السيف البتار
2010-03-11, 03:43 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
دخلت عضوة مسيحية اسمها (Caty Kamal) مجموعة البشارة على الفيس بوك وقدمت للمسلمين موضوع بعنوان "الوحدانية والثالوث" .
قبل أن أبدأ بالرد على موضوع "الوحدانية والثالوث" والذي أشارت إليه أحد رواد مجموعة البشارة على الفيس بوك .
يجب أولاً أن نضع ثلاثة قواعد اساسية هم من اهم قواعد العقيدة المسيحية وهم :-
1) المسيحية دين من صناعة وطبخة بشرية وليس للسماء شأن بها حيث أن الكتاب المقدس باكمله تحدث عن الديانة اليهودية (غلاطية 1:14) ولم يتحدث عن ديانة اسمها المسيحية وقاموس الكتاب المقدس كشف بأن كلمة ::مسيحي:: ظهرت بعد رفع المسيح بعشرة أعوام وهي شتيمة وتعني "سفلة" وتم ظهور هذه الديانة في القرن الرابع وليس للمسيح شأن بها ولم يُكرز بها ولم يٌعلن عنها ولم يعتنقها ... فاسمها الأصلي "ديانة السفلة" لأن كلمة مسيحي هي في الأصل كلمة يونانية وتعني سفلة ( ترقيم استرونج G5546)ا.
2) كتبة الكتاب المقدس أشخاص جهلة وناس عديمي العلم (1كو 1:27)-(اعمال الرسل 4 : 13)...والكتاب المقدس ايضا قال أن الجاهل لا يكتب ولا ينشر إلا حماقات (امثال 13:16) .
3) الكتاب المقدس ليس كلام الله ولكن هو موحى به فقط مثله مثل الإلهام عند الشعراء فكتبة الكتاب المقدس تكتب الرسالة أو السِفر أو الإنجيل على حسب علمه وثقافته وفكره وأسلوبه علماً بأنه جاهل وعديم العلم كما تم ذكره في البند رقم (2) .. راجع مفهوم الوحي في المسيحية .
هذا ليس كلامي بل كلام الكتاب المقدس وقاموس الكتاب المقدس والمراجع والمصادر المسيحية والمعترف بها طبقاً للعمل الكهنوتي .
يبدأ موضوع "الوحدانية والثالوث" بأكبر تناقض يشهده العالم : فناهيك عن أننا أثبتنا أن الكتاب المقدس ليس كلام الله وأن المسيحية ديانة صناعة بشر وأن حاملي الرايا المسيحية هم جهال العالم جاءنا موضوع أخر يقول أن هؤلاء جهال العالم ابتدعوا عقيدة جديدة اسمها يناقض بعضه وهو "الوحدانية والثالوث" .
يبدأ الموضوع باعتراف يبطل هذه العقيدة فقام بتحذير وتوضيح وإعلان بأن هذه العقيدة لا يقدر العقل البشري في فهمها بقوله : الموضوع شائك والعقل البشري لا يفهم إلا الأشياء المحسوسة و العقل البشري يتخبط عندما يريد أن يفهم الله (انتهى).. وقد جاء ايضاً في المجلد الثالث لكتاب "علم اللاهوت" للقمص ميخائيل مينا بالصفحة رقم 385 : العقائد نوعان : نوع يدركه العقل البشري على قدر طاقته ، ونوع لا يدركه ويُدعي أسرار الإيمان كعقيدة الثالوث المقدس... وجاء أيضاً بنفس الكتاب المجلد الأول صفحة 168 : إن عقيدة التثليث هي فوق ما تصل إليه افهامنا وادراكاتنا .
إذن العقل البشري لا يمكن أن يُدرك أو يستوعب عقيدة الثالوث وبذلك اصبحت عقيدة التثليث مرفوضة عقلياً وفكرياً ومنطقياً وهي بذلك أصبح حجة لمن لا يؤمن بها وليست حجة عليه .. فكيف تحاول الأخت كاتي شرح هذه العقيدة وهي في الأصل عقيدة تفوق عقول البشر ولا يمكن استيعابها ؟ .
لنرى ،
فتقول الأخت كاتي : الله زودنا بشئ أخر عظيم جداً وهو الكتاب المقدس ( الإعلان ) !.
بالطبع نحن في البداية أكدنا ومن خلال المصادر المسيحية بأن الكتاب المقدس ليس كلام الله بل هو كلام بشر ولا يزيد عن ذلك .. وقال القمص أنطونيوس فكري في تفسير سفر أيوب : الكتاب المقدس مكتوب بلغة بشرية ومهما كانت اللغة البشرية فهي محدودة وقاصرة عن شرح أفكار الله .. وقال ايضاً : بولس إقتبس من أقوال الشعراء اليونانيون ، فهو وجد قول الشاعر الوثني ما يؤكد فكرته ويوضحها فإقتبس من اقواله ولم يمتنع ... وقال ايضاً : جاء في سفر أيوب الخيالات المصرية الوثنية كطائر السمندل وايضا حيوان اسمه لوياثان .
فكيف تقول الأخت كاتي أن الله زودنا بالكتاب المقدس وبولس اقتبس من الشعراء الوثنيون والكتاب المقدس مليء بحيوانات لم يخلقها الله ولا يؤمن بها إلا الوثنيون والكتاب المقدس يستشهد بخزعبلات من أساطير الأولين ؟
ثم تقول الأخت كاتي : ولا ننسي انه عندما نطق بطرس بالإعلان عن المسيح " أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ"( 16 : 16 ) أجابه الرب قائلاً " طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لَمْ يُعْلِنْ لَكَ، لكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ " ( مت 16 : 17 ).
طبعاً كلنا نعرف من هو بطرس الذي لُقب بالشيطان (مت 4:10 ) وهو كاذب (مت 26:74) وعديم العلم (اعمال الرسل 4 : 13) وجاهل (1كو 1:27) .. فكيف يمكن أن نؤمن بكلام شخص بمثل هذا الوضع .
كما أن الكلام الذي ذكرته الاخت كاتي يؤكد بأنه لا يوجد وحدانية في الثالوث لأن يسوع الابن يقول : لكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ .. فلو كان الآب=الابن لماذا فرق يسوع بينه وبين الآب ، حتى حين قال يسوع أنا والآب واحد تراجع عنها وهرب ...وجاء ايضا في المجلد الأول لكتاب "علم اللاهوت" ص169 : الذات والجوهر والطبيعة واحدة ، ولكن الأقانيم ثلاثة ، أي ان هؤلاء الاقانيم وإن اتحدوا جوهراً وطبعا وذاتا وصاروا واحد إلا انهم ثلاثة لا واحد ، فالآب ليس هو الابن والروح القدس ليس هو الآب والابن ؛ وقال القديس اثناسيوس : الاقانيم تتميز عن بعضها بالخواص الأقنومية فقط ، وهذه الخواص التي فيها في كل أقنوم وفي الأخرين بمفرده ما ليس في الأقنومين الأخرين وفي الأخرين ما ليس فيه .
وردا على سؤال : ماذا يعلمنا الكتاب المقدس عن الثالوث الأقدس ؟ قال القمص : صعب على الإنسان فهم هذا المبدأ لأننا ندرك من البداية أنه موضوع صعب على العقل البشري إدراكه .. كما أن كلمة "الثالوث" غير مذكورة بالكتاب المقدس لكن هذا مجرد تعبير كمحاولة لتوضيح شخصيات الله ... انتهى .
ثم ينتقل الموضوع لإثبات أن الله واحد وموجود وهذا كلام لا يهمُنا في شيء لأننا لسنا مُلحدين .
ثم تنتقل الأخت كاتي لشرح أنواع الوحدانية ، فمنها الوحدانية المطلقة و الوحدانية الجامعة .. وهو كلام غير موجود في الكون إلا في عقيدة الكنيسة فقط ... فالفشل في إثبات الوحدانية في الثالوث يُدخلهم أنفاق تمر في الوحل .
ثم تحاول الأخت كاتي أن تثبت الوحدانية من خلال التكوين البشري فتقول : فانا كانسان مخلوق علي صورة الله فأعلن الله في خلقي فكرة وذاته فخلقني كائن ثلاثي فعلي الرغم من إنني شخص واحد لكن لي ( روح ونفس وجسد ) .
بالطبع هذا الكلام إعلان كنائسي الإيماني بأن الإنسان هو صورة الله .. أي أن كينونة الله مشابهة للإنسان ولكنها لم تذكر لنا نوع الجنس إن كان ذكر ام أنثى ... فإن كان الإنسان مخلوق على صورة الله .. فأي صورة تقصدين ؟ ذكر ام انثى ام مُخنث !.
فلو كان خلق الإنسان ثلاثي (روح ونفس وجسد) .. فما الفارق بين الإنسان والحمار ؟ فالحمار مخلوق من (روح ونفس وجسد) .. إذن الإنسان ينقصه ما يميزه عن الحمار وهو العقل .. فلو كان مفهوم التثليث محصور في (الروح والنفس والجسد) فيمكنك تطابقه مع الحمار أما الإنسان فله عقل يُميزه عن باقي المخلوقات وبذلك أصبح رباعي وليس ثلاثي .(روح ونفس وعقل وجسد) ... ولا يجوز القول بأن العقل أحد مكونات الجسد لأن لكل مخلوق جسد ولكن ليس لك جسد عقل بشري.
كما أن الروح لها طبيعة مخالفة عن طبيعة النفس ومخالفة ايضاً عن طبيعة الجسد .. فلا يمكن أن نقول عن الروح نفس ولا عن النفس روح ولا عن الروح جسد .. كما أن الروح تنفصل عن الجسد والنفس تموت والروح تنتقل لعالم أخر .. وعقيدة التثليث مبنية على أن الأقانيم الثلاثة لا تنفصل عن بعضها البعض طرفة عين .
ثم تقول الاخت كاتي في شرح الوحدانية الجامعة : فالله روح والروح بسيطة ....... وكم عجبت من هذا الوصف عن الله والذي يعتبر سب وقذف في قدسية الله حيث أن الكتاب المقدس أعلن بأكثر من فقرة بأن الشيطان ايضا روح .
فإن كان الله روح والشيطان روح وله نفس كينونة الله .. فمن خلق الشيطان ؟ فإن كان الله هو خالقه (على حد الإيمان المسيحي) فهذه تعتبر فضيحة لأن الله خلقه من نفس مادته .. ولو قيل أن الشيطان غير مخلوق تبقى فضيحة أكبر ......... فكيف يمكن للكنيسة أن تفرق بينهما ؟ علماً بأن الشيطان قادر على عمل معجزات إلهية كما ظهر لنا في سفر الخروج بقصة موسى وفرعون ، وايضاً الله يرسل الضلال كما يفعل الشيطان كما ذكر بولس (2تس 2:11) ... فإن حدثت امامي معجزة فكيف أكتشف بأنها من الله أم من الشيطان ؟ ولو جاءني خبر أو فكرة أو معلومة أو بشارة فكيف أميز إن كانت ضلال أرسله الله أو ضلال أرسله الشيطان ؟
والأخت كاتي تستخدم عملية حسابية بالخطأ لتثبت وحدانية الثليث فتقول : 1*1*1=1 ... فيا سيدتي هذه العملية الحسابية ليس قاعدة ثابتة .. لأن ايضا 1*1*1*1*1*1*1*1=1
كما ان رقم "1" المستخدم في عملية الضرب ليس هو نفس الرقم "1" لنفس العملية .. لأن رقم "1" يمثل أقنوم أي = أقنوم*أقنوم*أقنوم=الله ... وقد تحدثنا مراراً وتكراراً من المصادر المسيحية تؤكد بأن ليس كل أقنوم مساوي للآخر .. إن أقنوم الآب لا يساوي أقنوم الابن ولا يساوي أقنوم الروح القدس .. فكيف 1*1*1=1 ؟ فلا نقدر أن نقول أن الآب هو الابن ولا الابن هو الآب لأن يسوع قال : لان ابي اعظم مني (يوحنا 14: 28) وقال ايضاً : في ناموسكم مكتوب ان شهادة رجلين حق انا هو الشاهد لنفسي و يشهد لي الاب الذي ارسلني(يوحنا8:18) ... إذن الابن والآب اثنان وليسا واحد بنص الفقرة وليس من بنات افكاري .
ثم دخلت الأخت كاتي الطعن في عقيدة اليهود فتقول : أن فكرة أو عقيدة الوحدانية الجامعة ليست بدعة ابتدعها المسيحيين بل هي عقيدة مترسخة في الكتاب المقدس من بدايته إلي نهايته واليك بعض الشواهد التي توضح ذلك الوحدانية ..... ثم بدأت تستخدم فقرات من العهد القديم وكأن النبي موسى (عليه السلام) شخص جاهل وعلى الرغم أنه شاهد الله وجها لوجه إلا أنه لم يؤمن بعقيدة الثالوث وبذلك موسى ومن اتبعه كفار والمسيحيين هم العقلاء لأن اليهود لا تؤمن بالتثليث ... يا لها من عقول .
الكنيسة تؤمن بالكتاب المقدس اليهودي وتعتبره جزء لا يتجزأ من عقيدتها ولكن اليهود تعبد إله والمسيحية تعبد إله مخالف تماماً وكلاً منهم يعتبر أن إلهه هو الحقيقي .. يا له من ضلال .
وعندما سالنا الكنيسة عن ظهورات الرب في العهد القديم وعدم محاولة تلميح أو ذكر بأنه هو يسوع وأن له أقانيم ثلاثة ، قالت الكنيسة أن الله أخفى أقانيمه عن العهد القديم ليعلنها في العهد الجديد(انتهى)... لكن الحقيقة هي أن الرب في العهد القديم أنذر اكثر من مرة بأن يقتل كل شخص يحاول ان يعلن عن إله مخالف للأوصاف الله المذكورة في العهد القديم (التثنية13) [سبحان الله].. فلو كانت الكنيسة صادقة لما وجدنا هذه التحذيرات والوعيد بالقتل لكل من اتبع إله مخالف لما جاء بالعهد القديم ... وحين سألنا الكنيسة عن عدم إعلان المسيح عن ألوهيته في العهد الجديد قالوا : هل كان سيصدقه أحد ؟ ::اضحوكة::
ففي العهد القديم أخفى الله أقانيمه وفي العهد الجديد لن يُصدقه أحد .. فمن أين اتيتم بهذه العقيدة ؟
إذن ، لا الرب اخفى حقيقة أقانيمه في العهد القديم ولا المسيح اخفى الوهيته في العهد الجديد .
ثم في النهاية الأخت كاتي تبرهن لنا إ يمانها بالثالوث لأن المثلث ثلاثة أضلاع و ضمائر اللغات هي المتكلم والمخاطب والغائب ... وقريباً ستأكد لنا بأنها تؤمن بالثالوث لأن 2+1=3
نسأل الله لكِ الهداية
السؤال : يا أخت كاتي ، هل الآن تأكدتي بأن بولس كان صادق حين وصف علماء المسيحية بأنهم جهلة ؟ فكيف تؤمني بعقيدة وصفها لكي جاهل ؟
دخلت عضوة مسيحية اسمها (Caty Kamal) مجموعة البشارة على الفيس بوك وقدمت للمسلمين موضوع بعنوان "الوحدانية والثالوث" .
قبل أن أبدأ بالرد على موضوع "الوحدانية والثالوث" والذي أشارت إليه أحد رواد مجموعة البشارة على الفيس بوك .
يجب أولاً أن نضع ثلاثة قواعد اساسية هم من اهم قواعد العقيدة المسيحية وهم :-
1) المسيحية دين من صناعة وطبخة بشرية وليس للسماء شأن بها حيث أن الكتاب المقدس باكمله تحدث عن الديانة اليهودية (غلاطية 1:14) ولم يتحدث عن ديانة اسمها المسيحية وقاموس الكتاب المقدس كشف بأن كلمة ::مسيحي:: ظهرت بعد رفع المسيح بعشرة أعوام وهي شتيمة وتعني "سفلة" وتم ظهور هذه الديانة في القرن الرابع وليس للمسيح شأن بها ولم يُكرز بها ولم يٌعلن عنها ولم يعتنقها ... فاسمها الأصلي "ديانة السفلة" لأن كلمة مسيحي هي في الأصل كلمة يونانية وتعني سفلة ( ترقيم استرونج G5546)ا.
2) كتبة الكتاب المقدس أشخاص جهلة وناس عديمي العلم (1كو 1:27)-(اعمال الرسل 4 : 13)...والكتاب المقدس ايضا قال أن الجاهل لا يكتب ولا ينشر إلا حماقات (امثال 13:16) .
3) الكتاب المقدس ليس كلام الله ولكن هو موحى به فقط مثله مثل الإلهام عند الشعراء فكتبة الكتاب المقدس تكتب الرسالة أو السِفر أو الإنجيل على حسب علمه وثقافته وفكره وأسلوبه علماً بأنه جاهل وعديم العلم كما تم ذكره في البند رقم (2) .. راجع مفهوم الوحي في المسيحية .
هذا ليس كلامي بل كلام الكتاب المقدس وقاموس الكتاب المقدس والمراجع والمصادر المسيحية والمعترف بها طبقاً للعمل الكهنوتي .
يبدأ موضوع "الوحدانية والثالوث" بأكبر تناقض يشهده العالم : فناهيك عن أننا أثبتنا أن الكتاب المقدس ليس كلام الله وأن المسيحية ديانة صناعة بشر وأن حاملي الرايا المسيحية هم جهال العالم جاءنا موضوع أخر يقول أن هؤلاء جهال العالم ابتدعوا عقيدة جديدة اسمها يناقض بعضه وهو "الوحدانية والثالوث" .
يبدأ الموضوع باعتراف يبطل هذه العقيدة فقام بتحذير وتوضيح وإعلان بأن هذه العقيدة لا يقدر العقل البشري في فهمها بقوله : الموضوع شائك والعقل البشري لا يفهم إلا الأشياء المحسوسة و العقل البشري يتخبط عندما يريد أن يفهم الله (انتهى).. وقد جاء ايضاً في المجلد الثالث لكتاب "علم اللاهوت" للقمص ميخائيل مينا بالصفحة رقم 385 : العقائد نوعان : نوع يدركه العقل البشري على قدر طاقته ، ونوع لا يدركه ويُدعي أسرار الإيمان كعقيدة الثالوث المقدس... وجاء أيضاً بنفس الكتاب المجلد الأول صفحة 168 : إن عقيدة التثليث هي فوق ما تصل إليه افهامنا وادراكاتنا .
إذن العقل البشري لا يمكن أن يُدرك أو يستوعب عقيدة الثالوث وبذلك اصبحت عقيدة التثليث مرفوضة عقلياً وفكرياً ومنطقياً وهي بذلك أصبح حجة لمن لا يؤمن بها وليست حجة عليه .. فكيف تحاول الأخت كاتي شرح هذه العقيدة وهي في الأصل عقيدة تفوق عقول البشر ولا يمكن استيعابها ؟ .
لنرى ،
فتقول الأخت كاتي : الله زودنا بشئ أخر عظيم جداً وهو الكتاب المقدس ( الإعلان ) !.
بالطبع نحن في البداية أكدنا ومن خلال المصادر المسيحية بأن الكتاب المقدس ليس كلام الله بل هو كلام بشر ولا يزيد عن ذلك .. وقال القمص أنطونيوس فكري في تفسير سفر أيوب : الكتاب المقدس مكتوب بلغة بشرية ومهما كانت اللغة البشرية فهي محدودة وقاصرة عن شرح أفكار الله .. وقال ايضاً : بولس إقتبس من أقوال الشعراء اليونانيون ، فهو وجد قول الشاعر الوثني ما يؤكد فكرته ويوضحها فإقتبس من اقواله ولم يمتنع ... وقال ايضاً : جاء في سفر أيوب الخيالات المصرية الوثنية كطائر السمندل وايضا حيوان اسمه لوياثان .
فكيف تقول الأخت كاتي أن الله زودنا بالكتاب المقدس وبولس اقتبس من الشعراء الوثنيون والكتاب المقدس مليء بحيوانات لم يخلقها الله ولا يؤمن بها إلا الوثنيون والكتاب المقدس يستشهد بخزعبلات من أساطير الأولين ؟
ثم تقول الأخت كاتي : ولا ننسي انه عندما نطق بطرس بالإعلان عن المسيح " أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ"( 16 : 16 ) أجابه الرب قائلاً " طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لَمْ يُعْلِنْ لَكَ، لكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ " ( مت 16 : 17 ).
طبعاً كلنا نعرف من هو بطرس الذي لُقب بالشيطان (مت 4:10 ) وهو كاذب (مت 26:74) وعديم العلم (اعمال الرسل 4 : 13) وجاهل (1كو 1:27) .. فكيف يمكن أن نؤمن بكلام شخص بمثل هذا الوضع .
كما أن الكلام الذي ذكرته الاخت كاتي يؤكد بأنه لا يوجد وحدانية في الثالوث لأن يسوع الابن يقول : لكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ .. فلو كان الآب=الابن لماذا فرق يسوع بينه وبين الآب ، حتى حين قال يسوع أنا والآب واحد تراجع عنها وهرب ...وجاء ايضا في المجلد الأول لكتاب "علم اللاهوت" ص169 : الذات والجوهر والطبيعة واحدة ، ولكن الأقانيم ثلاثة ، أي ان هؤلاء الاقانيم وإن اتحدوا جوهراً وطبعا وذاتا وصاروا واحد إلا انهم ثلاثة لا واحد ، فالآب ليس هو الابن والروح القدس ليس هو الآب والابن ؛ وقال القديس اثناسيوس : الاقانيم تتميز عن بعضها بالخواص الأقنومية فقط ، وهذه الخواص التي فيها في كل أقنوم وفي الأخرين بمفرده ما ليس في الأقنومين الأخرين وفي الأخرين ما ليس فيه .
وردا على سؤال : ماذا يعلمنا الكتاب المقدس عن الثالوث الأقدس ؟ قال القمص : صعب على الإنسان فهم هذا المبدأ لأننا ندرك من البداية أنه موضوع صعب على العقل البشري إدراكه .. كما أن كلمة "الثالوث" غير مذكورة بالكتاب المقدس لكن هذا مجرد تعبير كمحاولة لتوضيح شخصيات الله ... انتهى .
ثم ينتقل الموضوع لإثبات أن الله واحد وموجود وهذا كلام لا يهمُنا في شيء لأننا لسنا مُلحدين .
ثم تنتقل الأخت كاتي لشرح أنواع الوحدانية ، فمنها الوحدانية المطلقة و الوحدانية الجامعة .. وهو كلام غير موجود في الكون إلا في عقيدة الكنيسة فقط ... فالفشل في إثبات الوحدانية في الثالوث يُدخلهم أنفاق تمر في الوحل .
ثم تحاول الأخت كاتي أن تثبت الوحدانية من خلال التكوين البشري فتقول : فانا كانسان مخلوق علي صورة الله فأعلن الله في خلقي فكرة وذاته فخلقني كائن ثلاثي فعلي الرغم من إنني شخص واحد لكن لي ( روح ونفس وجسد ) .
بالطبع هذا الكلام إعلان كنائسي الإيماني بأن الإنسان هو صورة الله .. أي أن كينونة الله مشابهة للإنسان ولكنها لم تذكر لنا نوع الجنس إن كان ذكر ام أنثى ... فإن كان الإنسان مخلوق على صورة الله .. فأي صورة تقصدين ؟ ذكر ام انثى ام مُخنث !.
فلو كان خلق الإنسان ثلاثي (روح ونفس وجسد) .. فما الفارق بين الإنسان والحمار ؟ فالحمار مخلوق من (روح ونفس وجسد) .. إذن الإنسان ينقصه ما يميزه عن الحمار وهو العقل .. فلو كان مفهوم التثليث محصور في (الروح والنفس والجسد) فيمكنك تطابقه مع الحمار أما الإنسان فله عقل يُميزه عن باقي المخلوقات وبذلك أصبح رباعي وليس ثلاثي .(روح ونفس وعقل وجسد) ... ولا يجوز القول بأن العقل أحد مكونات الجسد لأن لكل مخلوق جسد ولكن ليس لك جسد عقل بشري.
كما أن الروح لها طبيعة مخالفة عن طبيعة النفس ومخالفة ايضاً عن طبيعة الجسد .. فلا يمكن أن نقول عن الروح نفس ولا عن النفس روح ولا عن الروح جسد .. كما أن الروح تنفصل عن الجسد والنفس تموت والروح تنتقل لعالم أخر .. وعقيدة التثليث مبنية على أن الأقانيم الثلاثة لا تنفصل عن بعضها البعض طرفة عين .
ثم تقول الاخت كاتي في شرح الوحدانية الجامعة : فالله روح والروح بسيطة ....... وكم عجبت من هذا الوصف عن الله والذي يعتبر سب وقذف في قدسية الله حيث أن الكتاب المقدس أعلن بأكثر من فقرة بأن الشيطان ايضا روح .
فإن كان الله روح والشيطان روح وله نفس كينونة الله .. فمن خلق الشيطان ؟ فإن كان الله هو خالقه (على حد الإيمان المسيحي) فهذه تعتبر فضيحة لأن الله خلقه من نفس مادته .. ولو قيل أن الشيطان غير مخلوق تبقى فضيحة أكبر ......... فكيف يمكن للكنيسة أن تفرق بينهما ؟ علماً بأن الشيطان قادر على عمل معجزات إلهية كما ظهر لنا في سفر الخروج بقصة موسى وفرعون ، وايضاً الله يرسل الضلال كما يفعل الشيطان كما ذكر بولس (2تس 2:11) ... فإن حدثت امامي معجزة فكيف أكتشف بأنها من الله أم من الشيطان ؟ ولو جاءني خبر أو فكرة أو معلومة أو بشارة فكيف أميز إن كانت ضلال أرسله الله أو ضلال أرسله الشيطان ؟
والأخت كاتي تستخدم عملية حسابية بالخطأ لتثبت وحدانية الثليث فتقول : 1*1*1=1 ... فيا سيدتي هذه العملية الحسابية ليس قاعدة ثابتة .. لأن ايضا 1*1*1*1*1*1*1*1=1
كما ان رقم "1" المستخدم في عملية الضرب ليس هو نفس الرقم "1" لنفس العملية .. لأن رقم "1" يمثل أقنوم أي = أقنوم*أقنوم*أقنوم=الله ... وقد تحدثنا مراراً وتكراراً من المصادر المسيحية تؤكد بأن ليس كل أقنوم مساوي للآخر .. إن أقنوم الآب لا يساوي أقنوم الابن ولا يساوي أقنوم الروح القدس .. فكيف 1*1*1=1 ؟ فلا نقدر أن نقول أن الآب هو الابن ولا الابن هو الآب لأن يسوع قال : لان ابي اعظم مني (يوحنا 14: 28) وقال ايضاً : في ناموسكم مكتوب ان شهادة رجلين حق انا هو الشاهد لنفسي و يشهد لي الاب الذي ارسلني(يوحنا8:18) ... إذن الابن والآب اثنان وليسا واحد بنص الفقرة وليس من بنات افكاري .
ثم دخلت الأخت كاتي الطعن في عقيدة اليهود فتقول : أن فكرة أو عقيدة الوحدانية الجامعة ليست بدعة ابتدعها المسيحيين بل هي عقيدة مترسخة في الكتاب المقدس من بدايته إلي نهايته واليك بعض الشواهد التي توضح ذلك الوحدانية ..... ثم بدأت تستخدم فقرات من العهد القديم وكأن النبي موسى (عليه السلام) شخص جاهل وعلى الرغم أنه شاهد الله وجها لوجه إلا أنه لم يؤمن بعقيدة الثالوث وبذلك موسى ومن اتبعه كفار والمسيحيين هم العقلاء لأن اليهود لا تؤمن بالتثليث ... يا لها من عقول .
الكنيسة تؤمن بالكتاب المقدس اليهودي وتعتبره جزء لا يتجزأ من عقيدتها ولكن اليهود تعبد إله والمسيحية تعبد إله مخالف تماماً وكلاً منهم يعتبر أن إلهه هو الحقيقي .. يا له من ضلال .
وعندما سالنا الكنيسة عن ظهورات الرب في العهد القديم وعدم محاولة تلميح أو ذكر بأنه هو يسوع وأن له أقانيم ثلاثة ، قالت الكنيسة أن الله أخفى أقانيمه عن العهد القديم ليعلنها في العهد الجديد(انتهى)... لكن الحقيقة هي أن الرب في العهد القديم أنذر اكثر من مرة بأن يقتل كل شخص يحاول ان يعلن عن إله مخالف للأوصاف الله المذكورة في العهد القديم (التثنية13) [سبحان الله].. فلو كانت الكنيسة صادقة لما وجدنا هذه التحذيرات والوعيد بالقتل لكل من اتبع إله مخالف لما جاء بالعهد القديم ... وحين سألنا الكنيسة عن عدم إعلان المسيح عن ألوهيته في العهد الجديد قالوا : هل كان سيصدقه أحد ؟ ::اضحوكة::
ففي العهد القديم أخفى الله أقانيمه وفي العهد الجديد لن يُصدقه أحد .. فمن أين اتيتم بهذه العقيدة ؟
إذن ، لا الرب اخفى حقيقة أقانيمه في العهد القديم ولا المسيح اخفى الوهيته في العهد الجديد .
ثم في النهاية الأخت كاتي تبرهن لنا إ يمانها بالثالوث لأن المثلث ثلاثة أضلاع و ضمائر اللغات هي المتكلم والمخاطب والغائب ... وقريباً ستأكد لنا بأنها تؤمن بالثالوث لأن 2+1=3
نسأل الله لكِ الهداية
السؤال : يا أخت كاتي ، هل الآن تأكدتي بأن بولس كان صادق حين وصف علماء المسيحية بأنهم جهلة ؟ فكيف تؤمني بعقيدة وصفها لكي جاهل ؟