الصارم الصقيل
2009-12-31, 04:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله و كفى و سلام على عباده الذين اصطفى أما بعد :
فهذا رد على ما افتراه بعض الأقباط النصـ ـارى على رسول الله صلى الله عليه و سلم لما اتهموه بالجبن و قال بعضهم إن امرأة تدافع عنه لدليل على عدم شجاعته .كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا.
نرد عليهم من خلال ما يلي:
1 _ شهادة الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه و سلم:
قال تعالى مثنيا و مخبرا عن رسوله صلى الله عليه و سلم:
(من سورة التوبة 40 الآية)
(إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
قال صاحب التفسير الميسر:
إذ يقول لصاحبه -أبي بكر- لما رأى منه الخوف عليه: لا تحزن إن الله معنا بنصره وتأييده, فأنزل الله الطمأنينة في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم, وأعانه بجنود لم يرها أحد من البشر وهم الملائكة, فأنجاه الله من عدوه وأذل الله أعداءه, وجعل كلمة الذين كفروا السفلى. وكلمةُ الله هي العليا,, ذلك بإعلاء شأن الإسلام. والله عزيز في ملكه, حكيم في تدبير شؤون عباده. وفي هذه الآية منقبة عظيمة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه.)
جند الكفار على بعد خطوات منه صلى الله عليه و سلم و لم يفزع و لم يخف بل إنه من ثباته ثبت صاحبه .
و قال تعالى:
(سورةالقلم 4 الآية)(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)
فأثنى الله على رسوله و أخبر أنه على خلق عظيم و من كان جبانا فلا علاقة له بالعظمة في شيء.
(التفسير الميسر)(القلم)(o 4 o)(وإنك -أيها الرسول- لعلى خلق عظيم، وهو ما اشتمل عليه القرآن من مكارم الأخلاق؛ فقد كان امتثال القرآن سجية له يأتمر بأمره، وينتهي عما ينهى عنه.)
ثانيا: الرسول الله صلى الله عليه و سلم ينفي عن نفسه خصلة الجبن :
روى الإمام البخاري عن ابن شهاب قال أخبرني عمر بن محمد بن مطعم أن محمد بن جبير قال أخبرني جبير بن مطعم
: أنه بينا هو مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ومعه الناس مقبلا من حنين علقت رسول الله صلى الله عليه و سلم الأعراب يسألونه حتى اضطروه إلى سمرة فخطفت رداءه فوقف رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ( أعطوني ردائي فلو كان عدد هذه العضاه نعما لقسمته بينكم ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذوبا ولا جبانا ).
ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذوبا ولا جبانا
ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذوبا ولا جبانا
ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذوبا ولا جبانا
وروى الإمام أبو داود رحمه الله في سننه عن عبد العزيز بن مروان قال سمعت أبا هريرة يقول سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول « شرُّ ما في رجلٍ شحٌّ هالعٌ وجُبْنٌ خالِعٌ ».
قال أبو جعفر الطبري رحمه الله في تهذيب الآثار :
وأما قوله صلى الله عليه وسلم : « شر ما في الرجل شح هالع ، وجبن خالع » ، فإنه يعني بقوله : « هالع » : جازع ، يجزع صاحبه من الإنفاق في الحقوق مخافة الفاقة والإقتار . ووصف بالهلع الشح - وهو من صفة الشحيح - كما قيل : ليل نائم ، ونهار صائم ، يراد به : ينام في هذا ، ويصام في هذا ، فكذلك معنى قولهم : شح هالع ، أنه يهلع به صاحبه ، ومنه قول الله عز وجل : إن الإنسان خلق هلوعا ، قيل : ضجورا ، وقيل : جزوعا . والهلع عند العرب : أشد الجزع وأقبحه ، يقال منه : هلع فلان يهلع هلعا وهلوعا . وأما الجبن الخالع : فهو الجبن الذي يخلع فؤاد صاحبه من الخوف والرعب عند لقاء الناس . وإنما وصفهما صلى الله عليه وسلم بأنهما شر ما في الإنسان من خلائقه ؛ لأن الشح يحمل صاحبه على كل عظيمة ، من منع حقوق الله عز وجل التي أوجبها في ماله كالزكاة ، ويحول بينه وبين أداء ما يلزمه للناس من الديون ، ولأهله من النفقات ، ويدعوه إلى السرق وغصب الناس أموالهم ، وخيانتهم فيما اتمنوه عليه ، وأشباه ذلك من الأمور التي يمل تعدادها ، وأن الجبن الخالع يصد عن القيام بحق الله من جهاد أعداء الله ، ويدعو إلى ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، حذرا على نفسه من المأمور أو المنهي ، ونحو ذلك.
أفينهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الشر و يأتيه؟
و رسول الله صلى الله عليه و سلم خير من جاهد أعداء الله و خير من أمر بالمعروف و نهى عن المنكر.
اللهم لا.
بل هو قدوة المسلمين فلقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
« إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم.
و الحديث صحيح رواه الإمام مسلم رحمه الله في جامعه الصحيح /كتاب الإمارة.
إنه من الواجب أن ينذرهم من الشرور و منها الجبن.
وأخرج البخاري رحمه الله في صحيحه ، باب :
ما يتعوذ من الجبن:
كان سعد يعلم بنيه هؤلاء الكلمات كما يعلم المعلم الغلمان الكتابة ويقول إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يتعوذ منهن دبر الصلاة اللهم إني أعوذ بك من الجبن وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدنيا وأعوذ بك من عذاب القبر ) . فحدثت به مصعبا فصدقه .
فالجبن يا نصارى من الأمور التي يتعوذ منها رسول الله و يعلمنا أن نتعوذ منه .و لا يُتعوذ في الإسلام إلا من الأمور القبيحة الشنيعة.
نقل الإمام الملا علي القاري في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيحعن الطيبي قوله:
لا تجتمع الشجاعة والسخاوة إلا في نفس كاملة ولا ينعدمان إلا من متناه في النقص.
و النبي صلى الله عليه و سلم أكمل الناس خَلقا و خُلقا
و أخرج الشهاب القضاعي في مسنده عن عمران بن حصين قال : أرخى رسول الله صلى الله عليه و سلم بطرف عمامتي من ورائي ثم قال يا عمران إن الله يحب الإنفاق ويبغض الإقتار فكل وأطعم ولا تصر صرا فيعسر عليك الطلب واعلم أن الله يحب البصر النافذ عند مجيء الشهوات يعني والعقل الكامل عند نزول الشهوات ويحب السماحة ولو على تمرات ويحب الشجاعة ولو على قتل حية .
لا أدري لماذا يصر النصارى على وصف رسول الله بالجبن و هو العربي الذي يفتخر قومه بالبسالة و الفروسية و يذمون الجبناء و خواري العزيمة. أفمن شب على الشجاعة يصير جبانا؟
قال أبو حيان علي بن محمد التوحيدي صاحب الإمتاع و المؤانسة :
وأما الشجاعة والجبن فهما خلقان متصلان بالخلق ، ولهذا يعز على الشجاع أن يتحول جباناً ، ويتعذر على الجبان أن يصير شجاعاً.
قال التوحيدي :
فأما الشجاعة فهي استعمال قوة العصب بقدر ما ينبغي، وفي الوقت الذي ينبغي، وفيما ينبغي، وعلى الحال التي تنبغي.
وهي خلق يصدر عنه هذا الفعل على ما يحده العقل، وهي حال واسطة بين طرفين مذمومين: أحدهما زيادة بالإفراط والأخرى زيادة بالتفريط.
فأما من جانب الزيادة فأن تستعمل بأكثر مما ينبغي في سائر شرائطها فتسمى تهوراً.
وأما من جانب النقصان فأن تستعمل بأقل مما ينبغي في سائر شرائطها، فتسمى جبناً.
إن رسول الله صلى الله عليه و سلم أكرم من استعمل قوته فيما يجب من الدعوة إلى الله و الجهاد في سبيله في الوقت الذي ينبغي و على الحال التي تنبغي مع كمال الخلق الذي يجعله يترفع عن سلوكيات غيره من الملوك و الفاتحين.
ثالثا: شجاعة رسول الله صلى الله عليه و سلم من خلال شهادة صحابته له :
تحت باب الشجاعة في الحرب والجبن
أخرج البخاري رحمه الله عن أنس رضي الله عنه قال :
كان النبي صلى الله عليه و سلم أحسن الناس وأشجع الناس وأجود الناس ولقد فزع أهل المدينة فكان النبي صلى الله عليه و سلم سبقهم على فرس وقال ( وجدناه بحرا )
روى الإمام أبو عوانة عن البراء قال ما كان معنا يوم كذا وكذا ذكر يوما من أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم فارس إلا المقداد بن الأسود رضي الله عنه فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل يمازحه فررتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال البراء إني أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فر يومئذ كان والله إذا اشتد القتال واحمر البأس اتقينا به .
وروى الإمام أحمد رحمه الله :
قال رجل للبراء وهو يمزح معه : قد فررتم عن رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنتم أصحابه قال البراء إني لأشهد على رسول الله صلى الله عليه و سلم ما فر يومئذ..الحديث
قال المحدث الشيخ شعيب الأرناؤوط: حديث صحيح.
روى الإمام أحمد و الطيالسي و الحاكم و البزار و غيرهم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال :
كنا إذا حمى البأس ولقى القوم القوم اتقينا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما يكون منا أحد أقرب إلى العدو منه.
قال الدارمي :أخبرنا محمود بن غلان ثنا يزيد بن هارون انا مسعر عن عبد الملك بن عمير قال قال بن عمر : ما رأيت أحدا أنجد ولا أجود ولا أشجع ولا أضوأ وأوضأ من رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال حسين سليم أسد : رجاله ثقات.
روى الإمام مسلم رحمه الله بسنده قال :
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَنَابٍ الْمِصِّيصِىُّ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ زَكَرِيَّاءَ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الْبَرَاءِ فَقَالَ أَكُنْتُمْ وَلَّيْتُمْ يَوْمَ حُنَيْنٍ يَا أَبَا عُمَارَةَ فَقَالَ أَشْهَدُ عَلَى نَبِىِّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَا وَلَّى وَلَكِنَّهُ انْطَلَقَ أَخِفَّاءُ مِنَ النَّاسِ وَحُسَّرٌ إِلَى هَذَا الْحَىِّ مِنْ هَوَازِنَ وَهُمْ قَوْمٌ رُمَاةٌ فَرَمَوْهُمْ بِرِشْقٍ مِنْ نَبْلٍ كَأَنَّهَا رِجْلٌ مِنْ جَرَادٍ فَانْكَشَفُوا فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ يَقُودُ بِهِ بَغْلَتَهُ فَنَزَلَ وَدَعَا وَاسْتَنْصَرَ وَهُوَ يَقُولُ « أَنَا النبي لاَ كَذِبْ أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ اللَّهُمَّ نَزِّلْ نَصْرَكَ ». قَالَ الْبَرَاءُ كُنَّا وَاللَّهِ إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ نَتَّقِى بِهِ وَإِنَّ الشُّجَاعَ مِنَّا لَلَّذِى يُحَاذِى بِهِ. يَعْنِى النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم.
ــــــــــــ
مناقشة زعم النصراني دفاع امرأة عن رسول الله في غزوة أحد:
ـــــــــــــــــــ
1 ـ أخرج البخاري عن قيس:
رأيت يد طلحة شلاَّء وقى بها النبي صلى الله عليه و سلم يوم أحد .
هذه شهادة في حق رجل مقدام بذل نفسه فداء لرسول الله و أصيبت يده .فبالله عليكم أين هذا الصحابي من الذي باع ربه بأقل من ثمن قارورة عطر؟
و أين هذا من الذي أنكر ربه ثلاث مرات و جبن عن الشهادة ليسوع و أنكره خوفا من أن يلهب السياط ظهره ؟
و أين هذا من النُّوَّم الذين غلب الكرى جفونهم و أطلقوا للريح سيقانهم و تركوا يسوع المسكين يلاقي أسوأ مصير؟
و هذه شهادة أخرى من صحابي لأبي طلحة رضي الله عنهم :
أخرج البخاري عن أنس رضي الله عنه قال :
: لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه و سلم وأبو طلحة بين يدي النبي صلى الله عليه و سلم مجوب عليه بحجفة له وكان أبو طلحة رجلا راميا شديد النزع كسر يومئذ قوسين أو ثلاثا وكان الرجل يمر معه بجعبة من النبل فيقول ( إنثرها لأبي طلحة ).
و روى الإمام الطبراني في الأوسط عن جابر قال لما انهزم الناس عن رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم أحد بقي معه أحد عشر رجلا من الأنصار وطلحة بن عبيد الله وهو يصعد في الجبل فلحقهم المشركون..الحديث
في رواية الطبراني نجد أن عدد الذين ثبتوا مع رسول الله 12 رجلا : أحد عشر أنصاريا و مهاجريا واحدا .فلماذا الكذب يا نصراني؟
ألا ترون أن العدد هو نفسه عدد تلاميذ الرب يسوع ؟
لكن مع فروق :
1 ـ ليس في صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم شيطان أما تلاميذ الرب فمجموعته تضمنت شيطانين : يهوذا و بطرس.
2 ـ ليس فيهم شكاك أما مجموعة الرب فمرصعة بتوما الشكاك.
3 ـ ليس فيهم منكر لرسول الله صلى الله عليه و سلم.أما الصخرة بطرس فقد خاف أن يلهب السوط ظهره فأنكر معرفته بربه جملة و تفصيلا.
4 ـ لم يهربوا كما فعل تلاميذ الرب العداءون.الذين تفرقوا شذر مذر لما حل أعداء الرب في الساحة.
5 ـ لم يكونوا في نوم بل في جهاد يُرضي الله.و من العلماء من يقول إن الخمرة و الطعام حالت دون يقظة تلاميذ رب النصارى المساكين.
6 ـ لم يكونوا جاهلين باستخدام السلاح بل كانوا الفرسان بمعنى الكلمة.فهذا أول ما ضرب قطع أذن الخادم ملخس
(الفانديك)(إنجيل يوحنا)(Jn-18-10)(ثم ان سمعان بطرس كان معه سيف فاستله وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع اذنه اليمنى.وكان اسم العبد ملخس.)
فأخطأ لوجهين :
الأول :
أنه ضرب في غير مقتل.
الثاني:
أنه ضرب غير العدو.
و هذا الصنيع كلَّف تدخُّل يسوع ليصلح عمل المفسدين.
و عودةً إلى الشجعان و أخبارهم بعيدا عن الجبناء و الهلعين .قال صفي الرحمن المباركفوري يصف أجواء من غزوة أحد :
وخلال هذه اللحظات الحرجة اجتمع حول النبي صلى الله عليه وسلم عصابة من أبطال المسلمين منهم أبو دُجَانة، ومصعب بن عمير، وعلى بن أبي طالب ، وسهل بن حنيف، ومالك بن سنان والد أبي سعيد الخدري، وأم عمارة نُسَيْبة بنت كعب المازنية، وقتادة ابن النعمان، وعمر بن الخطاب، وحاطب بن أبي بلتعة، وأبو طلحة .
بالله عليكم من يكون أولئك؟
إنهم رجال .
أليس من التخرص و الكذب القول إن رسول الله تدافع عنه امرأة؟
لقد سبق و قلت للمتخرص إن ربكم لما جاء عدوه ليسومه سوء العذاب لم يدافع عنه لا رجل و لا امرأة و لا شاب .و إن النص من إنجيل مرقص ليفي بالغرض.
ـ{ إنجيل مرقص إ 14} {ع 50 فتركه الجميع وهربوا. }ـ
و حسبكم أيها النصارى أن الجبناء في بحيرة النار و الكبريت ففي :
Rv / رؤيا يوحنا إ 21 ع 8
وأما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة والسحرة وعبدة الأوثان وجميع الكذبة فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت، الذي هو الموت الثاني».. ترجمة : الفانديك
قال تادرس يعقوب ملطي مفسرا:
لقد بدأ هذه القائمة المرة بالخائفين، أي الجبناء الذين ينكرون الإيمان خوفًا على حياتهم الزمنية، وهؤلاء أشر الفئات. ويليهم "غير المؤمنين" لأنه بدون إيمان لا يمكن أرضاؤه. ويليهم صانعو الشر أي "الرجسون والقاتلون..." أي المؤمنون اسمًا لكن أعمالهم لا تتناسب مع الإيمان. وإننا نجده يركز على الكذب فيقول "وجميع الكذبة"، ولعله يقصد بالكذب أولئك الذين يستخدمون الغش والخداع في معاملاتهم وأحاديثهم.
، وهؤلاء أشر الفئات
، وهؤلاء أشر الفئات
، وهؤلاء أشر الفئات
من؟
إنهم الجبناء.
روى الإمام ابن كثير في البداية و النهاية :
أن طلحة بن أبى طلحة العبدري حامل لواء المشركين يومئذ دعا إلى البراز[المبارزة] فأحجم عنه الناس، فبرز إليه الزبير بن العوام فوثب حتى صار معه على جمله، ثم اقتحم به الأرض فألقاه عنه وذبحه بسيفه، فأثنى عليه
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن لكل نبي حواريا وحواري الزبير " وقال: لو لم يبرز إليه لبرزت أنا إليه لما رأيت من إحجام الناس عنه.
رسول الله هنا يخبر أنه لو لم ينازل الزبير طلحة بن أبي طلحة لنازله هو بنفسه صلى الله عليه و سلم.
وأخرج البيهقي في دلائل النبوة :
فلما أسند رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشعب أدركه أبي بن خلف وهو يقول : يا محمد ، لا نجوت إن نجوت ، فقال القوم : يا رسول الله ، أيعطف عليك رجل منا ؟ فقال : دعوه ، فلما دنا تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم الحربة من الحارث بن الصمة ، فقال بعض القوم - كما ذكر لي - : فلما أخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم منه انتفض بها انتفاضة تطايرنا عنه تطاير الشعراء عن ظهر البعير إذا انتفض ، ثم استقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم فطعنه في عنقه طعنة تدأدأ منها عن فرسه مرارا.[ وفي لفظ: في ترقوته من فرجة سابغة البيضة والدرع ]
فرسول الله صلى الله عليه و سلم لم يهب أبي بن خلف و لم يخشه و لم يهرب منه و لم يتترس بأصحابه بل أمرهم ألا يعترض سبيله أحد بل سينازله بنفسه صلى الله عليه و سلم و أخذ الحربة من الحارث بن الصمة و طعنه في مكان مسدد إليه بغاية الدقة .و يضحكني و الله ضرب أحد تلاميذ الرب لأذن العبد ملخس و أنا أسطر بمداد الفخر ما قام به رسول الله صلى الله عليه و سلم.
Jn / إنجيل يوحنا إ 18 ع 10
ثم إن سمعان بطرس كان معه سيف فاستله وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه اليمنى. وكان اسم العبد ملخس.. ترجمة : الفانديك
مقارنة بين موقفين :
دعونا نقارن بين موقفين و نحكم بعد ذلك :
الموقف الأول :
في الشفا لعياض رحمه الله :
وقال عمران بن حصين ما لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم كتيبة إلا كان أول من يضرب ولما رآه أبى بن خلف يوم أحد وهو يقول أين محمد لا نجوت إن نجا وقد كان يقول للنبي صلى الله عليه وسلم حين افتدى يوم بدر عندي فرس أعلفها كل يوم فرقا من ذرة أقتلك عليها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أنا أقتلك إن شاء الله فلما رآه يوم أحد شد أبى على فرسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعترضه رجال من المسلمين فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هكذا أي خلوا طريقه وتناول الحربة من الحارث بن الصمة فانتفض بها انتفاضة تطايروا عنه تطاير الشعراء عن ظهر البعير إذا انتفض ثم استقبله النبي صلى الله عليه وسلم فطعنه في عنقه طعنةً تدأدأ منها عن فرسه مرارا وقيل بل كسر ضلعا من أضلاعه فرجع إلى قريش يقول قتلني محمد وهم يقولون لا بأس عليك فقال لو كان ما بى بجميع الناس لقتلهم أليس قد قال أنا أقتلك والله لو بصق على لقتلني فمات بسرف في قولهم إلى مكة.
و ما يهمنا في النص توعُّد المشرك لرسول الله صلى الله عليه و سلم و موقف رسول الله من ذلك التهديد فلم يرتعب و لم يخف بل قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعدوه : إني قاتلك إن شاء الله.و أنجز ما وعد.
الموقف الثاني :
قال رب النصـ ـارى يخاطب اليهود :
Jn / إنجيل يوحنا إ 8 ع 40
ولكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله. هذا لم يعمله إبراهيم.. ترجمة : الفانديك
لقد اعترف يسوع لليهود أنهم يبحثون عن فرصة لقتله .فهل فعلوا و برت يمينهم؟ هل نزلوا بتهديدهم إلى أرض الواقع ؟ أم كانوا حالمين واهمين؟
نقرأ في
Acts / أعمال الرسل إ 3 ع 12
فلما رأى بطرس ذلك قال للشعب: «أيها الرجال الإسرائيليون ما بالكم تتعجبون من هذا ولماذا تشخصون إلينا كأننا بقوتنا أو تقوانا قد جعلنا هذا يمشي؟. ترجمة : الفانديك
بطرس يخاطب الإسرائيليين فماذا قال لهم؟
قال :
Acts / أعمال الرسل إ 3 ع 15
ورئيس الحياة قتلتموه الذي أقامه الله من الأموات ونحن شهود لذلك.. ترجمة : الفانديك
لقد برت يمين اليهود و قتلوا رب النصـ ـارى و رئيس الحياة و لم يحرك ساكنا.
رضي أن يساق إلى الموت مخذولا حقيرا و هم الذين كتبوا ذلك .في كتابهم الذي يقدسون :
Is / اشعياء إ 53 ع 7
ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه.. ترجمة : الفانديك
إنه مشبه بالشاة الذليلة بين يدي جزازها لا تملك من الأمر شيئا يقلبها كيف يشاء و يأخذ من صوفها ما يشاء.
وصف رسول الله من خلال كتاب النصارى:
Ps / المزامير إ 45 ع 3
تقلد سيفك على فخذك أيها الجبار جلالك وبهاءك.. ترجمة
: الفانديك
قال ابن القيم رحمه الله:
و ليس متقلد السيف بعد داود من الأنبياء سوى محمد صلى الله عليه و سلم.
(الفانديك)(اشعياء)(Is-42-4)(لا يكل ولا ينكسر حتى يضع الحق في الارض وتنتظر الجزائر شريعته)
قال ابن القيم رحمه الله بعد سياق البشارة الحادية عشرة من سفر إشعياء:
ومن تأمل سيرته وحروبه علم أنه لم يطرق العالم أشجع منه ولا أثبت ولا أصبر ، وكان أصحابه مع أنهم أشجع الأمم إذا حمى البأس واشتد الحرب اتقوا به وتترسوا به فكان أقربهم إلى العدو ، وأشجعهم هو الذي يكون قريباً منه وقوله : ولا يميل إلى اللهو هكذا كانت سيرته ، كان أبعد الناس من اللهو واللعب ، بل أمره كله جد وحزم وعزم ، مجلسه مجلس حياء وكرم وعلم وإيمان ووقار وسكينة.
انتهى بنصه الصفحة 128
ــــ
في المزامير 149:
هلِّلويا. نشدوا للرّبِّ نشيدًا جديدًا.هلِّلوا لَه في جماعةِ الأتقياءِ.
2يفرَحُ بَنو إِسرائيلَ بِخالِقِهم. يبتَهِج بَنو صِهيَونَ بِمَلِكِهِم.
3يُهَلِّلونَ لاَسمِهِ بالرَّقْصِ. يُرَتِّلونَ بالدُّفِّ والكَنَّارةِ
4الرّبُّ يرضى عَنْ شعبِهِ. ويمنَحُ المَساكينَ خلاصَهُ.
5يغتَبِطُ الأتقياءُ باَنتصارِهِم ويُرَنِّمونَ فرَحًا على خيولِهِم.
6يُعَظِّمونَ اللهَ مِلْءَ أفواهِهِم، وبأيديهِم سيفٌ ذو حَدَّينِ.
7ينتَقِمونَ مِنْ جميعِ الأمَمِ ويُؤَدِّبونَ جميعَ الشُّعوبِ.
8يُقَيِّدونَ مُلوكَهُم بالقُيودِ وأُمَراءَهُم بِسَلاسِلَ مِنْ حديدٍ.
9يُنزِلونَ بِهِمِ القضاءَ المكتوبَ.......
ألا ترى النص يتغنى بالشدة و البطولة و سفك الدماء؟
إن الشجاعة الحقيقية هي التي تجعل العبد يعفو عند القدرة أما الاستئصال التام و الإبادة الشاملة فمن أعمال الهمجيين و الجبناء الذين يستغلون ضعف الشعوب ليفنوهم عن بكرة أبيهم كما حدثنا كتاب النصارى الذي يقدسون.و ما فعل النصارى بشعوب الإنكا و المايا و الأزتيك و سكان أستراليا الأصليين لخير شاهد على تعطش النصلارى للدماء.
في الأخير دعنا نتحف النصـ ـارى بمآثر ربهم و تلاميذه البطولية تتمة لما قيل :
يسوع الخائف :
Mk / إنجيل مرقص إ 14 ع 33
[ترجمة الفانديك]: ثم أخذ معه بطرس ويعقوب ويوحنا وابتدأ يدهش ويكتئب.. ترجمة : مقارنة النصوص
Mk / إنجيل مرقص إ 14 ع 33
[ترجمة الحياة]:وقد أخذ معه بطرس ويعقوب ويوحنا، وبدأ يشعر بالرهبة والكآبة.. ترجمة : مقارنة النصوص
Mk / إنجيل مرقص إ 14 ع 33
[ترجمة الكاثوليك]:ثم مضى ببطرس ويعقوب ويوحنا، وجعل يشعر بالرهبة والكآبة.. ترجمة : مقارنة النصوص
Mk / إنجيل مرقص إ 14 ع 33
[الترجمة البولسية]:وأخذ معه بطرس ويعقوب ويوحنا، وطفق يرتاع ويكتئب.. ترجمة : مقارنة النصوص
يرتاع و يشعر بالرهبة و هو رب الجنود .
يسوع يقوده الشيطان :
Mt / إنجيل متى إ 4 ع 5
ثم أخذه إبليس إلى المدينة الذي يقدسونة وأوقفه على جناح الهيكل. ترجمة : الفانديك
Mt / إنجيل متى إ 4 ع 8
ثم أخذه أيضا إبليس إلى جبل عال جدا وأراه جميع ممالك العالم ومجدها. ترجمة : الفانديك
Mt / إنجيل متى إ 4 ع 11
ثم تركه إبليس وإذا ملائكة قد جاءت فصارت تخدمه.. ترجمة : الفانديك
الشيطان هو الذي ترك يسوع و ليس العكس . تخيل أنك تحدث و تخاطب و تكلم واحدا فتركك!!! موقف مخز و الله.
يسوع و الأبطال :
من قصيدة إمبسون " الشجاعة تعني الهرب " من ديوان " العاصفة المحتشدة " The Gathering Storm
نقول الشجاعة هي الهرب .و لقد صدق العلامة أحمد ديدات حين قال :
خلال مناظرة بين الإسلام و النـصرانية مذاعة بالتلفاز ،قال أحد المشتركين الذين يدّعون أنهم ولدوا من جديد : إنه يفخر بكلمة ( أسـ ـلـ ـمـ ـوه )مما يعني أنها كانت تعني الفخر و النصر عنده ،و لا تعني مرارة الهزيمة و عار ها . إن الحرفيين من أصحاب الإنجيل قد ابتدعوا مرضا جديدا هو الافتتان بالخِسَّة و العار .و كل منهم ذكورا و إناثا لن تعوزهم الحيلة كي ينسبوا خطاياهم و آثامهم و فسوقهم و سُكْرهم و عربدتهم إلى هذا المشجب .و يبدو أن الإنسان يلزمه أن يكون من حثالة البشر ليكون عضوا في زمرة الذين ولدوا من جديد . اهـ كلام الشيخ رحمه الله.
في إنجيل مرقس الإصحاح 14 نقرأ :
43وبَينَما هو يَتَكَلَّم، إِذ وَصَلَ يَهوذا أَحَدُ الِاثنَيْ عَشَر، ومَعَه عِصابةٌ تَحمِلُ السُّيوفَ والعِصِيّ، أَرسَلَها عُظَماءُ الكَهَنَةِ والكَتَبَةُ والشُّيوخ. 44وكانَ الَّذي يُسلِمُه قد جَعَلَ لَهم عَلامَةً إذ قالَ: ((هو ذاكَ الَّذي أُقَبِّلُه، فأَمسِكوه وسوقوه مَحْفوظاً)). 45ومَا إِن وَصَلَ حتَّى دَنا مِنهُ فقالَ له: ((رابِّي !)) وقَبَّلَه. 46فبَسَطوا أَيدِيَهُم إِليهِ وأَمسَكوه. 47فاستَلَّ أَحدُ الحاضِرينَ سَيفَه، وضرَبَ خَادِمَ عَظيمِ الكَهَنَةِ فقَطَعَ أُذُنَه. 48فقالَ لَهم يسوع: ((أَعلى لِصٍّ خَرَجتُم تَحمِلونَ السُّيوفَ والعِصِيَّ لِتَقبِضوا علَيَّ ؟ 49كُنتُ كُلَّ يَومٍ بَينَكم أُعَلِّمُ في الهَيكَل فلَم تُمسِكوني، وإِنَّما حَدَثَ هذا لِتَتِمَّ الكُتُب))50فتَركوهُ كُلُّهم وهَرَبوا. 51وتَبِعَه شابٌّ يَستُرُ عُريَه بِإِزار فأَمسَكوه. 52 فتَخَلَّى عنِ الإِزارِ وهَرَبَ عُرْياناً.
فانظروا إلى جبن التلاميذ لم يصرخوا و لم يحتجوا و لم يقذفوا بالحجارة بل أطلقوا للريح سيقانهم و هربوا و يا للعار و حتى محاولة الشاب الانتحارية لم تثمر إلا خزيا و عريا و عارا و شنارا .لكم أن تتخيلوا روعة المشهد .
يسوع و المجد :
في إنجيل متى :
27فمَضى جُنودُ الحاكِمِ بِيَسوعَ إِلى دارِ الحاكِم وجَمَعوا علَيه الكَتيبَةَ كُلَّها، 28فجَرَّدوهُ مِن ثِيابِه وجَعَلوا علَيه رِداءً قِرمِزِياً، 29وضَفَروا إِكليلاً مِن شَوكٍ ووَضَعوه على رأسِه، وجَعلوا في يَمينِه قَصَبَة، ثُمَّ جَثَوا أَمامَه وسخِروا مِنهُ فقالوا: ((السَّلامُ عليكَ يا مَلِكَ اليَهود )). 30وبَصَقوا علَيه وأَخَذوا القَصَبَةَ وجَعَلوا يَضرِبونَه بِها على رأسِه. 31وبعدَ ما سَخِروا مِنه نَزَعوا عَنه الرِّداء، وأَلبَسوه ثيابَه وساقوه لِيُصلَب.
وبَينَما هُم خارِجون، صادَفوا رَجُلاً قيروانيّاً اسمُهُ سِمعان، فسَخَّروه أَن يَحمِلَ صَليبَ يسوع. 33ولَمَّا وصَلوا إِلى المكانِ الَّذي يُقالُ لَه جُلجُثَة، أَيِ مكانِ الجُمجُمَة، 34ناولوهُ خَمراً مَمْزوجةً بِمَرارَةٍ لِيَشرَبَها. فذاقَها وأَبى أَن يَشرَبَها. 35فصَلبوهُ ثُمَّ اقتَسَموا ثِيابَه مُقتَرِعينَ علَيها. 36وجَلَسوا هُناكَ يَحرِسونَه.
37ووَضعوا فَوقَ رَأسِه عِلَّةَ الحُكمِ علَيه كُتِبَ فيها: ((هذا يسوعُ مَلِكُ اليَهود )). 38ثُمَّ صُلِبَ معَهُ لِصَّان، أَحَدُهما عَنِ اليَمينِ والآخَرُ عَنِ الشِّمال.
يسوع عرضة للشتم والسخرية
39وكانَ المَارَّةُ يَشتُمونَه وهُم يَهُزُّونَ رُؤوسهم 40ويقولون: ((يا أَيُّها الَّذي يَنقُضُ الهَيكلَ ويَبنيهِ في ثَلاثَةِ أَيَّام، خَلِّصْ نَفسَكَ إِن كُنتَ ابنَ الله، فَانزِلْ عن الصَّليب )). 41وكذلِكَ كانَ عُظماءُ الكَهَنَةِ يَسخَرونَ فيَقولونَ مَعَ الكَتَبَةِ والشُّيوخ: 42 ((خَلَّصَ غَيرَه، ولا يَقدِرُ أَن يُخَلِّصَ نَفْسَه! هو مَلِكُ إِسرائيل، فَلْيَنْزِلِ الآنَ عنِ الصَّليبِ فنُؤمِنَ بِه. 43إِتَّكَلَ على الله، فَليُنقِذْهُ الآن، إِن كانَ راضِياً عَنه، فقَد قال: أَنا ابنُ الله )). 44وكانَ اللِّصَّانِ المَصلوبانِ معَه هما أَيْضاً يُعَيِّرانِه مِثلَ ذلك.
نستنتج ما يلي من خلال المكتوب الذي سقته :
1 ـ يسوع يجرد من ثيابه و يعرى .و لكم أن تتخيلوا الإله المتجسد عاريا كما ولدته أمه و حتى لو كان من قادة الناس و أشرافهم لكان موقفا عصيبا فاضحا مخزيا لكن و يا لهول صدمة النصارى أننا نتحدث عن الإله المتجسد و ابن الإله .إنها لحظة من لحظات عظمة تاريخ الوثنيين عندما ينتصر البشر على الآلهة.
2 ـ عدوه يلبسه ثياب النساء.و لكم مرة أخرى أن تطلقوا العنان لخيالكم و تتصوروا الإله المتجسد بثياب النساء.
3 ـ يضعون إكليلا من الشوك على رأسه.إنها لحظة من لحظات تهكم و سخرية البشر بالآلهة فعوض أن يتوج بالذهب توج بالشوك يخز جلدة رأسه و يدميها.
4 ـ يسخرون منه.و المضحك أنهم سواء علموا أنه الإله المتجسد أم لم يعلموا فإن الأمر فضيحة فالأمر لا يليق بملك مهيب و جبار بأس عتيد فكيف بالإله و ابن الإله؟
5 ـ يضربونه .و ما أشد ضربات البشر على أم رأس الإله.
يسوع في الوثاق :
في إنجيل يوحنا الإصحاح 18:
12فقَبَضَتِ الكَتيبَةُ والقائِدُ وحَرَسُ اليَهودِ على يسوع وأَوثَقوه 13وساقوهُ أَوَّلاً إِلى حَنَّان، وهُو حَمُو قيافا عَظيمِ الكَهَنَةِ في تِلكَ السَّنَة. 14وقَيافا هو الَّذي أَشارَ على اليَهودِ أَنَّه خَيرٌ أَن يَموتَ رَجُلٌ واحِدٌ عَنِ الشَّعب. 15وتَبعَ يسوعَ سِمعانُ بُطرُس وتِلميذٌ آخَر، وكانَ عَظيمُ الكَهَنَةِ يَعرِفُ ذاكَ التِّلْميذ، فدَخلَ دارَ عَظيمِ الكَهَنَةِ مع يسوع. 16أَمَّا بُطرُس فوقَفَ على البابِ في خارِجِ الدَّار. وخَرجَ التِّلْميذُ الآخَرُ الَّذي يَعرِفُه عَظيمُ الكَهَنَة، فكلَّمَ البَوَّابة وأَدخَلَ بُطرُس. 17فقالَتِ الجارِيَةُ الَّتي على البابِ لِبُطرُس: (( أَلَستَ أَنتَ أَيضاً مِن تَلاميذِ هذا الرَّجُل؟)) قال: (( لَستُ مِنهُم )). 18وأَوقَدَ الخَدَمُ والحَرَسُ ناراً لِشِدَّةِ البَرْد، ووَقَفوا يَستَدفِئون، ووَقفَ بُطرُسُ يَستدفِئُ معَهم. 19فسأَلَ عَظيمُ الكَهَنَةِ يسوعَ عن تَلاميذِه وتَعليمِه. 20أَجابَهُ يسوع: (( إِنِّي كَلَّمتُ العالَمَ عَلانِيةً، وإِنِّي عَلَّمتُ دائماً في المَجمَعِ والهِيكَلِ حَيثُ يَجتَمِعُ اليَهودُ كُلُّهم، ولَم أَقُلْ شَيئاً في الخُفْيَة. 21فلِماذا تَسأَلُني أَنا؟ سَلِ الَّذينَ سَمِعوني عَمَّا كلَّمتُهم بِه، فهُم يَعرِفونَ ما قُلت )). 22فلمَّا قالَ يسوعُ هذا الكَلام، لَطَمَه واحِدٌ مِنَ الحَرَسِ كانَ بِجانِبِه وقالَ له: (( أَهكذا تُجيبُ عَظيمَ الكَهَنَة؟ ))23أَجابَه يسوع: (( إِن كُنتُ أَسَأْتُ في الكَلام، فبَيِّنِ الإِساءَة. وإِن كُنتُ أَحسَنتُ في الكَلام، فلِماذا تَضرِبُني ؟ (( 24فأَرسَلَ بِه حَنَّانُ مُوثَقاً إِلى قَيافا عَظيمِ الكَهَنَة. 25وكانَ سِمعانُ بُطرُس واقِفاً يَستَدفِئ. فقالوا له: (( أَلَستَ أَنتَ أَيضاً مِن تَلاميذِه؟ )) فأَنكَرَ قال: (( لَستُ مِنهُم )). 26فقالَ خادِمٌ مِن خَدَمِ عَظيمِ الكَهَنَة، وكانَ مِن أَقارِبِ الرُّجُلِ الَّذي قَطَعَ بُطرُسُ أُذُنَه: (( أَما رَأَيتُكَ أَنا بِنَفْسي معَه في البُستان؟)) 27فأَنكرَ بُطرُسُ مرَّةً أُخْرى. وعِندَئِذٍ صاحَ الدِّيك.
نقرأ في الإصحاح الآنف الذكر :
1 ـ الكتيبة تلقي القبض على الرب يسوع.
2 ـ يساق إلى رئيس الكهنة.
3 ـ يُلطم وجه ر ب النصـ ـارى يسوع في مجلس رئيس الكهنة دون أن يلتزم بوصاياه و أقواله فلماذا يا ترى لم يدر الخد الآخر الذي لم يلطم؟ هل حر الصفعة أنساه تعاليمه ؟
4 ـ بطرس ينكر ربه أمام الناس.
بلايا تحل برب النصـ ـارى يسوع :
نقرأ في :
Mt / إنجيل متى إ 26 ع 67
حينئذ بصقوا في وجهه ولكموه وآخرون لطموه. ترجمة : الفانديك
1 ـ يبصق الأعداء على وجه رب النصـ ـارى .
2 ـ يلكمه عدوه
3 ـ يضربونه على خده .
التنكر سبيل النجاة و السلامة :
يسوع من حرصه على حياته أن حضر العيد متنكرا ففي :
Jn / إنجيل يوحنا إ 7 ع 10
ولما كان إخوته قد صعدوا حينئذ صعد هو أيضا إلى العيد لا ظاهرا بل كأنه في الخفاء.. ترجمة : الفانديك
4 _ يقيدونه و لا يستطيع أن يحل الوثاق و لا أن يكسر القيد و عبده الضعيف شمشون بانتفاضة واحدة يكسر القيود و يقتل أعاديه لا يبالي بأحد غضبه شديد و بأسه عتيد لكن نهايته أشبهت نهاية الرب فبعد الخزي و العار و تهكم عدوه به انتحر المسكين .
في الختام لا يسعني إلا قول ما يلي:
إن النصارى يبالغون في الإسقاط فما من شيء يشنعونه علينا إلا حفل كتابهم بالأضعاف المضاعفة منه مع سلامتنا و براءتنا مما اتهمونا به.
مع تحيات
أبي أنس
الصارم الصقيل
المغرب الأقصى ليلة الأربعاء السابع من ذي الحجة 1430 للهجرة.
و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و صلى الله و سلم على سيدنا محمد و آله.
الحمدلله و كفى و سلام على عباده الذين اصطفى أما بعد :
فهذا رد على ما افتراه بعض الأقباط النصـ ـارى على رسول الله صلى الله عليه و سلم لما اتهموه بالجبن و قال بعضهم إن امرأة تدافع عنه لدليل على عدم شجاعته .كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا.
نرد عليهم من خلال ما يلي:
1 _ شهادة الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه و سلم:
قال تعالى مثنيا و مخبرا عن رسوله صلى الله عليه و سلم:
(من سورة التوبة 40 الآية)
(إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
قال صاحب التفسير الميسر:
إذ يقول لصاحبه -أبي بكر- لما رأى منه الخوف عليه: لا تحزن إن الله معنا بنصره وتأييده, فأنزل الله الطمأنينة في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم, وأعانه بجنود لم يرها أحد من البشر وهم الملائكة, فأنجاه الله من عدوه وأذل الله أعداءه, وجعل كلمة الذين كفروا السفلى. وكلمةُ الله هي العليا,, ذلك بإعلاء شأن الإسلام. والله عزيز في ملكه, حكيم في تدبير شؤون عباده. وفي هذه الآية منقبة عظيمة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه.)
جند الكفار على بعد خطوات منه صلى الله عليه و سلم و لم يفزع و لم يخف بل إنه من ثباته ثبت صاحبه .
و قال تعالى:
(سورةالقلم 4 الآية)(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)
فأثنى الله على رسوله و أخبر أنه على خلق عظيم و من كان جبانا فلا علاقة له بالعظمة في شيء.
(التفسير الميسر)(القلم)(o 4 o)(وإنك -أيها الرسول- لعلى خلق عظيم، وهو ما اشتمل عليه القرآن من مكارم الأخلاق؛ فقد كان امتثال القرآن سجية له يأتمر بأمره، وينتهي عما ينهى عنه.)
ثانيا: الرسول الله صلى الله عليه و سلم ينفي عن نفسه خصلة الجبن :
روى الإمام البخاري عن ابن شهاب قال أخبرني عمر بن محمد بن مطعم أن محمد بن جبير قال أخبرني جبير بن مطعم
: أنه بينا هو مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ومعه الناس مقبلا من حنين علقت رسول الله صلى الله عليه و سلم الأعراب يسألونه حتى اضطروه إلى سمرة فخطفت رداءه فوقف رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ( أعطوني ردائي فلو كان عدد هذه العضاه نعما لقسمته بينكم ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذوبا ولا جبانا ).
ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذوبا ولا جبانا
ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذوبا ولا جبانا
ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذوبا ولا جبانا
وروى الإمام أبو داود رحمه الله في سننه عن عبد العزيز بن مروان قال سمعت أبا هريرة يقول سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول « شرُّ ما في رجلٍ شحٌّ هالعٌ وجُبْنٌ خالِعٌ ».
قال أبو جعفر الطبري رحمه الله في تهذيب الآثار :
وأما قوله صلى الله عليه وسلم : « شر ما في الرجل شح هالع ، وجبن خالع » ، فإنه يعني بقوله : « هالع » : جازع ، يجزع صاحبه من الإنفاق في الحقوق مخافة الفاقة والإقتار . ووصف بالهلع الشح - وهو من صفة الشحيح - كما قيل : ليل نائم ، ونهار صائم ، يراد به : ينام في هذا ، ويصام في هذا ، فكذلك معنى قولهم : شح هالع ، أنه يهلع به صاحبه ، ومنه قول الله عز وجل : إن الإنسان خلق هلوعا ، قيل : ضجورا ، وقيل : جزوعا . والهلع عند العرب : أشد الجزع وأقبحه ، يقال منه : هلع فلان يهلع هلعا وهلوعا . وأما الجبن الخالع : فهو الجبن الذي يخلع فؤاد صاحبه من الخوف والرعب عند لقاء الناس . وإنما وصفهما صلى الله عليه وسلم بأنهما شر ما في الإنسان من خلائقه ؛ لأن الشح يحمل صاحبه على كل عظيمة ، من منع حقوق الله عز وجل التي أوجبها في ماله كالزكاة ، ويحول بينه وبين أداء ما يلزمه للناس من الديون ، ولأهله من النفقات ، ويدعوه إلى السرق وغصب الناس أموالهم ، وخيانتهم فيما اتمنوه عليه ، وأشباه ذلك من الأمور التي يمل تعدادها ، وأن الجبن الخالع يصد عن القيام بحق الله من جهاد أعداء الله ، ويدعو إلى ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، حذرا على نفسه من المأمور أو المنهي ، ونحو ذلك.
أفينهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الشر و يأتيه؟
و رسول الله صلى الله عليه و سلم خير من جاهد أعداء الله و خير من أمر بالمعروف و نهى عن المنكر.
اللهم لا.
بل هو قدوة المسلمين فلقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
« إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم.
و الحديث صحيح رواه الإمام مسلم رحمه الله في جامعه الصحيح /كتاب الإمارة.
إنه من الواجب أن ينذرهم من الشرور و منها الجبن.
وأخرج البخاري رحمه الله في صحيحه ، باب :
ما يتعوذ من الجبن:
كان سعد يعلم بنيه هؤلاء الكلمات كما يعلم المعلم الغلمان الكتابة ويقول إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يتعوذ منهن دبر الصلاة اللهم إني أعوذ بك من الجبن وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدنيا وأعوذ بك من عذاب القبر ) . فحدثت به مصعبا فصدقه .
فالجبن يا نصارى من الأمور التي يتعوذ منها رسول الله و يعلمنا أن نتعوذ منه .و لا يُتعوذ في الإسلام إلا من الأمور القبيحة الشنيعة.
نقل الإمام الملا علي القاري في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيحعن الطيبي قوله:
لا تجتمع الشجاعة والسخاوة إلا في نفس كاملة ولا ينعدمان إلا من متناه في النقص.
و النبي صلى الله عليه و سلم أكمل الناس خَلقا و خُلقا
و أخرج الشهاب القضاعي في مسنده عن عمران بن حصين قال : أرخى رسول الله صلى الله عليه و سلم بطرف عمامتي من ورائي ثم قال يا عمران إن الله يحب الإنفاق ويبغض الإقتار فكل وأطعم ولا تصر صرا فيعسر عليك الطلب واعلم أن الله يحب البصر النافذ عند مجيء الشهوات يعني والعقل الكامل عند نزول الشهوات ويحب السماحة ولو على تمرات ويحب الشجاعة ولو على قتل حية .
لا أدري لماذا يصر النصارى على وصف رسول الله بالجبن و هو العربي الذي يفتخر قومه بالبسالة و الفروسية و يذمون الجبناء و خواري العزيمة. أفمن شب على الشجاعة يصير جبانا؟
قال أبو حيان علي بن محمد التوحيدي صاحب الإمتاع و المؤانسة :
وأما الشجاعة والجبن فهما خلقان متصلان بالخلق ، ولهذا يعز على الشجاع أن يتحول جباناً ، ويتعذر على الجبان أن يصير شجاعاً.
قال التوحيدي :
فأما الشجاعة فهي استعمال قوة العصب بقدر ما ينبغي، وفي الوقت الذي ينبغي، وفيما ينبغي، وعلى الحال التي تنبغي.
وهي خلق يصدر عنه هذا الفعل على ما يحده العقل، وهي حال واسطة بين طرفين مذمومين: أحدهما زيادة بالإفراط والأخرى زيادة بالتفريط.
فأما من جانب الزيادة فأن تستعمل بأكثر مما ينبغي في سائر شرائطها فتسمى تهوراً.
وأما من جانب النقصان فأن تستعمل بأقل مما ينبغي في سائر شرائطها، فتسمى جبناً.
إن رسول الله صلى الله عليه و سلم أكرم من استعمل قوته فيما يجب من الدعوة إلى الله و الجهاد في سبيله في الوقت الذي ينبغي و على الحال التي تنبغي مع كمال الخلق الذي يجعله يترفع عن سلوكيات غيره من الملوك و الفاتحين.
ثالثا: شجاعة رسول الله صلى الله عليه و سلم من خلال شهادة صحابته له :
تحت باب الشجاعة في الحرب والجبن
أخرج البخاري رحمه الله عن أنس رضي الله عنه قال :
كان النبي صلى الله عليه و سلم أحسن الناس وأشجع الناس وأجود الناس ولقد فزع أهل المدينة فكان النبي صلى الله عليه و سلم سبقهم على فرس وقال ( وجدناه بحرا )
روى الإمام أبو عوانة عن البراء قال ما كان معنا يوم كذا وكذا ذكر يوما من أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم فارس إلا المقداد بن الأسود رضي الله عنه فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل يمازحه فررتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال البراء إني أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فر يومئذ كان والله إذا اشتد القتال واحمر البأس اتقينا به .
وروى الإمام أحمد رحمه الله :
قال رجل للبراء وهو يمزح معه : قد فررتم عن رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنتم أصحابه قال البراء إني لأشهد على رسول الله صلى الله عليه و سلم ما فر يومئذ..الحديث
قال المحدث الشيخ شعيب الأرناؤوط: حديث صحيح.
روى الإمام أحمد و الطيالسي و الحاكم و البزار و غيرهم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال :
كنا إذا حمى البأس ولقى القوم القوم اتقينا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما يكون منا أحد أقرب إلى العدو منه.
قال الدارمي :أخبرنا محمود بن غلان ثنا يزيد بن هارون انا مسعر عن عبد الملك بن عمير قال قال بن عمر : ما رأيت أحدا أنجد ولا أجود ولا أشجع ولا أضوأ وأوضأ من رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال حسين سليم أسد : رجاله ثقات.
روى الإمام مسلم رحمه الله بسنده قال :
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَنَابٍ الْمِصِّيصِىُّ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ زَكَرِيَّاءَ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الْبَرَاءِ فَقَالَ أَكُنْتُمْ وَلَّيْتُمْ يَوْمَ حُنَيْنٍ يَا أَبَا عُمَارَةَ فَقَالَ أَشْهَدُ عَلَى نَبِىِّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَا وَلَّى وَلَكِنَّهُ انْطَلَقَ أَخِفَّاءُ مِنَ النَّاسِ وَحُسَّرٌ إِلَى هَذَا الْحَىِّ مِنْ هَوَازِنَ وَهُمْ قَوْمٌ رُمَاةٌ فَرَمَوْهُمْ بِرِشْقٍ مِنْ نَبْلٍ كَأَنَّهَا رِجْلٌ مِنْ جَرَادٍ فَانْكَشَفُوا فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ يَقُودُ بِهِ بَغْلَتَهُ فَنَزَلَ وَدَعَا وَاسْتَنْصَرَ وَهُوَ يَقُولُ « أَنَا النبي لاَ كَذِبْ أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ اللَّهُمَّ نَزِّلْ نَصْرَكَ ». قَالَ الْبَرَاءُ كُنَّا وَاللَّهِ إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ نَتَّقِى بِهِ وَإِنَّ الشُّجَاعَ مِنَّا لَلَّذِى يُحَاذِى بِهِ. يَعْنِى النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم.
ــــــــــــ
مناقشة زعم النصراني دفاع امرأة عن رسول الله في غزوة أحد:
ـــــــــــــــــــ
1 ـ أخرج البخاري عن قيس:
رأيت يد طلحة شلاَّء وقى بها النبي صلى الله عليه و سلم يوم أحد .
هذه شهادة في حق رجل مقدام بذل نفسه فداء لرسول الله و أصيبت يده .فبالله عليكم أين هذا الصحابي من الذي باع ربه بأقل من ثمن قارورة عطر؟
و أين هذا من الذي أنكر ربه ثلاث مرات و جبن عن الشهادة ليسوع و أنكره خوفا من أن يلهب السياط ظهره ؟
و أين هذا من النُّوَّم الذين غلب الكرى جفونهم و أطلقوا للريح سيقانهم و تركوا يسوع المسكين يلاقي أسوأ مصير؟
و هذه شهادة أخرى من صحابي لأبي طلحة رضي الله عنهم :
أخرج البخاري عن أنس رضي الله عنه قال :
: لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه و سلم وأبو طلحة بين يدي النبي صلى الله عليه و سلم مجوب عليه بحجفة له وكان أبو طلحة رجلا راميا شديد النزع كسر يومئذ قوسين أو ثلاثا وكان الرجل يمر معه بجعبة من النبل فيقول ( إنثرها لأبي طلحة ).
و روى الإمام الطبراني في الأوسط عن جابر قال لما انهزم الناس عن رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم أحد بقي معه أحد عشر رجلا من الأنصار وطلحة بن عبيد الله وهو يصعد في الجبل فلحقهم المشركون..الحديث
في رواية الطبراني نجد أن عدد الذين ثبتوا مع رسول الله 12 رجلا : أحد عشر أنصاريا و مهاجريا واحدا .فلماذا الكذب يا نصراني؟
ألا ترون أن العدد هو نفسه عدد تلاميذ الرب يسوع ؟
لكن مع فروق :
1 ـ ليس في صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم شيطان أما تلاميذ الرب فمجموعته تضمنت شيطانين : يهوذا و بطرس.
2 ـ ليس فيهم شكاك أما مجموعة الرب فمرصعة بتوما الشكاك.
3 ـ ليس فيهم منكر لرسول الله صلى الله عليه و سلم.أما الصخرة بطرس فقد خاف أن يلهب السوط ظهره فأنكر معرفته بربه جملة و تفصيلا.
4 ـ لم يهربوا كما فعل تلاميذ الرب العداءون.الذين تفرقوا شذر مذر لما حل أعداء الرب في الساحة.
5 ـ لم يكونوا في نوم بل في جهاد يُرضي الله.و من العلماء من يقول إن الخمرة و الطعام حالت دون يقظة تلاميذ رب النصارى المساكين.
6 ـ لم يكونوا جاهلين باستخدام السلاح بل كانوا الفرسان بمعنى الكلمة.فهذا أول ما ضرب قطع أذن الخادم ملخس
(الفانديك)(إنجيل يوحنا)(Jn-18-10)(ثم ان سمعان بطرس كان معه سيف فاستله وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع اذنه اليمنى.وكان اسم العبد ملخس.)
فأخطأ لوجهين :
الأول :
أنه ضرب في غير مقتل.
الثاني:
أنه ضرب غير العدو.
و هذا الصنيع كلَّف تدخُّل يسوع ليصلح عمل المفسدين.
و عودةً إلى الشجعان و أخبارهم بعيدا عن الجبناء و الهلعين .قال صفي الرحمن المباركفوري يصف أجواء من غزوة أحد :
وخلال هذه اللحظات الحرجة اجتمع حول النبي صلى الله عليه وسلم عصابة من أبطال المسلمين منهم أبو دُجَانة، ومصعب بن عمير، وعلى بن أبي طالب ، وسهل بن حنيف، ومالك بن سنان والد أبي سعيد الخدري، وأم عمارة نُسَيْبة بنت كعب المازنية، وقتادة ابن النعمان، وعمر بن الخطاب، وحاطب بن أبي بلتعة، وأبو طلحة .
بالله عليكم من يكون أولئك؟
إنهم رجال .
أليس من التخرص و الكذب القول إن رسول الله تدافع عنه امرأة؟
لقد سبق و قلت للمتخرص إن ربكم لما جاء عدوه ليسومه سوء العذاب لم يدافع عنه لا رجل و لا امرأة و لا شاب .و إن النص من إنجيل مرقص ليفي بالغرض.
ـ{ إنجيل مرقص إ 14} {ع 50 فتركه الجميع وهربوا. }ـ
و حسبكم أيها النصارى أن الجبناء في بحيرة النار و الكبريت ففي :
Rv / رؤيا يوحنا إ 21 ع 8
وأما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة والسحرة وعبدة الأوثان وجميع الكذبة فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت، الذي هو الموت الثاني».. ترجمة : الفانديك
قال تادرس يعقوب ملطي مفسرا:
لقد بدأ هذه القائمة المرة بالخائفين، أي الجبناء الذين ينكرون الإيمان خوفًا على حياتهم الزمنية، وهؤلاء أشر الفئات. ويليهم "غير المؤمنين" لأنه بدون إيمان لا يمكن أرضاؤه. ويليهم صانعو الشر أي "الرجسون والقاتلون..." أي المؤمنون اسمًا لكن أعمالهم لا تتناسب مع الإيمان. وإننا نجده يركز على الكذب فيقول "وجميع الكذبة"، ولعله يقصد بالكذب أولئك الذين يستخدمون الغش والخداع في معاملاتهم وأحاديثهم.
، وهؤلاء أشر الفئات
، وهؤلاء أشر الفئات
، وهؤلاء أشر الفئات
من؟
إنهم الجبناء.
روى الإمام ابن كثير في البداية و النهاية :
أن طلحة بن أبى طلحة العبدري حامل لواء المشركين يومئذ دعا إلى البراز[المبارزة] فأحجم عنه الناس، فبرز إليه الزبير بن العوام فوثب حتى صار معه على جمله، ثم اقتحم به الأرض فألقاه عنه وذبحه بسيفه، فأثنى عليه
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن لكل نبي حواريا وحواري الزبير " وقال: لو لم يبرز إليه لبرزت أنا إليه لما رأيت من إحجام الناس عنه.
رسول الله هنا يخبر أنه لو لم ينازل الزبير طلحة بن أبي طلحة لنازله هو بنفسه صلى الله عليه و سلم.
وأخرج البيهقي في دلائل النبوة :
فلما أسند رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشعب أدركه أبي بن خلف وهو يقول : يا محمد ، لا نجوت إن نجوت ، فقال القوم : يا رسول الله ، أيعطف عليك رجل منا ؟ فقال : دعوه ، فلما دنا تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم الحربة من الحارث بن الصمة ، فقال بعض القوم - كما ذكر لي - : فلما أخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم منه انتفض بها انتفاضة تطايرنا عنه تطاير الشعراء عن ظهر البعير إذا انتفض ، ثم استقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم فطعنه في عنقه طعنة تدأدأ منها عن فرسه مرارا.[ وفي لفظ: في ترقوته من فرجة سابغة البيضة والدرع ]
فرسول الله صلى الله عليه و سلم لم يهب أبي بن خلف و لم يخشه و لم يهرب منه و لم يتترس بأصحابه بل أمرهم ألا يعترض سبيله أحد بل سينازله بنفسه صلى الله عليه و سلم و أخذ الحربة من الحارث بن الصمة و طعنه في مكان مسدد إليه بغاية الدقة .و يضحكني و الله ضرب أحد تلاميذ الرب لأذن العبد ملخس و أنا أسطر بمداد الفخر ما قام به رسول الله صلى الله عليه و سلم.
Jn / إنجيل يوحنا إ 18 ع 10
ثم إن سمعان بطرس كان معه سيف فاستله وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه اليمنى. وكان اسم العبد ملخس.. ترجمة : الفانديك
مقارنة بين موقفين :
دعونا نقارن بين موقفين و نحكم بعد ذلك :
الموقف الأول :
في الشفا لعياض رحمه الله :
وقال عمران بن حصين ما لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم كتيبة إلا كان أول من يضرب ولما رآه أبى بن خلف يوم أحد وهو يقول أين محمد لا نجوت إن نجا وقد كان يقول للنبي صلى الله عليه وسلم حين افتدى يوم بدر عندي فرس أعلفها كل يوم فرقا من ذرة أقتلك عليها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أنا أقتلك إن شاء الله فلما رآه يوم أحد شد أبى على فرسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعترضه رجال من المسلمين فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هكذا أي خلوا طريقه وتناول الحربة من الحارث بن الصمة فانتفض بها انتفاضة تطايروا عنه تطاير الشعراء عن ظهر البعير إذا انتفض ثم استقبله النبي صلى الله عليه وسلم فطعنه في عنقه طعنةً تدأدأ منها عن فرسه مرارا وقيل بل كسر ضلعا من أضلاعه فرجع إلى قريش يقول قتلني محمد وهم يقولون لا بأس عليك فقال لو كان ما بى بجميع الناس لقتلهم أليس قد قال أنا أقتلك والله لو بصق على لقتلني فمات بسرف في قولهم إلى مكة.
و ما يهمنا في النص توعُّد المشرك لرسول الله صلى الله عليه و سلم و موقف رسول الله من ذلك التهديد فلم يرتعب و لم يخف بل قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعدوه : إني قاتلك إن شاء الله.و أنجز ما وعد.
الموقف الثاني :
قال رب النصـ ـارى يخاطب اليهود :
Jn / إنجيل يوحنا إ 8 ع 40
ولكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله. هذا لم يعمله إبراهيم.. ترجمة : الفانديك
لقد اعترف يسوع لليهود أنهم يبحثون عن فرصة لقتله .فهل فعلوا و برت يمينهم؟ هل نزلوا بتهديدهم إلى أرض الواقع ؟ أم كانوا حالمين واهمين؟
نقرأ في
Acts / أعمال الرسل إ 3 ع 12
فلما رأى بطرس ذلك قال للشعب: «أيها الرجال الإسرائيليون ما بالكم تتعجبون من هذا ولماذا تشخصون إلينا كأننا بقوتنا أو تقوانا قد جعلنا هذا يمشي؟. ترجمة : الفانديك
بطرس يخاطب الإسرائيليين فماذا قال لهم؟
قال :
Acts / أعمال الرسل إ 3 ع 15
ورئيس الحياة قتلتموه الذي أقامه الله من الأموات ونحن شهود لذلك.. ترجمة : الفانديك
لقد برت يمين اليهود و قتلوا رب النصـ ـارى و رئيس الحياة و لم يحرك ساكنا.
رضي أن يساق إلى الموت مخذولا حقيرا و هم الذين كتبوا ذلك .في كتابهم الذي يقدسون :
Is / اشعياء إ 53 ع 7
ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه.. ترجمة : الفانديك
إنه مشبه بالشاة الذليلة بين يدي جزازها لا تملك من الأمر شيئا يقلبها كيف يشاء و يأخذ من صوفها ما يشاء.
وصف رسول الله من خلال كتاب النصارى:
Ps / المزامير إ 45 ع 3
تقلد سيفك على فخذك أيها الجبار جلالك وبهاءك.. ترجمة
: الفانديك
قال ابن القيم رحمه الله:
و ليس متقلد السيف بعد داود من الأنبياء سوى محمد صلى الله عليه و سلم.
(الفانديك)(اشعياء)(Is-42-4)(لا يكل ولا ينكسر حتى يضع الحق في الارض وتنتظر الجزائر شريعته)
قال ابن القيم رحمه الله بعد سياق البشارة الحادية عشرة من سفر إشعياء:
ومن تأمل سيرته وحروبه علم أنه لم يطرق العالم أشجع منه ولا أثبت ولا أصبر ، وكان أصحابه مع أنهم أشجع الأمم إذا حمى البأس واشتد الحرب اتقوا به وتترسوا به فكان أقربهم إلى العدو ، وأشجعهم هو الذي يكون قريباً منه وقوله : ولا يميل إلى اللهو هكذا كانت سيرته ، كان أبعد الناس من اللهو واللعب ، بل أمره كله جد وحزم وعزم ، مجلسه مجلس حياء وكرم وعلم وإيمان ووقار وسكينة.
انتهى بنصه الصفحة 128
ــــ
في المزامير 149:
هلِّلويا. نشدوا للرّبِّ نشيدًا جديدًا.هلِّلوا لَه في جماعةِ الأتقياءِ.
2يفرَحُ بَنو إِسرائيلَ بِخالِقِهم. يبتَهِج بَنو صِهيَونَ بِمَلِكِهِم.
3يُهَلِّلونَ لاَسمِهِ بالرَّقْصِ. يُرَتِّلونَ بالدُّفِّ والكَنَّارةِ
4الرّبُّ يرضى عَنْ شعبِهِ. ويمنَحُ المَساكينَ خلاصَهُ.
5يغتَبِطُ الأتقياءُ باَنتصارِهِم ويُرَنِّمونَ فرَحًا على خيولِهِم.
6يُعَظِّمونَ اللهَ مِلْءَ أفواهِهِم، وبأيديهِم سيفٌ ذو حَدَّينِ.
7ينتَقِمونَ مِنْ جميعِ الأمَمِ ويُؤَدِّبونَ جميعَ الشُّعوبِ.
8يُقَيِّدونَ مُلوكَهُم بالقُيودِ وأُمَراءَهُم بِسَلاسِلَ مِنْ حديدٍ.
9يُنزِلونَ بِهِمِ القضاءَ المكتوبَ.......
ألا ترى النص يتغنى بالشدة و البطولة و سفك الدماء؟
إن الشجاعة الحقيقية هي التي تجعل العبد يعفو عند القدرة أما الاستئصال التام و الإبادة الشاملة فمن أعمال الهمجيين و الجبناء الذين يستغلون ضعف الشعوب ليفنوهم عن بكرة أبيهم كما حدثنا كتاب النصارى الذي يقدسون.و ما فعل النصارى بشعوب الإنكا و المايا و الأزتيك و سكان أستراليا الأصليين لخير شاهد على تعطش النصلارى للدماء.
في الأخير دعنا نتحف النصـ ـارى بمآثر ربهم و تلاميذه البطولية تتمة لما قيل :
يسوع الخائف :
Mk / إنجيل مرقص إ 14 ع 33
[ترجمة الفانديك]: ثم أخذ معه بطرس ويعقوب ويوحنا وابتدأ يدهش ويكتئب.. ترجمة : مقارنة النصوص
Mk / إنجيل مرقص إ 14 ع 33
[ترجمة الحياة]:وقد أخذ معه بطرس ويعقوب ويوحنا، وبدأ يشعر بالرهبة والكآبة.. ترجمة : مقارنة النصوص
Mk / إنجيل مرقص إ 14 ع 33
[ترجمة الكاثوليك]:ثم مضى ببطرس ويعقوب ويوحنا، وجعل يشعر بالرهبة والكآبة.. ترجمة : مقارنة النصوص
Mk / إنجيل مرقص إ 14 ع 33
[الترجمة البولسية]:وأخذ معه بطرس ويعقوب ويوحنا، وطفق يرتاع ويكتئب.. ترجمة : مقارنة النصوص
يرتاع و يشعر بالرهبة و هو رب الجنود .
يسوع يقوده الشيطان :
Mt / إنجيل متى إ 4 ع 5
ثم أخذه إبليس إلى المدينة الذي يقدسونة وأوقفه على جناح الهيكل. ترجمة : الفانديك
Mt / إنجيل متى إ 4 ع 8
ثم أخذه أيضا إبليس إلى جبل عال جدا وأراه جميع ممالك العالم ومجدها. ترجمة : الفانديك
Mt / إنجيل متى إ 4 ع 11
ثم تركه إبليس وإذا ملائكة قد جاءت فصارت تخدمه.. ترجمة : الفانديك
الشيطان هو الذي ترك يسوع و ليس العكس . تخيل أنك تحدث و تخاطب و تكلم واحدا فتركك!!! موقف مخز و الله.
يسوع و الأبطال :
من قصيدة إمبسون " الشجاعة تعني الهرب " من ديوان " العاصفة المحتشدة " The Gathering Storm
نقول الشجاعة هي الهرب .و لقد صدق العلامة أحمد ديدات حين قال :
خلال مناظرة بين الإسلام و النـصرانية مذاعة بالتلفاز ،قال أحد المشتركين الذين يدّعون أنهم ولدوا من جديد : إنه يفخر بكلمة ( أسـ ـلـ ـمـ ـوه )مما يعني أنها كانت تعني الفخر و النصر عنده ،و لا تعني مرارة الهزيمة و عار ها . إن الحرفيين من أصحاب الإنجيل قد ابتدعوا مرضا جديدا هو الافتتان بالخِسَّة و العار .و كل منهم ذكورا و إناثا لن تعوزهم الحيلة كي ينسبوا خطاياهم و آثامهم و فسوقهم و سُكْرهم و عربدتهم إلى هذا المشجب .و يبدو أن الإنسان يلزمه أن يكون من حثالة البشر ليكون عضوا في زمرة الذين ولدوا من جديد . اهـ كلام الشيخ رحمه الله.
في إنجيل مرقس الإصحاح 14 نقرأ :
43وبَينَما هو يَتَكَلَّم، إِذ وَصَلَ يَهوذا أَحَدُ الِاثنَيْ عَشَر، ومَعَه عِصابةٌ تَحمِلُ السُّيوفَ والعِصِيّ، أَرسَلَها عُظَماءُ الكَهَنَةِ والكَتَبَةُ والشُّيوخ. 44وكانَ الَّذي يُسلِمُه قد جَعَلَ لَهم عَلامَةً إذ قالَ: ((هو ذاكَ الَّذي أُقَبِّلُه، فأَمسِكوه وسوقوه مَحْفوظاً)). 45ومَا إِن وَصَلَ حتَّى دَنا مِنهُ فقالَ له: ((رابِّي !)) وقَبَّلَه. 46فبَسَطوا أَيدِيَهُم إِليهِ وأَمسَكوه. 47فاستَلَّ أَحدُ الحاضِرينَ سَيفَه، وضرَبَ خَادِمَ عَظيمِ الكَهَنَةِ فقَطَعَ أُذُنَه. 48فقالَ لَهم يسوع: ((أَعلى لِصٍّ خَرَجتُم تَحمِلونَ السُّيوفَ والعِصِيَّ لِتَقبِضوا علَيَّ ؟ 49كُنتُ كُلَّ يَومٍ بَينَكم أُعَلِّمُ في الهَيكَل فلَم تُمسِكوني، وإِنَّما حَدَثَ هذا لِتَتِمَّ الكُتُب))50فتَركوهُ كُلُّهم وهَرَبوا. 51وتَبِعَه شابٌّ يَستُرُ عُريَه بِإِزار فأَمسَكوه. 52 فتَخَلَّى عنِ الإِزارِ وهَرَبَ عُرْياناً.
فانظروا إلى جبن التلاميذ لم يصرخوا و لم يحتجوا و لم يقذفوا بالحجارة بل أطلقوا للريح سيقانهم و هربوا و يا للعار و حتى محاولة الشاب الانتحارية لم تثمر إلا خزيا و عريا و عارا و شنارا .لكم أن تتخيلوا روعة المشهد .
يسوع و المجد :
في إنجيل متى :
27فمَضى جُنودُ الحاكِمِ بِيَسوعَ إِلى دارِ الحاكِم وجَمَعوا علَيه الكَتيبَةَ كُلَّها، 28فجَرَّدوهُ مِن ثِيابِه وجَعَلوا علَيه رِداءً قِرمِزِياً، 29وضَفَروا إِكليلاً مِن شَوكٍ ووَضَعوه على رأسِه، وجَعلوا في يَمينِه قَصَبَة، ثُمَّ جَثَوا أَمامَه وسخِروا مِنهُ فقالوا: ((السَّلامُ عليكَ يا مَلِكَ اليَهود )). 30وبَصَقوا علَيه وأَخَذوا القَصَبَةَ وجَعَلوا يَضرِبونَه بِها على رأسِه. 31وبعدَ ما سَخِروا مِنه نَزَعوا عَنه الرِّداء، وأَلبَسوه ثيابَه وساقوه لِيُصلَب.
وبَينَما هُم خارِجون، صادَفوا رَجُلاً قيروانيّاً اسمُهُ سِمعان، فسَخَّروه أَن يَحمِلَ صَليبَ يسوع. 33ولَمَّا وصَلوا إِلى المكانِ الَّذي يُقالُ لَه جُلجُثَة، أَيِ مكانِ الجُمجُمَة، 34ناولوهُ خَمراً مَمْزوجةً بِمَرارَةٍ لِيَشرَبَها. فذاقَها وأَبى أَن يَشرَبَها. 35فصَلبوهُ ثُمَّ اقتَسَموا ثِيابَه مُقتَرِعينَ علَيها. 36وجَلَسوا هُناكَ يَحرِسونَه.
37ووَضعوا فَوقَ رَأسِه عِلَّةَ الحُكمِ علَيه كُتِبَ فيها: ((هذا يسوعُ مَلِكُ اليَهود )). 38ثُمَّ صُلِبَ معَهُ لِصَّان، أَحَدُهما عَنِ اليَمينِ والآخَرُ عَنِ الشِّمال.
يسوع عرضة للشتم والسخرية
39وكانَ المَارَّةُ يَشتُمونَه وهُم يَهُزُّونَ رُؤوسهم 40ويقولون: ((يا أَيُّها الَّذي يَنقُضُ الهَيكلَ ويَبنيهِ في ثَلاثَةِ أَيَّام، خَلِّصْ نَفسَكَ إِن كُنتَ ابنَ الله، فَانزِلْ عن الصَّليب )). 41وكذلِكَ كانَ عُظماءُ الكَهَنَةِ يَسخَرونَ فيَقولونَ مَعَ الكَتَبَةِ والشُّيوخ: 42 ((خَلَّصَ غَيرَه، ولا يَقدِرُ أَن يُخَلِّصَ نَفْسَه! هو مَلِكُ إِسرائيل، فَلْيَنْزِلِ الآنَ عنِ الصَّليبِ فنُؤمِنَ بِه. 43إِتَّكَلَ على الله، فَليُنقِذْهُ الآن، إِن كانَ راضِياً عَنه، فقَد قال: أَنا ابنُ الله )). 44وكانَ اللِّصَّانِ المَصلوبانِ معَه هما أَيْضاً يُعَيِّرانِه مِثلَ ذلك.
نستنتج ما يلي من خلال المكتوب الذي سقته :
1 ـ يسوع يجرد من ثيابه و يعرى .و لكم أن تتخيلوا الإله المتجسد عاريا كما ولدته أمه و حتى لو كان من قادة الناس و أشرافهم لكان موقفا عصيبا فاضحا مخزيا لكن و يا لهول صدمة النصارى أننا نتحدث عن الإله المتجسد و ابن الإله .إنها لحظة من لحظات عظمة تاريخ الوثنيين عندما ينتصر البشر على الآلهة.
2 ـ عدوه يلبسه ثياب النساء.و لكم مرة أخرى أن تطلقوا العنان لخيالكم و تتصوروا الإله المتجسد بثياب النساء.
3 ـ يضعون إكليلا من الشوك على رأسه.إنها لحظة من لحظات تهكم و سخرية البشر بالآلهة فعوض أن يتوج بالذهب توج بالشوك يخز جلدة رأسه و يدميها.
4 ـ يسخرون منه.و المضحك أنهم سواء علموا أنه الإله المتجسد أم لم يعلموا فإن الأمر فضيحة فالأمر لا يليق بملك مهيب و جبار بأس عتيد فكيف بالإله و ابن الإله؟
5 ـ يضربونه .و ما أشد ضربات البشر على أم رأس الإله.
يسوع في الوثاق :
في إنجيل يوحنا الإصحاح 18:
12فقَبَضَتِ الكَتيبَةُ والقائِدُ وحَرَسُ اليَهودِ على يسوع وأَوثَقوه 13وساقوهُ أَوَّلاً إِلى حَنَّان، وهُو حَمُو قيافا عَظيمِ الكَهَنَةِ في تِلكَ السَّنَة. 14وقَيافا هو الَّذي أَشارَ على اليَهودِ أَنَّه خَيرٌ أَن يَموتَ رَجُلٌ واحِدٌ عَنِ الشَّعب. 15وتَبعَ يسوعَ سِمعانُ بُطرُس وتِلميذٌ آخَر، وكانَ عَظيمُ الكَهَنَةِ يَعرِفُ ذاكَ التِّلْميذ، فدَخلَ دارَ عَظيمِ الكَهَنَةِ مع يسوع. 16أَمَّا بُطرُس فوقَفَ على البابِ في خارِجِ الدَّار. وخَرجَ التِّلْميذُ الآخَرُ الَّذي يَعرِفُه عَظيمُ الكَهَنَة، فكلَّمَ البَوَّابة وأَدخَلَ بُطرُس. 17فقالَتِ الجارِيَةُ الَّتي على البابِ لِبُطرُس: (( أَلَستَ أَنتَ أَيضاً مِن تَلاميذِ هذا الرَّجُل؟)) قال: (( لَستُ مِنهُم )). 18وأَوقَدَ الخَدَمُ والحَرَسُ ناراً لِشِدَّةِ البَرْد، ووَقَفوا يَستَدفِئون، ووَقفَ بُطرُسُ يَستدفِئُ معَهم. 19فسأَلَ عَظيمُ الكَهَنَةِ يسوعَ عن تَلاميذِه وتَعليمِه. 20أَجابَهُ يسوع: (( إِنِّي كَلَّمتُ العالَمَ عَلانِيةً، وإِنِّي عَلَّمتُ دائماً في المَجمَعِ والهِيكَلِ حَيثُ يَجتَمِعُ اليَهودُ كُلُّهم، ولَم أَقُلْ شَيئاً في الخُفْيَة. 21فلِماذا تَسأَلُني أَنا؟ سَلِ الَّذينَ سَمِعوني عَمَّا كلَّمتُهم بِه، فهُم يَعرِفونَ ما قُلت )). 22فلمَّا قالَ يسوعُ هذا الكَلام، لَطَمَه واحِدٌ مِنَ الحَرَسِ كانَ بِجانِبِه وقالَ له: (( أَهكذا تُجيبُ عَظيمَ الكَهَنَة؟ ))23أَجابَه يسوع: (( إِن كُنتُ أَسَأْتُ في الكَلام، فبَيِّنِ الإِساءَة. وإِن كُنتُ أَحسَنتُ في الكَلام، فلِماذا تَضرِبُني ؟ (( 24فأَرسَلَ بِه حَنَّانُ مُوثَقاً إِلى قَيافا عَظيمِ الكَهَنَة. 25وكانَ سِمعانُ بُطرُس واقِفاً يَستَدفِئ. فقالوا له: (( أَلَستَ أَنتَ أَيضاً مِن تَلاميذِه؟ )) فأَنكَرَ قال: (( لَستُ مِنهُم )). 26فقالَ خادِمٌ مِن خَدَمِ عَظيمِ الكَهَنَة، وكانَ مِن أَقارِبِ الرُّجُلِ الَّذي قَطَعَ بُطرُسُ أُذُنَه: (( أَما رَأَيتُكَ أَنا بِنَفْسي معَه في البُستان؟)) 27فأَنكرَ بُطرُسُ مرَّةً أُخْرى. وعِندَئِذٍ صاحَ الدِّيك.
نقرأ في الإصحاح الآنف الذكر :
1 ـ الكتيبة تلقي القبض على الرب يسوع.
2 ـ يساق إلى رئيس الكهنة.
3 ـ يُلطم وجه ر ب النصـ ـارى يسوع في مجلس رئيس الكهنة دون أن يلتزم بوصاياه و أقواله فلماذا يا ترى لم يدر الخد الآخر الذي لم يلطم؟ هل حر الصفعة أنساه تعاليمه ؟
4 ـ بطرس ينكر ربه أمام الناس.
بلايا تحل برب النصـ ـارى يسوع :
نقرأ في :
Mt / إنجيل متى إ 26 ع 67
حينئذ بصقوا في وجهه ولكموه وآخرون لطموه. ترجمة : الفانديك
1 ـ يبصق الأعداء على وجه رب النصـ ـارى .
2 ـ يلكمه عدوه
3 ـ يضربونه على خده .
التنكر سبيل النجاة و السلامة :
يسوع من حرصه على حياته أن حضر العيد متنكرا ففي :
Jn / إنجيل يوحنا إ 7 ع 10
ولما كان إخوته قد صعدوا حينئذ صعد هو أيضا إلى العيد لا ظاهرا بل كأنه في الخفاء.. ترجمة : الفانديك
4 _ يقيدونه و لا يستطيع أن يحل الوثاق و لا أن يكسر القيد و عبده الضعيف شمشون بانتفاضة واحدة يكسر القيود و يقتل أعاديه لا يبالي بأحد غضبه شديد و بأسه عتيد لكن نهايته أشبهت نهاية الرب فبعد الخزي و العار و تهكم عدوه به انتحر المسكين .
في الختام لا يسعني إلا قول ما يلي:
إن النصارى يبالغون في الإسقاط فما من شيء يشنعونه علينا إلا حفل كتابهم بالأضعاف المضاعفة منه مع سلامتنا و براءتنا مما اتهمونا به.
مع تحيات
أبي أنس
الصارم الصقيل
المغرب الأقصى ليلة الأربعاء السابع من ذي الحجة 1430 للهجرة.
و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و صلى الله و سلم على سيدنا محمد و آله.