way_2_islam
2010-01-01, 04:20 PM
كتبه/ سعيد صابر
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
فعن أنس -رضي الله عنه-: (أن أبا قحافة لما مد يده يبايع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بكى أبو بكر -رضي الله عنه- فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- ما يبكيك؟ قال: لأن تكون يد عمك -يقصد أبا طالب- مكان يده -يقصد أباه- ويسلم ويقر الله عينك أحب إلي من أن يكون) رواه الحاكم وصححه، وصححه الحافظ ابن حجر في الإصابة.
وهذا شأن المؤمن الصادق يقدم ما قدم الله -عز وجل- ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، ويؤخر ما أخر الله -عز وجل- ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وهو في هذا وذاك طوع إشارة ورهين أمر.
والله -عز وجل- يصطفي من خلقه ما يشاء (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ)(القصص:68)، ومن ذلك أنه -تعالى- فضـَّل بعض النبيين على بعض، وفضـَّل بعض الأزمنة على بعض، وفضـَّل كذلك بعض الأمكنة على بعض، وفي الحديث: (أحب البلاد إلى الله مساجدها) رواه مسلم، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (خير البقاع المساجد) رواه الطبراني والحاكم، وحسنه الألباني.
وكيف لا؟ وهي تلك البيوت التي أذِن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه وناهيك بهذا رفعة وسمواً.
وإذا كانت قلوب المؤمنين لهاتيك البقاع تحن ولبعدها تئن، بل قد تركوا قلوبهم معلقة هناك كما نطق بذلك الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم- فلا يقر لهم قرار حتى يلتئم الشمل ويجمع الشتات، فما ظنك ببيت خصه الله من تلك البيوت بمسرى رسوله -صلى الله عليه وسلم- وأثنى عليه في كتابه وباركه، بل وبارك ما حوله فقال -تعالى-: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)(الإسراء:1).
ومن بركته أن الله اختصه محلا لكثير من أنبيائه وأصفيائه وجعله قبلتهم ومقصدهم ومهوى أفئدتهم، حتى أن موسى -عليه السلام- ليرفع أكف الضراعة قائلاً: (رب أدنني من الأرض المقدسة رمية بحجر) متفق عليه.
ومن بركته أن الصلاة فيه لها شأن وأي شأن، يقول أبو ذر -رضي الله عنه-: (تذاكرنا ونحن عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أيهما أفضل مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أم بيت المقدس- وهذه المذاكرة تدل في حد ذاتها على فضيلة بيت المقدس وعظيم شرفه وإلا لما تحاور الأئمة الأعلام في المفاضلة بينه وبين المسجد النبوي الشريف حتى كان فصل الخطاب عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حيث قال -صلى الله عليه وسلم-: صلاة في مسجدي أفضل من أربع صلوات فيه -وبما أن الصلاة في مسجده عليه الصلاة والسلام بألف صلاة فالصلاة في الأقصى بـ250 صلاة، ثم قال عليه الصلاة والسلام-: ولنعم المصلى هو وليوشكن لأن يكون للرجل مثل شطن -الشطن: الحبل- فرسه من الأرض حيث يرى من بيت المقدس خير له من الدنيا وما فيها) رواه الطبراني والحاكم، وصححه الألباني.
ومن بركته أنه مَحَّاء للخطايا، فعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إن سليمان بن داود لما بنى بيت المقدس سأل الله عز وجل خلالا ثلاثة سأل الله حكما يصادف حكمه فأوتيه وسأل الله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأوتيه وسأل الله حين فرغ من بناء المسجد أن لا يأتيه أحد لا ينهزه -يخرجه ويحركه- إلا الصلاة فيه أن يخرجه من خطيئته كيوم ولدته أمه أما اثنتان فقد أعطيهما وأرجو أن يكون قد أعطي الثالثة) رواه النسائي وأحمد، وصححه الألباني.
ومن بركته أن الله حرَّم على الرواحل ألا ترحل إلا إليه ولأخويه، ففي الحديث: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا) متفق عليه.
ومن بركته أن حرَّم على الدجال أن يدنسه بقدميه، وفي الحديث: (أنه لا يأتي أربعة مساجد الكعبة ومسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- والمسجد الأقصى والطور) رواه أحمد، وصححه الألباني.
أخي الكريم: كيف لا تفعم القلوب محبة وإجلالاً لبقعة جعلها الله أول القبلتين وثاني المسجدين، فقد سأل أبو ذر -رضي الله عنه- رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (قلت: يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: المسجد الحرام. قال قلت: ثم أي؟ قال: ثم المسجد الأقصى. قلت: كم بينهما؟ قال: أربعون عاما) متفق عليه.
أخي: مسجد هذا شأنه كيف لا تهفو إليه بقلبك وترعيه بسمعك وتهتف على إثر ذلك بما هتف به الكمل من المؤمنين: الأقصى يناديني تسمعه شراييني؟!
أخي الحبيب:
الأقصى محله القلب... ولكن لا يحل الـ "بيت المقدس" إلا بقلب قد تـَقـَدَّس من أدران الشرك والشك والشهوات والشبهات، أما قلب قد تدنس بتلك القاذورات أو بشيء منها فلا تلفينه إلا وهجيراه: "ما لنا وللقدس - ما لنا ولفلسطين - ما لنا وللأقصى"!!
وترجمة هذه الكلمات في قاموس الإيمان هي أن يقال: "ما لنا وللإسلام".
أما المؤمنون الكمل فتهتف قلوبهم:
يا أقصى يا مقيما في خاطري وجناني وبعيداً عن ناظري وعياني
أنــت روحي وإن كـنت لسـت أراها فـهي أدنى إلي من كــل دانــي
نسأل الله -جل في علاه- أن يرزقنا وإياكم صلاة في رحابه، وشهادة على أبوابه كما نسأله -تعالى- أن يجعل تدبير من أراده والإسلام والمسلمين بسوء تدميره، وأن يرد كيده إلى نحره، وأن يجعل الدائرة تدور عليه.
يا رب ديــنك فانـتصـر واعصف بكل جبار أشر
واجعل جموع المعتدي أعــجــاز نـخـل مـنـقعـر
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
فعن أنس -رضي الله عنه-: (أن أبا قحافة لما مد يده يبايع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بكى أبو بكر -رضي الله عنه- فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- ما يبكيك؟ قال: لأن تكون يد عمك -يقصد أبا طالب- مكان يده -يقصد أباه- ويسلم ويقر الله عينك أحب إلي من أن يكون) رواه الحاكم وصححه، وصححه الحافظ ابن حجر في الإصابة.
وهذا شأن المؤمن الصادق يقدم ما قدم الله -عز وجل- ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، ويؤخر ما أخر الله -عز وجل- ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وهو في هذا وذاك طوع إشارة ورهين أمر.
والله -عز وجل- يصطفي من خلقه ما يشاء (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ)(القصص:68)، ومن ذلك أنه -تعالى- فضـَّل بعض النبيين على بعض، وفضـَّل بعض الأزمنة على بعض، وفضـَّل كذلك بعض الأمكنة على بعض، وفي الحديث: (أحب البلاد إلى الله مساجدها) رواه مسلم، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (خير البقاع المساجد) رواه الطبراني والحاكم، وحسنه الألباني.
وكيف لا؟ وهي تلك البيوت التي أذِن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه وناهيك بهذا رفعة وسمواً.
وإذا كانت قلوب المؤمنين لهاتيك البقاع تحن ولبعدها تئن، بل قد تركوا قلوبهم معلقة هناك كما نطق بذلك الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم- فلا يقر لهم قرار حتى يلتئم الشمل ويجمع الشتات، فما ظنك ببيت خصه الله من تلك البيوت بمسرى رسوله -صلى الله عليه وسلم- وأثنى عليه في كتابه وباركه، بل وبارك ما حوله فقال -تعالى-: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)(الإسراء:1).
ومن بركته أن الله اختصه محلا لكثير من أنبيائه وأصفيائه وجعله قبلتهم ومقصدهم ومهوى أفئدتهم، حتى أن موسى -عليه السلام- ليرفع أكف الضراعة قائلاً: (رب أدنني من الأرض المقدسة رمية بحجر) متفق عليه.
ومن بركته أن الصلاة فيه لها شأن وأي شأن، يقول أبو ذر -رضي الله عنه-: (تذاكرنا ونحن عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أيهما أفضل مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أم بيت المقدس- وهذه المذاكرة تدل في حد ذاتها على فضيلة بيت المقدس وعظيم شرفه وإلا لما تحاور الأئمة الأعلام في المفاضلة بينه وبين المسجد النبوي الشريف حتى كان فصل الخطاب عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حيث قال -صلى الله عليه وسلم-: صلاة في مسجدي أفضل من أربع صلوات فيه -وبما أن الصلاة في مسجده عليه الصلاة والسلام بألف صلاة فالصلاة في الأقصى بـ250 صلاة، ثم قال عليه الصلاة والسلام-: ولنعم المصلى هو وليوشكن لأن يكون للرجل مثل شطن -الشطن: الحبل- فرسه من الأرض حيث يرى من بيت المقدس خير له من الدنيا وما فيها) رواه الطبراني والحاكم، وصححه الألباني.
ومن بركته أنه مَحَّاء للخطايا، فعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إن سليمان بن داود لما بنى بيت المقدس سأل الله عز وجل خلالا ثلاثة سأل الله حكما يصادف حكمه فأوتيه وسأل الله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأوتيه وسأل الله حين فرغ من بناء المسجد أن لا يأتيه أحد لا ينهزه -يخرجه ويحركه- إلا الصلاة فيه أن يخرجه من خطيئته كيوم ولدته أمه أما اثنتان فقد أعطيهما وأرجو أن يكون قد أعطي الثالثة) رواه النسائي وأحمد، وصححه الألباني.
ومن بركته أن الله حرَّم على الرواحل ألا ترحل إلا إليه ولأخويه، ففي الحديث: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا) متفق عليه.
ومن بركته أن حرَّم على الدجال أن يدنسه بقدميه، وفي الحديث: (أنه لا يأتي أربعة مساجد الكعبة ومسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- والمسجد الأقصى والطور) رواه أحمد، وصححه الألباني.
أخي الكريم: كيف لا تفعم القلوب محبة وإجلالاً لبقعة جعلها الله أول القبلتين وثاني المسجدين، فقد سأل أبو ذر -رضي الله عنه- رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (قلت: يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: المسجد الحرام. قال قلت: ثم أي؟ قال: ثم المسجد الأقصى. قلت: كم بينهما؟ قال: أربعون عاما) متفق عليه.
أخي: مسجد هذا شأنه كيف لا تهفو إليه بقلبك وترعيه بسمعك وتهتف على إثر ذلك بما هتف به الكمل من المؤمنين: الأقصى يناديني تسمعه شراييني؟!
أخي الحبيب:
الأقصى محله القلب... ولكن لا يحل الـ "بيت المقدس" إلا بقلب قد تـَقـَدَّس من أدران الشرك والشك والشهوات والشبهات، أما قلب قد تدنس بتلك القاذورات أو بشيء منها فلا تلفينه إلا وهجيراه: "ما لنا وللقدس - ما لنا ولفلسطين - ما لنا وللأقصى"!!
وترجمة هذه الكلمات في قاموس الإيمان هي أن يقال: "ما لنا وللإسلام".
أما المؤمنون الكمل فتهتف قلوبهم:
يا أقصى يا مقيما في خاطري وجناني وبعيداً عن ناظري وعياني
أنــت روحي وإن كـنت لسـت أراها فـهي أدنى إلي من كــل دانــي
نسأل الله -جل في علاه- أن يرزقنا وإياكم صلاة في رحابه، وشهادة على أبوابه كما نسأله -تعالى- أن يجعل تدبير من أراده والإسلام والمسلمين بسوء تدميره، وأن يرد كيده إلى نحره، وأن يجعل الدائرة تدور عليه.
يا رب ديــنك فانـتصـر واعصف بكل جبار أشر
واجعل جموع المعتدي أعــجــاز نـخـل مـنـقعـر