دانة
2010-02-06, 08:26 AM
من كتابات - ماجد عبد الحميد عاتي
الوقت و المكان :- بين الصيف والشتاء من عام 2006 في البصرة
بكل فخر أقول إنني أول عراقي أستمع لنصيحة وعمل بها.
وهي بنظري سابقة غريبه فالعراقي يكره النصائح ومن يطلقها ولدينا مثل يقول ((العراقي إنطحه ولا تنصحه))
أعود إلى الموضوع وجدت نفسي مرغماً على العمل بنصيحة تبرع بها صديق لي بعد أن إستمع إلى شكاوي من قلة النوم والقلق والخوف من العصابات الليلية التي عاثت في البصرة فساداً فكان كل من يمشي على قدمين هو هدف محتمل إلى هذه العصابات، من يمتلك مالاً يختطف ويقتل ومن كان لديه رأي يخالف رأي المتنفذين يقتل أيضاً ومن كان لدية زوجة جميلة فهو مقتول أيضاً.
ولقد شملتني حمى الخوف على الرغم من إني لم أكن أملك مالاً كل ما أملكة هو سيارة عتيقة أعمل بها كسيارة أجرة فكانت كل من يركب بها يقسم أغلظ الإيمان أن لايركب بها مرة أخرى لأنها ببساطة سيارة مصابة بمرض باركنسن لأن كل جزء منها يرتجف على حده أعان الله من ركب بها مرة.
ثم أنَّ زوجتي لاتشبة الممثلة شارون ستون لا من قريب ولا من بعيد وبعد ذلك ليس لدي رأي مخالف للكل فالآراء والحمد لله كلها متضاربه. ومع هذا كنت لا أنام في الليل خوفاً من غدر عصابات قذرة تسلحت بكل آلات القتل، وتمتطي سيارات مملوكة للدولة والدولة ليس عليها سلطان، وتباركها فتاوى مقدسة لرجال مشكوك بولائهم للوطن والدين.
أصبح سهر الليالي عندي ظرورة وعاده، أما عن كونه ضرورة فإني لا أريد الموت بطريقة خروف العيد. وعن كونه أصبح عاده فكنت أسهر ليلاً وأنام نهاراً لأني والحمد لله لم يكن لدي عمل ثابت يرغمني على النهوض صباحاً.
قال صديقي المحترم: ((إقتني لك كلباً يعينك على الحراسة ليلاً وينبهك في حالة غفلتك))...
وجدت أنَّ نصيحته رائعه فعلاً تنم عن عبقرية وفهم مدروس للأوضاع الحاليه نادراً مايتفوه به أحد هذه الأيام.
وأعلنت عن رغبتي بإقتناء كلب فقام أحدهم وأرسل لي كلباً كبيراً جميل المنظر فنظرت اليه بإحترام لأنه منقذي من سهر الليالي.
أطعمت الكلب وربت على رأسه وعنقه ((هذا مأخوذ من كتالوج الإستعمال))، بدأ الكلب يتعود علي فإذا جئت ركض إليَّ وهو يهز ذيله قافزاً حولي فرحاً.
لكن برزت مشكلة أخرى مع زوجتي (التي لاتشبه الممثلة شارون ستون) أما المشكلة في موضع نجاسة الكلب فكانت ترغمني على الإستحمام كلما هز الكلب ذيله قربي مع هذا رضيت بالوضع لإنعدام الخيارات الأخرى كما إنَّ المثل يقول ((ويرضى بالحمى من ذاق الموت))، فكان الإستحمام المتكرر أهون من السهر الدائم رغم تحفضي على مسألة نجاسة الكلب وأعتبر أنًّ الكلب رغم نجاسته هو أطهر من بعض الذين أعرفهم.
في خضم هذه الأحداث فاتني وأنا في أزمتي مع ضعف قدرتي على التركيز التي ورثَّها لي السهر المتواصل أن أسأل عن الكلب، عن أصلة ونوعه، ولماذا تخلى عنه أهله، لايهم كل هذا.
فالمهم ((أصبح عندي الآن كلب.... فإلى النوم خذوني معكم)).
ذهب عني الخوف قليلاً لوجود الكلب المحترم، وشعرت ببعض الأمان... ولماذا لا والكلب أخذ على نفسه السهر على سلامتي وسلامة بيتي فكان نعم الحارس الأمين، فما أن تقفز قطة الجيران في باحة بيتي حتى تنشب معركة شرسة فيها من النباح والصياح والصراخ وبعثرة محتويات صندوق القمامة، أصوات تجعل 20 من الأطفال يهبون من نومهم مذعورين، فكنت أسرع لفض الإشتباك لكن بدون جدوى فشراسة الكلب تجعلني أتراجع خوفاً منه، في بعض الأحيان كنت أفكر بالإستعانه بقوات التحالف لفض الإشتباك الدائر لكني أتراجع في اللحظة الأخيرة خوفاً أن يتهمني البعض بالعماله للمحتل، وتنهزم القطة وأبتسم أنا من كل قلبي فرحاً بإنتصار كلبي الوفي وأقول في نفسي ((والله إنه كلب إبن كلب))، إذا كان الكلب مع القطة يجعلها معركة فما الذي سيعمله مع اللصوص أكيد سيجعلها ((أُم المعارك)) وأشفق في سري على اللصوص وأنا أتخيل مؤخراتهم الممزقة. وأعود للفراش وأنام قرير العين.
مر إسبوع شعرت فيه براحة النوم وعاد بدني لسابق عهده وفارقني المزاج العكر الذي صاحبني لفتره، وعدت لعملي وسيارتي الرعاشة وعاد الركاب يقسمون أن لايركبوها ثانية، وعادت علاقتي بزوجتي (التي لاتشبه شارون ستون) إلى طبيعتها السابقة، الحمد لله فالنوم له سحر في حياة الإنسان حتى كان في ليلة من الصفاء الرومانسي بيني وبين التي لاتشبه شارون ستون إستسلمت بعدها لنوم عميق وشعور الأمان يغطيني بفضل الكلب.
وفي الصباح إستيقضت على صوت زوجتي تنا ديني للإفطار، جلسنا نفطر سوية .
إتكلت على الله وخرجت للعمل بسيارتي الباركنسونيه، لكني صدمت بعدم وجود سيارتي أمام باب بيتي. وبعد الأخذ والرد والسؤال عرفت إنَّ سيارتي قد سرقت!!!
فأقمت شكوى في مركز الشرطة، حضر أفراد الشرطة لمعاينة مكان السرقة، فجأه سألني ضابط الشرطة وهو يقف أمام منزلي ((يبدو إنَّ لديك كلباً))
فأجبته بالإيجاب وعاد يسألني
((ألم ينبح كلبك أثناء الليل؟)). أجبته بالنفي.
أثارت ملاحظة الضابط إنتباهي لعدم نباح الكلب على اللصوص وإستغربت من تصرف الكلب
سألني الضابط ((هل تربي هذا الكلب منذ صغره؟))
فأخبرته بالقصة كلها وكيفية حصولي على هذا الكلب، أكمل رجال الشرطة إجراءاتهم ورحلوا تاركيني وحيداً مع قهري وحزني بقلب يملؤه الغضب على تلك التي لاتشبه شارون ستون لائماً إياها ولاعناً ليلتها الرومانسية التي جعلتني أنام كل هذا النوم العميق.
مر يومان وتم إستدعائي من قبل الشرطة فلقد عثروا على سيارتي وعلى سارقها أيضاً، أتعرفون من هو؟
لقد كان شقيق الرجل الطيب الذي أهداني الكلب.
قال لي رجل حكيم (( إياك والكلب ذو الصاحبين، أتعرف لماذا؟ لأنك لو ربيت الكلب وهو صغير سيكون إنتمائه وولائه لك، أما إذا أخذت كلباً وهو كبير فسيكون إنتمائه لك وولائه لغيرك فإذا إحترق بيتك أو سرق سيكون دوماً هنالك دار أخرى له)).
لهذا ياعزيزي إنَّ كلبك الشرس لم ينبح على اللصوص لأنهم أهله بكل بساطة.
ملاحظة /إهداء لكل الساسة العراقيين الذين أتونا من بلدان أخرى يحملون جنسياتها
الوقت و المكان :- بين الصيف والشتاء من عام 2006 في البصرة
بكل فخر أقول إنني أول عراقي أستمع لنصيحة وعمل بها.
وهي بنظري سابقة غريبه فالعراقي يكره النصائح ومن يطلقها ولدينا مثل يقول ((العراقي إنطحه ولا تنصحه))
أعود إلى الموضوع وجدت نفسي مرغماً على العمل بنصيحة تبرع بها صديق لي بعد أن إستمع إلى شكاوي من قلة النوم والقلق والخوف من العصابات الليلية التي عاثت في البصرة فساداً فكان كل من يمشي على قدمين هو هدف محتمل إلى هذه العصابات، من يمتلك مالاً يختطف ويقتل ومن كان لديه رأي يخالف رأي المتنفذين يقتل أيضاً ومن كان لدية زوجة جميلة فهو مقتول أيضاً.
ولقد شملتني حمى الخوف على الرغم من إني لم أكن أملك مالاً كل ما أملكة هو سيارة عتيقة أعمل بها كسيارة أجرة فكانت كل من يركب بها يقسم أغلظ الإيمان أن لايركب بها مرة أخرى لأنها ببساطة سيارة مصابة بمرض باركنسن لأن كل جزء منها يرتجف على حده أعان الله من ركب بها مرة.
ثم أنَّ زوجتي لاتشبة الممثلة شارون ستون لا من قريب ولا من بعيد وبعد ذلك ليس لدي رأي مخالف للكل فالآراء والحمد لله كلها متضاربه. ومع هذا كنت لا أنام في الليل خوفاً من غدر عصابات قذرة تسلحت بكل آلات القتل، وتمتطي سيارات مملوكة للدولة والدولة ليس عليها سلطان، وتباركها فتاوى مقدسة لرجال مشكوك بولائهم للوطن والدين.
أصبح سهر الليالي عندي ظرورة وعاده، أما عن كونه ضرورة فإني لا أريد الموت بطريقة خروف العيد. وعن كونه أصبح عاده فكنت أسهر ليلاً وأنام نهاراً لأني والحمد لله لم يكن لدي عمل ثابت يرغمني على النهوض صباحاً.
قال صديقي المحترم: ((إقتني لك كلباً يعينك على الحراسة ليلاً وينبهك في حالة غفلتك))...
وجدت أنَّ نصيحته رائعه فعلاً تنم عن عبقرية وفهم مدروس للأوضاع الحاليه نادراً مايتفوه به أحد هذه الأيام.
وأعلنت عن رغبتي بإقتناء كلب فقام أحدهم وأرسل لي كلباً كبيراً جميل المنظر فنظرت اليه بإحترام لأنه منقذي من سهر الليالي.
أطعمت الكلب وربت على رأسه وعنقه ((هذا مأخوذ من كتالوج الإستعمال))، بدأ الكلب يتعود علي فإذا جئت ركض إليَّ وهو يهز ذيله قافزاً حولي فرحاً.
لكن برزت مشكلة أخرى مع زوجتي (التي لاتشبه الممثلة شارون ستون) أما المشكلة في موضع نجاسة الكلب فكانت ترغمني على الإستحمام كلما هز الكلب ذيله قربي مع هذا رضيت بالوضع لإنعدام الخيارات الأخرى كما إنَّ المثل يقول ((ويرضى بالحمى من ذاق الموت))، فكان الإستحمام المتكرر أهون من السهر الدائم رغم تحفضي على مسألة نجاسة الكلب وأعتبر أنًّ الكلب رغم نجاسته هو أطهر من بعض الذين أعرفهم.
في خضم هذه الأحداث فاتني وأنا في أزمتي مع ضعف قدرتي على التركيز التي ورثَّها لي السهر المتواصل أن أسأل عن الكلب، عن أصلة ونوعه، ولماذا تخلى عنه أهله، لايهم كل هذا.
فالمهم ((أصبح عندي الآن كلب.... فإلى النوم خذوني معكم)).
ذهب عني الخوف قليلاً لوجود الكلب المحترم، وشعرت ببعض الأمان... ولماذا لا والكلب أخذ على نفسه السهر على سلامتي وسلامة بيتي فكان نعم الحارس الأمين، فما أن تقفز قطة الجيران في باحة بيتي حتى تنشب معركة شرسة فيها من النباح والصياح والصراخ وبعثرة محتويات صندوق القمامة، أصوات تجعل 20 من الأطفال يهبون من نومهم مذعورين، فكنت أسرع لفض الإشتباك لكن بدون جدوى فشراسة الكلب تجعلني أتراجع خوفاً منه، في بعض الأحيان كنت أفكر بالإستعانه بقوات التحالف لفض الإشتباك الدائر لكني أتراجع في اللحظة الأخيرة خوفاً أن يتهمني البعض بالعماله للمحتل، وتنهزم القطة وأبتسم أنا من كل قلبي فرحاً بإنتصار كلبي الوفي وأقول في نفسي ((والله إنه كلب إبن كلب))، إذا كان الكلب مع القطة يجعلها معركة فما الذي سيعمله مع اللصوص أكيد سيجعلها ((أُم المعارك)) وأشفق في سري على اللصوص وأنا أتخيل مؤخراتهم الممزقة. وأعود للفراش وأنام قرير العين.
مر إسبوع شعرت فيه براحة النوم وعاد بدني لسابق عهده وفارقني المزاج العكر الذي صاحبني لفتره، وعدت لعملي وسيارتي الرعاشة وعاد الركاب يقسمون أن لايركبوها ثانية، وعادت علاقتي بزوجتي (التي لاتشبه شارون ستون) إلى طبيعتها السابقة، الحمد لله فالنوم له سحر في حياة الإنسان حتى كان في ليلة من الصفاء الرومانسي بيني وبين التي لاتشبه شارون ستون إستسلمت بعدها لنوم عميق وشعور الأمان يغطيني بفضل الكلب.
وفي الصباح إستيقضت على صوت زوجتي تنا ديني للإفطار، جلسنا نفطر سوية .
إتكلت على الله وخرجت للعمل بسيارتي الباركنسونيه، لكني صدمت بعدم وجود سيارتي أمام باب بيتي. وبعد الأخذ والرد والسؤال عرفت إنَّ سيارتي قد سرقت!!!
فأقمت شكوى في مركز الشرطة، حضر أفراد الشرطة لمعاينة مكان السرقة، فجأه سألني ضابط الشرطة وهو يقف أمام منزلي ((يبدو إنَّ لديك كلباً))
فأجبته بالإيجاب وعاد يسألني
((ألم ينبح كلبك أثناء الليل؟)). أجبته بالنفي.
أثارت ملاحظة الضابط إنتباهي لعدم نباح الكلب على اللصوص وإستغربت من تصرف الكلب
سألني الضابط ((هل تربي هذا الكلب منذ صغره؟))
فأخبرته بالقصة كلها وكيفية حصولي على هذا الكلب، أكمل رجال الشرطة إجراءاتهم ورحلوا تاركيني وحيداً مع قهري وحزني بقلب يملؤه الغضب على تلك التي لاتشبه شارون ستون لائماً إياها ولاعناً ليلتها الرومانسية التي جعلتني أنام كل هذا النوم العميق.
مر يومان وتم إستدعائي من قبل الشرطة فلقد عثروا على سيارتي وعلى سارقها أيضاً، أتعرفون من هو؟
لقد كان شقيق الرجل الطيب الذي أهداني الكلب.
قال لي رجل حكيم (( إياك والكلب ذو الصاحبين، أتعرف لماذا؟ لأنك لو ربيت الكلب وهو صغير سيكون إنتمائه وولائه لك، أما إذا أخذت كلباً وهو كبير فسيكون إنتمائه لك وولائه لغيرك فإذا إحترق بيتك أو سرق سيكون دوماً هنالك دار أخرى له)).
لهذا ياعزيزي إنَّ كلبك الشرس لم ينبح على اللصوص لأنهم أهله بكل بساطة.
ملاحظة /إهداء لكل الساسة العراقيين الذين أتونا من بلدان أخرى يحملون جنسياتها