مشاهدة النسخة كاملة : تحليل قصيد للمتنبي
الهزبر
2008-01-14, 10:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ماشاء الله موضوع قيم ورائع اخي الهزبر
جزاك الله كل خير ووفقك :kwayes:
في انتضار القصيده ان شاء الله
لا حرمنا الله من ظلك الوارف اخت زنبقة اما القصيدة فانظري المشاركة التالية واما التحليل فقد يبطئ قليلا لبعض الظروف التي امر بها.
الهزبر
2008-01-14, 10:54 PM
السلام عليكم.
وفاؤكما كالربع أشجاه طاسمه=بأن تُسعدا و الدمع أشفاه ساجمه
و ما أنا إلا عاشق كل عاشق=أعقُّ خليلـيه الصفيين لائمـه
و قد يتزيا بالهوى غير أهله=ويستصحب الإنسان من لا يلائمه
بليت بلى الأطلال إن لم أقف بها=وقوف شحيح غاب في الترب خاتمه
كئيبا توقاني العواذل في الهوى=كما يتوقى ريض الخيل حازمه
قفي تغرمي الأولى من اللحظ مهجتي=بثانية و المتلف الشيء غارمه
سقانا و حيانا بك الله إنما=على العيس نور و الخدور كمائمه
و ما حاجة الأضعان حولك في الدجى=إلى قمر ما واجد لك عادمه
إذا ظفرت منك العيون بنظرة=أثاب بها معيي المطي و رازمه
حبيب كأن الحسن كان يحبه=فآثره أو جار في الحسن قاسمه
تحول رماح الخط دمن سبائه=و تسبى له من كل حي كرائمه
و يضحي غبار الخيل أدنى ستوره=و آخرها نشر الكِباء الملازمه
و ما استغربت عيني فراق رأيته=ولا علمتني غير ما القلب عالمه
فلا يتهمني الكاشحون فإنني=رعيت الردى حتى حلت لي علاقمه
مُشِبُّ الذي يبكي الشباب مُشِيبُهُ=فكيف توقيه و بانيه هادمه
وتكملة العيش الصبى و عقيبه=و غائب لون العارضين و قادمه
و ما خضب الناس البياض لأنه=قبيح ولكن أحسن الشعر فاحمه
و أحسن من ماء الشبيبة كله=حيا بارق في مفازة أنا شائمه
عليها رياض لم تَحُكْها سحابة=و أغصان دوح لم تغن حمائمه
و فوق حواشي كل ثوب موجه=من الدُّر سمط لم يُثَقِّبه ناظمه
ترى حيوان البر مصطلحا به=يحارب ضد ضده و يسالمه
إذا ضربته الريح ماج كأنه=تجول مذاكيه و تدأى ضراغمه
و في صورة الرمي ذي التاج ذلة=لأبلج لا تيجان إلا عمائمه
تقبل أفواه الملوك بساطه=ويكبر عنها كُمُّهُ و براجمه
قياما لمن يشفي من الداء كيُّه=ومن بين أذني كل قَرم مواسمه
قبائعها تحت المرافق هيبة=و أنفذ مما في الجفون عزائمه
له عسكرا خيل و طير إذا رمى=بها عسكرا لم يبق إلا جماجمه
أجِلَّتها من كل طاغ ثيابه=و موطئها من كل باغ ملاغمه
فقد مل ضوء الصبح مما تُغيره=و مل سواد الليل مما تزاحمه
و مل القنى مما تدق صدوره=و مل حديد الهند مما تلاطمه
سحاب من العقبان يزحف تحتها=سحاب إذا استسقت سقتها صوارمه
سلكت صروف الدهر حتى لقيته=على ظهر عزم مُئيَدات قوائمه
مهالك لم تصحب بها الذيب نفسه=و لاحملت فيها الغراب قوائمه
فأبصرت بدرا لايرى البدر مثله=و خاطبت بحرا لايرى العِبر عائمه
غضبت له لما رأيت صفاته=بلا واصف و الشعر تهذي طماطمه
و كنت إذا يممت أرضا بعيدة=سريت فكنت السر و الليل كاتمه
لقد سل سيف الدولة المجد معلما=فلا المجد مخفيه و لا الضرب ثالمه
على عاتق الملك الأغر نجاده=و في يد جبار السماوات قائمه
تحاربه الأعداء و هي عبيده=و تدخر الأموال وهي غنائمه
و يستكبرون الدهر و الدهر دونه=و يستعظمون الموت و الموت خادمه
و إن الذي سمى علي لمنصف=وإن الذي سماه سيفا لظالمه
و ما كل سيف يقطع الهام حده=و تقطع لَزْبات الزمان مكارمه
http://als7raa.com/download.php?action=lsn&id=998
تحميل القصيدة (http://als7raa.com/pome/fase7/mot/zz4.rm)
ذو الفقار
2008-01-14, 11:08 PM
لا أملك الا الاعجاب بما تكتب يا أخى الهزبر فلا تطيل غيابك
نسأل الله أن تعود قريباً
بنت خويلد
2008-01-15, 03:13 PM
كلمات فى قمة الروعه
:kwayes:
http://www.arab7.com/up/file/1104914519571.jpg
مع تحياتى
الهزبر
2008-01-20, 04:36 PM
السلام عليكم.
بارك الله فيك بنت خويلد وجزاك الله خيرا.
ossama
2008-01-22, 05:46 PM
سلمت يداك أخي الحبيب متابعينك دوماً رغم البعد . . , جزاك الله خيراً وأدام ابداعك .
الهزبر
2008-01-23, 12:13 AM
السلام عليكم.
تفنن الشعراء وتنافسوا في كل الاغراض, ولعل المدح يعتبر الضرب الاكبر الذي خاض غماره معظم الفحول. بل ان بعض النقاد لا يعتبرون القارض شاعرا ما لم يجد في المدح, بل وقد يبلغ بهم الامر أحيانا الى الحكم على الشاعر من خلال المكافآت التي حصل عليها من الممدوح, وهو معيار لا يثبت صدقه في كل المناسبات ولا يجد له صدى لدى كل النقاد. ولكن المقطوع به من قبل كل المتقدمين هو ان الناقد منهم قد لا يلتفت الى شاعر ما, حتى يسمع له قصيدا يزيد على الاربعين بيتا وهو لعمري بعض معيار جيد يميز الغث من السمين.
ونصنا اليوم يستجيب لهذا المحك بشدة فهو عبارة عن قصيدة لابي الطيب المتنبي تربو على الاربعين بيتا وهي تمثل فاتحة السيفيات*. هذه المرحلة الشامية التي بدأها المتنبي سنة 337 هـ. فالقصيد بالتالي يعد اول مصافحة شعرية بين امير الشعراء وفارس الامراء سيف الدولة الحمداني, هذا الفارس الذي انفرد تقريبا في تلك الحقبة بحرب الروم والدفاع على ثغور المسلمين, فضلا على كونه شاعرا ناقدا وزّانة للشعر علاّمة باللغة ذوّاقة لجميل القول, والمتنبي كما هو معروف عنه, نار تتأجج من الرفض والغضب, بركان من الطّموح وتنور تتقد فيه القوافي اتقادا, فهذا القصيد اول لقاء بين شاعر يتشّح السيف ويلوح به وبين فارس يتّشح الشعر ويقرض فيقل ويبدع.
هو اذا لقاء بين شاعر بالقوة امير بالقلب بالفعل, وبين امير بالقوة شاعر بالفعل بالحس والقول. فالرهان عند المتنبي هو ان يضيف الى امارته الشعرية امارة على الارض والرهان عند سيف الدولة هو ان يضيف الى امارته السلطانية امارة شعرية تسد حاجاته النفسية الروحية وتملأ جوانب الابداع في نفسه الصدئة من كثرة الحروب والمشاكل وتجعله ينفش ريشه كلما تدارس الناس امر الشعر والشعراء.
والسند عندنا الان هو القصيد لذلك لن نهتم الا برهان المتنبي. احققه؟ ام انه كان مجرد طبل رجوج لصدى قرع سيف الدولة.
رفقا بالقارئ كما طلب احد اخوتي. يتبع في مداخلات اخرى.
المرة القادمة باذن الله بنية القصيد(مفيد جدا للذين يدرسون الاداب لاني سالخص كل شيىء في نهاية الموضوع في شكل رؤوس اقلام) وانا جاهز الى السؤال حول اية مسالة حول الادب القديم ما اسعفني ما اعلم.
بسم الله ما شاء الله ،بارك الله فيك اخي الهزبر وجزاك الله خيرا انه تحليل رائع ،لا حرمنا الله من قلمك .
حياكم الله .
الهزبر
2008-02-07, 10:45 PM
السلام عليكم.
بنية القصيد في هذه المداخلة.
جمع المتنبي بين جل الاغراض التي درج الشعراء على استعمالها في مثل هذه المواقف, فألف بين الطلل والنسيب والمدح المباشر منه وغير المباشر, وظاهر الرحلة وغيرها من الاشارات التي يتفنن فيها المدّاحة... وما نلاحظه حقا في هذا النص هو تفرد المتنبي ببعض الاغراض التي لم يسبق لغيره ان جعلها مع المدح وقدم بها للمقطع المدحي الذي يمثل جوهر القصيد وبيته. وهو لعمري دور المتنبي ولمسته التي يحرص على وضعها لتاكيد سلطانه الشعري وتبعا لذلك جمع النص في اغراضه بين الابداع والاتباع ووافق بين الاحتذاء والابتداء, ولعل ذلك كان سبيل هذا الشاعر لتحقيق رهانه, وتلبية الرؤية الجمالية المعهودة, وركضا وراء رؤيا مزاجه تلبية لطغوات قلبه طبعا وتطبّعا. وهو ما قاد المتنبي الى البحث عن كيفية الموازنة بين الصنعة والبعد الذاتي. هذا ما سنراه من خلال تحليل اجزاء القصيد على مستوى العبارة والبنية والدلالة.
يتبع باذن الله.
ذو الفقار
2008-02-08, 01:11 AM
عودة محمودة وقوية يا أخي الهزبر
أثريت ثقافتنا بنبع أدبك يا أخي
حياك الله
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir