Ahmed_Negm
2010-01-25, 01:10 PM
محمود خليل
استجاب الأزهر الشريف ممثلا فى مجمع البحوث الإسلامية لطلب الكنيسة وسحب كتاب الدكتور محمد عمارة " تقرير علمى" من الأسواق, ذلك البحث العلمى القيم الذى تم توزيعه مجانا كهدية مع مجلة الأزهر فى عددها الصادر فى شهر ذى الحجة 1430 هجرية, وفيه استجاب الدكتور عمارة لدعوة صاحب كتاب "مستعدون للمجاوبة" وهو منشور تنصيرى يتم توزيعه على المسلمين فى مصر.
والمنشور التنصيري كتبه شخص يدعى سمير مرقس وبدون تاريخ طبع أو اسم مطبعة, أو رقم إيداع في دار الكتب , بما يجعله عرضة للمصادرة والبحث عمن كتبه ووزعه وتقديمه إلى المحاكمة, فهكذا تنص قوانين الطباعة والنشر التى تلزم كل صاحب كتاب بكتابة اسم المطبعة وتاريخ الطبع ورقم الإيداع بدار الكتب المصرية قبل توزيعه, فهل فعل ذلك صاحب كتاب "مستعدون للمجاوبة"؟..
بالطبع لا.
وإذا كان الأمر كذلك, فلماذا لم يتم مصادرته وتقديم كاتبه إلى المحاكمة؟ إلا إذا كان صاحب الكتاب وطابعه وموزعه هو الكنيسة المصرية, تحت بند التنصير الذى يتم داخل البلاد وبحرية, ودون إعتراض من الأزهر.
يقول الدكتور محمد عمارة فى كتابه المصادر "تقرير علمى": " وعملا بمنهج مستعدون للمجاوبة وإستجابة لطلب كاتب المنشور التنصيرى الذي يطالب بنقديم الأدلة علي أن التوراة والانجيل المتداولان الآن ليسا هما الكتابان اللذين نزلا علي موسي وعيسي عليهما السلام فإننا – والكلام لعمارة – نقدم له ليس دليلا واحدا على تحريف التوراة والإنجيل, انما العديد من الأدلة المنطقية, والموضوعية, والعقلية, والتاريخية, والإستقرائية, والتاريخية, بل وشهادات شهد بها على هذا التحريف "شهود من أهلها", أى من اليهود والنصارى أنفسهم , الذين قالوا كلمة حق " .
يسرد الدكتور عمارة أيضا هذه الأدلة العقلية والمنطقية والتاريخية ويسرد التناقضات التي حفلت بها التوراة كما حفل بها الإنجيل والتى بلغت أكثر من ألف وخمسمائة تناقضا عجز الأخوة المسيحيون عن الرد عليها أو تفسير هذا التناقض, بما يقنع العقل .
ينقل لنا الدكتور عمارة افتتاحية إنجيل لوقا – الأصحاح الأول- 1-4- وقول لوقا تلميذ بولس: "إذا كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصته فى الأمور المتيقنة عندنا كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداما للكلمة رأيت أنا أيضا إذ قد تتبعت كل شىء من الأول بتدقيق أن أكتب على التوالى إليك أيها العزيز ثاوفليس لتعرف صحة الكلام الذى علمت به".. فنحن أمام نص يقول لنا: إن كثيرين –وليسوا أربعة فقط- قد ألفوا أناجيل كثيرة هى قصص عن ما سلمه الذين عاينوا.
إذا هل يمكن لعاقل أن يخرج علينا ويقول أن التوراة والإنجيل التي يتم تداولها حاليا هي كتب منزلة من عند الله ولم يطلها التحريف؟.. ومن لا يصدق يقرأ دائرة المعارف البريطانية التى تقول: "أن كون متى هو مؤلف هذا الإنجيل أمر مشكوك فيه بجد".. وقد أعتمد متى فى كتابته على إنجيل مرقس تلميذ بطرس أى من الجيل الثانى من أتباع المسيح.
تصف الموسوعة أيضا إنجيل مرقس بإن أعداد من إصحاحاته أضيفت مؤخرا كما تصف إنجيل لوقا بإن مؤلفه مجهول وأما إنجيل يوحنا الذى ينص صراحة على ألوهية عيسى "أنا والآب واحد" ويتعارض مع الأناجيل الأخرى فى أمور مهمة وحاسمة مثل يوم الصلب والعشاء الأخير ومدة رسالة عيسى وهو الإنجيل الوحيد الذى يذكر أن عيسى أخبر تلاميذه قبل صلبه "رفعه" أنه سوف يرسل "الفارقليط.. مما يعد من وجهة نظر الموسوعة أن الذى كتبه هو يوحنا آخر غير يوحنا الحوارى.
تؤكد الموسوعة أيضا أن أقدم الأناجيل كتب بعد رفع عيسى بثلاثين عاما وقد فقدت هذه النسخ الأصلية أما النسخ الجديدة فقد كتبت بعد هذا التاريخ بحوالى ثلاثة قرون, فلا يوجد شاهد عيان لحياة المسيح عليه السلام , كتب ما يقرأونه حاليا ويدعونه كتابا منزلا .
تقول الموسوعة الأمريكية أن عدد الأناجيل تبلغ 26 إنجيلا وبعض الدراسات تصل بها إلى مائة إنجيل, ثم تتساءل أى منهما نزل على عيسى؟.. ولماذا حذف مجمع نيقيا 325 ميلادية جميع الأناجيل إلا تلك التى تقول بألوهية المسيح.
إذن فتلك الأناجيل الموجودة حاليا – حسب الموسوعة الأمريكية - ما هى إلا مجموعة من القصص وتدوين لثقافة شفهية اضفى عليها كاتبوها صورا ومعانى ومؤثرات, لم تكن بها من قبل نتيجة خبراتهم, وقراءاتهم, واستماعاتهم, وطبيعة جمهورهم الذى يستمع إليهم.
يقول الدكتور عمارة: وقبل كل هذا وبعده فإن مصادر عقائد المسيحية فى ألوهية المسيح وبنوته لله وصلبه مصدرها الأناجيل التى تثبت – بالفعل والنقل واستقرار واقعها - افتقارها للشروط الضرورية التى تجعلها مصدر صدق لنظرية اجتماعية أو فلسفية فضلا عن أن تكون مصدر صدق لدين من الأديان.
فأسفار العهد القديم ترفضها اليهودية التى جاء عيسى –عليه السلام- ملتزما بشريعتها وعقيدتها, ومضيفا إليها التعاليم, ويرفضها القرآن الكريم والإسلام ويعدها شركا بالله وانكارا لوحدانيته.. أن الأناجيل الأربعة لم يوقعها أصحابها أو يكتبوا أسماءهم عليها؛ لأن أصحابها مجهولون ولذلك ففي الطبعات الإنجليزية تُكتب وفقاً لمتى أو مرقس أو لوقا أو يوحنا, فلماذا لا تكتب الكنيسة ما يكتبه الأنجليز على هذه الأناجيل؟.
وإذا كانت جميع الأناجيل – التى ذكرت فى جميع دوائر المعارف والموسوعات والدراسات المسيحية- وصل عددها إلى مائة إنجيل لم يقل بألوهية المسيح سوى إنجيل واحد فقط هو إنجيل يوحنا, فهل من العقل إهمال كل تلك الأناجيل الأخرى التى قالت بعبودية عيسى لله وإنه بشر ورسول لله, لعقيدة محورية مثل طبيعة الإله وينفرد بها إنجيل واحد فقط.
لقد دعا الدكتور عمارة الأخوة المسيحيين إلى التفكير الجدى لأن القضية قضية دين وليست عصبية للموروث العقدي وقضية آخرة وحساب وجزاء وجنة ونار, وليست مغالبة على حطام الدنيا الفانية التى لا خير فيها ولا قيمة لها, إذا لم تكن وعاء لطاعة الإله الواحد الحق والسبيل إلى السعادة الأبدية يوم الدين اليوم الذى لا ينفع الناس ولا يغنى عنهم شيئا, أو أحد من الأحبار الذين خالفوا ضمائرهم .
ولا ندرى كيف يصادر الأزهر كتابا يذود عن الأنبياء والمرسلين الذين قال عنهم صاحب "مستعدون للمجاوبة" إنهم لم يكونوا معصومين من الخطيئة, وأن كل البشر – حتى الأنبياء والمرسلين - ليس فيهم من له خلاص كامل من عقاب الخطيئة باستثناء شخص واحد هو المسيح فهو الكامل كمالا مطلقا بلا خطيئة فعلية أو أصلية, فهو غير مولود واثا لطبيعة الخطية الأصلية من أبينا آدم.... فهل يوافق الأزهر على ما جاء فى المنشور التنصيرى؟
لقد استخدم صاحب المنشور الآيات القرآنية فى غير موضعها, وفسرها بغير ما أنزل من أجلها؟.. ولم يقف المنشور عند ذلك ولكنه تجاوز محاولات اختراق القرآن الكريم وقسره على أن يشهد للعقائد النصرانية التى يرفضها العقل مثل تأليه المسيح وصلبه وقتله, بل تعمد المنشور أيضا الكذب والتدليس على علماء الإسلام بعد أن تعمد تكذيب القرآن الكريم.
ألا يعد هذا المنشور أيها الأزهر حاضا على أزدراء الدين الإسلامى ومسيئا إلى القرآن الكريم, ورسوله, وعلمائه, بل وجميع الأنبياء والمرسلين, كما تخطى القاعدة الشرعية الإسلامية التي تقول بانه من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر, فماذا فعلت تجاه هذا المنشور وأنت الأزهر المنوط به حماية الإسلام والذود عنه؟
إن الدكتور عمارة لم يأت بجديد ولكنه أقر بما قاله القرآن الكريم وأتى بشواهد من التوراة والإنجيل على تحريفهما, كان الأولى على الأخوة المسيحيين أن يردوا عليها بدلائل من عندهم,حتي يكون هناك حوارا علميا نافعا يخدم هدف التوصل للحقيقة لا أن يصرخوا طلبا لمصادرة الكتاب الذى يقدم الأدلة التي طالب بها سمير مرقس مؤلف المنشور التنصيري , أي انه جاء ردا على كتاب كتبه بعضهم بأيديهم يدعو للمنازلة الفكرية ويحاول فيه النيل من القرآن الكريم ويؤل علماء المسلمين ما لم يقولونه.
لقد كان كتاب الدكتور عمارة تحصينا للعقول ضد الافتراءات وليعلم الذين يسلكون هذا الطريق المعوج أن هناك حراسا للعقيدة الإسلامية ويحقون الحق ويدافعون عن الدين الحق.
لقد كنا نتمنى من الأزهر أن يطالب الكنيسة بالكف عن التنصير, وأن يطلب مصادرة هذا المنشور التنصيرى, ومحاسبة القائمين عليه, بدلا من الاستجابة لطلبها بمصادرة كتاب يرد بالأسانيد والأدلة على هذا المنشور التنصيرى, لقد رد الدكتور عمارة بالعقل والحوار علي اسئلة ذلك المنشور التنصيري وفندها بكل موضوعية , فهل يكون رد الأزهر تكميم الأفواه النى تذود عن الدين وتهش عنه أباطيل المنصرين؟.
إن التنصير سوف يظل خطرا عل المسلمين, وعلى كل مسلم أن يواجهه بمزيد من العلم والتفقه في الدين و بتحصين المسلمين ضد هذه الآفة التي تهدد أبناءهم ممن لم يتلقوا تعليما دينيا مناسبا يؤهلهم للرد الموضوعي علي أباطيل التنصيريين امثال سمير مرقص ليس فى مصر فقط بل فى العالم الإسلامى كله, وما فعله الدكتور عمارة، ما هو إلا إيقاظ لضمائر من يجهلون هذا الخطر.
بعد هذا الفعل السلبي من جانب الأزهر هل يأتى يوم يقرر فيه الأزهر حذف الآيات القرآنية التى تقول بعدم صحة القول بأن المسيح إله وأن الله ثالث ثلاثة؟..
وهل يأتى يوما يحذف فيه الأزهر الآيات القرآنية التى تتحدث عن اليهود؟
وهل يأتى يوما يحذف الأزهر الآيات القرآنية التى تقول أن التوراة والإنجيل تم التبديل فيهما ؟
هل يرضى الأزهر الكنيس اليهودى والكنيسة المسيحية على حساب القرآن الكريم؟
متى يتخلى الأزهر عن مواقفه الضعيفة تجاه كل ما يمس الإسلام والمسلمين؟
لا ندرى لماذا هذا الانسحاب والتخاذل أمام الكنيسة, رغم أن بعض منتسبيها هم الذين يتحرشون بالمسلمين؟
متى تتخلى الكنيسة عن التحرش بالمسلمين حتى لا تشعل الفتنة فيما بين شركاء الوطن الذين عاشوا قرونا طويلة في حب ووئام ثم تستغل هذه الفتنة للتشهير بمصر فى الخارج واستدعاء الأجنبي لغزو مصر كما يفعل بعض أقباط المهجر ؟
هل يفطن الأزهر وتفطن الحكومة إلى تلك الأساليب التي تستهدف التهييج ضد الوطن؟
نتمنى ذلك.
* صحفي مصري
http://www.moheet.com/show_files.aspx?fid=338992
استجاب الأزهر الشريف ممثلا فى مجمع البحوث الإسلامية لطلب الكنيسة وسحب كتاب الدكتور محمد عمارة " تقرير علمى" من الأسواق, ذلك البحث العلمى القيم الذى تم توزيعه مجانا كهدية مع مجلة الأزهر فى عددها الصادر فى شهر ذى الحجة 1430 هجرية, وفيه استجاب الدكتور عمارة لدعوة صاحب كتاب "مستعدون للمجاوبة" وهو منشور تنصيرى يتم توزيعه على المسلمين فى مصر.
والمنشور التنصيري كتبه شخص يدعى سمير مرقس وبدون تاريخ طبع أو اسم مطبعة, أو رقم إيداع في دار الكتب , بما يجعله عرضة للمصادرة والبحث عمن كتبه ووزعه وتقديمه إلى المحاكمة, فهكذا تنص قوانين الطباعة والنشر التى تلزم كل صاحب كتاب بكتابة اسم المطبعة وتاريخ الطبع ورقم الإيداع بدار الكتب المصرية قبل توزيعه, فهل فعل ذلك صاحب كتاب "مستعدون للمجاوبة"؟..
بالطبع لا.
وإذا كان الأمر كذلك, فلماذا لم يتم مصادرته وتقديم كاتبه إلى المحاكمة؟ إلا إذا كان صاحب الكتاب وطابعه وموزعه هو الكنيسة المصرية, تحت بند التنصير الذى يتم داخل البلاد وبحرية, ودون إعتراض من الأزهر.
يقول الدكتور محمد عمارة فى كتابه المصادر "تقرير علمى": " وعملا بمنهج مستعدون للمجاوبة وإستجابة لطلب كاتب المنشور التنصيرى الذي يطالب بنقديم الأدلة علي أن التوراة والانجيل المتداولان الآن ليسا هما الكتابان اللذين نزلا علي موسي وعيسي عليهما السلام فإننا – والكلام لعمارة – نقدم له ليس دليلا واحدا على تحريف التوراة والإنجيل, انما العديد من الأدلة المنطقية, والموضوعية, والعقلية, والتاريخية, والإستقرائية, والتاريخية, بل وشهادات شهد بها على هذا التحريف "شهود من أهلها", أى من اليهود والنصارى أنفسهم , الذين قالوا كلمة حق " .
يسرد الدكتور عمارة أيضا هذه الأدلة العقلية والمنطقية والتاريخية ويسرد التناقضات التي حفلت بها التوراة كما حفل بها الإنجيل والتى بلغت أكثر من ألف وخمسمائة تناقضا عجز الأخوة المسيحيون عن الرد عليها أو تفسير هذا التناقض, بما يقنع العقل .
ينقل لنا الدكتور عمارة افتتاحية إنجيل لوقا – الأصحاح الأول- 1-4- وقول لوقا تلميذ بولس: "إذا كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصته فى الأمور المتيقنة عندنا كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداما للكلمة رأيت أنا أيضا إذ قد تتبعت كل شىء من الأول بتدقيق أن أكتب على التوالى إليك أيها العزيز ثاوفليس لتعرف صحة الكلام الذى علمت به".. فنحن أمام نص يقول لنا: إن كثيرين –وليسوا أربعة فقط- قد ألفوا أناجيل كثيرة هى قصص عن ما سلمه الذين عاينوا.
إذا هل يمكن لعاقل أن يخرج علينا ويقول أن التوراة والإنجيل التي يتم تداولها حاليا هي كتب منزلة من عند الله ولم يطلها التحريف؟.. ومن لا يصدق يقرأ دائرة المعارف البريطانية التى تقول: "أن كون متى هو مؤلف هذا الإنجيل أمر مشكوك فيه بجد".. وقد أعتمد متى فى كتابته على إنجيل مرقس تلميذ بطرس أى من الجيل الثانى من أتباع المسيح.
تصف الموسوعة أيضا إنجيل مرقس بإن أعداد من إصحاحاته أضيفت مؤخرا كما تصف إنجيل لوقا بإن مؤلفه مجهول وأما إنجيل يوحنا الذى ينص صراحة على ألوهية عيسى "أنا والآب واحد" ويتعارض مع الأناجيل الأخرى فى أمور مهمة وحاسمة مثل يوم الصلب والعشاء الأخير ومدة رسالة عيسى وهو الإنجيل الوحيد الذى يذكر أن عيسى أخبر تلاميذه قبل صلبه "رفعه" أنه سوف يرسل "الفارقليط.. مما يعد من وجهة نظر الموسوعة أن الذى كتبه هو يوحنا آخر غير يوحنا الحوارى.
تؤكد الموسوعة أيضا أن أقدم الأناجيل كتب بعد رفع عيسى بثلاثين عاما وقد فقدت هذه النسخ الأصلية أما النسخ الجديدة فقد كتبت بعد هذا التاريخ بحوالى ثلاثة قرون, فلا يوجد شاهد عيان لحياة المسيح عليه السلام , كتب ما يقرأونه حاليا ويدعونه كتابا منزلا .
تقول الموسوعة الأمريكية أن عدد الأناجيل تبلغ 26 إنجيلا وبعض الدراسات تصل بها إلى مائة إنجيل, ثم تتساءل أى منهما نزل على عيسى؟.. ولماذا حذف مجمع نيقيا 325 ميلادية جميع الأناجيل إلا تلك التى تقول بألوهية المسيح.
إذن فتلك الأناجيل الموجودة حاليا – حسب الموسوعة الأمريكية - ما هى إلا مجموعة من القصص وتدوين لثقافة شفهية اضفى عليها كاتبوها صورا ومعانى ومؤثرات, لم تكن بها من قبل نتيجة خبراتهم, وقراءاتهم, واستماعاتهم, وطبيعة جمهورهم الذى يستمع إليهم.
يقول الدكتور عمارة: وقبل كل هذا وبعده فإن مصادر عقائد المسيحية فى ألوهية المسيح وبنوته لله وصلبه مصدرها الأناجيل التى تثبت – بالفعل والنقل واستقرار واقعها - افتقارها للشروط الضرورية التى تجعلها مصدر صدق لنظرية اجتماعية أو فلسفية فضلا عن أن تكون مصدر صدق لدين من الأديان.
فأسفار العهد القديم ترفضها اليهودية التى جاء عيسى –عليه السلام- ملتزما بشريعتها وعقيدتها, ومضيفا إليها التعاليم, ويرفضها القرآن الكريم والإسلام ويعدها شركا بالله وانكارا لوحدانيته.. أن الأناجيل الأربعة لم يوقعها أصحابها أو يكتبوا أسماءهم عليها؛ لأن أصحابها مجهولون ولذلك ففي الطبعات الإنجليزية تُكتب وفقاً لمتى أو مرقس أو لوقا أو يوحنا, فلماذا لا تكتب الكنيسة ما يكتبه الأنجليز على هذه الأناجيل؟.
وإذا كانت جميع الأناجيل – التى ذكرت فى جميع دوائر المعارف والموسوعات والدراسات المسيحية- وصل عددها إلى مائة إنجيل لم يقل بألوهية المسيح سوى إنجيل واحد فقط هو إنجيل يوحنا, فهل من العقل إهمال كل تلك الأناجيل الأخرى التى قالت بعبودية عيسى لله وإنه بشر ورسول لله, لعقيدة محورية مثل طبيعة الإله وينفرد بها إنجيل واحد فقط.
لقد دعا الدكتور عمارة الأخوة المسيحيين إلى التفكير الجدى لأن القضية قضية دين وليست عصبية للموروث العقدي وقضية آخرة وحساب وجزاء وجنة ونار, وليست مغالبة على حطام الدنيا الفانية التى لا خير فيها ولا قيمة لها, إذا لم تكن وعاء لطاعة الإله الواحد الحق والسبيل إلى السعادة الأبدية يوم الدين اليوم الذى لا ينفع الناس ولا يغنى عنهم شيئا, أو أحد من الأحبار الذين خالفوا ضمائرهم .
ولا ندرى كيف يصادر الأزهر كتابا يذود عن الأنبياء والمرسلين الذين قال عنهم صاحب "مستعدون للمجاوبة" إنهم لم يكونوا معصومين من الخطيئة, وأن كل البشر – حتى الأنبياء والمرسلين - ليس فيهم من له خلاص كامل من عقاب الخطيئة باستثناء شخص واحد هو المسيح فهو الكامل كمالا مطلقا بلا خطيئة فعلية أو أصلية, فهو غير مولود واثا لطبيعة الخطية الأصلية من أبينا آدم.... فهل يوافق الأزهر على ما جاء فى المنشور التنصيرى؟
لقد استخدم صاحب المنشور الآيات القرآنية فى غير موضعها, وفسرها بغير ما أنزل من أجلها؟.. ولم يقف المنشور عند ذلك ولكنه تجاوز محاولات اختراق القرآن الكريم وقسره على أن يشهد للعقائد النصرانية التى يرفضها العقل مثل تأليه المسيح وصلبه وقتله, بل تعمد المنشور أيضا الكذب والتدليس على علماء الإسلام بعد أن تعمد تكذيب القرآن الكريم.
ألا يعد هذا المنشور أيها الأزهر حاضا على أزدراء الدين الإسلامى ومسيئا إلى القرآن الكريم, ورسوله, وعلمائه, بل وجميع الأنبياء والمرسلين, كما تخطى القاعدة الشرعية الإسلامية التي تقول بانه من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر, فماذا فعلت تجاه هذا المنشور وأنت الأزهر المنوط به حماية الإسلام والذود عنه؟
إن الدكتور عمارة لم يأت بجديد ولكنه أقر بما قاله القرآن الكريم وأتى بشواهد من التوراة والإنجيل على تحريفهما, كان الأولى على الأخوة المسيحيين أن يردوا عليها بدلائل من عندهم,حتي يكون هناك حوارا علميا نافعا يخدم هدف التوصل للحقيقة لا أن يصرخوا طلبا لمصادرة الكتاب الذى يقدم الأدلة التي طالب بها سمير مرقس مؤلف المنشور التنصيري , أي انه جاء ردا على كتاب كتبه بعضهم بأيديهم يدعو للمنازلة الفكرية ويحاول فيه النيل من القرآن الكريم ويؤل علماء المسلمين ما لم يقولونه.
لقد كان كتاب الدكتور عمارة تحصينا للعقول ضد الافتراءات وليعلم الذين يسلكون هذا الطريق المعوج أن هناك حراسا للعقيدة الإسلامية ويحقون الحق ويدافعون عن الدين الحق.
لقد كنا نتمنى من الأزهر أن يطالب الكنيسة بالكف عن التنصير, وأن يطلب مصادرة هذا المنشور التنصيرى, ومحاسبة القائمين عليه, بدلا من الاستجابة لطلبها بمصادرة كتاب يرد بالأسانيد والأدلة على هذا المنشور التنصيرى, لقد رد الدكتور عمارة بالعقل والحوار علي اسئلة ذلك المنشور التنصيري وفندها بكل موضوعية , فهل يكون رد الأزهر تكميم الأفواه النى تذود عن الدين وتهش عنه أباطيل المنصرين؟.
إن التنصير سوف يظل خطرا عل المسلمين, وعلى كل مسلم أن يواجهه بمزيد من العلم والتفقه في الدين و بتحصين المسلمين ضد هذه الآفة التي تهدد أبناءهم ممن لم يتلقوا تعليما دينيا مناسبا يؤهلهم للرد الموضوعي علي أباطيل التنصيريين امثال سمير مرقص ليس فى مصر فقط بل فى العالم الإسلامى كله, وما فعله الدكتور عمارة، ما هو إلا إيقاظ لضمائر من يجهلون هذا الخطر.
بعد هذا الفعل السلبي من جانب الأزهر هل يأتى يوم يقرر فيه الأزهر حذف الآيات القرآنية التى تقول بعدم صحة القول بأن المسيح إله وأن الله ثالث ثلاثة؟..
وهل يأتى يوما يحذف فيه الأزهر الآيات القرآنية التى تتحدث عن اليهود؟
وهل يأتى يوما يحذف الأزهر الآيات القرآنية التى تقول أن التوراة والإنجيل تم التبديل فيهما ؟
هل يرضى الأزهر الكنيس اليهودى والكنيسة المسيحية على حساب القرآن الكريم؟
متى يتخلى الأزهر عن مواقفه الضعيفة تجاه كل ما يمس الإسلام والمسلمين؟
لا ندرى لماذا هذا الانسحاب والتخاذل أمام الكنيسة, رغم أن بعض منتسبيها هم الذين يتحرشون بالمسلمين؟
متى تتخلى الكنيسة عن التحرش بالمسلمين حتى لا تشعل الفتنة فيما بين شركاء الوطن الذين عاشوا قرونا طويلة في حب ووئام ثم تستغل هذه الفتنة للتشهير بمصر فى الخارج واستدعاء الأجنبي لغزو مصر كما يفعل بعض أقباط المهجر ؟
هل يفطن الأزهر وتفطن الحكومة إلى تلك الأساليب التي تستهدف التهييج ضد الوطن؟
نتمنى ذلك.
* صحفي مصري
http://www.moheet.com/show_files.aspx?fid=338992