المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإمام أبو حنيفة النعمان إمام أهل الرأي



الصفحات : 1 [2]

دانة
2010-02-23, 12:15 PM
فطنة الإمام أبو حنيفة النعمان





أخبرنا الإمام عبد الحميد بن ميكائيل قال: حُكي عن محمد بن مقاتل أن رجلاً قصد أبا حنيفة فقال: ما تقول في رجل لا يرجوالجنَّة، ولا يخاف الله، ولا يخاف النار، ويأكل الميتة، ويصلي بلا ركوع ولا سجود،ويشهد بما لا يرى، ويبغض الحق ويحب الفتنة، فالتفت أبو حنيفة إلى أصحابه وسألهم عنالرجل فكفَّره البعض وسكت بعضهم، فقال أبو حنيفة: هذا الرجل لا يرجو الجنَّة ويرجوالله تعالى، وأي رجاء له من الجنة، ولا يخاف النار ويخاف ربَّ النار، ولا يخاف الله تعالى أن يجور عليه في عدله وسلطانه، ويأكل الميتة يعني السمك إذا خرج من الماء،ويصلِّي بلا ركوع ولا سجود يعني صلاة الجنازة، ويشهد بما لا يرى أن لا إله إلاالله، وفي رواية بيوم القيامة، ويبغض الحق يعني الموت، ويحب الفتنة يعني المال والولد، فقال الرجل فقبَّل رأسه وقال: أشهد أنك للعلم وعاء وأستغفر الله مما قلت فيك






ومن القصص الأخرى التي تدل على ذكاء أبو حنيفة وسرعة بديهته وقد تكون مشهورة أن أبو جعفر المنصور قد أراد أن يولي أبو حنيفة القضاء فأعرض أبو حنيفة عن ذلك لأنها مسؤولية كبيرة ويكون مسؤولاً عن كل حكم يحكمه أمام الله وقال للمنصور أنه ليس كفؤاً لذلك فقال له المنصور بل أنت كاذب فأنت كفؤ للقضاء فقال له أبو حنيفة : أفتولي كاذباً على القضاء.









قصة الامام ابو حنيفة النعمان مع بعض زنادقة زمانه



" ارنى عقلك أريك الله "





جاء زنديق الى الأمام ابى حنيفة النعمان وقال : يا امام : هل رأيت ربك ؟ قال الأمام : سبحان ربى لا تدركه الأبصار . فقال الزنديق : فهل سمعته ؟ هل احسسته ؟ هل شممته ؟ هل لمسته ؟
فقال الأمام : سبحان ربى ليس كمثله شئ وهو السميع البصير . فقال الزنديق : ان لم تكن رايته ولا احسسته ولا شممته ولا لمسته فكيف ثبت انه موجود ؟



فقال الامام : هل رايت عقلك ؟
قال الزندييق : لا . فقال الأمام فهل احسست عقلك او سمعته أو لمسته ؟
قال الزنديق : لا . فقال الأمام اعاقل انت ام مجنون ؟ فقال الزنديق : عاقل انا !
فقال الأمام : فأين عقلك ؟ قال الزنديق : موجود



فقال الأمام : كذلك الله موجود .
الله فوق كل شئ مالك كل شئ وليس تحته شئ وهو فى كل شئ عليم
ليس كمثله شئ وهو السميع البصير






ومن ذلك أنه كان بالكوفة رجل يقول عن عثمان بن عفان رضي لله عنه أنه كان يهوديًّا، ولم يستطيع العلماء إقناعه في تغيير رأيه.


فأتاه أبو حنيفة فقال : أتيتك خاطبًا.


قال: لمن؟


قال: لابنتك، رجل شريف، غني بالمال، حافظ لكتاب الله، سخي، يقوم الليل في ركوع، كثير البكاء من خوف الله.


فقال الرجل، في دون هذا مقنع يا أبا حنيفة.


قال: إلا أن فيه خصلة.


قال: وما هي؟ قال : يهودي.


قال الرجل : سبحان الله تأمرني أزوج ابنتي من يهودي؟


قال: ألا تفعل؟


قال: لا.


قال أبو حنيفة: فالنبي صلى الله عليه وسلم زوج ابنته من يهودي.


فقال الرجل: أستغفر الله، إني تائب إلى الله عز وجل.



المسائل الفقهية الدقيقة التي عرضت على أبي حنيفة " رضي الله عنه " ،ما ذكره الصالحي عن وكيع قال " كنا عند أبي حنيفة " رضي الله عنه "فأتته امرأة فقالت : مات أخي وخلف ستمائة دينار ، فأعطوني منها دينارا واحدا ، قال : ومن قسم فريضتكم ؟ قالت : داود الطائي . قال :هو حقك أليس خلف أخوك بنتين ؟ قالت : بلى . قال : وأما ؟ قالت : بلى ، قال : وزوجة ؟ قالت .بلى . قال : واثني عشر أخا واختا واحدة ؟ قالت . بلى ، قال : فإن للبنات الثلثين أربعمائة ، وللام السدس مائة ، وللمرأة الثمن خمسه وسبعين ، ويبقى خمسه وعشرون ،للاخوة أربعةوعشرون لكل أخ ديناران ، ولك دينار

دانة
2010-02-23, 12:22 PM
جاء وفد من الخوارج يريدون مناظرة أبي حنيفة
وقالوا له: "هاتان جنازتان على باب المسجد، أما إحداهما فجنازة رجل شرب الخمر حتى كظته وحشرج بها فمات، والأخرى جنازة امرأة زنت، حتى إذا أيقنت بالحبل قتلت نفسها".


فقال الإمام متسائلاً: "من أي الملل كانا؟ أمن اليهود؟"


قالوا: "لا"،


قال: "أمن النصارى؟"


قالوا: "لا"،


قال: "أفمن المجوس؟"


قالوا: "لا".


قال: "فمن أي الملل كانا؟"


قالوا: "ملة تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله"،


قال: "فأخبروني عن هذه الشهادة، أهي من الإيمان ثلث أو ربع أو خمس؟"


قالوا: "إن الإيمان لا يكون ثلثاً ولا ربعاً ولا خمساً"،


قال: "فكم هي من الإيمان؟"


قالوا: "الإيمان كله"،


قال: " فما سؤالكم إياي عن قوم زعمتم وأقررتم أنهما كانا مؤمنين".


ويمضي الخوارج مع الإمام في الحوار فيقولون له:
"دع عنك هذا، أمن أهل الجنة هما أم من أهل النار؟"


قال: "أما إذا أبيتم فإني أقول فيهما ما قاله نبي الله إبراهيم في قوم كانوا أعظم جرماً منهما:
{فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [إبراهيم: 36]،


وأقول فيهما ما قاله نبي الله عيسى في قوم كانوا أعظم جرماً منهما:
{إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118]،


وأقول فيهما ما قال نبي الله نوح إذ:
{قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ (2) وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ، قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ، إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ، وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ} [الشعراء: 111-114]،


وأقول ما قال نوح عليه السلام: {لاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللّهُ خَيْراً اللّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ} [هود: 31]".


وعندما سمع الخوارج هذا المنطق ألقوا سلاحهم وانصرفوا.





(قال الفقيه المحقق علي بن محمد القاري في مناقب الإمام رضى الله عنه
قال أبو الفضل الكرماني :


لما دخل الخوارج الكوفة مع الضحاك - ورأيهم تكفير كل من أذنب وتكفير كل من لم يكفَّر مرتكب الذنب –


قيل لهم : هذا شيخ هؤلاء,


فأخذوا الإمام أبا حنيفة رضى الله عنه


وقالوا له : تب من الكفر,


فقال : أنا تائب من كل كفر,


فقيل لهم : إنه تائب من كفركم,


فأخذوه


فقال لهم : أبعلم قلتم أم بظن؟
قالوا : بظن,


قال" إن بعض الظن إثم, والإثم ذنب فتوبوا من الكفر,
قالوا : تب أنت أيضاً من الكفر,


فقال أنا تائب من كل كفر,


فهذا الذي قاله أهل الضلال من إن الإمام استتيب من الكفر مرتين, ولبّسوا على العامة من الناس)





حدثنا يحيى بن جعفر قال: سمعت أبا حنيفة يقول:

احتجت الى ماء بالبادية, فجاءني أعرابي ومعه قربة من ماء, فأبى أن يبيعنيها الا بخمسة دراهم, فدفعت اليه خمسة دراهم وقبضت القربة, ثم قلت: يا أعرابي, ما رأيك في السويق؟

فقال: هات.

فأعطيته سويقا ملتوتا بالزيت, فجعل يأكل حتى امتلأ ثم عطش, فقال: شربة؟

قلت: بخمسة دراهم.

فلم أنقصه من خمسة دراهم على شربة ماء, فاسترددت الخمسة وبقي معي الماء.

دانة
2010-03-02, 10:13 AM
ومما كان يقول : " أفضل المال الكسب من الحلال وأطيب ما يأكله المرء من عمل يده ".


ومما يحكى عنه أنه جاءته امرأة بثوب من الحرير تبيعه له فقال كم ثمنه، قالت مئة، فقال هوخير من مئة، فقالت مئتين، فقال هو خير من ذلك، حتى وصلت إلى أربع مئة فقال هو خيرمن ذلك، قالت أتهزأ بي؟ فجاء برجل فاشتراه بخمسمائة.


وذات يوم أعطى شريكه متاعاً وأعلمه أنَّ في ثوب منه عيب وأوجب عليه أن يبين العيب عند بيعه. باع شريكه المتاع ونسي أن يبين ولم يعلم من الذي اشتراه، فلما علم أبو حنيفة تصدَّق بثمن المتاع كله.


وكان أبو حنيفة يجمع الأرباح عنده من سنة إلى سنة فيشتري بها حوائج الأشياخ و المحدثين و أقواتهم وكسوتهم و جميع لوازمهم ثم يدفع باقي الدنانير من الأرباح إليهم ويقول: أنفقوا في حوائجكم ولا تحمدوا إلا الله فإني ما أعطيتكم من مالي شيئاً ولكن من فضل الله عليّ فيكم.
كان الخليفة أبو منصور يرفع من شأن أبي حنيفة و يكرمه ويرسل له العطايا و الأموال و لكن أبا حنيفة كان لا يقبل عطاءً. ولقد عاتبه المنصور على ذلك قائلاً: لم لا تقبل صلتي؟. فقال أبو حنيفة: ما وصلني أمير المؤمنين من ماله بشيء فرددته ولو وصلني بذلك لقبِلتُه إنما وصلني من بيت مال المسلمين ولا حق لي به.


وقع يوماً بين الخليفة المنصور وزوجته شقاق وخلاف بسبب ميله عنها، فطلبت منه العدل فقال لها من ترضين في الحكومة بيني وبينك؟ قالت أباحنيفة، فرضي هو به فجاءه فقال له: يا أبا حنيفة زوجتي تخاصمني فانصفني منها، فقال له أبو حنيفة: لِيتكلَّم أمير المؤمنين. فقال المنصور: كم يحلُّ للرجال أن يتزوج من النساء؟ قال: أربع. قال المنصور لزوجته: أسمعتِ. فقال أبو حنيفة: يا أمير المؤمنين إنما أحلَّ الله هذا لأهل العدل فمن لم يعدل أو خاف أن لا يعدل فواحدة لقوله تعالى: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً} [النساء: 3]، فينبغي لنا أن نتأدَّب مع الله و نتَّعظ بمواعظه .
فسكت المنصور وطال سكوته، فقام أبو حنيفة وخرج فلما بلغ منزله أرسلت إليه زوجة المنصور خادماً ومعه مال وثياب، فردها وقال: أقرئها السلام وقل لها إنما ناضلتُ عن ديني وقمتُ بذلك المقام لله ولم أرد بذلك تقرباً إلى أحد ولا التمستُ به دنيا.



حرصه على مظهره:


كان حريصاً على أن يكون مظهره حسناً تماماً لذا كان كثير العنايةبثيابه.
رأى مرة على بعض جلسائه ثياباً رثة فأمره أن ينتظر حتى تفرَّق المجلس وبقي وحده فقال له: ارفع المصلى وخذ ما تحته،فرفع الرجل المصلى وكان تحته ألف درهم، وقال له خذ هذه الدراهم وغيِّر بها حالك،فقال له الرجل إني موسر وأنا في نعمة و لستُ أحتاج إليه، فقال له أبو حنيفة: أمابلغك الحديث: " إنَّ الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده " ؟.



طلبه للعلم


لزم أبو حنيفة عالِم عصره حمّاد بن أبي سليمان وتخرَّج عليه في الفقه و استمر معه إلى أن مات. بدأ بالتعلم عنه وهو ابن 22 سنة و لازمه 18 سنة من غير انقطاع و لانزاع. يقول أبو حنيفة: " بعد أن صحبتُ حمّاداً عشر سنين نازعتني نفسي لطلب الرياسة،فأردتُ أن أعتزله و أجلس في حلقة لنفسي. فخرجتُ يوماً بالعشيّ وعزمي أن أفعل، فلمّا دخلتُ المسجد رأيتُه ولم تطب نفسي أن أعتزله فجئتُ فجلستُ معه، فجاء في تلك الليلة نعي قرابة له قد مات بالبصرة، وترك مالاً و ليس له وارث غيره، فأمرني أن أجلس مكانه.
فما هو إلا أن خرج حتى وردت عليَّ مسائل لم أسمعها منه، فكنتُ أجيب وأكتب جوابي. ثم قَدِمَ، فعرضتُ عليه المسائل وكانت نحواً من ستين مسألة، فوافقني بأربعين وخالفني في عشرين، فآليتُ على نفسي ألا أفارقه حتى يموت و هكذا كان ".


وكان أبوحنيفة شديد الأدب مع شيوخه حتى أنه كان لا يتخلى باتِّجاه بيت شيخه حمَّاد كان إذانام يحرص أن لا تتوجه قدماه باتجاه بيت شيخه حمَّاد. و قيل إن أبا حنيفة لم يكثر من الشيوخ مخافة أن تكثر حقوقهم عليه فلا يستطيع أداءها، فتأملوا في أدبه الرائع !.



ولعه بالفقه الفَرَضي


أولع أبو حنيفة بالفقه الفرضي بخلاف معظم علماء عصره الذين كانوا يقولون نحن مضطرون أن نُعَلِّم حكم الله في أمر حصل أمّا إذا لم يقع لانحمِّل أنفسنا هذه المؤونة. ومعظم شيوخ أبي حنيفة كانوا على هذا المنوال وإن وُجِدَفيهم من استجاز لنفسه أن يتوسع قليلاً فإلى حد محدود جداً. وأبو حنيفة كان على النقيض إذ كان يفرض الوقائع و إن لم تقع و كان يتأمل في حكمها و يعطي كلاً منها فتوى. هذا الأمر أعطى فقهه غزارة و غنى و مدعاة لأن يتبع الناس الفقه الأوسع والأكثر استجابة لواقع الحال، فما لم يقع اليوم سيقع غداً لاسيما عندما يكون هذاالإمام عالماً بعلم الإجتماع و خبيراً بالمشكلات التي ستنجم،


مثال ذلك: لقي أبوحنيفة قتادة رضي الله عنه وهو عالِم من أجلِّ علماء الحديث فسأله ما تقول في رجل غاب عن أهله أمداً طويلاً ولم يُعرَف مصيره، فتزوجت امرأته من زوج آخر وبعد حين جاء زوجها، ما تقول في هذا؟


قال قتادة: أوقعت هذه المسألة؟
قال لا، فقال له و قد ظهرالغضب على وجهه: فلماذا تسألني عنها ؟


قال له هذا الكلام المهم: " إننا نستعد للبلاء قبل نزوله فإذا ما وقع عرفنا الدخول فيه والخروج منه".




فتنته مع أبي هبيرة
كان أبو هبيرة والياً بالكوفة في زمان بني أميّة، فظهرت الفتن بالعراق، فجمع فقهاءها ببابه وفيهم ابن أبي ليلى وابن شبرمة وداود بن أبي هند، فولّى كل واحد منهم صدراً من عمله، وأرسل إلى أبي حنيفة فأراد أن يجعل الخاتم في يده ولا يُنفذ كتاب إلا من تحت يده ولا يخرج من بيت المال شيء إلا من تحت يد أبي حنيفة. وكان المقصود حمل أبي حنيفة على الولاء له قسراً وقهراً أو إغراءً بالإكثار من المسؤوليات والمهمات، فامتنع أبو حنيفة وقال لو أرادني أن أعد له أبواب ماجد واسط لما فعلتُ!
سُجِنَ أبو حنيفة وضُرِبَ ضرباً مبرحاً مؤلماً أياماً متتالية حتى سقط فاقدالوعي.

دانة
2010-03-08, 12:42 PM
ورعه و تقواه و عبادته لله تعالى


كان أبو حنيفة يختم القرآن في كل يوم ثم حين اشتغل بالأصول والاستنباط و اجتمع حوله الأصحاب أخذ يختمه في ثلاث في الوتر.


صلى أبو حنيفة ثلاثين سنة صلاة الفجر بوضوء العتمة وحج خمساً وخمسين حجة.


قال مِسْعَر بن كِدَام: رأيتُ الإمام يصلي الغداة ثم يجلس للعلم إلى أن يصلي الظهر ثم يجلس إلى العصر ثم إلى قريب المغرب ثم إلى العشاء، فقلتُ في نفسي متى يتفرغ للعبادة ؟ فلما هدأ الناس خرج إلى المسجد وكان بيته بجوار المسجد الذي يؤم فيه حسبة لله تعالى.
فانتصب للصلاة إلى الفجر ثم دخل فلبس ثيابه. و كانت له ثياب خاصة يلبسها لقيام الليل وخرج إلى صلاة الصبح ففعل كما فعل، ثم تعاهدته على هذه الحالة فما رأيته مفطراً ولا بالليل نائماً.
وكان يغفو قبل الظهر إغفاءة خفيفة، وقرأ ليلة حتى وصل إلى قوله تعالى: {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} [الطور: 27] فما زال يرددها حتى أذَّن الفجر.


وردد قوله تعالى: {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} [القمر: 46]، ليلة كاملة في الصلاة.
و قالت أم ولده: ما توسَّد فراشاً بليل منذ عرفتُه و إنما كان نومه بين الظهر و العصر في الصيف وأول الليل بمسجده في الشتاء.

دانة
2010-03-14, 10:16 AM
من اصول مذهب الإمام أبو حنيفة " رضي الله عنه ":




كان ابو حنيفة " رضي الله عنه "يقول : آخذ ما في كتاب الله وما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وربما اشترط زيادة عن الصحة الشهره فيما تقتضيه الشهرة في الاحكام والمسائل ، فان لم أجد أخذ بقول الصحابة ، أخذ بقول من شئت منهم وأدع قول من شئت منهم عندما يختلفون ولكني ألزم نفسي بالاخذ من الصحابة وإذا لم أجد وآل الامر الى ابراهيم النخعي والى التابعين كالاوزاعي ، فاني أجتهد كما اجتهدوا ولا ألزم نفسي بأتباع رأي واحد منهم ما دام الامر اجتهاديا . وكان يأخذ بحديث الاحاد ويعمل بها ما أمكن .




مثال : قوله تعالى [ فاقرءوا ما تيسر من القران] (المزمل : 20 ) وحديث النبي عليه الصلاة والسلام يقول : " لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب "( متفق عليه ) ، فحكم أن أصل قراءة القرآن في الصلاة ركن ، أما تقسيم القراءة للقرآن الكريم إلى الفاتحة وبعض ما تيسر من القرآن فواجب وبذلك عمل بالقرآن والسنة معا .




ومن منهجه أنه يقدم السنه القولية على الفعلية لجواز أن يكون الفعل خصوصية للنبي صلى الله عليه وسلم . ويقدم السنه المتواترة على خبر الآحاد عند التعارض وعدم إمكان الجمع بينهما ، كالجمع في السفر حيث قال أنه جمع صوري وهكذا كان يفعل عبد الله بن عمر لا يجير للمسافر أن يجمع بين الصلوات ولكن القصر عنده واجب .




ويقدم السنه ولو كان حديثا مرسلا أوضعيفا على القياس ، لذلك قال بنقض الوضوء من الدم السائل معتمدا على حديث مرسل ، وكذلك نقض وضوء وبطلان الصلاة بالقهقهة ايضا بحديث مرسل .




ومن منهجه أيضا الاستحسان . والاستحسان لغة وهو وجود الشئ حسنا ومعناه طلب الاحسن للإتباع الذي هو مأمور به كما قال تعالى : [ فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ] (الزمر 17 -18 ) .

وهو عند الفقهاء نوعان :




1 – العمل بالاجتهاد وغالب الرأي في تقدير ما جعله الشرع مدلولا إلى آرائنا نحو قولة تعالى : [ متاعا بالمعروف حقا على المحسنين ] ( البقرة : 236 ) ، أوجب ذلك بحسب اليسار والعسرة وشرط أن يكون بالمعروف ، فعرفنا أن المراد ما يعرف استحسانه بغالب الرأي ولا خلاف في هذا النوع .




2 – هو الدليل الذي يكون معارضا للقياس الظاهر الذي تسبق اليه الاوهام قبل إمعان التأمل فيه ، وبعد إمعان التأمل في حكم الحادفه وأشباهها من الاصول يظهر ان الذي عارضه فوقه في القوة ، فإن العمل به هو الواجب ، فسموه بذلك استحسانا للتمييز بين هذا النوع من الدليل وبين الظاهر الذي تسبق اليه الاوهام . مثاله : لو قال لامرأته : إذا حضت فأنت طالق ، فقالت : قد حضت ، فكذبها الزوج ، فانها لا تصدق في القياس باعتبار الظاهر وهو أن الحيض شرط للطلاق كدخولها الدار وكلامها زيدا . وفي الاستحسان تطلق لان الحيض شئ في باطنها لا يقف عليه غيرها ، فلا بد من قبول قولها فيه .




واما العرف والعادة فهو ما استقر في النفوس من جهة العقول وتلقته الطباع السليمة بالقبول . وإنما يكون العرف دليلا حيث لا دليل شرعي من كتاب وسنة . قال ابن مسعود : ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن .




وألف ابن عابدين رسالة " العرف " تضمنت مسأله تضمين الخياط والكواء او مثالهما اذا احرقا القماش او أضاعاه .




وأبو حنيفة " رضي الله عنه "هو اساس من جمع بين مذهبي اهل الحجاز اهل الحديث واهل العراق اهل الرأي . كان أبوحنيفة " رضي الله عنه "من علماء الرأي ولكنه ذهب الى الحجاز وأقام في مكة ست سنوات يأخذ العلم من علماء الحجاز .




دخل يوما أبوحنيفة " رضي الله عنه "على المنصور فقال له أحدالجالسين هذا عالم الدنيا اليوم . فقال له المنصور : يانعمان من أين أخذت علمك ؟ قال : من أصحاب عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر (اهل الحديث ) ومن اصحاب عبد الله بن عباس عن عبدالله بن عباس ومن اصحاب عبد الله بن مسعود عن عبدالله بن مسعود (اهل الرأي ) .




فتعلم منهم الحديث وتعلموا منه كيفية استخراج الاحكام فاستفاد وأفاد . وانعكس هذا الامر على تلامذته مثل أبو يوسف ومحمد بن الحسن الشيباني وغيرهم ........ . وكان لإخلاصه في طلب العلم يرجع عن رأيه إذا اطلع على حديث او فتوى





يتبع....

دانة
2010-03-14, 10:26 AM
عقيدة الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه




هذه طائفة من أقوال الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى فيما يعتقده في مسائل أصول الدين ... مع بيان موقفه من علم الكلام :





أ - أقوال الإمام أبي حنيفة في التوحيد :



أولا : عقيدته في توحيد الله وبيان التوسل الشرعي وإبطال التوسل البدعي :


1 - قال أبو حنيفة : ( لا ينبغي لاحد أن يدعو الله إلا به ، والدعاء المأذون فيه ، المأمور به ، ما استفيد من قوله تعالى : { ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون ) [ الدر المختار من حاشية المختار 6/396-397 ] .




(2) قال أبو حنيفة : ( يكره أن يقول الداعي : أسألك بحق فلان أو بحق أنبيائك ورسلك وبحق البيت الحرام والمشعر الحرام ) [ شرح العقيدة الطحاوية 234، واتحاف السادة المتقين 2/285 ، وشرح الفقه الأكبر للقاري 189 ] .




(3) وقال أبو حنيفة : ( لا ينبغي لأحد أن يدعوا الله إلا به ، وأكره أن يقول بمعاقد العز من عرشك ، أو بحق خلقك ) . [ التوسل والوسيلة ص82 , وانظر شرح الفقه الأكبرص198]







ثانيا : قوله في إثبات الصفات والرد على الجهمية :



(4) وقال : ( لا يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين ، وغضبه ورضاه صفتان من صفاته بلا كيف ، وهو قول أهل السنة والجماعة ، وهو يغضب ويرضى ، ولا يقال : غضبه عقوبته ، ورضاه ثوابه ، ونصفه كما وصف نفسه ، أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، حي قادر سميع بصير عالم ، يد الله فوق ايديهم ، ليست كايدي خلقه ، ووجهه ليس كوجوه خلقه ) [ الفقه الابسط 56 ] .





(5) وقال : ( وله يد ووجه ونفس ، كما ذكره الله تعالى في القرآن ، فما ذكره الله تعالى في القرآن من ذكر الوجه واليد والنفس ، فهو له صفات بلا كيف ، ولا يقال إن يده قدرته أو نعمته ، لأن فيه إبطال الصفة ، وهو قول أهل القدر والاعتزال ) [ الفقه الأكبر 302 ] .




(6) وقال : ( لا ينبغي لأحد أن ينطق في ذات الله بشيء ، بل يصفه بما وصف به نفسه ، ولا يقول فيه برأيه شيئا تبارك الله وتعالى رب العالمين ) [ شرح الطحاوية 2/427 ، جلاء العينين 368 ] .




(7) ولما سئل عن النزول الإلهي قال : ( ينزل بلا كيف ) [ عقيدة السلف أصحاب الحديث 42 ، الأسماء والصفات للبيهقي 456 ، شرح الطحاوية 245 ، شرح الفقه الأكبر للقاري 60 ] .




(8) وقال أبو حنيفة : ( والله تعالى يدعى من أعلى لا من اسفل ، لأن الأسفل ليس من وصف الربوبية والألوهية في شيء ) [ الفقه الابسط 51 ] .




(9) وقال : ( وهو يغضب ويرضى ، ولا يقال غضبه عقوبته ورضاه ثوابه ) [ الفقه الأبسط 56 ] .



(10) وقال : ( ولا يشبه شيئا من الاشياء من خلقه ، ولا يشبهه شيء من خلقه ، لم يزل ولا يزال بأسمائه وصفاته ) [ الفقه الأكبر 301 ] .




(11) وقال : ( وصفاته بخلاف صفات المخلوقين ، يعلم لا كعلمنا ، ويقدر لا كقدرتنا ، ويرى لا كرؤيتنا ، ويسمع لا كسمعنا ، ويتكلم لا ككلامنا ) [ الفقه الأكبر 302 ] . (12) وقال : ( لا يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين ) [ الفقه الابسط 56 ] .



(13) وقال : ( من وصف الله بمعنى من معاني البشر ، فقد كفر ) [ العقيدة الطحاوية ] .



(14) وقال : ( وصفاته الذاتية والفعلية ، أما الذاتية فالحياة والقدرة والعلم والكلام والسمع والبصر والإرادة ، وأما الفعلية فالتخليق والترزيق والإنشاء والإبداع والصنع وغير ذلك من صفات الفعل ، لم يزل ولا يزال بأسمائه وصفاته ) [ الفقه الأكبر 301 ] .



(15) وقال : ( ولم يزل فاعلا بفعله ، والفعل صفة في الأزل ، والفاعل هو الله تعالى ، والفعل صفة في الأزل ، والمفعول مخلوق ، وفعل الله تعالى غير مخلوق ) [ الفقه الأكبر 301 ] .



(16) وقال : ( من قال لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض فقد كفر ، وكذا من قال إنه على العرش ولا أدري العرش أفي السماء أم في الأرض ) [ الفقه الأبسط 46 ، ونقل نحو هذا شيخ الإسلام في مجموع الفتاوي 48/5 ، وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية 139 ، والذهبي في العلو 101 -102 ، وابن قدامة في العلو 116 ، وابن أبي العز في شرح الطحاوية 301 ] .



(17) وقال للمرأة التي سألته أين إلهك الذي تعبده ؟ ، قال : ( إن الله سبحانه وتعالى في السماء دون الأرض ) ، فقال له رجل : أرأيت قول الله تعالى { وهو معكم } ؟ قال : ( هو كما تكتب للرجل إني معك وأنت غائب عنه ) [ الأسماء والصفات 429 ] .



(18) وقال كذلك : ( يد الله فوق أيديهم ، ليست كأيدي خلقه ) [ الفقه الأبسط 56 ] .



(19) وقال : ( إن الله سبحانه وتعالى في السماء دون الأرض ) ، فقال له رجل : أرأيت قول الله تعالى [ وهو معكم ] ؟ ، قال : ( هو كما تكتب لرجل إني معك ، وأنت غائب عنه ) [ الأسماء والصفات 2/170 ] .



(20) وقال : ( قد كان متكلما ولم يكن ، كلم موسى عليه السلام ) [ الفقه الأكبر 302 ] .



(21) وقال : ( ومتكلما بكلامه ، والكلام صفة في الأزل ) [ الفقه الأكبر 301 ] .



(22) وقال : ( ويتكلم ، لا ككلامنا ) [ الفقه الأكبر 302 ] .



(23) وقال : ( وسمع موسى عليه السلام كلام الله تعالى ، كما قال الله تعالى { وكلم موسى تكليما } ، وقد كان الله تعالى متكلما ولم يكن كلم موسى عليه السلام ) [ الفقه الأكبر 302 ] .


(24) وقال : ( والقرآن كلام الله ، في المصاحف مكتوب ، وفي القلوب محفوظ ، وعلى الألسن مقروء ، وعلى النبي صلى الله عليه وسلم أنزل ) [ الفقه الأكبر 301 ] .


(25) وقال : ( والقرآن غير مخلوق ) [ الفقه الأكبر 301 ] .



يتبع...

دانة
2010-03-16, 11:52 AM
ب - أقوال الإمام أبي حنيفة في القدر :


(1) جاء رجل إلى الإمام أبي حنيفة يجادله في القدر ، فقال له : ( أما علمت أن الناظر في القدر كالناظر في عيني الشمس ، كلما إزداد نظرا إزداد تحيرا ) [ قلائد عقود العقيان ق77ب ] .


(2) يقول الإمام أبو حنيفة : ( وكان الله تعالى عالما في الأزل بالاشياء قبل كونها ) [ الفقه الأكبر 302-303 ] .


(3) وقال : ( يعلم الله تعالى المعدوم في حالة عدمه معدوما ، ويعلم أنه كيف يكون إذا أوجده ، ويعلم الله تعالى الموجود في حالة وجوده موجودا ، ويعلم كيف يكون فناؤه ) [ الفقه الأكبر 302 - 303 ] .


(4) يقول الإمام أبو حنيفة : ( وقدره في اللوح المحفوظ ) [ الفقه الأكبر 302 ] .


(5) وقال : ( ونقر بأن الله تعالى أمر بالقلم أن يكتب ، فقال القلم : ماذا أكتب يا رب ؟ فقال الله تعالى : أكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة ، لقوله تعالى : { وكل شيء فعلوه في الزبر * وكل صغير وكبير مستطر } ) [ الوصية مع شرحها 21 ] .

(6) وقال الإمام أبو حنيفة : ( ولا يكون شيء في الدنيا ولا في الآخرة إلا بمشيئته ) [ الفقه الأكبر 302 ] .

(7) ويقول الإمام أبو حنيفة : ( خلق الله الأشياء لا من شيء ) [ الفقه الأكبر 302 ] .

(8) وقال : ( وكان الله تعالى خالقا قبل ان يخلق ) [ الفقه الأكبر 304 ] .

(9) وقال : ( نقر بأن العبد مع اعماله وإقراره ومعرفته مخلوق ، فلما كان الفاعل مخلوقا ، فأفعاله أولى أن تكون مخلوقة ) [ الوصية مع شرحها 14 ] .

(10) وقال : ( جميع أفعال العباد من الحركة والسكون : كسبهم ، والله تعالى خالقها ، وهي كلها بمشيئته وعلمه وقضائه وقدره ) [ الفقه الأكبر 303 ] .

(11) قال الإمام أبو حنيفة : ( وجميع أفعال العباد من الحركة والسكون كسبهم على الحقيقة ، والله تعالى خلقها ، وهي كلها بمشيئته وعلمه وقضائه وقدره ، والطاعات كلها كانت واجبة بأمر الله تعالى وبمحبته وبرضاه وعلمه ومشيئته وقضائه وتقديره ، والمعاصي كلها بعلمه وقضائه وتقديره ومشيئته ، لا بمحبته ولا برضاه ولا بأمره ) [ الفقه الأكبر 303 ] .

(12) وقال : ( خلق الله تعالى الخلق سليما من الكفر والإيمان ، ثم خاطبهم وأمرهم ونهاهم ، فكفر من كفر بفعله وإنكاره وجحوده الحق بخذلان الله تعالى إياه ، وآمن من أمن بفعله وإقراره وتصديقه بتوفيق الله تعالى ونصرته له ) [ الفقه الأكبر 302-303 ] … والصواب : خلق الله تعالى الخلق على فطرة الإسلام ، كما سيبينه الإمام أبو حنيفة في قوله الآتي .


(13) وقال : ( وأخرج ذرية آدم من صلبه على صور الذر ، فجعلهم عقلاء ، فخاطبهم وأمرهم بالإيمان ، ونهاهم عن الكفر ، فأقروا له بالربوبية ، فكان ذلك منهم إيمانا ، فهم يولدون على تلك الفطرة ، ومن كفر بعد ذلك فقد بدل وغير ، ومن آمن وصدق فقد ثبت عليه وداوم ) [ الفقه الأكبر 302 ] .

(14) وقال : ( وهو الذي قدر الأشياء وقضاها ، ولا يكون في الدنيا ولا في الآخرة شيء إلا بمشيئته وعلمه وقضائه وقدره ، وكتبه في اللوح المحفوظ ) [ الفقه الأكبر 302 ] .

(15) وقال : ( لم يجبر أحدا من خلقه على الكفر ولا على الإيمان ، ولكن خلقهم اشخاصا ،والإيمان والكفر فعل العباد ، ويعلم الله تعالى من يكفر في حال كفره ، فإذا آمن بعد ذلك ، فإذا علمه مؤمنا أحبه من غير أن يتغير علمه ) [ الفقه الأكبر 303 ] .

دانة
2010-03-23, 01:12 PM
أقوال الإمام أبي حنيفة في الإيمان



(1) قال : ( والإيمان هو الإقرار والتصديق ) [ الفقه الأكبر 304 ] .


(2) وقال : ( الإيمان إقرار باللسان ، وتصديق بالجنان ، والإقرار وحده لا يكون إيمانا ) [ كتاب الوصية مع شرحها 2] ، ونقله الطحاوي عن ابي حنيفة وصاحبه [ شرح الطحاوية 306 ] .


(3) وقال أبو حنيفة : ( والإيمان لا يزيد ولا ينقص ) [ الوصية مع شرحها 3 ] .
قلت : قوله في عدم زيادة الإيمان ونقصانه ، وقوله في مسمى الإيمان ، وأنه تصديق بالجنان وإقرار باللسان ، وأن العمل خارج عن حقيقة الإيمان … قوله هذا هو الفارق بين عقيدة الإمام أبي حنيفة في الإيمان وبين عقيدة سائر أئمة الإسلام - مالك والشافعي وأحمد وإسحاق والبخاري وغيرهم - والحق معهم ، وقول أبي حنيفة مجانب للصواب ، وهو مأجور في الحالين ، وقد ذكر ابن عبد البر وابن أبي العز ما يشعر أن أبا حنيفة رجع عن قوله [ التمهيد لابن عبد البر 9/247 ، شرح الطحاوية 395 ] … والله أعلم .




***********************



أقوال الإمام أبي حنيفة في الصحابة :



(1) قال الإمام أبو حنيفة : ( ولا نذكر أحدا من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم إلا بخير ) [ الفقه الأكبر 304 ] .


(2) وقال : ( ولا نتبرأ من أحد من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا نوالي أحدا دون أحد ) [ الفقه الأبسط 40 ] .


(3) ويقول : ( مقام أحدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة واحدة ، خير من عمل أحدنا جميع عمره ، وإن طال ) [ مناقب أبي حنيفة للمكي 76 ] .


(4) وقال : ( ونقر بأن أفضل هذه الأمة بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : أبو بكر الصديق ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضوان الله عليهم أجمعين ) [ الوصية مع شرحها 14 ] .



(5) وقال : ( افضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ، ثم نكف عن جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بذكر جميل ) [ النور اللامع ق119-ب ] .






***********************





نهيه عن الكلام والخصومات في الدين





(1) قال الإمام أبو حنيفة : ( أصحاب الأهواء بالبصرة كثير ، ودخلتها عشرين مرة ونيفا ، وربما أقمت بها سنة أو أكثر أو أقل ظانا أن علم الكلام أجل العلوم ) [ مناقب أبي حنيفة للكردي 137 ] .


(2) وقال : ( كنت أنظر في الكلام حتى بلغت مبلغا يشار إلي فيه بالأصابع ، وكنا نجلس بالقرب من حلقة حماد بن أبي سليمان ، فجاءتني امرأة فقالت : رجل له امرأة أمة أراد أن يطلقها للسنة كم يطلقها ؟ فلم أدر ما أقول ، فأمرتها أن تسأل حمادا ثم ترجع فتخبرني ، فسألت حمادا ، فقال : يطلقها وهي طاهر من الحيض والجماع تطليقة ثم يتركها حتى تحيض حيضتين فإذا اغتسلت فقد حلت للأزواج ، فرجعت فأخبرتني ، فقلت : لا حاجة لي في الكلام ، وأخذت نعلي فجلست إلى حماد ) [ تاريخ بغداد 13/333 ] .


(3) وقال : ( لعن الله عمرو بن عبيد ، فإنه أحدث للناس الطريق إلى الكلام فيما لا ينفعهم في الكلام ) [ ذم الكلام للهروي 28-31 ] .


(4) وقال حماد بن أبي حنيفة : ( دخل علي أبي رحمه الله يوما وعندي جماعة من أصحاب الكلام ، ونحن نتناظر في باب ، قد علت أصواتنا ، فلما سمعت حسه في الدار خرجت إليه ، فقال لي: يا حماد من عندك ؟ قلت : فلان وفلان وفلان ، سميت من كان عندي ، قال : وفيم انتم ؟ قلت : في باب كذا وكذا ، فقال لي : يا حماد دع الكلام ، قال ولم أعهد أبي صاحب تخليط ولا ممن يأمر بالشيء ثم ينهي عنه ، فقلن له : يا أبت ألست كنت تأمرني به ؟! قال : بلى يا بني وأنا اليوم أنهاك عنه ، قلت : ولم ذاك ؟! فقال : يا بني إن هؤلاء المختلفين في ابواب من الكلام ممن ترى كانوا على قول واحد ودين واحد حتى نزغ الشيطان بينهم فألقى بينهم العداوة والاختلاف فتباينوا … ) [ مناقب أبي حنيفة للمكي 183-184 ] .





(5) وقال أبو حنيفة لأبي يوسف : ( إياك أن تكلم العامة في أصول الدين من الكلام ، فإنهم قوم يقلدونك فيشتغلون بذلك ) [ مناقب أبي حنيفة للمكي 373 ]
هذه طائفة من أقواله رحمه الله … وما يعتقده في مسائل أصول الدين ، وموقفه من الكلام والمتكلمين .




***********************

ما ورد في عقيدة الإمام مأخوذ من
(كتاب / اعتقاد أئمة السلف ) جمع / د. محمد بن عبد الرحمن الخميس