الوابـ(الصيب)ـل
2010-03-08, 02:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
باق فلا يفنى ولا يبيد ولا يكون غير ما يريد
منفرد بالخلق والإرادة وحاكم -جل - بما أراده
الله أول بلا إبتداء وهو الباقى بلا إنتهاء , وهو المفنى المبيد , وهو المبدئ المعيد , ولا يكون فى الكون غير ما يريد وهنا المقصود بها الإرادة الكونية التى لابد لكل شئ منها وهى مشيئة الله وقدرتة النافذة , فهو الفعال لمل يريد , ولا نفوذ لإرادة أحد إلا أن يريد , وما من حركة ولا سكون فى السموات ولا فى الأرض إلا بإرادته ومشيئته , ولو شاء عدم وقوعها لم تقع , قال تعالى : ( 1( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) يس : 82, وقال تعالى : ( وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)المائدة : 41, وقال تعالى : ( قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرّاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعاً بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً)الفتح : 11.
ويقول النبى صلى الله عليه وسلم : إذا أراد الله بعبد خيرا عجل له العقوبة فى الدنيا وإذا أراد الله بعبد شرا أمسك عنه بذنوبه حتى يوافى به يوم القيامة .
كما قال أيضا : إذا أراد الله قبض عبد بأرض جعل له إليها حاجة .
وذكر لفظ المشيئة :
فى الكتاب والسنة كقوله تعالى : ( وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ) يونس : 99, قال تعالى : ( ( وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) السجدة : 13
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من قلب إلا بين أصبعين من أصابع الرحمن إن شاء أقامه وإن شاء أزاغه .
كما قال : اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك .
أما الإرادة :
أى أن الله منفرد بالإرادة فلا مراد لأحد معه ولا إرادة لأحد بعد إرادته عز وجل , كقوله تعالى : ( وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً)30( يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً)31 الإنسان , فللعباد قدرة على أعمالهم ولهم مشيئة , والله خالقم وخالق قدرتهم ومشيئتهم , ولا قدرة لهم ولا مشيئة إلا بإقدار الله عز وجل لهم إذا شاء وأراد .
ولا معقب لحكمه ولا راد لإرادته ولا مناقض لقضائه وقدره , فلا يعجزه شئ فى الأرض ولا فى السماء , لا ناقض لما أبرم ولا معارض لما حكم ولا يقال لم فعل كذا وهلا كان كذا لأنه كما قال تعالى : ( لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) الأنبياء : 23
وفىحديث أبى ذر عند الترمذى قال عن رب العزة قال :
ذلك بأنى جواد واجد ماجد أفعل ما أريد عطائى كلام وعذابى كلام , إنما أمرى لشئ إذا وحكمة أرادته أن أقول له كن فيكون .
يجرى الهداية والإضلال بيديه والشقاء والسعادة , وعلى قدر كمال الذل يكون كمال الحب .
فمن يشأ وفقه بفضله ومن يشأ أضله بعدله
فمنهم الشقى والسعيد وذا مقرب وذا طريد
فهداية العبد فضل من الله ورحمه , والإضلال والإبعاد هو عدل من الله , والسعيد من سعد بقضاء الله , والشقى من شقى بقضاء الله , فلله الحمد على فضله وعدله .
والله أعلم بمواقع فضله وعدله , هو العليم الذى يضع الأشياء مواضعها , وهو أعلم بمن هو محل الهداية فيهديه ,ومن هو محل الإضلال فيضله , وهو أحكم الحاكمين , وهو عليم بالمتقين , وعليم بالظالمين , وهو أعلم حيث يجعل رسالاته , وهو أعلم بمن ضل عن سبيله , وهو أعلم بمن اهتدى .
وهذه الحكمة هى مقتضى الربوبية لله تعالى .
************************************************** ***************************
نقلا عن كتاب : معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول فى التوحيد
للشيخ : حافظ بن أحمد حكمى
باق فلا يفنى ولا يبيد ولا يكون غير ما يريد
منفرد بالخلق والإرادة وحاكم -جل - بما أراده
الله أول بلا إبتداء وهو الباقى بلا إنتهاء , وهو المفنى المبيد , وهو المبدئ المعيد , ولا يكون فى الكون غير ما يريد وهنا المقصود بها الإرادة الكونية التى لابد لكل شئ منها وهى مشيئة الله وقدرتة النافذة , فهو الفعال لمل يريد , ولا نفوذ لإرادة أحد إلا أن يريد , وما من حركة ولا سكون فى السموات ولا فى الأرض إلا بإرادته ومشيئته , ولو شاء عدم وقوعها لم تقع , قال تعالى : ( 1( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) يس : 82, وقال تعالى : ( وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)المائدة : 41, وقال تعالى : ( قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرّاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعاً بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً)الفتح : 11.
ويقول النبى صلى الله عليه وسلم : إذا أراد الله بعبد خيرا عجل له العقوبة فى الدنيا وإذا أراد الله بعبد شرا أمسك عنه بذنوبه حتى يوافى به يوم القيامة .
كما قال أيضا : إذا أراد الله قبض عبد بأرض جعل له إليها حاجة .
وذكر لفظ المشيئة :
فى الكتاب والسنة كقوله تعالى : ( وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ) يونس : 99, قال تعالى : ( ( وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) السجدة : 13
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من قلب إلا بين أصبعين من أصابع الرحمن إن شاء أقامه وإن شاء أزاغه .
كما قال : اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك .
أما الإرادة :
أى أن الله منفرد بالإرادة فلا مراد لأحد معه ولا إرادة لأحد بعد إرادته عز وجل , كقوله تعالى : ( وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً)30( يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً)31 الإنسان , فللعباد قدرة على أعمالهم ولهم مشيئة , والله خالقم وخالق قدرتهم ومشيئتهم , ولا قدرة لهم ولا مشيئة إلا بإقدار الله عز وجل لهم إذا شاء وأراد .
ولا معقب لحكمه ولا راد لإرادته ولا مناقض لقضائه وقدره , فلا يعجزه شئ فى الأرض ولا فى السماء , لا ناقض لما أبرم ولا معارض لما حكم ولا يقال لم فعل كذا وهلا كان كذا لأنه كما قال تعالى : ( لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) الأنبياء : 23
وفىحديث أبى ذر عند الترمذى قال عن رب العزة قال :
ذلك بأنى جواد واجد ماجد أفعل ما أريد عطائى كلام وعذابى كلام , إنما أمرى لشئ إذا وحكمة أرادته أن أقول له كن فيكون .
يجرى الهداية والإضلال بيديه والشقاء والسعادة , وعلى قدر كمال الذل يكون كمال الحب .
فمن يشأ وفقه بفضله ومن يشأ أضله بعدله
فمنهم الشقى والسعيد وذا مقرب وذا طريد
فهداية العبد فضل من الله ورحمه , والإضلال والإبعاد هو عدل من الله , والسعيد من سعد بقضاء الله , والشقى من شقى بقضاء الله , فلله الحمد على فضله وعدله .
والله أعلم بمواقع فضله وعدله , هو العليم الذى يضع الأشياء مواضعها , وهو أعلم بمن هو محل الهداية فيهديه ,ومن هو محل الإضلال فيضله , وهو أحكم الحاكمين , وهو عليم بالمتقين , وعليم بالظالمين , وهو أعلم حيث يجعل رسالاته , وهو أعلم بمن ضل عن سبيله , وهو أعلم بمن اهتدى .
وهذه الحكمة هى مقتضى الربوبية لله تعالى .
************************************************** ***************************
نقلا عن كتاب : معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول فى التوحيد
للشيخ : حافظ بن أحمد حكمى