مشاهدة النسخة كاملة : هل نحتفل بالمولد النبوي
الصفحات :
1
2
3
4
5
[
6]
7
8
9
10
11
elqurssan
2010-03-07, 01:38 PM
لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما من خير إلا وقد دلنا عليه، ولا شر إلا وقد حذرنا منه، ولا ترك لنا طائراً يطير في السماء إلا وذكر لنا منه علماً، فكان قرنه خير القرون، ثم قرن صحابته من بعده الذين مضوا على سنته، ثم التابعين من بعدهم، وبعد ذلك انتشرت البدع والخرافات، وسيطر الجهل والضلالات على كثير من بلاد المسلمين، ومن تلك البدع بدعة المولد النبوي، والاحتفال به الذي لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه الكرام ولا التابعون لهم بإحسان، وقد أبدلنا الله بأعياد شرعية خير من هذا كالأضحى والفطر ويوم الجمعة، وحذرنا الله على لسان رسوله من الابتداع في الدين وتشريع ما لم يشرعه الله ولا رسوله الأمين- الله صلى الله عليه وسلم .
elqurssan
2010-03-07, 01:47 PM
نعمة إرسال الرسول وإكمال الدين
فلا شك أن من أعظم نعم الله على عباده وإحسانه إليهم سبحانه وتعالى أن بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ [آل عمران:164] كما أخبر عن نفسه عليه الصلاة والسلام. وليعلمهم دين الله القويم، وليوضح لهم الإسلام الذي بعث الله به المرسلين، وجعله الله رحمة للعالمين، فقال سبحانه: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [الأنبياء:107] .. وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً [سبأ:28] . فهدى به من الضلالة، وبصَّر به من العمى، وجمع به بعد الفرقة، وأغنى به بعد العيلة والفقر، وهدى به الأمة إلى الصراط المستقيم، وأعلى بها كلمته، وعرَّف الناسَ بها دينه الذي بعث به الأنبياء من أولهم إلى آخرهم، وهو دين الإسلام.. إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ [آل عمران:19]. فنشر أعلامه وبين معالمه على يدَي هذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، وأنزل عليه القرآن الكريم الذي هو أفضل وأعظم كتاب.. فيه الهدى والنور.. فيه الدلالة على كل خير، والدعوة إلى مكارم الأخلاق، ومحاسن الأعمال، والتحذير من الشرك بالله، ومن سائر ما لا يرضي الله من أقوال وأعمال. هداهم الله به إلى أسباب السعادة، وإلى دين الإسلام، وإلى الأخلاق الكريمة، والأعمال الحميدة، وإلى كل خير، وحذَّرهم فيه من كل شر. ونبينا صلى الله عليه وسلم هو أعظم داعٍ، وأفضل وأعظم وأفضل رسول عليه الصلاة والسلام، كمل الله به المرسلين، وختم به عِقْد النبوة، فصار هو خاتم النبيين والمرسلين عليه الصلاة والسلام، وليس بعده نبي، ومن ادَّعى النبوة بعده فهو كافر ضال مضل. فمحمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، وهو رسول رب العالمين، ورسالته خاتمة الرسالات، وشريعته أكرم الشرائع عليه الصلاة والسلام.. شريعته أفضل الشرائع وأهداها، وأحكمها وأعمها، وجعل الله فيها حل كل مشكل، وبيَّن فيها جميع ما يحتاجه العباد، وجعل شريعته بحمد الله سمحة ميسرة، ليس فيها أغلال ولا آصار: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ [الحج:78].. يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ [البقرة:185]. ومر رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته على الهدى المستقيم، وعلى الصراط القويم، بعدما أكمل الله به الدين، وأتم به النعمة عليه الصلاة والسلام، أنزل الله عليه في حجة الوداع يوم عرفة : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً [المائدة:3]، هذه الآية بيَّن الله فيها أنه أكمل الدين للأمة، وأتم عليهم النعمة، ورضي لهم الإسلام ديناً، فلما أكمل الله به الدين، وأتم به النعمة؛ أخذه إليه وتوفاه، ونقله إلى الرفيق الأعلى
ذو الفقار
2010-03-07, 01:50 PM
السلام عليكم ورحمة الله
أخي الكريم .. أريدك حين تأتيني بدليل أن تكتبه لقناعتك به ولا أريدك أن تقول أجاب فلان أو رد فلان وأذكرك ونفسي بقوله تعالى
وقد أمر الشرع بالعقيقة عند الولادة، وهي إظهار شكر وفرح بالمولود،
بالمولود وليس بذكري يوم وُلد فيها المولود وشتان بين هذا وذاك .
فدلت قواعد الشريعة على أنه يحسن في هذا الشهر إظهار الفرح بولادته صلى الله عليه وسلم دون إظهار الحزن فيه بوفاته.
أين تلك القواعد الشرعية ؟ أرينيها .
هل لأن السيوطي رحمه الله قال هذا يجب أن نصدق على كلامه ؟ ماذا إن كان كلامه خاطئ وماذا لو أخطأ الكثيرون في أمر ما ؟ وما دام الأمر في جدال فيجب رده لله ورسوله كما قال تعالى :
"فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا "
وقد تكلم الإمام أبو عبد الله ابن الحاج في كتابه المدخل على عمل المولد فأتقن الكلام فيه جدا، وحاصله: مدح ما كان فيه من إظهار شعار وشكر، وذم ما احتوى عليه من محرمات ومنكرات.
بالطبع نحن نتكلم عن جواز الاحتفال بالمولد بعيداً عن كونه يشتمل على منكرات لان أي مسلم على النهج المحمدي ينكر هذا . ونناقش مشروعية الاحتفال على أساس أنه خالِ من المنكرات ومابرئت منها من اطراء للنبي صلى الله عليه وسلم والغلو في مدحه والإستماع إلى العزف والرقص واللهو واستغاثة بالنبي وبالأولياء واختلاط الرجال بالنساء ..إلخ
أما قولي شبه اجماع لعدم وقوفي على سند ليوم وفاته صلى الله عليه وسلم
وبما أننا لم نقف على سند متصل فدليل النقل ساقط وأحيلك إلى دليل العقل
عندنا أمرين ثابتين
الأول أن الرسول صلى الله عليه وسلم وقف بعرفة في حجة الوداع يوم الجمعة أي بتاريخ التاسع من ذي الحجة في السنة العاشرة من الهجرة
الثاني أن الرسول صلى الله عليه وسلم توفى يوم الإثنين
وبحساب كمال ذي الحجة ومحرم وصفر يكون يوم الاثنين أما يوم 13 أو 14 من ربيع الأول .
وبالنسبة لمولده صلى الله عليه وسلم عندنا أمر ثابت
أنه صلى الله عليه وسلم وُلد يوم الإثنين في شهر ربيع الأول
وبحساب التواريخ نجد أن يوم الاثنين الثاني من شهر ربيع الأول هو يوم التاسع من ربيع الأول وليس الثاني عشر
وبالتالي فإن الإحتفال بيوم المولد في يوم الثاني عشر او اليوم الثامن من الربيع الأول مبني على باطل فلم يولد النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الأيام قطعاً ..
المسألة يا أخي ليست كما تظن أنها مسألة بدعة
فأنت في الحالتين مبتدع
إذا وضعت يدك فأنت مبتدع عند الألباني السلفي و إذا لم تضعها فأنت مبتدع عند شيوخ السعودية السلفية !!!
و هي سنة عند بعض السلفية و بدعة عند البعض الآخر في نفس الوقت و لكل أدلته !!!!
يا أخي أنا أنظر في أدلة هذا وذاك وما هو ثابت عن النبي أو صخابته اتبعته ومالم يثبت انتهيت عنه . فقد علمني الحبيب صلى الله عليه وسلم ما صح عنه قوله:
"فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة"
إذا الذي يحدد يوم محدد كيوم الجمعة مثلا ليتصدق بمبلغ محدد فهو مبتدع !!!!!!!
هل كان الرسول يخصص يوم معين للصدقة ؟
هل كان صحابته يحددون يوم محدد لصدقة ؟
إن وقفت على دليل لهذا فعمله ليس بدعة وإن لم تقف على دليل فهو يبتدع وهو يظن أنه يحسن صنعا .
ولا شك أن المولد هو تحديد يوم للعبادة وهذا من محدثات الأمور وقد قال صلى الله عليه وسلم "من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد ""
هل دلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على كل شيء خير بعينه ؟؟
لأخي الكريم أنت تحاول التسلل من بين الكلمات فأنا أتكلم عن العبادة لا سواها وكما قلت لك فإن العبادة حكمها الوقف إلا بدليل أما العبادات فيكفيك قول الله تعالى : "الْيَوْمَأَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا "
ولا يمكن ان نزيد في العبادة عما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم وسار عليه الصحابة رضوان الله عليهم
وقد صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله " ما بعث الله من نبي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم "
ولو كان الاحتفال بمولد الأنبياء خيراً لكان الرسول صلى الله عليه وسلم أول من احتفل بمولد المسيح عليه السلام .
وصدق رسول الله وما نطق عن الهوى " لتتبعن سنن من كان قبلكم ، شبرا بشبر وذراعا بذراع ، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم . قلنا : يا رسول الله ، اليهود والنصارى ؟ قال : فمن " صحيح البخاري
elqurssan
2010-03-07, 02:08 PM
وأيها الفاضِل الدِمشقى هداك اللهُ وهدانا أجمعين
أسوق يك هنا أحوال الصحابة رضوان اللهِ عليهم أجمعين
بعد النبي صلى الله عليه وسلم
استمر أصحابه رضي الله عنهم وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون: أبو بكر الصديق ، وعمر الفاروق، وعثمان ذو النورين ، وعلي المرتضى، كلهم ساروا على نهجه، وعلى طريقه، يدعون إلى الله عزَّ وجلَّ، ويبشرون بالإسلام، ويعلِّمون الناس أحكامه، وهكذا بقية الصحابة جاهدوا في سبيل الله، ونشروا دين الله، وعلَّموه الأمة، ولم يبتدعوا في الدين ما لم يأذن به الله، فعلَّموا الناس دين الإسلام، وأرشدوهم إلى دين الإسلام، وساروا مع رسول الله عليه الصلاة والسلام بالأقوال والأعمال والسيرة، وبلّغوا عن الله رسالته، وعن نبيه ما جاء به عليه الصلاة والسلام، وصبروا على ذلك وجاهدوا عليه؛ جاهدوا الروم وفارس وغيرها من الأمم الكافرة، ونشروا دين الله في أنحاء الدنيا، وقاتلوا المرتدين، وقضوا على أسباب الردة، وجمع الله بهم الكلمة، وأعز بهم الإسلام، ورفع بهم رايته في الآفاق، رضي الله عنهم وأرضاهم، وصاروا ملوك الناس، وقادتهم، وصارت الكلمة لله وحده، وصار دينه سبحانه وتعالى هو الظاهر سبحانه وتعالى على أيدي أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، وأئمة الهدى من بعدهم، يدعون إلى الله، ويخشونه ولا يخشون أحداً سواه سبحانه وتعالى.. جاهدوا في سبيله، ونصروا دينه، وأعلوا كلمته، وصبروا على ذلك صادقين مؤمنين موفَّقين.. نصحوا لله ولعباده، فأعلى الله بهم كلمته، وأعز بهم دينه، ورفع بهم شأن الإسلام، وجعلهم أئمة وهداة وقادة رضي الله عنهم وأرضاهم ومن تبعهم بإحسان. ثم مضى على ذلك القرن الثاني والقرن الثالث.. مضوا على الهدى والدعوة إلى الله عزَّ وجلَّ، ونبغت فيهم نوابغ من أهل البدع؛ ولكن أهل السنة وأهل الحق جاهدوا أهل البدع، وحذَّروا منهم، وبيَّنوا بدعهم وضلالاتهم، وسفَّهوا أحلامهم، وظهر أمر الله بين العباد بسبب أهل العلم والإيمان من أئمة السنة والحديث والفقه الإسلامي، فقد نشروا دين الله، وأنذروا الناس ما ابتدعه المبتدعون في العقيدة وفي غيرها. ......
وبعد فلنتبين بدعة المولد وأنها محدثة وخطرها شديد بزعم حب النبىّ صلوات اللهِ وسلامه عليه
فمن منا لا يحب النبى صلى اللهُ عليه وسلم ؟
حتى العاصى والفاسق والمجرم لا يتجرأ أن يقول ولو حتى كلمة فى نفسه
عنه عليه أقضل الصلاة والسلام
وإذا كان يصوم يوم الإثنين صوموا أنتم يا أصحاب البدع بدلاً من تضييعها فى الهرج والمرج وإختلاط المريب بين الرجال والنسآء وإنتشار الحشيش هكذا تكون إحيآء السُنن
(وما إحتج صاحب بدعة ٍ بدليل إلا وكان فى الدليل مايرد عليه ويدحض بدعتــه)
وأيضاً هناك نصف عقآئد الصوفية مأخوذة من أهل الكتاب
فتجد المولد للقديس الفلانى والقديسة العلانية
تجد انهم يفتخرون بأنهم الراهب منهم يعزف عن الزواج(والغريب ان عندهم الرب أتخذ الصاحبة والولد تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا)
بدعة المولد.. ظهورها وبيان بدعيتها
ثم لما مضى القرن الثالث من القرون الثلاثة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: (خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قوم يشهدون ولا يُستشهدون، ويخونون ولا يُؤتمنون، وينذرون ولا يوفون، ثم يجيء قوم تسبق شهادةُ أحدهم يمينَه، ويمينُه شهادتَه) قد خف عليهم أمور الدين، وسهلت عليهم المخالفات والبدع. فعند هذا التغيُّر وعند هذا الاختلاف وظهور أهل البدع من أئمة الكلام وغيرهم، نبغت نابغة يُقال لهم: الفاطميون، واعتدوا على ولاية المسلمين، وتملكوا بلاد المغرب ، ثم امتد ملكهم إلى مصر ، وصارت لهم دولة في مصر ، ثم ابتدعوا بدعاً كثيرة، منها: بدعة الموالد، قالوا: إن النبي صلى الله عليه وسلم وُلد في ربيع الأول، فلابد أن نبتدع احتفالاً بمولده، ومولد فاطمة ، ومولد الحسين ، ومولد علي رضي الله عنه، فابتدعوا بدعاً ما أنزل الله بها من سلطان، وهم من الشيعة الرافضة، يدَّعون الإسلام وهم في الباطن من الروافض، من المؤيدين للغلو في أهل البيت، وعبادتهم من دون الله عزَّ وجلَّ، فصاروا يحتفلون بهذه الموالد بخمسة موالد: للنبي صلى الله عليه وسلم، ولـعلي ، والحسين ، والحسن ، وفاطمة ، ولحاكمهم الموجود في ذلك الوقت ورئيسهم وخليفتهم. ثم بعد ذلك ابتدع من ابتدع الموالد، وصار هؤلاء هم الأئمة لهؤلاء المبتدعين في هذه الموالد التي ابتدعوها، وصاروا هم القادة لهم في هذه البدع، فصار كثير من الناس يبتدعون لكل من يزعمون أنه ولي أو شيخ كبير، فإذا مات جعلوا له عيداً كل سنة لمولده، يجمعون فيه الناس، ويذبحون فيه الإبل والبقر والغنم على حسب ما يتيسر لهم، ويطعمون الطعام، ويقرءون في ذلك ما شاءوا من قصائد أو رسائل أو تراجم لهذا الرجل.. أو غير ذلك. ومن ذلك: بدعة مولد النبي عليه الصلاة والسلام، فإن الفاطميين الذين هم ملوك المغرب و مصر ابتدعوا هذه البدعة في القرن الرابع، وتابعهم أناس بعد ذلك، ثم انتشرت هذه البدعة في كثير من بلدان المسلمين، في أفريقيا ، وفي آسيا .. وفي غيرها، وصارت عندهم هذه البدعة عيداً إسلامياً، مثل عيد الفطر والأضحى، يعظِّمونه، ويشرعون له، ويجمعون فيه الناس، ويوجد فيه الأطعمة والموائد الكثيرة، والقصائد التي بعضها فيه شرك أكبر، وبعضها فيه شرك أصغر، وبعضها فيه المنكرات الكثيرة، وقلَّ احتفال من احتفالاتهم أن يسلم من شرك وبدعة ومعصية إلا ما عصم الله، فنفس المولد ونفس الاحتفال بدعة، ثم ينضم إليه بدع كثيرة، مثل: الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم، والغلو في أناس آخرين، وإيجاد منكرات أخرى، من اختلاط النساء بالرجال، وربما وجد في بعض موالدهم شرب الخمور، وأنواع الفسوق، نسأل الله العافية والسلامة. ......
الاحتفال بالمولد بدعة محدثة
فالحاصل أن هذه البدعة التي ابتدعها ملوك المغرب في القرن الرابع، ثم تابعهم بعض الناس، ثارت في الناس، وانتشرت في الناس، في أفريقيا وغيرها من بلاد المسلمين، وصارت سنة عندهم، من أنكرها فقد أنكر السنة، ومن خالف فيها فقد خالف السنة؛ لأنهم عاشوا ونشئوا عليها هم وأسلافهم الذين مضوا بعد القرون الثلاثة المفضلة، وبعد ظهور البدعة في القرن الرابع على يد الفاطميين، ثم على يد مَن جاء بعدَهم من بعض الناس، صار بعض الناس الذين نشئوا فيها واعتادوها يعتقدونها سنة، ويعتقدونها عيداً يجب أن يُقام، ويجب أن يُعظَّم، وإنما هو بدعة منكرة ما أنزل الله به من سلطان. ولقد رأيت التنبيه على هذا، وكان الناس في هذه البلاد لا يعرفون هذه الأمور؛ لأنهم -بحمد الله- نشئوا على الطريقة المحمدية، والسيرة التي سار عليها النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه؛ بسبب دعوة الشيخ/ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في القرن الثاني عشر، فإنه دعا إلى السنة، ونَشَر دين الله، وعلَّم الناس ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهكذا أولاده وأتباعه وأنصاره من آل سعود ساروا على هذا النهج، يعلِّمون الناس سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وسنته، وأحكام الشريعة، ولا يعرفون هذه الموالد، ولا يقيمونها؛ لأنهم عرفوا من دين الله وعرفوا من أئمة الهدى الذين دعوا إلى الله في هذه البلاد أن هذه بدع ما أنزل الله بها من سلطان، فما كان يحتفلون بذلك، وما كانوا يعرفون ذلك. لكن لما وُجدت الإذاعات والصحف، وانتشرت بين الناس هذه الأمور؛ صار الناس يتبعون هذه الاحتفالات في الإذاعات، ويقرءونها في الصحف، ووُجد بيننا في غرب المملكة مَن قد يحبذ هذا الشيء ويظن أنه قُربة وطاعة. فوجب حينئذٍ على أهل العلم أن يبينوا شرع الله في هذه المسائل، وأن يوضحوا للناس الحقيقة التي سار عليها نبينا صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم، وأئمة الإسلام بعدهم، وأن يوضحوا البدع التي ابتدعها الناس، بلاغاً عن الله وعن رسوله، وأداءً للأمانة، وتحذيراً الأمة من البدع التي ما حدثت في قوم إلا حلَّ بهم الدمار، وانتشرت بينهم الشرور والفساد. البدع مفاتيح الشر، وهي أعظم وأكبر من المعاصي، فإن أعظم المنكرات: الشرك، ثم بعده البدعة، ثم بعده كبائر الذنوب. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) أي: فهو مردود عليه. وقال عليه الصلاة والسلام: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد). وكان يخطب صلى الله عليه وسلم في الجمع، فيقول في خطبته: (أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار).
elqurssan
2010-03-07, 02:12 PM
وقال عليه الصلاة والسلام لما خطب الناس ذات يوم: (وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة). فوجب على أهل العلم والإيمان أن يبينوا هذه البدع، ويرشدوا الناس إلى ما بينه الرسول صلى الله عليه وسلم فيها، وأن الواجب الحذر منها وإنكارها، وعدم الموافقة عليها، والرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعلها ولا أصحابه، ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة. فلو كان الاحتفال بالمولد النبوي أو بموالد الأولياء وأفضل الأولياء وأعظمهم: الصدِّيق رضي الله عنه، ثم عمر، ثم عثمان ، ثم علي، ثم بقية العشرة المُبَشَّر لهم بالجنة، هؤلاء أفضل أولياء الله بعد الرسل والأنبياء، ومع ذلك لم يحتفلوا بموالدهم، ولم يحتفل بموالدهم بقية الصحابة، ولا التابعون، ولا أتباعهم بإحسان، فكيف يجوز لنا أن نحدث في دين الله ما لم يأذن به الله؟ فلو كان خيراً لسبقونا إليه. والرسول صلى الله عليه وسلم بلغ البلاغ المبين، وما بقي شيء يقرب من الله إلا دعا إليه، وعلَّم الناس إياه عليه الصلاة والسلام، كما أنه ما بقي شيء يضرنا إلا نهانا عنه عليه الصلاة والسلام، فقد نهانا عن البدع، وحذَّرنا من البدع، وقال: (إياكم ومحدثات الأمور)، وقال: (شر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة)، ولَمْ يُقِمْ مولداً له عليه الصلاة والسلام في حياته، ولا أرشد الناس إلى ذلك، ولا أقامه أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ولا عمر ، ولا عثمان ، ولا علي .. ولا غيرهم، ولا معاوية بعدهم، ولا الأئمة بعدهم في القرن الأول، والقرن الثاني، والقرن الثالث، ولا أئمة الهدى بعد ذلك، فكيف يسوغ للمسلمين أن يتابعوا الرافضة وغير الرافضة من أهل البدع أو جهلة الأمراء أو غيرهم ممن أحدثوا البدع؟! بل الواجب على أهل الإسلام والإيمان أن يتقيدوا بالسنة، وأن يستقيموا ويسيروا عليها، وأن يحذروا ما خالفها. والله جلَّ وعَلا بعث رسوله صلى الله عليه وسلم معلماً للناس ومرشداً لهم، وأمره أن يبلغهم ما بعثه به، فلم يمت عليه الصلاة والسلام إلا وقد بلغ كل شيء، ولم يكتم شيئاً عليه الصلاة والسلام، بل بلَّغ البلاغ المبين، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده عليه الصلاة والسلام. فلو كان الاحتفال بالمولد في الثاني عشر من ربيع الأول أو قبله أو بعده، أو في غير ذلك لبينه للأمة، ولنقله الصحابة رضي الله عنهم، فقد نقلوا كل شيء رضي الله عنهم وأرضاهم، ولفعلوه في أنفسهم؛ لأنه لا يوجد بعده نبي يبلغ عنه، فهو خاتم الأنبياء، فالشيء الذي ما بلغنا إياه ولا علَّمنا إياه فليس لنا أن نحدثه. فالدين كامل بحمد الله، قد أكمله الله، فليس لأحدٍ من الناس أن يحدث في الدين أو يشرع فيه ما لم يأذن به الله، والعبادة توقيفية، ليست بالآراء والاختراعات، ولكنها بالتوقيف.. قال الله وقال رسوله، فما لم يأت عن الله ولا عن رسوله من العبادات فليس لنا أن نتعبد به فيكون بدعة. قال تعالى: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ [الشورى:21]، وقال سبحانه: ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ * إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً [الجاثية:18-19]. ولهذا فإن أهل العلم بينوا أن بدعة الموالد ما أنزل الله بها من سلطان، وما انتشرت بين الناس، كل جماعة لهم شيخ أو كبير يجعلون له مولداً، ويجتمعون له، ويحتفلون بالطعام وغير ذلك في أيامٍ وليالٍ معلومة، وجعلوا من ذلك مولد النبي عليه الصلاة والسلام، فصاروا يحتفلون به في ربيع الأول؛ لأنه مات عليه الصلاة والسلام في الثاني عشر من ربيع الأول، فيوم ربيع الأول مولد ومأتم عند أهل البدع، والله ما شرع لنا لا الاحتفال بالمولد ولا بمأتم وحزن على الأموات، فلا نقيم مولداً ولا مأتماً، وقد جمعت الرافضة بين هذا وهذا، فجعلوا مآتم بموت عظمائهم، وجعلوا موالد لعظمائهم، وتابعهم كثير من الناس على هذه البدع، فجعلوا عاشوراء مأتماً للحسين، وجعلوا في رمضان مأتماً لـعلي، وتابعهم كثير من أهل البدع، فجعلوا المآتم والموالد التي ما أنزل الله بها من سلطان. وأهل السنة والجماعة وقولهم الحق لا يرون أن فعل هؤلاء وهؤلاء حق، ويقولون: يجب التوقف عن كل بدعة، وترك كل بدعة، والسير على منهاج الرسول صلى الله عليه وسلم الذي سار عليه في حياته، وسار عليه أصحابه رضي الله عنهم وأرضاهم، وسار عليه أئمة الهدى من بعدهم، وقالوا: يجب أن نعمل بقوله عليه الصلاة والسلام: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) أي: فهو مردود عليه. وقوله صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا -أي: في ديننا- هذا ما ليس منه فهو رد) أي: فهو مردود، وقوله: (وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة) . ......
elqurssan
2010-03-07, 02:16 PM
وعلى من يرغب المُتابعة فلينتظرنى قليلاً ريثما أصلى الظهر
ولا تنسونا من صالِح دُعآئِكُــــم
elqurssan
2010-03-07, 02:42 PM
وبعد.................
إن أردت ان أزيدك فلا مانع ولاحرج فأسوق لك أيضاً بعضاً من أقوال أهل العلم
إذ أن من بركة العلم أن يُنسَبُ القول ُ لصاحبـِــــه
كرأى الشيِّخ / بن باز رحمة اللهِ عليه
(الاحتفال بالمولد بين البدعة والشرك
كثير من هؤلاء الذين أحدثوا هذه البدع أحدثوا معها أنواعاً من الشرك، فتجدهم يَغْلُون في الرسول صلى الله عليه وسلم وفيمن يعظمون من الناس، كـعلي و الحسين وكـالبدوي في مصر ، وكالشيخ/ عبد القادر الجيلاني في العراق ، وابن عربي في الشام .. وآخرين يعظمونَهم ويَرون فيهم عند اجتماعهم حال الاحتفال برئيسهم، وفي غير ذلك. وهذه ثمرات الغلو والبدع: تنتهي بالناس إلى الشرك بالله، وإلى عبادة غيره، فإنهم عند المديح لا يدعهم الشيطان يقفون عند حد، إذا جاء المديح جرهم الشيطان إلى الشرك بالله عزَّ وجلَّ، حتى يمدحوا الرسول صلى الله عليه وسلم أو غيره من الناس بالشرك بالله الشرك الأكبر. ويقولون: إنه يُستغاث به وإنه يكشف الكربات، ويعلم الغيوب.. إلى غير هذا من الشرك بالله العظيم، نعوذ بالله من ذلك. هذا من المدح، يجرهم الشيطان في مدحه حتى يقعوا في الشرك الأكبر. وحتى يقولوا في الرسول صلى الله عليه وسلم: إنه يعلم الغيب، والله هو الذي يعلم الغيب سبحانه وتعالى كما قال عزَّ وجلَّ: قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ [النمل:65] . وقال سبحانه: وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ [الأنعام:59] سبحانه وتعالى. ويقولون فيه: إنه يغيث الملهوفين، وينصر المسلمين على عدوهم بعد موته عليه الصلاة والسلام، ويفعل ويفعل، حتى قالوا: إنه يعطي الجنة من يشاء ويمنعها عمن يشاء. وقالوا: إنه يعلم اللوح المحفوظ وما فيه، وأن مِن جوده الدنيا وضرتها. هذا كله من الجهل بالله. حتى قال البوصيري في قصيدته المعروفة والمشهورة التي يحفظها كثير من الناس، ويتخذها ورداً في الصباح، وهي الشرك الأكبر، ويقرءونها في الموالد، يقول فيها:
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك ......................
يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم، يخاطبه يقول:
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حدوث الحادث العمم
أي: يوم القيامة.
إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي فضلاً وإلا فقل يا زلة القدمِ
فإن من جودك الدنيا وضرتهـا
أي: الآخرة.
ومن علومك علم اللوح والقلمِ
أهذا يقوله إنسان يؤمن بالله واليوم الآخر؟! إلى آخر ما يقول، نعوذ بالله، كل شيء جعله للنبي صلى الله عليه وسلم، ما جعل لله شيئاً.
فإن من جودك الدنيا وضرتها
الدنيا والآخرة. فالمعنى: فإن من جودك الدنيا والآخرة، والله يقول: فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى [النجم:25] وهؤلاء يقولون: لا. لمحمد الآخرة والأولى. أهذا يقوله عاقل؟! أهذا يقوله من يفهم الدين؟!
ومن علومك علم اللوح والقلمِ
أي: كل العلوم عنده يعلمها، وهو صلى الله عليه وسلم نفى ذلك، وأخبر أنه لا يعلم الغيب عليه الصلاة والسلام. ولما وقع ما وقع على عائشة ورماها المنافقون وبعض الجهلة وبعض من اغتر بالمنافقين، رموها بالفاحشة، توقف عليه الصلاة والسلام، ولم يعلم الحقيقة حتى أنزل الله براءتها في القرآن، في قوله سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ [النور:11].. الآية. فالله جلَّ وعَلا أعلمه بذلك، وقد سألها وسأل غيرها، ليس عنده علم بالواقعة حتى أخبره الله سبحانه وتعالى. ولما ضاع عقدها في غزوة من الغزوات، فبعث ليلتمسوه -يبحثون عنه في مكانه- فالتمسوه ولم يجدوه، ولم يعلمه صلى الله عليه وسلم حتى قام البعير، فوجدوه تحت البعير، قام البعير ولا علمه النبي صلى الله عليه وسلم، ولا علمه الصحابة وقد صاروا سادات الأولياء وأفضل الأولياء بعد الأنبياء، فالرسول والصحابة والأولياء لا يعلمون الغيب، علم الغيب لله جلَّ وعَلا، لا يعلمه أحد. فهذا محمد عليه الصلاة والسلام أفضل الخلق وأفضل الأنبياء لم يعلم ما جرى على عائشة ، ولم يعلم عقدها الذي ضاع أين هو حتى قام البعير فوجدوه، وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هم أولياء الله بعد الأنبياء، وهم أفضل الناس لم يعلموه حتى قام البعير فوجدوه. فالغيب إلى الله سبحانه وتعالى. فهؤلاء الذين ابتدعوا هذه الموالد يقع عندهم من الشرك الأكبر، ويقع عندهم من الشرور والبدع والخرافات الكثيرة ما يقع. ثم هذه البدعة جرَّتهم إلى بدعٍ كثيرة، فصاروا يبتدعون احتفالات كثيرة لمن يسمونهم بالأولياء في كل مكان، حتى إن في أفريقيا مئات أو آلاف الموالد وفي غيرها من البلدان، كلها بأسباب هؤلاء الضالين الذين أحدثوا هذه البدع، وصاروا أئمة في الشرك والبدع، وهم بنو عبيد القدَّاح، الفاطميون الذين أحدثوا البدعة في مصر في القرن الرابع، ثم تابعهم بعض الناس على ذلك حتى انتشرت هذه البدعة. فوجب علينا وعلى غيرنا من طلبة العلم أن يبينوا للناس ما وقع فيه بعض الجهلة، وما غلا فيه بعض الناس من المنتسبين للعلم اغتراراً بهذه البدعة، واغتراراً بغيرهم، واقتداءً بمن جهل الحق، وراج عليه الباطل، واشتبهت عليه الأمور. ......)
يُتبـَــــــع للأهمية
elqurssan
2010-03-07, 02:50 PM
الرد على شبه القائلين بعدم بدعية المولد
وقد تعلق بعضهم في هذه البدعة بما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه لما سئل عن صوم يوم الإثنين قال: (ذلك يوم وُلدتُ فيه، وبُعثتُ فيه، وأُنزلَ عليَّ فيه) عليه الصلاة والسلام، وهذا لا حجة فيه لأحد لو عقل أهل البدع، فإنه يدل على شرعية صومه فقط، وليس فيه الاحتفال بالمولد، والنبي صلى الله عليه وسلم صام الإثنين والخميس، وقال: (إنهما يومان تُعرض فيهما الأعمال على الله، وإني أحب أن يُعرض عملي وأنا صائم) فصوم يوم الإثنين يوم عظيم، أنزل الله عليه فيه، وولد فيه، وهو يوم تعرض فيه الأعمال على الله عزَّ وجلَّ، فالذي عظمه النبي صلى الله عليه وسلم بالصوم، فمن يريد تعظيمه بالصوم فعليه بالصوم كما شرع الله ذلك، يوم الإثنين يوم فاضل، ويوم الخميس يوم فاضل، تعرض فيهما الأعمال على الله عزَّ وجلَّ، فإذا صامه الرجل كما صامه النبي صلى الله عليه وسلم فهذا حسن ومشروع؛ لكن أين الاحتفال؟! هل احتفل به النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه؟! تعظيمه بالصوم الذي شرعه الله، لا في غيره. وبعضهم يتعلق بأن النصارى واليهود يعظمون أنبياءهم بالأعياد، ويقولون كيف لا نعظم نبينا؟! وهذا من الجهل الكبير، نبينا صلى الله عليه وسلم حذَّرنا أن نتشبه بأعداء الله اليهود والنصارى، ونهانا أن نقلد اليهود والنصارى في أعيادهم وفيما هم عليه من الباطل، وقال: (لتتبعن سَنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه -يحذرنا- قالوا: اليهود والنصارى؟ قال: فَمَنْ؟!) وفي لفظ (قالوا: يا رسول الله، فارس والروم؟ قال: فَمَنْ؟!) أي: هم أولئك الذين أحذركم من اتباعهم وتقليدهم. فالرسول صلى الله عليه وسلم حذَّرنا من تقليد اليهود والنصارى، والتشبه بهم في عوائدهم وأعيادهم، فإذا أوجدوا أعياداً لعظمائهم أو لأنبيائهم أو لعيسى عليه الصلاة والسلام، فليس لنا أن نقلدهم في باطلهم، وليس لنا أن نتشبه بهم، ولا نعمل أعمالهم، بل نتبرأ من ذلك وننتهي عن ذلك، ونعلم أنهم قد ابتدعوا في دين الله ما لم يأذن به الله، وأن رسولنا صلى الله عليه وسلم نهانا أن نقلدهم أو نتشبه بهم. فالدعوة إلى أن نوجد عيداً للمولد مثل ما للنصارى معناه دعوة للتشبه بالنصارى، ومعناه دعوة إلى تقليد النصارى وأشباههم من اليهود بما أحييتم من البدع. هذه حجة داحضة، وحجة فاسدة، ما لها مصادمة فيما قاله النبي صلى الله عليه وسلم، والمعارضة لما حذَّر منه عليه الصلاة والسلام، فهو حذرنا أن نتشبه بأعدائنا، وحذرنا أن نقلد أعداءنا، فكيف نتشبه بهم في الأعياد؟! ثم هذه الأعياد مهما كانت فهي محل الشر والفتن، ومحل البدع، ومحل الغلو والإفراط والزيادة في دين الله، فوجب منعها لكونها بدعة، ولما يترتب عليها في كثير من الأحيان وفي كثير من البلدان من شرور كثيرة، والغلو، والإفراط، والرأي الباطل. ورسولنا عليه الصلاة والسلام بحمد الله لم يزل يُذكر عليه الصلاة والسلام، ولم يزل يُدعى إلى سنته عليه الصلاة والسلام، ليس في حاجة إلى الاحتفال بالمولد، فهو لم يُنْسَ حتى يُذكَّر بمولده عليه الصلاة والسلام، مولده يُدرَّس في المدارس، والسيرة تُدرَّس في المدارس والمعاهد والجامعات والمساجد، لم يُنْسَ عليه الصلاة والسلام، فسيرته وشريعته وأحكامه ودينه كله يُدرَّس في المدارس وفي المعاهد وفي الكليات وفي المساجد، يُعلَّم ويُدرَّس بين الناس، وذكره لم يزل في اليوم والليلة، في الأذان والإقامة، والصلوات؛ أشهد أن محمداً رسول الله في الأذان خمس مرات في اليوم، وفي الإقامة خمس مرات كل يوم على رءوس الأشهاد أشهد أن محمداً رسول الله، لم يُنْسَ بحمد الله، بل يُذكر على المنابر وفي المساجد وفي الدروس وفي التحيات، في الصلاة مرتين؛ الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، وفي الفجر مرة واحدة، وهو: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله. فالرسول لن ننساه بحمد الله، وليس بحاجة إلى إحداث موالد، إنما يأتي بالموالد من نسي أصحابه، ونسي من يجعل له مولداً فيخلد فيه ذكره، في مولده الذي فعل، وبدعته التي أحدث، أما نبينا صلى الله عليه وسلم فلا يُنسى بحمد الله، فالمسلمون يذكرونه، ويشهدون له بالرسالة، ويصلون عليه دائماً عليه الصلاة والسلام، ويتبعون سنته، بل يعظمون أمره ونهيه، ويدرِّسون سيرته وشريعته في مساجدهم ومدارسهم ومعاهدهم وحلقات العلم في كل مكان بحمد الله يوجد فيها مسلمون. هذه نبذة بما يتعلق بالمولد وبدعة المولد، وليس هذا خاصاً بمولده صلى الله عليه وسلم، بل جميع الموالد كلها بدعة، من البداية بدعة، ومما أحدثه الناس أيضاً تقليداً لأعداء الله: أن بعض الناس يجعلون مولداً لبنته، ولأمه، ولأبيه، ولنفسه، ويقول: هذا مولد فلان. ويجعل وليمة، وعزيمة، هذا من التأسِّي بالنصارى واليهود، وهذا لا أصل له، هذه من البدع المنكرة، فليس لدينا موالد، نحتفل بها ولا تعظَّم، لا للأولياء، ولا للأنبياء، ولا لغيرهم، بل هي مما قلد فيه الناس الأعاجم من النصارى واليهود وأتباعهم. وعلينا أن نتبع ولا نبتدع، والله جلَّ وعَلا يقول: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة:100] هذا جزاء من اتبع الأولين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بإحسان، وسار على نهجهم، جزاؤه أن الله يرضى عنه، ويدخله الجنة سبحانه وتعالى. فعلينا أن نتأسى بهم، ونسير على نهجهم. وقال جلَّ وعَلا: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ [الأحزاب:21] فنتأسى بالرسول صلى الله عليه وسلم وبأتباعه بإحسان من أصحابه رضي الله عنهم وأرضاهم، ومن سار على نهجهم، وليس لنا أن نحدث في الدين ما لم يأذن به الله، وليس لنا أن نقلد أعداء الله فيما أحدثوا في دين الله، بل علينا أن نعظم أمر الله ونهيه، وعلينا أن نبادر بأمر الله، وأن ننتهي عن نهي الله، وندعو الناس إلى دين الله وشريعة الله، وأن نحذرهم فيما ابتدعه الناس في دين الله من الموالد وغير الموالد، هذا واجب على أهل العلم والإيمان في كل مكان وزمان. ولا بد أن منكم من يسمع في الإذاعات بدعاً كثيرة، نسمع المولد في هذا الشهر، والاحتفال في أماكن كثيرة، وتسمعون أيضاً في أوقات أخرى بدعة رجب؛ الإسراء والمعراج، وبدعاً أخرى في أوقات أخرى يبتدعها الناس، فالناس عندهم بدع كثيرة. ......
وآخر دَعوانا أن الحمدُ للهِ رب العالمين
elqurssan
2010-03-07, 03:38 PM
أشهد الله أني أحب جميع المسلمين و لكن صدقني لو كانت الأمور تأخذ بالحب لأصبحت مسيحيا
أحبك اللهُ الذى أحببتنا فيه وإن كنت أعلم انك لا تقصدنى أنا (والواجب على من سمع كلمة الحب فى اللهِ من أحد أن يقول له ما قلته لك) ولكن هل ترى ان المسيحى جدير بالحُب(بغض النظر أنه من أوثَق عُرى الإيمان الحبُ فى اللهِ والبُغضُ فى اللهِ)
يكفى المسيحى نجاسته الحسيِّة ورآئِحته الكريهة وإن كان طيب الخلق فواللهِ هذا وحده سببٌ كافٍ لبغضه والنفرة منه
و أما لحوم علماء الأشاعرة فهي لذيذة شهية طرية و لذلك هناك عشرات المواقع على النت و فضائيات تنهش و تأكل من لحومهم ليل نهار
أيها الفاضِل /الدِمشقىّ
ليس كل ماهو لذيذ وطرى وشهى يعنى ان فيه فآئدة ويخلو من مفاسِد
فلحوم الخنازير من أشهى اللحوم
طيب مارأيك (هذا واللهِ كلامٌ جاد ) انه -عفواً فى اللفظ- أن لحوم الكلام وبعض فصآئل الخنازير طعمها يفوق الوصف !!!!
والمولد في أصله ليس عبادة و لكنه يشتمل على أمور واجبة و مستحبة و مباحة
كقراءة القرآن و إطعام الطعام و ذكر شيء من أخبار مولده صلى الله عليه وسلم و شيء من الأناشيد الزهدية و المدائح النبوية
يا دمشقى !!!! يا دمشقى أتسمى هذا أناشيد زهدية
أتسمى الطبل والزمر والرقص على انه رقص دينى !!!؟؟؟؟
(أتستبدلونه بكلام اللهِ) حتى وإن صدقنا هذا وأن المخدرات والخمور وكل أشكال الخراب والدمار للبلاد والعباد
ألم يقل الحبيب المُصطفى صلى اللهُ عليه وسلم أن(من تشبه بقوم ٍ فهو منهم)
أليس الإحتفال بالمولد كإحتفتال النصارى بيوم الميلاد المجيد وقد نهينا عن التشبه باليهود والنصارى واهل الكتاب والمجوس وكل الملل الأخرى والنحل
لو لم يكن المولد خيرا لما أجمعت عليه الأمة منذ قرون عديدة
(ما هو دا أصل المصيبة !!!)أو (الطامة الكبرى)
أو تعتقد اننا فى زمن إسلامى !!!؟؟؟ الوقت وقت غربة !!! الوقت وقت جهالة
الناس ورثوا الإسلام ولكنهم جهلوا معانيه
ومانحن هنا إلا للتواصى بالحق والتواصى بالصبر
هل تستطيع ان تفسر لى لماذا يفرح الإستعمار بالصوفية؟؟؟؟
لماذا يفرح الإنجليز بالصوفية؟؟؟
لأنهم قومٌ بهت لا يريدون أحداً يقاومهم ففضلوا إظهار وتسليط الضوء على من يدخل الخرابات ويدعون الى القبور (ومدد يا سيدى فلانى ومدد يا سيدى علانى) ومن يهتم بحفلات المولد
وتركاً للجهاد !!! هم أرادوا ذلك ووجدوها جاهزة وللعلم
هذا الكلام لى فيه مقالات كثيرة من أهمها
(شخصيات مشبوهة تاريخياً)
و حتى سنوات متأخرة قبل انتشار الفكر الوهابي بالمال والتمويل و ظهور مئات الجماعات الوهابية من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب
و أخيرا : ما رأيك في العلماء الذين احتفوا بالمولد و دعوا الناس و العوام إلى الاحتفال به ؟؟
لا حَولَ ولا قوةَ إلا باللهِ
حركات وهابية...؟؟؟؟
وتمويل ....؟؟؟
كيف وهابية وكيف تمويـــل؟؟؟؟
الظاهِر إن انا عايش فى كوكب آخــــــر وغريب عن هنا ولا عزآء للغربآء
elqurssan
2010-03-07, 03:44 PM
طيب باللهِ عليك (إنتبه انا إستحلفتك باللهِ ) ان تعطينى رأيك فى هذه المُناظرة
مفرغ مع بعض الاختصار من أحد اشرطة سلسلة الهدى والنور للشيخ الألباني رحمه الله تعالى .رقم الشريط 49/1
مناظرة مع من يدعي جواز الإحتفال بالمولد النبوي
الشيخ الألباني :
الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هل هو خير أم شر ؟
محاور الشيخ :
خير .
الشيخ الألباني : حسناً ، هذا الخير هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يجهلونه ؟
محاور الشيخ :
لا .
الشيخ الألباني :
أنا لا أقنع منك الآن أن تقول لا بل يجب أن تبادر وتقول : هذا مستحيل أن يخفى هذا الخير إن كان خيراً أو غيره على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ونحن لم نعرف الإسلام والإيمان إلا عن طريق محمد صلى الله عليه وسلم ؛ فكيف نعرف خيراً هو لم يعرفه ! هذا مستحيل .
محاور الشيخ :
إقامة المولد النبوي هو إحياء لذكره صلى الله عليه وسلم وفي ذلك تكريم له .
الشيخ الألباني :
هذه فلسفة نحن نعرفها ، نسمعها من كثير من الناس وقرأناها في كتبهم ؛ لكن الرسول صلى الله عليه وسلم حينما دعا الناس هل دعاهم إلى الإسلام كله أم دعاهم إلى التوحيد ؟
محاور الشيخ :
التوحيد .
الشيخ الألباني :
أول ما دعاهم للتوحيد ، بعد ذلك فُرضت الصلوات ، بعد ذلك فُرض الصيام ، بعد ذل فُرض الحج ، وهكذا ؛ ولذلك امشِ أنت على هذه السنة الشرعية خطوة خطوة .
نحن الآن اتفقنا أنه من المستحيل أن يكون عندنا خيرٌ ولا يعرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فالخير كله عرفناه من طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه لا يختلف فيها اثنان ولا ينتطح فيها كبشان ، وأنا أعتقد أن من شك في هذا فليس مسلماً .
ومن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تؤيد هذا الكلام : 1. قوله صلى الله عليه وسلم : (( ما تركتُ شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به )) .
فإذا كان المولد خيراً وكان مما يقربنا إلى الله زُلفى فينبغي أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا عليه .
صحيح أم لا ؟ أنا لا أريد منك أن توافق دون أن تقتنع بكل حرف مما أقوله ، ولك كامل الحرية في أن تقول : أرجوك ، هذه النقطة ما اقتنعت بها .
فهل توقفت في شيء مما قلتهُ حتى الآن أم أنت ماشٍ معي تماماً ؟
محاور الشيخ :
معك تماماً .
الشيخ الألباني :
جزاك الله خيراً .
إذاً (( ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به ))
نحن نقول لجميع من يقول بجواز إقامة هذا المولد :
هذا المولد خيرٌ – في زعمكم - ؛ فإما أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا عليه وإما أن يكون لم يدلنا عليه .
فإن قالوا : قد دلنا عليه .
قلنا لهم : ( هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) . ولن يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً أبداً .
ونحن قرأنا كتابات العلوي [1] وغير العلوي في هذا الصدد وهم لايستدلون بدليل سوى أن هذه بدعة حسنة !! بدعة حسنة !!
فالجميع سواء المحتفلون بالمولد أو الذين ينكرون هذا الاحتفال متفقون على أن هذا المولد لم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة الكرام ولا في عهد الأئمة الأعلام .
لكن المجيزون لهذا الاحتفال بالمولد يقولون : وماذا في المولد ؟ إنه ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصلاة عليه ونحو ذلك .
ونحن نقول : لو كان خيراً لسبقونا إليه .
أنت تعرف حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )) وهو في الصحيحين . وقرنه صلى الله عليه وسلم هو الذي عاش فيه وأصحابه ،ثم الذين يلونهم التابعون ، ثم الذين يلونهم أتباع التابعين . وهذه أيضاً لا خلاف فيها .
فهل تتصور أن يكون هناك خير نحن نسبقهم إليه علماً وعملاً ؟ هل يمكن هذا ؟
محاور الشيخ :
من ناحية العلم لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمن كان معه في زمانه إن الأرض تدور
الشيخ الألباني :
عفواً ، أرجوا عدم الحيدة ، فأنا سألتك عن شيئين علم وعمل ، والواقع أن حيدتك هذه أفادتني ، فأنا أعني بطبيعة الحال بالعلم العلم الشرعي لا الطب مثلاً ؛ فأنا أقول إن الدكتور هنا أعلم من ابن سينا زمانه لأنه جاء بعد قرون طويلة وتجارب عديدة وعديدة جداً لكن هذا لا يزكيه عند الله ولا يقدمه على القرون المشهود لها ؛ لكن يزكيه في العلم الذي يعلمه ، ونحن نتكلم في العلم الشرعي بارك الله فيك . فيجب أن تنتبه لهذا ؛ فعندما أقول لك : هل تعتقد أننا يمكن أن نكون أعلم ؛ فإنما نعني بها العلم الشرعي لا العلم التجربي كالجغرافيا والفلك والكيمياء والفيزياء . وافترض مثلاُ في هذا الزمان إنسان كافر بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم لكن هو أعلم الناس بعلم من هذه العلوم هل يقربه ذلك إلى الله زُلفى ؟
محاور الشيخ :
لا .
الشيخ الألباني :
إذاً نحن لانتكلم الآن في مجال ذلك العلم بل نتكلم في العلم الذي نريد أن نتقرب به إلى الله تبارك وتعالى ، وكنا قبل قليل نتكلم في الاحتفال بالمولد ؛ فيعود السؤال الآن وأرجو أن أحضى بالجواب بوضوح بدون حيدة ثانية .
فأقول هل تعتقد بما أوتيت من عقل وفهم أنه يمكننا ونحن في آخر الزمان أن نكون أعلم من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين في العلم الشرعي وأن نكون أسرع إلى العمل بالخير والتقرب إلى الله من هؤلاء السلف الصالح ؟
محاور الشيخ :
هل تقصد بالعلم الشرعي تفسير القرآن ؟
الشيخ الألباني :
هم أعلم منا بتفسير القرآن ، وهم أعلم منا بتفسير حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، هم في النهاية أعلم منا بشريعة الإسلام .
محاور الشيخ :
بالنسبة لتفسير القرآن ربما الآن أكثر من زمان الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ فمثلاً الآية القرآنية ((وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)) (النمل:88) فلو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأحد في زمانه إن الأرض تدور هل كان سيصدقه أحد ؟! ما كان صدقه أحد .
الشيخ الألباني :
إذاً أنت تريدنا – ولا مؤاخذة – أن نسجل عليك حيدةً ثانية . يا أخي أنا أسأل عن الكل لا عن الجزء ، نحن نسأل سؤالاً عاماً :
الإسلام ككل من هو أعلم به ؟
محاور الشيخ :
طبعاُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته .
الشيخ الألباني :
هذا الذي نريده منك بارك الله فيك .
ثم التفسير الذي أنت تدندن حوله ليس له علاقة بالعمل ، له علاقة بالفكر والفهم . ثم قد تكلمنا معك حول الآية السابقة وأثبتنا لك أن الذين ينقلون الآية للاستدلال بها على أن الأرض تدور مخطؤون لأن الآية تتعلق بيوم القيامة (( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) .
لسنا على كل حال في هذا الصدد .
وأنا أسلِّم معك جدلاً أنه قد يكون رجلاً من المتأخرين يعلم حقيقة علمية أو كونية أكثر من صحابي أو تابعي الخ ؛ لكن هذا لا علاقة له بالعمل الصالح ؛ فاليوم مثلاً العلوم الفلكية ونحوها الكفار أعلم منا فيها لكن مالذي يستفيدونه من ذلك ؟ لاشيء . فنحن الآن لا نريد أن نخوض في هذا اللاشيء ، نريد أن نتكلم في كل شيء يقربنا إلى الله زلفى ؛ فنحن الآن نريد أن نتكلم في المولد النبوي الشريف .
وقد اتفقنا أنه لو كان خيراً لكان سلفنا الصالح وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم به منا وأسرع إلى العمل به منا ؛ فهل في هذا شك ؟
محاور الشيخ :
لا ، لا شك فيه .
الشيخ الألباني :
فلا تحد عن هذا إلى أمور من العلم التجريبي لا علاقة لها بالتقرب إلى الله تعالى بعمل صالح .
الآن ، هذا المولد ما كان في زمان النبي صلى الله عليه وسلم - باتفاق الكل – إذاً هذا الخير ماكان في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين ،
كيف خفي هذا الخير عليهم ؟!
لابد أن نقول أحد شيئين :
علموا هذا الخير كما علمناه – وهم أعلم منا – ، أو لم يعلموه ؛ فكيف علمناه نحن ؟!
؛ فإن قلنا : علموه ؛ - وهذا هو القول الأقرب والأفضل بالنسبة للقائلين بمشروعية الاحتفال بالمولد - فلماذا لم يعملوا به ؟! هل نحن أقرب إلى الله زلفى ؟! –
لماذا لم يُخطيء واحدٌ منهم مرة صحابي أو تابعي أو عالم منهم أو عابد منهم فيعمل بهذا الخير ؟!
هل يدخل في عقلك أن هذا الخير لا يعمل به أحدٌ أبداً ؟! وهم بالملايين ، وهم أعلم منا وأصلح منا وأقرب إلى الله زُلفى ؟!
أنت تعرف قول الرسول صلى الله عليه وسلم _ فيما أظن _ :
(( لا تسبوا أصحابي ؛ فوالذي نفس محمد بيده لو أنفق أحدكم مثل جبل أُحدٍ ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نَصيفَهُ )) .
أرأيت مدى الفرق بيننا وبينهم ؟!
لأنهم جاهدوا في سبيل الله تعالى ، ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتلقوا العلم منه غضاً طرياً بدون هذه الوسائط الكثيرة التي بيننا وبينه صلى الله عليه وسلم ، كما أشار صلى الله عليه وسلم إلى مثل هذا المعنى في الحديث الصحيح :
(( من أحب أن يقرأ القرآن غضاً طرياً فليقرأهُ على قراءة ابن أم عبد )) يعني عبد الله بن مسعود .
" غضاً طرياً " يعنى طازج ، جديد .
هؤلاء السلف الصالح وعلى رأسهم الصحابة رضي الله عنهم لايمكننا أن نتصور أنهم جهلوا خيراً يُقربهم إلى الله زلفى وعرفناه نحن وإذا قلنا إنهم عرفوا كما عرفنا ؛ فإننا لا نستطيع أن نتصور أبداً أنهم أهملوا هذا الخير .
لعلها وضحت لك هذه النقطة التي أُدندنُ حولها إن شاء الله ؟
محاور الشيخ :
الحمد لله .
الشيخ الألباني :
جزاك الله خيراً .
هناك شيء آخر ، هناك آيات وأحاديث كثيرة تبين أن الإسلام قد كَمُلَ _ وأظن هذه حقيقة أنت متنبه لها ومؤمن بها ولا فرق بين عالم وطالب علم وعامِّي في معرفة هذه الحقيقة وهي : أن الإسلام كَمُلَ ، وأنه ليس كدين اليهود والنصارى في كل يوم في تغيير وتبديل .
وأذكرك بمثل قول الله تعالى : ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً))
الآن يأتي سؤال : وهي طريقة أخرى لبيان أن الاحتفال بالمولد ليس خيراً غير الطريقة السابقة وهي أنه لو كان خيراً لسبقونا إليه وهم – أي السلف الصالح – أعلم منا وأعبد .
هذا المولد النبوي إن كان خيراً فهو من الإسلام ؛ فنقول : هل نحن جميعاً من منكرين لإقامة المولد ومقرِّين له هل نحن متفقون - كالاتفاق السابق أن هذا المولد ماكان في زمان الرسول صلى الله عليه وسلم – هل نحن متفقون الآن على أن هذا المولد إن كان خيراً فهو من الإسلام وإن لم يكن خيراً فليس من الإسلام ؟
ويوم أُنزلت هذه الآية : ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)) لم يكن هناك احتفال بالمولد النبوي ؛ فهل يكون ديناً فيما ترى ؟
أرجو أن تكون معي صريحاً ، ولا تظن أني من المشائخ الذين يُسكِّتون الطلاب ، بل عامة الناس : اسكت أنت ما تعلم أنت ما تعرف ، لا خذ حريتك تماماً كأنما تتكلم مع إنسان مثلك ودونك سناً وعلماً . إذا لم تقتنع قل : لم أقتنع .
فالآن إذا كان المولد من الخير فهو من الإسلام وإذا لم يكن من الخير فليس من الإسلام وإذا اتفقنا أن هذا الاحتفال بالمولد لم يكن حين أُنزلت الآية السابقة ؛ فبديهي جداً أنه ليس من الإسلام .
وأوكد هذا الذي أقوله بأحرف عن إمام دار الهجرة مالك بن أنس : قال :
" من ابتدع في الإسلام بدعة – لاحظ يقول بدعة واحدة وليس بدعاً كثيرة – يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خان الرسالة " .
وهذا شيء خطير جدا ً ، ما الدليل يا إمام ؟
قال الإمام مالك : اقرؤا إن شئتم قول الله تعالى :
((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً))
فما لم يكن يومئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً . انتهى كلامه .
متى قال الإمام مالك هذا الكلام ؟ في القرن الثاني من الهجرة ، أحد القرون المشهود لها بالخيرية !
فما بالك بالقرن الرابع عشر ؟!
هذا كلامٌ يُكتب بماء الذهب ؛ لكننا غافلون عن كتاب الله تعالى ، وعن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعن أقوال الأئمة الذين نزعم نحن أننا نقتدي بهم وهيهات هيهات ، بيننا وبينهم في القدوة بُعد المشرقين .
هذا إمام دار الهجرة يقول بلسانٍ عربيٍ مبين : "فمالم يكن يومئذٍ ديناً ؛ فلا يكون اليوم ديناً".
اليوم الاحتفال بالمولد النبوي دين ، ولولا ذلك ما قامت هذه الخصومة بين علماء يتمسكون بالسنة وعلماء يدافعون عن البدعة .
كيف يكون هذا من الدين ولم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة ولا في عهد التابعين ولا في عهد أتباع التابعين ؟!
الإمام مالك من أتباع التابعين ، وهو من الذين يشملهم حديث :
(( خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )) .
يقول الإمام مالك : " ما لم يكن حينئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً ، ولا يَصلُح آخر هذه الأمة إلا بما صَلُح به أولها " .
بماذا صلح أولها ؟ بإحداث أمور في الدين والُتقرب إلى الله تعالى بأشياء ما تقرب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!
والرسول صلى الله عليه وسلم هو القائل :
(( ما تركتُ شيئاً يُقربكم إلى الى الله إلى وأمرتكم به )) .
لماذا لم يأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحتفل بمولده ؟! هذا سؤال وله جواب :
هناك احتفال بالمولد النبوي مشروع ضد هذا الاحتفال غير المشروع , هذا الاحتفال المشروع كان موجوداً في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعكس غير المشروع ،مع بَون شاسع بين الاحتفالين :
أول ذلك : أن الاحتفال المشروع عبادة متفق عليها بين المسلمين جميعاً .
ثانياً : أن الاحتفال المشروع يتكرر في كل أسبوع مرة واحتفالهم غير المشروع في السنة مرة .
هاتان فارقتان بين الاحتفالين : أن الأول عبادة ويتكرر في كل أسبوع بعكس الثاني غير المشروع فلا هو عبادة ولا يتكرر في كل أسبوع .
وأنا لا أقول كلاماً هكذا ما أنزل الله به من سلطان ، وإنما أنقل لكم حديثاً من صحيح مسلم رحمه الله تعالى عن أبي قتادة الأنصاري قال :
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
يا رسول الله : ما تقول في صوم يوم الإثنين ؟
قال (( ذاك يومٌ وُلِدتُ فيه ، وأُنزل القرآن عليَّ فيه .))
ما معنى هذا الكلام ؟
كأنه يقول : كيف تسألني فيه والله قد أخرجني إلى الحياة فيه ، وأنزل عليَّ الوحي فيه ؟!
أي ينبغي أن تصوموا يوم الاثنين شكراً لله تعالى على خلقه لي فيه وإنزاله الوحي عليَّ فيهِ .
وهذا على وزان صوم اليهود يوم عاشوراء ، ولعلكم تعلمون أن صوم عاشوراء قبل فرض صيام شهر رمضان كان هو المفروض على المسلمين .
وجاء في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء ؛ فسألهم عن ذلك ؛ فقالوا هذا يوم نجى الله فيه موسى وقومه من فرعون وجنده فصمناه شكراً لله ؛ فقال صلى الله عليه وسلم : (( نحن أحق بموسى منكم )) فصامه وأمر بصومه فصار فرضاً إلى أن نزل قوله تعالى :
((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه)) .
فصار صوم عاشوراء سنة ونسخ الوجوب فيه .
الشاهد من هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم شارك اليهود في صوم عاشوراء شكراً لله تعالى أن نجى موسى من فرعون ؛ فنحن أيضاً فَتَح لنا باب الشكر بصيام يوم الاثنين لأنه اليوم الذي وُلد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم واليوم الذي أُوحي إليه فيه .
الآن أنا أسألك : هولاء الذين يحتفلون بالمولد الذي عرفنا أنه ليس إلى الخير بسبيل أعرف ان كثيراً منهم يصومون يوم الاثنين كما يصومون يوم الخميس ؛ لكن تُرى أكثر المسلمين يصومون يوم الاثنين ؟
لا ، لا يصومون يوم الاثنين ، لكن أكثر المسلمين يحتفلون بالمولد النيوي في كل عام مرة ! أليس هذا قلباً للحقائق ؟!
هؤلاء يصدق عليهم قول الله تعالى لليهود :
((أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ))
هذا هو الخير : صيام متفق عليه بين المسلمين جميعاً وهو صيام الاثنين ومع ذلك فجمهور المسلمين لا يصومونه !!
نأتي لمن يصومه وهم قلة قليلة : هل يعلمون السر في صيامه ؟ لا لا يعلمون .
فأين العلماء الذين يدافعون عن المولد لماذا لا يبينون للناس أن صيام الاثنين هو احتفال مشروع بالمولد ويحثونهم عليه بدلاً من الدفاع عن الاحتفال الذي لم يُشرع ؟!!
وصدق الله تعالى ((أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ))
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال :
(( للتتبعنَّ سَنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ))
وفي رواية أخرى خطيرة (( حتى لو كان فيهم من يأتي أمه على قارعة الطريق لكان فيكم من يفعل ذلك )) .
فنحن اتبعنا سنن اليهود ؛ فاستبدلنا الذي هو أدنى بالذي هو خير ، كاستبدالنا المولد النبوي الذي هو كل سنة وهو لا أصل له بالذي هو خير وهو الاحتفال في كل يوم اثنين وهو احتفال مشروع بأن تصومه مع ملاحظة السر في ذلك وهو أنك تصومه شكراً لله تعالى على أن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ، وأنزل الوحي فيه .
وأختم كلامي بذكر قوله صلى الله عليه وسلم :
(( أبى الله أن يقبل توبة مبتدع )) .
والله تعالى يقول : ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ))
وقد جاء في صحيح مسلم أن أحد التابعين جاء إلى السيدة عائشة
محاور الشيخ :
قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أليس تكريماً له ؟
الشيخ الألباني :
نعم
محاور الشيخ :
فيه ثواب هذا الخير من الله ؟
الشيخ الألباني :
كل الخير . ما تستفيد شيئاً من هذا السؤال ؛ ولذلك أقاطعك بسؤال : هل أحد يمنعك من قراءة سيرته ؟
أنا أسألك الآن سؤالاً : إذا كان هناك عبادة مشروعة ، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم ما وضع لها زمناً معيناً ، ولا جعل لها كيفية معينة ؛ فهل يجوز لنا أن نحدد لها من عندنا زمناً معيناً ، أو كيفية معينة ؟ هل عندك جواب ؟
محاور الشيخ :
لا، لا جواب عندي .
الشيخ الألباني :
قال الله تعالى : ((أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ))
وكذلك يقول الله تعالى :
((اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)) التوبة:31
(( لما سمع عدي بن حاتم رضي الله عنه هذه الآية – وقد كان قبل إسلامه نصرانياً – أشكلت عليه فقال: إنا لسنا نعبدهم قال: ( أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلّون ما حرم الله، فتحلونه؟) ، فقال: بلى. قال : ( فتلك عبادتهم))).
وهذا يبيِّن خطورة الابتداع في دين الله تعالى .
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir