تناقض يوم السبت

[أبو جاسم]

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على أله و صحبه و من والاه

أما بعد :

إخوتي الأفاضل من خلال عقد المقارنات البسيطة بين الأناجيل الأربعة التي يؤمن بها النصارى سنجد كماً هائلاً من التناقضات بحيث إن صدقنا إحدى الروايات لزمنا تكذيب الأخرى .

و لكي لا يكون كلامنا هكذا مطلقاً على عواهنه دعونا نطرح هذا المثال للتناقض .

في البداية لا بد لنا من تعريف التناقض

التناقض : هو إختلاف القضيتين في الكيف أي في الإيجاب و السلب بحيث يلزم من ذلك أن تكون إحداهما صادقة و الأخرى كاذبة .
فإن صدقتا أو كذبتا فلا تناقض بينهما .

( تسهيل المنطق لعبد الكريم بن مراد الأثري صفحة 43 )

[أبو جاسم]

جاء في إنجيل متى

(( رب السبت
مت-12-1 فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ ذَهَبَ يَسُوعُ فِي السَّبْتِ بَيْنَ الزُّرُوعِ ، فَجَاعَ تَلاَمِيذُهُ وَابْتَدَأُوا يَقْطِفُونَ سَنَابِلَ وَيَأْكُلُونَ.
مت-12-2: فَالْفَرِّيسِيُّونَ لَمَّا نَظَرُوا قَالُوا لَهُ: ((هُوَذَا تَلاَمِيذُكَ يَفْعَلُونَ مَا لاَ يَحِلُّ فِعْلُهُ فِي السَّبْتِ!))
مت-12-3: فَقَالَ لَهُمْ: ((أَمَا قَرَأْتُمْ مَا فَعَلَهُ دَاوُدُ حِينَ جَاعَ هُوَ وَالَّذِينَ مَعَهُ ؟
مت-12-4: كَيْفَ دَخَلَ بَيْتَ اللَّهِ وَأَكَلَ خُبْزَ التَّقْدِمَةِ الَّذِي لَمْ يَحِلَّ أَكْلُهُ لَهُ وَلاَ لِلَّذِينَ مَعَهُ ، بَلْ لِلْكَهَنَةِ فَقَطْ .
مت-12-5: أَوَ مَا قَرَأْتُمْ فِي التَّوْرَاةِ أَنَّ الْكَهَنَةَ فِي السَّبْتِ فِي الْهَيْكَلِ يُدَنِّسُونَ السَّبْتَ وَهُمْ أَبْرِيَاءُ؟
مت-12-6: وَلَكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هَهُنَا أَعْظَمَ مِنَ الْهَيْكَلِ!
مت-12-7: فَلَوْ عَلِمْتُمْ مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً ، لَمَا حَكَمْتُمْ عَلَى الأَبْرِيَاءِ!
مت-12-8: فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضاً)).
مت-12-9: ثُمَّ انْصَرَفَ مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى مَجْمَعِهِمْ
مت-12-10: وَإِذَا إِنْسَانٌ يَدُهُ يَابِسَةٌ ، فَسَأَلُوهُ قَائِلينَ : ((هَلْ يَحِلُّ الإِبْرَاءُ فِي السُّبُوتِ؟)) لِكَيْ يَشْتَكُوا عَلَيْهِ.
مت-12-11: فَقَالَ لَهُمْ: ((أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ يَكُونُ لَهُ خَرُوفٌ وَاحِدٌ ، فَإِنْ سَقَطَ هَذَا فِي السَّبْتِ فِي حُفْرَةٍ ، أَفَمَا يُمْسِكُهُ وَيُقِيمُهُ؟
مت-12-12: فَالإِنْسَانُ كَمْ هُوَ أَفْضَلُ مِنَ الْخَرُوفِ! إِذاً يَحِلُّ فِعْلُ الْخَيْرِ فِي السُّبُوتِ!))
مت-12-13: ثُمَّ قَالَ لِلإِنْسَانِ: ((مُدَّ يَدَكَ)). فَمَدَّهَا. فَعَادَتْ صَحِيحَةً كَالأُخْرَى. ))


و جاء في إنجيل لوقا عن نفس الحادثة

(( رب السبت
لو-6-1 وَفِي السَّبْتِ الثَّانِي بَعْدَ الأَوَّلِ اجْتَازَ بَيْنَ الزُّرُوعِ. وَكَانَ تَلاَمِيذُهُ يَقْطِفُونَ السَّنَابِلَ وَيَأْكُلُونَ وَهُمْ يَفْرُكُونَهَا بِأَيْدِيهِمْ.
لو-6-2: فَقَالَ لَهُمْ قَوْمٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ: ((لِمَاذَا تَفْعَلُونَ مَا لاَ يَحِلُّ فِعْلُهُ فِي السُّبُوتِ؟))
لو-6-3: فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ : ((أَمَا قَرَأْتُمْ وَلاَ هَذَا الَّذِي فَعَلَهُ دَاوُدُ ، حِينَ جَاعَ هُوَ وَالَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ؟
لو-6-4: كَيْفَ دَخَلَ بَيْتَ اللهِ وَأَخَذَ خُبْزَ التَّقْدِمَةِ وَأَكَلَ، وَأَعْطَى الَّذِينَ مَعَهُ أَيْضاً ، الَّذِي لاَ يَحِلُّ أَكْلُهُ إِلاَّ لِلْكَهَنَةِ فَقَطْ؟))
لو-6-5: وَقَالَ لَهُمْ: ((إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضاً)).

شفاء في السبت

لو-6-6: وَفِي سَبْتٍ آخَرَ دَخَلَ الْمَجْمَعَ وَصَارَ يُعَلِّمُ. وَكَانَ هُنَاكَ رَجُلٌ يَدُهُ الْيُمْنَى يَابِسَةٌ،
لو-6-7: وَكَانَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ يُرَاقِبُونَهُ هَلْ يَشْفِي فِي السَّبْتِ ، لِكَيْ يَجِدُوا عَلَيْهِ شِكَايَةً.
لو-6-8: أَمَّا هُوَ فَعَلِمَ أَفْكَارَهُمْ ، وَقَالَ لِلرَّجُلِ الَّذِي يَدُهُ يَابِسَةٌ: ((قُمْ وَقِفْ فِي الْوَسْطِ)). فَقَامَ وَوَقَفَ.
لو-6-9: ثُمَّ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: ((أَسْأَلُكُمْ شَيْئاً: هَلْ يَحِلُّ فِي السَّبْتِ فِعْلُ الْخَيْرِ أَوْ فِعْلُ الشَّرِّ؟ تَخْلِيصُ نَفْسٍ أَوْ إِهْلاَكُهَا؟)).
لو-6-10: ثُمَّ نَظَرَ حَوْلَهُ إِلَى جَمِيعِهِمْ وَقَالَ لِلرَّجُلِ: ((مُدَّ يَدَكَ)). فَفَعَلَ هَكَذَا. فَعَادَتْ يَدُهُ صَحِيحَةً كَالأُخْرَى.
لو-6-11: فَامْتَلأُوا حُمْقاً وَصَارُوا يَتَكَالَمُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ مَاذَا يَفْعَلُونَ بِيَسُوعَ ))

حسب رواية إنجيل متى ذهب المسيح في نفس اليوم من الزروع إلى مجمع اليهود ( مت-12-9: ثُمَّ انْصَرَفَ مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى مَجْمَعِهِمْ مت-12-10: وَإِذَا إِنْسَانٌ يَدُهُ يَابِسَةٌ )

إذن الكلام واضح تماماً فهو انصرف من الزروع إلى المجمع مباشرة و في نفس اليوم قام بشفاء يد الرجل اليابسة و لكن في رواية إنجيل لوقا نجد ان عملية شفاء اليد اليابسة قد تمت في سبت أخر غير السبت الذي تم فيه قطف السنابل و أكلها من التلاميذ . ( لو-6-6: وَفِي سَبْتٍ آخَرَ دَخَلَ الْمَجْمَعَ وَصَارَ يُعَلِّمُ. وَكَانَ هُنَاكَ رَجُلٌ يَدُهُ الْيُمْنَى يَابِسَةٌ، )

و الآن من يوضح لنا هذا التناقض ؟؟؟

متى تم شفاء اليد اليابسة ؟ هل تم في نفس السبت الذي تم فيه قطف السنابل و أكلها حسب رواية متى أم تم في سبت أخر حسب رواية لوقا ؟؟؟؟

إن كانت رواية متى صادقة فلا شك أن رواية لوقا كاذبة و العكس صحيح .

و للعلم أيضاً فهناك إختلاف واضح بين ترجمة الفاندايك و باقي الترجمات في نص لوقا 6 : 1 و لكن ليس هذا مجال طرحه .

هذا و الله تعالى أعلى و أعلم

[سيف الحتف]

ممتاز أستاذي

تناقض بيّن بارك الله فيك ,,, أيضاً إنجيل مرقس يُخالف لوقا فلقد شُفي الرجل في نفس الوقت !

[أبو جاسم]

للرفع

[ذو الفقار]

و للعلم أيضاً فهناك إختلاف واضح بين ترجمة الفاندايك و باقي الترجمات في نص لوقا 6 : 1 و لكن ليس هذا مجال طرحه .


بالرجوع إلى نسخة الملك جيمس نجد النص يفيد بما تقدمت أخي الحبيب من تناقض حيث تم شفاء اليد اليابسة في يوم سبت آخر
(king James Version)(Luke)(Lk-6-6)(And it came to pass also on another sabbath, that he entered into the synagogue and taught: and there was a man whose right hand was withered.)

ويقودنا هذا إلى تشعب جديد للموضوع وهو الاختلافات بين نسخة الملك جيمس والنسخ الحديثة وهذا أيضاً خارج عن إطار الموضوع ونتركه منعاً للتشتت .

[أبو جاسم]

للرفع