطعام و قواعده المذكوره في الرسالة إلى أهل رومية ,الإصحاح14 . و بدلا من ذلك , ملائة عظيمة هبطت عليه من السماء مملؤة بالبهائم والوحوش و الزواحف و دواب الأرض فيما صوت الرب شخصيا يدوي صادحا : " قم يا بطرس إذبح و كل " ( أعمال الرسل 10 : 9 ,16 )).
رغم الإدعاء بأن بول هو " الرسول للأمم ( للوثنيين) " بعكس بطرس الذي هو رسول " للمختونين " , إلا أن بطرس في الحقيقة هو من أدخل أول الوثنيين في المسيحية ( أعمال الرسل 10 :48) و بطرس ايضا أول من قام بمعجزة رسولية . ففي اللد مجرد ظل هذا الرجل العظيم يشفي الجموع ( أعمال الرسل 5 : 15ـ16) و بمعالجة مريض واحد بالشلل ( أعمال الرسل 9 : 33 ـ 35 ) يحول بطرس مدينة كاملة إلى الديانة المسيحية بالإضافة إلى كل سكان سهل شارون . يا له من نجم !!!
لكن بطرس لم يكن عالما لاهوتيا عظيما ( أكثر من مبتكري شخصيته في روما! ) و بول كان قد كتب إطار مذاهب لاهوتية و تصحيحات مفيدة في الكفاح العملي من أجل تأسيس كنيسة عالمية .
و بينما لم تبتعد أنشطة بطرس " التبشيرية " عن يافا و قيصرية , و بالكاد إلى مسافة 40 ميلا من أورشليم, فإن رحلات بول ذهبت به شرقا و غربا .
في جميع الأرجاء قابل الرسول الثالث عشر عداء "اليهود" العنيف و نزوات الأقوياء و المتسلطين بحقيقة يسوع الثابتة . لم يكن هناك تحد فوق طاقة هذا الرجل . و في مشاجرات القرن الثاني العنيفة بشأن " العقيدة" تم إحتجاز التراث اللاهوتي القيم " لبول" من أجل القضية الكاثوليكية الكبرى .