المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : للتعليق على المناظرة مع الزميل antonius



الصفحات : 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 [11] 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53

دانة
2010-01-02, 10:38 AM
قنوطك أوثقتك بالله تعالى في الشدة، مُشاركتك أو سكوتك أو مُهادنتك للذين يستهزئوا بالله تعالى أو آياته أو أوليائه، غضبك أو رضاك، شفقتك أوكبرك أو عنفوانك، نصرتك للمظلوم والضعيف والمريض أو خذلانك له أو شماتتك به، صدقتك أن قدمتها بتواضع أو بتكبر، وكل شيء يؤثر بقدرك من مشاعر أو نوايا أو تصرفات أونظرات، بل أن الصالحين ينظرون بالمرء فيقرروا أي المستقبل ينتظره، لا لأنهم يعلمواالغيب ولكن لأنهم يعلموا نواميس الله بالأرض وعاقبة كل تصرف.
سبحانه - وتعالى – يقضي لحظياً محدداً القدر بناءً على ما يتغير في نوايا كل الخلق وبناءً على دعائهم وبناءً على موقف كل منهم من الأحداث، وهذا هو شرح قوله تعالى: { يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} الرحمن 29.

أما الأحداث التي تجري فهي قدر الله – تعالى - الذي لا راد لحكمه ولا مُعقب لقضائه، وليس لنا إلا التسليم بقضائه وقدره وهذا من صلب الإيمان.ومن الضروري أن نعلم أن النوايا لا يعلمها إلا الله وحده لا شريك له، حتى الملائكة الذي يكتبون الحسنات والسيئات لايعلمون نوايانا، ولا يعلمون ما يجري في صدورنا، وهذا من ستر الله – تعالى - علينا،فإذا نوينا خير، أخبر الله به الملائكة وأمرهم بكتابة الأجر، إما إذا نوينا الشرفإن الله يستره لعلنا نرجع عنه.
وحيث أن النوايا لا يعلمها إلا الله – تعالى- لذلك لا يعلم الغيب أحد إلا الله وحده لا شريك له، ولا يعلم الغيب الأنبياء ولاالملائكة ولا جبريل – عليهم السلام - ولا أحد غير الله - تعالى.

ملايين النوايا تتغير لحظياً وملايين المواقف من الأحداث تتغير لحظياً وملايين الأدعية تتغيرلحظياً، وكل النوايا سرية لا يعلمها إلا الله وحده لا شريك له، وسبحانه يقضي بها لحظياً ويقدر لحظياً فيثبت احتمالات ويمحو احتمالات، قال تعالى: { يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} الرعد39، أي أن الله يمحوا من الخيارات ما يشاء ويُثبت ما يشاء، ولكنه –سبحانه- لا يُضيف، لأنه قد أحاط بعلمه القديم كل الاحتمالات ولن تخرج تحركاتنا عن علم الله المُسبق، وقد كتب الله كل الخيارات في أم الكتاب عنده – سبحانه.
قال تعالى: {نَّحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَآ أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَآ أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلاً} الإنسان28، ولولا هذا القدر المُحكم لانهار الكون بانهيار العدل والحكمة ولكانت مضت مشيئة الشياطين ومن تبعهم، لكن حاشا لله –تعالى- أن يتجاوز حدهم عن تنفيذ قضاء وقدرالله - تعالى- ظانين لصغر عقولهم أن لهم من الأمر شيء.
ولقد أخبر الله - تعالى – أنبياءه وأوليائه ببعض الثابت من القضاء والقدر، الذي قدره بحكمته وعدله ورحمته وقهره وانتقامه وأجرى على القضاء والقدر كل صفاته - سبحانه.
قال تعالى: {مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَآ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} الحديد22، تأمل الآيات التالية لتتكون لديك فكرة أوسع، قال تعالى: { فَكَيْفَ إِذَآ أَصَابَتْهُمْ مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ } النساء62، وقوله تعالى: { وَلَوْلا أَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ } القصص 47، وقوله تعالى: {أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَآ أَن لَّوْنَشَآءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَيَسْمَعُونَ} 100الأعراف، وقوله تعالى: {مِّمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُواْ فَأُدْخِلُواْ نَاراً فَلَمْ يَجِدُواْ لَهُمْ مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَاراً} نوح25.

وتأملوا كيف أن قوانين الله تعالى قضت أنه من يصبر ويتقي فإن الله لايُضيع أجر المحسنين، قال تعالى: { إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} يوسف90، وقال تعالى: { وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} هود 115، وتأملوا قوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} العنكبوت 69.
وحتى الهداية لا تكون إلا بقوانين،فالهداية من الله تعالى وحده لا شريك له، ومن يُقدم من عمله السوء يحرمه الله تعالى الهداية، قال تعالى: { وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} البقرة 258،وقال تعالى: { وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} المائدة 108، وقالتعالى: { وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} البقرة 264، وقال تعالى: { إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَـفَّارٌ} الزمر 3، وقال تعالى: { إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ} غافر 28، وقال تعالى: {فَإِنَّ اللَّهَ لاَيَهْدِي مَن يُضِلُّ } النحل 37.
لذلك تذكر دائما أن تراكم الذنوب والكبائر من غير استغفار يطهرها يحرم الهداية، ويسبب الضلال، بل الأكبر من ذلك أن هناك ذنوب وكبائر تسبب الحكم بحرمان الهداية حتى الموت، كما حكم الله تعالى على أبي لهب بالموت كفرا فأنزل في حقه قبل وفاته بعشر سنوات قوله تعالى : { تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ( 1) مَآ أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ (3)} المسد.
وكلّما كانت ذنوبك أكبر وكلّما كانت نواياك أسوء نُسج لك قدر أسوء، لذلك جاء في الأثر: بشر القاتل بالقتل والزاني بالفقر، وقال تعالى: { وَمَآ أَصَابَكُمْ مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ} الشورى30.
وكلّما تداركت نفسك بالاستغفاروكانت حسناتك أكبر وكلّما كان دعائك اكبر وكلّما كانت نواياك أفضل كلما نُسج لك قدرأفضل، ولذلك قال تعالى: { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُواْ فِيالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ} غافر51، نصر من الله في الدنيا قبل الآخرة جزاء إحسانهم الذي صنع قدرهم.
ويتبادر إلى الذهن مرة أخرى إلايعلم الله تعالى خيارنا الذي سنختاره؟
الله تعالى عز وجل يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان،والله تعالى هو العدل المُقسط، وهو أعدل من أن يجبرناعلى عمل ويحاسبنا عليه.ومن القدر ما هو ثابت، ومن القدر ما هو مُتغير مكتوب بلغة الاحتمالات،فلا يخرج خيارنا عن الاحتمالات التي شاء الله وقدرها، إن موقف المجاهدين السابق من الأحداث حيث اختارواالجهاد ساهم في اختيار قضاء هدايتهم للأحداث التالية، والله تعالى واسع كبير عظيم حارت في عظمته العقول فلا يمكننا أن نقارن جلاله بفهمنا وعقولنا البسيطة، ولا يجوز تخطي هذا الخط من الفهم والقول بأن الله تعالى أجبرنا على أعمال ليحاسبنا عليها، بل يجب أن نطيع الله تعالى وننفذ أوامرهوشرعه فهو من علمنا أن النية والدعاء وموقفنا من الأحداث يغير القضاء والقدر.
والسماح لعقولنا البسيطة بتعدي هذا الخط من التفكير هو كالذي يسأل من خلق الله تعالى.

أسد هادئ
2010-01-02, 11:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
----------------------

أستاذ أنطونيوس .. الله يسمح بأن يضل الإنسان كما تقول .. ألا يعني موافقته

حسنا لنقلب السؤال..
هل يستطيع أحد أن يضل أحدا بدون أن يوافق الله تعالى ؟؟ أي عكس إرادته ؟؟

إن قلت نعم فكما قال الأخ مسلم الإله ناقص لأنه يحدث شيء عكس إرادته..

بكل بساطة الله يحب الخير للناس ولا يحب أن يعصوه..1
لكن الناس الذين يعصونه لا يمكن أن يكونوا عاصِيه إلا بموافقته فلا شيء يحدث بغير موافقته_ تعالى_ هذه هي النقطة
إذا قلبت السؤال يتضح المعنى..

أرجع إلى تعليقك على موضوع الرد على "يضل من يشاء"




لن ادخل بحوار اخر هنا..
ولكني ساقول لك كيف ان الموضوع هذا لا يرد شبهتي ...
انا اتكلم في الصفة الالهية..وانتم هنا تتكلمون فيمن يضلهم الله...الامر الذي لم اتطرق له!
*هذه اول واخر مشاركة لي في الموضوع...سلام


حسنا اقرأ كلامي فقط ولا تعلق
يقول الله "
"سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ
الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ
وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا
وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً
وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا
وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ}"الأعراف


دعني أسألك سؤالا

الله يحب الخير للناس صحيح؟

إذن لماذا هناك مخطئون في الدنيا ؟؟

افهمها مرة أخرى .. هل تفترض إذن وجود تعارض بين إرادات الله؟؟

الله يحب الخير للناس __ هذه من صفاته
لكن في نفس الوقت الله خلق الناس لاختبارهم وتخييرهم لذلك يتركم رغم أن من (إرادته) هدايتهم

بحسب منطقك فهذا تعارض إرادات أليس كذلك؟

وعموما الآيات المذكرة في الموضوع الآخر تبين أن الله لا يصرف عن آياته أو يضل

إلا من يتكبر عليه

يعني بالبلدي واحد بيقول لله تعالى " أنا مش عايز أؤمن بيك رغم اقتناعي التام بصدق المرسل .."

يعني مثلا مثال بسيط

فرعون .. مدعي الألوهية

أسأل سؤالا لا أعتقد أنك ستخالفني في إجابته

ادعاء الألوهية هي التهمة الوحيدة وأكرر الوحيدة التي لا يوجد احتمال بسيط ألا يعلم صاحبها أنه كذاب

مثلا الزني : من ضمن الردود التي سمعتها : بتوافق الطرفين ايه الغلط

ادعاء معرفة الغيب قد يكون بيشاطين مثلا يوحون إليه

لكن الألوهية ؟؟؟

مستحيل لأن الإنسان يعلم عجزه

فرعون هذا .. ادعى الألوهية وجاءه ؤرسول بمعجزات هائلة وغلب سحرته بالمعجزة

ثم مع ذلك لم يؤمن

رغم أن إرسال رسول له هو كرم بالغ من الله تعالى

لأنه كما أسلفت مدعي الأوهية لا يمكن أن يجهل أنه كاذب

فمن المفترض أن يتوب بنفسه

ومع ذلك تكبر

ثم أرسل الله له رسولا فتكبر
تكبر على الله وتجبر على الضعفاء

بعد كل هذه الفرص .. ختم الله على قلبه و انتهى

إذن ليس كل كافر أو مشرك أو لا يؤمن بالإسلام قد أضله الله أو ختم على قلبه .. لا إطلاقا

بل فقط هؤلاء الذين بلغهم ووضحت أمامهم الصورة واقتنعوا داخليا أنه الحق .. ثم تكبروا لأسباب دنيوية تافهة

وراجع مثال أبي جهل في الموضوع

هداك الله

أبوحمزة السيوطي
2010-01-02, 03:17 PM
اشعيا [ 45 .6 : 7 ]
" 6 : لكي يعلموا من مشرق الشمس ومن مغربها ان ليس غيري انا الرب وليس آخر 7 : مصور النور وخالق الظلمة صانع السلام وخالق الشر.انا الرب صانع كل هذه"

وخالق الشر :
وخالق الشر :
وخالق الشر :


ما أروعك أخي الحبيب ميجو ملاحظة سديدة


اولا معذرة من الاخوة..فلن ارد على كلكم..خاصة من لا فائدة بالكلام معهم من الذين يتكلمون لمجرد الكلام! ويتفوهون بامور لا يعرفون معانيها..!


نشكر لك ذوقك الرفيع !


ومعناه الادق هنا هو "الضيقات" اي التجارب..ولو رجعت للترجمات الانجليزية فستجد hard times


أولا الضيف المحترم اعترف لنا في البداية أنه طالب علم فليته حين يُفسر أن يحيلنا إلى الدليل .

يقول تطونيوس فكري :
خالق الشر = فبعض الأمم الوثنية ومنهم الفرس كان لهم إيمان بأن هناك إلهين اله للخير وإله للشر. والمعنى هنا أنه ليس سوى إله واحد والشر هو بسماح منه.
والشكرا

مسلم مغربي
2010-01-02, 04:01 PM
صموئيل الاول 16/14-15
وذهب روح الرب من عند شاول وبغته روح رديء من قبل الرب.
فقال عبيد شاول له هوذا روح رديء من قبل الله يبغتك.


قضاة 9/36
وارسل الرب روحا رديا بين ابيمالك واهل شكيم فغدر اهل شكيم بابيمالك.

الملوك الاول 22/23
والآن هوذا قد جعل الرب روح كذب في افواه جميع انبيائك هؤلاء والرب تكلم عليك بشر.

أبو جاسم
2010-01-02, 04:05 PM
كنت قد بينت في المشاركتين رقم 97 و 99 منشأ الخطأ و التضارب عند زميل أنطونيوس و الذي اضطره للقول بأن الله يسمح بحدوث شئ هو لا يشاءه حيث قال هداه الله و بالحرف


فعلم الله لا ينفي قداسته الكاملة! ولا سماح الله بحدوث الشر يعني انه يشاءه يريده وانه يماشي طبيعته!!

و لمزيد من التأكيد على تناقض الزميل أنقل له من كتاب علم اللاهوت بحسب معتقد الكنيسة الأرثوذكسية القبطية الجزء الثالث صفحة 40 للقمص ميخائيل مينا

(( أما كون قضاء الله يعم أعمال الناس الشريرة أيضاً ،فمعناه ان هذه الأعمال و إن كانت شريرة فهي تحت إذنه و سلطانه .و لا يمكن أن تحدث إلا بسماحه ،و لو شاء لقدر أن يمنع حدوثها ،و إذا سمح بحدوثها فلا تتجاوز الحد الذي عينه له لأنه يكرهها و يبغضها قبل وقوعها و حال وقوعها و بعد وقوعها لأنه ضد طبيعته و مشيئته التي هي محبته فلا يسر بها و لا يرتضيها مزمور 5 :4 و من ثم يحولها إلى خير و إن ظهر لنا في كثير من الحوادث عكس ذلك إما لعدم علمنا و إما لنفور طبعنا ))

طبعاً هذا الكلام يثبت عكسك كلامك الذي زعمته فهو يثبت أن الأعمال الشريرة إنما واقعة بإرادة الله و قضاءه و ذلك بقوله (( فمعناه ان هذه الأعمال و إن كانت شريرة فهي تحت إذنه و سلطانه )) فما معنى تحت إذنه و سلطانه ؟؟؟

و كما قلنا سابقاً لو أن الله ما أراد وقوع الشر و الضلال كوناً لما وقع و لكنك لخلطك بين الإرادة الكونية و الشرعية أصبحت تنسب للإسلام إرادة الله وقوع الضلال والشر شرعاً
و لكن عليك أن تتذكر أنه ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن ، يا زميل ألم تقرأ قول القمص المنقول آنفاً (( و لو شاء لقدر أن يمنع حدوثها ))

و بمفهوم المخالفة يفهم من هذا أن الله شاء أن تحدث هذه الأعمال الشريرة و إلا لو منع حدوثها لما حدثت و هذا ما أكدته عليك مراراً و تكراراً خلافاً لقولك المتناقض و الذي نسبته لله بأن الله يسمح بحدوث ما لا يشاءه فكون الله لا يحب هذه الأعمال لا يعني أن لا يشاء ولا يقضي بوقوعها و لا تنفى هنا إلا المشيئة التي بمعنى المحبة ( الإرادة الشرعية ) كما نقلنا كل ذلك عن القمص أيضاً .

لك تحياتي

مسلم مغربي
2010-01-02, 04:09 PM
فإرادة الله الشرعية كلها خير وتحمي من كل شر وتدل على الخير

أما إرادته الكونية فهي أيضا لا شر فيها

فهو يستخدم شر النفوس وشر البشر في فعل الخير فتكون المحصلة خير

فحين يؤدب المسلمين بتسليط الكفار الأشرار عليهم ليعذبوهم فهذا خير فعله أشرار

فهو استخدم شرهم في فعل الخير

وما وقع على المسلمين من أذاهم فهو ليس شر عليهم بل هو ضرر وفرق كبير بين الضرر والشر

وهنا تشهد بذلك وعلى ذلك الآية

(كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (البقرة:216)


فالله لم يخلق شرا كاملا منتصب الأركان لا خير فيه

بل خلق مكونات الشر التي هي كلها خير

والدليل قوله تعالى
(لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) (الحديد:25)

فذكر سبحانه أن مشيئته الشرعية كلها خير
ومشيئته الشرعية في شرائعه ودينه فذكرها وذكر غايتها ونتيجتها وهي ليقوم الناس بالقسط

وهذا هو الخير المطلق

ثم أشار إلى مشيئته الكونية بالحديد

فالحديد هو خير ونعمة أنزله الله كي يستخدم في الخير وكل ما يفيد

ولو أن القتال والقتل شرا في ذاته فقد استخدمه الله (القتال) في الجهاد الذي هو خير

ولكن شرار الخلق قد يستخدمونه في القتل

والقتل شر من جانب الجاني فهو ترجمة لشر نفسه
فهو لأنه شرير قد قتل فكان الفعل منه شرا يعاقب عليه
أما القتل نفسه فهو ضرر من حيث أثره على المجني عليه
ونتائجه المترتبة عليه
ولكنه ليس شر محض
وحين شاء الله القتل مشيئة كونية لم يشئ ذلك إلا لأنه سيكون حركة في منظومة حكمة فينتج عنه ضرر يؤدي إلى خير

وليس شرا محضا

فالشر في هذا هو نية العبد الخبيثة فقط
والشر ليس إلا شر نفسه

(ابن القيم )

ناصرة
2010-01-02, 04:32 PM
مثلا هناك شخص قد قرر ان لا يتبع الحق ابدا و لا يريد الهداية بأي حال من الأحوال
فماذا تظن ضيفنا الفاضل في مشيئة الله لهذا الشخص ؟
هل يهديه ؟ أم يضله ؟

Eng.Con
2010-01-02, 04:51 PM
نكمل على بركة الله



المزامير



146: 9 الرب يحفظ الغرباء يعضد اليتيم و الارملة
اما طريق الاشرار فيعوجه




أيوب


12: 23 يكثر الامم ثم يبيدها يوسع للامم ثم يجليها

12: 24 ينزع عقول رؤساء شعب الارض
و يضلهم في تيه بلا طريق

12: 25 يتلمسون في الظلام و ليس نور
و يرنحهم مثل السكران




إشعياء


63: 17 لماذا اضللتنا يا رب عن طرقك قسيت قلوبنا

عن مخافتك ارجع من اجل عبيدك اسباط ميراثك



42: 16 و اسير العمي في طريق لم يعرفوها في مسالك
لم يدروها امشيهم اجعل الظلمة امامهم نورا

و المعوجات مستقيمة هذه الامور افعلها
و لا اتركهم



الملوك الأول


22: 23 و الان هوذا قد جعل الرب روح كذب في افواه جميع انبيائك هؤلاء و الرب تكلم عليك بشر

أبو جاسم
2010-01-02, 04:53 PM
الزميل الفاضل أنطونيوس

حتى يزول أي التباس لديك فيما يتعلق بالمفهوم الإسلامي للإرادة الكونية و الإرادة الشرعية أنقل لك كلام العلّامة ابن عثيميين في شرحه على العقيدة الواسطية

قال رحمه الله تعالى

(( أقسام الإرادة:
الإرادة تنقسم إلى قسمين:

القسم الأول : إردة كونية : وهذه الإردة مرادفة للمشيئة ، فــ ( أراد) فيها بمعنى (شاء) ، وهذه الإردة :

أولاً: تتعلق فيما يحبه الله وفيما لا يحبه.

وعلى هذان فإذا قال قائل: هل أراد الله الكفر؟ فقل: بالإرادة الكونية نعم أراده، ولو لم يرده الله عز وجل، ما وقع.

ثانياً: يلزم فيها وقوع المراد، يعني: أن ما أراده الله فلا بد أن يقع، ولا يمكن أن يتخلف.

القسم الثاني: إرادة شرعية: وهي مرادفة للمحبة، فـ(أراد) فيها بمعنى (أحب)، فهي:

أولاً: تختص بما يحبه الله، فلا يريد الله الكفر بالإرادة الشرعية ولا الفسق.
ثانياً: أنه لا يلزم فيها وقوع المراد، بمعنى: أن الله يريد شيئاً ولا يقع، فهو سبحانه يريد من الخلق أن يعبدوه، ولا يلزم وقوع هذا المراد، قد يعبدونه وقد لا يعبدونه، بخلاف الإرادة الكونية

فصار الفرق بين الإرادتين من وجهين :


1- الإرادة الكونية يلزم فيها وقوع المراد، والشرعية لا يلزم.

2- الإرادة الشرعية تختص فيما يحبه الله، والكونية عامة فيما يحبه وما لا يحبه.

فإذا قال قائل: كيف يريد الله تعالى كوناً ما لا يحبه، بمعنى: كيف يريد الكفر أو الفسق أو العصيان وهو لا يحبه؟!

فالجواب: أن هذا محبوب إلى الله من وجه مكروه إليه من وجه آخر، فهو محبوب إليه لما يتضمنه من المصالح العظيمة، مكروه إليه لأنه معصية.
ولا مانع من أن يكون الشيء محبوباً مكروها باعتبارين، فها هو الرجل يقدم طفله الذي هو فلذة كبده وثمرة فؤاده، يقدمه إلى الطبيب ليشق جلده ويخرج المادة المؤذية فيه ولو أتى أحد من الناس يريد أن يشقه بظفره وليس بالمشرط، لقاتله، لكن هو يذهب إلى الطبيب ليشقه، وهو ينظر إليه، وهو فرح مسرور، يذهب به إلى الطبيب ليحمي الحديد على النار حتى تلتهب حمراء، ثم يأخذها ويكوي بها ابنه، وهو راض بذلك، لماذا يرضى بذلك وهو ألم للابن؟ لأنه مراد لغيره للمصلحة العظيمة التي تترتب على ذلك. ))

أمة الله
2010-01-02, 07:37 PM
جزاكم الله خيرا جميعا

أن يحدث كل شئ بإذن الله فهذا ما تقبله الفطرة السليمة وإلا صار لله أندادا يتصرفون في مُلكه

وكون الإنسان مخير فهذا يثبته الشرع والعقل

أما الشرع فلقوله تعالى ( فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُر )

وأما العقل فما الذي يجبر الملحد مثلا على البقاء على ما هو فيه وما الذي يمنعه أن يؤمن بالله