ساجدة لله
2009-12-28, 06:52 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتاب “إستحالة تحريف الكتاب المقدس” من تأليف القمص مرقص عزيز خليل كاهن الكنيسة المعلقة يعد من أشهر الكتب المنتشرة بين النصارى والتي تحاول نفي حدوث تحريف في الكتاب المقدس. والكتاب لا يعتبر كتاب علمي بالمعنى المتعارف عليه، ولكنه يعتمد على مخاطبة عاطفة النصارى لا أكثر. والهدف واضح جدا وهو تثبيث النصارى على النصرانية!
ولكن للأسف الشديد، لم يراعي الكاتب الأمانة العلمية أو الصدق في عرض مادة الكتاب. فنجده يسرد العديد من الأشياء وكأنها حقائق ثابتة. ولكن بالتدقيق فيها، نجد أنها مجموعة من الأكاذيب التي لا تستند على أي سند علمي. وطبعا الكتاب مليئ بالتدليس على المراجع والتفاسير الإسلامية كعادتهم في التعامل مع الإسلام. وصراحة يوجد تطابق شديد بين ما ورد في الكتاب من أكاذيب وبين أكاذيب زكريا بطرس الذي كشفنا تدليسه من قبل وكأن التدليس أصبح جزء من العقيدة النصرانية!
وهم في ذلك يعتمدون على كهنوتهم الذي يجبر كل نصراني أن يرضخ لأي شيء يذكره القساوسة بحيث يعتبر عندهم أن من يناقشهم من شعب الكنيسة غير مؤمن أو ضعيف الأيمان. ويؤدي ذلك إلى عدم مراجعة النصارى لأي كلام يذكره قساوستهم مما يؤدي بالتالي إلى تمادي القساوسة في التدليس.
ولكشف أكاذيب وتدليس هذا الكتاب، سنقوم بتفنيد النقاط الأساسية التي ذكرها الكاتب لمحاولة إثبات إستحالة تحريف الكتاب المقدس. وقد ألزمنا أنفسنا بذكر حقائق لا تقبل التأويل بحيث يستطيع أي إنسان عادي أن يتأكد من صحتها بسهولة. ولن نتطرق في هذه المقالة لما ورد في الكتاب من أكاذيب عن الإسلام والقرآن حيث تم الرد عليها مسبقا في فيديو إثبات تدليس المدلس الجاهل زكريا بطرس (http://www.islamegy.com/articles/zakaria_botros/).
أول هذه النقاط التي نفندها هي ما ذكره القمص مرقص عزيز في كتابه عن إستحالة تحريف العهد القديم. فقد ذكر القمص في الفصل الأول ما يلي:
يختلف عدد أسفار العهد القديم بين اليهود والمسيحيين نتيجة إدماج اليهود لبعض الأسفار مع بعضها – دون المساس بها أو إحداث أي تغيير أو تبديل أو نقص أو زياده أى حرف من الحروف
أول الأكاذيب في هذه الجملة هي أن الكاتب يحاول إيهام القارئ أن المسيحيين مجمعون على كتاب واحد وأنه لا إختلاف بين الكتاب المقدس بين الطوائف. والرد على هذه النقطة يسير جدا وهو أن يفتح أي إنسان فهرس الكتاب المقدس الذي يؤمن به الكاثوليك ويقارنه بفهرس الكتاب المقدس الذي يؤمن به البروتستانت (وهو نفس الكتاب المقدس الذي تستخدمه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية) لأكتشف إختلاف العهد القديم بين الكتابين في سبعة أسفار كاملة!!!
والجدول التالي يوضح أسفار العهد القديم لثلاث طوائف فقط من الطوائف النصرانية التي لا حصر لها ونلاحظ طبعا وجود الكثير من الأسفار المحذوفة والغير متفق عليها بينهم:
العهد القديم وأسفار مختلفة بين ثلاث طوائف
http://d7.e-loader.net/wN01OqeNMG.png
http://d5.e-loader.net/CQ4D3mxciS.png
http://d7.e-loader.net/55rJLY67Hj.png
كيف يتجاهل القمص مرقص عزيز هذه الإختلافات الجوهرية بين النسخ المختلفة للكتاب المقدس؟ وعدم الرد على تلك الإختلافات لهو أكبر دليل على عدم وجود ردود مقنعة. ولذلك كان الحل لدى القمص هو التجاهل التام حتى لا يثير نقاط لا يستطيع الرد عليها او لإعتماده على ثقة النصارى به وعدم إطلاعهم على الكتاب المقدس.
ولم يكتفي القمص مرقص عزيز بتجاهل الرد على هذه الإختلافات، بل يذكر صراحة في كتابه أنه لا توجد إختلافات بين الطوائف النصرانية ويوحي للقارئ أن هناك كتاب مقدس واحد يؤمن به الجميع. فقد ذكر في كتابه ما يلي:
رغم الاختلافات العقائدية بين الكنائس المسيحية. إلا أنها اتفقت واجتمعت على صحة الكتاب المقدس وعلى قانونية أسفاره التى بين أيدينا.
أي عقلية يحاول القمص مرقص عزيز خداعها بهذا الكلام؟
بالتأكيد هي عقلية مغيبة لا تعرف أن الكاثوليك يتهمون البروتستانت بتحريف الكتاب المقدس بحذف سبعة أسفار منه. بينما يتهم البروتستانت الكاثوليك بتحريف الكتاب المقدس بإضافة تلك الأسفار السبعة.
ولا يهمنا هنا تحديد أي الفريقين قد قام بالتحريف. ولكن ما يهمنا هو حدوث التحريف بما يهدم خرافة “إستحالة تحريف الكتاب المقدس” و خرافة “عصمة الكتاب المقدس” من جذورهما.
وقد كان البابا شنودة أشجع وأكثر واقعية من القمص مرقص عزيز حينما أجاب على سؤال عن الأسفار المحذوفة فاعترف أن البروتستانت حذفوهم من الكتاب المقدس كما نسمع في التسجيل التالي من الإجتماع الإسبوعي للبابا شنودة بتاريخ 11/10/2006:
لقد إعترف البابا شنودة أن البروتستانت حذفوا أسفارا من الكتاب المقدس وهو ما ينفي أي إدعاء بعصمة الكتاب المقدس حيث أن حوالى ثلث نصارى العالم (وهم البروتستانت) يؤمنون بهذا الكتاب المحذوف منه أسفارا يعتبرونها غير قانونية. ومن العجيب أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تستخدم النسخة البروتستانتية. معنى هذا أن الأقباط الأرثوذكس يستخدمون كتابا يؤمنون أنه محرف!!!
وبالرغم من إعتراف البابا شنودة هذا، إلا أنه حاول أن يجد مخرج بإيجاد مبرر لهذا الحذف وأنه ليس تحريفا. حيث ذكر أن سفر طوبيا موجود ولكنه موجود في النسخة الكاثوليكية للكتاب المقدس!
وهذا بالفعل تناقض غريب حيث يستخدم الأقباط الأرثوذكس كتابا مقدسا لا يؤمنون به… ويستشهدون بكتاب مقدس لطائفة لا يؤمنون بها… وكلهم يتهمون بعضهم البعض بالكفر والتحريف!!!
ثم واصل البابا شنودة محاولته لإيجاد مخرج للمأزق الذي فيه، ونلاحظ ذلك من صوته، بذكر قاعدة غريبة تخالف كل عقل عندما قال “الحذف ليس تحريفا”!!!
فإذا كان حذف أسفارا كاملة ليس تحريفا، فما هو التحريف؟!! هل يوجد تحريف أكثر من إعتبار أسفارا كاملة ليست ضمن الكتاب المقدس وأنها غير قانونية؟ (بجانب الحذف توجد أنواع مختلفة من التحريف في الكتاب المقدس مثل الإضافة والتغيير والتبديل والتأويل الباطل والترجمات والإخفاء والكتمان… إلخ).
ثم يُعرِّف البابا شنودة التحريف بقوله “التحريف يعني أن الأصل موجود ونغيره”. وهذا تعريف ناقص وقاصر ويثير تسأولات أكثر مما يجيب عنها.
فأين هي النسخة الأصلية حتى نقارن بها؟
فجميع مخطوطات الكتاب المقدس هي مخطوطات لترجمات وليست نسخا باللغة الأصلية وبالرغم من ذلك فهي غير كاملة ومتناقضة ولا تنفي التحريف بل تثبته.
وقد ربط البابا شنودة إثبات التحريف بشرط يعلم جيدا أنه شرط مستحيل وهو وجود النسخة الأصلية. وهو نفس الشرط الذي يسأله النصارى دائما في نقاشاتهم كمحاولة منهم للبرهنة على إستحالة إثبات تحريف الكتاب المقدس (في الواقع يجب أن نسأل نحن عن النسخة الأصلية وليس هم).
لكن، هل إثبات التحريف يحتاج إلى الأصل؟
لا بالتأكيد، فآلاف التناقضات والأخطاء الموجودة في الكتاب المقدس تتحدث عن نفسها وتعلن عن تحريفه لمن يستخدم عقله ويحكم ضميره. ويكفي أن الكتاب المقدس يشهد على نفسه بأنه محرف كما ورد في عدة مواضع منها:
( اما وحي الرب فلا تذكروه بعد لان كلمة كل انسان تكون وحيه اذ قد حرّفتم كلام الاله الحي رب الجنود الهنا.) (ارميا 36:23)
( كيف تقولون نحن حكماء وشريعة الرب معنا. حقا انه الى الكذب حوّلها قلم الكتبة الكاذب ) (ارميا 8:8)
( الذين اخذتم الناموس بترتيب ملائكة ولم تحفظوه ) (اعمال 7:53)
فهل بعد شهادة الكتاب المقدس على نفسه بالتحريف يستطيع أي شخص أن يدعي خرافة إستحالة تحريف الكتاب المقدس؟
سنكتفي بهذا القدر عن تحريف العهد القديم ولن نتطرق له مرة أخرى أو نسرد آلاف التناقضات والأخطاء الموجودة فيه والتي غطتها كثير من الأبحاث والدراسات التي يمكن الحصول عليها بسهولة. وسنواصل بإذن الله تفنيد ما ذكر في كتاب “إستحالة تحريف الكتاب المقدس” للقمص مرقص عزيز.
المصدر (http://www.islamegy.com/articles/bible-corruption-1/)
كتاب “إستحالة تحريف الكتاب المقدس” من تأليف القمص مرقص عزيز خليل كاهن الكنيسة المعلقة يعد من أشهر الكتب المنتشرة بين النصارى والتي تحاول نفي حدوث تحريف في الكتاب المقدس. والكتاب لا يعتبر كتاب علمي بالمعنى المتعارف عليه، ولكنه يعتمد على مخاطبة عاطفة النصارى لا أكثر. والهدف واضح جدا وهو تثبيث النصارى على النصرانية!
ولكن للأسف الشديد، لم يراعي الكاتب الأمانة العلمية أو الصدق في عرض مادة الكتاب. فنجده يسرد العديد من الأشياء وكأنها حقائق ثابتة. ولكن بالتدقيق فيها، نجد أنها مجموعة من الأكاذيب التي لا تستند على أي سند علمي. وطبعا الكتاب مليئ بالتدليس على المراجع والتفاسير الإسلامية كعادتهم في التعامل مع الإسلام. وصراحة يوجد تطابق شديد بين ما ورد في الكتاب من أكاذيب وبين أكاذيب زكريا بطرس الذي كشفنا تدليسه من قبل وكأن التدليس أصبح جزء من العقيدة النصرانية!
وهم في ذلك يعتمدون على كهنوتهم الذي يجبر كل نصراني أن يرضخ لأي شيء يذكره القساوسة بحيث يعتبر عندهم أن من يناقشهم من شعب الكنيسة غير مؤمن أو ضعيف الأيمان. ويؤدي ذلك إلى عدم مراجعة النصارى لأي كلام يذكره قساوستهم مما يؤدي بالتالي إلى تمادي القساوسة في التدليس.
ولكشف أكاذيب وتدليس هذا الكتاب، سنقوم بتفنيد النقاط الأساسية التي ذكرها الكاتب لمحاولة إثبات إستحالة تحريف الكتاب المقدس. وقد ألزمنا أنفسنا بذكر حقائق لا تقبل التأويل بحيث يستطيع أي إنسان عادي أن يتأكد من صحتها بسهولة. ولن نتطرق في هذه المقالة لما ورد في الكتاب من أكاذيب عن الإسلام والقرآن حيث تم الرد عليها مسبقا في فيديو إثبات تدليس المدلس الجاهل زكريا بطرس (http://www.islamegy.com/articles/zakaria_botros/).
أول هذه النقاط التي نفندها هي ما ذكره القمص مرقص عزيز في كتابه عن إستحالة تحريف العهد القديم. فقد ذكر القمص في الفصل الأول ما يلي:
يختلف عدد أسفار العهد القديم بين اليهود والمسيحيين نتيجة إدماج اليهود لبعض الأسفار مع بعضها – دون المساس بها أو إحداث أي تغيير أو تبديل أو نقص أو زياده أى حرف من الحروف
أول الأكاذيب في هذه الجملة هي أن الكاتب يحاول إيهام القارئ أن المسيحيين مجمعون على كتاب واحد وأنه لا إختلاف بين الكتاب المقدس بين الطوائف. والرد على هذه النقطة يسير جدا وهو أن يفتح أي إنسان فهرس الكتاب المقدس الذي يؤمن به الكاثوليك ويقارنه بفهرس الكتاب المقدس الذي يؤمن به البروتستانت (وهو نفس الكتاب المقدس الذي تستخدمه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية) لأكتشف إختلاف العهد القديم بين الكتابين في سبعة أسفار كاملة!!!
والجدول التالي يوضح أسفار العهد القديم لثلاث طوائف فقط من الطوائف النصرانية التي لا حصر لها ونلاحظ طبعا وجود الكثير من الأسفار المحذوفة والغير متفق عليها بينهم:
العهد القديم وأسفار مختلفة بين ثلاث طوائف
http://d7.e-loader.net/wN01OqeNMG.png
http://d5.e-loader.net/CQ4D3mxciS.png
http://d7.e-loader.net/55rJLY67Hj.png
كيف يتجاهل القمص مرقص عزيز هذه الإختلافات الجوهرية بين النسخ المختلفة للكتاب المقدس؟ وعدم الرد على تلك الإختلافات لهو أكبر دليل على عدم وجود ردود مقنعة. ولذلك كان الحل لدى القمص هو التجاهل التام حتى لا يثير نقاط لا يستطيع الرد عليها او لإعتماده على ثقة النصارى به وعدم إطلاعهم على الكتاب المقدس.
ولم يكتفي القمص مرقص عزيز بتجاهل الرد على هذه الإختلافات، بل يذكر صراحة في كتابه أنه لا توجد إختلافات بين الطوائف النصرانية ويوحي للقارئ أن هناك كتاب مقدس واحد يؤمن به الجميع. فقد ذكر في كتابه ما يلي:
رغم الاختلافات العقائدية بين الكنائس المسيحية. إلا أنها اتفقت واجتمعت على صحة الكتاب المقدس وعلى قانونية أسفاره التى بين أيدينا.
أي عقلية يحاول القمص مرقص عزيز خداعها بهذا الكلام؟
بالتأكيد هي عقلية مغيبة لا تعرف أن الكاثوليك يتهمون البروتستانت بتحريف الكتاب المقدس بحذف سبعة أسفار منه. بينما يتهم البروتستانت الكاثوليك بتحريف الكتاب المقدس بإضافة تلك الأسفار السبعة.
ولا يهمنا هنا تحديد أي الفريقين قد قام بالتحريف. ولكن ما يهمنا هو حدوث التحريف بما يهدم خرافة “إستحالة تحريف الكتاب المقدس” و خرافة “عصمة الكتاب المقدس” من جذورهما.
وقد كان البابا شنودة أشجع وأكثر واقعية من القمص مرقص عزيز حينما أجاب على سؤال عن الأسفار المحذوفة فاعترف أن البروتستانت حذفوهم من الكتاب المقدس كما نسمع في التسجيل التالي من الإجتماع الإسبوعي للبابا شنودة بتاريخ 11/10/2006:
لقد إعترف البابا شنودة أن البروتستانت حذفوا أسفارا من الكتاب المقدس وهو ما ينفي أي إدعاء بعصمة الكتاب المقدس حيث أن حوالى ثلث نصارى العالم (وهم البروتستانت) يؤمنون بهذا الكتاب المحذوف منه أسفارا يعتبرونها غير قانونية. ومن العجيب أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تستخدم النسخة البروتستانتية. معنى هذا أن الأقباط الأرثوذكس يستخدمون كتابا يؤمنون أنه محرف!!!
وبالرغم من إعتراف البابا شنودة هذا، إلا أنه حاول أن يجد مخرج بإيجاد مبرر لهذا الحذف وأنه ليس تحريفا. حيث ذكر أن سفر طوبيا موجود ولكنه موجود في النسخة الكاثوليكية للكتاب المقدس!
وهذا بالفعل تناقض غريب حيث يستخدم الأقباط الأرثوذكس كتابا مقدسا لا يؤمنون به… ويستشهدون بكتاب مقدس لطائفة لا يؤمنون بها… وكلهم يتهمون بعضهم البعض بالكفر والتحريف!!!
ثم واصل البابا شنودة محاولته لإيجاد مخرج للمأزق الذي فيه، ونلاحظ ذلك من صوته، بذكر قاعدة غريبة تخالف كل عقل عندما قال “الحذف ليس تحريفا”!!!
فإذا كان حذف أسفارا كاملة ليس تحريفا، فما هو التحريف؟!! هل يوجد تحريف أكثر من إعتبار أسفارا كاملة ليست ضمن الكتاب المقدس وأنها غير قانونية؟ (بجانب الحذف توجد أنواع مختلفة من التحريف في الكتاب المقدس مثل الإضافة والتغيير والتبديل والتأويل الباطل والترجمات والإخفاء والكتمان… إلخ).
ثم يُعرِّف البابا شنودة التحريف بقوله “التحريف يعني أن الأصل موجود ونغيره”. وهذا تعريف ناقص وقاصر ويثير تسأولات أكثر مما يجيب عنها.
فأين هي النسخة الأصلية حتى نقارن بها؟
فجميع مخطوطات الكتاب المقدس هي مخطوطات لترجمات وليست نسخا باللغة الأصلية وبالرغم من ذلك فهي غير كاملة ومتناقضة ولا تنفي التحريف بل تثبته.
وقد ربط البابا شنودة إثبات التحريف بشرط يعلم جيدا أنه شرط مستحيل وهو وجود النسخة الأصلية. وهو نفس الشرط الذي يسأله النصارى دائما في نقاشاتهم كمحاولة منهم للبرهنة على إستحالة إثبات تحريف الكتاب المقدس (في الواقع يجب أن نسأل نحن عن النسخة الأصلية وليس هم).
لكن، هل إثبات التحريف يحتاج إلى الأصل؟
لا بالتأكيد، فآلاف التناقضات والأخطاء الموجودة في الكتاب المقدس تتحدث عن نفسها وتعلن عن تحريفه لمن يستخدم عقله ويحكم ضميره. ويكفي أن الكتاب المقدس يشهد على نفسه بأنه محرف كما ورد في عدة مواضع منها:
( اما وحي الرب فلا تذكروه بعد لان كلمة كل انسان تكون وحيه اذ قد حرّفتم كلام الاله الحي رب الجنود الهنا.) (ارميا 36:23)
( كيف تقولون نحن حكماء وشريعة الرب معنا. حقا انه الى الكذب حوّلها قلم الكتبة الكاذب ) (ارميا 8:8)
( الذين اخذتم الناموس بترتيب ملائكة ولم تحفظوه ) (اعمال 7:53)
فهل بعد شهادة الكتاب المقدس على نفسه بالتحريف يستطيع أي شخص أن يدعي خرافة إستحالة تحريف الكتاب المقدس؟
سنكتفي بهذا القدر عن تحريف العهد القديم ولن نتطرق له مرة أخرى أو نسرد آلاف التناقضات والأخطاء الموجودة فيه والتي غطتها كثير من الأبحاث والدراسات التي يمكن الحصول عليها بسهولة. وسنواصل بإذن الله تفنيد ما ذكر في كتاب “إستحالة تحريف الكتاب المقدس” للقمص مرقص عزيز.
المصدر (http://www.islamegy.com/articles/bible-corruption-1/)