way_2_islam
2010-01-12, 04:53 PM
كتبه/ أحمد فريد
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
من أحب أن يذكر لم يذكر، ومن كره أن يذكر ذكر
أي من أحب أن يشتهر ويرتفع لم يذكر، ومن كره الشهرة والذكر في الناس ذكر. وهذا كلام متين يشهد له الواقع بالاستقراء في تاريخ أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، فالذين أرتفع ذكرهم في الأمة، وبقي علمهم وثناء الناس عليهم، هم أهل الزهد في الشهرة والذكر، وأهل الإخلاص من أهل السنة والجماعة.
قيل لأبي بكر بن عياش: إن ناساً يجلسون في المسجد ويُجلَس إليهم؟ فقال: من جلس للناس جلس الناس إليه، ولكن أهل السنة يموتون ويبقى ذكرهم، وأهل البدعة يموتون ويموت ذكرهم.
فالذين ارتفع ذكرهم في الأمة هم أهل الورع والصدق والإخلاص من أهل السنة والجماعة، كأئمة الفقه الأربعة أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد -رحمة الله عليهم-، وكذا ابن المبارك والسفيانين وإسحاق وأبو عبيد والحربي وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن رجب والذهبي وابن كثير والنووي والعز بن عبد السلام، ومن تأمل تراجمهم وجد نصيحتهم للأمة وزهدهم في أعراضها الزائفة.
قيل للنبي -صلى الله عليه وسلم-: (الرجل يعمل العمل لا يريد به إلا وجه الله، فيحبه الناس) وفي رواية: (فيثني عليه الناس) قال -صلى الله عليه وسلم-: (تلك عاجل بشرى المؤمن)، فالمؤمن لا يرجو وجوه الناس، ولكنه يرجو وجه ربه الأعلى، والله -تعالى- يعلي ذكره، ويرزق الناس مودته، لأنه -تعالى- يملك قلوب العباد، ونواصي العباد، والشهرة على كل حال ليس فيها نفع عاجل ولا آجل، بل هي عنت ومشقة، وإبليس من أشهر الخلق، وقد جعل الله -عز وجل- الآخرة للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فساداً فقال -تعالى-: (تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (القصص:83).
وقد كان السلف -رضي الله عنهم- يفرون من الشهرة أشد الفرار. كان أويس وغيره من الزهاد إذا عُرِفوا في مكان ارتحلوا عنه. وكان إبراهيم بن أدهم إذا دخل عليه داخل وهو يقرأ في المصحف غطاه.
ودخل إبراهيم بن أدهم بستان، فظل الناس يدورون في البستان ويقولون: أين إبراهيم بن أدهم؟ فأخذ يدور معهم ويقول: "أين إبراهيم بن أدهم؟"!
وذهب عبد الله بن المبارك إلى الكوفة، وزاحم من أجل الوصول إلى السقاية، فلم يعرفه الناس فدفعوه، فقال: ما العيش إلا هكذا. أي حيث لم نُعرف ولم نُوقر.
وكان الواحد يختم القرآن حفظاً ولا يعلم به جاره!
وروي أن رجلاً من السلف صام سنة كاملة، ولم تعلم بذلك زوجته كان يخرج بطعام إفطاره فيتصدق به، ويبقى في دُكّانه إلى غروب الشمس، ثم يعود يفطر في بيته.
فمن أحب أن يُذكر لم يُذكر؛ وذلك لضعف نيته، ومحبته لنفسه، ومن كره أن يُذكر ذُكِر؛ لأن كراهية الشهرة إخلاص لله -عز وجل- ورجاء لثوابه.
فمن أحب أن يُذكر لم يُذكر؛ ومن كره أن يُذكر ذُكِر.
www.salafvoice.com (http://www.salafvoice.com/)
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
من أحب أن يذكر لم يذكر، ومن كره أن يذكر ذكر
أي من أحب أن يشتهر ويرتفع لم يذكر، ومن كره الشهرة والذكر في الناس ذكر. وهذا كلام متين يشهد له الواقع بالاستقراء في تاريخ أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، فالذين أرتفع ذكرهم في الأمة، وبقي علمهم وثناء الناس عليهم، هم أهل الزهد في الشهرة والذكر، وأهل الإخلاص من أهل السنة والجماعة.
قيل لأبي بكر بن عياش: إن ناساً يجلسون في المسجد ويُجلَس إليهم؟ فقال: من جلس للناس جلس الناس إليه، ولكن أهل السنة يموتون ويبقى ذكرهم، وأهل البدعة يموتون ويموت ذكرهم.
فالذين ارتفع ذكرهم في الأمة هم أهل الورع والصدق والإخلاص من أهل السنة والجماعة، كأئمة الفقه الأربعة أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد -رحمة الله عليهم-، وكذا ابن المبارك والسفيانين وإسحاق وأبو عبيد والحربي وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن رجب والذهبي وابن كثير والنووي والعز بن عبد السلام، ومن تأمل تراجمهم وجد نصيحتهم للأمة وزهدهم في أعراضها الزائفة.
قيل للنبي -صلى الله عليه وسلم-: (الرجل يعمل العمل لا يريد به إلا وجه الله، فيحبه الناس) وفي رواية: (فيثني عليه الناس) قال -صلى الله عليه وسلم-: (تلك عاجل بشرى المؤمن)، فالمؤمن لا يرجو وجوه الناس، ولكنه يرجو وجه ربه الأعلى، والله -تعالى- يعلي ذكره، ويرزق الناس مودته، لأنه -تعالى- يملك قلوب العباد، ونواصي العباد، والشهرة على كل حال ليس فيها نفع عاجل ولا آجل، بل هي عنت ومشقة، وإبليس من أشهر الخلق، وقد جعل الله -عز وجل- الآخرة للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فساداً فقال -تعالى-: (تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (القصص:83).
وقد كان السلف -رضي الله عنهم- يفرون من الشهرة أشد الفرار. كان أويس وغيره من الزهاد إذا عُرِفوا في مكان ارتحلوا عنه. وكان إبراهيم بن أدهم إذا دخل عليه داخل وهو يقرأ في المصحف غطاه.
ودخل إبراهيم بن أدهم بستان، فظل الناس يدورون في البستان ويقولون: أين إبراهيم بن أدهم؟ فأخذ يدور معهم ويقول: "أين إبراهيم بن أدهم؟"!
وذهب عبد الله بن المبارك إلى الكوفة، وزاحم من أجل الوصول إلى السقاية، فلم يعرفه الناس فدفعوه، فقال: ما العيش إلا هكذا. أي حيث لم نُعرف ولم نُوقر.
وكان الواحد يختم القرآن حفظاً ولا يعلم به جاره!
وروي أن رجلاً من السلف صام سنة كاملة، ولم تعلم بذلك زوجته كان يخرج بطعام إفطاره فيتصدق به، ويبقى في دُكّانه إلى غروب الشمس، ثم يعود يفطر في بيته.
فمن أحب أن يُذكر لم يُذكر؛ وذلك لضعف نيته، ومحبته لنفسه، ومن كره أن يُذكر ذُكِر؛ لأن كراهية الشهرة إخلاص لله -عز وجل- ورجاء لثوابه.
فمن أحب أن يُذكر لم يُذكر؛ ومن كره أن يُذكر ذُكِر.
www.salafvoice.com (http://www.salafvoice.com/)