بنت خويلد
2008-01-17, 03:51 PM
دفاعاً عن الحبيب صلى الله عليه وسلم ..
الخطبة الأولى :
الحمد لله الذي جعل محبة نبينا فرض على العباد ,وتوعد شانئه بجهنم وبئس المهاد,وأثاب محبيه بالجنة يوم المعاد . اللهم فصل على نبينا عدد ما في الأقلام من مداد , وصل عليه
ما لا يبلغ مداه من الأعداد , وعلى آله وصحبه ومن سلك مسلكه من الأجداد والأحفاد.
أما بعد :
إن من رحمة الله بعباده أنه لم يجعلهم هكذا هملا ، بل أرسل رسله مبشرين ومنذرين . وأنزل معهم الكتب لتنتقل بذلك حياة الناس من اليأس إلى الأمل ومن الشقاء إلى السعادة ومن الضيق إلى السعة ومن الفقر إلى الغنى ومن التيه إلى الحقيقة.
ذكر الله قصصهم ليكونوا عبرة للمعتبرين وآية للسائلين أوذوا فصبروا على ما كذبوا ، وأوذوا حتى أتاهم النصر من الله.
وإن هؤلاء الأنبياء وعلى رأسهم أولو العزم من الرسل عليهم السلام ابتلو في رسالتهم أيما ابتلاء .نوح عليه السلام يستهزئ به قومه وهو يصنع الفلك ، وكانت امرأته من الهالكين. إبراهيم عليه السلام يلقى في النار . موسى يعيش مع فرعون في بيت واحد ولو علم عنه لقتله .
وعيسى تآمر عليه الملأ ليصلبوه فرفعه الله إليه.
وأيوب مرض مرضا شديدا وفقد أهله وأصحابه فلم يبق معه أحد . ويوسف ألقي في الجب وابتلي بامرأة العزيز ،
وهكذا الأنبياء عليهم السلام تاريخ متواصل من الابتلاء والامتحان فأثابهم الله بما صبروا . فلم يقصروا في تبليغ دين الله ولم يتراجعوا ولم يهنوا لما أصابهم .
ومن الأنبياء والرسل يخرج لنا نورا يضيء المشرق والمغرب ريحانة تهتز ونورا يتلألأ نبينا صلى الله عليه وسلم محمد بن عبدالله هذا النبي الكريم الذي نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده .
هاهو يبلغ دين الله ويعرض نفسه على القبائل فتطرده وتمضي السنوات وهو يؤذى في مكة ، ويرى أصحابه يعذبون في حر الهجير وهم يستغيثون بالله تعالى وهو لا يستطيع أن يفعل شيئا . ثم يؤمر بالهجرة فيخرج من بلده مكة ويقف على شفير خارج مكة ويقول : والله إنك لأحب البقاع إلى الله ، ووالله إنك لأحب البقاع إلي ولو أن قومك أخرجوني ما خرجت
ياطريدا ملأ الدنيا اسمه وغدا لحنا على كل الشفاه
وغدت سيرتـه أنشـودة يتـــلقــاها رواة عـن رواة
ليت شعري هل درت من طاردو عابدواللات وأصحاب مناة
يوم أحد يشج رأسه وتكسر رباعيته ويتكالب الأعداء على قتله يوم الخندق يتحزب الأحزاب طلبا لرأسه ويتآمر اليهود لقتله في كل وقت وفي كل آن هذا هو النبي الكريم الذي أمرنا الله
باتباع سنته وجعله المصدر الثاني من مصادر التشريع .
لاتحصى فضائله ، ولا تعد مزاياه ...فهو خير خلق الله.
ما من صفة كمال إلا اتصف بها، ولا قبيحة إلا وتبرأ منها
أقسم الله الصادق العليم بـ(النجم إذا هوى)على تزكية المصطفى والثناء عليه
صلى الله عليه وسلم فزكى عقله فقال (ما ضل صاحبكم وما غوى) وزكى لسانه فقال (وما ينطق عن الهوى)
وزكى شرعه فقال (إن هو إلا وحي يوحى)
وزكى معلمه فقال (علمه شديد القوى ،ذو مرة فاستوى)
وزكى قلبه فقال (ماكذب الفؤاد مارأى)
وزكى بصره فقال (مازاغ البصر وماطغى) وزكى أصحابه فقال ( والذين أمنوا معه أشداء على الكفار رحماء بينهم)و زكاه كله فقال ( وإنك لعلى خلق عظيم) ووصفه بصفتين من صفاته فقال( بالمؤمنين رؤو ف رحيم )نعته بالرسالة (محمد رسول الله) وناداه بالنبوة فقال( ياأيها النبي)و شرفه بالعبودية فقال ( سبحان الذي أسرى بعبده ) وشهد له بالقيام بها فقال (وأنه لما قام عبد الله يدعوه) صلى الله عليه وسلم ... شرح الله له صدره ، ووضع عنه وزره، ورفع له ذكره ... وأتم أمره، وأكمل دينه، وبرّ يمينه.... ما ودّعه ربه وما قلاه...بل وجده ضالاً فهداه ،وفقيراً فأغناه ، ويتيماً فآواه.وخيّره بين الخلد في الدنيا ولقاه، فاختار لقاء مولاه ،وقال ( بل الرفيق الأعلى )
تالله ما حملت أنثى ولا وضعت’’’’’’ مثل الرسول نبي الأمة الهادي
ولا برى الله خلقاً من بريته ’’’’’’ أوفى بذمة جارٍ وبميعاد
من الذي كان فينا يستضاء به’’’’’ مبارك الأمر ذا عدل وإرشاد
صلى الله عليه وسلم وفي هذا الزمان يأتي أقوام ما عرفوا الله طرف ساعة وما اعدوا لقيام الساعة يعيدون التاريخ بصورة أخرى جديدة فيتهمون النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه بالإرهاب وأنهم سبب التفجيرات والخراب في العالم ،ما اكتفو بذلك بل رسموا النبي صلى الله عليه وسلم بكاريكاتيرات يصورنه إرهابي معه قنابل وأسلحة وغير ذلك .
فمعذرة يا رسول الله ما عرفوك حق معرفتك وما قدروك حق قدرك وما عرفوا منزلتك ومكانتك .
أيها المسلمون لنرجع إلى التاريخ وكفى به حكما بيننا وبينهم:
اقرؤوا التاريخ إذ فيه العبر
ضل قوم ليس يدرون الخبر
أليس أولئك الأقوام خاضوا حروبا عالمية: الأولى والثانية خلفت هذه الحروب دمارا وقتلى ومشردين ومعاقين يقدرون بالملايين أليس هناك دول ألقيت عليها القنابل الذرية حتى الآن وهم يعانون آثارها وقد قتل في هيروشيما ما يقارب ستة وستون ألف قتيل وتسعة وستون ألف جريح وأما القنبلة التي ألقيت على ناجازاكي فقد كان عدد القتلى تسعة وثلاثون ألف قتيل وعدد الجرحى خمسة وعشرون ألف جريح .
وأما الحروب العالمية فقد بلغت الخسائر في الأرواح بين الدول المتحاربة في الحرب العالمية الأولى ثمانية ملايين ونصف مليون . وبلغت أعداد مشوهي الحرب الدائمين مئات الألوف هذا عدا الخسائر البشرية من السكان الأبرياء والدمار الاقتصادي الذي خرجت به الدول المتحاربة
وغيرها والهدر الكبير الحاصل في ثروات ومقدرات كرتنا الأرضية. لقد ذهب ضحية الحرب العالمية الثانية قرابة (ستون مليون إنسان) من رجال ونساء وأطفال وخرج من هذه الحرب عدة ملايين من المشوهين الدائمين والأطفال المشردين الجياع الذين لا معيل لهم.
وكانت آثار الحرب على صعيد الاقتصاد العالمي مخيفة لأبعد الحدود إذ وقع العالم في أزمة اقتصادية حادة كانت نتيجتها فقدان الأدوية والمواد الغذائية وغيرها الكثير من المواد الضرورية الأخرى, وذلك نتيجة انصراف الموارد الاقتصادية قبل الحرب لتمويل هذه الحرب والاستعداد عسكريا لها.
وأما رسولنا صلى الله عليه وسلم خاض معارك عدة مع المشركين ولكن مع ذلك لم يتجاوز قتلى المشركـــــين ( 1080) ألف وثمانون قتيل وفي كل معركة ينهى عن قتل النساء والأطفال والعباد وتخريب البيوت وقلع الأشجار وحتى الطيور في أعشاشها ينهى النبي الكريم عن تفزيعها وتخويفها.
وأما الموقف الذي يسطر بماء الذهب هو ما حصل في فتح مكة عندما أتى النبي صلى الله عليه وسلم فاتحا وقد خرج منها مطرودا حزينا .جاء النبي صلى الله عليه وسلم وقد نكس كبراء قريش رؤو سهم واجتمعوا ذليلين والصحابة سيوفهم مصلتة ليطيحوا برؤوس هؤلاء عن أكتافهم .
أولئك يتذكرون كم واجهوا النبي صلى الله عليه وسلم
يتذكرون كم كانوا يتهمونه بالسحر والجنون يتذكرون كم تكالبوا على قتله يتذكرون كم عذبوا أصحابه وينتظرون الآن الحصاد لما زرعوا بأيديهم. ينتظرون أن يسمعوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلهم ولكنه قال لهم كلمة مضت في أرجاء التاريخ إلى قيام الساعة اذهبوا فأنتم الطلقاء
قالها ليعلن للعالم كله معاني الإسلام الخالدة ( فلم يكن المسلمون يوما من الأيام كمن ربى حمامة السلام ثم أكلها واتهم غيره بأكلها) فلم ينتقم الرسول الكريم يوما لنفسه ولا لذاته وإنما لله ولله فقط فما أعظمك يا رسول الله .
أبعد هذا يتجرأ قزم من أقزام هذا الزمان ونكرة من النكرات أن يتهم نبي الإسلام بالإرهاب !!! ألا لعنة الله على الظالمين.
أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى أما بعد:
أيها المسلمون وفي المقام هنا يحسن التنبيه على عدة أمور :
أولا : إن البعض قد يقول إنكم أعطيتم القضية أكبر من حجمها وأنه لا يحتاج الأمر لكل هذا . وإننا لنقول: لو تكلم أحد الناس في عرضك أوفي قبيلتك وجماعتك لثرت غضبا ولو اعتدى إنسان عليك لما رضيت بهذا أبداً فكيف وقد اعتدى هؤلاء على النبي صلى الله عليه وسلم الذي يعتبر حبه ركيزة من ركائز الإيمان... في صحيح البخاري أن عمر رضي الله عنه قال: إنك يا رسول الله أحب إلي ألا من نفسي فقال له الرسول الكريم : والله لا تؤمن حتى أكون أحب إليك حتى من نفسك فقال عمر : فإنك الآن أحب إلي حتى من نفسي .
فكيف بعد هذا يقول قائل أنا أعطينا القضية أكبر من حجمها .
ثانيا : لقد وجد من يقول أن ذلك الفعل يعتبر من الحرية الشخصية.
وهذا كلام فيه نظر: إذ إنه من المقرر عند أصحاب العقول السليمة أن الحرية الشخصية يجب ألا تتعدى على حقوق الآخرين فكيف وهذا الآخر هو نبي مرسل من الله فلا يعقل أبدا أن يكون ذلك من الحريات على حد زعمهم.
ولقد قام أحد المواقع على الانترنت وهو تابع لإحدى القنوات الفضائية الغنائية باستبانة ( هل سب الرسول محمد يعتبر من ا لحريات الشخصية)؟ فأجاب ستون في المائة بنعم!!!
والسؤال هنا : من هم الذين شملتهم الاستبانة ؟؟ أظن أنهم ممن يهزون أوساطهم في تلك القناة الغنائية !!
ثالثا : إن من الوفاء أن نشكر كل من قام بالرد والاستنكار على هذا المنكر العظيم وعلى رأسهم ولاة أمر هذه البلاد من مجلس الوزراء ومجلس الشورى فإن هذا مما يشعر المسلم بالعزة والقوة وكذلك سفراء بعض الدول العربية وكذلك ما قام به جمع من التجار وأصحاب الأموال بمنع المنتجات الدنمركية والتهديد بالمقاطعة الاقتصادية وإن ذلك من أعظم التطبيق لمعنى التعاون على البر والتقوى وتحقيق مبدأ الجسد الواحد .
هجوتَ محمدا فأجبتُ عنه ===== وعند الله في ذاك الجزاء
أتهجوه ولست له بكفء ===== فشركما لخيركما الفداء
هجوت مباركا برّا حنيفا ===== رسول الله شيمته الوفاء
فإن أبي ووالدتي وعرضي ===== لعرض محمد منكم وقاء
وفي الختام نقول إن الليل مهما ادلهم وإن الباطل مهما على فسيستقر في الطين لا محالة فالواجب أن يعتز المسلم بدينه وبكتابه وبسنة نبيه .
أيها الأخوة المسلمون : صلوا وسلموا على نبيكم محمد،فقد أمركم بذلك الله جل جلاله فقال في محكم التزيل:
( إن الله وملائكته يصلون على النبي )
وقد قال صلى الله عليه وسلم:
من صلى عليّ واحدة صلى الله عليه بها عشرا.
اللهم صل وسلم وبارك وأنعم على عبدك ورسولك محمد صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر الذي شق له القمر وسلم عليه الحجر والشجر.
وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر أصحابه وأزواجه ومن تبعهم إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين واجعل هذا البلد آمنا وسائر بلاد المسلمين. اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمرنا وارزقهم اللهم البطانة الصالحة الناصحة التي تدلهم على الخير وتدفعهم إليه. اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا ومن له حق علينا. اللهم اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا رنا إنك رؤوف رحيم. اللهم وفق شبابنا وبناتنا للنجاح في امتحاناتهم واجعلهم ذخراً لآبائهم وأمهاتهم ودينهم ووطنهم يا حي يا قيوم يا سميع الدعاء. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
عباد الله : إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعضكم لعلكم تتقون.
فاذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
http://www.saaid.net/mohamed/69.htm
الخطبة الأولى :
الحمد لله الذي جعل محبة نبينا فرض على العباد ,وتوعد شانئه بجهنم وبئس المهاد,وأثاب محبيه بالجنة يوم المعاد . اللهم فصل على نبينا عدد ما في الأقلام من مداد , وصل عليه
ما لا يبلغ مداه من الأعداد , وعلى آله وصحبه ومن سلك مسلكه من الأجداد والأحفاد.
أما بعد :
إن من رحمة الله بعباده أنه لم يجعلهم هكذا هملا ، بل أرسل رسله مبشرين ومنذرين . وأنزل معهم الكتب لتنتقل بذلك حياة الناس من اليأس إلى الأمل ومن الشقاء إلى السعادة ومن الضيق إلى السعة ومن الفقر إلى الغنى ومن التيه إلى الحقيقة.
ذكر الله قصصهم ليكونوا عبرة للمعتبرين وآية للسائلين أوذوا فصبروا على ما كذبوا ، وأوذوا حتى أتاهم النصر من الله.
وإن هؤلاء الأنبياء وعلى رأسهم أولو العزم من الرسل عليهم السلام ابتلو في رسالتهم أيما ابتلاء .نوح عليه السلام يستهزئ به قومه وهو يصنع الفلك ، وكانت امرأته من الهالكين. إبراهيم عليه السلام يلقى في النار . موسى يعيش مع فرعون في بيت واحد ولو علم عنه لقتله .
وعيسى تآمر عليه الملأ ليصلبوه فرفعه الله إليه.
وأيوب مرض مرضا شديدا وفقد أهله وأصحابه فلم يبق معه أحد . ويوسف ألقي في الجب وابتلي بامرأة العزيز ،
وهكذا الأنبياء عليهم السلام تاريخ متواصل من الابتلاء والامتحان فأثابهم الله بما صبروا . فلم يقصروا في تبليغ دين الله ولم يتراجعوا ولم يهنوا لما أصابهم .
ومن الأنبياء والرسل يخرج لنا نورا يضيء المشرق والمغرب ريحانة تهتز ونورا يتلألأ نبينا صلى الله عليه وسلم محمد بن عبدالله هذا النبي الكريم الذي نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده .
هاهو يبلغ دين الله ويعرض نفسه على القبائل فتطرده وتمضي السنوات وهو يؤذى في مكة ، ويرى أصحابه يعذبون في حر الهجير وهم يستغيثون بالله تعالى وهو لا يستطيع أن يفعل شيئا . ثم يؤمر بالهجرة فيخرج من بلده مكة ويقف على شفير خارج مكة ويقول : والله إنك لأحب البقاع إلى الله ، ووالله إنك لأحب البقاع إلي ولو أن قومك أخرجوني ما خرجت
ياطريدا ملأ الدنيا اسمه وغدا لحنا على كل الشفاه
وغدت سيرتـه أنشـودة يتـــلقــاها رواة عـن رواة
ليت شعري هل درت من طاردو عابدواللات وأصحاب مناة
يوم أحد يشج رأسه وتكسر رباعيته ويتكالب الأعداء على قتله يوم الخندق يتحزب الأحزاب طلبا لرأسه ويتآمر اليهود لقتله في كل وقت وفي كل آن هذا هو النبي الكريم الذي أمرنا الله
باتباع سنته وجعله المصدر الثاني من مصادر التشريع .
لاتحصى فضائله ، ولا تعد مزاياه ...فهو خير خلق الله.
ما من صفة كمال إلا اتصف بها، ولا قبيحة إلا وتبرأ منها
أقسم الله الصادق العليم بـ(النجم إذا هوى)على تزكية المصطفى والثناء عليه
صلى الله عليه وسلم فزكى عقله فقال (ما ضل صاحبكم وما غوى) وزكى لسانه فقال (وما ينطق عن الهوى)
وزكى شرعه فقال (إن هو إلا وحي يوحى)
وزكى معلمه فقال (علمه شديد القوى ،ذو مرة فاستوى)
وزكى قلبه فقال (ماكذب الفؤاد مارأى)
وزكى بصره فقال (مازاغ البصر وماطغى) وزكى أصحابه فقال ( والذين أمنوا معه أشداء على الكفار رحماء بينهم)و زكاه كله فقال ( وإنك لعلى خلق عظيم) ووصفه بصفتين من صفاته فقال( بالمؤمنين رؤو ف رحيم )نعته بالرسالة (محمد رسول الله) وناداه بالنبوة فقال( ياأيها النبي)و شرفه بالعبودية فقال ( سبحان الذي أسرى بعبده ) وشهد له بالقيام بها فقال (وأنه لما قام عبد الله يدعوه) صلى الله عليه وسلم ... شرح الله له صدره ، ووضع عنه وزره، ورفع له ذكره ... وأتم أمره، وأكمل دينه، وبرّ يمينه.... ما ودّعه ربه وما قلاه...بل وجده ضالاً فهداه ،وفقيراً فأغناه ، ويتيماً فآواه.وخيّره بين الخلد في الدنيا ولقاه، فاختار لقاء مولاه ،وقال ( بل الرفيق الأعلى )
تالله ما حملت أنثى ولا وضعت’’’’’’ مثل الرسول نبي الأمة الهادي
ولا برى الله خلقاً من بريته ’’’’’’ أوفى بذمة جارٍ وبميعاد
من الذي كان فينا يستضاء به’’’’’ مبارك الأمر ذا عدل وإرشاد
صلى الله عليه وسلم وفي هذا الزمان يأتي أقوام ما عرفوا الله طرف ساعة وما اعدوا لقيام الساعة يعيدون التاريخ بصورة أخرى جديدة فيتهمون النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه بالإرهاب وأنهم سبب التفجيرات والخراب في العالم ،ما اكتفو بذلك بل رسموا النبي صلى الله عليه وسلم بكاريكاتيرات يصورنه إرهابي معه قنابل وأسلحة وغير ذلك .
فمعذرة يا رسول الله ما عرفوك حق معرفتك وما قدروك حق قدرك وما عرفوا منزلتك ومكانتك .
أيها المسلمون لنرجع إلى التاريخ وكفى به حكما بيننا وبينهم:
اقرؤوا التاريخ إذ فيه العبر
ضل قوم ليس يدرون الخبر
أليس أولئك الأقوام خاضوا حروبا عالمية: الأولى والثانية خلفت هذه الحروب دمارا وقتلى ومشردين ومعاقين يقدرون بالملايين أليس هناك دول ألقيت عليها القنابل الذرية حتى الآن وهم يعانون آثارها وقد قتل في هيروشيما ما يقارب ستة وستون ألف قتيل وتسعة وستون ألف جريح وأما القنبلة التي ألقيت على ناجازاكي فقد كان عدد القتلى تسعة وثلاثون ألف قتيل وعدد الجرحى خمسة وعشرون ألف جريح .
وأما الحروب العالمية فقد بلغت الخسائر في الأرواح بين الدول المتحاربة في الحرب العالمية الأولى ثمانية ملايين ونصف مليون . وبلغت أعداد مشوهي الحرب الدائمين مئات الألوف هذا عدا الخسائر البشرية من السكان الأبرياء والدمار الاقتصادي الذي خرجت به الدول المتحاربة
وغيرها والهدر الكبير الحاصل في ثروات ومقدرات كرتنا الأرضية. لقد ذهب ضحية الحرب العالمية الثانية قرابة (ستون مليون إنسان) من رجال ونساء وأطفال وخرج من هذه الحرب عدة ملايين من المشوهين الدائمين والأطفال المشردين الجياع الذين لا معيل لهم.
وكانت آثار الحرب على صعيد الاقتصاد العالمي مخيفة لأبعد الحدود إذ وقع العالم في أزمة اقتصادية حادة كانت نتيجتها فقدان الأدوية والمواد الغذائية وغيرها الكثير من المواد الضرورية الأخرى, وذلك نتيجة انصراف الموارد الاقتصادية قبل الحرب لتمويل هذه الحرب والاستعداد عسكريا لها.
وأما رسولنا صلى الله عليه وسلم خاض معارك عدة مع المشركين ولكن مع ذلك لم يتجاوز قتلى المشركـــــين ( 1080) ألف وثمانون قتيل وفي كل معركة ينهى عن قتل النساء والأطفال والعباد وتخريب البيوت وقلع الأشجار وحتى الطيور في أعشاشها ينهى النبي الكريم عن تفزيعها وتخويفها.
وأما الموقف الذي يسطر بماء الذهب هو ما حصل في فتح مكة عندما أتى النبي صلى الله عليه وسلم فاتحا وقد خرج منها مطرودا حزينا .جاء النبي صلى الله عليه وسلم وقد نكس كبراء قريش رؤو سهم واجتمعوا ذليلين والصحابة سيوفهم مصلتة ليطيحوا برؤوس هؤلاء عن أكتافهم .
أولئك يتذكرون كم واجهوا النبي صلى الله عليه وسلم
يتذكرون كم كانوا يتهمونه بالسحر والجنون يتذكرون كم تكالبوا على قتله يتذكرون كم عذبوا أصحابه وينتظرون الآن الحصاد لما زرعوا بأيديهم. ينتظرون أن يسمعوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلهم ولكنه قال لهم كلمة مضت في أرجاء التاريخ إلى قيام الساعة اذهبوا فأنتم الطلقاء
قالها ليعلن للعالم كله معاني الإسلام الخالدة ( فلم يكن المسلمون يوما من الأيام كمن ربى حمامة السلام ثم أكلها واتهم غيره بأكلها) فلم ينتقم الرسول الكريم يوما لنفسه ولا لذاته وإنما لله ولله فقط فما أعظمك يا رسول الله .
أبعد هذا يتجرأ قزم من أقزام هذا الزمان ونكرة من النكرات أن يتهم نبي الإسلام بالإرهاب !!! ألا لعنة الله على الظالمين.
أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى أما بعد:
أيها المسلمون وفي المقام هنا يحسن التنبيه على عدة أمور :
أولا : إن البعض قد يقول إنكم أعطيتم القضية أكبر من حجمها وأنه لا يحتاج الأمر لكل هذا . وإننا لنقول: لو تكلم أحد الناس في عرضك أوفي قبيلتك وجماعتك لثرت غضبا ولو اعتدى إنسان عليك لما رضيت بهذا أبداً فكيف وقد اعتدى هؤلاء على النبي صلى الله عليه وسلم الذي يعتبر حبه ركيزة من ركائز الإيمان... في صحيح البخاري أن عمر رضي الله عنه قال: إنك يا رسول الله أحب إلي ألا من نفسي فقال له الرسول الكريم : والله لا تؤمن حتى أكون أحب إليك حتى من نفسك فقال عمر : فإنك الآن أحب إلي حتى من نفسي .
فكيف بعد هذا يقول قائل أنا أعطينا القضية أكبر من حجمها .
ثانيا : لقد وجد من يقول أن ذلك الفعل يعتبر من الحرية الشخصية.
وهذا كلام فيه نظر: إذ إنه من المقرر عند أصحاب العقول السليمة أن الحرية الشخصية يجب ألا تتعدى على حقوق الآخرين فكيف وهذا الآخر هو نبي مرسل من الله فلا يعقل أبدا أن يكون ذلك من الحريات على حد زعمهم.
ولقد قام أحد المواقع على الانترنت وهو تابع لإحدى القنوات الفضائية الغنائية باستبانة ( هل سب الرسول محمد يعتبر من ا لحريات الشخصية)؟ فأجاب ستون في المائة بنعم!!!
والسؤال هنا : من هم الذين شملتهم الاستبانة ؟؟ أظن أنهم ممن يهزون أوساطهم في تلك القناة الغنائية !!
ثالثا : إن من الوفاء أن نشكر كل من قام بالرد والاستنكار على هذا المنكر العظيم وعلى رأسهم ولاة أمر هذه البلاد من مجلس الوزراء ومجلس الشورى فإن هذا مما يشعر المسلم بالعزة والقوة وكذلك سفراء بعض الدول العربية وكذلك ما قام به جمع من التجار وأصحاب الأموال بمنع المنتجات الدنمركية والتهديد بالمقاطعة الاقتصادية وإن ذلك من أعظم التطبيق لمعنى التعاون على البر والتقوى وتحقيق مبدأ الجسد الواحد .
هجوتَ محمدا فأجبتُ عنه ===== وعند الله في ذاك الجزاء
أتهجوه ولست له بكفء ===== فشركما لخيركما الفداء
هجوت مباركا برّا حنيفا ===== رسول الله شيمته الوفاء
فإن أبي ووالدتي وعرضي ===== لعرض محمد منكم وقاء
وفي الختام نقول إن الليل مهما ادلهم وإن الباطل مهما على فسيستقر في الطين لا محالة فالواجب أن يعتز المسلم بدينه وبكتابه وبسنة نبيه .
أيها الأخوة المسلمون : صلوا وسلموا على نبيكم محمد،فقد أمركم بذلك الله جل جلاله فقال في محكم التزيل:
( إن الله وملائكته يصلون على النبي )
وقد قال صلى الله عليه وسلم:
من صلى عليّ واحدة صلى الله عليه بها عشرا.
اللهم صل وسلم وبارك وأنعم على عبدك ورسولك محمد صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر الذي شق له القمر وسلم عليه الحجر والشجر.
وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر أصحابه وأزواجه ومن تبعهم إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين واجعل هذا البلد آمنا وسائر بلاد المسلمين. اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمرنا وارزقهم اللهم البطانة الصالحة الناصحة التي تدلهم على الخير وتدفعهم إليه. اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا ومن له حق علينا. اللهم اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا رنا إنك رؤوف رحيم. اللهم وفق شبابنا وبناتنا للنجاح في امتحاناتهم واجعلهم ذخراً لآبائهم وأمهاتهم ودينهم ووطنهم يا حي يا قيوم يا سميع الدعاء. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
عباد الله : إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعضكم لعلكم تتقون.
فاذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
http://www.saaid.net/mohamed/69.htm