مشاهدة النسخة كاملة : الجذور الوثنية للديانة المسيحية
الصفحات :
1
2
3
4
5
6
[
7]
8
9
10
11
12
سمير صيام
2010-01-20, 04:40 AM
جزاك الله اخى عنا خيرا
عماد الدين
2010-01-20, 06:41 AM
الموضوع فعلا شيق وجميل ومفيد للغاية
بحثت عن الاله سيرابيس فوجدت
سيراپيس Serapis ، اله اخترعه الكهنه فى عهد بطليموس الأول مؤسس الدوله البطلميه فى مصر للتوفيق بين المصريين و اليونانيين عن طريق الدين. سيراپيس كانت مراته ايزيس Isis و ابنه هاربوكراتس Harpocrates ، وكان بيتمثل للمصريين على شكل العجل المقدس أبيس و لليونانيين على شكل الاله زيوس Zeus. بيختلف العلما و الباحثين فى اصله و شخصيته، و ان كان ما بيخرجش عن كونه الاله المصرى أوزوريس-أبيس Osiris-Apis اللى اشتق منه اسم سيراپيس، يعنى العجل المقدس أبيس-بعد وفاته.
كان لسيراپيس معبد كبير فى منطقة ابو قير فى شرق إسكندريه و لكن اتدمر بعد دخول المسيحيه مصر.
يوسفوس فلافيوس
2010-01-20, 01:03 PM
خالص الشكر لجميع الإخوة على مداخلاتهم و كلماتهم
يوسفوس فلافيوس
2010-01-20, 01:15 PM
نــهــايــة الـحرس الــبــريــتــوري : سـلاح خـيـّالـة جـرمـاني جـديـد
كان من نتائج إنتصارات قسطنطين سنة 312 , على أرض الواقع , حلّ و تسريح الحرس البريتوري (( الحرس الإمبراطوري )) . فلقد كان من سؤ حظّ هذا الحرس مساندته و دعمه لمكسينتيوس , و أولئك الذين لم يسقطوا في ساحة القتال ( و كثير جدا منهم مات غرقا قرب جسر ميليفيان ) تم إنزال رتبهم و إرسالهم إلى حصون و معسكرات على الخطوط الحدوديّة البعيدة
و حلّ بدل الحرس البريتوري حرس إمبراطوري خاص - Scholae Palatinae –و هم فوج يتكون من 500 من نخبة الفرسان , و معظمهم من الجرمان ( الألمان) .
كان ديوقليتيان قد أسس في السابق قوّة جديدة من الحرس الإمبراطوري ( الحرس اللوفياني و الهيرقلياني Ioviani and Herculiani) لكن ذلك أحدث صدعا في أفواج المشاة .
" إن ولع قسطنطين بالقوّات الجرمانية أدى إلى إتهامه بأنه جعل الجيش بربريا "
(Farrel, p47 فاريل ,ص 47)
إن نكاية قسطنطين بروما , تركت المدينة عزلاء ـــ و حين وصل القوط الغربيون بعد قرن من الزمن ــ سقطت "معشوقة العالم " في يد الغزاة .
أطـمـاع قـسـطـنـطـيـن تـهـلـك الـفــيـالـق
"" إن سياسة قسطنطين وخلفائه المتهاونة سلّـحت و وجـّهت ــ لخراب الإمبراطورية ــ البسالة الهمجية للمرتزقة البرابرة ... إن الجرح المميت على نحو سريع او على نحو بطيء كان قد أحدثته يد قسطنطين ""
(جيبون , هبوط و سقوط الإمبراطورية الرومانية– Gibbon Decline & Fall)
حــروب أهــلــيــّة مــتــعــّددة
بعد ان أضاف قسطنطين أيطاليا و أفريقيا إلى مملكته عمل أولا على ترسيخ و ضمان موقعه مع الأوغسطس الكبير في الشرق ــ حيث كان ليسينيوس قد نجح في الجلوس على عرش غاليريوس ــ و ذلك "بمعاهدة سلام " و إهداء اخته كعروسة . لكن قسطنطين سرعان ما نقض عهده مع ليسينيوس في غضون سنة واحدة و سقطت الإمبراطورية في حرب أهلية جديدة .
جرت معركتان في البلقان ــ معركة سيبلاي ( أكتوبر/ تشرين الأول 314) و معركة كسترا جاربا ( نوفمبر/ تشرين الثاني 314 ) ــ و لم يخرج منهما احد منتصرا , فقد كانت الخسائر هائلة جدا على الجانبين. و يبدو ان قسطنطين أستثار المسيحيين في جيش ليسينيوس أثنا تلك الواقعتين بعرض الشعارات المسيحية في فيالقه .
دعى ليسينيوس ــ المجامل و الطيّـب ــ إلى سلام يعترف فيه بقسطنطين على أنه الأوغسطس الكبير .
و الآن و قسطنطين الملك الفخري للعالم ركّـز , و لمدة عقد من الزمن , على مخاطبة وّد و تشجيع طبقة النبلاء في روما , و قد إتسم هذا التشجيع ببرامج أشغال عامة في المدينة التي كانت في هبوط و تدهور بالفعل .
مــصــيــر رومـــا
بدأت ثروات روما في النضوب أثناء سنوات الحصار في أواخر القرن الثالث في تناسب مع إرتفاع نجم المسيحية .
كان في مدينة روما , في أيام قسطنطين حوالي 24 من بيوت الإجتماع المسيحية لكن الحاشية الإمبراطورية و بيروقراطيتها كانت قد تحركت نحو الشمال , إلى مدينة ميلان أولا , ثم مدينة تريير , و في النهاية إلى مدينة رافينا ومدينة ارليس .
و لقد بدأ تعداد سكان روما في الهبوط بتأثير من النزاعات الأهلية و الأوبئة التي جاءت في اعقابها . و الأسوأ من ذلك , في لحظة إنتصار المسيحية ـــ تكريس كنيسة لاتيرن من قبل " أوّل إمبراطور مسيحي" ـــ كان القائد العظيم ماضيا قدما بمخططات لعاصمة جديدة تبعد 800 ميلا إلى الشرق .
كان المسيحيون قد استولوا على كثير من أفكار و طقوس العبادات الوثنية و امتثلوها , و بطلهم الفاتح الآن استولى على فن النحت ومنسوجات الإمبراطورية الشرقية لتفخيم و تزيين مدينته الجديدة على ضفاف البوسفور .
" لم يطأ قسطنطين مدينة روما قط بعد سنة 326 , فهو شخصيا لم يحب المدينة أبدا "
( ج . نورويش , بيزنطة ص 61 ,J. Norwich, Byzantium, p61).
و نتج عن ذلك ان أساقفة روما إلتقطوا عباءة العظمة الساقطة و وضعوا المدينة على طريق مسيحية جديدة للنفوذ .
يوسفوس فلافيوس
2010-01-20, 10:40 PM
أوتوقراطيه ( الحكم الأستبدادي )
بعد ان أنشأ قسطنطين دعما في العاصمة الأمبراطورية القديمة , و لمّا كانت أطماعه لم تكتف بعد , فقد أجج أوار حرب أهلية أخرى ضد ليسينيوس سنة 324 .
جمع قسطنطين جيشا عدته 125 ألف من الجنود المشاة و 10 آلاف فارس , و أسطول بلغ عدد مراكبه 200 مركب . لمقابلة هذا التهديد قام ليسينيوس بتعرية الحدود الفارسية الضعيفة ليجمع قوة تعدادها 150 الف جندي مشاة و 15 الف فارس و أسطول لا يقل عن350 مركب , و اندلعت المعركة في أدريانوبلي يوم 3 يوليو / تموز , و حوصرت بيزنطة .
تقابل الأسطولان في البسفور , لكن أسطول ليسينيوس تعرض لعاصفة أدت إلى غرق 5 آلاف من رجاله . فاستسلم ليسينيوس على وعد بضمان سلامته الشخصية , و لكن بعد ستة أشهر سوف يموت خنقا بامر من قسطنطين .
و اخيرا وصل الأمير المدلل إلى قمـّة طموحه . قسطنطين القاسي و عديم الشفقة و الرحمة ,إبن زنا لقسطنطيوس من ساقية حانة بيثينية تدعى هيلانه ,
نصب نفسه سيد الأمبراطورية . و حانت ساعة الحظ للمسيحية .
غير أن قسطنطين " أول امبراطور مسيحي " حين كان يتسلق إلى سيادة العالم جلب الدمار إلى قلب آلة الحرب الرومانية . فالخسائر الهائلة في القوة البشرية لا يمكن تعويضها إلا بزيادة التوسـّع في تجنيد مفارز بربرية , مستأجرة كمرتزقة لخوض حروب روما بالنيابة عنها .
و هذا بالضبط ما فعله قسطنطين .
إعادة تنظيم الجيش المميتة
حين كانت روما في إوج قوتها كانت الإمبراطورية الواسعة تحميها بنجاح فيالق متمركزة في قلاع كبيرة على الحدود .و كانت آلتها العسكرية متمرسة جيدا في فنون السوق و التعبية . و كانت حوالي 33 فيلق كافية لقهر البرابرة في الغابات او في الصحراء او في الجبال او في المستنقعات .
لكن الفيالق كانت قد صارت صانعة الأباطرة بصورة متزايدة . كان والد قسطنطين قد إختاره ديوقليتيان أثناء الحكم الرباعي لكفائته . اما قسطنطين فقد استخدم جيش بلاد الغال لأسناد مطالبته الخاصة بالسلطة و كان حذرا من الفيالق .
و ما ان إنتصر بالقوة حتى صمم على سد المنافذ امام أي مغتصب مستقبلي .
كان في قلب البنية الجديدة لجيش قسطنطين قوة ميدانية متحركة من 100 ألف مقاتل , تم سحبهم في البداية من القلاع الحدودية . فحماية النظام الإمبراطوري كانت اهم من حماية " الحدود البعيدة " . فحلت قوة متحركة قريبة من شخص الإمبراطور محل القوى المرابطة و المبعثرةعلى ألاف الميال من الخطوط الحدودية . فمن قريب و عن كثب يمكن التعرف على الخصوم المحتملين في الجيش و تصفيتهم .
و كان للجيش الجديد بنية قيادية جديدة مؤسسة على الولاء لشخص الإمبراطور . و على رأسها كان هناك " ماريشالان ( مشيران او فريقان )" للمشاة و للخيالة تحت عيني قسطنطين المراقبتين . و تم إبعاد النبلاء و إقصائهم من قيادة الجيش .
مع ذلك برهن جيش قسطنطين على انه كارثة مثل الدين الجديد .
" إن الإحتياطي المتحرك الضخم الذي صنعه قسطنطين( 306 ـ 337 ) أضعف بصورة قاتلة القوات الحدودية و شدد على سلاح الخيالة على حساب سلاح المشاة ... غير ان المعارك الحاسمة التي خاضتها الفيالق ضد القوط و الهون كان التصادم بين قوات المشاة ــ و ليس الفرسان ــ هو الذي حدد مصير الإمبراطورية "(Farrill)
كما لاحظ المؤرخ اليوناني زوسيموس , في اوائل القرن السادس , نتائج أخرى لإصلاحات قسطنطين :
" ألغى قسطنطين الأمان بتحريكه للجزء الأعظم من الجنود من الحدود لى مدن لا تحتاج إلى قوات نجدة . و هكذا حرم الناس الذين كانوا يتعرضون لمضايقات البرابرة و أرهق المدن بآفة الجيش , لذا فالعديد منها خلت على الفور . و علاوة على ذلك ليـّن الجنود , الذين عاملوا انفسهم بالبذخ و الرفاهية . في الحقيقة ( و لنتحدث بوضوح ) لقد قام شخصيا بزرع أول بذور حالتنا المدمرة الحالية " ( التاريخ الحديث . الجزء الثاني , ص 34
34Historia Nova, II.34) .
أعيد تجميع القوات الضعيفة و المحبطة التي بقيت على الحدود في وحدات صغيرة تضم كل واحدة ألف مقاتل ( بالمقارنة مع الخمسة آلاف للفيالق السابقة ) مع عدد محدود من دعم سلاح الفرسان تحت قيادة دوق . و كانت هذه المفارز تستقر في حصون مبنية على قمم التلال, حيث تجنبوا , جوهريا , أي تقابل مع عدو لا يتوقعون هزيمته .
" من المحتمل أن قوات الحدود دخلت فورا و تدريجيا في عملية هبوط ـــ و الدليل على ذلك أن الإنتشار التكتيكي يكاد لا يوجد لديهم "
– Farrill, The Fall of the Roman Empire, p49.
إن تدريب هذه القوات المحبطة و التي لا تدفع رواتبها بصورة منتظمة هبط على نحو خطير .
فيما تم الإستغناء عن الدروع الحديدية الغالية , و حلت درقة من الجلد محل الخوذة الحديدية .
تحت مثل هذه الظروف إختفت ببساطة التقاليد التكتيكية التي كانت تطبقها قوات المشاة الرومانية بالإنضباط الصارم و التدريب المنتظم . و كانت قوات الحدود سيئة الحظ , التي تعتمد على اجور في حصص فقط و مكافئات نقدية بين الحين و الاخر , قد تحللت إلى مليشيات فلاحين , يقضون اكثر وقتهم في زراعة طعامهم بدلا من ميادين التدريب
http://www.jesusneverexisted.com/IMAGES/rom-soldier.jpg http://www.jesusneverexisted.com/IMAGES/roman-army2.gif
جندي مشاة من القرن الثاني جندي مشاة من القرن الخامس
يتبع
يوسفوس فلافيوس
2010-01-21, 03:03 PM
تكملة البند السابق
.. مع ذلك , لم تكن القوّة المتحرّكة الباهظة التـّكاليف متحركة أبدا على النحو المطلوب بما فيه الكفاية .
" كانت النتيجة أن قوة الرجال المقاتلة الفعلية قد إنخفظت إلى الحضيض بشكل مأساوي , مع ان تعداد الجيش كان أكبر كثيرا منه في أي وقت سابق "
(فريل , سقوط الإمبراطورية الرومانية , ص 44
– Farrill, The Fall of the Roman Empire. p44. )
تطلـّب هذا الجيش الضخم بيروقراطية مكبّرة جدا من جباة الضرائب و كان عليها أن تفرض ضرائب جديدة على المدن بالإضافة إلى تجنيد القوّة البشرية . و لقد تسببت هذه الكمبيالة العسكرية الباهظة و جباة الضرائب الجشعون في سقوط المدن في دوّامة الخراب , فيما كان سكانها يتسربون بعيدا عنها .
كانت ردة فعل قسطنطين حيال هذه الأزمة ــ الشديدة الوضوح للعيان في زمنه ــ هو إصدار قانون يقتضي إلتحاق أبناء المقاتلين القدماء بالخدمة في الجيش . فأصبحت الخدمة العسكرية ( مثل جباية الضرائب ) مهنة متوارثة . و لم يؤدّ ذلك إلى إضعاف الجيش فقط : لقد وضع قسطنطين حجرا من أحجار أساس شكل إحتيالي من العبودية يدعى القنانة .
بإختفاء بنية الجيش القديمة إختفت الترقية
" الديموقراطية" التي كانت تسمح للجندي العادي بالصعود من رتبة إلى رتبة حتى الوصول إلى حاشية الأمبراطور , بل و الوصول حتى إلى العرش نفسه . صار المسرح الان " لسادة" على ظهور الخيل و قوّات رديئة التجهيزات .
سـلالـة مـلـكـيـة إلـهـيـّـة !
تـقـويـة الـمـركـز بـتـقـسـيـم الـمـحـيـط .
كان ديوقليتيان واسع الحيلة قد بدأ عملية ( مقتبسة من الثيوقراطيات الشرقية ) سوف ينقـّيها قسطنطين الصلف و يجعلها نموذجا يحتذيه كل الملوك المستقبليين : لقد أحاط الشرف الإمبراطوري بهالة من القدسية و المراسم الشكلية الطقوسية . فأصبح المثول أمام الإمبراطور يكاد يكون مستحيلا بسبب الروتين البلاطي الطويل , و المراسم و التشريفات الطقوسية المحكمة و أزياء الحاشية ذات الأبهة الفارغة . و عندما صار قسطنطين في النهاية " و كيل الإله " أصبح على "المتضرع " أن ينطرح أمام الإمبراطور على الأرض كما لو كان أمام الرب نفسه ( لقد كان اوغسطس يهب واقفا لتحية أي عضو من النبلاء و أعضاء مجلس النواب )
سمح الأباطرة لأنفسهم منذ تلك اللحظة بأن يبجلـّوا بصفتهم " إلهيين " و تسمية كل ما يتعلق بهم باسم " مقدس " . و صار إستخدام كلمة "مقدس" واجب دائما بدلا من كلمة "إمبراطوري" .
لم يقتنع قسطنطين المغرور بتركيز السلطة المطلقة ( و " الإلهية " ) في يده فقط , بل و ذهب إلى إضعاف سلطة حكام الأقاليم و قادة الجيوش . فسقط بعض من هذه السلطة في أيدي الأساقفة محدثي النعمة , الذين كان على رأسهم قسطنطين نفسه .
كان قسطنطين يأمل من كل ذلك منع ظهور أي تمرد في الأقاليم لكنه فعل ذلك على حساب قدرة الأقاليم على مقاومة و ردع أي غاز محتمل .
يوسفوس فلافيوس
2010-01-21, 07:52 PM
هــــوامـــش
ـــــــــــــــــــــ
ســيــاســة ضـعـيـفـة ـــ تـجـيـيـش الـبـرابـرة
http://www.jesusneverexisted.com/IMAGES/joshua-army.jpg
سوف تستغني قوّات روما المستأجرة بسرعة عن الأمراء الواهنين الذين إستأجروها .
الــعــصــر الــذهــبــي
" في أيام مجد القرن الثاني دافع الرومان بجيش عدته 300 ألف مقاتل عن أمبراطورية تضم 50 مليون نسمة تعيش حول حوض البحر المتوسط ."
( آرثر فيرل , سقوط الإمبراطورية الرومانية , ص 26
– Arthur Ferrill, The Fall of the Roman Empire, p26).
الـنـّاجـي الــمـحـظـوظ !
http://employees.oneonta.edu/farberas/arth/Images/109images/Roman/imperial_sculpture/marcus_aurelius_equestrian.jpg
ماركوس آوريليوس على صهوة جواد ــ ضعف الحجم الطبيعي , و كان مذهـّبا في الأصل لكي يبدو كما لو كان من الذهب الخالص .
من المعروضات ذات التقدير في متحف الكابيتول , روما .
نجا من أفران الصهر البابوية فقط لأن الكنسيين الجهلة ظنوا أنه لا بد ان يكون بطلهم قسطنطين .
نحن لسنا جديرين!
http://www.jesusneverexisted.com/IMAGES/prostrate.jpg
الــكل يــنــبــطــح على بطنه أرضا . . . .
إنتهت الهوامش , و لنا عودة مع النص الرئيس , دمتم في سلام
يوسفوس فلافيوس
2010-01-21, 10:44 PM
كــنــيــســة الــّدولــة : الـمـسـيـحـيـة تـصـبـح مـن الـعـائـلـة الـمـلـكـيّـة
" لا شيء مرحب به في إمبراطورية عسكرية أكثر من مذهب ديني يدعو للطـّاعة و الرّضوخ و الإذعان "
هايام ماكوبي , صانع الأسطورة , ص 163
– Hyam Maccoby, The Mythmaker, p163.)
كانت أمنية قسطنطين في أن يفرض على الإمبراطورية دينا يميّز التقرّب للآلهة بالولاء للأمبراطور قد وجدت شريكها المطابق في المسيحية ــ أو في المسيحية التي كان يرعاها هو و على الأقل .
في القرن السابق كان التحالف الدنيء لفرقة معينة مع الأمبراطورية قد تنافست فيه الكثير من الفرق . و قبل قسطنطين كان المسيح , لمعظم المسيحيين , " الراعي الصالح " مثله مثل ميثرا و ابولو , و ليس ملكا سماويا أو قاض عالمي . و لم تكن الطوائف المسيحية تسهب في الحديث عن فصل الصلب من القصة.
" كانوا يتحاشون تذكـّر الميتة الحقيرة و الذليلة التي مات بها سيدهم , و كانوا يتصورون الخلاص بمعان لطيفة عن صداقة المسيح , و ليس بدرع للإنتصارات الإمبراطورية "
( تاريخ أوكسفورد , ص 14ـــ Oxford History, p14)
و لكن مع حكم قسطنطين المطلق إكتسبت المسيحية كونها " درع الإنتصارات الإمبراطورية "
فقد رحب القائد الكنسي البروبغاندي ( أي , الدعائي) إيوسيبيوس بالحاكم المستبد كموسى جديد أو كإبراهيم جديد . فيما رأى قسطنطين نفسه على نحو متواضع كالرسول الثالث عشر , كقديس في صالة الإنتظار . في نفس الوقت كان حوالي 5% من الرعية "مسيحيين" إسميّا . و بتشجيع إمبراطوري و دعم و أموال و قوة بدأت الكنيسة العالمية في مهمة تجميع قطيعها.
في العديد من الأقاليم إنفتح شرخ خطير في إطار الكنائس المسيحية بين اولئك الذين كانوا قد " إرتدوا " خلال فترة إضطهاد ديوقليتيان القصيرة و أولئك الذين عانوا من العقوبات بسبب تعصبهم . و بعض الكنائس كانت لديها في الواقع نزعة "وطنية " تعمل كبؤرة معارضة للإمبراطور .
دعا قسطنطين المغتاض من كل هذا الشقاق إلى إيمان " عالمي " شامل أو إيمان كاثوليكي . و بالطبع إعتبرت جميع الفرق و الطوائف نفسها بأنها هي هذه العقيدة العالمية و ناورت لنيل الحظوة . و كان لا بد من ان إستبداديا مثل قسطنطين سيتبنى كنيسة كانت قد قولبت تنظيمها ليس في صيغة الدولة الرومانية فقط بل في صيغة أشد مظاهرها الإستبدادية , ألا و هي : الجيش الإمبراطوري .
الأساقفة ,في كنيسة قسطنطين , سيحكمون قطاعات مطابقة للقطاعات العسكرية , و سيسيطرون على التعيينات و يفرضون الإنضباط و الربط . فيما الكنسيون الأقل شانا سيعملون من خلال سلسلة يتراسها الحبر المحلي . و " ضباط الأركان " في زي الشمامسة و القساوسة سيسيطرون على الأموال و المخصصات .
كذلك أيضا لم يكن هناك في الأخلاق المسيحية مكان للديموقراطية , فقط مكان للملوك الإستبدادين المختارين من الرب . و ليست هناك حقوق إنسانية , فقط هناك واجبات ( فالعبد , كما يقول الإنجيل , يجب ان يكون مخلصا ووفيا للسيد الطيب كما للسيد الشرير , و طبعا الحساب سيكون في يوم الحساب .)
يوسفوس فلافيوس
2010-01-23, 08:46 PM
غـنـائـم الـنـّـصـر : نـهـب الـوثـنــيــيــن .
إن تحالف الأوتوقراطية الرومانية مع المسيحية زواج جرت مراسمه في الجحيم .
لقد نظرت الكنيسة العالمية بعين الحسد إلى المعابد و المزارات الوثنية التي كانت قد تراكمت لديها عبر القرون ثروات . و لما كانت أذن قسطنطين صاغية للمسيحيين باعتبارهم دعائيين له( بروبجانديين ) فقد نجحوا في إقناع الإمبراطور بمصادرة كنوز المعابد في جميع أرجاء الإمبراطورية , و أعيد توجيه الكثير من تلك الكنوزإلى " الدين الصحيح الوحيد " .
كان الهجوم على القيم التي ساندت الإمبراطورية لألف سنة قاسيا و مدمرا . فقد بدأ برفض قسطنطين دفع الدعم المادي لتلك المزارات و المعابد الوثنية التي كانت دائما تعتمد على مساندة الدولة و دعمها . و لما كانت المعابد الوثنية لم تخصص أبدا كل و قتها مثل الكنائس المسيحية لجمع الأموال فقد هبطت العبادة الوثنية على نحو سريع .
مع ذلك , رغم أن قسطنطين أعطى المسيحيين العالم , لكن مالم يستطع أن يتداركه قبل فوات الآوان هو تلك الفتنة الشرسة التي ستزعج عهده و عهود كل الذين سيخلفونه .
لقد تغيرت " الجماعة المسيحية " نفسها كنتيجة لثورة قسطنطين . فالإعتراف الرّسمي بالمسيحية , و الإعفاء من الضرائب لأتباعها , و رعاية الدولة لها جعل العقيدة المسيحية منشودة و مغرية للوثنيين الإنتهازيين . فيما زاد التـّزاحم على المناصب الكنسيـّة عندما تمّ إعفاء رجال الكنيسة سنة 319 من الإلتزامات العامة , و تمّ سنة 321 إعفاء القساوسة من الضرائب المحلية و الضرائب الإمبراطورية . بل و أصبح رجال الدين فوق سلطات المحاكم العادية ('الإمتيازات الكنسية إنحطاط للقانونPrivilegia Ecclesiastica': Decline of Law).
أغرق الكنيسة طوفان من المؤمنين الجدد الذين كانوا في معظمهم إما من ذوي حافز ديني ضئيل او لا يملكون هذا الحافزعلى الإطلاق فتعددت المنافسات الشرسة داخل إطار الكنيسة مما أدى إلى تعرضها للضعف سواء في جانبها المذهبي أو في الجانب التنظيمي .
لقد أرسأ قسطنطين بنجاح دعائم سلالة ملكية من الأمراء , لكنها أعطت ثمرة مرة . فأبنائه الضعفاء " الذين ولدوا للحكم " قتل بعضهم البعض ( و مات النّاجي من سقوطه من على ظهر جواد ) . الأسوأ من ذلك أن جوليان إبن أخي قسطنطين رغم أنه صعد إلى العرش كمسيحي إلا أنه كان يكره هذا الدين, فما ان وصل إلى العرش , حتى عكس الكثير من سياسة قسطنطين .
و كان من دواعي إنزعاج "المؤسسة " المسيحية الجديدة أن العالم الوثني لم يكن جاهزا للموت بعد .
مــا بــعــد قــســطــنــطــيــن : تــرنـّـح الــطـّغـيـان الـدّيـنـي
في غضون 3 سنوات قتل الإمبراطور جوليان في الجبهة الفارسية ( من المحتمل على يد مسيحي ساخط ) ـــ لكن ذلك ترك المسيحين يغمرهم الفزع و القلق خوفا من فقدان الجائزة التي سقطت في أحضانهم بصورة غير متوقعة
و منذ ذلك الحين فصاعدا سيعتنق المسيحيون إنعدام شفقة مجهول للعالم حتى تلك اللحظة, و تعصب سيشيع رعبا لا يمكن تصوره في القرون المقبلة .
سنـّت في السنوات الأخيرة من القرن الرابع قوانين صارمة تمنع المعتقدات غير المسيحية , أصدرها الإمبراطور ثيوديسيوس بطل المسيحيين الجديد . و اصبحت الهرطقة الآن مساوية للخيانة العظمى و هكذا صارت جريمة كبرى عقوبتها الإعدام .
ترأس ثيوديسيوس " الأكبر " عمليات تدمير المعابد و الإيقونات , و حرق الكتب و المكتبات و هيجان قتل الكهنة الوثنيين و الفلاسفة و العلماء . لقد تمت التضحية بالحكمة و إبداعات حضارة كاملة على مذبح الإله البشري المسيحي و سلـّمت أوربا إلى عصر مظلم من الهمجية و الخرافة البليدة .
الشـّديد الشـّجاعة فقط أو شديد الغباء أو شديد الإختفاء كان يستطيع أن ينكر مسيحيّـته . إن مقدمة عصور الظلام كانت قد كتبت الآن ......
إنتهى الفصل , و لنا لقاء في فصل آخر بعنوان :
في الظلام , و رثة قسطنطين , إنتصار الهمجية المسيحية ...
استودعكم الله , و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يوسفوس فلافيوس
2010-01-24, 02:42 PM
الـــفـــصـــل الـــثــّـامـــن
ورثـــة قــســطــنــطــيــن
في الـظـلام ــــ إنتصار الهمجيـّة المسيحية
المسيحيـّة و عصور الظلام:
كانت روما قادرة على مقاومة و هزيمة و قهر البرابرة لألف سنة .
فما الذي اختلف بعد إنتصار المسيحية ؟
بفضل " الثورة الدينية " لقسطنطين و تأسيس كنيسة مسيحية تحظى بتأييد الدولة , فإن القوة البشرية التي كان من الممكن أن تدافع عن الإمبراطورية إنسحبت بصورة متزايدة نحو الرتب والمناصب الكهنوتية . لقد قدمت الكنيسة " لرتبة ضابط " مهنة بديلة عن تلك التي في المعسكرات و القلاع و الحاميات الحدودية , مهنة أعلى في جزالة الأعطيات و الجوائز و في الثروة و السلطة و النفوذ ــ و كل ذلك بأسلوب آمن و مريح . ليس من دون سبب ضبطت الكنيسة تسلسلها الوظيفي على نمط الجيش , لقد كانت حرفة رائعة للشاب الروماني اللامع الذي يفضل مقاتلة أورطات الشيطان على مقاتلة الفرسان من ألمانيا أو آسيا .
و قد ضرب المثل من أعلى , حيث أسس الأساقفة المسيحيين سيطرة عقلية على العاهل الضعيف و المؤمن بالخرافات سليل الأسرة الملكية .و في معظم عقود القرن الرابع كان الأباطرة لا يشتركون إلا في أقل القليل مع الرجال العسكريين الأقوياء , الذين كانوا يصلون إلى السلطة بصورة متكررة , قبل ذلك الزمن بقرن واحد .
أبناء قسطنطين الضعفاء جاء بعدهم أبناء فلينتيان ثم أبناء ثيوديسيوس المساوون لهم في الضعف . هؤلاء الأباطرة المراهقون " الورعون " الأشرار الذين كانوا يربون منذ الطفولة الباكرة على أيدي اساقفة خبثاء إنهمكوا جوهريا في شن الحروب الأهلية على مواطنيهم . و الإستثناء الوحيد اللامع كان جوليان ــ الذي ضرب بمسيحيته عرض الحائط لحظة إعتلائه للعرش ــ فتم قتله ( من المحتمل على يد جندي مسيحي ) في غضون ثلاث سنوات .
تحركت طبقة النبلاء الرومان بالجملة نحو المناصب العليا للكنيسة حين صارت العقوبات المالية تجعل من الحكمة هجر الوثنية, فيما التشريعات الجزائية جعلتها أمرا ذا اولوية . عموما , كان أساقفة غرب اوربا هم الطبقة الأرستوقراطية الرومانية القديمة مرتدية طاقية جديدة .
و بموافقة من الأباطرة , شرعت الكنيسة في الإستيلاء و مصادرة ثروات الإمبراطورية بشكل متزايد لمصلحتها الخاصة ــ و مع ذلك أصبحت في النهاية غير مبالية بمصير الإمبراطورية نفسها فالأم المقدسة الكنيسة هي كل ما يهم .
مع رغبة النخبة الرومانية في ملاقات الغزاة التي تآكلت على نحو جدّي , فالمدافع البديل الواحيد كان المرتزق البربري , الذي كان تحت أمرة الزعماء القبليين المستقلين ذاتيا بصورة مضطردة. و حين كان هؤلاء المرتزقة يفشلون كان يتم اللجوء إلى رشوة العدو لتسكينه و تهدئته مؤقتا .
إن عهدا فاسدا إستخدم الثروات المتراكمة خلال ألف سنة لكي يشتري الزمن ــ و بعد ذلك أنفق هذا الزمن في بناء الكثير من الكنائس , و في دعوة المجامع المطولة للإنعقاد لتسوية الفروقات في تفاصيل اللاهوت , و كذلك في مطاردة و إضطهاد المعارضة الداخلية .
منظر من القرن 19 يمثل نهب الوندال لمدينة روما سنة 455
http://www.jesusneverexisted.com/IMAGES/vandals.jpg
سهل جدا لأن يكون صادقا
الصورة التقليدية " سلب و نهب و إغتصاب ". تخفي الميلودراما التأثير الماكر و الناخر الذي مارسته لكنيسة على عدة أجيال من الأمراء الرومانيين ضعفاء العقول .
أصبح الآن واضحا ان القبائل المهاجرة , غالبا في حالة يأس و على حافة المجاعة , كانت تمتلك ميثاقا أخلاقيا و إنسانيا أرقى من الرومان الفاسدين . و كانت حركتهم بعرباتهم و قطعان ماشيتهم أقل من هجمة بل بالأحرى رحلة يرثى لها .
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir