مشاهدة النسخة كاملة : الجذور الوثنية للديانة المسيحية
الصفحات :
1
2
[
3]
4
5
6
7
8
9
10
11
12
يوسفوس فلافيوس
2010-01-05, 11:22 PM
استغفر الله العظيم !!
أنا أقدم ما استطيع تقديمه خدمة للحقيقة و كشفا للزيف و الخداع . و لا ابتغي جزاء و لا شكرا .
لكن كإنسان , يسعدني أن اعلم أن هناك من يتابع ما اكتب , فهذا ما يزيل الشعور بالتعب و يبعث في النفس الشعور المريح بأن ما اقدمه نافعا للناس على نحو ما .
لكم شكري و تحيتي
و السلام عليكم و رحمة الله
مهندس احمد امام
2010-01-05, 11:29 PM
بعد هذا الكم الرائع يسعدنى ان اقوم بضم هذا الموضوع لاخوانه بقائمه السهام الاسلاميه بقلب النصرانيه
جزاكم الله خيرا اخى الحبيب .. و جعله الله فى ميزان حسناتك .
elqurssan
2010-01-06, 10:28 AM
بعد هذا الكم الرائع يسعدنى ان اقوم بضم هذا الموضوع لاخوانه بقائمه السهام الاسلاميه بقلب النصرانيه
جزاكم الله خيرا اخى الحبيب .. و جعله الله فى ميزان حسناتك .
للعِلم !!!! واللهِ أستاذنا الكبير / مهندس احمد امام
أنا كنت سأشير إلى هذه النقطة إما بتثبيته او إما فى وضعه
سهام الاسلاميه بقلب النصرانيه
فالأخ / يوسفوس فلافيوس ( بارَكَ اللهُ فيه وجزاه عنا كل خـيِّــر)إن لم تكن ذاكرتى قد خانتنى ذكر لى انه يقطن فى دول من الدول الكاثوليكية وهو أكيد طبعاً-من خلال كلامى معه لا رجماً بالغيب - عِنده دراية لا يستهان بها بالنصرانية عموماً والطآئفةالكاثولوكية خصوصاً ولنتذكر دوماً أن
العاقـــِبـــــُة ُللـمـُـتــََقــيــــــن
يوسفوس فلافيوس
2010-01-07, 11:03 AM
انه يقطن فى دول من الدول الكاثوليكية
تاريخيا فقط أيها الزميل الكريم ( يعني كان زمان ) . اما الآن فلم يبق من الكاثوليكة سوىالكنائس الخاوية على عروشها و مراسم الزواج و طقوس الدفن والتعميد ((للحصول على شهادة )) و الديك الرومي و زجاجات الشمبانيا في الإحتفال بعيد الميلاد ... , و صليب ذهبي يعلق في الرقبة (( يعلقه حتى أعتى الملحدين بإعتباره هدية من جده او جدته أو شخص عزيز عليه و ليس لغرض ديني))
التعبير السائد هنا عن وصف إنسان بانه كذوب (( كذاب كبير )) هو : هذا الشخص ( أو فلان ) أكذب من البابا .. و لم اقابل قط شخصا ملتزما بإستثناء قسيس المعهد الذي كنت أدرس به .. و إذا حاولت فتح موضوع عن المسيحية ( لطق الحنك) فأول ما يقوله لك جليسك : دعك من هذا الهراء ... و اما السباب و اللعن ليسوع و العذراء و القربان المقدس فهو أول ما تتعلمه من اللغة ( إذا كنت لا تعرفها ) لكثرة ما يتردد امامك على مدار ساعات اليوم ..
مع تحياتي
elqurssan
2010-01-07, 11:22 AM
فأول ما يقوله لك جليسك : دعك من هذا الهراء ... و اما السباب و اللعن ليسوع و العذراء و القربان المقدس فهو أول ما تتعلمه من اللغة ( إذا كنت لا تعرفها ) لكثرة ما يتردد امامك على مدار ساعات اليوم ..
مع تحياتي
:36_11_6:لاحولَ ولا قوة َإلا باللهِ العلى ِّ العظيم ..!!!
يا رب العالمين كيف هذا؟
هل هذا فعلاً على المكشوف!!!؟؟
الحمدُ للهِ على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة
سعدنا بوجودك أكثر وأكثر يا أخى الكريم / يوسفوس فلافيوس لا تحرمنا هذه الصفحات
بارَكَ اللهُ فيكُم وجزاكُم عنا كل خـيِّــر
يوسفوس فلافيوس
2010-01-07, 11:54 AM
الـحـــرب بــيــن الــعــصــابــات:
خلال فترة خدمة زيفيرينيوس الطويلة في منصبه البابوي استفحل الخصام بين الفرق و صار مرضا مستوطنا .
أنشأت فرقة من الكهنة العـرّافين يقودهم مونتانيوس مجموعة قويّـة من الأتباع , تضم بين اعضائها أفرادا من حاشية البابا نفسه . فيما قامت فرقة ثالثة يقودها سابيلوس برفض الشعارات ( Logos) و التشديد على أسلوب ( Modes) إله موحّد .
هاجم هيبوليتوس الجميع ـــ حتى زيفيرينيوس نفسه لعدم قيامه بأي شيء حيال ذلك . فيما قام رجل كنيسة من المعاصرين في مدينة قرطاج , يضارع هيبوليتوس في التقشف و الزهد يدعى تيرتوليان بحشد الدّعم له, و وجـّه اللوم للبّابا في روما .
إن ما أغضب هيبوليتوس في الحقيقة هو أن البابا الجديد إعتمد إعتمادا كبيرا على رئيس الشمامسة كاليستوس في كل كبيرة و صغيرة و جعله القائم بأعماله و المنفذ لرغباته, و هو روماني خشن و عنيف و متصلب وصل إلى المنصب الراقي من أصعب المسالك . و لقد زاد بصورة ضخمة من شعور الإحتقار و الإزدراء عند هيبوليتوس عندما تلى كاليستوس البابا زافيرينيوس في المنصب الممتاز و حلّ محله . فتشاحن الإيديولوجي هيبوليتوس مع العصابة مصـّرا على المطالبة على نحو عدائي بالمنصب البابوي , فقاد الرجلان ( أي , كاليستوس و هيبوليتوس )عصابتين مسيحيتين متنافستين .
رغم أن هيبوليتوس كان الخاسر في النهاية , إلا أنه يعتبر , من الناحية التاريخية , أول معارض و مضاد للبابا
و لقد سجل في بهجة واضحة للأجيال القادمة بعض الحقائق غير المرغوب فيها عن منافسه .
يتضح أن كاليستوس كان في شبابه عبدا محل الثقة لمولاه المسيحي , و هو بدوره عبد معتق , يعمل في البلاط الإمبراطوري و يدعى كاربوفوروس .
إئتمن كاربوفوروس , في الواقع , كاليستوس على كمية كبيرة من الأموال المودعة من قبل الأتباع المسيحيين و المرصودة لتقديم العون للأرامل و اليتامى . " فاختفت " الأموال و هرب كاليستوس , لكن تم القبض عليه و هو على ظهر مركب في ميناء بورتوس . و عوقب بالأشغال الشاقة في طاحونة حبوب يدوية .
بعد إطلاق سراحه بفترة قصيرة , قبض على كاليستوس مجددا , و هذه المرة بعد شجاره في كنيسة يهودية حين كان يحاول إبتزاز اموال من مجموعة يهود رومانيين . فتمت جرجرته إلى مقر حاكم المدينة فوسيانوس, و هناك أدانه كاربوفوروس أيضا فتم الحكم عليه بالترحيل إلى مستعمرة معتقل , و هي مناجم الفضة في جزيرة سردينيا .
لكن كاليستوس في ذاك الوقت كان قد نمـّى علاقات صداقة مع إناس في مناصب عالية . و يبدوأنه كان " مستشارا " للبابا فيكتور و صديقا لفتاة تدعى مارسيا ــ التي صادف و انها كانت عشيقة الإمبراطور كومودوس . كانت مارسيا قد " ربـّيت " عند القسيس هياسينثوس قبل ان تنتقل إلى حضن كومودوس .
كومودوس الفاسق , على عكس والده الإمبراطور ماركوس أوريليوس المثقف , كان له إنطباع جيـّد عن المسيحيين و شـغـّل كثيرا منهم في البلاط الإمبراطوري ( لكن ذلك لم يؤدي إلى أي شيء نافع له ــ فمرسيا " المسيحية " كانت طرفا في المؤامرة التي انتهت بقتله خنقا سنة 193 )
هـــامــــش :
ــــــــــــــــــــــ
http://www.jesusneverexisted.com/IMAGES/capone.jpg
كاليستوس الأول ــ إيطالي قاس قام بإدارة عملية مدينة Antium لصالح زعيم مدينة روما فيكتور ( 189 ـ 198 ) .
ثم خلال حكم خليفة فيكتور , الأمي و الضعيف العقل زيفيرينيوس ( 198ـ 217 ) كان كاليستوس القوة الحقيقية خلف العرش . ثم اصبح زعيم الزعماء حين مات زيفيرينيوس .
( ملحوظة : الصورة لزعيم زعماء المافيا الشهير آل كابوني ــ يوسفوس)
يوسفوس فلافيوس
2010-01-07, 07:56 PM
وقــــت الــحــفــلـــة :
بفضل شفاعة مارسيا و وساطتها سرعان ما أفرج عن كاليستوس , و بعد رجوعه من المعتقل إلى روما أرسله البابا فيكتور إلى الجنوب لإدارة عملية مدينة أنتيوم ( انزيو) للمجنبات المالية الشهرية . و مع وفاة فيكتور و انتخاب زيفيرينيوس , تم استدعاء كاليستوس لكي يعود للعمل في العاصمة من قبل رب العمل الجديد , و تم تعيينه لإدارة قطعة أرض للدفن كانت الكنيسة قد حصلت عليها . و طبقا لما يرد في الموسوعة الكاثوليكية " حصل كاليستوس على تأثير عظيم على زيفيرينيوس الأمي الجاهل الطمـّاع بواسطة الرشاوي " و مع وفاة زيفيرينيوس تحرك كاليستوس نحو مقعد الرئاسة .
تزامنت فترة مكوث كاليستوس في منصب البابا ( 217 ــ 222 ) بالضبط مع عهد أشد الأباطرة في غرابة الأطوار , و هو الأمبراطور السوري إلاجابالوس .
كان عمر المتخنث السوري 14 سنة عندما جاء إلى العرش , و كان يجمع مع ثنائيته الجنسية الشنيعة تعصبا دينيا . كان تابعا عاطفيا لوالدته ( التي كان له معها علاقة جنسية ) , و تزوج في تتابع سريع ثلاث نساء مسنات ( بمن فيهن راهبة عذراء من كاهنات الربة فيستا ) و تزوج من ذكر سائق عربة حربية . و مثل كاليغولا و نيرون من قبله نهل إلاجابالوس من التجارة الخام في شوارع روما , بل و التمس " الحيل " داخل اروقة القصر الإمبراطوري نفسه .
أحاط إلاجابالوس نفسه بحاشية من المتخنثين , وقلد المفضلين جنسيا لديه مناصب رفيعة , و من بينهم ,ممثل ( قائد للحرس البريتوري) , و سائس بغال( المأمور الأمبراطوري لجباية الضرائب ) و حلاق,
كان إلاجابالوس مثل كاليستوس كاهنا أكبر . و في حالته لعبادة حجرا أسود ( من المؤكد تقريبا أنه من نيزك ساقط ) كان قد جلبه معه في حلية مرصعة بالجواهر من حمص إلى روما . لكنه كان يؤمن أيضا أنه هو ذاك الإله , اله الشمس المتجسد بشرا . و فرض موكبا سنويا يطوف بشوارع روما و فيه يركض إلاجابالوس إلى الوراء أمام عربة تحمل إلاجابالوس الحجر . و كان يرتدي ملابس حريرية و غالبا ما يكون يضع شعرا أشقرا مستعارا ( باروكة ) . إن غرابة ثنائيته أثبتت لجماهير العامة أن إلاجابالوس ليس مجرد إنسان فان فقط .
لم تكن الحروب و الضرائب الجشعة من شؤون إلاجابالوس . كان همـّه الأول هو تحويل روما متعددة الأرباب إلى روما ذات رب واحد بالقسر و الإجبار . و كان كاليستوس يشاطره الهدف . و تمشيا مع روح العصر كان ملحوظا أيضا تبني كاليستوس لسياسة " الباب المفتوح " مع الفسق .
لمزيد من إشمئزاز هيبوليتوس و تيرتوليان الزاهد القرطاجي ( الذي كتب هجوما لاذعا
pudicitia') ضم كاليستوس الزناة و القتلة إلى الكنيسة , مقابل الطلب منهم لبيان "الندم " فقط .
كاليستوس مثل إلاجابالوس لاقى نهاية مفاجئة : فقد قتل على ما يبدو في احداث الشغب و هي ربما نفسها احداث الشغب في مارس / آذار 222 التي أعقبت إغتيال ألاجابالوس . فبعد قتله و سحل جثته في الشوارع توجه غضب الجموع نحو أتباعه و حاشيته " فلاقى عدد كبير من انصاره و مؤيديه موتا عنيفا " .
هناك كاتب واحد فقط أشار إلى أن كاليستوس قتل على يد غوغائي وثني غاضب من توسع المسيحية في منطقة تراستيفيرا (Duffy, Saints and Sinners, p14: دوفي : قديسون و آثمون ص 14 ) و وفقا للأسطورة ألقيت جثة كاليستوس في بئر .
واصل هيبوليتوس شن هجماته على الفصيل المسيطر ( باعتباره البابا المنافس ) ـــ على أوربان الأول ( 222 ـ 230 ) ثم على بونتيانوس ( 230 ـ 235 ) ـــ إلى ان وصل إلى الحكم أمبراطور جديد ليس صديقا لأي فرقة مسيحية و هو الإمبراطور ماكسيموس ثراكس , فأرسل هيبوليتوس ( و بونتيانوس ) إلى معتقل مناجم الفضة في سردينيا , حيث مات المنظر اللاهوتي العجوز هناك .
هـــامـــش :
ــــــــــــــــــــ
أصدقاء مهمين للبابا كاليستوس
كومودوس ــ المصارع الأصيل .
http://www.jesusneverexisted.com/IMAGES/commodus.jpg
..........ألاجابالوس ــ حاجه زي كده http://www.jesusneverexisted.com/IMAGES/transvestite.jpg
يوسفوس فلافيوس
2010-01-07, 10:33 PM
زعيـم عصابة يستأجر قوّادا لكتابة الكتاب المقدس !
فاز دامسوس الأول بعرش البابوية في ظروف لا يرغب المسيحيون بالأحرى في الحديث عنها . كانت مدينة روما قد فقدت بحلول النصف الثاني من القرن الرابع الكثير من عظمتها الأمبراطورية , و كان الكنسيون المتنافسون " يحمون" مناطق نفوذهم في المدينة . و عندما مات البابا ليبيريوس سنة 366 م , كان هناك قسيسا طموحا إسمه دامسوس يضع عينه على العرش البابوي . لسؤ حظ دامسوس , كان هناك قسيس منافس آخر يدعى أورسينوس قد سبقه و كان أتباعه قد اعلنوا إنتخابه حبرا أعظما . دامسوس , و هو ليس من الذين يستسلمون بسهولة , أعلن عن نفسه بابا بعد أسبوع من ذلك , و بدأت المشاحنات و المنازعات بين الفرقتين المتنافستين .
واتت الفرصة دامسوس حين حاصرت عصابته عصابة اورسينيوس في كنيسة مريم الكبيرة . و لما لم يستطيعوا الإقتحام , فقد تسلقوا إلى سقف المبنى , و حفروا فيه فتحة و بدأوا في إمطار الحجارة على رؤوس منافسيهم . و حين طلبت عصابة أورسينيوس الهدنة بعد ثلاثة ايام , أخرج من الكنيسة المحطمة 177 شخص بين قتيل و محتضر . و هكذا برز حبر أعظم حقيقي . مع ذلك أورسينيوس نفسه لم يؤخذ و سيستمر الخصام بين العصابتين لمدة 15 سنة اخرى , مما كان يستدعي تحكيم حاكم المدينة الوثني من وقت لآخر , كما صار دامسوس مجبرا على التحرك في المدينة تواكبه مجموعة من المصارعين المسلحين كحرس شخصي .
إن تهمة القتل ظلت معلقة فوق رأس دامسوس لسنين طويلة , فيما سوّد سمعته في أعين الكثيرين تخليه عن زوجته و عائلته , لكي يكون مثالا على العفة الكنسية إفتراضا , و لكن أيضا لإدارة مواخير الدعارة في مدينة روما !! و نال دامسوس المغازل لقب " قرط النسوان" .
'matronarum auriscalpius'
في مدينة ميلان إنزعج الأمبراطور فالينتيان الغضوب من
عمليات الإختلاس للأموال الموروثة التي تؤدي إلى طبقة النبلاء القديمة , فأصدر قانونا لدامسوس شخصيا . هذا القانون الذي امر الإمبراطور بقرائته في جميع الكنائس , يمنع رجال الكنيسة من التردد على بيوت " الأرامل و الأيتام " أو قبول المزيد من الهدايا او التركات
يوسفوس فلافيوس
2010-01-08, 06:29 PM
جـــانـــب مـــضـــيء :
مصائب قوم عند قوم مغانم , فقد أثبت سؤ حظ الإمبراطورية أنه يحمل اليمن و البركة للبابا المخزي .
لقد وصلت أنباء تعلن عن هزيمة الجحافل الرومانية في أدريانابول على أيدي الغزاة القوط و مقتل الإمبراطور الكبير فالنس ( أغسطس / آب 378 ) . و عندما تولى خليفته غراتيان الحكم كان منشغلا جدا بتطورات الأحداث فأراد ان يحرر نفسه من عبء الإنشغال بإيطاليا , فكان من ضمن الإجراءات التي إتخذها إعفاء أسقف روما ( البابا ) من الخضوع للقانون الدنيوي .
ما أن زالت تهمة القتل عن دامسوس , حتى تولى عملية تجميل صورته المشوهة جدا ككاهن للمسيح,فتفتقت أفكاره اولا على فكرة " الخلافة الرسولية " . و أعلن ان البابا هو الخليفة المباشر للقديس بطرس شخصيا !
رغم انه لا أحد كان قد لاحظ ذلك من قبل فإن بطرس على ما يبدو كان هو مؤسس أسقفية روما !.
دامسوس و هو متسلح بنظرية الرفع الذاتي هذه حفر " قبور الشهداء " في سراديب الموتى بروما ليبرهن الفكرة ( و أجبر أنصاره العتيدين على دفع تكاليف إصلاحها و تزيينها ! ) . كما نال إدعائه الخلافة إعترافا أمبراطوريا : يعترف بأسقفية روما على نحو مساو لأسقفية القسطنطينية في تعريف الإيمان .
ما ان صارت سلطة دامسوس تقف على أرضية متينة حتى بدأ في الضرب على وتيرة التزلف للجمهور الرومي : بنزع ملكية مهرجان منتصف الشتاء الشمسي القديم .
كان دامسوس قد وجد نفسه على رأس إيمان جوهره البعث و الإنتصار على الموت , من جانب يسوع الرجل , و هذا تم تحديده بعيد الفصح . غير أن أعظم الإحتفالات في أرجاء الإمبراطورية قاطبة و في مدينة روما على وجه الخصوص كان " عيد ميلاد الشمس التى لا تقهر " 'Natalis Solis Invicti أو Saturnalia, و كانت تستمر عدة ايام و تتوج بوليمة "بروماليا " 'Brumalia' في 25ديسمبر / كانون الأول.
إن الشعبية الهائلة لهذا المهرجان الوثني ــ كان في الواقع اكبر إحتفال على طول السنة ــ من الواضح انها سببت في الكثير من الآلام للكنيسة . فالمسيحيون الأولون كانوا يفتقرون لمدة قرن على الأقل حتى إلى قصة الميلاد الإلهي لبطلهم , ناهيك عن ان الإحتفال بمولده في وقت متأخر مثل سنة 245 كان سببا لإحتجاج اللاهوتي اوريجانوس على فكرة الإحتفال بعيد ميلاد المسيح كما لو كان مجرد ملك ارضي.
إن فكرة دامسوس الماكرة هي أن يطغى العيد المسيحي على العيد الوثني . و حيث ان المسيحيين الأوائل لم تكن لديهم أي فكرة على الإطلاق عن يوم أو شهر أو حتى سنة ميلاد يسوع المزعوم , فكان من السهل نسبيا إحلال عيد ميلاد الشمس الإله بآخر ــ و في الوقت نفسه بالضبط إستخدام كمية كبيرة من الطقوس و المظاهر الوثنية !
و هكذا صار 25 ديسمبر / كانون الأول عيد ميلاد المسيح , بفضل اسقف روما ( البابا ) دامسوس الأول الشهير بحبه للإحتفالات .
يتبع
يوسفوس فلافيوس
2010-01-10, 03:20 PM
هــل يــمــكــن أن يــكـون لـديـنـا هـذا باللاتـيـنـي ؟ السيطرة على " الكلمة " :
لم يمض وقت طويل على إستيلاء دامسوس على عيد الساتورناليا حتى تفتق ذهنه على فكرة جديدة اكبر , الا و هي : نسخة جديدة من الكتاب المقدس نفسه ! كان أساقفة روما كلهم تقريبا حتى فترة تنصيب دامسوس نفسه من الناطقين باللغة اليونانية , و بالتالي لم تكن لديهم أي مشكلة خاصة مع نسخة العهد القديم من الكتاب المقدس المترجمة من العبرية إلى اليونانية من قبل يهود الأسكندرية ـــ النسخة السبعينية ــ لكن ما أجود ان تكون هناك نسخة لاتينية مترجمة مباشرة من العبرية بدون تدخل من اليهودأهل الغدر!! اللاتينية ستكون في المستقبل لغة الجمهور .
توجه دامسوس نحو احد أعضاء عصابته مشهور "بنسونجيته" و موهوب في اللغات . و هكذا دخل أيوسيبيوس هييرونيموس ــ الشهير أيضا باسم جيروم ــ إلى مسرح التاريخ .
كان جيروم بجميع المقاييس إنسانا فاسدا و مشاكسا , رغم بروزه في النهاية كبطل لنكران الذات . سليل اسرة من ملاك الأراضي في شمال إيطاليا و كان قد طرد من روما في الأصل بسبب فضيحة جنسية . كان قد نظم " مجموعات نساء " و ماتت إحدى العضوات الصغيرات بسبب الوهن و الإنهاك على نحو محتمل .
"" في الحقيقة كانت هذه آخر فضيحة من سلسلة الفضائح العامـّة التي وصمت النصف الأول من حياة جيروم ""
( ج . رومر , شهادة , ص 237)' (J. Romer, Testament, p237).
ذهب جيروم إلى اليونان أولا لكنه كان " مضطربا " جدا من زياراته لمحلات بيع الأجساد في كورينثوس إلى درجة أنه هرب إلى صحراء فلسطين لكي يهديء من غرائزه المتأججة .فهناك لا بد من العثور على الكثير من النساك المسيحيين الورعين , يعيشون في زهد و تقشف و يطلبون رضى السماء عن طريق العزلة و التكفير عن الذنوب ..فأنضم جيروم إليهم ــ لكن ليس لوحده تماما . فقد إصطحب معه ثلاثة أو أربعة من الصبية الصغار لكي يعملوا عمل " السكرتير " له.
وقد إعترف في رسائله قائلا " أنا لا أستطيع أن أقاوم الإغراء بالخطيئة و حرارة طبيعتي الحارقة . لقد حاولت سحقها بتكرار الصوم , لكن فكري كان دائما مشوشا بالتخيلات . أنا غالبا ما أجد نفسي محاطا بمجموعات من الفتيات الراقصات "
( ج رومر , شهادة ص 237 )– J. Romer, Testament, p237.
قضى جيروم ثلات سنوات في عزلته في الصحراء , و كان يستلم رسائلا بإنتظام من أصدقائه الأنطاكيين الأغنياء . و بالإضافة إلى الأشياءالتي فعلها هناك , فقد استغل الوقت في تعلم اللغة العبرية , رغم أنه يصف اليهود انفسهم بأنهم " حيوانات نجسة غير مشقوقة الظلف " . كما يبدو أنه قد " عمل لحل مشكلته " لأنه صار زاهدا متقشفا و بطلا ( بالنسبة للآخرين ) في العذرية و العفة .و قد إنتقد بشدة الصحة بإعتبارها علامة تدل على التعلق بالأمور الدنيوية متحججا بان الجسد يجب ان يبقى هزيلا وجائعا . و وسع مبدأه ليشمل النظافة الشخصية : "" ذاك الذي إستحم في المسيح "" يقول جيروم "" لا يحتاج إلى استحمام ثان ""
رجع جيروم إلى روما في أفضل الأوقات المناسبة ( 382) , لأنه كان بالضبط الشخص الذي يحتاجه دامسوس لإعادة كتابة الكتاب المقدس " الحقيقي " , كلمة الرب نفسه . و كانت نتيجة عمل جيروم هو صدور نسخت الفولجاتا (vulgata versio أو النسخة العامة) و هي الكتاب المقدس اللاتيني الذي سيقود الكنيسةالمقدسة الأم طوال الألف سنة القادمة . و كانت النسخة ملائمة جدا للأفعال التي سيمكن فعلها باسم المسيح . أثناء ذلك , و بعد صراع طويل مع أعضاء وثنيين محددين في مجلس الشيوخ , إستطاع دامسوس ان يزيل المذبح الخاص بالربة الحرية من مبنى مجلس الشيوخ ( 384) رغم ان صنم الربة الحرية نفسه بقى في مكانه وأعيد إقتراحه على أنه تمثال لملاك!!!
أجبرت المشاحنات بين العصابات جيروم على مغادرة روما بعد موت زعيمه بوقت قصير سنة 385 . فقد حصلت عصابة أورسينوس , التي كانت تدير شؤون مدينة ميلان تحت زعامة الأسقف أمبروس , على لجنة كنسية لطرد جيروم من روما . و قد رجع في معية إثنتين غنيتين من العذروات المحترفات إلى فلسطين ,. و هناك في بواكير السياحة الدينية اسس منطقة ريفية واسعة للتقاعد و بيت لضيافة الحجيج . و أنجز فحصا آخر للكتاب المقدس قبل موته سنة 420
إن كلا من زعيم العصابة دامسوس و القـوّاد جيروم صارا قديسين , و من المفترض أنهما يجلسان الآن على يمين الرب .
يتبع.
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir