بنت خويلد
2008-01-06, 01:08 PM
علوم: الوراثة والبيئة عاملان كلاهما يحدد سلوك الكائن الحي
بغداد ـ عواطف مدلول
من المعروف ان للعوامل الوراثية دوراً كبيراً في تحقيق الشبه بين افراد العائلة الواحدة او ممن تربطهم صلة قرابة في معظم الكائنات الحية ولاسيما الانسان ولاينطبق ذلك على الشكل فقط بل يشمل حتى السلوك او التصرف اذ ان تلك الصفات تتوارث من جيل الى آخر بفعل انتقال الجينات وغالباً مايحدث ان يطرأ على الكائن تغييرات واختلافات تتسبب فيهاعوامل بيئية فتجري لديه فروقات وتحويرات قد تتوارث واحيانا لا
الخلايا الجنسية
تقول الدكتورة بان عبد الرزاق استاذ علم النفس في كلية الاداب بالجامعة المستنصرية:
كثير مانسمع في محيط عوائلنا وفي البيئة الاجتماعية ان فلاناً يشبه أمه في صفات ما اوانه يشبه اباه في صفات اخرى، لفظة الشبه هنا تستعمل لتدل على وجود صلة اكيدة تصل بين الابن وابويه اي انه ورث صفات والديه او اتصف بها ان مثل هذه الاقوال لاتخلو من الصحة خصوصا بعد ان اسندت علمياً،وأن الشيء الذي يصل بين الابوين وابنائهما هو الخلايا الجنسية
( الكميتات ـ البيوض ـ الحيامن) وكل منهما تحوي نصف جينات الام والنصف الاخر جينات الاب حيث تنقل تلك الجينات الى الوليد عند تكوين البيضة المخصبة اثناء عملية الاخصاب وتنقسم الزايكوت الى انقسامات متتالية تؤدي الى زيادة في عدد الخلايا وتصحب هذه الزيادة في العدد بزيادة في النمو والتطوروالتمييز حيث يصل الجنين الى دور التكامل خلال تسعة اشهر لدى الانسان.
وعلم الوراثة يبحث في اسباب الشبه والاختلاف في الصفات بين الافراد الذين تربطهم صلة القربى بغض النظر عن كون هذه الصفات هي صفات شبيهة بصفات الوالدين او متغايرة عنها ويشير مفهوم التغاير بكونه تلك الفروق الناشئة عن العوامل الوراثية( المجموعة الكروموسومية) والفروق المتسببة عن العوامل البيئية ويمكن تقسيم التغاير الى نوعين: التغاير الوراثي وهي تحويرات تطرأ على التركيبة الوراثية للفرد ويمكن توارثها من جيل الى آخر بصورة متعاقبة وعلى هذا فأن علم الوراثة هو علم التوارث والتغاير معاً اما التغاير البيئي فهي تحويرات تطرأ على اجسام الكائنات الحية نتيجة العوامل البيئية ولايمكن انتقالها من جيل الى اخر( مرض السكر) ويرجع عدم توارث هذا النوع من التغايرات الى عدم تاثيرها في العوامل الوراثية او المجموعة الكروموسومية الى حد متميز وهناك حالات نادرة ان يكون التغير الناجم عن عوامل بيئية ذات تأثير مباشر على العوامل الوراثية او المجموعة الكروموسومية وبهذه الحالة تتوارث مثل هذه التغايرات لكونها اصبحت ممثلة في الخلايا الجنسية.
الحياة الوسطى
* مااهمية انتقال العوامل الوراثية؟
ـ المحافظة على الصفات العامة للنوع
( الانسان يلد الانسان) وعلى الصفات العامة لكل سلالات النوع اختلاف سكان القطب الشمالي عن سكان القطب الجنوبي او عن سكان خط الاستواء والمحافظة على الحياة الوسطى فالوالدان الطويلان ينجبان طوالاً لكن لايزيد عن متوسط طول الوالدين بل ينقص بمقدار صغير والقصيران ينجبان اولاداً يزيدان عن ابائهم طولاً وهذه الحالة تعرف بظاهرة الانحدار( لكالتون) والموازنة بين حياة الفرد الخاصة وحياة النوع العامة.
اذكياء
* كيف يتشكل سلوك الانسان؟
ـ هناك ثلاث اتجاهات رئيسة في علم النفس تفسر السلوك الانساني واسبابه وهي اتجاه يؤكد اهمية العوامل البيئية في تشكيل السلوك وانصار هذا الاتجاه يعتقدون ان اي شخص لايكون منذ الولادة ذكيا او غبيا طيبا اوخبيثاً بل هو صفحة بيضاء تنقش عليها البيئة مجموعة من الصفات فعن طريق البيئة والتربة تظهر الامكانات والصفات الجيدة وغير الجيدة اما الاتجاه الثاني فيؤكد على اهمية العوامل الوراثية في تشكيل السلوك وانصاره يعتقدون ان اي فرد يولد بسمات وقدرات ثابتة غير متغيرة وهذه العوامل جعلت بعض الاشخاص اذكياء والبعض بلداء فارسطو قديماً قال: ان الذين ينحدرون من أصول أفضل يرجح ان يكونوا رجالاً افضل وبعض الفلاسفة ورجال الدين يعتقدون ان مركز الفرد وثروته يحددان سلفاً بواسطة وراثته والاتجاه الثالث يؤكد على اهمية تفاعل عاملي الوراثة والبيئة في تشكيل السلوك الا انهم اختلفوا في الكيفية التي يحدث فيها التفاعل بينهما فهناك منظور يرى العوامل الوراثية والبيئية كما لو كانا كيانين مستقلين يتحدان بطرق مختلفة لاحداث السلوك، ومنظور يرى العوامل الوراثية والبيئية كأنهما كيانان معتمدان على بعضهما البعض لاحداث السلوك وليس كأسباب مستقلة ومنظور يرى العوامل الوراثية والبيئية كنظام متشابك من التأثيرات المتبادلة.
الانحراف النفسي
* هل يمكن الفصل بين عاملي الوراثة والبيئة في تكوين شخصية الفرد؟
ـ الحق ان سلوك الكائن يتحدد وفقاً لعاملي الوراثة والبيئة فالوراثة تمهد الطريق لتفاعل الفرد مع عوامل بيئته وان حصيلة هذا التفاعل تختلف باختلاف الافراد فقد يكون دور عاملي الوراثة والبيئة متساوياً في بعض الخصائص النفسية كالثقة بالنفس، والانحراف النفسي وقد تكون دور الوراثة سائداً على دور البيئة خصائص معينة كالانطواء الاجتماعي وقد يكون البيئة في خصائص كالخجل والخضوع ،اذن سلوك الانسان انما هو نتاج تفاعل عامل الوراثة مع عامل البيئة ولاينكر أثر اي من هذين العاملين في تكوين الشخصية والسلوك فالجانب الفطري الذي يتصف به الفرد وهو مقرر في الشفرة الوراثية المتضمنة في جزئية حامض DNA في كروموسوماته وان عامل البيئة يتيح الوسط الصالح لهذه العوامل الوراثية لتأخذ تطورها فالتداخل بين عاملي الوراثة والبيئة يؤثر بشكل مباشر على تكوين شخصية الفرد البشري وان الفصل بين الاثرين يكاد يتعذر ولهذا فأن الفصل بينهما يأتي من الاستقرار الاخصائي الذي توصلت اليه الدراسات العلمية والتي تشير الى ان نسبة عالية من المجرمين الخطرين قد وجد في خلاياهم خلل كروموسومي فقد اتضح ان بعضهم يحمل كروموسوم
( xyy) او (xxyy) وهذه الزيادة اثارت عدد من التساؤلات بشأن حصول الجريمة من الذين يحملون الكروموسومات الزائدة ومن خلال الدراسات التي اعتمدت على التوائم وحالات التبني اتضح ان معدلات انتشار مرض الفصام بين افراد اسر المصابين مقارنة بأفراد عموم المجتمع اذا كانوا اكثر عرضة من غيرهم للاصابة بالفصام ومعدل التطابق بين التوائم المتماثلة يصل 46بالمئة من المصابين بينما لايزيد عن 15بالمئة بين التوائم المتآخية ولقد سمحت دراسات التبني في اظهار دور الوراثة.
صفات جسدية
* اين تكمن العلاقة بين الوراثة والجنس؟
ـ توجد في خلايا الاحياء ومنها الانسان كروموسومات لها دورمهم في الوراثة المتعلقة بجنس الاباء والابناء وتسمى بالكروموسومات الجنسية وهي على نوعين كروموسوم(x)وكروموسوم( y) وقسم الاول يتميز بكونه كبير الحجم ويحتوي على موروثات تؤثر على صفات جسديه مختلفة منها فقط يحدد الجنس والاخر يتميز بكونه صغير الحجم فالاناث تحتوي على زوج من كروموسوم( x) فيكون التركيب الوراثي(xx) بينما الذكور هناك كروموسومان مختلفان كروموسوم(x) والاخر كروموسوم (y) فيكون التركيب الوراثي (xy) اما بقية الازواج الكروموسومية (22) فهي متماثلة في كلا الجنسين وتعرف بالكروموسومات الذاتية او الاعتيادية او الجسمية اما الكروموسوم الـ(23)فهو يختلف حسب الجنس.
قبور الفراعنة
* متى بدأ الاهتمام بعلم الوراثة؟
ـ يعد علم الوراثة من أهم واشمل العلوم البايولوجية وخصائص هذا العلم وجذوره معروفة منذ القدم فعرفت أسس الوراثة منذ نشأت الحضارات في بلاد الرافدين ووادي النيل خلال الفترة المحددة مابين 400 ـ 800 سنة قبل الميلاداذ استخدمت تطبيقاتها العملية على بعض الاحياء المعروفة مثل الحنطة والرز وفول الصويا والقطن وتبين الرقم الطينية البابلية التي تعود الى حوالي 4000 سنة قبل الميلاد اهتمام البابليين بتحسين سلالات الخيل وقيامهم بتلقيح اشجار النخيل وقد كشفت بعض الاختام البابلية على بعض الانواع الجديدة من الماشية عن طريق التضريب وقد عثر ايضاً على انواع محسنة من الحنطة في قبور الفراعنة يعود تاريخها الى 5000 سنة قبل الميلاد كما كشفت الاثار الموجودة عن وجود اختلافات مظهرية( المورو فولوجية) كأختلاف شكل الوجه فهناك المقعر والمحدب كما توجد فروق بين الخط الاول وهو خط الاباء والخط الثاني وهوخط الابناء والخط الثالث هو خط الاحفاد كما في كتابات ابقراط بعض الملاحظات عن انتقال الصفات الوراثية في العائلة الواحدة مثل لون العين الازرق وصفة الصلع وكانت لدى ارسطو ثقة في فكرته القائلة بأن النطف تحمل المعلومات او المخطط التي على اساسها يتشكل الجنين في رحم الام وهذه النظرية صحيحة بدرجة كبيرة وبالطبع لم يكن ابقراط ولاغيره في ذلك الوقت يعرف كيفية انتقال هذه الصفات عبر الاجيال وحتى بعد موته بأكثر من الفي سنة لم يتوصل العلماء الى اكتشاف جديد وفي منتصف القرن الثامن عشر وضع العالم لامارك نظرية وراثة الصفات المكتسبة وكانت اول نظرية تفسر اليه التغيرات المظهرية.
كيمياء الحياة
* ماهي المجالات التي تخصص بها هذا العلم؟
ـ تطور علم الوراثة تطوراً واسعاً وتعددت نواحيه ما ادى الى تبلور مجالات عدة في رحاب هذا العلم ومنها الوراثة الخلوية التي تبحث في الانحرافات الكروموسومية وتأثيرها الوراثي على الكائنات الحية اما الوراثة الفلسجية فتبحث في دراسة وظائف الخلية تحت تأثيرات جيناتها او مجموعتها الكروموسومية وورثة الدم وتبحث في الكيفية التي بها يتم توارث مجاميع الدم المختلفة ووراثة العشائر وتبحث في توزيع وسلوك الجينات وتوارثها ضمن مجموعة من الافراد البشرية ووراثة النشوء التي تبحث في نمو وتخصص الكائن الحي ونشوء اعضائه تحت سيطرة جيناته ، والوراثة الزراعية اذ تبحث في طرائق تحسين الحاصل الحيواني والنباتي تحت تأثيرات الجينات والوراثة البيئية ، وتهتم بدراسة تفاعل جينات الكائن الحي مع العوامل البيئية المحيطة به ووراثة كيمياء الحياة تهتم بدراسة التفاعلات الكيمياوية في الخلية تحت تأثيرات جيناتها والوراثة الاحصائية تتعلق بتطبيق طرائق الاحصاء على النتائج الوراثية والنفسية الجزئية التي تفسر الظواهر الوراثية استناداً الى المستوى الجزئي للجينات ومايتيح عنه من تأثير ووراثة السلوك التي تدرس العلاقة الموجودة بين تصرفات ونشاطات الفرد وبين الصفات النفسية وجيناته وعلاقة هذه الصفات بالجينات واثر الظروف البيئية التي يعيش فيها وتأثيرها على سلوكه.
الميول الاجرامية
* واخيراً ما اهمية دراسة علم الوراثة لدى المختص بعلم النفس؟
ـ لأن مبدأ التكامل الذي تعتمد عليه العلوم البايولوجية والسلوكية والاجتماعية قد ادى الى فهم الانسان وظروف البيئة المحيطة به على نحو أفضل ولان المختص بعلم النفس ميدانه هو دراسة الانسان والمكونات البيئية المحيطة به وهذا يستوجب منه الاحاطة بصورة وافية بعلم الوراثة وعلم النفس كما وجد ان الكثير من الامراض والمشكلات النفسية كالعصاب والقلق والذهان والانطواء والميول الاجرامية والانتحارية وغيرها من الحالات المعوقة لطاقات الفرد تعتمد على عوامل بايولوجية ووراثية اضافة الى ان معرفة العوامل الوراثية المسببة للامراض او الانحرافات السايكولوجية تمكننا من السيطرة عليها وبالتالي توفر للافراد حياة صحية من الناحية الجسمية والعقلية
كما ان السلوك شيء معقد يستوجب تغييره عدة جوانب وليس جانبا واحداً ومن منطلق الادراك للحقائق الوراثية والبايولوجية تم التأكيد على مبدأ تكافؤ الفرص
فالمجتمع اليوم يؤكد ضرورة تساوي الفرص المتاحة امام الافراد فلاتميز بينهم
وانما مايميزهم مايتمتعون به من قدرات وطاقات وراثية تنكشف بالتدريج.
http://www.alsabaah.com/paper.php?source=akbar&mlf=interpage&sid=53079
بغداد ـ عواطف مدلول
من المعروف ان للعوامل الوراثية دوراً كبيراً في تحقيق الشبه بين افراد العائلة الواحدة او ممن تربطهم صلة قرابة في معظم الكائنات الحية ولاسيما الانسان ولاينطبق ذلك على الشكل فقط بل يشمل حتى السلوك او التصرف اذ ان تلك الصفات تتوارث من جيل الى آخر بفعل انتقال الجينات وغالباً مايحدث ان يطرأ على الكائن تغييرات واختلافات تتسبب فيهاعوامل بيئية فتجري لديه فروقات وتحويرات قد تتوارث واحيانا لا
الخلايا الجنسية
تقول الدكتورة بان عبد الرزاق استاذ علم النفس في كلية الاداب بالجامعة المستنصرية:
كثير مانسمع في محيط عوائلنا وفي البيئة الاجتماعية ان فلاناً يشبه أمه في صفات ما اوانه يشبه اباه في صفات اخرى، لفظة الشبه هنا تستعمل لتدل على وجود صلة اكيدة تصل بين الابن وابويه اي انه ورث صفات والديه او اتصف بها ان مثل هذه الاقوال لاتخلو من الصحة خصوصا بعد ان اسندت علمياً،وأن الشيء الذي يصل بين الابوين وابنائهما هو الخلايا الجنسية
( الكميتات ـ البيوض ـ الحيامن) وكل منهما تحوي نصف جينات الام والنصف الاخر جينات الاب حيث تنقل تلك الجينات الى الوليد عند تكوين البيضة المخصبة اثناء عملية الاخصاب وتنقسم الزايكوت الى انقسامات متتالية تؤدي الى زيادة في عدد الخلايا وتصحب هذه الزيادة في العدد بزيادة في النمو والتطوروالتمييز حيث يصل الجنين الى دور التكامل خلال تسعة اشهر لدى الانسان.
وعلم الوراثة يبحث في اسباب الشبه والاختلاف في الصفات بين الافراد الذين تربطهم صلة القربى بغض النظر عن كون هذه الصفات هي صفات شبيهة بصفات الوالدين او متغايرة عنها ويشير مفهوم التغاير بكونه تلك الفروق الناشئة عن العوامل الوراثية( المجموعة الكروموسومية) والفروق المتسببة عن العوامل البيئية ويمكن تقسيم التغاير الى نوعين: التغاير الوراثي وهي تحويرات تطرأ على التركيبة الوراثية للفرد ويمكن توارثها من جيل الى آخر بصورة متعاقبة وعلى هذا فأن علم الوراثة هو علم التوارث والتغاير معاً اما التغاير البيئي فهي تحويرات تطرأ على اجسام الكائنات الحية نتيجة العوامل البيئية ولايمكن انتقالها من جيل الى اخر( مرض السكر) ويرجع عدم توارث هذا النوع من التغايرات الى عدم تاثيرها في العوامل الوراثية او المجموعة الكروموسومية الى حد متميز وهناك حالات نادرة ان يكون التغير الناجم عن عوامل بيئية ذات تأثير مباشر على العوامل الوراثية او المجموعة الكروموسومية وبهذه الحالة تتوارث مثل هذه التغايرات لكونها اصبحت ممثلة في الخلايا الجنسية.
الحياة الوسطى
* مااهمية انتقال العوامل الوراثية؟
ـ المحافظة على الصفات العامة للنوع
( الانسان يلد الانسان) وعلى الصفات العامة لكل سلالات النوع اختلاف سكان القطب الشمالي عن سكان القطب الجنوبي او عن سكان خط الاستواء والمحافظة على الحياة الوسطى فالوالدان الطويلان ينجبان طوالاً لكن لايزيد عن متوسط طول الوالدين بل ينقص بمقدار صغير والقصيران ينجبان اولاداً يزيدان عن ابائهم طولاً وهذه الحالة تعرف بظاهرة الانحدار( لكالتون) والموازنة بين حياة الفرد الخاصة وحياة النوع العامة.
اذكياء
* كيف يتشكل سلوك الانسان؟
ـ هناك ثلاث اتجاهات رئيسة في علم النفس تفسر السلوك الانساني واسبابه وهي اتجاه يؤكد اهمية العوامل البيئية في تشكيل السلوك وانصار هذا الاتجاه يعتقدون ان اي شخص لايكون منذ الولادة ذكيا او غبيا طيبا اوخبيثاً بل هو صفحة بيضاء تنقش عليها البيئة مجموعة من الصفات فعن طريق البيئة والتربة تظهر الامكانات والصفات الجيدة وغير الجيدة اما الاتجاه الثاني فيؤكد على اهمية العوامل الوراثية في تشكيل السلوك وانصاره يعتقدون ان اي فرد يولد بسمات وقدرات ثابتة غير متغيرة وهذه العوامل جعلت بعض الاشخاص اذكياء والبعض بلداء فارسطو قديماً قال: ان الذين ينحدرون من أصول أفضل يرجح ان يكونوا رجالاً افضل وبعض الفلاسفة ورجال الدين يعتقدون ان مركز الفرد وثروته يحددان سلفاً بواسطة وراثته والاتجاه الثالث يؤكد على اهمية تفاعل عاملي الوراثة والبيئة في تشكيل السلوك الا انهم اختلفوا في الكيفية التي يحدث فيها التفاعل بينهما فهناك منظور يرى العوامل الوراثية والبيئية كما لو كانا كيانين مستقلين يتحدان بطرق مختلفة لاحداث السلوك، ومنظور يرى العوامل الوراثية والبيئية كأنهما كيانان معتمدان على بعضهما البعض لاحداث السلوك وليس كأسباب مستقلة ومنظور يرى العوامل الوراثية والبيئية كنظام متشابك من التأثيرات المتبادلة.
الانحراف النفسي
* هل يمكن الفصل بين عاملي الوراثة والبيئة في تكوين شخصية الفرد؟
ـ الحق ان سلوك الكائن يتحدد وفقاً لعاملي الوراثة والبيئة فالوراثة تمهد الطريق لتفاعل الفرد مع عوامل بيئته وان حصيلة هذا التفاعل تختلف باختلاف الافراد فقد يكون دور عاملي الوراثة والبيئة متساوياً في بعض الخصائص النفسية كالثقة بالنفس، والانحراف النفسي وقد تكون دور الوراثة سائداً على دور البيئة خصائص معينة كالانطواء الاجتماعي وقد يكون البيئة في خصائص كالخجل والخضوع ،اذن سلوك الانسان انما هو نتاج تفاعل عامل الوراثة مع عامل البيئة ولاينكر أثر اي من هذين العاملين في تكوين الشخصية والسلوك فالجانب الفطري الذي يتصف به الفرد وهو مقرر في الشفرة الوراثية المتضمنة في جزئية حامض DNA في كروموسوماته وان عامل البيئة يتيح الوسط الصالح لهذه العوامل الوراثية لتأخذ تطورها فالتداخل بين عاملي الوراثة والبيئة يؤثر بشكل مباشر على تكوين شخصية الفرد البشري وان الفصل بين الاثرين يكاد يتعذر ولهذا فأن الفصل بينهما يأتي من الاستقرار الاخصائي الذي توصلت اليه الدراسات العلمية والتي تشير الى ان نسبة عالية من المجرمين الخطرين قد وجد في خلاياهم خلل كروموسومي فقد اتضح ان بعضهم يحمل كروموسوم
( xyy) او (xxyy) وهذه الزيادة اثارت عدد من التساؤلات بشأن حصول الجريمة من الذين يحملون الكروموسومات الزائدة ومن خلال الدراسات التي اعتمدت على التوائم وحالات التبني اتضح ان معدلات انتشار مرض الفصام بين افراد اسر المصابين مقارنة بأفراد عموم المجتمع اذا كانوا اكثر عرضة من غيرهم للاصابة بالفصام ومعدل التطابق بين التوائم المتماثلة يصل 46بالمئة من المصابين بينما لايزيد عن 15بالمئة بين التوائم المتآخية ولقد سمحت دراسات التبني في اظهار دور الوراثة.
صفات جسدية
* اين تكمن العلاقة بين الوراثة والجنس؟
ـ توجد في خلايا الاحياء ومنها الانسان كروموسومات لها دورمهم في الوراثة المتعلقة بجنس الاباء والابناء وتسمى بالكروموسومات الجنسية وهي على نوعين كروموسوم(x)وكروموسوم( y) وقسم الاول يتميز بكونه كبير الحجم ويحتوي على موروثات تؤثر على صفات جسديه مختلفة منها فقط يحدد الجنس والاخر يتميز بكونه صغير الحجم فالاناث تحتوي على زوج من كروموسوم( x) فيكون التركيب الوراثي(xx) بينما الذكور هناك كروموسومان مختلفان كروموسوم(x) والاخر كروموسوم (y) فيكون التركيب الوراثي (xy) اما بقية الازواج الكروموسومية (22) فهي متماثلة في كلا الجنسين وتعرف بالكروموسومات الذاتية او الاعتيادية او الجسمية اما الكروموسوم الـ(23)فهو يختلف حسب الجنس.
قبور الفراعنة
* متى بدأ الاهتمام بعلم الوراثة؟
ـ يعد علم الوراثة من أهم واشمل العلوم البايولوجية وخصائص هذا العلم وجذوره معروفة منذ القدم فعرفت أسس الوراثة منذ نشأت الحضارات في بلاد الرافدين ووادي النيل خلال الفترة المحددة مابين 400 ـ 800 سنة قبل الميلاداذ استخدمت تطبيقاتها العملية على بعض الاحياء المعروفة مثل الحنطة والرز وفول الصويا والقطن وتبين الرقم الطينية البابلية التي تعود الى حوالي 4000 سنة قبل الميلاد اهتمام البابليين بتحسين سلالات الخيل وقيامهم بتلقيح اشجار النخيل وقد كشفت بعض الاختام البابلية على بعض الانواع الجديدة من الماشية عن طريق التضريب وقد عثر ايضاً على انواع محسنة من الحنطة في قبور الفراعنة يعود تاريخها الى 5000 سنة قبل الميلاد كما كشفت الاثار الموجودة عن وجود اختلافات مظهرية( المورو فولوجية) كأختلاف شكل الوجه فهناك المقعر والمحدب كما توجد فروق بين الخط الاول وهو خط الاباء والخط الثاني وهوخط الابناء والخط الثالث هو خط الاحفاد كما في كتابات ابقراط بعض الملاحظات عن انتقال الصفات الوراثية في العائلة الواحدة مثل لون العين الازرق وصفة الصلع وكانت لدى ارسطو ثقة في فكرته القائلة بأن النطف تحمل المعلومات او المخطط التي على اساسها يتشكل الجنين في رحم الام وهذه النظرية صحيحة بدرجة كبيرة وبالطبع لم يكن ابقراط ولاغيره في ذلك الوقت يعرف كيفية انتقال هذه الصفات عبر الاجيال وحتى بعد موته بأكثر من الفي سنة لم يتوصل العلماء الى اكتشاف جديد وفي منتصف القرن الثامن عشر وضع العالم لامارك نظرية وراثة الصفات المكتسبة وكانت اول نظرية تفسر اليه التغيرات المظهرية.
كيمياء الحياة
* ماهي المجالات التي تخصص بها هذا العلم؟
ـ تطور علم الوراثة تطوراً واسعاً وتعددت نواحيه ما ادى الى تبلور مجالات عدة في رحاب هذا العلم ومنها الوراثة الخلوية التي تبحث في الانحرافات الكروموسومية وتأثيرها الوراثي على الكائنات الحية اما الوراثة الفلسجية فتبحث في دراسة وظائف الخلية تحت تأثيرات جيناتها او مجموعتها الكروموسومية وورثة الدم وتبحث في الكيفية التي بها يتم توارث مجاميع الدم المختلفة ووراثة العشائر وتبحث في توزيع وسلوك الجينات وتوارثها ضمن مجموعة من الافراد البشرية ووراثة النشوء التي تبحث في نمو وتخصص الكائن الحي ونشوء اعضائه تحت سيطرة جيناته ، والوراثة الزراعية اذ تبحث في طرائق تحسين الحاصل الحيواني والنباتي تحت تأثيرات الجينات والوراثة البيئية ، وتهتم بدراسة تفاعل جينات الكائن الحي مع العوامل البيئية المحيطة به ووراثة كيمياء الحياة تهتم بدراسة التفاعلات الكيمياوية في الخلية تحت تأثيرات جيناتها والوراثة الاحصائية تتعلق بتطبيق طرائق الاحصاء على النتائج الوراثية والنفسية الجزئية التي تفسر الظواهر الوراثية استناداً الى المستوى الجزئي للجينات ومايتيح عنه من تأثير ووراثة السلوك التي تدرس العلاقة الموجودة بين تصرفات ونشاطات الفرد وبين الصفات النفسية وجيناته وعلاقة هذه الصفات بالجينات واثر الظروف البيئية التي يعيش فيها وتأثيرها على سلوكه.
الميول الاجرامية
* واخيراً ما اهمية دراسة علم الوراثة لدى المختص بعلم النفس؟
ـ لأن مبدأ التكامل الذي تعتمد عليه العلوم البايولوجية والسلوكية والاجتماعية قد ادى الى فهم الانسان وظروف البيئة المحيطة به على نحو أفضل ولان المختص بعلم النفس ميدانه هو دراسة الانسان والمكونات البيئية المحيطة به وهذا يستوجب منه الاحاطة بصورة وافية بعلم الوراثة وعلم النفس كما وجد ان الكثير من الامراض والمشكلات النفسية كالعصاب والقلق والذهان والانطواء والميول الاجرامية والانتحارية وغيرها من الحالات المعوقة لطاقات الفرد تعتمد على عوامل بايولوجية ووراثية اضافة الى ان معرفة العوامل الوراثية المسببة للامراض او الانحرافات السايكولوجية تمكننا من السيطرة عليها وبالتالي توفر للافراد حياة صحية من الناحية الجسمية والعقلية
كما ان السلوك شيء معقد يستوجب تغييره عدة جوانب وليس جانبا واحداً ومن منطلق الادراك للحقائق الوراثية والبايولوجية تم التأكيد على مبدأ تكافؤ الفرص
فالمجتمع اليوم يؤكد ضرورة تساوي الفرص المتاحة امام الافراد فلاتميز بينهم
وانما مايميزهم مايتمتعون به من قدرات وطاقات وراثية تنكشف بالتدريج.
http://www.alsabaah.com/paper.php?source=akbar&mlf=interpage&sid=53079