جمال المر
2010-03-07, 06:27 PM
الحمد لله رب العالمين وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أ مابعد :- إن من اهم أسباب نجاح العبد إخلاص نيته مع خالقه عز وجل , وبذل جل اعماله لله تعالى خالصة النية,
مع توالي سنوات تعاملي مع الحالات المرضية المختلفة وجدت ان الاثار السلبية التي تتركها طريقة استعمال ادوات الطب الاجنبي المتعدد الوسائل بدءا من الجراحة حتى الأدوية الكيماوية , التي اغلبها كما السم البطيء المفعول يصلح من الجسد جانبا إذا اصلح ويفسد جوانب أهم , لذلكوضعت في هذا الكتاب خلاصة طرق تعاملي مع الأمراض المستعصية على أساليب الطب الحديث , خلال عملي كصاحب محل العطارللأعشاب في دولة الإمارات العربية المتحدة , فقد حالفنا وبفضل الله تعالى وحدة , النجاح في معالجة كثير من الحالات المستعصية والحالات التي كان لا بد من حلها جراحياً بأسهل الطرق من خلال طب الأعشاب المتوارث في كثير من العائلات العربية , فوجدت أن من الوفاء لأهلي أبناء دولة الامارات العربية المتحدة وابناء وطننا الاسلامي والعربي الكبير أن أضع بين أيديهم , جل الفوائد الطبية في مجال طب الاعشاب , (خلاصة وصف التركيبات العلاجية بشكل مبسط جداً لغة وعملاً ومنهاجعمل) , داعياً الله تعالى أن يسدد خطانا وإياكم لما فيه الخير والعطاء . فمن أراد دوام الصحة والعافية فليتبع سنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في حياته اليومية فيجد خلاصة علم الوقاية وأسرار العلاج ولقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين وانما انا قاسم والله يعطي ولن تزال هذه الامة قائمة على امر الله لايضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله) مختصر صحيح البخاري صفحه 39ان لقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هذا جل الأهمية في الحياة الصحية الصحيحة والعلمية للإنسان , واني اناشد كل من حمل علم ينفع الامة والانسانية ,وخاصة الذين يدعون بان هذا العلم النافع المفيد الذي تعجز عنه علوم الطب المعروفة , حكرا لعائلاتهم العتيدة , ان ينشر هذا العلم تقيدا وتنفيذا لحديث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ( من كتم علما ينفع المسلمين فقد لجم به يوم القيامة بلجام من نار )
أهمية تطبيق ماأمر الله تعالى ورسوله على صحة الإنسان وحياته عامةكما اسلفنا الذكر فان خير الهدي هدي الله عزوجل ومن يرد به الله خيرا يفقهه بالدين لما اشتمل عليه من علم الاولين والاخرين وما زخر به من خالص العلم النافع الذي لايصلح غيره للبشرية لان هذا العلم من خالق هذا الانسان فصانع الشيء أعلم بما يصلح له ويناسبه , فسبحان الله تعالى الذي علم الانسان مالم يعلم , ومهما علم فلن يوازي من علم الله تعالى الا القليل القليل .
لقد كان خير هدي على وجه الارض هدي الله تعالى المنزل على رسله ليعلم العباد مالهم وماعليهم من واجبات وماهو حري بهم القيام به وكانت حياة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم منهاج عملي دقيق لتطبيق اوامر الله تعالى وتعليمها للمسلمين وقد دونت ونقلت من السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم , الى خلف هذه الامة حتى يبقى علم خالد الى يوم الدين
يقول تعالى: (اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) [ يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا ]( سورة النساء 43) ويقول جل وعلا آمرا نبيه أيوب: (اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) [ اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب] (سورة ص 42) ان الإنسان على مدار التاريخ يعلم اهمية تنظيف بدنه عن طريق الاغتسال وعالج به كثيرا من الأمراض، ولكن لم يعرف التاريخ أمة جاء لها تنظيم لهذا الأمر أعظم من ذاك التنظيم الذي كرم به الله تعالى أمة الإسلام ,حيث كان الطهر من شروط قبول الطاعات وإقام الصلوات ؛فالانسان كما أمره الخالق سبحانه وتعالى يجب أن يغتسل مع دخوله هذا الدين لأول مرة حتى قبل النطق بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسـول الله، ويجب أن يغتسلوا من الجنابة ، كذلك قبل العيدين وفي صباح كل يوم جمعـة وقبل الدفن للميت . وكذلك تغتسل المرأة بعد المحيض حتى تطهر، بل إنه يسن الغسـل بين اعادة القرب من الزوجة كما جاء في صحيح مسلم: " إذا جامع أحدكم وأراد أن يعاود فعليه بالطهارة فإن ذلك أنشط " والحكمة في هذا أن الاستحمام يجدد النشاط للجسم والعقل ويعيد النظافة والنشاط ويجعل المرء في أكمل حالاته النفسية والجسمية.
ان هناك حكمة بالغة من تعاليم شرعنا الحنيف بالاغتسال وخاصة عند دخول الدين الاسلامي ويوم الجمعة والعيدين وتغسيل الميت قبل الدفن والغسل من الجنابة وطهر المرأة من نفاس او محيض وقد بين لنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كيفية الغسل بدقة في احاديث عديدة رويت عنه صلى الله عليه وسلم
- ان الاغتسال بالماء الساخن يعمل على تفتح مسام الجسم جميعها، ويؤدي هذا بالتبعية إلى تفتح خلايا الجسم بشكل طبيعي، ومعروف أن خلايا جسم الإنسان تحتاج إلى عملية التنفس مثلها مثل أي كائن حي، وكذلك يجدد الاغتسال بالماء الساخن الخلايا التالفة والمتهالكة فيكتسب الجسم النشاط والحيوية، وتهدأ الأعصاب، ولو كان الحمام الساخن في الليل فإنه يساعد على النوم الطبيعي العميق، والحمام الساخن يقلل من احتمالات الإسهال لأنه يعين على الهضم الجيد.
والاغتسال بالماء البارديجعل جميع خلايا الجسم بما فيها من شرايين وأوردة تعاود الانكماش بعد التمدد، وهذا يساعدها على اكتساب المـرونة اللازمة التي تقيها الكثير من أمراض القلب والدورة الدموية؛ مما ينشط التنفس ويزيد من احتمالات اعتدال النبض والضغط، والحمام البارد يفيد لمن كان بدنه نشيطا ولا يعاني من مشكلات في الهضم، ويمكن أن يستعمل بعد الماء الساخن لتقوية البشرة وإمداد الجسم بالحيوية والنشاط، على ألا يكون الماء شديد البرودة. ولا يستعمل الحمام عامة عقب الجماع أو عقب الطعام مباشرة لما يسببه من أخطار .
و الاغتسال مع التلييف والاغتسال مع التدليك يجدد نشاط الجسم ، ويجدد الحيوية باستمرار ويساعد على النوم الصحي العميق، وكذا ينبه الحواس وينشط الدورة الدموية ويساعد على تخفيف العبء الواقع على القلب. ويستحسن الاغتسال باستعمال زيت الزيتون مع التدليك. وعن جابر رضي الله عنه في سبب نزول قول الله تعالى: (اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) [ فيه رجال يحبون أن يتطهروا، والله يحب المطهرين ] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يا معشر الأنصار إن الله قد أثنى عليكم في الطهور، فما طهوركم ؟ قالوا: نتوضأ للصلاة، ونغتسل من الجنابة، ونستنجي بالماء، فقال: ذاكم فعليكموه "لقد فطر الله جل وعلا الإنسان وجبله على أن يتخلص أولا بأول مما في أمعائه وفي مثانته من غائط وبول وغيرهما من نفايات الجسم، حتى يبقىجسم الإنسان في حالة من النقاء والصحة والقدرة على أداء الوظائف الطبيعية والحيوية التي يقوم بها. وبعد عملية التخلص من الفضلات تلك فإنه يجب على المسلم الاستنجاء، وفي هذا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تنزهوا من البول فإنه عامة عذاب القبر منه" متفق عليه، ومعنى التنزه هو التطهر والاستنجاء. ولهذه العملية فائدة طبية وقائية عظيمة، فقد أثبت الطب الحديث أن النظافة الذاتية لتلك الأنحاء تقي الجهاز البولي من الالتهابات الناتجة عن تراكم الميكروبات والجراثيم ، كما أنها تقي الشرج من الاحتقـان ومن حدوث الالتهابات والدمامل، وفي حالة المرضى خصوصا مرضى السكر أو البول السكري فلأن بول المريض يحتوي على كمية كبيرة من السكر، فإذا بقيت آثار البول فإن هذا يجعل العضو عرضة للتقيح والالتهابات، وقد تنتقل الأمراض في وقت لاحق إلى الزوجة عند الجماع، وقد يؤدي إلى العقم وقد قال الله تعالى (اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) [ اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم و اخشون، اليوم أكملت لكمدينكموأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ] (المائدة 3) اذ علم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الامة كل شييء حتى ان المسلم يعمل على استعمال اليد اليسرى لإزالة النجاسة، حتى تظل اليد اليمنى المخصصة للطعام طاهرة نظيفة، وكذلك اشترط غسلها بعد التطهر، وقد يعجب البعض مـن اهتمام الإسلام حتى بهذه الأمور، ولكن لا عجب لمن يعرف لهذا الدين قدره ، ومن يؤمن أنه الدين الذي أتمه الله وأكمله منهاجا أبديا للبشر إلى قيام الساعة ، منهاجا لا يحمل إلا الخير للانسان .
ان التطهر بالماء بطريقة مبينة محددة عدة مرات في اليوم والتي تسمى الوضوء لها دور كبير في حياة المسلم، حيث يجعله دائما في يقظة وحيوية وتألق، وقد قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم: "من توضأ فأحسن الوضوء خرجت الخطايا من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره"،وقدقال تعالى: (اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) [ يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين، وإن كنتم جنبا فاطهروا، وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه، ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون] (المائدة 6) إن طهارة المسلم بالوضوء , ليست مجرد تنظيف للأعضاء الظاهرة، وليست مجرد تطهير للجسد يتـوالى عدة مرات في اليوم، بل إن الأثر النفسي والسمو الروحي الذي يشعر به المسـلم بعد الوضوء أعمق من أن تعبر عنه الكلمات والجمل ، خاصة عند إسباغ الوضوء وإتقانه.
وعنه صلى الله عليه وسلم فيما رواه أحمد عن أبي أمامة: " من توضأ فأسبغ الوضوء وغسل يديه ووجهه ومسح على رأسه وأذنيه ثم قام إلى صلاة مفروضة غفرله في ذلك اليوم ما مشت إليه رجلاه وقبضت عليه يداه وسمعت إليه أذناه ونظرت إليه عيناه وحدث به نفسه من سوء "
ما أمرنا الله تعالى من امر الا وبه جل فائدة لنا وان الامر بالوضوء به فوائد كثيرة حيث ان غسل الأعضاء المعرضة دائما للأستعمال من جسم الإنسان لا شك أنها في منتهى الأهمية للصحة العامة، فأجزاء الجسم هذه تتعرض طوال اليوم للميكروبات الكثيرة في جو الهواء، وهي دائما في حالة تعرض لتواجد ميكروبي على الجسم , من خلال الجلد في المناطق المكشوفة منه، والوضوء انجع الطرق لازالتها بين الوضوء و الوضوء، وهو هدي الرسول صلى الله عليه وسلم، وبذلك لا يبقى بعد الوضوء أي أثر من أدران أو جراثيم على الجسم.
وللمضمضة كذلك فوائد: فقد أثبت العلم الحديث أن المضمضة تحفظ الفم والبلعوم من الالتهابات وتحفظ اللثة من التقيح، وكذلك فإنها تقي الأسنان وتنظفها بإزالة الفضلات الغذائية التي تبقى بعد الطعام في ثناياها، وفائدة أخرى هامة جدا للمضمضة، انها تقوي عضلات الوجه وتحفظ للوجه نضارته واستدارته،
غسـل الأنــف: ان الذين يتوضئون باستمرار تبقى أنوفهم نظيفة خالية من الأتربة والجراثيـم والميكروبات، ومن المعروف أن تجويف الأنف من الأماكن التي يتكاثر فيها العديد من هذه الميكروبات والجراثيم، ولكن مع استمرار غسل الأنف والاستنشاق والاستنثار بقوة و طرد الماء من الأنف بقوة - يحدث أن يصبح هذا التجويف نظيفا خاليا من الالتهابات والجراثيـم، مما ينعكس على الحالة الصحية للجسم كله ، حيث تحمـي هذه العملية الإنسان من خطر انتقال الميكروب من الأنف إلى الأعضاء الباطنية الأخرى في الجسم .
غسل الوجه واليدين: ولغسل الوجه واليدين إلى المرفقين فائدة كبيرة جدا في إزالة الأتربة والميكروبات فضلا عن إزالة العرق من سطح الجلد، كما أنه ينظف الجلد من المواد الدهنية التي تفرزها الغدد الجلدية، وهذه تكون غالبا موطنا ملائما جدا لمعيشة وتكاثر الجراثيم.
وغسل القدميــن : مع التدليك الجيد فإنه يؤدي إلى الشعور بالهدوء والسكينة، لما في الأقدام من رؤوس عصيسة حسية لكافة الجسم ، وكأن هذا الذي يذهب ليتوضأ قد ذهب في نفس الوقت يدلك كل أجهزة جسمه , كل على حدة بينما هو يغسل قدميه بالماء ويدلكهما بعناية. وهذا من أسرار ذلك الشعور الدائم بالهدوء والسكينة الذي يعتاده المسلم بعد أن يتوضأ. وقد ثبت بالبحث العلمي أن الدورة الدموية في الأطراف العلوية من اليدين والساعدين، والأطراف السفلية من القدمين والساقين أضعف منها في الأعضاء الأخرى لبعدها عن المركز المنظم للدورة الدموية وهو القلب، ولذا فإن غسل هذه الأطراف جميعا مع كل وضوء ودلكها بعناية يقوي الدورة الدموية ، مما يزيد في نشاط الجسم وحيويته. وقد ثبت أيضا تأثير أشعة الشمس ولا سيما الأشعة فوق البنفسجية في إحداث سرطان الجلد، وهذا التأثير ينحسر جدا مع توالي الوضوء لما يحدثه من ترطيب دائم لسطح الجلد بالماء، خاصة تلك الأماكن المعرضة للأستعمال اليومي والطبقات السطحية والداخلية للجلد أن تحتمي من الآثار الضارة المختلفه وقد حث الله تعالى في كتابه العزيز على الطهارة لقوله تعالى :
(اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) [ فيه رجال يحبون أن يتطهروا، والله يحب المطهرين] (التوبة 108)
قوله تعالى : (اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) [ يا أيها المدثر، قم فأنذر، وربك فكبر، وثيابك فطهر] سورة المدثر
وقال سبحانه وتعالى:[ إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين](البقرة 222) وقوله تعالى(اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) [ وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به] (الأنفال 11) وقدا تكرر تبيان اهمية التطهر والوضوء في القرآن الكريم تأكيداً من الخالق الحكيم سبحانه وتعالى على قيمة الطهارة بين عباده ،وجعلها واجبة على كل المسلمين في الوضوء لخمس صلوات في اليوم هي الفرائض، هذا غير النوافل، كما أنه جل وعلا افترض الغسل الشرعي لتطهير الجسد في مناسبات عدة للرجال والنساء، ويكفي بيانا لأهمية الطهارة في الإسلام أن أولى خطوات الدخول إلى الإسلام أن يغتسل المرء ثم يتلفظ بعد الغسل بالشهادتين. ولم يكتف الإسلام بالاهتمام بالطهارة للإنسان نفسه فقط بل اهتم بطهارة المجتمع بشكل عام. وكمثال على هذا ما رواه الطبراني عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم , نهى أن يبال في الماء الجاري, وعلى هذا فإن التبول في الماء الراكد أشد نهيا وتحريما ، وقد تبين أن كثيرا من الأوبئة مثل التيفؤيد و الكوليرا والتهاب الكبد الوبائي وشلل الأطفال , تنتقل عن طريق الماء وتعيش فيه ، فكان النهي هنا واجبا لصحة الناس ومنع انتقال العدوى .ولأهمية الطهارة في الإسلام سر لطيف، يعيننا على إدراك قدرها، والسر في هذا هو أن هذا الدين يعلي من قدر أتباعه حين يقولون سمعنا وأطعنا، فيصيبهم من خير الأعمـال الصالحة التي يتقربون بها إلى الله تعالى ، والمسلم حين يتطهر إرضاء لله تعالى , فإن الله يتم نعمته عليه , فتحصل للنفس السكينة والطمأنينة والهدوء النفسي ، وقد روي مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الطهور شطر الإيمان ". وروي الطبراني أنه صلى الله عليه وسلم قال: " طهروا هذه الأجساد طهركم الله ".
القران الكريم شفاء ورحمة
لقد انزل الله تعالى كتابه العزيز هدىً ورحمة وتبيانا للبشر واخراجا لهم من الظلمات الى النور وذلك من تمام رحمة الخالق الرحمان الرحيم , فكتابه العزيز فيه الشفاء والرحمة للمؤمنين فجل العلي العظيم والحمدله في كل حين وزمان حمدا طيبا عطرا مباركا فيه كما ينبغي لجلاله وعظيم سلطانه وقد بين الله تعالى خاصية الشفاء في عدة مواضع من القرآن الكريم ومنها قوله تعالى:
(اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) [ وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا ] (الإسراء 57)
إن القرآن الكريم الذي أنزله الله تعالى بوحي على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم , هدىً ورحمة لعباده , ليس فقط كتاب دين أو فقه، إنه كل صنوف العلم، وكل أشكال الحكمة، وكل مايحتاجه الكون، وكذلك كل تصانيف الأدب، وقوله تعالى : (اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) [ ما فرطنا في الكتاب من شئ] سورة الأنعام (38) ، ومن بين ما جمع القرآن الكريم من علوم جمع أيضا علم الطب والشفاء، فكان حقا هدى وشفاء ورحمة كما وصفه الله جل وعلا (اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) [ يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ] (يونس 57)
فالقرآن شفاء ورحمة لمن غمر الإيمان قلوبهم وأرواحهم، فأشرقت وتفتحت وأقبلت في بشر وتفاؤل لتلقى ما في القرآن من صفاء وطمأنينة وأمان،. وقوله تعالى الفيصل دوما والمعين الذي لاينضب والمشكاة التي لابد ان نعود لها :
(اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) [ وإذا قرئ القرآن فاستمعواله وأنصتوا لعلكم ترحمون واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه، وله يسجدون ] (الأعراف 204 - 206)
إنه حقا دستور يستطيع الإنسان أن يحيى به عزيزا بامان من مخاطر كل الهجمات المتتالية على النفس والقلب فيقي القلب من الأمراض التي يتعرض لها كما أنه ينقيه من الأمراض التي علقت به كالهوى والطمع والحسد ونزغات الشيطان والخبث والحقد والتحاسد الذي ابتلى به اهل هذا الزمان ..الخ، فهو كتاب ومنهج أنزله رب العالمين وحيا على قلب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ليكون ويبقى هذا القران لعباد الله نبراسا منيراهاديا ونذيرا وشفاء لما في الصدور , ليخرجهم من الظلمات الى النور , ليريهم طريق الجنة ومايؤدي لها , و أن ترتيل القرآن حسب قواعد التجويد يساعد كثيرا على تخفيف التوتر بدرجة كبيرة و استعادة المسلم لتوازنه النفسي، فهو يعمل على تنظيم النفس ، وحركة عضلات الفم المصاحبة للترتيل السليم , التي تقلل من الشعور بالإرهاق، وتكسب العقل حيوية دائمة ونوع خاص من العلم والاحساس يتميز به المسلم , قال تعالى في سورة العصر: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)
[ والعصر، إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ] ففي هذه السورة القصيرة المكونة من هذه الآيات الثـلاث يتمثل منهج كامل للفكر الإسلامي كما يريده الله عز وجـل، وتبرز لنا معالم شخصية المسلم كما أرادها الخالق عزوجل ، فعلى امتداد الزمان في جميع العصور، وعلى طريق حياة الإنسان مع تقدم الدهر ليس هناك إلا منهج واحد، واحـد فقط يراد دائما في النهاية وطريق واحد فقط هو طريق الحق، ذلك الطريق وذلك المنهج هما اللذان تصفهما السورة وتوضح معالمهما وكل ما وراءهما خسران وتوه، فالعمل الصالح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر والإيمان هي أسس هذا المنهج ومعالم هذا الطريق، فمن أهملها فهو من الخاسرين. وكما وضوح الشمس المشرقة أشرقت وتلألأت معاني هذه السورة وببلاغة لا نظير لها يصف القران الكريم لقلوب العباد التعليمات الإلهية التي لا يصلح غيرها للعباد ، فيهدي إلى منهج العمل المستقيم و طريق التفكير الصحيح ، وهكذا دائما دأب كلمات القرآن الكريم في الوصول إلى قلب الحقائق وجوهرها من أقرب طريق و بإعجاز يشهد عليه كل يوم تشرق شمسه من جديد قبل أن لا تشرق بل لتخرج من المغرب فلا ينفع نفس إيمانها بعد ذلك , إن القرآن الكريم يجمع قلوب المسلمين على حب الواحد القهار، ويصل بين قلوبهم وبين الباقي الخالق الذي أبدع هذا الوجود، فيعلمهم كيف يؤمنون به بالغيب دون رؤيتـه، ويكتفون بآثار خلقه وإبداعه على صفحة الكون الفسيح، ويعلمهم التوكل عليه في كل أمورهم، ويزرع فيهم الإيثار والتواد والتراحم والترابط، فتلتقي أرواحهم وترتقـي نفوسهم وتتآلف قلوبهم برباط شفاف نسيجه حب الله والخوف من قدرته سبحانه وتعالى، انه الإيمان و الخوف والرجاء، بل رقة الشعور وعلو الهمة، إنها معان عميقة يتشربها القلب المؤمن من آيات القرآن الكريم فتعمل على بناء المجتمع المسلم بناء طبيعيا نحو القوة والسؤدد والتقدم المستمر لقوله تعالى(اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) [ محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما ] (الفتح 29)
وقوله عزجل (اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) [ وبالحق أنزلناه وبالحق نزل وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث و نزلناه تنزيلا قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا ] (الإسراء 105 - 109)
إن الله تعالى يقول في سورة الإسراء (اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) [ وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنيـن] فالقرآن إذن شفاء ورحمة كما ذكرت الآية، ولكنه شفاء ودواء للمؤمنين بالله تعالى وفي آياته، المهتدين بهديه سبحانه وتعالى وبسنة النبي صلى الله عليه وسلم، أولئك المؤمنون هم الذين جاء وصفهم في سورة الأنفال لقوله تعالى (اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) [ إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون، الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون، أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم ] (الآية 2 - 4)
ان التقدم الصناعي والعلمي والمدنية الحديثة وماجلبته معها من ضوضاء والتي تعمل على زيادة التوتر والقلق لدى المخلوقات على وجه الارض يؤدي إلى نقص في مناعة الجسم ضد كل الأمراض، و كلما كانت الحالـة النفسية والعصبية للإنسان غير مستقرة كلما كانت فرص تعرضه لهجمات الأمراض أكثر،وهكذا تتضح للانسان المسلم الحقيقة جلية، فالقرآن شفاء روحي كما أنه شفاء بدني ونفسي، لأنه يعمل على إعادة توازن الجهازالعصبي و النفسي للمؤمن باستمرار قراءته والاستماع إليه وتدبر معانيه، وبالتالي يزيد من مناعة جسمه ويقوي دفاعاته الداخلية والخارجية، فيصبح في أمان مستمر من تعرضه لاي مـرض بإذن الله تعالى ، ويقاوم الميكروبات والجراثيم التي تهاجمه كل لحظة.
قال تعالى: (اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) [ واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين] (البقرة 45) وان لقرائة سورة الفاتحة سبعة او تسعة مرات على أي مرض جل الفائدة .
الصلاة
ان فرض الصلاة على امة الاسلام جاء بها رحمة ولحكمة جل بالغة فكأنه قلب الرحى الذي تدور عليه حياة الانسان اليومية , مرجع محدد الوقت والكيفية والخطوات يعود له الانسان في وقته المحدد كي ينعم في تجديد عهده مع ربه الذي اوجده ليعبده جل وعلا , ان للصلاة الفضل الأكبر في تفريج هموم النفس، وتفريح القلب وتقويته، وفي شرح الصدر لما فيها من اتصال القلب بالله عز وجل، وقد وصف الصلاة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بقوله ( فيما رواه ابن ماجة والحاكم عن ثوبان رضي الله عنه " واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ) فهي حقا خير الاعمال
فللوقوف بين يدي الله عزوجل في الصلاة بخشوع وبشروطها , فوائد كثر كجلب الصحة والعافية والوقاية من نزغ الشيطان والسير في سبله الذي فيه الخسارة للصحة والعافية والدارين الدنيا والاخرة ، لقوله تعالى (اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) [ إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون ] (العنكبوت 45) ، وفيها الشفاء اليقين للنفس، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا اشتد عليه امر اوحزبه فانه يفزع إلى الصلاة، فانها حقا علاج فعال للجسم أيضا ، فقد روى ابن ماجة من حديث مجاهد عن أبي هريرة قال: ( رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا نائم أشكو من وجع بطني، فقال لي: يا أبا هريرة، أيوجعك بطنك ؟ قلت: نعم يا رسول الله، قال: قم فصل، فإن في الصلاة شفاء) فسبحان من صنع الانسان وعلم ما يناسبه وما يحتاجه وما يقوم ويصلح عليه امر ابن ادم ,إن الصلاة عملية حيوية ترتفع بأداء وظائف الإنسان النفسية والبدنية إلى أعلى مرتبة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أحمد[]إنما مثل الصلاة كمثل نهر عذب غمر بباب أحدكم يقتحم فيه كل يوم خمس مرات فهل يبقى من درنه شيء؟.) فان فرض الصلاة بحق علامة خاصة بمواقيتها الخمسة وكيفيتها ومنحة مخصصة لامة الاسلام امة محمد صلى الله عليه وسلم
ومن ملاحظات جامعية اعجبتني اوجز لكم قول الدكتور" توفيق علوان" الأستاذ بكلية طب الإسكندرية: وصف للصلاة بحركاتها بدقة /(بالملاحظة الدقيقة لحركات الصلاة، وجد أنها تتميز بقدر عجيب من الانسيابية والانسجام والتعاون بين قيام وركوع وسجود وجلوس بين السجدتين، وبالقياس العلمي الدقيق للضغط الواقع على جدران الوريد الصافن عند مفصل الكعب كان الانخفاض الهائل الذي يحدث لهذا الضغط أثناء الركوع يصل للنصف تقريبا.
أما حال السجود فقد وجد أن متوسط الضغط يصبح معتدلا، وبالطبع فإن هذا الانخفاض ليس إلا راحة تامة للاوردة من قسوة ارتفاع الضغط فترات الوقوف. إن وضع السجود يجعل الدورة الدموية بأكملها تعمل في ذات الاتجاه الذي تعمل به الجاذبية الأرضية، فإذا بالدماء التي طالما قاست في التسلق المرير من أخمص القدمين إلى عضلة القلب نجدها قد تدفقت منسكبة في سلاسة ويسر من أعلى إلى أسفل، وهذه العملية تخفف كثيرا من الضغط الوريدي على ظاهر القدم من حوالي (100 - 120 سم/ماء) حال الوقوف إلى (1.33 سم/ ماء) عند السجود، وبالتالي تنخفض احتمالات إصابة الإنسان بمرض الدوالي الذي يندر فعلا أن يصيب من يلتزم بأداء فرائض الصلاة ونوافلها بشكل منتظم وصحيح.
تمر العظام في جسم الإنسان بمرحلتين متعاقبتين باستمرار، مرحلة البناء تليها مرحلة الهدم ثم البناء وهكذا باستمرار، فإذا ما كان الإنسان في طور النمو والشباب يكون البناء أكثر فتزداد العظام طولا وقوة، وبعد مرحلة النضوج ومع تقدم العمر يتفوق الهدم وتأخذ كمية العظام في التناقص، وتصبح أكثر قابلية للكسر، كما يتقوس العمود الفقري بسبب انهيارات الفقرات ونقص طولها ومتانتها.
ويرجع نشاط العظام وقوتها بشكل عام إلى قوى الضغط والجذب التي تمارسها العضلات وأوتارها أثناء انقباضها وانبسا طها، حيث إن هذه العضلات والأوتار ملتصقة وملتحمة بالعظام.
وقد ثبت مؤخرا أنه يوجد داخل العظم تيار كهربي ذو قطبين مختلفين يؤثر في توزيع وظائف خلايا العظم حسب اختصاصها، خلايا بناء أو خلايا هدم، كما يحدد بشكـل كبير أوجه نشاط هذه الخلايا، وأثبتت التجارب أن في حالة الخمول والراحة يقل هذا التيار الكهربي مما يفقد العظام موادها المكونة لها فتصبح رقيقة ضعيفة، وحتى في السفر إلى الفضاء أثبتت التجارب أنه في الغياب التام للجاذبية تضعف العضلات وترق العظام نتيجة عدم مقاومتها لعبء الجاذبية الأرضية وهذا القول : ينسجم تماما مع جزء من الحكمة البالغة لاحد الفروض التي فرضها الخالق عزوجل على الانسان
http://www.abeermahmoud2006.jeeran.com/436-Thanks.gif (http://www.abeermahmoud2006.jeeran.com/436-Thanks.gif)
أ مابعد :- إن من اهم أسباب نجاح العبد إخلاص نيته مع خالقه عز وجل , وبذل جل اعماله لله تعالى خالصة النية,
مع توالي سنوات تعاملي مع الحالات المرضية المختلفة وجدت ان الاثار السلبية التي تتركها طريقة استعمال ادوات الطب الاجنبي المتعدد الوسائل بدءا من الجراحة حتى الأدوية الكيماوية , التي اغلبها كما السم البطيء المفعول يصلح من الجسد جانبا إذا اصلح ويفسد جوانب أهم , لذلكوضعت في هذا الكتاب خلاصة طرق تعاملي مع الأمراض المستعصية على أساليب الطب الحديث , خلال عملي كصاحب محل العطارللأعشاب في دولة الإمارات العربية المتحدة , فقد حالفنا وبفضل الله تعالى وحدة , النجاح في معالجة كثير من الحالات المستعصية والحالات التي كان لا بد من حلها جراحياً بأسهل الطرق من خلال طب الأعشاب المتوارث في كثير من العائلات العربية , فوجدت أن من الوفاء لأهلي أبناء دولة الامارات العربية المتحدة وابناء وطننا الاسلامي والعربي الكبير أن أضع بين أيديهم , جل الفوائد الطبية في مجال طب الاعشاب , (خلاصة وصف التركيبات العلاجية بشكل مبسط جداً لغة وعملاً ومنهاجعمل) , داعياً الله تعالى أن يسدد خطانا وإياكم لما فيه الخير والعطاء . فمن أراد دوام الصحة والعافية فليتبع سنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في حياته اليومية فيجد خلاصة علم الوقاية وأسرار العلاج ولقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين وانما انا قاسم والله يعطي ولن تزال هذه الامة قائمة على امر الله لايضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله) مختصر صحيح البخاري صفحه 39ان لقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هذا جل الأهمية في الحياة الصحية الصحيحة والعلمية للإنسان , واني اناشد كل من حمل علم ينفع الامة والانسانية ,وخاصة الذين يدعون بان هذا العلم النافع المفيد الذي تعجز عنه علوم الطب المعروفة , حكرا لعائلاتهم العتيدة , ان ينشر هذا العلم تقيدا وتنفيذا لحديث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ( من كتم علما ينفع المسلمين فقد لجم به يوم القيامة بلجام من نار )
أهمية تطبيق ماأمر الله تعالى ورسوله على صحة الإنسان وحياته عامةكما اسلفنا الذكر فان خير الهدي هدي الله عزوجل ومن يرد به الله خيرا يفقهه بالدين لما اشتمل عليه من علم الاولين والاخرين وما زخر به من خالص العلم النافع الذي لايصلح غيره للبشرية لان هذا العلم من خالق هذا الانسان فصانع الشيء أعلم بما يصلح له ويناسبه , فسبحان الله تعالى الذي علم الانسان مالم يعلم , ومهما علم فلن يوازي من علم الله تعالى الا القليل القليل .
لقد كان خير هدي على وجه الارض هدي الله تعالى المنزل على رسله ليعلم العباد مالهم وماعليهم من واجبات وماهو حري بهم القيام به وكانت حياة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم منهاج عملي دقيق لتطبيق اوامر الله تعالى وتعليمها للمسلمين وقد دونت ونقلت من السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم , الى خلف هذه الامة حتى يبقى علم خالد الى يوم الدين
يقول تعالى: (اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) [ يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا ]( سورة النساء 43) ويقول جل وعلا آمرا نبيه أيوب: (اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) [ اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب] (سورة ص 42) ان الإنسان على مدار التاريخ يعلم اهمية تنظيف بدنه عن طريق الاغتسال وعالج به كثيرا من الأمراض، ولكن لم يعرف التاريخ أمة جاء لها تنظيم لهذا الأمر أعظم من ذاك التنظيم الذي كرم به الله تعالى أمة الإسلام ,حيث كان الطهر من شروط قبول الطاعات وإقام الصلوات ؛فالانسان كما أمره الخالق سبحانه وتعالى يجب أن يغتسل مع دخوله هذا الدين لأول مرة حتى قبل النطق بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسـول الله، ويجب أن يغتسلوا من الجنابة ، كذلك قبل العيدين وفي صباح كل يوم جمعـة وقبل الدفن للميت . وكذلك تغتسل المرأة بعد المحيض حتى تطهر، بل إنه يسن الغسـل بين اعادة القرب من الزوجة كما جاء في صحيح مسلم: " إذا جامع أحدكم وأراد أن يعاود فعليه بالطهارة فإن ذلك أنشط " والحكمة في هذا أن الاستحمام يجدد النشاط للجسم والعقل ويعيد النظافة والنشاط ويجعل المرء في أكمل حالاته النفسية والجسمية.
ان هناك حكمة بالغة من تعاليم شرعنا الحنيف بالاغتسال وخاصة عند دخول الدين الاسلامي ويوم الجمعة والعيدين وتغسيل الميت قبل الدفن والغسل من الجنابة وطهر المرأة من نفاس او محيض وقد بين لنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كيفية الغسل بدقة في احاديث عديدة رويت عنه صلى الله عليه وسلم
- ان الاغتسال بالماء الساخن يعمل على تفتح مسام الجسم جميعها، ويؤدي هذا بالتبعية إلى تفتح خلايا الجسم بشكل طبيعي، ومعروف أن خلايا جسم الإنسان تحتاج إلى عملية التنفس مثلها مثل أي كائن حي، وكذلك يجدد الاغتسال بالماء الساخن الخلايا التالفة والمتهالكة فيكتسب الجسم النشاط والحيوية، وتهدأ الأعصاب، ولو كان الحمام الساخن في الليل فإنه يساعد على النوم الطبيعي العميق، والحمام الساخن يقلل من احتمالات الإسهال لأنه يعين على الهضم الجيد.
والاغتسال بالماء البارديجعل جميع خلايا الجسم بما فيها من شرايين وأوردة تعاود الانكماش بعد التمدد، وهذا يساعدها على اكتساب المـرونة اللازمة التي تقيها الكثير من أمراض القلب والدورة الدموية؛ مما ينشط التنفس ويزيد من احتمالات اعتدال النبض والضغط، والحمام البارد يفيد لمن كان بدنه نشيطا ولا يعاني من مشكلات في الهضم، ويمكن أن يستعمل بعد الماء الساخن لتقوية البشرة وإمداد الجسم بالحيوية والنشاط، على ألا يكون الماء شديد البرودة. ولا يستعمل الحمام عامة عقب الجماع أو عقب الطعام مباشرة لما يسببه من أخطار .
و الاغتسال مع التلييف والاغتسال مع التدليك يجدد نشاط الجسم ، ويجدد الحيوية باستمرار ويساعد على النوم الصحي العميق، وكذا ينبه الحواس وينشط الدورة الدموية ويساعد على تخفيف العبء الواقع على القلب. ويستحسن الاغتسال باستعمال زيت الزيتون مع التدليك. وعن جابر رضي الله عنه في سبب نزول قول الله تعالى: (اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) [ فيه رجال يحبون أن يتطهروا، والله يحب المطهرين ] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يا معشر الأنصار إن الله قد أثنى عليكم في الطهور، فما طهوركم ؟ قالوا: نتوضأ للصلاة، ونغتسل من الجنابة، ونستنجي بالماء، فقال: ذاكم فعليكموه "لقد فطر الله جل وعلا الإنسان وجبله على أن يتخلص أولا بأول مما في أمعائه وفي مثانته من غائط وبول وغيرهما من نفايات الجسم، حتى يبقىجسم الإنسان في حالة من النقاء والصحة والقدرة على أداء الوظائف الطبيعية والحيوية التي يقوم بها. وبعد عملية التخلص من الفضلات تلك فإنه يجب على المسلم الاستنجاء، وفي هذا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تنزهوا من البول فإنه عامة عذاب القبر منه" متفق عليه، ومعنى التنزه هو التطهر والاستنجاء. ولهذه العملية فائدة طبية وقائية عظيمة، فقد أثبت الطب الحديث أن النظافة الذاتية لتلك الأنحاء تقي الجهاز البولي من الالتهابات الناتجة عن تراكم الميكروبات والجراثيم ، كما أنها تقي الشرج من الاحتقـان ومن حدوث الالتهابات والدمامل، وفي حالة المرضى خصوصا مرضى السكر أو البول السكري فلأن بول المريض يحتوي على كمية كبيرة من السكر، فإذا بقيت آثار البول فإن هذا يجعل العضو عرضة للتقيح والالتهابات، وقد تنتقل الأمراض في وقت لاحق إلى الزوجة عند الجماع، وقد يؤدي إلى العقم وقد قال الله تعالى (اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) [ اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم و اخشون، اليوم أكملت لكمدينكموأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ] (المائدة 3) اذ علم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الامة كل شييء حتى ان المسلم يعمل على استعمال اليد اليسرى لإزالة النجاسة، حتى تظل اليد اليمنى المخصصة للطعام طاهرة نظيفة، وكذلك اشترط غسلها بعد التطهر، وقد يعجب البعض مـن اهتمام الإسلام حتى بهذه الأمور، ولكن لا عجب لمن يعرف لهذا الدين قدره ، ومن يؤمن أنه الدين الذي أتمه الله وأكمله منهاجا أبديا للبشر إلى قيام الساعة ، منهاجا لا يحمل إلا الخير للانسان .
ان التطهر بالماء بطريقة مبينة محددة عدة مرات في اليوم والتي تسمى الوضوء لها دور كبير في حياة المسلم، حيث يجعله دائما في يقظة وحيوية وتألق، وقد قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم: "من توضأ فأحسن الوضوء خرجت الخطايا من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره"،وقدقال تعالى: (اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) [ يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين، وإن كنتم جنبا فاطهروا، وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه، ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون] (المائدة 6) إن طهارة المسلم بالوضوء , ليست مجرد تنظيف للأعضاء الظاهرة، وليست مجرد تطهير للجسد يتـوالى عدة مرات في اليوم، بل إن الأثر النفسي والسمو الروحي الذي يشعر به المسـلم بعد الوضوء أعمق من أن تعبر عنه الكلمات والجمل ، خاصة عند إسباغ الوضوء وإتقانه.
وعنه صلى الله عليه وسلم فيما رواه أحمد عن أبي أمامة: " من توضأ فأسبغ الوضوء وغسل يديه ووجهه ومسح على رأسه وأذنيه ثم قام إلى صلاة مفروضة غفرله في ذلك اليوم ما مشت إليه رجلاه وقبضت عليه يداه وسمعت إليه أذناه ونظرت إليه عيناه وحدث به نفسه من سوء "
ما أمرنا الله تعالى من امر الا وبه جل فائدة لنا وان الامر بالوضوء به فوائد كثيرة حيث ان غسل الأعضاء المعرضة دائما للأستعمال من جسم الإنسان لا شك أنها في منتهى الأهمية للصحة العامة، فأجزاء الجسم هذه تتعرض طوال اليوم للميكروبات الكثيرة في جو الهواء، وهي دائما في حالة تعرض لتواجد ميكروبي على الجسم , من خلال الجلد في المناطق المكشوفة منه، والوضوء انجع الطرق لازالتها بين الوضوء و الوضوء، وهو هدي الرسول صلى الله عليه وسلم، وبذلك لا يبقى بعد الوضوء أي أثر من أدران أو جراثيم على الجسم.
وللمضمضة كذلك فوائد: فقد أثبت العلم الحديث أن المضمضة تحفظ الفم والبلعوم من الالتهابات وتحفظ اللثة من التقيح، وكذلك فإنها تقي الأسنان وتنظفها بإزالة الفضلات الغذائية التي تبقى بعد الطعام في ثناياها، وفائدة أخرى هامة جدا للمضمضة، انها تقوي عضلات الوجه وتحفظ للوجه نضارته واستدارته،
غسـل الأنــف: ان الذين يتوضئون باستمرار تبقى أنوفهم نظيفة خالية من الأتربة والجراثيـم والميكروبات، ومن المعروف أن تجويف الأنف من الأماكن التي يتكاثر فيها العديد من هذه الميكروبات والجراثيم، ولكن مع استمرار غسل الأنف والاستنشاق والاستنثار بقوة و طرد الماء من الأنف بقوة - يحدث أن يصبح هذا التجويف نظيفا خاليا من الالتهابات والجراثيـم، مما ينعكس على الحالة الصحية للجسم كله ، حيث تحمـي هذه العملية الإنسان من خطر انتقال الميكروب من الأنف إلى الأعضاء الباطنية الأخرى في الجسم .
غسل الوجه واليدين: ولغسل الوجه واليدين إلى المرفقين فائدة كبيرة جدا في إزالة الأتربة والميكروبات فضلا عن إزالة العرق من سطح الجلد، كما أنه ينظف الجلد من المواد الدهنية التي تفرزها الغدد الجلدية، وهذه تكون غالبا موطنا ملائما جدا لمعيشة وتكاثر الجراثيم.
وغسل القدميــن : مع التدليك الجيد فإنه يؤدي إلى الشعور بالهدوء والسكينة، لما في الأقدام من رؤوس عصيسة حسية لكافة الجسم ، وكأن هذا الذي يذهب ليتوضأ قد ذهب في نفس الوقت يدلك كل أجهزة جسمه , كل على حدة بينما هو يغسل قدميه بالماء ويدلكهما بعناية. وهذا من أسرار ذلك الشعور الدائم بالهدوء والسكينة الذي يعتاده المسلم بعد أن يتوضأ. وقد ثبت بالبحث العلمي أن الدورة الدموية في الأطراف العلوية من اليدين والساعدين، والأطراف السفلية من القدمين والساقين أضعف منها في الأعضاء الأخرى لبعدها عن المركز المنظم للدورة الدموية وهو القلب، ولذا فإن غسل هذه الأطراف جميعا مع كل وضوء ودلكها بعناية يقوي الدورة الدموية ، مما يزيد في نشاط الجسم وحيويته. وقد ثبت أيضا تأثير أشعة الشمس ولا سيما الأشعة فوق البنفسجية في إحداث سرطان الجلد، وهذا التأثير ينحسر جدا مع توالي الوضوء لما يحدثه من ترطيب دائم لسطح الجلد بالماء، خاصة تلك الأماكن المعرضة للأستعمال اليومي والطبقات السطحية والداخلية للجلد أن تحتمي من الآثار الضارة المختلفه وقد حث الله تعالى في كتابه العزيز على الطهارة لقوله تعالى :
(اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) [ فيه رجال يحبون أن يتطهروا، والله يحب المطهرين] (التوبة 108)
قوله تعالى : (اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) [ يا أيها المدثر، قم فأنذر، وربك فكبر، وثيابك فطهر] سورة المدثر
وقال سبحانه وتعالى:[ إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين](البقرة 222) وقوله تعالى(اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) [ وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به] (الأنفال 11) وقدا تكرر تبيان اهمية التطهر والوضوء في القرآن الكريم تأكيداً من الخالق الحكيم سبحانه وتعالى على قيمة الطهارة بين عباده ،وجعلها واجبة على كل المسلمين في الوضوء لخمس صلوات في اليوم هي الفرائض، هذا غير النوافل، كما أنه جل وعلا افترض الغسل الشرعي لتطهير الجسد في مناسبات عدة للرجال والنساء، ويكفي بيانا لأهمية الطهارة في الإسلام أن أولى خطوات الدخول إلى الإسلام أن يغتسل المرء ثم يتلفظ بعد الغسل بالشهادتين. ولم يكتف الإسلام بالاهتمام بالطهارة للإنسان نفسه فقط بل اهتم بطهارة المجتمع بشكل عام. وكمثال على هذا ما رواه الطبراني عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم , نهى أن يبال في الماء الجاري, وعلى هذا فإن التبول في الماء الراكد أشد نهيا وتحريما ، وقد تبين أن كثيرا من الأوبئة مثل التيفؤيد و الكوليرا والتهاب الكبد الوبائي وشلل الأطفال , تنتقل عن طريق الماء وتعيش فيه ، فكان النهي هنا واجبا لصحة الناس ومنع انتقال العدوى .ولأهمية الطهارة في الإسلام سر لطيف، يعيننا على إدراك قدرها، والسر في هذا هو أن هذا الدين يعلي من قدر أتباعه حين يقولون سمعنا وأطعنا، فيصيبهم من خير الأعمـال الصالحة التي يتقربون بها إلى الله تعالى ، والمسلم حين يتطهر إرضاء لله تعالى , فإن الله يتم نعمته عليه , فتحصل للنفس السكينة والطمأنينة والهدوء النفسي ، وقد روي مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الطهور شطر الإيمان ". وروي الطبراني أنه صلى الله عليه وسلم قال: " طهروا هذه الأجساد طهركم الله ".
القران الكريم شفاء ورحمة
لقد انزل الله تعالى كتابه العزيز هدىً ورحمة وتبيانا للبشر واخراجا لهم من الظلمات الى النور وذلك من تمام رحمة الخالق الرحمان الرحيم , فكتابه العزيز فيه الشفاء والرحمة للمؤمنين فجل العلي العظيم والحمدله في كل حين وزمان حمدا طيبا عطرا مباركا فيه كما ينبغي لجلاله وعظيم سلطانه وقد بين الله تعالى خاصية الشفاء في عدة مواضع من القرآن الكريم ومنها قوله تعالى:
(اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) [ وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا ] (الإسراء 57)
إن القرآن الكريم الذي أنزله الله تعالى بوحي على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم , هدىً ورحمة لعباده , ليس فقط كتاب دين أو فقه، إنه كل صنوف العلم، وكل أشكال الحكمة، وكل مايحتاجه الكون، وكذلك كل تصانيف الأدب، وقوله تعالى : (اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) [ ما فرطنا في الكتاب من شئ] سورة الأنعام (38) ، ومن بين ما جمع القرآن الكريم من علوم جمع أيضا علم الطب والشفاء، فكان حقا هدى وشفاء ورحمة كما وصفه الله جل وعلا (اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) [ يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ] (يونس 57)
فالقرآن شفاء ورحمة لمن غمر الإيمان قلوبهم وأرواحهم، فأشرقت وتفتحت وأقبلت في بشر وتفاؤل لتلقى ما في القرآن من صفاء وطمأنينة وأمان،. وقوله تعالى الفيصل دوما والمعين الذي لاينضب والمشكاة التي لابد ان نعود لها :
(اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) [ وإذا قرئ القرآن فاستمعواله وأنصتوا لعلكم ترحمون واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه، وله يسجدون ] (الأعراف 204 - 206)
إنه حقا دستور يستطيع الإنسان أن يحيى به عزيزا بامان من مخاطر كل الهجمات المتتالية على النفس والقلب فيقي القلب من الأمراض التي يتعرض لها كما أنه ينقيه من الأمراض التي علقت به كالهوى والطمع والحسد ونزغات الشيطان والخبث والحقد والتحاسد الذي ابتلى به اهل هذا الزمان ..الخ، فهو كتاب ومنهج أنزله رب العالمين وحيا على قلب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ليكون ويبقى هذا القران لعباد الله نبراسا منيراهاديا ونذيرا وشفاء لما في الصدور , ليخرجهم من الظلمات الى النور , ليريهم طريق الجنة ومايؤدي لها , و أن ترتيل القرآن حسب قواعد التجويد يساعد كثيرا على تخفيف التوتر بدرجة كبيرة و استعادة المسلم لتوازنه النفسي، فهو يعمل على تنظيم النفس ، وحركة عضلات الفم المصاحبة للترتيل السليم , التي تقلل من الشعور بالإرهاق، وتكسب العقل حيوية دائمة ونوع خاص من العلم والاحساس يتميز به المسلم , قال تعالى في سورة العصر: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)
[ والعصر، إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ] ففي هذه السورة القصيرة المكونة من هذه الآيات الثـلاث يتمثل منهج كامل للفكر الإسلامي كما يريده الله عز وجـل، وتبرز لنا معالم شخصية المسلم كما أرادها الخالق عزوجل ، فعلى امتداد الزمان في جميع العصور، وعلى طريق حياة الإنسان مع تقدم الدهر ليس هناك إلا منهج واحد، واحـد فقط يراد دائما في النهاية وطريق واحد فقط هو طريق الحق، ذلك الطريق وذلك المنهج هما اللذان تصفهما السورة وتوضح معالمهما وكل ما وراءهما خسران وتوه، فالعمل الصالح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر والإيمان هي أسس هذا المنهج ومعالم هذا الطريق، فمن أهملها فهو من الخاسرين. وكما وضوح الشمس المشرقة أشرقت وتلألأت معاني هذه السورة وببلاغة لا نظير لها يصف القران الكريم لقلوب العباد التعليمات الإلهية التي لا يصلح غيرها للعباد ، فيهدي إلى منهج العمل المستقيم و طريق التفكير الصحيح ، وهكذا دائما دأب كلمات القرآن الكريم في الوصول إلى قلب الحقائق وجوهرها من أقرب طريق و بإعجاز يشهد عليه كل يوم تشرق شمسه من جديد قبل أن لا تشرق بل لتخرج من المغرب فلا ينفع نفس إيمانها بعد ذلك , إن القرآن الكريم يجمع قلوب المسلمين على حب الواحد القهار، ويصل بين قلوبهم وبين الباقي الخالق الذي أبدع هذا الوجود، فيعلمهم كيف يؤمنون به بالغيب دون رؤيتـه، ويكتفون بآثار خلقه وإبداعه على صفحة الكون الفسيح، ويعلمهم التوكل عليه في كل أمورهم، ويزرع فيهم الإيثار والتواد والتراحم والترابط، فتلتقي أرواحهم وترتقـي نفوسهم وتتآلف قلوبهم برباط شفاف نسيجه حب الله والخوف من قدرته سبحانه وتعالى، انه الإيمان و الخوف والرجاء، بل رقة الشعور وعلو الهمة، إنها معان عميقة يتشربها القلب المؤمن من آيات القرآن الكريم فتعمل على بناء المجتمع المسلم بناء طبيعيا نحو القوة والسؤدد والتقدم المستمر لقوله تعالى(اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) [ محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما ] (الفتح 29)
وقوله عزجل (اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) [ وبالحق أنزلناه وبالحق نزل وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث و نزلناه تنزيلا قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا ] (الإسراء 105 - 109)
إن الله تعالى يقول في سورة الإسراء (اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) [ وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنيـن] فالقرآن إذن شفاء ورحمة كما ذكرت الآية، ولكنه شفاء ودواء للمؤمنين بالله تعالى وفي آياته، المهتدين بهديه سبحانه وتعالى وبسنة النبي صلى الله عليه وسلم، أولئك المؤمنون هم الذين جاء وصفهم في سورة الأنفال لقوله تعالى (اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) [ إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون، الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون، أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم ] (الآية 2 - 4)
ان التقدم الصناعي والعلمي والمدنية الحديثة وماجلبته معها من ضوضاء والتي تعمل على زيادة التوتر والقلق لدى المخلوقات على وجه الارض يؤدي إلى نقص في مناعة الجسم ضد كل الأمراض، و كلما كانت الحالـة النفسية والعصبية للإنسان غير مستقرة كلما كانت فرص تعرضه لهجمات الأمراض أكثر،وهكذا تتضح للانسان المسلم الحقيقة جلية، فالقرآن شفاء روحي كما أنه شفاء بدني ونفسي، لأنه يعمل على إعادة توازن الجهازالعصبي و النفسي للمؤمن باستمرار قراءته والاستماع إليه وتدبر معانيه، وبالتالي يزيد من مناعة جسمه ويقوي دفاعاته الداخلية والخارجية، فيصبح في أمان مستمر من تعرضه لاي مـرض بإذن الله تعالى ، ويقاوم الميكروبات والجراثيم التي تهاجمه كل لحظة.
قال تعالى: (اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) [ واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين] (البقرة 45) وان لقرائة سورة الفاتحة سبعة او تسعة مرات على أي مرض جل الفائدة .
الصلاة
ان فرض الصلاة على امة الاسلام جاء بها رحمة ولحكمة جل بالغة فكأنه قلب الرحى الذي تدور عليه حياة الانسان اليومية , مرجع محدد الوقت والكيفية والخطوات يعود له الانسان في وقته المحدد كي ينعم في تجديد عهده مع ربه الذي اوجده ليعبده جل وعلا , ان للصلاة الفضل الأكبر في تفريج هموم النفس، وتفريح القلب وتقويته، وفي شرح الصدر لما فيها من اتصال القلب بالله عز وجل، وقد وصف الصلاة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بقوله ( فيما رواه ابن ماجة والحاكم عن ثوبان رضي الله عنه " واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ) فهي حقا خير الاعمال
فللوقوف بين يدي الله عزوجل في الصلاة بخشوع وبشروطها , فوائد كثر كجلب الصحة والعافية والوقاية من نزغ الشيطان والسير في سبله الذي فيه الخسارة للصحة والعافية والدارين الدنيا والاخرة ، لقوله تعالى (اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) [ إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون ] (العنكبوت 45) ، وفيها الشفاء اليقين للنفس، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا اشتد عليه امر اوحزبه فانه يفزع إلى الصلاة، فانها حقا علاج فعال للجسم أيضا ، فقد روى ابن ماجة من حديث مجاهد عن أبي هريرة قال: ( رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا نائم أشكو من وجع بطني، فقال لي: يا أبا هريرة، أيوجعك بطنك ؟ قلت: نعم يا رسول الله، قال: قم فصل، فإن في الصلاة شفاء) فسبحان من صنع الانسان وعلم ما يناسبه وما يحتاجه وما يقوم ويصلح عليه امر ابن ادم ,إن الصلاة عملية حيوية ترتفع بأداء وظائف الإنسان النفسية والبدنية إلى أعلى مرتبة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أحمد[]إنما مثل الصلاة كمثل نهر عذب غمر بباب أحدكم يقتحم فيه كل يوم خمس مرات فهل يبقى من درنه شيء؟.) فان فرض الصلاة بحق علامة خاصة بمواقيتها الخمسة وكيفيتها ومنحة مخصصة لامة الاسلام امة محمد صلى الله عليه وسلم
ومن ملاحظات جامعية اعجبتني اوجز لكم قول الدكتور" توفيق علوان" الأستاذ بكلية طب الإسكندرية: وصف للصلاة بحركاتها بدقة /(بالملاحظة الدقيقة لحركات الصلاة، وجد أنها تتميز بقدر عجيب من الانسيابية والانسجام والتعاون بين قيام وركوع وسجود وجلوس بين السجدتين، وبالقياس العلمي الدقيق للضغط الواقع على جدران الوريد الصافن عند مفصل الكعب كان الانخفاض الهائل الذي يحدث لهذا الضغط أثناء الركوع يصل للنصف تقريبا.
أما حال السجود فقد وجد أن متوسط الضغط يصبح معتدلا، وبالطبع فإن هذا الانخفاض ليس إلا راحة تامة للاوردة من قسوة ارتفاع الضغط فترات الوقوف. إن وضع السجود يجعل الدورة الدموية بأكملها تعمل في ذات الاتجاه الذي تعمل به الجاذبية الأرضية، فإذا بالدماء التي طالما قاست في التسلق المرير من أخمص القدمين إلى عضلة القلب نجدها قد تدفقت منسكبة في سلاسة ويسر من أعلى إلى أسفل، وهذه العملية تخفف كثيرا من الضغط الوريدي على ظاهر القدم من حوالي (100 - 120 سم/ماء) حال الوقوف إلى (1.33 سم/ ماء) عند السجود، وبالتالي تنخفض احتمالات إصابة الإنسان بمرض الدوالي الذي يندر فعلا أن يصيب من يلتزم بأداء فرائض الصلاة ونوافلها بشكل منتظم وصحيح.
تمر العظام في جسم الإنسان بمرحلتين متعاقبتين باستمرار، مرحلة البناء تليها مرحلة الهدم ثم البناء وهكذا باستمرار، فإذا ما كان الإنسان في طور النمو والشباب يكون البناء أكثر فتزداد العظام طولا وقوة، وبعد مرحلة النضوج ومع تقدم العمر يتفوق الهدم وتأخذ كمية العظام في التناقص، وتصبح أكثر قابلية للكسر، كما يتقوس العمود الفقري بسبب انهيارات الفقرات ونقص طولها ومتانتها.
ويرجع نشاط العظام وقوتها بشكل عام إلى قوى الضغط والجذب التي تمارسها العضلات وأوتارها أثناء انقباضها وانبسا طها، حيث إن هذه العضلات والأوتار ملتصقة وملتحمة بالعظام.
وقد ثبت مؤخرا أنه يوجد داخل العظم تيار كهربي ذو قطبين مختلفين يؤثر في توزيع وظائف خلايا العظم حسب اختصاصها، خلايا بناء أو خلايا هدم، كما يحدد بشكـل كبير أوجه نشاط هذه الخلايا، وأثبتت التجارب أن في حالة الخمول والراحة يقل هذا التيار الكهربي مما يفقد العظام موادها المكونة لها فتصبح رقيقة ضعيفة، وحتى في السفر إلى الفضاء أثبتت التجارب أنه في الغياب التام للجاذبية تضعف العضلات وترق العظام نتيجة عدم مقاومتها لعبء الجاذبية الأرضية وهذا القول : ينسجم تماما مع جزء من الحكمة البالغة لاحد الفروض التي فرضها الخالق عزوجل على الانسان
http://www.abeermahmoud2006.jeeran.com/436-Thanks.gif (http://www.abeermahmoud2006.jeeran.com/436-Thanks.gif)