أبوحمزة السيوطي
2009-12-27, 10:51 PM
الحمد لله رب العالمين له الحمد الحسن والثناء الجميل وأشهد أن لا إله إلا الله يقول الحق وهو يهدي السبيل وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ..
أما بعد ,,,
فهذه قاعدة هام : جمع طرق الحديث وألفاظه تُظهر الخفي ..
وهذه ضرورة يجب الإلتفات إليها أنه لا يقتصر الباحث على رواية واحدة ليُحرر مسألةً أو يستخرج فقهاً أو يبني حكماً بل يجب عليه جمع ألفاظ الرواية الواحد لبيان ما أُشكل أو زيادة معنى ..
والمسألة فيها بيان وتفصيل أكثر ليس مقامه الأن ..
قال الحافظ أبو زرعة العراقي : (( و الحديث اذا جمعت طرقه تبين المراد منه ، و ليس لنا أن نتمسك برواية و نترك بقية الروايات )) ( طرح التثريب 7/181)
قال يحيى بن معين : (( يقول لو لم نكتب الحديث من ثلاثين وجها ما عقلناه )) ( الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي 2/212).
وقال الإمام أحمد: (( الحديث إذا لم تجمع طرقه لم تفهمه والحديث يفسر بعضه بعضاً)) ( الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي 2/212).
وقال الأثرم: ((الأحاديث يفسرها بعضها بعضاً ويصدق بعضها بعضاً)) ( ناسخ الحديث ومنسوخه 251 )
وقال القاضي عياض: ((الحديث يفسر بعضه بعضاً ويرفع مفسره الإشكال عن مجمله ومتشابهه)) ( اكمال المعلم 8/380 )
وقال ابن دقيق: ((الحديث إذا اجتمعت طرقه فسر بعضها بعضاً)) ( إحكام الإحكام 1/117)
وقال ابن حزم: ((ليس اختلاف الروايات عيباً في الحديث إذا كان المعنى واحداً؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - صح عنه أنه إذا كان يحدث بحديث كرره ثلاث مرات. فنقل كل إنسان بحسب ما سمع. فليس هذا الاختلاف في الروايات مما يوهن الحديث إذا كان المعنى واحداً)) الإحكام في أصول الأحكام 1/139)
بعضه من المقترب في بيان المضطرب للشيخ أحمد بن عمر بن سالم بازمول
الشبهة تقول :
" محمد ينكح امرأة مجنونه في الشارع – امرأة كان في عقلها شيء فقالت يا محمد أن لي إليك حاجه فقال لها انظري أي السكك شئت حتى اقضي لك حاجتك فخلا معها في بعض الطرق حتى فرغت من حاجتها "
والرد من وجهين :
أولا شرح الحديث : الغرض من الخلوة ومعناها :
قال النووي :
(( قوله : ( خلا معها في بعض الطرق )
أي وقف معها في طريق مسلوك ليقضي حاجتها ويفتيها في الخلوة , ولم يكن ذلك من الخلوة بالأجنبية , فإن هذا كان في ممر الناس ومشاهدتهم إياه وإياها , لكن لا يسمعون كلامها , لأن مسألتها مما لا يظهره . والله أعلم )) ( شرح مسلم 15/83 )
وبوب له البخاري في صحيحه قال ( باب ما يجوز أن يخلو الرجل بالمرأة عند الناس )
قال الحافظ ابن حجر :
(( أي لا يخلو بها بحيث تحتجب اشخاصهما عنهم بل بحيث لا يسمعون كلامهما إذا كان بما يخافت به كالشيء الذي تستحي المرأة من ذكره بين الناس وأخذ المصنف قوله في الترجمة عند الناس من قوله في بعض طرق الحديث فخلا بها في بعض الطرق أو في بعض السكك وهي الطرق المسلوكة التي لا تنفك عن مرور الناس غالبا )) ( الفتح 9/333)
ويثبت قول اللحافظ ما رواه أبو داود الطيالسي في مسنده :
عَنْ أَنَسٍ :
" أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تُكَلِّمُهُ فِي شَيْءٍ ، فَخَلَتْ بِهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، إِنَّكُمْ لأُحِبُّ النَّاسِ إِلَيَّ قَالَ : يَعْنِي الأَنْصَارَ" ( 3/545/2180)
الوجه الثاني من الرد : كيف كانت الخلوة :
1- أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يختلي بها منفردا بها !
فقد روى البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ :
" أَنَّ امْرَأَةً مِنْ الْأَنْصَارِ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهَا أَوْلَادٌ لَهَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّكُمْ لَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ قَالَهَا ثَلَاثَ مِرَار " (6154)
وفي لفظ آخر للبخاري " وَمَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا "
وفي لفظ مسند أحمد قال " مَعَهَا ابْنٌ لَهَا " (3/129/12327)
2- أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما ابتعد عن أصحابه قليلا رعاية للمرأة السائلة حتى أن أنس رضي الله عنه سمع آخر كلام النبي صلى الله عليه وسلم ..
" فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّكُمْ لَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ قَالَهَا ثَلَاثَ مِرَار "
فكيف سمعه وعلم كم ردد النبي صلى الله عليه وسلم المقولة إلا إذا كان قريبا منه .
تنبيهان :
1- والمقصود بالمحبة في الحديث هم الأنصار عموماً كما في مسند الطيالسي وغيره :عَنْ أَنَسٍ :
" أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تُكَلِّمُهُ فِي شَيْءٍ ، فَخَلَتْ بِهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، إِنَّكُمْ لأُحِبُّ النَّاسِ إِلَيَّ قَالَ : يَعْنِي الأَنْصَارَ " ( 3/545/2180)
وعند النسائي في السنن الكبرى
" والذي نفسي بيده إنكم من أحب الناس إلي من أحبهم فبي أحبهم ومن أبغضهم فبي أبغضهم " (5/87/8330)
2- قول أنس " في عقلها شيء "
قال الشيخ عبد المحسن العباد في شرحه على سنن أبي داود :
شيء من الخلل والقصور، وقيل: إنما ذكر ذلك لكونها طلبت منه أن يجلس معها، وأن النبي صلى الله عليه وسلم راعى شأنها وحقق لها ما تريد من أجل ضعفها.
وأخيرا فالحديث فيه دلائل على سمو خلق النبي صلى الله عليه وسلم وتلبيته للمؤمنين وقضاء جوائجهم بأبي هو وأمي ..
فعن أنس رضي الله عنه قال :
" كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيدور بها في حوائجها حتى تفرغ ، ثم ترجع "
رواه البخاري معلقاً وأبو الشيخ الأصبهاني في أخلاق النبي ( 26 )
تمت ..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه
والحمد لله ر العالمين
أما بعد ,,,
فهذه قاعدة هام : جمع طرق الحديث وألفاظه تُظهر الخفي ..
وهذه ضرورة يجب الإلتفات إليها أنه لا يقتصر الباحث على رواية واحدة ليُحرر مسألةً أو يستخرج فقهاً أو يبني حكماً بل يجب عليه جمع ألفاظ الرواية الواحد لبيان ما أُشكل أو زيادة معنى ..
والمسألة فيها بيان وتفصيل أكثر ليس مقامه الأن ..
قال الحافظ أبو زرعة العراقي : (( و الحديث اذا جمعت طرقه تبين المراد منه ، و ليس لنا أن نتمسك برواية و نترك بقية الروايات )) ( طرح التثريب 7/181)
قال يحيى بن معين : (( يقول لو لم نكتب الحديث من ثلاثين وجها ما عقلناه )) ( الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي 2/212).
وقال الإمام أحمد: (( الحديث إذا لم تجمع طرقه لم تفهمه والحديث يفسر بعضه بعضاً)) ( الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي 2/212).
وقال الأثرم: ((الأحاديث يفسرها بعضها بعضاً ويصدق بعضها بعضاً)) ( ناسخ الحديث ومنسوخه 251 )
وقال القاضي عياض: ((الحديث يفسر بعضه بعضاً ويرفع مفسره الإشكال عن مجمله ومتشابهه)) ( اكمال المعلم 8/380 )
وقال ابن دقيق: ((الحديث إذا اجتمعت طرقه فسر بعضها بعضاً)) ( إحكام الإحكام 1/117)
وقال ابن حزم: ((ليس اختلاف الروايات عيباً في الحديث إذا كان المعنى واحداً؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - صح عنه أنه إذا كان يحدث بحديث كرره ثلاث مرات. فنقل كل إنسان بحسب ما سمع. فليس هذا الاختلاف في الروايات مما يوهن الحديث إذا كان المعنى واحداً)) الإحكام في أصول الأحكام 1/139)
بعضه من المقترب في بيان المضطرب للشيخ أحمد بن عمر بن سالم بازمول
الشبهة تقول :
" محمد ينكح امرأة مجنونه في الشارع – امرأة كان في عقلها شيء فقالت يا محمد أن لي إليك حاجه فقال لها انظري أي السكك شئت حتى اقضي لك حاجتك فخلا معها في بعض الطرق حتى فرغت من حاجتها "
والرد من وجهين :
أولا شرح الحديث : الغرض من الخلوة ومعناها :
قال النووي :
(( قوله : ( خلا معها في بعض الطرق )
أي وقف معها في طريق مسلوك ليقضي حاجتها ويفتيها في الخلوة , ولم يكن ذلك من الخلوة بالأجنبية , فإن هذا كان في ممر الناس ومشاهدتهم إياه وإياها , لكن لا يسمعون كلامها , لأن مسألتها مما لا يظهره . والله أعلم )) ( شرح مسلم 15/83 )
وبوب له البخاري في صحيحه قال ( باب ما يجوز أن يخلو الرجل بالمرأة عند الناس )
قال الحافظ ابن حجر :
(( أي لا يخلو بها بحيث تحتجب اشخاصهما عنهم بل بحيث لا يسمعون كلامهما إذا كان بما يخافت به كالشيء الذي تستحي المرأة من ذكره بين الناس وأخذ المصنف قوله في الترجمة عند الناس من قوله في بعض طرق الحديث فخلا بها في بعض الطرق أو في بعض السكك وهي الطرق المسلوكة التي لا تنفك عن مرور الناس غالبا )) ( الفتح 9/333)
ويثبت قول اللحافظ ما رواه أبو داود الطيالسي في مسنده :
عَنْ أَنَسٍ :
" أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تُكَلِّمُهُ فِي شَيْءٍ ، فَخَلَتْ بِهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، إِنَّكُمْ لأُحِبُّ النَّاسِ إِلَيَّ قَالَ : يَعْنِي الأَنْصَارَ" ( 3/545/2180)
الوجه الثاني من الرد : كيف كانت الخلوة :
1- أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يختلي بها منفردا بها !
فقد روى البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ :
" أَنَّ امْرَأَةً مِنْ الْأَنْصَارِ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهَا أَوْلَادٌ لَهَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّكُمْ لَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ قَالَهَا ثَلَاثَ مِرَار " (6154)
وفي لفظ آخر للبخاري " وَمَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا "
وفي لفظ مسند أحمد قال " مَعَهَا ابْنٌ لَهَا " (3/129/12327)
2- أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما ابتعد عن أصحابه قليلا رعاية للمرأة السائلة حتى أن أنس رضي الله عنه سمع آخر كلام النبي صلى الله عليه وسلم ..
" فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّكُمْ لَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ قَالَهَا ثَلَاثَ مِرَار "
فكيف سمعه وعلم كم ردد النبي صلى الله عليه وسلم المقولة إلا إذا كان قريبا منه .
تنبيهان :
1- والمقصود بالمحبة في الحديث هم الأنصار عموماً كما في مسند الطيالسي وغيره :عَنْ أَنَسٍ :
" أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تُكَلِّمُهُ فِي شَيْءٍ ، فَخَلَتْ بِهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، إِنَّكُمْ لأُحِبُّ النَّاسِ إِلَيَّ قَالَ : يَعْنِي الأَنْصَارَ " ( 3/545/2180)
وعند النسائي في السنن الكبرى
" والذي نفسي بيده إنكم من أحب الناس إلي من أحبهم فبي أحبهم ومن أبغضهم فبي أبغضهم " (5/87/8330)
2- قول أنس " في عقلها شيء "
قال الشيخ عبد المحسن العباد في شرحه على سنن أبي داود :
شيء من الخلل والقصور، وقيل: إنما ذكر ذلك لكونها طلبت منه أن يجلس معها، وأن النبي صلى الله عليه وسلم راعى شأنها وحقق لها ما تريد من أجل ضعفها.
وأخيرا فالحديث فيه دلائل على سمو خلق النبي صلى الله عليه وسلم وتلبيته للمؤمنين وقضاء جوائجهم بأبي هو وأمي ..
فعن أنس رضي الله عنه قال :
" كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيدور بها في حوائجها حتى تفرغ ، ثم ترجع "
رواه البخاري معلقاً وأبو الشيخ الأصبهاني في أخلاق النبي ( 26 )
تمت ..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه
والحمد لله ر العالمين