المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لله ثم للتاريخ



الصفحات : 1 [2] 3 4

د/شريف العجمى
2010-02-08, 02:58 AM
لا فوض فوك يا باشمُهَندس /احمد إمام
هذه الحقآئِق يجب ان تخرج كما أخرجتها فى وقتها بحكمتك العهودة
بارك اللهُ فيكم وجزاكم عنا كل خير
والعاقِبةُ للمُتَقيــن

مهندس احمد امام
2010-02-08, 07:28 PM
نتابع بعون الله ...

جزاكم الله خيراً اخوانى على المتابعه ..

فى معرض ردنا على مزاعم نصارى مصر بخصوص تواجدهم على صفحة تاريخ مصر عرضنا ما آل إليه حال البلاد من دمار و خراب و ثورات أثناء فتره قصيره جداً من تاريخ مصر أقل ما يمكن ان توصف به هذه الفتره هى الدمويه و برغم كل هذه الدمويه فإن اكنيسة الاسكندريه لم تستطع أن تفرضها مزهبها على كل أهل مصر فظل هناك وثنيون و نساطره و ملكيون اتباع الامبراطوريه الرومانيه ... و السؤال المهم الان و الذى يجبأن يسجه التاريخ للمره المليون كيف دخل الاسلام الى مصر و كيف أصبحت مصر دوله إسلاميه .


يتبع بأذن الله تعالى ...

مهندس احمد امام
2010-02-08, 08:35 PM
أختلفت القصه بين مؤرخى النصارى و المؤريخين المسلمين و لكن تفنيد و تنقيح التاريخ واجب و الحق ما شهدت به الاعداء و لكن دعونا قبل أن ندخل ف هذا الامر نرد فرية قالها عزت أندراوس فى كتابه السالف الذكر و ذكرها الكثيرمن مؤرخى الكنيسه و هى انكلمة أقباط ترادف كلمة مسيحيين و أن أهم ما يؤكد ذلك هو ان المسلمين لا يتكلمون اللغه القبطيه و لا يطلقون على اماكن عبادتهم اسماء قبطيه بعكس المسيحيين الذين يقولون الكنيسه القبطيه كذا .. و هكذا الى غير ذلك من مزاعم لا تنم الا عن جهل صاحبها ..

اولا معنى كلمة قبطى و من أين نشأت :

يقول عزت اندراوس ان المسلمين ليسوا اقباطاً لانهم لا يتحثون لغةمصر وهى اللغه القبطيه و كأن نصارى مصر يتحدثون القبطيه أمر مضحك جداً و مثير للشفقه أن يكون هذا هو حال مؤرخى اقوم و مفكريهم .. ثم يقو ل أننا لسنا أقباا للاننا لا نطق كلمة قبطى على دور العباده الخاصه بنا على عكس الاقباط فى مصر .. و اقول و ما ذنبنا نحن كمسلمين انكم قوممفترقون فى دينكم فلا تجد أثنان من النصارى فى االعالم كله من بين الالف مليون شخص يدينون بنفس الاعتقاد فى طبيعةالاله الذى يعبده او ف صحة الكتاب الذى يقدسه , ما ذنبا نحن كمسلمين أن نجد كنيسه انجليزيه و اخرى سويديه و اخرى قبطيه و لكل منها معتقد .. بل و بين الكنائس افى مصر تجد انجيليه و تجد كاثوليكيه و اخيرا مرقصيه و قريباً مهلبيه و عباسيه و تامر و شقيه ...... يا مثبت العقل و الدين يا رب .


(EGYPT ) بالأنجليزية؟

كلمة ((مِصْرَ)) كانت تـُعرّف في العصور الفرعونية بإسم ((كيمي)) أي ((ارض السواد)) وكانت الشعوب السامية المجاورة كانت تُطلق عليها اسماً مُشتقاً من كلمة (( المصر)) أي ((الحد)) بمعنى البلاد التي تقع علي حدودهم من الناحية الغربية . و قد اطلقوا علي سكانها إسم (( المصريين)) .. ففي اللغة الآشورية سـُميت ((مصر)).. وفي اللغة الأرامية ((مصرين)) ... وفي اللغة العبرية سـُميت ((مصرايم)) ... و في اللغة العربية تـُسمى ((مِصْرَ)) وهذا الأسم هو الذي استعمله القرآن الكريم ... ويأتي هذا الأسم من تحريف الأسم اليوناني لمصر ... فقد اطلقوا اليونانيون علي إسم مصر إسم ((إيجتوس)) ((Aegyptus)) ، بمعنى ((الحد)) وهو الأسم الذي اطلقه عليها البطالمة و الرومان بعدهم ، وهو المعروف في اللغات الأوروبية إلى الآن (( eggito – egypte)) ... ولما دخل المسلمين إلى مصر حذفوا علامة الرفع في اليونانية الــ "us" وحذفوا حرف الــ "A" فكانت كلمة "EGYPT" ((جبط)) أو ((قبط)) وعرفوا المصريين بإسم ((اقباط)) ... فكلمة ((اقباط)) هو الأسم اليوناني للمصريين كما نطقه العرب . وقد استعمل العرب كلمة ((اقباط)) للدلاله علي المصريين بصرف النظر عن دينهم (وهذا يعني ان كل مصري قبطي وليست هذه التسمية تُطلق على المسحيين وحدهم لا فالمسيحي او المسلم او اليهودي او الذي لادين له طالما مصري فيُطلق عليه قبطي أي مصري).

و لكن الارثوذكس من المسحيين المصريين استعملوا تعبير ((قبط)) في كتابتهم باللغة العربية بعد إنتشار الإسلام تمييزاً لهم عن اتباع المذاهب المسيحية الآخرى . و تمييزاً لهم عن المصريين الاخرين الذين أعتنقوا الاسلام بعد إنتشار العربيه بشك كير و طغيانها على كل ما عرفوه لتجعل لمصرهويه مره اخرى بعد ان كانت المسيحيه تكاد تجعل المجتمع المصرى بلا هويه بعد ان دخلت عليه المسيحيه بكل الوانها المختلفه و المتناقضه و المتصارعه .....

يتبع بأذن الله قريباً فقد شعرت بالتعب الان .

دانة
2010-02-26, 04:43 PM
ما شاء الله أخي الكريم
موضوع شائق
متابعة

مهندس احمد امام
2010-02-27, 08:30 AM
جزاكم الله خيراً أخوتى على المتابعه و أعتذر عن عدم تكملة الموضوع لحين عودتى من السفر لان كتاب تاريخ الاباء البطاركه ليس معى الان و سيكون تنزيله امراً عسيرأ بالنسبة لى الان . أعتذر مره أخرى عن التأخير .

ذو الفقار
2010-02-27, 02:22 PM
لا عليك اخي الحبيب .. المهم ان تعود إلينا سالماً ومن بعدها نكمل هذه الرحلة في موضوعك الشيق

مهندس احمد امام
2010-03-07, 01:42 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

حياكم الله ايها الاخوه و الاخوات و طبتم و طاب سعيكم و ممشاكم و تبوأتم من الجنة منزلا ... فإنى قد قررت متابعة ما عزمت عليه و تكملة هذا الموضوع الى ما شاء الله أن تم خدمة لدينى و لوطنى الذى أحبه و لاستخراج الحق من بين ركام الباطل و قد قررت أن أقوم بتقسيم الموضوع الى عدة نقاط ليسهل على اخوانى و اخواتى المتابعه معى فى ما ساحاول عرضه و تيسيرا على أنا ايضاً لاستطيع تجميع كل المواد العلميه المطلوبه و صياغتها بشكل مناسب .

اولاً : إدعاءات نصارى مصر بخصوص مسلميها :-

إدعاءات نصارى مصر بخصوص المسلمين فيها لا تخرج عن كونها إتهامات لهم بأنهم أحفاد العرب الغزاه الذى إغتصبوا مصر من اهل البلد و أخوا ثرواتها و خيرها الى جزيرتهم ( جزيرة العرب ) و تكوا المصريين يعيشون فى ذل و هوان بل لقد اخذوا منهم الجزيه مقابل بقائهم على المسيحيه و من لم يستطع ان يدفع الجزيه دخل فى الاسلام مجبراً او قتله المسلمين او هرب الى الصحراء هروباً من بطش حكامها .

هذه الادعاءات و مثيلاتها فى كتب التراث المسيحى و خصوصاً الاورثوذكسى منه يوجد منها الكثير و الكثير سواءاً كنت كتب قديمه او حديثه معاصره و على سبيل المثال لا الحصر يمكننا ان نرى مثلاُ :

موسوعة تاريخ مصر - عزت أندرواس :



وحاول الغزاة إحتواء هوية مصر وتغييرها فلم يستطيعوا وشعروا بغربتهم فيها لأنهم أجانب عنها , وفى النهاية إحتوتهم مصر إلا أن إحتوائهم لم يكن كاملاً , وذلك لأن إنتماؤهم العرقى أو الدينى ليس مصرياً خالصاً فإنهم لا يفتخرون بمصريتهم بالرغم من انهم لا يعرفون غير مصر وطناً لهم , فيشربون من نيلها ولا يرتوون , ويأكلون من خيراتها ولا يشبعون , فيقولون أنهم مصريون وأن دينهم الإسلام ولكن عند البحث فى صميم عقيدتهم الإسلامية تجد أن الإسلام تجنس وليس ديناً , ومن هنا تسقط عنهم الهوية المصرية لأن شريعتهم الإسلامية وقرآنهم يأمرهم بقتل أهل البلاد الوطنيين المصريين الأصليين الذين هم المسيحيون القبط , كما تدفعهم عقيدتهم إلى سرقة وسلب خيرات مصر وآثارها , والذى يمد يدة وينهب ويسلب خيرات بلد تسقط عنه صفة الإنتماء لهذا البلد لأنه لا بد وان يكون غاصباً ومحتلاً ومستعمراً , لأن الغاصب ياخذ ولا يعطى


و من امثال هذا الكلام فى كتابه الكثير و الكثير فلا تكاد تجد صفحه واحده خاليه من أمثاله .

و على سبيل المثال أيضاً من كتاب تاريخ الامه القبطيه - المجلد الثالث - ص 144



http://www10.0zz0.com/2010/03/06/23/115289855.jpg (http://www.0zz0.com)

و أخيراً قول القمص مرقص عزيز كاهن المحبه :

هل المسلمون المصريون أحفاد العرب المحتلّين (http://www.albshara.com/السلام عليكم و رحمة الله و بركاته)

كاهن المحبه يحرض على الفتنه (http://www.youtube.com/watch#!v=SKXSCVYsxxw&feature=related)

يتبع بأذن الله تعالى .

ابوبكر
2010-03-07, 02:17 AM
لا اعلم ان كان من حقى المشاركة هنا الان ام لا ... لكنى احببت ان اسجل متابعتى لك.
قم بحذف المشاركة لو كانت مشاركاتك تباعا ولا تريد ان تفصل بينهم بأى مداخلات.

زادك الله علما ونفع بك.

مهندس احمد امام
2010-03-07, 03:25 PM
لا حق لى فى ان اوقف كلمه كتبت فى سبيل الله اخى الحبيب ابو بكر أكتب ما تشاء حيثما تشاء بارك الله لنا فيكم .

نكمل على بركة الله تعالى :


تطور فكر النصارى مع الوقت تجاه المسلمين :

مع الوقت و مع تزايد اعداد الذين يدخلون الاسلام من نصارى مصر و دخول الاسلام الى كل بيت أورثوذكسى بمصر و تنامى أعداد المسلمين من النصارى الى اعداد مهوله الامر الذى بم تعد معه فكرة أن كل هؤلاء المسلمين الموجودين بمصر هم احفاد الفاتحين العرب فقط و ليسوا أبناء مصريين أسلموا لله برغبتهم فى ترك ديانه شركيه و عبادا وثنيه تتمثل فى دين النصرانيه فبدأوا فى أختراع أسطوانه اخرى الا و هى أن الذين أسلموا من اهل مصر إنما أسلموا لانهم كانوا فقراء لا يستطيعون دفع الجزيه الكبيره التى فرضها المسلمون عليهم او انهم اناس باوعوا وطنهم و أستقبلوا الغزاه بفرح فزوجوهم بناتهم و باعوا أرضهم رخيصاً . و ياللعجب من منطق كهذا و كمثال لذلك ما جاء فى موسوعة تاريخ مصر لعزت أندراوس :




اخى الحبيب المسلم ابن جدى الذى لم يستطع دفع الجزية لفقرة وإضطر أن يعتنق الإسلام , أنا لا ألوم جدك لأنه أراد أن يربى اباك حتى لا يموت أو يذبح كما يذبحون الأبرياء الآن ويباع أبوك فى اسواق العبيد وتباع جدتك وأمك وأخوتك البنات فى أسواق الجوارى ويصبحن متعه للمسلم ..

اليوم لك وقفه إقرأ وقارن بين التاريخ المسيحى النظيف الطاهر وتاريخ الإسلام ولك فى النهاية اتخاذ القرار ولكن فكر ماذا ستقول حينما يسألك الديان العادل السيد المسيح قائلاً : من هو إلهك ؟ ما هو دينك هذا ؟ من هو نبيك ؟ وما هى أخلاقة ؟ وما هى أخلاقك ؟ ومن قتلت ؟ ومن أغتصبت ؟ ولماذا كذبت ؟ ولماذا سرقت ونهبت ؟ إن أعمالك تتبعك لن تستطيع أن تهرب منها الديان السيد المسيح الذى يعرف كل شئ عنك المسيح هو الديان .. ( البخارى جزء3 ص 107 ) ( سورة الزخرف آية 61 )( لاتقوم الساعة حتى ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا) ,


و للردعلى شبهة أن المسيح ديان العالم هذه نحيلكم الى كتاب الرد على " المسيحيه فى الاسلام " للقمص ابراهيم لوقا . على الرابط :

الرد على كتاب المسيحيه فى الاسلام (http://www.albshara.com/threads/12467-الرد-على-كتاب-المسيحية-في-الإسلام-للقمص-إبراهيم-لوقا?p=126227&highlight=#post126227)

لن أسهب اكثر من ذلك فى حالة الغل و الحقد الى تملأ قلب نصارى مصر على غالبية مواطنيها و سكانها فلم تحقد أقليه على الغالبيه فى التاريخ مثل حقد نصارى مصر على مسلميها فقد تخطى حقدهم كل الخطوط الحمراء . فقد وصف المقريزى أقباط مصر النصارى بالتالى:



"..... يغلب عليهم الدعة والجبن والقنوط والشح وقلة الصبر وسرعة الخوف والحسد والنميمة والكذب والسعي إلى السلطان وذم الناس بالجملة، كما يغلب عليهم الشر والدنية التي تكون من دناءة النفس والطبع "

ويواصل قائلاً : " ومن أجل توليد أرض مصر الجبن والشرور والدنية لم تسكنها الأُسد، حتى كلابها أقل جرأة من كلاب غيرها من الأمصار، وكذلك سائر ما فيها أضعف من نظيره في البلدان الأخرى، ماخلا ما كان منها في طبعه ملايمة لهذا الحال كالحمار والأرنب".المصدر : "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار" صفحة 43

فهؤلاء هم نصارى مصر دائما و أبداً و حقدهم و غلهم لن يتغير و صدق قول الحق فيهم " وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم ... " الايه.

يتبع بأذن الله تعالى .

مهندس احمد امام
2010-03-07, 04:16 PM
شهاة المؤرخين الغربيين على سماحة المسلمين :


كتب وول ديورانت عن فتح مصر في القرن السابع الميلادي :"وكان المسيحيون اليعاقبة (الارثوذكس) في مصر قد قاسوا الأمرَّين من جراء اضطهاد بيزنطية ( الكاثوليك )؛ ولهذا رحبوا بقدوم المسلمين، وأعانوهم على استيلاء منفيس، وأرشدوهم إلى الإسكندرية ، ولما سقطت تلك المدينة في يد عمر وبعد حصار دام ثلاثة عشر شهراً (عام 641) ...حال عمرو بين العرب وبين نهب المدينة وفضل أن يفرض عليها الجزية. ولم يكن في وسعهِ أن يدرك أسباب الخلافات الدينية بين المذاهب المسيحية المختلفة، ولذلك منع أعوانه اليعاقبة ( الارثوذكس ) أن ينتقموا من خصومهم الملكانيين (الكاثوليك )، وخالف ما جرت عليه عادة الفاتحين من أقدم الأزمنة فأعلن حرية العبادة لجميع أهل المدينة."(موسوعة قصة الحضارة- وول ديورانت–الجزء 13– ص261-262- الهيئة المصرية العامة للكتاب.


وكتب عمر رضى الله عنه إلى واليه في مصر: "واعلم يا عمرو أن الله يراك ويرى عملك، فإنه قال تبارك وتعالى في كتابه : ] واجعلنا للمتقين إماماً [ (الفرقان: 74) يريد [أي من المؤمن] أن يُقتدى به، وأن معك أهل ذمة وعهد، وقد أوصى رسول الله r بهم، وأوصى بالقبط فقال : ((استوصوا بالقبط خيراً، فإن لهم ذمة ورحماً))، ورحِمُهم أن أم إسماعيل منهم، وقد قال r : ((من ظلم معاهداً أو كلفه فوق طاقته؛ فأنا خصمه يوم القيامة)) احذر يا عمرو أن يكون رسول الله r لك خصماً، فإنه من خاصمه خَصَمه". كنز العمال (14304).


يقول ول ديورانت: "لقد كان أهل الذمة، المسيحيون والزرادشتيون واليهود والصابئون يستمتعون في عهد الخلافة الأموية بدرجة من التسامح، لا نجد لها نظيراً في البلاد المسيحية في هذه الأيام، فلقد كانوا أحراراً في ممارسة شعائر دينهم، واحتفظوا بكنائسهم ومعابدهم". قصة الحضارة (12/131).


ويقول: "وكان اليهود في بلاد الشرق الأدنى قد رحبوا بالعرب الذين حرروهم من ظلم حكامهم السابقين .. وأصبحوا يتمتعون بكامل الحرية في حياتهم وممارسة شعائر دينهم .. وكان المسيحيون أحراراً في الاحتفال بأعيادهم علناً، والحجاج المسيحيون يأتون أفواجاً آمنين لزيارة الأضرحة المسيحية في فلسطين .. وأصبح المسيحيون الخارجون على كنيسة الدولة البيزنطية، الذين كانوا يلقون صوراً من الاضطهاد على يد بطاركة القسطنطينية وأورشليم والاسكندرية وإنطاكيا، أصبح هؤلاء الآن أحراراً آمنين تحت حكم المسلمين".
قصة الحضارة (12/132).


وينقل معرب "حضارة العرب" قول روبرتسن في كتابه "تاريخ شارلكن": "إن المسلمين وحدهم الذين جمعوا بين الغيرة لدينهم وروح التسامح نحو أتباع الأديان الأخرى، وإنهم مع امتشاقهم الحسام نشراً لدينهم، تركوا مَن لم يرغبوا فيه أحراراً في التمسك بتعاليمهم الدينية".


وينقل أيضاً عن الراهب ميشود في كتابه "رحلة دينية في الشرق" (ص 29) قوله: "ومن المؤسف أن تقتبس الشعوب النصرانية من المسلمين التسامح ، الذي هو آية الإحسان بين الأمم واحترام عقائد الآخرين وعدم فرض أي معتقد عليهم بالقوة".حاشية الصفحة 128 من كتاب "حضارة العرب" لغوستاف لوبون.


وينقل ترتون في كتابه "أهل الذمة في الإسلام" شهادة البطريك " عيشو يابه " الذي تولى منصب البابوية حتى عام 657م:" إن العرب الذين مكنهم الرب من السيطرة على العالم يعاملوننا كما تعرفون. إنهم ليسوا بأعداء للنصرانية ، بل يمتدحون ملتنا ، ويوقرون قديسينا وقسسنا، ويمدون يد العون إلى كنائسنا وأديرتنا " .أهل الذمة في الإسلام (159).


ويقول المؤرخ الإنجليزي السير توماس أرنولد في كتابه "الدعوة إلى الإسلام": " لقد عامل المسلمون الظافرون العرب المسيحيين بتسامح عظيم منذ القرن الأول للهجرة ، واستمر هذا التسامح في القرون المتعاقبة ، ونستطيع أن نحكم بحق أن القبائل المسيحية التي اعتنقت الإسلام قد اعتنقته عن اختيار وإرادة حرة ، وإن العرب المسيحيين الذين يعيشون في وقتنا هذا بين جماعات المسلمين لشاهد على هذا التسامح ". الدعوة إلى الإسلام (51).


وتقول المستشرقة الألمانية زيغريد هونكه : " العرب لم يفرضوا على الشعوب المغلوبة الدخول في الإسلام، فالمسيحيون والزرادشتية واليهود الذين لاقوا قبل الإسلام أبشع أمثلة للتعصب الديني وأفظعها؛ سمح لهم جميعاً دون أي عائق يمنعهم بممارسة شعائر دينهم، وترك المسلمون لهم بيوت عبادتهم وأديرتهم وكهنتهم وأحبارهم دون أن يمسوهم بأدنى أذى، أو ليس هذا منتهى التسامح؟ أين روى التاريخ مثل تلك الأعمال؟ ومتى؟" شمس العرب تسطع على الغرب (364) .


يقول المـؤرخ الإسباني أولاغي: "فخلال النصف الأول من القرن التـاسع كـانت أقـلية مسيحية مهمة تعيش في قرطبة وتمارس عبادتها بحرية كاملة".


ويقول ول ديورانت في سياق حديثه عن الخليفة عمر بن عبد العزيز: " وبينما كان أسلافه من خلفاء الأمويين لا يشجعون غير المسلمين في بلاد الدولة على اعتناق الإسلام، حتى لا تقل الضرائب المفروضة عليهم، فإن عمر قد شجع المسيحيين، واليهود، والزرادشتيين على اعتناقه، ولما شكا إليه عماله القائمون على شؤون المال من هذه السياسة ستفقر بيت المال أجابهم بقولهِ: (والله لوددت أن الناس كلهم أسلموا، حتى نكون أنا وأنت حراثين نأكل من كسب أيدينا)".قصة الحضارة (13/48).


ويقول غوستاف لوبون في كتابه "حضارة العرب" : " إن القوة لم تكن عاملاً في انتشار القرآن ، فقد ترك العرب المغلوبين أحراراً في أديانهم .. فإذا حدث أن انتحل بعض الشعوب النصرانية الإسلام واتخذ العربية لغة له؛ فذلك لما كان يتصف به العرب الغالبون من ضروب العدل الذي لم يكن للناس عهد بمثله، ولما كان عليه الإسلام من السهولة التي لم تعرفها الأديان الأخرى" حضارة العرب (127).


ويقول: "وما جهله المؤرخون من حلم العرب الفاتحين وتسامحهم كان من الأسباب السريعة في اتساع فتوحاتهم وفي سهولة اقتناع كثير من الأمم بدينهم ولغتهم .. والحق أن الأمم لم تعرف فاتحين رحماء متسامحين مثل العرب ، ولا ديناً سمحاً مثل دينهم. حضارة العرب (605).


ويوافقه المؤرخ ول ديورانت فيقول: "وعلى الرغم من خطة التسامح الديني التي كان ينتهجها المسلمون الأولون، أو بسبب هذه الخطة اعتنق الدين الجديدَ معظمُ المسيحيين وجميع الزرادشتيين والوثنيين إلا عدداً قليلاً منهم .. واستحوذ الدين الإسلامي على قلوب مئات الشعوب في البلدان الممتدة من الصين وأندنوسيا إلى مراكش والأندلس، وتملك خيالهم، وسيطر على أخلاقهم، وصاغ حياتهم، وبعث آمالاً تخفف عنهم بؤس الحياة ومتاعبها" قصة الحضارة (13/133).


ويقول روبرتسون في كتابه "تاريخ شارلكن": "لكنا لا نعلم للإسلام مجمعاً دينياً، ولا رسلاً وراء الجيوش، ولا رهبنة بعد الفتح، فلم يُكره أحد عليه بالسيف ولا باللسان، بل دخل القلوب عن شوق واختيار، وكان نتيجة ما أودع في القرآن من مواهب التأثير والأخذ بالأسباب " روح الدين، عفيف طبارة (412).


ويقول آدم متز: "ولما كان الشرع الإسلامي خاصاً بالمسلمين، فقد خلَّت الدولة الإسلاميةبين أهل الملل الأخرى وبين محاكمهم الخاصة بهم، والذي نعلمه من أمر هذه المحاكمأنها كانت محاكم كنسية، وكان رؤساء المحاكم الروحيون يقومون فيها مقام كبار القضاة أيضاً، وقد كتبوا كثيراً من كتب القانون، ولم تقتصر أحكامهم على مسائل الزواج، بل كانت تشمل إلى جانب ذلك مسائل الميراث وأكثر المنازعات " الحضارة الإسلامية في القرنالرابع الهجري (2/93).




يتبع بأذن الله تعالى ...