way_2_islam
2010-01-14, 12:07 PM
كتبه/ أحمد شكري
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فما الذي جعل إبراهيم -عليه السلام- يسارع إلى ذبح ولده رغم أن الرؤيا التي رآها لم تتضمن نوع العقوبة المترتبة على التقاعس عن ذبحه؟!
ما الذي دفع موسى -عليه السلام- إلى طلب رؤية الله -عز وجل- ولم يكتفِ بكونه قرَّبه نجيـًا؟!
ما الذي استقر في قلب محمد -صلى الله عليه وسلم- فكان يذكر الله -تعالى- على كل أحيانه، وكانت قرة عينه في الصلاة؟!
وما الذي حمله -صلى الله عليه وسلم- على أن يقول لعائشة -رضي الله عنها- وهي أحب النساء إليه: ذريني أتعبد لربي؟!
وما الذي علمته عائشة -رضي الله عنها- فجعلها ترد عليه قائلة: إني لأحب قربك وأحب ما يسرك؟!
وما الذي استقر في قلبه -صلى الله عليه وسلم- حتى كان آخر ما قاله: بل الرفيق الأعلى، بل الرفيق الأعلى؟؟
وما الذي يسَّر على أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- أن يتصدق بماله كله عدة مرات؟!
وما الذي جعل خالد بن الوليد -رضي الله عنه- يقول: والله ما ليلة أزف فيها لعروس أنا لها محب أو أبشر فيها بمولود ذكر أحب إليَّ من ليلة شاتية شديدة البرد أصبِّح فيها العدو في سبيل الله -تعالى-؟!
وما الذي استقر في قلب صهيب -رضي الله عنه- حتى قال عنه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه؟!
وما الذي ملأ قلب ابن مسعود -رضي الله عنه- بالحب للقرآن وفهمه، ومعرفة تفسيره، والغيرة أن يكون غيره أعلم به منه حتى قال: لو أعلم أحدًا أعلم مني بكتاب الله -تعالى- تبلغه المطايا لرحلت إليه؟!
وما الذي جعل معاذ بن جبل -رضي الله عنه- يـُقبـِّل الطاعون الذي ظهر في يده، ثم يقول للموت حين أجهز عليه: مرحبًا بالموت حبيب جاء على فاقة، اللهم إنك تعلم أنه ما كنت أحب البقاء في الدنيا لكري الأنهار وغرس الأشجار، ولكن لظمأ الهواجر ومكابدة ليالي الشتاء الطويلة ومزاحمة العلماء بالركب؟!
ما الذي دعا ثابتـًا البناني -رحمه الله- أن يقول: اللهم إن كنت أعطيت أحدًا من خلقك أن يصلي في قبره فأعطني ذلك؟!
ما الذي جعل أولياء الله -تعالى- لا يكتفون بأداء الفرائض، بل يتبعونها بأداء النوافل ويستقيمون على ذلك؟!
وما الذي جعل أحدهم يفرح بالبلاء أكثر مما نفرح نحن بالعطاء؟!
ثم ما الذي فقدناه حتى صرنا نؤدي العبادات أداءً روتينيًا لا روح فيه؟
وما الذي افتقدناه حتى صار القرآن بيننا مجرد تعاويذ أو أحجبة ومصدرًا للبركة الدنيوية فقط؟! وأحسننا حالاً في التعامل معه من يَهُذه هَذَّ الشِّعر وهمه آخر السورة.
وما الذي افتقدناه حتى ضاع بيننا الحب في الله -تعالى- فصار أحدنا إنما يحب ويبغض على الدنيا ومصالحها؟!
وما الذي افتقدناه حتى صار أحدنا يوالي أعداء الإسلام، وينبهر بزخرف الدنيا الذي حصلوه؟!
وما الذي قلَّ في قلوبنا فحل محله حب الدنيا وكراهية الموت؟
وما الذي ضعف في قلوبنا فضعفت الغيرة لانتهاك حرمات الله -تعالى-؟!
وما الذي افتقدناه فصار العمل لنصرة الدين ونشر الدعوة نسيًا منسيًا؟!
ما الذي افتقدناه فتغيرت مشاعرنا وأحاسيسنا فصرنا نحزن على الدنيا ونفرح بها؟!
ما الذي افتقدناه فضاعت منا نصرة الله لنا وتأييده الذي كان لسلفنا؟!
كل هذه الأسئلة وغيرها كثير ليس لها إلا إجابة واحدة...
إنه حب الله -تعالى-.
فاللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك، وحب عمل يقربنا إلى حبك.
اللهم اجعل حبك أحب إلينا من الماء البارد على الظمأ.
اللهم إنا نسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فما الذي جعل إبراهيم -عليه السلام- يسارع إلى ذبح ولده رغم أن الرؤيا التي رآها لم تتضمن نوع العقوبة المترتبة على التقاعس عن ذبحه؟!
ما الذي دفع موسى -عليه السلام- إلى طلب رؤية الله -عز وجل- ولم يكتفِ بكونه قرَّبه نجيـًا؟!
ما الذي استقر في قلب محمد -صلى الله عليه وسلم- فكان يذكر الله -تعالى- على كل أحيانه، وكانت قرة عينه في الصلاة؟!
وما الذي حمله -صلى الله عليه وسلم- على أن يقول لعائشة -رضي الله عنها- وهي أحب النساء إليه: ذريني أتعبد لربي؟!
وما الذي علمته عائشة -رضي الله عنها- فجعلها ترد عليه قائلة: إني لأحب قربك وأحب ما يسرك؟!
وما الذي استقر في قلبه -صلى الله عليه وسلم- حتى كان آخر ما قاله: بل الرفيق الأعلى، بل الرفيق الأعلى؟؟
وما الذي يسَّر على أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- أن يتصدق بماله كله عدة مرات؟!
وما الذي جعل خالد بن الوليد -رضي الله عنه- يقول: والله ما ليلة أزف فيها لعروس أنا لها محب أو أبشر فيها بمولود ذكر أحب إليَّ من ليلة شاتية شديدة البرد أصبِّح فيها العدو في سبيل الله -تعالى-؟!
وما الذي استقر في قلب صهيب -رضي الله عنه- حتى قال عنه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه؟!
وما الذي ملأ قلب ابن مسعود -رضي الله عنه- بالحب للقرآن وفهمه، ومعرفة تفسيره، والغيرة أن يكون غيره أعلم به منه حتى قال: لو أعلم أحدًا أعلم مني بكتاب الله -تعالى- تبلغه المطايا لرحلت إليه؟!
وما الذي جعل معاذ بن جبل -رضي الله عنه- يـُقبـِّل الطاعون الذي ظهر في يده، ثم يقول للموت حين أجهز عليه: مرحبًا بالموت حبيب جاء على فاقة، اللهم إنك تعلم أنه ما كنت أحب البقاء في الدنيا لكري الأنهار وغرس الأشجار، ولكن لظمأ الهواجر ومكابدة ليالي الشتاء الطويلة ومزاحمة العلماء بالركب؟!
ما الذي دعا ثابتـًا البناني -رحمه الله- أن يقول: اللهم إن كنت أعطيت أحدًا من خلقك أن يصلي في قبره فأعطني ذلك؟!
ما الذي جعل أولياء الله -تعالى- لا يكتفون بأداء الفرائض، بل يتبعونها بأداء النوافل ويستقيمون على ذلك؟!
وما الذي جعل أحدهم يفرح بالبلاء أكثر مما نفرح نحن بالعطاء؟!
ثم ما الذي فقدناه حتى صرنا نؤدي العبادات أداءً روتينيًا لا روح فيه؟
وما الذي افتقدناه حتى صار القرآن بيننا مجرد تعاويذ أو أحجبة ومصدرًا للبركة الدنيوية فقط؟! وأحسننا حالاً في التعامل معه من يَهُذه هَذَّ الشِّعر وهمه آخر السورة.
وما الذي افتقدناه حتى ضاع بيننا الحب في الله -تعالى- فصار أحدنا إنما يحب ويبغض على الدنيا ومصالحها؟!
وما الذي افتقدناه حتى صار أحدنا يوالي أعداء الإسلام، وينبهر بزخرف الدنيا الذي حصلوه؟!
وما الذي قلَّ في قلوبنا فحل محله حب الدنيا وكراهية الموت؟
وما الذي ضعف في قلوبنا فضعفت الغيرة لانتهاك حرمات الله -تعالى-؟!
وما الذي افتقدناه فصار العمل لنصرة الدين ونشر الدعوة نسيًا منسيًا؟!
ما الذي افتقدناه فتغيرت مشاعرنا وأحاسيسنا فصرنا نحزن على الدنيا ونفرح بها؟!
ما الذي افتقدناه فضاعت منا نصرة الله لنا وتأييده الذي كان لسلفنا؟!
كل هذه الأسئلة وغيرها كثير ليس لها إلا إجابة واحدة...
إنه حب الله -تعالى-.
فاللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك، وحب عمل يقربنا إلى حبك.
اللهم اجعل حبك أحب إلينا من الماء البارد على الظمأ.
اللهم إنا نسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.