Ahmed_Negm
2010-01-03, 10:13 AM
تقرير علمي (11)ـ كلمة أخيرة
د. محمد عمارة | 02-01-2010 23:01
وأخيرًا ، فلقد توسل كاتب هذا المنشور التنصير بالكذب والتدليس ليصل إِلى مقاصده في إِثبات عقائد النصارى في تأليه المسيح وصلبه وقتله على الصليب ، وفي سبيل ذلك كذب ونسب إِلى الإِمام الفخر الرازي رفضه فكرة إِلقاء الشبه – شبه المسيح – على يهوذا :
{ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ } [ النساء : 157 ]
لأن ذلك :
أ – يفتح الباب للسفسطة .
ب – ويضيع الثقة في الإِجراءات مثل « النكاح والطلاق والمِلك » .
ج – ويطعن في التواتر وذلك يوجب القدح في جميع الشرائع والسنن التي نقلت للأجيال التالية : أ.هـ .
وفي هذا الذي نسبه الكاتب إِلى الرازي كذب وتدليس ، فالرازي قد أورد هذا الذي ذكره الكاتب في صيغة « الاعتراض المفترض » الذي قد يذكره البعض .. ثم أجاب عليه ناقضا إِياه ورافضا له وذلك عندما قال تحت عنوان :
والجواب :
« إِنا نقول : إِن تواتر النصاري ينتهي إِلى أقوام قليلين لا يبعد اتفاقهم على الكذب » (42) فينفى الرازي أن يكون هناك تواتر فيما قاله النصارى عن صلب المسيح وقتله ، ثم يعود الرازي فيقطع في تفسيره لقول الله سبحانه وتعالى : { وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينَا * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ } [ النساء : 158 ] .
يقطع « بأن الله – تعالى – أخبر أنهم شاكون في أنه هل قتلوه أم لا ، ثم أخبر محمدا بأن اليقين حاصل بأنهم ما قتلوه » (43) .
وانطلاقا من هذا اليقين بأنهم لم يقتلوه أورد الرازي مذاهب العلماء :
1 – مذاهب الذين قالوا : { إِن اليهود لما قصدوا قتله رفعه الله إِلى السماء » .
2 – ويذهب الذين قالوا إِن الله قد ألقى شبهة على إِنسان آخر مع تعدد الآراء فيمن كان هذا الإِنسان الذي ألقي عليه الشبه (44) .
ولقد كرر الكاتب هذا الكذب والتدليس في حديثه عن رأي الرازي في تحريف اليهود للتوراة وذلك عندما أورد ما ذكره الرازي عن تواترها وأن التشكيك في التواتر يفتح الباب للسفسطة ويضيع الثقة في الشرائع والمعاملات .
كرر الكاتب هذا الكذب والتدليس عندما وقف عند « الاعتراض » الذي أورده ولم يشر إِلى رد الرازي على هذا الاعتراض وتفنيده له !! .
ففي تفسير الإِمام الرازي لقوله تعالى : { يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ } [ المائدة : 41 ] .
قال : « إنهم سماعون للأكاذيب التي كانوا ينسبونها إِلى التوراة (45) كانوا يحرفون الكلم عن مواضعه (46) فكانوا يبدلون اللفظ بلفظ آخر (47) :
{ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ } [ البقرة : 79 ] ثم خلص الرازي إِلى اليهود قد حرفوا التوراة بكل ألوان التحريف « التحريف اللفظي » بإِخفاء ألفاظ واستبدالها والتحريف المعنوي بالتأويلات الفاسدة التي تخرج النصوص عن معانيها ومقاصدها ..
انتهى الرازي إِلى ذلك عندما علل استخدام القرآن الكريم في سورة النساء لتعبير : { يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ } [ النساء : 46 ] واستخدامه في سورة المائدة تعبير : { يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ } [ المائدة : 41 ] .
معناه : أنهم يذكرون التأويلات الفاسدة لتلك النصوص ، وليس فيه بيان أنهم يخرجون تلك الألفاظ من الكتاب ، وأما الآية المذكورة في سورة المائدة : { مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ } فهي دالة على أنهم جمعوا بين الأمرين فكانوا يذكرون التأويلات الفاسدة وكانوا يخرجون اللفظ أيضا من الكتاب فقوله : { يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ } إِشارة إِلى إِخراجه من الكتاب (48) فالرازي يقطع بأن المسيح – عليه السلام – لم يصلب ولم يقتل ، كما يقطع بأن اليهود قد حرفوا التوراة بكل ألوان التحريف – التحريف في الألفاظ ، والتحريف في التأويلات الباطلة ، وذلك على عكس الكذب والتدليس الذي نسبه كاتب هذا المنشور التنصيري إِلى هذا الإِمام العظيم فخر الدين الرازي عندما اقتطع من كلام الرازي « الاعتراض – المفترض » ولم يذكر جواب الرازي على هذا الاعتراض (49) .
* * *
وكما كذب كاتب هذا المنشور التنصيري ودلس فيما افتراه على الإِمام الرازي ، كذلك صنع فيما نسبه إِلى الإِمام البيضاوي ، وذلك عندما صور لقارئه أن البيضاوي لا يتبني نفي صلب المسيح وقتله ، وإِنما يقول إِن كيد اليهود ذهب وطاش إِذ عاد المسيح حيا ورفعه الله إِليه .
فكأن البيضاوي وفق هذا الكذب والتدليس يعترف بأن المسيح قد قتل ، ثم عاد حيا بالقيامة :
ونحن نقول إِن هذا الذي ادعاه هذا الكاتب على الإِمام البيضاوي هو كذب صراح وافتراء بواح فالبيضاوي في تفسيره لآية سورة النساء { وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ } [ النساء : 157 ] .
يقول : « روى أن رهطا من اليهود سبوه وأمه فدعا عليهم فاجتمعت اليهود على قتله ، فأخبره الله تعالى بأنه يرفعه إِلى السماء ، فقال لأصحابه : أيكم يرضى أن يلقى عليه شبهي فيقتل ويصلب ويدخل الجنة » ؟ فقام رجل منهم فألقى الله عليه شبهه فقتل وصلب .
وقيل : كان رجلا ينافقه فخرج ليدل عليه فألقى الله عليه شبهه فأخذ وصلب وقتل وقيل : دخل طيطانوس اليهودي بيتا كان فيه « المسيح » فلم يجده وألقى الله عليه شبهه فلما خرج ظن أنه عيسى فأخذ وصلب .
وأمثال ذلك من الخوارق التي لا تستبعد في زمان النبوة فوقع لهم التشبيه بين عيسى والمقتول .
« بل رفعه الله إِليه » : رد وانكار لقتله وإثبات لرفعه (50) فالبيضاوي يثبت كل الروايات التي تتحدث عن إِلقاء شبه المسيح على رجل آخر غيره .. وأن القتل والصلب إِنما كان لغيره ويقطع بأن رفعه إِلى الله هو « إِنكار لقتله » ومن ثم فهو البيضاوي يرفض وينكر عقائد المسيحيين في الصلب والقتل لعيسى عليه السلام .. الأمر الذي يقطع بتعمد كاتب هذا المنشور التنصيري للكذب على علماء الإِسلام والتدليس فيما ينسبه إِليهم ! .
* * *
وكما كان البيضاوي واضحا وحاسما ككل علماء الإٍسلام في نفي الصلب والقتل عن المسيح عليه السلام كان واضحا وحاسما في القطع بأن اليهود قد حرفوا التوراة فقال ، في تفسيره لآية سورة المائدة { فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ } [ المائدة : 13 ] .
قال « هذا بيان لقسوة قلوبهم فإِنه لا قسوة أشد من تغيير كلام الله سبحانه وتعالى والافتراء عليه .
و « نسوا حظا مما ذكروا به » .
وتركوا نصيبا وافيا من التوراة والمعنى أنهم حرفوا التوراة وتركوا حظهم مما أنزل عليهم فلم ينالوه(51) .
هكذا قال الإِمام البيضاوي .. لكن كاتب هذا المنشور التنصيري الذي كذب ودلس على البيضاوي في موضوع صلب المسيح وقتله ، صمت عن موقف البيضاوي إِزاء تحريف اليهود للتوراة !! ..
فلقد قال الإِمام الرازي في تفسيره آية المائدة : { وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ } [ المائدة : 14 ] .
قال : « المراد أن سبيل النصارى مثل سبيل اليهود في نقض المواثيق من عند الله فتركوا الكثير مما أمرهم الله تعالى به » (52) .
فهل يمكن أن يكون هذا الكذب والتدليس هو الخلق اللائق بمن ينتسب إِلى المسيح عيسى ابن مريم – عليه السلام ؟ ! أم أنها المكيافيلية لبست المنصرين ؟ ! .
إِن كاتب هذا المنشور التنصيري لو وقف عند تقرير عقائده والدفاع عنها لقلنا : هذا حقه فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر .. ولكنه تجاوز هذا الحق إِلى محاولات اختراق القرآن الكريم لقسره على أن يشهد للعقائد النصرانية التي يرفضها من مثل تأليه المسيح وصلبه وقتله .
كما تعمد « تنقيص » الأنبياء والمرسلين بنفي العصمة عنهم ونفي المعجزة عن رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم ليتوسل بذلك إِلى تأليه المسيح .. الأمر الذي يدخل في محظور الازدراء لدين سماوي ، والازدراء للأنبياء والمرسلين ! كما تعمد هذا الكتاب الكذب والتدليس على علماء الإِسلام بعد أن تعمد تكذيب القرآن الكريم .
التوصية
لذلك فإِن التوصية إِزء هذا الكتاب « مستعدين للمجاوبة » هي :
1 – عدم تداوله لما يثيره من فتنة وكراهية للنصاري بسبب تكذيبه للقرآن وافترائه على علماء الإِسلام وازدرائه بالأنبياء والمرسلين .
2 – ونشر هذا الرد ملحقا بمجلة الأزهر لأن التجاوزات التي تضمنها هذا الكتاب قد نشرت بين الناس ، الأمر الذي يجعل الرد عليه واجبا لتحصين العقول ضد الأكاذيب والافتراءات .. وليعلم الذين يسلكون هذا الطريق المعوج أن مجمع البحوث الإِسلامية بالأزهر الشريف قائم على حراسة الشأن الديني لإِحقاق الحق ولإِشاعة الوفاق بين المتدينين بكل ديانات السماء .
والله من وراء القصد .. منه نستمد العون والتوفيق ،
دكتور / محمد عمارة
عضو مجمع البحوث الإِسلامية
بالأزهر الشريف
هوامش:
42ـ « تفسير الرازي » جـ 11 ص 101 ، 102 .
43ـ المصدر السابق جـ 11 ص 104 .
44ـ المصدر السابق جـ 11 ص 102 .
45ـ المصدر السابق جـ 11 ص 240 ، 241 .
46ـ المصدر السابق جـ 9 ص 120 .
47ـ المصدر السابق جـ 9 ص 121 .
48ـ المصدر السابق جـ 9 ص 121 ، 122 .
49ـ والغريب هو اجتماع كثير من كتاب النصارى على هذا الكذب والتدليس فيما ينسبون إلى الرازي في هذا الموضوع .. صنع ذلك الدكتور ميشال الحايك في كتاب « المسيح في الإسلام » - طبعة بيروت سنة 2004 م . والقمص مرقس عزيز خليل في كتابه « استحالة تحريف الكتاب المقدس » - طبعة القاهرة سنة 2003 م – راجع ردنا على هذه الكتب – ضمن أعمال « مجمع البحوث الإسلامية » - ملحق مجلة « الأزهر » شهر صفر 1427 هـ .
50ـ « تفسير البيضاوي » : أنوار التنزيل وأسرار التأويل » 162 – طبعة القاهرة سنة 1344 هـ - سنة 1926 م .
51ـ المصدر السابق ص 171 .
52ـ « تفسير الرازي » .. وصدق الله العظيم :
وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ } [ آل عمران : 78 – 79 ] .
المصادر والمراجع
القرآن الكريم .
الكتاب المقدس – طبعة دار الكتاب المقدس .
إِنجيل مرقس – طبعة دار المعارف – القاهرة سنة 1975 م .
ابن هشام : « مختصر سيرة ابن هشام » طبعة القاهرة سنة 1422 هـ سنة 1926 م .
جعفر حسن عتريس : « التوراة والإِنجيل والقرآن بين الشهادات التاريخية والمعطيات العملية » طبعة دار الهادي – بيروت سنة 1424 هـ سنة 2003 م .
حسنى يوسف الأطير : « عقائد النصاري الموحدين بين الإِسلام والمسيحية » طبعة مكتبة النافذة – القاهرة سنة 2004 م .
« تقويم الاعتقاد بين القرآن والنصارى الموحدين »
طبعة مكتبة النافذة – القاهرة سنة 2005 م .
الرازي – فخر الدين : « تفسير الرازي » طبعة دار الفكر – القاهرة سنة 1980 م .
زالمان شازار – محرر : « تاريخ نقد العهد القديم من أقدم العصور حتى العصر الحديث » ترجمة د . أحمد محمد هريدي – تقديم ومراجعة د . محمد خليفة حسن – طبعة المجلس الأعلى للثقافة – القاهرة سنة 2000 م .
سبينوزا : « رسالة في اللاهوت والسياسة » طبعة مكتبة النافذة – القاهرة . سعد زغلول – باشا : تقديم كتاب « إِعجاز القرآن والبلاغة النبوية » طبعة القاهرة سنة 1926 م .
سمير سامي شحاته « الاختلافات في الكتاب المقدس » طبعة مكتبة وهبة – القاهرة سنة 2005 م .
الصالحي الشامي – محمد بن يوسف : « سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد » تحقيق د . مصطفى عبد الواحد – طبعة القاهرة سنة 1948 هـ سنة 1997 م .
د . طه حسين « الفتنة الكبرى – عثمان » طبعة دار المعارف – القاهرة سنة 1984 م .
عبد السلام محمد عبد الله : « هل الكتاب المقدس معصوم » طبعة مكتبة النافذة – القاهرة سنة 2008 م .
د . عبد الوهاب المسيري « موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية » طبعة دار الشروق – القاهرة .
د . فؤاد حسنين على : « التوراة عرض وتحليل » طبعة القاهرة سنة 1946 م .
« التوراة الهيروغليفية » طبعة دار الكاتب العربي – القاهرة .
مجمع اللغة العربية « معجم ألفاظ القرآن الكريم » طبعة القاهرة سنة 1970 م .
محمد السعدي « حول موثوقية الأناجيل والتوراة » طبعة طرابلس – ليبيا سنة 1986 م .
محمد عبده – الأستاذ الإمام « الأعمال الكاملة » دراسة وتحقيق : د . محمد عمارة طبعة بيروت سنة 1972 والقاهرة – دار الشروق سنة 2006 م .
د . محمد عمارة : « الغارة الجديدة على الإِسلام » طبعة دار نهضة مصر – القاهرة سنة 2007 م .
« الأنبياء في القرآن الكريم والكتاب المقدس » طبعة مكتبة الشروق الدولية – القاهرة سنة 2009 م .
« ملاحظات علمية على كتاب المسيح في الإِسلام ملحق مجلة الأزهر – صفر سنة 1427 هـ .
محمد فؤاد عبد الباقي « المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم » طبعة دار الشعب – القاهرة .
مرقس عزيز خليل – القمص - « استحالة تحريف الكتاب المقدس » طبعة القاهرة سنة 1926 م .
د . موريس بوكاى « دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة » طبعة دار المعارف – القاهرة سنة 1977 م .
د . ميشال الحايك « المسيح في الإِسلام » طبعة بيروت سنة 2004 م .
وات – مونتجمرى - « الإسلام والمسيحية في العالم المعاصر » ترجمة د. عبد الرحمن عبد الله الشيخ – طبعة القاهرة – مكتبة الأسرة سنة 2001 م .
وثائق وموسوعات
« التنصير : خطة لغزو العالم الإِسلامي » - وثائق مؤتمر كولورادو – الطبعة العربية – مركز دراسات العالم الإِسلامي – مالطا – سنة 1991 م .
« دائرة المعارف البريطانية »
دوريات :
صحيفة « وطني » - القاهرة .
http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=22871 (http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=22871)
د. محمد عمارة | 02-01-2010 23:01
وأخيرًا ، فلقد توسل كاتب هذا المنشور التنصير بالكذب والتدليس ليصل إِلى مقاصده في إِثبات عقائد النصارى في تأليه المسيح وصلبه وقتله على الصليب ، وفي سبيل ذلك كذب ونسب إِلى الإِمام الفخر الرازي رفضه فكرة إِلقاء الشبه – شبه المسيح – على يهوذا :
{ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ } [ النساء : 157 ]
لأن ذلك :
أ – يفتح الباب للسفسطة .
ب – ويضيع الثقة في الإِجراءات مثل « النكاح والطلاق والمِلك » .
ج – ويطعن في التواتر وذلك يوجب القدح في جميع الشرائع والسنن التي نقلت للأجيال التالية : أ.هـ .
وفي هذا الذي نسبه الكاتب إِلى الرازي كذب وتدليس ، فالرازي قد أورد هذا الذي ذكره الكاتب في صيغة « الاعتراض المفترض » الذي قد يذكره البعض .. ثم أجاب عليه ناقضا إِياه ورافضا له وذلك عندما قال تحت عنوان :
والجواب :
« إِنا نقول : إِن تواتر النصاري ينتهي إِلى أقوام قليلين لا يبعد اتفاقهم على الكذب » (42) فينفى الرازي أن يكون هناك تواتر فيما قاله النصارى عن صلب المسيح وقتله ، ثم يعود الرازي فيقطع في تفسيره لقول الله سبحانه وتعالى : { وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينَا * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ } [ النساء : 158 ] .
يقطع « بأن الله – تعالى – أخبر أنهم شاكون في أنه هل قتلوه أم لا ، ثم أخبر محمدا بأن اليقين حاصل بأنهم ما قتلوه » (43) .
وانطلاقا من هذا اليقين بأنهم لم يقتلوه أورد الرازي مذاهب العلماء :
1 – مذاهب الذين قالوا : { إِن اليهود لما قصدوا قتله رفعه الله إِلى السماء » .
2 – ويذهب الذين قالوا إِن الله قد ألقى شبهة على إِنسان آخر مع تعدد الآراء فيمن كان هذا الإِنسان الذي ألقي عليه الشبه (44) .
ولقد كرر الكاتب هذا الكذب والتدليس في حديثه عن رأي الرازي في تحريف اليهود للتوراة وذلك عندما أورد ما ذكره الرازي عن تواترها وأن التشكيك في التواتر يفتح الباب للسفسطة ويضيع الثقة في الشرائع والمعاملات .
كرر الكاتب هذا الكذب والتدليس عندما وقف عند « الاعتراض » الذي أورده ولم يشر إِلى رد الرازي على هذا الاعتراض وتفنيده له !! .
ففي تفسير الإِمام الرازي لقوله تعالى : { يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ } [ المائدة : 41 ] .
قال : « إنهم سماعون للأكاذيب التي كانوا ينسبونها إِلى التوراة (45) كانوا يحرفون الكلم عن مواضعه (46) فكانوا يبدلون اللفظ بلفظ آخر (47) :
{ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ } [ البقرة : 79 ] ثم خلص الرازي إِلى اليهود قد حرفوا التوراة بكل ألوان التحريف « التحريف اللفظي » بإِخفاء ألفاظ واستبدالها والتحريف المعنوي بالتأويلات الفاسدة التي تخرج النصوص عن معانيها ومقاصدها ..
انتهى الرازي إِلى ذلك عندما علل استخدام القرآن الكريم في سورة النساء لتعبير : { يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ } [ النساء : 46 ] واستخدامه في سورة المائدة تعبير : { يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ } [ المائدة : 41 ] .
معناه : أنهم يذكرون التأويلات الفاسدة لتلك النصوص ، وليس فيه بيان أنهم يخرجون تلك الألفاظ من الكتاب ، وأما الآية المذكورة في سورة المائدة : { مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ } فهي دالة على أنهم جمعوا بين الأمرين فكانوا يذكرون التأويلات الفاسدة وكانوا يخرجون اللفظ أيضا من الكتاب فقوله : { يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ } إِشارة إِلى إِخراجه من الكتاب (48) فالرازي يقطع بأن المسيح – عليه السلام – لم يصلب ولم يقتل ، كما يقطع بأن اليهود قد حرفوا التوراة بكل ألوان التحريف – التحريف في الألفاظ ، والتحريف في التأويلات الباطلة ، وذلك على عكس الكذب والتدليس الذي نسبه كاتب هذا المنشور التنصيري إِلى هذا الإِمام العظيم فخر الدين الرازي عندما اقتطع من كلام الرازي « الاعتراض – المفترض » ولم يذكر جواب الرازي على هذا الاعتراض (49) .
* * *
وكما كذب كاتب هذا المنشور التنصيري ودلس فيما افتراه على الإِمام الرازي ، كذلك صنع فيما نسبه إِلى الإِمام البيضاوي ، وذلك عندما صور لقارئه أن البيضاوي لا يتبني نفي صلب المسيح وقتله ، وإِنما يقول إِن كيد اليهود ذهب وطاش إِذ عاد المسيح حيا ورفعه الله إِليه .
فكأن البيضاوي وفق هذا الكذب والتدليس يعترف بأن المسيح قد قتل ، ثم عاد حيا بالقيامة :
ونحن نقول إِن هذا الذي ادعاه هذا الكاتب على الإِمام البيضاوي هو كذب صراح وافتراء بواح فالبيضاوي في تفسيره لآية سورة النساء { وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ } [ النساء : 157 ] .
يقول : « روى أن رهطا من اليهود سبوه وأمه فدعا عليهم فاجتمعت اليهود على قتله ، فأخبره الله تعالى بأنه يرفعه إِلى السماء ، فقال لأصحابه : أيكم يرضى أن يلقى عليه شبهي فيقتل ويصلب ويدخل الجنة » ؟ فقام رجل منهم فألقى الله عليه شبهه فقتل وصلب .
وقيل : كان رجلا ينافقه فخرج ليدل عليه فألقى الله عليه شبهه فأخذ وصلب وقتل وقيل : دخل طيطانوس اليهودي بيتا كان فيه « المسيح » فلم يجده وألقى الله عليه شبهه فلما خرج ظن أنه عيسى فأخذ وصلب .
وأمثال ذلك من الخوارق التي لا تستبعد في زمان النبوة فوقع لهم التشبيه بين عيسى والمقتول .
« بل رفعه الله إِليه » : رد وانكار لقتله وإثبات لرفعه (50) فالبيضاوي يثبت كل الروايات التي تتحدث عن إِلقاء شبه المسيح على رجل آخر غيره .. وأن القتل والصلب إِنما كان لغيره ويقطع بأن رفعه إِلى الله هو « إِنكار لقتله » ومن ثم فهو البيضاوي يرفض وينكر عقائد المسيحيين في الصلب والقتل لعيسى عليه السلام .. الأمر الذي يقطع بتعمد كاتب هذا المنشور التنصيري للكذب على علماء الإِسلام والتدليس فيما ينسبه إِليهم ! .
* * *
وكما كان البيضاوي واضحا وحاسما ككل علماء الإٍسلام في نفي الصلب والقتل عن المسيح عليه السلام كان واضحا وحاسما في القطع بأن اليهود قد حرفوا التوراة فقال ، في تفسيره لآية سورة المائدة { فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ } [ المائدة : 13 ] .
قال « هذا بيان لقسوة قلوبهم فإِنه لا قسوة أشد من تغيير كلام الله سبحانه وتعالى والافتراء عليه .
و « نسوا حظا مما ذكروا به » .
وتركوا نصيبا وافيا من التوراة والمعنى أنهم حرفوا التوراة وتركوا حظهم مما أنزل عليهم فلم ينالوه(51) .
هكذا قال الإِمام البيضاوي .. لكن كاتب هذا المنشور التنصيري الذي كذب ودلس على البيضاوي في موضوع صلب المسيح وقتله ، صمت عن موقف البيضاوي إِزاء تحريف اليهود للتوراة !! ..
فلقد قال الإِمام الرازي في تفسيره آية المائدة : { وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ } [ المائدة : 14 ] .
قال : « المراد أن سبيل النصارى مثل سبيل اليهود في نقض المواثيق من عند الله فتركوا الكثير مما أمرهم الله تعالى به » (52) .
فهل يمكن أن يكون هذا الكذب والتدليس هو الخلق اللائق بمن ينتسب إِلى المسيح عيسى ابن مريم – عليه السلام ؟ ! أم أنها المكيافيلية لبست المنصرين ؟ ! .
إِن كاتب هذا المنشور التنصيري لو وقف عند تقرير عقائده والدفاع عنها لقلنا : هذا حقه فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر .. ولكنه تجاوز هذا الحق إِلى محاولات اختراق القرآن الكريم لقسره على أن يشهد للعقائد النصرانية التي يرفضها من مثل تأليه المسيح وصلبه وقتله .
كما تعمد « تنقيص » الأنبياء والمرسلين بنفي العصمة عنهم ونفي المعجزة عن رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم ليتوسل بذلك إِلى تأليه المسيح .. الأمر الذي يدخل في محظور الازدراء لدين سماوي ، والازدراء للأنبياء والمرسلين ! كما تعمد هذا الكتاب الكذب والتدليس على علماء الإِسلام بعد أن تعمد تكذيب القرآن الكريم .
التوصية
لذلك فإِن التوصية إِزء هذا الكتاب « مستعدين للمجاوبة » هي :
1 – عدم تداوله لما يثيره من فتنة وكراهية للنصاري بسبب تكذيبه للقرآن وافترائه على علماء الإِسلام وازدرائه بالأنبياء والمرسلين .
2 – ونشر هذا الرد ملحقا بمجلة الأزهر لأن التجاوزات التي تضمنها هذا الكتاب قد نشرت بين الناس ، الأمر الذي يجعل الرد عليه واجبا لتحصين العقول ضد الأكاذيب والافتراءات .. وليعلم الذين يسلكون هذا الطريق المعوج أن مجمع البحوث الإِسلامية بالأزهر الشريف قائم على حراسة الشأن الديني لإِحقاق الحق ولإِشاعة الوفاق بين المتدينين بكل ديانات السماء .
والله من وراء القصد .. منه نستمد العون والتوفيق ،
دكتور / محمد عمارة
عضو مجمع البحوث الإِسلامية
بالأزهر الشريف
هوامش:
42ـ « تفسير الرازي » جـ 11 ص 101 ، 102 .
43ـ المصدر السابق جـ 11 ص 104 .
44ـ المصدر السابق جـ 11 ص 102 .
45ـ المصدر السابق جـ 11 ص 240 ، 241 .
46ـ المصدر السابق جـ 9 ص 120 .
47ـ المصدر السابق جـ 9 ص 121 .
48ـ المصدر السابق جـ 9 ص 121 ، 122 .
49ـ والغريب هو اجتماع كثير من كتاب النصارى على هذا الكذب والتدليس فيما ينسبون إلى الرازي في هذا الموضوع .. صنع ذلك الدكتور ميشال الحايك في كتاب « المسيح في الإسلام » - طبعة بيروت سنة 2004 م . والقمص مرقس عزيز خليل في كتابه « استحالة تحريف الكتاب المقدس » - طبعة القاهرة سنة 2003 م – راجع ردنا على هذه الكتب – ضمن أعمال « مجمع البحوث الإسلامية » - ملحق مجلة « الأزهر » شهر صفر 1427 هـ .
50ـ « تفسير البيضاوي » : أنوار التنزيل وأسرار التأويل » 162 – طبعة القاهرة سنة 1344 هـ - سنة 1926 م .
51ـ المصدر السابق ص 171 .
52ـ « تفسير الرازي » .. وصدق الله العظيم :
وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ } [ آل عمران : 78 – 79 ] .
المصادر والمراجع
القرآن الكريم .
الكتاب المقدس – طبعة دار الكتاب المقدس .
إِنجيل مرقس – طبعة دار المعارف – القاهرة سنة 1975 م .
ابن هشام : « مختصر سيرة ابن هشام » طبعة القاهرة سنة 1422 هـ سنة 1926 م .
جعفر حسن عتريس : « التوراة والإِنجيل والقرآن بين الشهادات التاريخية والمعطيات العملية » طبعة دار الهادي – بيروت سنة 1424 هـ سنة 2003 م .
حسنى يوسف الأطير : « عقائد النصاري الموحدين بين الإِسلام والمسيحية » طبعة مكتبة النافذة – القاهرة سنة 2004 م .
« تقويم الاعتقاد بين القرآن والنصارى الموحدين »
طبعة مكتبة النافذة – القاهرة سنة 2005 م .
الرازي – فخر الدين : « تفسير الرازي » طبعة دار الفكر – القاهرة سنة 1980 م .
زالمان شازار – محرر : « تاريخ نقد العهد القديم من أقدم العصور حتى العصر الحديث » ترجمة د . أحمد محمد هريدي – تقديم ومراجعة د . محمد خليفة حسن – طبعة المجلس الأعلى للثقافة – القاهرة سنة 2000 م .
سبينوزا : « رسالة في اللاهوت والسياسة » طبعة مكتبة النافذة – القاهرة . سعد زغلول – باشا : تقديم كتاب « إِعجاز القرآن والبلاغة النبوية » طبعة القاهرة سنة 1926 م .
سمير سامي شحاته « الاختلافات في الكتاب المقدس » طبعة مكتبة وهبة – القاهرة سنة 2005 م .
الصالحي الشامي – محمد بن يوسف : « سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد » تحقيق د . مصطفى عبد الواحد – طبعة القاهرة سنة 1948 هـ سنة 1997 م .
د . طه حسين « الفتنة الكبرى – عثمان » طبعة دار المعارف – القاهرة سنة 1984 م .
عبد السلام محمد عبد الله : « هل الكتاب المقدس معصوم » طبعة مكتبة النافذة – القاهرة سنة 2008 م .
د . عبد الوهاب المسيري « موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية » طبعة دار الشروق – القاهرة .
د . فؤاد حسنين على : « التوراة عرض وتحليل » طبعة القاهرة سنة 1946 م .
« التوراة الهيروغليفية » طبعة دار الكاتب العربي – القاهرة .
مجمع اللغة العربية « معجم ألفاظ القرآن الكريم » طبعة القاهرة سنة 1970 م .
محمد السعدي « حول موثوقية الأناجيل والتوراة » طبعة طرابلس – ليبيا سنة 1986 م .
محمد عبده – الأستاذ الإمام « الأعمال الكاملة » دراسة وتحقيق : د . محمد عمارة طبعة بيروت سنة 1972 والقاهرة – دار الشروق سنة 2006 م .
د . محمد عمارة : « الغارة الجديدة على الإِسلام » طبعة دار نهضة مصر – القاهرة سنة 2007 م .
« الأنبياء في القرآن الكريم والكتاب المقدس » طبعة مكتبة الشروق الدولية – القاهرة سنة 2009 م .
« ملاحظات علمية على كتاب المسيح في الإِسلام ملحق مجلة الأزهر – صفر سنة 1427 هـ .
محمد فؤاد عبد الباقي « المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم » طبعة دار الشعب – القاهرة .
مرقس عزيز خليل – القمص - « استحالة تحريف الكتاب المقدس » طبعة القاهرة سنة 1926 م .
د . موريس بوكاى « دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة » طبعة دار المعارف – القاهرة سنة 1977 م .
د . ميشال الحايك « المسيح في الإِسلام » طبعة بيروت سنة 2004 م .
وات – مونتجمرى - « الإسلام والمسيحية في العالم المعاصر » ترجمة د. عبد الرحمن عبد الله الشيخ – طبعة القاهرة – مكتبة الأسرة سنة 2001 م .
وثائق وموسوعات
« التنصير : خطة لغزو العالم الإِسلامي » - وثائق مؤتمر كولورادو – الطبعة العربية – مركز دراسات العالم الإِسلامي – مالطا – سنة 1991 م .
« دائرة المعارف البريطانية »
دوريات :
صحيفة « وطني » - القاهرة .
http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=22871 (http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=22871)