مشاهدة النسخة كاملة : للتعليق على المناظرة مع الزميل antonius
abcdef_475
2010-01-02, 05:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع في الإسلام بسيط جدا وسهل جداً والأخ مسلم بعون الله سيقدم لنا رودود ماتعة كما عهدنا به
(1) لماذا يضل الله من أراد ؟
(2) ويهدي من أراد ؟
اجابة (1) توصلنا لإجابة (2) وفي النهاية الإلمام بالموضوع ككل
الله لا يجبر احد على الضلال
وإنما يذهب الضالون إلى الضلال بأنفسهم
أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ ( 175 ) البقرة
فالإنسان مخير
اما تتبع الحق وإما ان تتبع الضلال
فان اتبعت الحق
هداك الله بفضله ومنه
فالحق بين والباطل بين وعلى الإنسان نفسه ان يسعى للحق ويذهب اليه ويتجنب الضلال
إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ( 11 ) الرعد
فكما فلنا فإن تتبع الحق وتنصاع اليه ، أو تردد كما ردد اهل الضلال بعندهم وبإرادتهم
وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آَذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ ( 5 ) فصلت
فانت مخير
اما هذا أو ذاك
فالآن وقد اخترت الضلال ودربه ، بعد ان كانت لديك الفرصة لتختار الهدى ، زادك الله فيما اخترته وحقت عليك الضلالة من الله عز وجل
فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ( 30 ) الأعراف
هذا هو الموضوع بإختصار
الموضوع في يدك أنت ايها الضال - اعمم ولا اخصص - .
Eng.Con
2010-01-02, 05:50 AM
هذا الكلام هو كلام البابا فى كتابة سنوات مع أسئلة الناس
الجزء الثالث صفحة 82
http://kalemasawaa.com/vb/attachment.php?attachmentid=65&d=1262402982
ولذلك لا أتوقع ان يرجع الفاضل أنطونيوس عن كلامة
ولو صرح لة بذلك يسوع شخصيا
واللفظ العبري للنص الاصلي هو
רעה רע
ومعناه الادق هنا هو "الضيقات" اي التجارب
http://kalemasawaa.com/vb/attachment.php?attachmentid=61&stc=1&d=1262229558
http://www.mechon-mamre.org/p/pt/pt1045.htm
ولو رجعت للترجمات الانجليزية فستجد hard times
King James Version
45:7 I form the light, and create darkness: I make peace, and create evil: I the LORD do all these things.
American Standard Version
45:7 I form the light, and create darkness; I make peace, and create evil. I am Jehovah, that doeth all these things.
.
Darby's English Translation
45:7 forming the light and creating darkness, making peace and creating evil: I, Jehovah, do all these things
.
Douay Rheims Bible
45:7 I form the light, and create darkness, I make peace, and create evil: I the Lord that do all these things
.
Noah Webster Bible
45:7 I form the light, and create darkness: I make peace, and create evil: I the LORD do all these things
.
World English Bible
45:7 I form the light, and create darkness; I make peace, and create evil. I am Yahweh, who does all these things
.
Young's Literal Translation
45:7 Forming light, and preparing darkness, Making peace, and preparing evil, I am Jehovah, doing all these things.`
Bible in Basic English
45:7 I am the giver of light and the maker of the dark; causing blessing, and sending troubles; I am the Lord, who does all these things.
سؤال أخير
نفهم من هذا ان الله عندما أرسل ابنة الوحيد
صلب اليهود يسوع بدون إرادة الآب ؟؟
أم ان صلب اليهود ليسوع يقع ضمن أعمال الخير ؟؟؟
ساجدة لله
2010-01-02, 06:27 AM
سؤال :
لو أن خلق الله للشر يخيل للضيف أن هذا يمس بقدسية الله
فماذا عن الله القوي الذي خلق القوة عندما يكون ضعيف ؟ كيف يُضرَب؟
عندما يكون الله جميل وطاهر فكيف يتبول ويتغوط حاشا لله ؟
عندما يكون الله كامل كيف يحتاج لأم ترضعه ؟ويحتاج إلى طعام حتى ينمو ؟
عندما يكون الله قوي كيف يقدر عليه البشر ويصلبوه؟
عندما يكون الله كبير كيف يحويه رحم امرأة وقبر أموات؟
لا تقولوا هذا لزوم التجسد
فكمال الله كلي لا يتجزأ ولا يكون على حسب الظروف
فإما كلي القوة وإما جزئي القوة
بالمثل إما كلي المشيئة أو جزئي المشيئة
كلي القوة أي قوي في كل الأحوال
جزئي القوة أحياناً قوي وأحياناً ضعيف مثلاً على الصليب
بالمثل في المشيئة إما كلية وإما جزئية
الليث الضاري
2010-01-02, 06:47 AM
سؤال أخير
نفهم من هذا ان الله عندما أرسل ابنة الوحيد
صلب اليهود يسوع بدون إرادة الآب ؟؟
أم ان صلب اليهود ليسوع يقع ضمن أعمال الخير ؟؟؟
رائع !
فتح الله عليك أخي الكريم
الصلب فعل شرير طبعا بلا شك ... خصوصا أن المصلوب ليس مجرما
فهل تم هذا الفعل بمشيئة الله أو إرادته ... أم لم يتم بمشيئته وإرادته؟؟؟
لو قلتم نعم ... فالله يريد الشر ويشاؤه عندكم
ولو قلتم لا ... فالله لا يريد فداء ولا صلبا
أخي eng.com ... حقا صدق العرب لما قالوا ... قطعت جهيزة قول كل خطيب
ساجدة لله
2010-01-02, 06:48 AM
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة eng.con
سؤال أخير
نفهم من هذا ان الله عندما أرسل ابنة الوحيد
صلب اليهود يسوع بدون إرادة الآب ؟؟
أم ان صلب اليهود ليسوع يقع ضمن أعمال الخير ؟؟؟
بالفعل أخي سؤال مهم وخياريه كلاهما مُر
أبو جاسم
2010-01-02, 08:45 AM
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على أله و صحبه و من والاه
أما بعد :
الزميل أنطونيوس أهلاً بك مجدداً و عندي بعض التعليقات على كلامك
أنت تقول
الجواب طبعاً..كل شر وضلال في العالم هو مخالف لمشيئة لله..فالله لا يريد الضلال والشر..! بل ان القول بان الله يريد الشر ويامر به هو ضرب بقداسة الله ! ..
فالقول بان الله يشاء الشر..هو كمثل القول بان الله شرير!! حاشا لله ..الكامل القداسة من الشر كله!
المشكلة
الزميل و للأسف ما زال يخلط بين الإرادة الكونية وهي التي بمعنى المشيئة وبين الإرادة الشرعية و التي هي بمعنى المحبة فهما ليست متلازمتان لأنه قد يشاء الله ما لا يحبه و يحب ما لا يشاء وقوعه . فما شاء الله كان و لم يشأ لم يكن .
و عليه فإن منشأ الغلط عندك هو خلطك هذا و الذي يجعلك تظن أن الله يريد الضلال و الشر شرعاً بل و تنسب هذا للإسلام و لا شك ان هذا ظاهر البطلان و القرآن الكريم ينفيه تماماً
قال تعالى (( وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ)) و قال (( وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ)) و قال أيضاً
(( كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا))
فإذا وعيت هذا تبين لك أن الله لا يريد لعباده الضلال و لا يحبه لهم و لكن هذا لا يستلزم أن يفعلوا ما يريده شرعاً .
رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس : ( 2: 4 ) (( الذي يريد أن جميع الناس يخلصون و إلى معرفة الحق يقبلون ))
نعم إذن هو يريد من الجميع أن يخلصوا و لكن هل يلزم من هذا أن يخلص الجميع ؟؟
بالطبع لا .
أما قولك (( فالقول بان الله يشاء الشر..هو كمثل القول بان الله شرير ))
طبعاً قولك هذا منشأه فهمك الخاطئ مجدداً فأنت و للأسف تجعل الفعل و المفعول شيئاً واحداً و لا تميز بينهما و لا شك أن هذا ظاهر البطلان لأنك لو قصدت أن الشرهو فعل الله بمعنى أنه هو مصدره فهذا باطل باتفاق أهل الإسلام و لكن عندما نقول نحن أن الشر فعل الله فإننا نقصد أنه مفعول مخلوق لله كسائر المخلوقات فالله خالق أفعال العباد و لكن العباد يفعلون أفعالهم على وجه الحقيقة بخلاف القدرية المجوسية الذين ينسبون خلق الفعل للعبد و بخلاف الجبرية الذين يسلبون العبد حقيقة فعله فأهل السنة يقولون أن الله خالق الفعل و العبد يفعل الفعل على وجه الحقيقة ، و عليه نقول أن الشر و الضلال و غيرها من الأمور المكروهة لله إنما يتصف بها العبد و التي تكون فعلاً له بمعنى قيامها به و لكن لا يتصف بها من كانت مخلوقة له إذا جعلها صفة لغيره .
خالد بن الوليد
2010-01-02, 08:58 AM
الله يعطينا الحرية ..من منطلق القوة..لاختيار طريقه..او اتباع الشر..وهو لا يريد الشر ولا يشاءه ولكنه يسمح بحدوثه..ولا يمنعه..لعدم المساس بالحرية التي فطرنا وخلقنا عليها
:dry::dry::dry::dry::dry::dry::dry:
إزاي برضه ؟
أنت تؤمن بأن الله لا يريد الشر ، ولا يشاؤه .
ولكنه - برضه معلش ولو فيها رزالة يعني - يسمح بحدوثه ولا يمنعه .
بالضبط حينما يغويني الشيطان لأزني بامرأة ، فأنا لا أريد أن أزني ولا أشاء ذلك لنفسي ، ولكني في نفس الوقت سوف أسمح لنفسي بأن أزني ولن أمنع نفسي من ذلك .
تطبيقاً لمبدأ الحرية التي فطرني الله وخلقني عليها .
يا سلاااام .
حد يسلّفني عقله خمس دقايق بس يا جماعة .. أفهم الجملة اللي في الاقتباس دي وأرجّعهوله تاني .
يا عزيزي مثل هذه الشبهات الساقطة لا يتفوّه بها إلا ملحد لا يؤمن بوجود إله أصلا ، إنت مش عاوز تصدّقني ليه ؟
كل ما هنالك أنك قمت بنقل شبهة من ملحد وتورّطتَ وأصبحت مطالباً بالدفاع عنها أمام المسلمين وكأنها تتعلق بالإسلام .. وأن إلهك على النقيض .
فوقعت في إنكار وجود الله .
ثم إن الناظر لشبهتك الطريفة هذه ، يجد أنها لن تصل بك لشئ .. سوف تصل بك إلى مجرد فراغ ..
ركّز معي ..
أنت الآن تعدّها سببا لرفضك الدخول في دين الإسلام ، يعني بالبلدي كده ، جاي تقولنا يا مسلمين يا جماعة أنا أرفض دينكم لأن إلهكم هو الذي يشاء إضلال بعض الناس ليكفروا بدينه فيدخلهم في النار .. وأخذت تستميت في إثبات ذلك من أدلة كتابية ونصوص وتفاسير .. الخ .
طب ما انت عارف أهو إن الذي لا يدخل في دين الإسلام سيدخل النار .
إيه لازمة العك واللف والدوران بأه ؟
هب أنك أثبتّ بكل الأدلة والبراهين بأن الله عندنا يشاء إضلال بعض البشر فيرفضوا الإسلام طوال عمرهم ليدخلهم النار ..
استفدت إيه إنت بأه ؟
ولا حاجة .. فراغ .
بالنسبة للمسلم لن يترك دينه لأنه بذلك قد علم بأنه إن ترك الإسلام فقد أضلّه الله ، وسيدخله النار .
فلن يترك دينه .
وبالنسبة لك فأنت بهذه الطريقة سوف تقيم الحجة على نفسك ، بأنك على ضلال - طالما أنك لست مسلما - وأن مصيرك سيكون نار جهنم .
ماهكذا تكون المناظرات يا عزيزي ..
المناظرات تكون في أمر فصل ، يقع بإثباته أو نفيه رفض أحد الأطراف لمعتقده ، أو انضمام أحد الأطراف إلى معتقد الآخر.
لكن هذه النقطة الفارغة التي بدأت بها حوارك ستنتهي بخسارتك في الحالتين (سواء أثبتّها أم لم تثبتها) .. وسيبقى كل واحد على دينه .
وستكون كفّة المسلم أرجح ، لأنه سيعلم حينها بأن إن ترك الإسلام فسيكون قد أضله الله ، أما أنت فستقيم على نفسك الحجة بأنك ضال وأن مصيرك جهنم بمشيئة الله .
نريد نقاط جوهرية تمس العقيدة ..
ولي رجاء : حينما تتكلم عن إيمانك وما تعتقد به في جنب الله ، وثّق كلامك بمصادر مسيحية .
أبو جاسم
2010-01-02, 10:10 AM
فعلم الله لا ينفي قداسته الكاملة! ولا سماح الله بحدوث الشر يعني انه يشاءه يريده وانه يماشي طبيعته!!
كلامك هذا يا زميل أنطونيوس متناقض و لا يستقيم أبداً ، إذ كيف يسمح الله بحدوث شئ هو لا يشاء حدوثه ؟؟ فلو أن الله ما شاءه لما وقع لأنه لا يقع شئ في هذا الكون إلا بمشيئة الله و قضاءه فما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن .
جاء في كتاب علم اللاهوت النظامي صفحة 237 تحت عنوان ( كيف تثبت أن قضاء الله يشمل كل حوادث الكون بدون استثناء )
(( تقع بعض الحوادث لأسباب طبيعية و يقع بعضها بفعل فاعل حر الإختيار و منها ما هو صالح و ما هو شرير و نتعلم من الكتاب المقدس أن الله سبق فعّين كل ما يحدث سواء كان حدوثه اضطرارياً أو إختيارياً و سواء كان صالحاً أم شريراً أي أن كل الحوادث داخلة في قصد الله و لا بد من وقوعها ))
ثم ذكر أدلة كتابية تؤيد هذا ثم قال بعدها
(( و قضى بأعمال الناس الصالحة أفسس 2 :10 و بأعمالهم الشريرة بمعنى أنه سمح بها ))
و قال أيضاً (( و يتبين مما يأتي أن قضاء الله يشمل كل حوادث الكون بدون استثناء ........
3) من عموم حكم الله : فإن الكتاب يعلمنا أن الله يتسلط على كل الأمور حتى أصغرها ،و هذا يستلزم أن قضاء الله عام و ان كل ما يفعله أو يسمح بحدوثه قد قضى به سابقاً و أنه لا يمكن أن يحدث شئ لم يعلمه قبلاً، و إذا كان علمه كان قد قضى به ))
و حتى نعلم أكثر مقصود القضاء دعونا نرجع لنفس الكتاب و نرى ما معنى قضاء الله
قال المؤلف في صفحة 229
(( ما هو قضاء الله ؟؟
قضاء الله هو قصده الأزلي غير المتغير حسب رأي مشيئته الذي به سبق فعيّن لأجل مجده كل ما يحدث فإن الله منذ الأزل حسب رأي مشيئته الكلية و حكمته و قداسته الطلقة و علمه السابق قد قضى بكل ما يحدث قضاءً إختياريا ًلا يتغير و لم يصبح الله بذلك منشئ الخطية ،و لم يغتصب إرادة خلائقه و لم ينزع حرية الأسباب الثانوية و لا إمكان حدوثها بل بالأحرى ثبتّها ، و يشمل قضاء الله كل ما وقع و كل ما سيقع من الحوادث مع أسباب شروطها و متعلقاتها و نتائجها ،و هو يجعلها محققة الحدوث لأن الله قصد أن تكون كذلك ،و هو قضاء واحد أزلي ))
يا زميل أنطونيوس انظر إلى هذا النص
سفر حزقيال (14 :9 ) (( والنبي إذا ضل وتكلم بكلام فأنا الرب أضللت ذلك النبي وأمد يدي عليه وأهلكه من بين شعبي إسرائيل ))
الرب يقول هنا أنه هو من أضل ذلك النبي فهل يضل الله ؟؟؟ هنا أحاسبك حسب طريقة فهمك للنصوص الإسلامية .
هل عندما يضل الله ذلك النبي يكون ذلك من غير إرادته سبحانه ؟؟؟ حسبك شرحك لنصوصكم الكتابية .
يا زميل لو عرفت و أدركت الفرق بين الإرادة الكونية و الإرادة الشرعية لزال عنك هذا التناقض .
لك تحياتي
abcdef_475
2010-01-02, 10:23 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا واستاذنا ابو جاسم
شرح ماتع وتسلسل رائع
يستفاد منه المسلم قبل المسيحي
جزاك الله عنا كل خير
ضيفنا أعتقد أن هناكَ لبس لديكَ بين ما هو مقدر ومسخر وقد كنت قرات لأخ مسلم إسمه أبو عمر حفظه الله وجزاه خيرا مقالة أرجو منك أن تقرأها بتمعن لتعرف ما هو إعتقادنا في هذا الجانب فأقرأ هدانا الله وإياك الى الطريق المستقيم.
حقيقة الإيمان بالله - تعالى - هي الشهادة بأن كل شيءٍ هو من أمر الله –تعالى- وبيده وحده لا شريك له، ثم العمل بمقتضى هذه الشهادة، فنحن لا نملك التحكم في مُجريات الأحداث قال تعالى: ( نَّحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَآ أَسْرَهُمْ ) الإنسان 28، وهذا ما وصفه الرسول صلوات الله عليه بقوله: ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك.
كل الأحداث التي تجري من حولنا هي قضاء الله تعالى وقدره، وعلينا التسليم والإستسلام لها، والإيمان أنها مشيئة الله – تعالى- وكل الأحداث تحمل كل صفات الله –تعالى- من حكمته ورحمته وعلمه وخبرته وقهره وانتقامه وجبروته إلى أخر صفات الله تعالى. ويجري على كل حدث مهما صغُر أو كبُر كل صفات الله – تعالى- مجتمعة، لذلك لا راد لحكمه ولا مُعقب لقضائه، قهر الخلق بعظمته، له السلطان وحده لا شريك له على كل ذرات الكون، يعلم ما كان وما سيكون، وما لم يكن لو كان، ولا يكون إلا ما أراد.
والسؤال الذي يتبادر فوراً، إذا كان الله وحده لا شريك له المُتحكم بكل مُجريات القضاء والقدر، ولا تسقط من ورقة شجر إلا بعلمه وأمره وحده لا شريك له، ولا يتنفس مُتنفس ولا يرى رائي ولا يسمع سامع ولا يُحدث أحد حدث إلا بعلمه وأمره، إذا كان ذلك فأين هو التخيّر الذي يُحاسبنا الله – تعالى- عليه وهو العدل الذي لا يجوز بحقه أن يُجبرنا ثم يُحاسبنا على ما أجبرنا عليه؟
القدر كتبه الله – تعالى- منه الثابت ومنه المُتغير المكتوب بلغة الاحتمالات، والذي يتغير بناء على أمور أولها هو نيتنا، قال تعالى: {ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} الأنفال 53، وقال تعالى: { إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ } الرعد11.
وبناء على النية يقضي الله – تعالى- مسيراً ومسخراً القدر الذي سبق وأن كتبه - سبحانه وتعالى- بلغة الاحتمالات، فلا يخرج خيارنا عن شيء لا يعلمه الله –تعالى- نحن ننوي وبناء على نيتنا يُحدد الله – تعالى- مُجريات القدر، فتُفتح الاحتمالات التي تتناسب مع نيتنا وتُغلق الاحتمالات التي لا تتناسب مع نيتنا، وتأمل قول الرسول صلى الله عليه وسلم:- ( ثلاث هن رواجع على أهلها المكر والنكث والبغي، ثم تلا قوله تعالى: (وَلاَ يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّىءُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ)، ( فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ)، ( ياأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُمْ ))، وتأملوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث قد فرغ الله من القضاء فيهن، لا يبغي أحدٌ فإن الله تعالى يقول: ( ياأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُمْ )، ولا يمكر أحدٌ فإن الله تعالى يقول: (وَلاَ يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّىءُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ)، ولا ينكث أحد فإن الله تعالى يقول: ( فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ).
وكل نية سيئة تجر على صاحبها الخسران بمشيئة وقضاء الله تعالى، فالخائن لا يهديه الله تعالى وبالتالي تنتهي رحلة خيانته بالخسارة، قال تعالى: { وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ} يوسف 52.
وكل نية حسنة يقضي الله لصاحبها النصر في نهاية رحلة إحسانه، فيرفع الله المتوكلين والمخلصين والمجاهدين والصابرين والموفين والمتقين والمحسنين.
كل الإخلاص للناس هو من الإخلاص لله – تعالى- وكل الوفاء للناس هو في الحقيقة من الوفاء لله –تعالى- وكل الأمانة للناس هي في الحقيقة من الأمانة لله –تعالى- لان الله هو مالك الملك، مالك كل شيء فمن وفى فقد وفى للمالك الحقيقي ومن أخلص فقد أخلص للمالك الحقيقي ومن صدق فقد صدق للمالك الحقيقي وهو الله – تعالى- ومن غدر أو مكر أو نكث أو غش، فقد غدر بالله – تعالى- لأنه لولا أن زرع الله الثقة في قلب المغدور ما كان ليؤمّن للغادر، ولولا أن زرع الله الحب والود في قلب المُحب لما كان قد حب من نكث ومكر وخان وغش.
مسئوليتنا وحريتنا محصورة أولاً في النية التي يُصدِّقها العمل وأصْدُقْ الله بأن تتبع نيتك العمل الذي يتوافق مع نيتك واصبر، ثم دع القضاء لله تعالى الذي – سبحانه – سيسير القدر والأحداث والخلق للتوافق مع نيتك.
والنية هي عمل سري بين المرء وربه، لا يعلمها إلا الله - تعالى- ويصدقها أو يكذبها العمل، لذلك قال الحبيب صلوات الله عليه: ( الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل )، والذين يدعون بحسن النوايا وأعمالهم شاهد على كذبهم، هم منافقون أتقنوا النفاق حتى أنهم كذبوا على أنفسهم، هؤلاء لن يستطيعوا أن يكذبوا على الله تعالى، قال تعالى: ( مَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ) الحج74.
لكن ليس بالنية وحدها يقضي الله بين احتمالات القدر، بل بأمرين آخرين هما الدعاء وموقفنا من الأحداث.تأملوا قول الرسول صلوات الله عليه: (إن الرجل ليُحرم الرزق بالذنب يصيبه ولا يرد القدر إلابالدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر) ، وعليه فالذي عُرض عليه الذنب فأختار أن يرتكب الذنب، هو في الحقيقة قدم بين يديه ما قضى الله به قدره فتم اختيار مسار مستقبله ليُحرم الرزق، والذي أختار البر زاد الله عمره.
سبحان الله - تعالى – حتى الأعمار تزيد وتنقص بناء على خياراتنا، وتأملوا قوله تعالى:( وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلاَ يُنقَصُمِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)، وقول رسول الله صلوات الله عليه: { ولا يزيد في العمر إلا البر}، وهكذا تزيد وتنقص أرزاقنا وأمننا وعلمنا، ورحمة الناس بنا، وظلم الظالمين لنا، بل أن الله يهدينا أو يحرمنا الهدى بناء على سابق أعمالنا، وتأملوا قول الله تعالى: {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُمْ مُّعْرِضُونَ} الأنفال 23، إن مجرد سماع كلمة الهدى قد يحرمها الله الذين أساؤوا السوء.
لا يرحمك أحد إلا لأن الله - تعالى - وضع في قلبه الرحمة لك، ولا يظلمك أحد إلا لأن الله – تعالى –قد سلطه عليك، سبحانه يضر لينفع، ويضر ليرفع، ويضر ليدفع، ويضر ليقطع، سبحانه عليم خبير قد أحاط بكل شيء علما، ولا يشغله عمل عن عمل ولا يمسه من لغوب، سبحانه يتدبر شؤون ذرات الكون بدون أدنى انشغال أو تعب قال سبحانه: (وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ) سورة البقرة255، وتأملوا قول الله تعالى في الحديث القدسي: أفعل ما شئت كما تدين تُدان.
كل معروف تعمله مع وردة أو عصفور أو صغير أو ضعيف يُغير بقدرك، وكل نظرة تختلسها تغير قدرك، وكل نظرة حسد أو حقد أو حرف تنطق به في حق الغير يُغير قدرك، وكل نية تنويها للخير أو الشر تغير قدرك، وتأملوا قول الله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ } الرعد 11، وتأملوا قول الرسول صلوات الله عليه: البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت اعمل ما شئت كما تدين تدان.
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir