ساجدة لله
2010-05-02, 01:39 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكِ أختي وطبعاً سوف أكمل الرد بإذن الله
للأسف لدي هذه الأيام أقارب يدخلون النت على جهازي وأجد إحراج عندما أقول لهم أن يتركوا الجهاز ولن أتملك جهازي كما كنت من قبل إلا بعد سبعة أشهر ولا أجد إلا قليل الوقت للدخول للمنتدى وستجدي قلة مشاركاتي في الفترة الأخيرة لهذا السبب عشان كده اتأخرت المرة دي في الرد والله المستعان
وجزاكِ الله خيراً على حرصك
ساجدة لله
2010-05-02, 01:45 PM
- لماذا نصلي باتجاه الكعبة, اليس الله في كل مكان, وهل لله بيت على الارض, اليس هو خالق كل شيء.
هذا السؤال تم الرد عليه من قبل في المشاركات السابقة
لماذا نحج, لماذا نطوف 7 مرات حول الكعبة, اليس الله يغفر الذنوب كل يوم عند الصلاة.
في هذا الرابط تجدي كل شء عن الحج وحكمته ولماذا نحج وفائدة الحج
http://www.islamhouse.com/p/185310
والحكمة من الطواف بينها النبي صلى الله عليه وسلم حين قال : (( إنما جعل الطواف بالبيت والصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله )) رواه أبو داود ،
فالطائف يطوف بجسده وأما قلبه وروحه فإلى الله اتجهاهما ، وبه تعلقهما . ولسان الحاج وقلبه يلهجان بقولهما : (( لبيك اللهم لبيك )) وما سمعنا عن أحد أنه قال : (( لبيك يا كعبة لبيك )) ، فالطواف والتلبية استجابة لأمر الله ، وليست للكعبة . . ولعل مما يفسر هذا قول بعض الصالحين : طاف الجسد بالبيت ، وطاف القلب برب البيت .
وأما ما أورده بعض الزنادقه من أن الطواف بالبيت هو وثنية ، فذاك من زندقتهم وإلحادهم وجهلهم ، فإن المؤمنين ما طافوا به إلا بأمر الله ، وما كان بأمر الله فالقيام به عبادة لله تعالى .
ويرجم الحاج الشيطان رمزاً لما بعد الحج ، فهي رياضة روحية للمؤمن ، لذلك فإن الحاج بعد الحج يتذكر الرجم والحرب التي أعلنها على الشيطان ، فلا يتلكأ عن معاداة من رجمه ، ولذا تتوضح آثار الرجم بعد الحج في السلوك والمعاملات وفي الصمود للمغريات .
ألم تر عزيزي السائل إلى الجندي وهو يتدرب على تمثال من ورق أو خرق ، يطعنه ويصرخ ، فلم يفعل هذا ؟
هل هذا سخف ؟ لا . . . لأنه تدريب ليوم اللقاء الحقيقي مع الأعداء .
ألم تسمع عن الجيوش ، إنها تقوم بمناورات بذخيرة غير حية ، فهل تهدر الوقت وتضيع تعب الجند وجهدهم عبثاً ؟ لا . . إنها تتدرب على هدف رمزي تحتله وهو من بلادها ، ويهتف الجند صيحة النصر . إن هذا رمز وتدريب للمعركة الحقيقية القادمة .
وكذلك الرجم : إنه لرمز كتمثال الجندي ، وكالبقعة التي احتلت وصرخ الجميع لاحتلالها صرخة النصر . . فتمثل الشيطان الذي يصد عن سبيل الله في مكان الرجم ثم رجمه ، معناه لا طاعة له بعد اليوم ، بل حرب معلنة بين الحاج وبينه حتى يلقى الحاج ربه ، فكلما عرض له في أمر يريد غوايته تذكر الرجم والحرب المعلنة ، فلا يخضع له ولا يطيعه ، وتبقى طاعته لله وحده . . .
ان في الحج تتحقق منافع دينية ودنيوية معاً ، فيه منافع روحية وأدبية واجتماعية واقتصادية . . ففي المؤتر الكبير الذي يعقد في عرفات ، رمز لتوحيد كلمة المسلمين وتوجيههم إلى تدارس المشكلات والأمور التي تواجه شعوبهم ، وفي الحج مساواة عملية بين الأمير والفرد العادي ، فلا تمييز : لباس واحد ، وحياة واحدة ، بل سمو فوق المادة والحسب والنسب والمال والجاه .
حقاً ان هذا المؤتر الإسلامي العالمي لا شبيه له . . . الحج رياضة روحية وفكر وروح وتربية ومنافع .
يقول الدكتور وهبة الزحيلي تحت عنوان : ( ليشهدوا منافع لهم ) :
الإسلام وشرائعه خير كلّه ، ورحمة كلّه ، ومصلحة كلّه ، وفضل ونعمة مسداة كلّه ، مَن دان به رشد ، ومَن عمل به سعد ، ومَن التزمه فاز ونجا ، ومَن أعرض عنه أو انحرف زاغ وضلّ ، وتاه وشذّ .
وكلّ شيء في هذا الإسلام العظيم من عقيدة قائمة على التوحيد الخالص ، والتنزيه المطلق لله . وعبادة تصقل النفوس ، وتهذب الطبائع ، وتربي القلب ، وتصحح الفكر ، وتصلح الفرد والمجتمع . ومعاملة قائمة على الحقّ ، والعدل والميزان ، والاستقرار . وأخلاق وفضائل تقوِّم الاعوجاج ، وتلجم الأهواء والشهوات ، وتنمي عواطف الحبّ والودّ والخير والسلام ، وتحقق الاستقامة والرشد ، وراحة النفس والضمير ، وسلامة الأمة والجماعة ... كل هذه العقائد والعبادات ، والأخلاق والمعاملات ، ذات غايات سامية ومقاصد عالية ، هدفها تهذيب النفس الإنسانية ، وتربية الإنسان تربية قويمة صحيحة ، توفّر على العلماء والدولة والمعلمين ثروات كبرى ، لا تحتاج إلا إلى شيء من التذكير والبيان ، والتبسيط في تحديد الأهداف والسمات المميزة لها .
وهذا واضح كل الوضوح ، ففي جانب العبادات المفروضة في الإسلام ـ من صلاة وزكاة وصيام وحجّ على سبيل المثال ـ حصر دقيق لغاياتها في القرآن ، يدور حول التقويم والتهذيب والتربية والإصلاح ، وأكتفي بإيراد آية كريمة في كلّ منها عدا الحجّ :
ففي قوله تعالى عن الصّلاة : {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ }1 بيان الغاية التربوية منها .
وفي قوله سبحانه عن الزكاة : {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا} 2 إرشاد لجانب التطهير وتزكية النفوس وتخليصها من آفات البخل والشح ، وإنقاذ المستضعفين من الفقراء والمساكين من ذلِّ الحاجة والضعف والعوز .
وفي قوله ـ عزّ وجلّ ـ عن صيام شهر رمضان : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}3 بيان صريح لثمرة الصوم وفائدته العظمى ، وهي إعداد النفس لتقوى الله ، بترك الشهوات المباحة والمحظورة ، وتقويم النفس وتربيتها وتزكيتها ، والالتزام بالمأمورات الإلهية ، واجتناب المنهيات .
فهذه كلها غايات تربوية سامية تتحقق بممارسة العبادات ، ومنها فريضة الحجّ بدءاً من رحلة المغادرة للوطن ثم العودة إليه ، وهذه الرحلة تدريب عملي ميداني على آداب الإسلام وأخلاقه ، وتجرد خالص للعبادة ، وإظهار شامل للطاعة المطلقة ، وتصفية الأعمال من شوائب المادة وآصار الدنيا ومغرياتها ، وتعلقات الحياة الرغيدة ومفاتنها ، وتجوال الفكر العميق في تقديس الله ـ تعالى ـ وجلاله وعظمته ، وتحقيق ـ كغيره من العبادات ـ لمنافع الدين والدنيا والآخرة .
قال الله تعالى في كتابه الكريم : { وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}4 فجاء الأمر الإلهي ـ في هاتين الآيتين ـ بفريضة الحجّ ، مقروناً ببيان حكمة الحجّ ، للفرد والجماعة والأمة ، في نطاق العبادة والنفع الذاتي والاجتماعي والسياسي ، فكانت منافعه وفوائده خاصة وعامة ، لأنه بمثابة مؤتمر عام ، يستفيد منه الحجّاج فوائد دينية بأداء الفريضة ، وتربوية أخلاقية بالممارسة الفعلية للعلاقات الاجتماعية الحساسة والعادية ، وسياسية إسلامية . يتداول فيه المسلمون ـ بنحو جماعي ـ أوضاع بلادهم ، وشؤون شعوبهم ، بإخلاص وصراحة ، وجدية وحرارة ، ونقد بنّاء ، ومذاكرة في هموم وآمال وآلام الأمة الإسلامية ، يعودون بعدها لبلادهم ، وهم مزوّدون بماينبغي فعله على الصعيدين : المحلي الخاص والدولي العام ، واضعين نصب أعينهم وحدة الأمة الإسلامية ومصلحتها العليا ، وأخوّة المؤمنين وما تتطلبه من تضحيات جسام وتعاون وتضامن فعّال ، ووقوف بصرامة وجرأة أمام مخططات الأعداء ومؤامراتهم الخبيثة أو المشبوهة ، ومحاولة التغلب عليها وإحباطها ، حفاظاً على العزّة والكرامة الإسلامية ، وحماية لوجود المسلمين ، ورعاية لمصالحهم في الداخل والخارج ، سواء في وقت السلم والاستقرار ، أو في وقت المحنة والحرب والصراع المسلح ، والمجابهة الاقتصادية والتحديات المختلفة .
والكلام عن الآية : { ليشهدوا منافع لهم } يحتاج لبيان معنى اللام في الفعل ، ومعرفة سبب تنكير كلمة «منافع» ، وتحديد أنواع المنافع .
أمّا معنى لام «ليشهدوا» فهو ـ كما جاء في تفسير الميزان ـ للتعليل أو الغاية ، والجار والمجرور في «لهم» متعلق بقوله : «يأتوك» والمعنى : يأتوك لشهادة منافع لهم ، أو يأتوك فيشهدوا منافع لهم . وجاء في أحكام القرآن لابن العربي : هذه لام المقصود والفائدة التي ينساق الحديث لها ، وتنسَّق عليه ، ـ أي أنها لام الغاية والصيرورة ـ وأجلّها قوله تعالى : { ... لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً} 5 . وقد تتصل هذه اللام بالفعل ، كما تقدم ، وتتصل بالحرف كقوله تعالى : { ... لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ ... } 6 .
وأمّا تنكير كلمة «منافع» فهو كما قال الفخر الرازي : إنما نكّر المنافع ; لأنه أراد منافع مختصة بهذه العبادة ، دينية ودنيوية ، لا توجد في غيرها من العبادات . وقال الآلوسي : «منافع» أي عظيمة الخطر ، كثيرة العدد ، فتنكيرها ـ وإن لم يكن فيها تنوين ـ للتعظيم والتكثير ، ويجوز أن يكون للتنويع ، أي نوعاً من المنافع الدينية والدنيوية .
وأما المراد بكلمة «منافع» فيروى عن محمد الباقر (رضي الله عنه) تخصيص المنافع بالأخروية وهي العفو والمغفرة . وفي رواية عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ تخصيصها بالدنيوية . أي أنه حملها على منافع الدنيا ، وهي أن يتجروا في أيام الحجّ ، وتكون إذناً بالاتجار ، كما جاء في آية أخرى : { لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ } 7 . قال القرطبي : ولا خلاف في أن المراد بالآية : التجارة .
والأولى عند جماهير المفسّرين حمل الكلمة على الأمرين ، أي المنافع الدينية والدنيوية معاً ، وروي ذلك عن ابن عباس ، فقد أخرج ابن أبي حاتم عنه أنه قال في الآية : منافع في الدنيا ومنافع في الآخرة ، فأما منافع الآخرة فرضوان الله تعالى ، وأما منافع الدنيا فما يصيبون من لحوم البُدْن (الإبل والبقر ونحوهما) في ذلك اليوم ، والذبائح والتجارات . وخصّ مجاهد منافع الدنيا بالتجارة ، فهي جائزة للحاج من غير كراهة ، إذا لم تكن هي المقصودة من السفر . وهذا مستبعد ; لأن نداءهم ودعوتهم لذلك غير مقصود في العبادة ، بحسب العادة التشريعية .
والتعميم يشمل أربعة أمور : هي شهود (أي حضور) المناسك ، كعرفات والمشعر الحرام ، والمغفرة ، والتجارة ، والأموال ، والمعنى : ليحضروا منافع لهم ، أي ما يرضي الله ـ تعالى ـ من أمر الدنيا والآخرة ، فتتحقق بالحجّ منافع الدنيا والآخرة ، وما أكثرها وأجداها لكل مؤمن .
وأُرجح القول بالعموم ; عملا بالمعهود من كثرة أفضال الله وعوائده الحسنى على الناس ; ولأن مقتضى الترغيب والتحريض على أداء الحجّ يناسب ذلك ، ولا داعي للتضييق وتحجير الواسع ، فإن سعة رحمة الله شملت كلّ شيء . قال ابن العربي : والدليل عليه عموم قوله : «منافع» فكل ذلك يشتمل عليه هذا القول . وهذا يعضده تفسير قوله ـ تعالى ـ : { ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم} وذلك هو التجارة بإجماع من العلماء . فيكون القصد من المنافع ـ إذن ـ منافع الدنيا والآخرة :
المنافع الدنيوية :
هي التي تكون سبباً لتقدم الحياة الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأخلاقية والعادات كلها . فيكون الحجّ والعمرة مدرسة عملية تدريبية على تحقيق المساواة التامة بين الناس في مظهرهم وحقوقهم وواجباتهم ، فلا يتميز غني بغناه ، ولا يعرف فقير بفقره ، ولا حاكم بعزّته وسلطانه ، ولا متنفذ ذو جاه بنفوذه وجاهه ، ولا متفوق في أي شيء بتفوقه وتميزه فكراً وعملا واختراعاً وتطبيقاً . الكل يضرعون إلى الله ، ويتجهون إلى عزّته ، والطمع بعفوه ومغفرته ، والجميع يتساوون في أداء المناسك والشعائر في الوقوف بعرفات ، والمشعر الحرام ، ورمي الجمار ، والطواف حول الكعبة المشرفة ، والسعي بين الصفا والمروة ، والحلق أو التقصير .
وبعد أداء المناسك يتذاكر الحجاج الآراء في تبادل خيراتهم ومنتجاتهم وثرواتهم ، فينتفع الكل فرداً وجماعة ، ويعقدون الصفقات أو يصدرون الوعود ، وتتم المكاتبات ومعرفة العناوين لإكمال ما تمت المفاوضة حوله .
وفي أثناء ممارسة تلك الشعائر يتعاطف الناس ، ويتعلمون كيفية التخلص من داء الشح والبخل ، فتسخو الأيدي ، ويكثر العطاء والبذل ، ويزداد الإنفاق في سبيل الله ، وتراق الدماء من الأضاحي والقربات ، ويعم الخير الطوعي ، ويستفيد الكل من هذا وذاك . وهذا يحقق تضامناً وتكافلا اجتماعياً وطيد الجذور بين الأسرة الإسلاميّة الكبرى ، ويغتني الفقراء ، وتظهر ثمرات نداء سيدنا إبراهيم (عليه السلام) فيما حكاه الله عنه : { رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ } 8 .
ويقوى الشعور بالانتماء الخالد للأمة الإسلاميّة ، والغيرة على مصالحها ، والإحساس بواجب المسلم وحقه على أخيه المسلم ، وضرورة الإسهام في تفادي المشكلات ، وتخطي المحن والأزمات والصعاب ، وترسيخ جذور وحدة المسلمين ، بالتعارف والتآلف ، وتقييم الأحوال والأوضاع ، والتخطيط لمستقبل باسم زاهر بعيد عن العثرات والمآسي والآلام . ويشعر الحجّاج بقوة الروابط التي تربطهم بإخوانهم في المشارق والمغارب ، والتي أنعم الله بها عليهم ، فأنشأها الإيمان ، وحققها لهم الإسلام ، وأحكم نسيجها بروابط الأخوة السامية المخلصة ، والمحبة الصادقة ، والودّ في الله ومن أجل الله ، والإيثار والتضحية والفداء ، والصدق في القول والعمل ، والتأثر ببيئة وأحوال الصفا والطهر الذي كان الحجُّ مظلة لها ، ومؤثراً في تكوينها ، فيسهل اللقاء ، وتتجرد النفوس عن الأطماع والمصالح الذاتية ، والأهواء والشهوات الصارفة عن جادة الاستقامة .
وتظهر في رحلة الحجّ أخلاق سامية ـ عدا ما ذكر ـ من الصبر والتجمل وتحمل الأذى والمشقة ، والتخلص من العادات الذميمة والخصال السيئة ، والترفع عن المعاصي والذنوب ، وتحلي النفوس بعواطف المحبة وتنمية عوامل الخير وصنع المعروف ، مما يجعل هذه الرحلة من أقوم السبل المؤدية إلى تهذيب الأنفس وتقويم الطباع ، والشعور براحة النفس والأمن والاطمئنان ، وغمرة الفرحة والسعادة بأداء الفريضة ، وبذكر الله : {... أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }9 .
وقد حذّر القرآن الكريم من التورط بما يتنافى مع إيجابيات الحجّ وآدابه المتعددة ، فقال تعالى : { الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ }10 . ويبشّر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الحجّاجَ المترفعين عن دنايا الأخلاق ، المعتصمين بعفة اللسان وطهارة القلب ، يبشرهم بالمغفرة الشاملة ، فقال فيما يرويه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه والترمذي عن أبي هريرة : « مَن حجّ ، فلم يرفُثْ ، ولم يفسُق ، رجع من ذنوبه كيومَ ولدته أُمّه » والرفث كما قال الأزهري : كلمة جامعة لكل م####ده الرجل من المرأة . والفسق : المعصية ، وقد جاء من حديث جابر مرفوعاً : « إن بِرَّ الحجّ : إطعام الطعام ، وطيبُ الكلام ، وإفشاء السلام » .
ويمكن تلخيص منافع الحجّ الدنيوية : بطهر النفس ، ونقاء القلب ، وعفة اللسان ، وسلامة الجوارح (الأعضاء) من كل ما يشينها ويوقع في الأذى .
منافع الحجّ الأخروية :
هي وجوه التقرب إلى الله تعالى ، بما يمثّل عبودية الإنسان من قول وفعل ، وترك لذائذ الحياة وشواغل العيش ، كما جاء في تفسير الميزان . وثمرته واضحة وهي محو الذنوب ، وغفران السيئات ، وتحقيق المساواة بين العباد ، فلا تفاضل بينهم إلا بالتقوى والعمل الصالح ، كما في قوله تعالى : { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } 11 .
إن مناسك الحجّ ترشد إلى معان كثيرة ، لا يصح لحاج تخطيها دون تأمل وإدراك ، وإمعان النظر فيها ; لأن فهم الحكمة التشريعية منها تزيد النفس متعة ، وتبعث لأداء التكاليف الشرعية والطاعات الإلهية ، وتحقق مغزى الحجّ على النهج الرباني المقصود به خير الإنسان وإسعاده .
فالإحرام والتجرّد من لباس الرجال ـ ما عدا ستر العورات بملابس الإحرام المعروفة ـ يقمع شهوات النفس والأهواء ، ويبعد الناس عن التفكير في الدنيا ، ويوجه الإنسان إلى الخالق والتفكير بقدسيته وعظمته وجلاله ، ويؤدي إلى سمو الروح ، وترقي الوجدانات والضمائر ، وإظهار الخضوع والتواضع لله تعالى ، والبعد عن شوائب الكبرياء والغرور ، وعلاج أمراض النفس من حبّ الاستعلاء ومزامنة الحقد والشحناء ، وإخلاص العمل لله جلّ جلاله ، وبغير الإخلاص لله الذي هو جوهر الدين لا قيمة لأي عمل ، ولا فضل لأي مسلم في عبادة ومعاملة وخلق وغير ذلك . ومن أهم مقومات الإخلاص : التسامح مع المسلمين ، وتطهير النفوس من البغضاء والأحقاد والخصومات لهم ، سواء المعاصرون أم الغابرون ، عملا بقول الله ـ تبارك وتعالى ـ : { وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} 12 .
ونشيد التلبية الذي يردّده الحجّاج ، بدءاً من الإحرام حتى صباح يوم العيد برجم جمرة العقبة الكبرى شاهد حي ، وواقع ملموس على صدق التوجه إلى الله تعالى ، والترفع عن أوضار (أوساخ) الدنيا وشهواتها ، والتذكير الدائم بطاعة الله وامتثال أوامره واجتناب نواهيه .
والحضور إلى بيت الله الحرام لزيارته يحقّق منافع الدنيا والآخرة ; لأن شهود الكعبة المشرفة إرواء لتعلق القلوب المتلهفة لها ، والإنسان مجبول على حبّ النفع .
والطواف حول البيت الحرام يؤكّد وحدة المسلمين العامة ، ودليل على التشبه بملائكة الرحمن الحافين حول العرش ، وتصعيد الروح نحو العلو الإلهي ، وعروج إلى ملكوت الله بالقلب والفكر ، وتذكير دائم بصاحب البيت وهو الله جلّ وعلا ، وتجديد العهد مع الله على الإقرار بربوبيته ووحدانيته ، بدءاً من نقطة الانطلاق في الطواف بالحجر الأسود أو الأسعد ; ليكون قرينة أو أمارة على وحدة العمل بين الناس ، وطريقاً لإنفاذ عهد الله على الحقّ والعدل والخير والتوحيد والفضيلة . وهذا العهد الإلهي القديم أشار إليه القرآن المجيد في قوله تعالى : {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ } 13 .
والسعي بين الصفا والمروة تردد في معالم الرحمة الإلهية ، والتماس للمغفرة والرضا الرباني ، وتلمس لأفضال الله وخيراته ، وطلب عونه لتحمل مشاق الحياة ، كما فعلت السيدة هاجر زوج إبراهيم الخليل (عليه السلام) حين أعوزها الماء ، فقامت تسعى ضارعة إلى الله ـ تعالى ـ لإرواء ظمئها ، وسدّ حاجة ابنها إسماعيل (عليه السلام) ، قال الله تعالى : { إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ } 14 . وقال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)فيما رواه أحمد في مسنده : « اِسعَوا فإن الله كتب عليكم السعي » .
والوقوف بعرفة في ساحة الرضوان الإلهي ، الساحة الواحدة الشاملة لجميع الحجّاج ، إقبال خالص على الله عزّ وجلّ ، واتصال روحاني مباشر مع الله ، واحتماء بسلطان الله ، وطلب فضله ورحمته ، موقناً الحاج بإجابة دعائه .
وأما الرمي أو رجم إبليس في يوم العيد وأيام التشريق الثلاثة : فهو رمز مادي لمقاومة وساوس الشيطان وأهوائه ، والتخلص من نزعات الشر ، ومحاربة الفساد والانحراف ، فهو كما يقول المناطقة : « المحسوس يدل على المعقول » فيكون رمي الجمرات ، واستلام الحجر الأسود ، والطواف حول الكعبة ، تمثيلا للحقائق بصور المحسوسات ، ورمزاً لمعان عميقة بصور حركية مادية ، تذكّر المؤمن بأهدافها وغاياتها ، وتحمله على استدامة المقاومة لشرور النفس ونزعاتها .
هذا هو القصد من هذه الشعائر ، وليس كما يتصور سخفاء العقول من المستشرقين ، وضعفاء الإيمان ، أن مناسك الحجّ دوران حول أحجار ، وتعظيم للرموز المادية ، وامتداد للوثنية .
وقد تنتهي هذه الشعائر بذبح الأضاحي والنذور وجزاءات المخالفة للمناسك ; ليكون ذلك الوداع الأخير للرذيلة بإراقة الدم تعبيراً عن التخلص منها ، والتزام فضيلة التضحية والفداء ، كما قال الله تعالى : { لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ} 15 .
وكلّ هذه الشعائر والمناسك ذات المنافع الأخروية ، تدل دلالة قوية على الثقة بالله ، وطلب أفضاله ، وتشعر الإنسان في أعماق نفسه بعظمة الله وجلاله ; وحلاوة مناجاته وعبادته ، وطلب رضاه وقربه ، فيكثر البكاء ، ويشتدّ النحيب ، وتصفو النفوس ، وتتكاثر حالات التوبة النصوح الخالصة لله والندم على الماضي . هذا فضلا عن تذكر أهل الإيمان بماضي الإسلام ، وجهاد نبيّ الله وصحبه الكرام في نشر دعوة الله ، وتحطيم معاقل الشرك ، وهدم معالم الوثنية ، وتهاوي الأصنام ، وانتصار دعوة الحقّ والتوحيد . وما أجمل منافع الحجّ في حديث رواه البيهقي : « الحجاج والعمّار وفد الله ، إن سألوا أُعطوا ، وإن دعوا أُجيبوا ، وإن أنفقوا أُخلف لهم » ! .
الهوامش :
(1) العنكبوت : 45 .
(2) التوبة : 103 .
(3) البقرة : 183 .
(4) الحج : 27 - 28 .
(5) الطلاق : 12 .
(6) الحديد : 29 .
(7) البقرة : 198 .
(8) ابراهيم : 37 .
(9) الرعد : 28 .
(10) البقرة : 197 .
(11) الحجرات : 13 .
(12) الحشر : 10 .
(13) الأعراف : 172 .
(14) البقرة : 158 .
(15) الحجّ : 37 .
-
http://www.ebnmaryam.com/vb/t11373.html
يتبع إن شاء الله
ساجدة لله
2010-05-02, 02:00 PM
- القران يقول انه اذا كان لديك شكوك فاقرا الكتب السابقة!!! ثم يقول انها محرفة, اين الكتب الصحيحة.
تقصد هذه الآية:
(يونس)( 94 )(فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ)
والجـواب: أن الآية الكريمة (( فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ )) (يونس: 94)، لا تتحدث عن مشركي النصارى المنكرين لنبوته ، ولا تجعلهم مرجعاً للنبي r، بل تتحدث عن الذين يشهدون له بأنه أتاه الحق من ربه.
كما يلزم التنويه أيضاً إلى أن النبي r لم يشك في شيء من نبوته، ولم يسأل أهل الكتاب ولا غيرهم، بل نقل عن بعض التابعين أن النبي r قال: «لا أشك ولا أسأل»([1]).
فلفظة (إنْ) لا تفيد أي تحقق لوقوع الشك من النبيr، إذ قد يعلق المحال بـ (إنْ) ، كما في قوله تعالى: (( قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ ))(الزخرف: 81)، وقوله: (( وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّمَاء فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ ))(الأنعام: 35).
وقد فسر العلماء مقصود الآية بقولين يكمل أحدهما الآخر:
الأول: أن المقصود بالسؤال هم المؤمنون من أهل الكتاب كعبد الله بن سلام، وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما: (الذين أدركوا محمداً ? من أهل الكتاب فآمنوا به ..فاسألهم إن كنت في شك بأنك مكتوب عندهم)([2]).
الثاني: أن المقصود في الآية ليس أمر النبي r بالسؤال، بل الخطاب - في ظاهره – للنبيr، والمراد به غيرُه من المشـركين، على عادة العرب في الخطاب "إياك أعني واسمعي يا جارة"([3]).
ومثله في القرآن كثير، قال تعالى : (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ الله وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ )) (الأحزاب: 1)، وقال : (( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ )) ( الزمر: 65)، وقـال: ?يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ ? (الطلاق: 1).
وهذا الوجه صححه الطبري، واستدل له الرازي بقول الله تعالى في آخر السورة:(( يَا أَيُهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكّ مّن دِينِي فلا أَعبُدُ الذِي تَعْبُدونَ مِنْ دُون الله )) (يونس: 104)، وقال: "فبين أن المذكور في أول الآية على سبيل الرمز ، هم المذكورون في هذه الآية على سبيل التصريح .. فثبت أن الحق هو أن الخطاب، وإن كان في الظاهر مع الرسول r؛ إلا أن المراد الأمة ، ومثل هذا معتاد ، فإن السلطان الكبير إذا كان له أمير ، وكان تحت راية ذلك الأمير جمع ، فإذا أراد أن يأمر الرعية بأمر مخصوص ، فإنه لا يوجه خطابه عليهم ، بل يوجه ذلك الخطاب إلى ذلك الأمير الذي جعله أميراً عليهم ، ليكون ذلك أقوى تأثيراً في قلوبهم"([4]).
بقي أن نشير إلى أن الأمر بالسؤال ليس على ظاهره ، فإن العرب تستخدم طلب السؤال؛ بمعنى تأكيد الأمر، ولا تريد طلب السؤال حقيقة، ومنه قول الشاعر:
سلوا الليل عني مذ تناءت دياركم هل اكتحلت بالغمض لي فيه أجفان
وقول الآخر:
سلوا نسمات الريح كم قد تحملت محبــــة صب شــوقه لـيس يكتـم
فهذان وأضرابهما لا يراد منه – في لغة العرب- حقيقة السؤال ؛ إذ كيف يُسأل الليل أو نسمات الريح، إنما يراد تأكيد تلك المعاني التي طلب السؤال عنها.
ومثله في القرآن قوله تعالى: ? سَلْهُم أَيُّهُم بِذَلِكَ زَعِيمٌ ? (القلم: 40)، وقوله: (( وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا ))(الزخرف: 45)، وقوله: ((واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ)) (الأعراف: 163)، ففي كل هذا لم يطلب الله من النبي r حقيقة السؤال، إنما قصد الإخبار وتأكيد صدق هذه المعاني والأخبار التي ذكرها الله تبارك وتعالى في القرآن.
وأما قوله تعالى: (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ))(النحل: 43)، فهو خطاب من الله للمشـركين المنكرين للنبوة؛ المستغربين نزول الوحي على رجل، فقد نبههم الله إلى أن نزول الوحي على بشر أمر معهود تعرفه البشرية، ودعاهم إلى سؤال أهل الكتاب للتأكد من حقيقته والوقوف على جلائه، يقول ابن القيم: "فبقاؤهم [أي أهل الكتاب] من أقوى الحجج على منكر النبوات والمعاد والتوحيد، وقد قال تعالى لمنكري ذلك (( فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ )).. يعني سلوا أهل الكتاب: هل أرسلنا قبل محمد رجالاً يوحى إليهم أم كان محمد بدعاً من الرسل لم يتقدمه رسول حتى يكون إرساله أمراً منكراً؟"([5]).
وهكذا فالآية تجعل من شهادة أهل الكتاب دليلاً ناهضاً للاحتجاج على مشركي مكة في مسألة نبوة النبي r وهو معنى تكرر في مواضع أخرى من القرآن، كقوله: (( وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِالله شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ))(الرعد: 43).
كتبه / الدكتور منقذ السقار
ثم يقول انها محرفة, اين الكتب الصحيحة.
هذا السؤال لا نُسأل نحن عنه بل هم المسؤولون "أين الكتب الصحيحة ؟ ولماذا كل نسخة من البايبل تختلف عن الأخرى ولماذا كل إنجيل يختلف عن الآخر؟
هو احنا اللي حرفناه؟
اقرأي هذا الموضوع
http://www.ebnmaryam.com/vb/t808.html
أين تعاليم المسيح يا نصارى؟ ومن الذي أعطى الكذاب بولس الحق في أن يكتب في الكتاب من عنده وهو لم يقابل المسيح ولا مرة في حياته؟
يتبع إن شاء الله
ساجدة لله
2010-05-02, 02:03 PM
- لماذا هناك اختلاف كبير بين القران والكتب السماوية الاخرى(التوراة والانجيل) مع ان هذه الاخيرة متفقة فيما بينها:
أنهي جاهل ده اللي قال كده ؟ إذا كان أكبر الكهنة والآباء لم يجمعوا على نسخة واحدة أصلية للكتاب المقدس؟هي هتنجم من دماغها بقى؟
ألم تسمع باعترافات الآباء الأولين بتحريف الكتاب المقدس؟
ولنلقي نظرة على
الكتاب المقدس عند اليهود
لكي يكون هذا الكتاب أو ذاك كتاباً سماوياً واجب التسليم به لابد أن يثبت بدليل قاطع أن هذا الكتاب كتب بواسطة النبي الفلاني ووصل إلينا بعد ذلك بالسند المتصل بلا تحريف ولا تبديل.
فالكتب المقدسة تستمد قدسيتها من نسبتها إلى الله عز وجل وبما أن التوراة هي الكتاب المقدس عند اليهود، ويدّعي اليهود بأن جميع نصوصه كاملة جاءت من عند الله سبحانه تعالى ؛ فنحن نطالب اليهود بإثبات صحة هذا الادعاء { قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين} .
وبلمحة سريعة حول ظروف كتابة التوراة وحفظها يتضح لنا بطلان هذا الادعاء.
تخوف موسى من تسليم التوراة لبني إسرائيل :
لم يسلم موسى عليه السلام التوراة إلى بني إسرائيل ؛ وذلك خوفاً من اختلافهم من بعده في تأويلها، فقد جاء في سفر التثنية أن موسى قال لبني إسرائيل :
31: 26 خذوا كتاب التوراة هذا و ضعوه بجانب تابوت عهد الرب الهكم ليكون هناك شاهدا عليكم
31: 27 لاني انا عارف تمردكم و رقابكم الصلبة هوذا و انا بعد حي معكم اليوم قد صرتم تقاومون الرب فكم بالحري بعد موتي
فهذا موسى عليه السلام يتوقع من قومه – وهو أعرف الناس بهم - بأنهم سوف يتجرأون على كتاب الله فرفض أن يسلمه إلى بني إسرائيل بل سلمه إلى بني لاوي (أبناء هارون عليه السلام)
سفر التثنية
31: 9 و كتب موسى هذه التوراة و سلمها للكهنة بني لاوي حاملي تابوت عهد الرب و لجميع شيوخ اسرائيل
وهكذا صان موسى عليه السلام التوراة عن سائر بني إسرائيل.
الأطوار التي مرت بها التوراة:
يقرر المؤرخون أن التوراة ظلت صحيحة في أيدي اليهود لم يغيروا منها حرفاً واحداً إلى زمن الأسر البابلي عندما حاربهم نبوخذنصر ملك بابل،عام 588ق.م تقريباً فقام بدك أسوار القدس وأحرق المدينة والهيكل بعد أن أخذ منه التابوت وتتبع الهارونيين وسائر الكهنة فقتلهم على دم واحد، ثم سبى اليهود جميعاً إلى بابل مقيدين بالسلاسل ولم يترك فيها إلا شرذمة قليلة من أفقر الفقراء.وفي هذه الحادثة انعدمت التوراة وسائر أسفار العهد القديم التي كانت مصنفة. وأهل الكتاب من يهود ونصارى يقرّون بذلك" وهكذا قتل جميع الهارونيين الذين كانوا يحفظون التوراة ولم تكن التوراة محفوظة على ألسنة بني إسرائيل، فضاعت واندثرت كما "اندثرت أمتهم وتشتت بين نهري دجله والفرات وما حولها ، فذابوا بين تلك الشعوب وعبدوا آلهتهم واستمر هذا النفي إلى عام 583ق.م، ثم عاد كثير منهم إلى فلسطين فأعادوا بناء المدينة والهيكل وفي عام 458ق.م عاد عزرا إلى القدس ومعه جماعه من الكتبة اللاويين ، ودأب عزرا هو ومن معه من الكهنة على تبصير اليهود بالشريعة".
توراة عزرا :
يعتقد اليهود أن عزرا قام بجمع أسفار التوراة مرةً أخرى "فجمع من محفوظاته ومن الفصول التي يحفظها الكهنة ما لفق منه هذه التوراة التي بأيديهم، ولذلك بالغوا في تعظيم عزير غاية المبالغة، وزعموا أن النور على الأرض إلى الآن يظهر على قبره"، أما التوراة التي كتبها موسى فلم يعد لها أثر، فأين ذهبت ؟!"هذا مالا يجد اليهود والنصارى جواباً له" .
حجم توراة موسى :
يذكر اليهود أن موسى عليه السلام أوصى "يشوع" بكتابة التوراة مرةً أخرى على أحجار المذبح فقد
قال: سفر التثنية :
27: 2 فيوم تعبرون الاردن الى الارض التي يعطيك الرب الهك تقيم لنفسك حجارة كبيرة و تشيدها بالشيد
27: 3 و تكتب عليها جميع كلمات هذا الناموس حين تعبر لكي تدخل الارض التي يعطيك الرب الهك ارضا تفيض لبنا و عسلا كما قال لك الرب اله ابائك
"ونفذ يشوع الوصية كما جاء في سفر يشوع" وكتب هناك على الحجارة نسخة توراة موسى التي كتبها أمام بني إسرائيل… وبعد ذلك قرأ جميع كلام التوراة البركة واللعنة حسب كل ما كتب في سفر التوراة".
:bulleta1: فتدعي التوراة أن النبي"يشوع " كتب التوراة كاملة على الجدار حسب وصية موسى عليه السلام وهذا برهان ودليل يؤكد على أن التوراة الأصلية كانت قليلة حيث أستطاع "يشوع" نقشها على الأحجار بينما التوراة التي بأيدي اليهود اليوم هي من الكثرة تحتاج إلى أضعاف مضاعفة كثيرة من الأحجار تزيد على تلك الأحجار التي كتبت عليها التوراة مما يؤيد أن التوراة قد تسربت إليها الزيادات والتحريفات والتغييرات فتوراة اليوم تتكون من"مجموعة أسفار تصل إلى تسعة وثلاثين سفراً".
"ويقرر العلامة والطبيب الفرنسي( موريس بوكاي) في كتابه (دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة) أن عالم الأديان "أدمون جاكوب" في دراساته للعهد القديم يذكر أنه حتى القرن الثالث قبل الميلاد تقريباً لم يكن هناك نص واحد للتوراة" وكان السبب الرئيسي ما لقيه اليهود من اضطهاد من قبل الكلدانيين والبابليين والفرس واليونان…الخ.
فأي توراة تبقى؟ وأي بديل لكلام الله كتبه عزرا؟.
اللغة التي كتبت بها التوراة :
لا يعُرف معرفة يقينية ما هي اللغة التي كتب بها موسى التوراة، وعلى افتراض أنها العبرية، فلا شك أنها كانت تختلف اختلافاً بيناً جداً عن عبرية النص المقدس الذي بأيدينا، فلابد أنه مع جمع نصوص العهد القديم العبري وكتابتها بيد عزرا -وكان بين موسى وعزرا ما يقارب ألف عام-لا شك أن اللغة فيها -ككل لغة في العالم- تطورت تطوراً كبيراً وقد بقيت مع ذلك شواهد من العبرية القديمة من أشهرها قصيدة "دبوره" المبنية في الإصحاح الخامس من سفر القضاة وبالرغم من أن هذا النص لم ينجُ هو أيضاً من أثر الزمن على لفظه، فإنه بسبب تواتره على الألسنة، وكونه أنشودة غنائية حماسية موزونة – فقد أحتفظ بالكثير من سمات لغته الأصلية، وهي لغة تبدو بوضوح أقدم وأكثر بداوة من لغة التوراة نفسها "، ومن خلال ما قدمناه يتضح أن العهد القديم (التوراة) ليس له أي سند تاريخي يثبت تسلسل نقله فيعُتمد عليه في صحة المعلومات الواردة فيه ، بل إن التحريف والتغيير هي السمة المتأصلة فيه.
نصوص من التوراة تشهد بأنها ليست كلام الله عز وجل ولا حتى كلام موسى عليه السلام :
يزعم اليهود بأن التوراة بشكلها الحالي كتابة موسى نفسه كتب فيها ما أوحى الله إليه، ولكن نجد فيها عبارة "فقال الرب لموسى" مثال ذلك ما ورد في سفر الخروج(19-9-10). ،فلوكان الكاتب هو موسى حقاً لكتب "فقال الرب لي" بدلاً من " فقال الرب لموسى"وهناك مثال آخر في (خروج 24/1):"قال لموسى اصعد إلى الرب"لو كان الكاتب هو موسى لكتب"قال لي اصعد إلى الرب"؛ إن استخدام ضمير الغائب إشارة إلى موسى بدلاً من ضمير المتكلم يدل على أن الكاتب لنص التوراة الحالي ليس هو موسى بل آخرون".
ويدعي النصارى أنه يمكن لأي كاتب أن يكتب قصته بصيغة الضمير الغائب ..... وهذا كلام صحيح
ولكن الكاتب عندما يكتب قصته كاملة يكتبها بصيغة الضمير الغائب فقط ، أو ضمير متكلم فقط
أما أن يستخدم الضميرين بقصة واحدة فهذا يعتبر تخلف وجهل .
فنجد مثلاً بسفر التثنية أن صيغته تحتوي على أمرين :
1) صيغة الضمير الغائب
2) صيغة الضمير المتكلم
سفر التثنية :
1: 42 فقال الرب لي قل لهم لا تصعدوا و لا تحاربوا لاني لست في وسطكم لئلا تنكسروا امام اعدائكم
ونجد بنفس السفر
29: 2 و دعا موسى جميع اسرائيل و قال لهم انتم شاهدتم ما فعل الرب امام اعينكم في ارض مصر بفرعون و بجميع عبيده و بكل ارضه
فإذن كيف يكون موسى هو كاتب التوراة
كتابة بعد الموت :
في سفر التثنية :
34: 5 فمات هناك موسى عبد الرب في ارض مواب حسب قول الرب
إذا كانت التوراة من كتابة موسى،كما يزعمون، فكيف كتب موسى هذه العبارة ؟كيف يكتب موسى أن موسى مات هناك ؟!غير ممكن…لو كان موسى عليه السلام هو الكاتب لما كتب عن تاريخ موته، ومكان موته بعد موته"هذا بعض ما جاء في الأسفار الخمسة المنسوبة إلى موسى عليه السلام، من ضعف في السند فضلاً عن بقية الأسفار المنسوبة إلى أنبياء آخرين من بني إسرائيل.
:bulleta1: ظهور نسختين مختلفتين للتوراة :
رفض السامريون أن يعترفوا بالنظام الذي وضعه "عزرا" وغيره، وتفاقم الخلاف بينهم وبين العبرانيين فانفصل السامريون بتوراة خاصة لا تظم إلا الأسفار الخمسة.
ويقول العبرانيون : إننا على حق، ويقول السامريون بل نحن وحدنا على الحق، وأنتم الذين حرفتم وغيرتم وزدتم وأنقصتم من كتاب الله ، كما يدعي السامريون أن التوراة العبرانية كتبها عزرا، فكلا التوراتين مطعون في صحة نسبتها إلى موسى، وهذا الطعن من اليهود أنفسهم، وهناك نسخه ثالثة هي: النسخة اليونانية وهي النسخة المعتبرة عند النصارى الكاثوليك والأرثوذكس بينما النسخة العبرية: فهي معتبرة عند اليهود وجمهور علماء البروتستانت.
والنسخة السامرية: معتبره لدى السامريين من اليهود
وإذا عقدنا مقارنة بين هذه النسخ الثلاث وجدنا بينها تبايناً شديداً فيه دلالة واضحة على التحريف ، فإذا قارنا بين عدد الأسفار المعتبر لدى الثلاث الفئات نجد التالي:
النسخة العبرية : تسعة وثلاثين سفراً وما عداه لا يعتبرونه مقدساً.
النسخة اليونانية: تزيد عن النسخة العبرية بسبعة أسفار.
النسخة السامرية : لا تظم إلا أسفار موسى الخمسة فقط، وقد يضمون إليها سفر يوشع فقط وما عداه ليس مقدساً.
فهذا الاختلاف الهائل بين النسخ لكتاب واحد. والكل يزعم أنه موحى به من قبل الله عز وجل ويدعي أن كتابه هو الكتاب الحق وما عداه باطل مع عدم القدرة على تقديم الدليل القاطع على صحة ما يدعيه".
تناقضات في نصوص التوراة :
إن كتب التوراة مملوءة بالاختلافات في نصوصها مما يجعلنا لا ندري أيهما المعلومة الصحيحة هل التي ذكرت في هذا النص أم في ذاك . وفيما يلي نورد بعضاً من تلك الاختلافات .
1) جاء في سفر الملوك الثاني :"وكان قد أتى على احْزيا اثنان وعشرون سنه إذ ملك".
وجاء في سفر أخبار الأيام الثاني:" ابن اثنين وأربعين سنه كان احزيا…". فبينهما اختلاف، والثاني غلط يقيناً كما أقربه مفسروهم، وكيف لا يكون غلطاً وأباه "يهورام" حين موته كان ابن أربعين سنة وجلس هو على سرير السلطنة بعد موت أبيه متصلاً كما يظهر من الباب السابق ، فلو لم يكن غلطاً يلزم أن يكون أكبر من أبيه بسنتين!!
2) وجاء في سفر الملوك :" وكان البحر يشع ألفي فرق"وجاء ما يخالفه في سفر أخبار الأيام :"يشع ثلاثة آلاف فرق".
3) جاء في سفر صموئيل:" ودعا محمي غضب الرب على إسرائيل فأهاج عليهم داود قائلاً امض وأحص إسرائيل ويهوذا"-ويناقضه- "ووقف الشيطان ضد إسرائيل وأغوى داود ليحص إسرائيل"
و السؤال هو : من الذي أمر سيدنا داود عليه السلام أن يحصي بني إسرائيل الرب أم الشيطان ؟!
4) جاء في سفر الخروج:"ثم صعد( موسى) و (هارون) و (ناداب) و (أبيهو) وسبعون من شيوخ إسرائيل، ورأوا إلـه إسرائيل وتحت رجليه شبه صنعة من العقيق الأزرق الشفاف وكذات السماء في النقاوة ولكنه لم يمد يده إلى أشراف إسرائيل. فرأوا الله وأكلوا وشربوا"
وفي سفر التثنية زعموا أن الله قال لموسى عليه السلام ممتناً عليه وعلى بني إسرائيل :" فكلمكم الرب من وسط النار وأنتم سامعون صوت كلام ولكن لم تروا صورة بل صوتاً… فاحتفظوا جداً لأنفسكم فإنكم لم تروا صورة ما…"وكذلك ورد في عدم إمكان رؤيته جلّ وعلا، فيما ذكروا في كتابهم،أن موسى u طلب أن يرى الله عز وجل فقال له جل وعلا "لا تقدر أن ترى وجهي لأنَّ الإنسان لا يراني ويعيش".
5) جبل عيبال أم جرزيم؟
جاء في سفر التثنية:"حين تعبرون الأردن تقيمون هذه الحجارة …في جبل عيبال"،هذا النص في النسخة العبرانية، أما النسخة السامرية من هذا السفر ففيها جبل "جرزيم " بدلاً من جبل" عيبال" .
6)مات موسى ثم كتب:
في سفر التثنية:" فمات هناك موسى عبد الرب في أرض مؤاب…فبكى بنو إسرائيل موسى في عربات مؤاب". هذا النص بما فيه الإصحاح 34من سفر التثنية يتناول ما حدث بعد موت موسى . ويدعى أهل الكتاب أن سفر التثنية جزء من التوراة التي كتبها موسى بوحي من الله ؛فكيف يكتب موسى هذا الإصحاح بعد موته؟! هذا يدل على أن هذا النص والإصحاح 34كله إضافة من معلق أو مؤرخ أو كاهن وليس وحياً كما يزعمون".
7)الله يندم ولا يندم :
جاء في سفر القضاة:"لأن الرب ندم من أجل أنينهم"،وفي سفر صموئيل ما يناقضه"…لا يكذب ولا يندم لأنه ليس إنساناً ليندم"،والتناقض واضح .
8) اختلاف وتباين بين النسخ الثلاث :
لقد ذكرت التوراة مواليد بني آدم إلى نوح عيه السلام ونصوا على عمر كلِّ واحد منهم، وكذلك عمره حين ولد له أول مولود، وبعقد مقارنة بين ما ورد في النسخ الثلاث في أعمار
من ذكروا حين ولد لهم أول مولود، تتبين اختلافات واضحة، فمن ذلك :
الاسم : ( العبرانية ) .............. ( السامرية ) ............ ( اليونانية )
آدم : ........( 130) ..................( 130) ................ ( 230 )
شيث : .......( 105) ..................( 105) ................ ( 205)
آنوش : ......( 90) ...................( 90) ................ ( 190)
قينان : .......( 70) ...................( 70) ................ ( 170)
يارد : ......( 162) ...................( 62) ................ ( 262)
متوشالح:.. (187 ) ...................(67 ) ................ ( 187)
لامك : .....( 182) ...................(53 ) ................ ( 188)
الزمن من
خلق آدم
إلى
الطوفان: (1656 ) .............. (1307 ) ............ ( 2262)
فكيف يمكن الجمع بين هذه الروايات المتناقضة، و أيها كلام الله ؟!
نصوص من التوراة تعترف بالتحريف :
إن كتابهم ذاته يعترف بأن تحريفاً قد وقع. لاحظ هذا النص:"كيف تقولون نحن حكماء، وشريعة الرب معنا. حقاً إنه إلى الكذب حولها قلم الكتبة الكاذب....لذلك أعطي نساءهم لآسرين وحقولهم لمالكين…"،هذا النص يوضح أنهم قاموا بتحريف شريعة الرب ، وأن الرب يهزأ من ادعائهم الحكمة ويزجرهم لادعائهم الباطل بأن شريعة الرب معهم بعد أن حرفوها ويعدهم الله بالعذاب والذل والشتات.
وهناك نص آخر في كتابهم يعترف بالتحريف، بأنهم حرفوا كلام الله :"لأن كلمة كل إنسان تكون وصية، إذ قد حرفتم كلام الإله الحي…".
النص يهزأ منهم حيث كثر الادعاء بينهم بالوحي وصار كل منهم يضيف إلى كلام الله ما شاء، مدعياً بأنه أوحي إليه. ويشير النص صراحة إلى تحريفهم لكلام الله.
والآن نسأل النصارى : ما هي النسخة التي تم أقتباسها من النسخ الثلاثة لتكون العهد القديم ؟
http://www.truth.org.ye/F6/BOKEH1.HTM#_ftn11
يتبع إن شاء الله
ساجدة لله
2010-05-02, 02:04 PM
اعتراف العلامة أوريجانوس بتحريف الكتاب المقدس
يعد العلامة أوريجانوس ( أوريجينوس ) أحد كبار علماء آباء الكنيسة في القرن الثالث وأكثرهم دراية بالكتاب المقدس فقد قضي معظم حياته في دراسة الكتاب ومقارنة النسخ المختلفة وتعتبر نسخته المعروفة ب هيكسابلا أهم نسخة للكتاب المقدس إذ جمعت ستة نسخ في كتاب واحد .. في هذه الرسالة التي بين يديك يثبت أورجانوس تحريف اليهود للعهد القديم بأدلة من العهد الجديد
A Letter from Origen to Africanus..
رسالة أوريجانوس ( أوريجينوس ) إلي يوليوس الأفريقي
1 سلام منأوريجانوس إلي أفريكانوس ( يوليوس الأفريقي ) الحبيب في الله الآب, خلال ابنه القدوس يسوع المسيح.
عرفت من خلال رسالتك, رأيك في قصة سوسنه المذكورة في سفر دانيال, ذاك السفر الذي يقرأ في الكنائس, رغم أنه واضح وجود نقص في القصة نوعا ما, ومع وجود معضلات كثيرة في كلماتها القليلة إلا إنه لا معضلة من المعضلات تستلزم بحثا كاملا, ويكفينا رسالة مطولة
وإذا أمعنت النظر في مقدرتي العلمية حسب معرفتي, أري إني غير مؤهل لأن أرد عليك بالدقة المطلوبة في هذا الموضوع , بالإضافة إلي ذلك, فإن الأيام القليلة التي قضيتها في نيكوميديا لم تكن كافية لكتابة رد يستوفي استفساراتك وطلباتك ولا حتى علي هيئة هذه الرسالة, فلتعذرني في تقصيري وضيق وقتي ولتقرأ هذه الرسالة بتمعن وسوف أمدك إن كان هناك ما لم أذكره
2 لقد بدأت رسالتك بقولك أني في نقاشي مع صديقنا بسوس ذكرت قصة سوسنة من نبوة دانيال , وقلت أني ذكرت القصة وكأني لم أنتبه إن هذا الجزء من نبوة دانيال زائفة, وقلت أيضا أنك تمدح في فقرات قصة سوسنة وتري عباراتها رشيقة غير انك تجد فيها أخطاء وأنها قد كتبت حديثا لذلك فهي فقرة مزورة, وأضفت أن الشخص المزورلها لجأ إلي ما لم يلجأ إليه حتى الكاتب المسرحي فلستون في تلاعبه بالألفاظ بين كلمة برينوس ( prinos ( وبريسن ( ( preisen
و سيشيس سيشينوس, تلك الكلمات في نطقهم في اليونانية يمكن إستخدامها بهذه الطريقة ولا يمكن ذالك بالعبرية
في الرد علي ذلك أقول لك ما ينبغي أن نفعله في مثل كل هذه الحالات وليس فقط في حالة قصة سوسنة, تلك القصة التي نجدها في كل كنائس المسيح في النسخة اليونانية التي يستخدمها اليونانيون, ولكن لا توجد في النسخة العبرية, النسخة العبرية أيضا لا تحتو علي الفقرات التي قلت أنها في آخر الكتاب, تلك التي تتحدث عن الصنم بال و التنين’ ليست فقط تلك الفقرات بل آلاف الفقرات, ولقد أدركت ذلك عندما كنت بإمكانياتي الصغيرة أجمع النسخة العبرية مع نسختنا.
وفي سفر دانيال نفسه وجدت كلمة ( أوثق ) تلتها نصوص كثيرة في نسختنا ولا توجد في النسخة العبرية نهائيا, .بدأ من ( حسب بعض النسخ المتداولة في الكنيسة ) " وصلي حننيا و عزريا و ميشائيلو ورنموا للرب " إلي " باركوا يا جميع القانتين الرب اله الالهة سبحوا و اعترفوا لان الى الابد رحمته وحينئذ سمعهم الملك وهم يرنمون " [1] أو كما في نسخة أخري " ومشوا في وسط النار يسبحون الله ويمجدون الرب " إلي " باركوا يا جميع القانتين الرب اله الآلهة سبحوا و اعترفوا لان الى الابد رحمته
أما في النسخة العبرية فعبارة " و هؤلاء الثلاثة الرجال شدرخ و ميشخ و عبد نغو سقطوا موثقين في وسط أتون النار المتقدة." تليها مباشرة ": حينئذ تحيّر نبوخذناصّر الملك وقام مسرعا فأجاب وقال لمشيريه ألم نلقي ثلاثة رجال موثقين في وسط النار.فأجابوا وقالوا للملك صحيح أيها الملك. أجاب وقال ها انا ناظر أربعة رجال محلولين يتمشون في وسط النار وما بهم ضرر ومنظر الرابع شبيه بابن الآلهة "
أكيلا وهو يتبع القراءة العبرية قد ذكرها وهو ممن يشهد له اليهود أنه ترجم الكتاب المقدس بعناية غير عادية, وتعتبر ترجمته من أفضل الترجمات لتي يستخدمها من لا يجيد العبرية.
من ضمن النسخ التي ذكرتها, نسختين تحت حوزتي إحداهما تتبع النهج السبعيني والأخري نهج ثيودوشن , والنسختان تذكران قصة سوسنة التي وصفتها بأنها قصة مفبركة, وكذلك النصوص التي جاءت في آخر دانيال مذكورة, ومجموعها حسب تقديري أكثر من مائتين آية
3 وفي أماكن أخري كثيرة في الكتاب المقدس وحدت إضافات توجد في نسختنا ولا توجد في النسخة العبرية , وأحينا وجدت نسختنا تنقصها نصوصا نجدها في العبرية, وسوف أقدم عدة أمثلة حيث يصعب أن أذكر كل النصوص
أدعية أستير ومردخاي في سفر أستير التي من شأنها أن تهذب القاري لم تذكر في النسخة العبرية, وكذلك النصوص التي تتحدث عن رسائل أستير إلي مردخاي ولا تلك الموجهة لهامان عن إبادة اليهود ولا عن رسالة مردوخ باسم أحشوبيرش لإنقاذ الشعب اليهودي
و في سفر أيوب, العبارات " مكتوب انه سوف يقوم مرة أخري مع الذين يقيمهم الرب " إلي النهاية, هذه العبارات ليست في النسخة العبرية ولا في ترجمة أكيله اليونانية بينما توجد في (الترجمة ) السبعينية ونسخة ثيودستن, ويتوافقان معا علي الأقل في المعني
وقد وجدت في أماكن كثيرة في سفر أيوب نصوصا إضافية في نسختنا, هذه الإضافات أحيانا صغيرة وأحيانا كثيرة كثرة هائلة , فمن الإضافات الطفيفة علي سبيل المثال, نجدها بعد عبارة " وبكّر في الغد واصعد محرقات على عددهم " [2] يضاف بعدها " عجل صغير لخطايا أرواحهم " إلي :" جاء ملائكة الله ليمثلوا أمام الرب وجاء الشيطان أيضا في وسطهم [3]
" من الجولان في الأرض ومن التمشي فيها " ثم بعد عبارة " الرب أعطي لرب أخذ " النسخة العبرية ليس فيها " وكان كذلك إذ قد بدا جيدا للرب " كما أن محتويات نسختنا أكثر بكثير من النسخة العبرية عند حديث زوجة أيوب له, بدأ من قول " إلي متى تصبر فقال لها أنتظر قليلا, انتظر أمل خلاصي" إلي " حتى تنتهي آلامي وأحزاني التي تتوقني" أنا النسخة العبرية فلا تحتوي سوي عبارة " ألعن الرب ومت " [4]
ومن الناحية الأخري, نجد نصوص كثيرة خلال سفر أيوب تفتقدها نسختنا, عامة أربع أو خمس آيات ( أعداد ) ولكن أحيانا النقص يتراوح ما بين أربعة عشر إلي تسعة عشر آية في (مختلف نسخنا) ولكن لماذا أسرد كل الأمثلة التي جمعتها بمشقة, كي أثبت لك أن الفوارق بين النسخ العبرية ونسخنا لم أغفل عنه؟ في ارميا لاحظت أمثلة عديدة, بل أني وجدت في ارميا تغيرات كثيرة في مواقع النصوص واختلافات في قرأه كثير من النبوات, وفي سفر التكوين في نص خلق السماء, عبارة " وري الله أن ذلك حسن " ولا يوجد جدال صغير بينهم في ذلك. وفي ومثال آخر نجده في سفر التكوين, وقد علمت عليها لأجل التمييز بالعلامة التي يسميها اليونانيون المسلة
كما أـني أشرت بعلامة نجمية علي النصوص التي تحتويها نسخنا ولا تحتويها النسخة العبرية. وماذا أقول عن سفر الخروج حيث تجد التضارب في النصوص التي تتحدث عن خيمة الاجتماع ومحكمتها وكذلك ملابس الكهنة ورئيس الكهنة, هذه النصوص أحيانا لا يوجد تشابه بينهما حتى في مضمون معانيها, وعندما نلاحظ مثل هذه الأشياء علينا أن نرفض فورا النسخ المستخدمة في كنائسنا باعتبارها محرفة ونفرض علي الإخوة أن يتركوا تلك النسخ ويتلطفوا إلي اليهود كي يعطونا نسخ لم يتلاعب بها وليس فيها تزوير!, أم نحسب أن العناية الإلهية في الكتاب المقدس وخدمتها في توعية الكنيسة لم تفكر في هؤلاء الذين دفع لهم الثمن ومات المسيح من أجلهم إذ لم يستثني الله شيئا في حبه حتى أبنه تخلي عنه وبذله من أجلنا, وبه يعطينا كل شيء
لا تنقل التخم القديم الذي وضعه آباؤك "
5 في كل هذه الحالات تمعن ما إن كان ليس حسنا أن يذكر قول " لا تنقل التخوم القديمة التي وضعها آباؤك " ولا أقول ذلك لأتجنب التحقيق في كتاب اليهود ومقارنتها بنسخنا وملاحظة الفوارق, فقد فعلت ذلك إلي حد بعبد قدر إمكاني , ولا تعتبر قولي نوعا من الغطرسة, فقد بذلت جهدا كبيرا للوصول إلي معاني كل الطبعات وكذلك القراءات المختلفة وقد ركزت في عملي علي النسخة السبعينية خشية أن يقال أني أنسب التزوير إلي كل الكنائس, وبذلك أمنح فرصة لمن يبحثون عن أي نقطة ينطلقوا منها للافتراء علي الإخوة, ولدي هؤلاء رغبة عارمة في توجيه الاتهامات إلي النخبة من جماعتنا, وأنا أسعي إلي معرفة الفوارق بين النسخ وعدم الجهل بها كي أتمكن في جدالي مع اليهود أن أستحضر الشواهد من النصوص الغير مذكورة في نسخهم, وأيضا كي أستشهد بالنصوص التي في نسخهم حتى وإن كانت ليست في نسخنا, فإننا إن تهيأنا لهم في نقاشنا معهم لن يستطيعوا أن يسخروا منا نحن الأميين, فمن أخلاقهم السيئة أن يحتقروننا قائلين إن الأمميين ليس لديهم النسخة الصحيحة التي في حوزتهم, أما عن عدم ذكر النسخة العبرية لقصة سوسنة
6 دعنا الآن ننظر إلي الأشياء التي تجد فيها أخطاء في قصة سوسنة, ولنبدأ بما هو محتمل إن يسبب عدم تقبل قصة سوسنة, أقصد التلاعب بين كلمتي برينوس وبريسي وكذلك شينوس وشيسيس, تقول أن هذا ممكن في اليونانية ولكن لا يمكن في اللغة العبرية لأنه لا يوجد تقارب في الكلمتين في العبرية. ولكني أشك في صحة قولك, لأني عندما بحثت في هذه النقطة ( فقد كنت أري نفس المشكلة من قبل ) لقد استشرت عدد من اليهود عن الموضوع, سألتهم عن المرادف العبري لكلمتي برينوس وبرئسين وماذا يسمون شجرة سشينوس زسيشيس, ولم يعرفوا كلمتي برينوس وسشينوس اليونانيتين وطلبوا مني أن أريهم الأشجار كي يخبروني ماذا يسمونها بالعبرية, وللتو فعلت ذلك ( من أجل الحقيقة أيها العزيز ) ووضعت أمامهم الأشجار, فقال أحدهم أنه لا يستطيع أن يسمي أي شيء بثقة ما لم يذكر في التوراة,’ وإن تعذر الحصول علي مرادف الكلمة يمكن للواحد أن يستخدم مرادفها السرياني, وأضاف قائلا, أن بعض الكلمات لا يستطيع أحد ترجمتها حتى, ثم قال أنه من المكن للواحد أن يعرف معني تلك الكلمات إذا عرفت أين وردت في الكتاب ولكن إن لم تذكر نهائيا فلا سبيل إلي معرفتها
هذا هو ما أخبرني اليهودي الذي ناقشته, وهو شخص علي دراية بالتاريخ, ولذلك لا أستطيع أن أتسرع في تأكيد وجود ما يماثل تلك الكلمات في العبرية, أما تأكيدك في عدم وجودها فأنت تعلم ما بنيت عليه نظرتك
7 علاوة علي ذلك, أذكر أني سمعت من يهودي دارس وهو ابن لحكيم يهودي’ يقال إن والده مرنه وأعده ليخلفه من بعده , لقد حاورته في أمور عدة ولم يرفض قصة سوسنة وأسماء الشيخان كما وردت في ارميا " يجعلك الرب مثل صدقيا ومثل اخآب اللذين شواهما ملك بابل بالنار من أجل إثمهما في إسرائيل " [5] كيف إذن يقطع أحدهما بالمشار من قبل الملائكة ويمزق الآخر إربا إربا , والإجابة علي ذلك هي أن هذه نبوات تخص يوم الدينونة بعد الرحيل من هذا العالم, مثل ( نبوة ) ذاك العبد الآثم وسيده وقول العبد " سيدي يبطئ قدومه " ثم يستسلم للشرب والأكل مع السكارى ويضرب رفاقه العبيد, وعند مجيء سيده " يقطعه إربا ويجعل نصيبه مع غير المؤمنين "
كذلك الملاك الموكل بالعذاب سوف يتمم هذه الأمور علي الرجلين الذين جعلا شيخين ولكنهما استغلا مناصبهما في أعمال شريرة, أحدهما سوف يقطع بالمنشار لظلمه في القضاء بإدانة البريء وتبرئة الجاني والآخر سوف يمزق إربا وهو ليس من نسل يهوذا بل من نسل كنعان وقد فتنه الجمال و أضلت الشهوة قلبه
وأعرف يهوديا آخر ذكر الشيخين وقال اتهما تظاهرا ليهود المنفي الآملين بمجي المسيح ليحررهم من العبودية .. تظاهر الشيخان بمعرفة كل ما يتعلق بالمسيح وأنهما بذلك خدعا زوجات مواطنيهما من أجل ذلك يقول دانيال لأحدهما " أيها المتعتق الأيام الشريرة " وقال للآخر " هكذا كنتما تصنعان مع بنات إسرائيل لكن بنات يهوذا لم تحتمل فجوركما "
غير انك سوف تقول : إذا كان اليهود تناقلوا هذه القصة فلماذا إذن ليست مذكورة في النسخة العبرية لدانيال " والإجابة هي أن اليهود يخفون عن الناس قدر الإمكان النصوص الني تحتوي علي فضائح الشيوخ الحكام والقضاء .. بعض هذه القصص وردت في الأسفار الأبوكريفا كقصة عيسو التي شهد لها رسالة العبرانيين غير اننا لا نجدها في أي من أسفار اليهود .. لقد قال كاتب رسالة العبرانيين وهو يتحدث عن الأنبياء وما عانوه, يقول " رجموا نشروا جربوا ماتوا قتلا بالسيف " 11/37
وأنا أسأل, إلي من تشير كلمة " نشروا " ( قطعوا بالمنشار )
نحن نعلم جيدا أن التقليد يخبرنا إن عيسو النبي قطع بالمنشار وهذا مذكور أيضا في بعض كتب الأبوكريفا التي من المحتمل أن اليهود حرفوها بإضافة نصوص واضحة في كونها غير صحيحة وذلك كي تثار الشكوك حول مصداقية السفر كليا
ولكن ربما أحد ما أمام هذه الحجة القوية يستعين بالرأي القائل ان رسالة العبرانيين لم يكتبها بولس وهذا الرأي سوف أفنده في وقت أحر وأثبت ان بولس هو كاتبها.. أما الآن فسوف أقدم من الإنجيل شهادة يسوع المسيخ عن الأنبياء مع قصة أشار إليها لكنها لم تذكر في العهد القديم لأنها أيضا تخص فضائح القضاء الظلمة في إسرائيل
كلمات مخلصنا هي
ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لانكم تبنون قبور الانبياء وتزيّنون مدافن الصديقين , وتقولون لو كنا في ايام آبائنا لما شاركناهم في دم الأنبياء , فانتم تشهدون على أنفسكم إنكم أبناء قتلة الأنبياء فاملأوا انتم مكيال آبائكم. أيها الحيّات أولاد الأفاعي كيف تهربون من دينونة جهنم. لذلك ها إنا أرسل إليكم أنبياء وحكماء وكتبة فمنهم تقتلون وتصلبون ومنهم تجلدون في مجامعكم وتطردون من مدينة إلى مدينة. لكي يأتي عليكم كل دم زكي سفك على الأرض من دم هابيل الصدّيق إلى دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح: الحق أقول لكم إن هذا كله يأتي على هذا الجيل يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها كم مرة أردت أن اجمع أولادك كما تجمع الدجاجة أفراخها تحت جناحيها ولم تريدوا. هوذا بيتكم يترك لكم خرابا
فلننظر الآن, ألسنا في هذا الحالة ملزمين أن نصل إلي استنتاج وهو إن المخلص يعطينا قصة حقيقية عن اليهود بينما لا نجد أي نص من الكتاب المقدس يؤكد قول يسوع , فإن الذين يبنون قبور الأنبياء ويزينون مدافن الصديقين ويدينون جرائم آبائهم يقولون لو كنا في أيام آبائنا لما شاركناهم في دم الأنبياء [6]
فهل من أحد يخبرني, دم أي نبي من الأنبياء وأين ذكر هذا عن عيسو أو ارميا أو أي من الأنبياء الإثني عشر أو دانيال, وحتى زكريا بن برخيا الذي قتل بين الهيكل والمذبح لم نعرف عنه إلا من يسوع ولولا يسوع لما عرفنا القصة فالكتاب المقدس لم تذكر القصة أبدا
من أجل ذلك, أعتقد أنه لا يوجد افتراض آخر سوي أن الحكماء والقضاة وأيضا الشيوخ أخفوا عن الناس النصوص الني تسيء إليهم .. لذلك يجب أن لا نري غرابة في كون قصة الشيخان الفاجران وشرهما ضد سوسنة قصة حقيقية لكنها أخفيت ومسحت من الكتاب المقدس علي يد شيوخ اليهود
وفي أعمال الرسل يقول استفانوس " اي الأنبياء لم يضطهده آباؤكم وقد قتلوا الذين ظهروا قبل مجي صاحب العدل الذي غدرتم به وقتلتموه " [7]
ان كل من يؤمن بقانونية سفر أعمال الرسل يقر بصدق كلام استفانوس ولكن من المستحيل أن نثبت تهم اضطهاد وقتل الأنبياء من العهد القديم لمن لا يؤمن بيسوع
ويقول بولس في رسالته الأولي إلي تسالونكي " فانكم أيها الإخوة صرتم متمثلين بكنائس الله التي هي في اليهودية في المسيح يسوع لأنكم تألمتم انتم أيضا من أهل عشيرتكم تلك الآلام عينها كما هم أيضا من اليهود الذين قتلوا الرب يسوع وأنبياءهم واضطهدونا نحن وهم غير مرضين للّه وأضداد لجميع الناس " [8]
أعتقد ان ما قلته كافي لأن يبرهن علي صحة قصة سوسنة وأن الهجوم القاسي علي سوسنة من قبل الشيخان حقيقة قد كتبت بواسطة روح الحكمة ولكن أزالها قضاة سدوم[9] كما يسميهم الروح
-----------------------------------------------------
[1] من 3/25– 3/90 حسب النسخة الكاثوليكية الحالية - المترجم
[2] أبوب 5/1
[3] أيوب 1/6
[4] أيوب 2/9
[5] ارميا 29/22-23
[6] متي 23/29-39
[7] أعمال الرسل 7/52
[8i] تسالونكي 2/14-15
[9] عبارة تشبيهية قصد بها كهنة اليهود وحكامها
ترجمة محمود أباشيخ
يتبع إن شاء الله
ساجدة لله
2010-05-02, 02:06 PM
لتقرأ بالمرة هذه الاعترافات لآبائها حتى لا تقول بعد ذلك أن التوراة والإنجيل متفقة فيما بينها
· القديس يوستينوس الشهيد يتهم اليهود بالتحريف (http://www.burhanukum.com/article62.html)
· القديس جيروم يكتشف التحريف (http://www.burhanukum.com/article74.html)
· القديس جيروم يتهم اليهود بالتحريف (http://www.burhanukum.com/article449.html)
· إلى البابا داماسوز من جيروم - عن التحريف (http://www.burhanukum.com/article516.html)
· إنجيل مرقص السري (http://www.burhanukum.com/article391.html)
· أجزاء من الأعمال القديس يوستينوس الشهيد الضائعة (http://www.burhanukum.com/article81.html)
يتبع إن شاء الله
ساجدة لله
2010-05-02, 02:10 PM
الأنبا بيشوي يعترف بتحريف الكتاب المقدس
http://www.youtube.com/watch?v=fps5u-3iGVw
http://www.youtube.com/watch?v=fps5u-3iGVw
شنودة يعترف بلسانه بتحريف الكتاب المقدس
http://www.ebnmaryam.com/vb/t985.html
يتبع إن شاء الله
ساجدة لله
2010-05-02, 02:14 PM
- قصة الذبيح اسماعيل ام اسحاق.
والله شبهات عفى عليها الزمن وتم الرد عليها في جميع المواقع لكن العمى والجهل وحشين وهيسودوا آخرتها وهي اللي اختارات كما قلتِ يا أختي
قال الله تعالى عن إبراهيم عليه السلام { فبشرناه بغلام حليم * فلما بلغ معه السعى قال يا بنى إنى أرى فى المنام أنى أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدنى إن شاء الله من الصابرين * فلما أسلما وتله للجبين . وناديناه أن يا إبراهيم . قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزى المحسنين * إن هذا لهو البلاء المبين * وفديناه بذبح عظيم * وتركنا عليه فى الآخرين * سلام على إبراهيم . كذلك نجزى المحسنين * إنه من عبادنا المؤمنين * وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين . وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين } الصافات : 101 -113 ، وقال عند الكلام عن الملائكة لما جاءت إبراهيم بالبشرى { وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب } هود : 71 ، وقال فى موضع آخر { وبشروه بغلام عليم } الذاريات : 28 .
وروى الحاكم فى المستدرك عن معاوية بن أبى سفيان قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه أعرابى فقال : يا رسول الله ، خلفت البلاد يابسة والماء يابسا، هلك المال وضاع العيال ، فعد على مما أفاء الله عليك يا ابن الذبيحين . قال : فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليه .
وقد ذكره الزمخشرى فى الكشاف ، وقال الزيلعى فى تخريج أحاديثه : غريب .
وفي المواهب وشرحها للزرقاني وابن جرير وابن مردويه والثعلبي في تفاسيرهم عن معاوية ابن أبي سفيان قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه أعرابي، فقال يا رسول الله خَلَّفتُ البلاد يابسا، والماء يابسا، وفي نسخة الكلأ يابسا، وخلفت المال عابسا، هلك المال وضاع العيال، فعد عليَّ مما أفاء الله عليك يا ابن الذبيحين، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليه، والحديث حسن بل صححه الحاكم والذهبي لتقوّيه بتعدد طرقه .
وجاء فى كتب السيرة أن عبد المطلب نذر إن رزقه الله عشرة بنين ليذبحن أحدهم قربانا لله ، وذلك عندما منعته قريش من حفر زمزم ولم يكن معه إذ ذاك إلا ولده الحارث ، وعندما رزق بالبنين وأراد أن يوفى بنذره جاءت القرعة على عبد الله " والد النبىصلى الله عليه وسلم بعد " حتى افتدى أخيرا بمائة من الإبل ، ولهذا روى أن النبى صلى الله عليه وسلم قال " أنا ابن الذبيحين " أى إسماعيل الذى أمر الله أباه إبراهيم بذبحه ، وعبد الله والده ، الذى كان سيذبح .
إزاء هذه المرويات اختلف العلماء فى الذبيح الأول هل هو إسحاق أم إسماعيل ؟
يقول إبن كثير في قصص الأنبياء ص109- 110: فمن حكى القول عنه بأنه إسحاق : كعب الأحبار , وري عن عمر والعباس وعلى وابن مسعود , وعكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد وعطاء والشعبي ومقاتل وعبيد بن عمير , وأبي ميسرة وزيد بن أسلم بن شقيق , والزهري والقاسم وابن أبي بردة , ومكحول , وعثمان بن حاضر والسدي والحسن وقتادة , وابن أبي الهذيل وابن سابط , وهو اختيار ابن جرير , وهذا عجب منه وهو أحدث الروايتين عن إبن عباس - ولكن الصحيح عنه وعن أكثر هؤلاء - أنه إسماعيل عليه السلام
وقال مجاهد وسعيد والشعبي ويوسف بن مهران وعطاء وغير واحد عن ابن عباس : هو إسماعيل عليه السلام
وقال ابن جرير : حدثني يونس , أنبأنا ابن وهب , أخبرني عمرو بن قيس , عن عطاء بن أبي رباح , عن ابن عباس أنه قال : المفدي إسماعيل , وزعمت اليهود أنه إسحاق وكذبت اليهود
وقال عبد ابن الإمام أحمد , عن أبيه : هو إسماعيل .
وقال ابن أبي حاتم : سألت أبي عن الذبيح فقال : الصحيح أنه إسماعيل عليه السلام .
قال ابن أبي حاتم : وروي عن علي وابن عمر وأبي هريرة , وأبي الطفيل , وسعيد بن المسيب , وسعيد بن جبير , والحسن ومجاهد , والشعبي , ومحمد بن كعب , وأبي جعفر محمد بن علي , وأبي صالح أنهم قالوا : الذبيح هو إسماعيل عليه السلام
وحكاه البغوي أيضا عن الربيع بن أنس الكلبي وأبي عمرو بن العلاء .
و ما ذهب اليه الجمهور هو أن الذبيح إسماعيل ، ومما يؤيد رأيهم ما يأتى :
1 - أن إبراهيم عليه السلام لما أنجاه الله من النار وهاجر من أرض العراق إلى الشام { وقال إنى ذاهب إلى ربى سيهدين } الصافات : 99 ، وبما تقدمت به السن ولم ينجب طلب من ربه أن يهب له ولدا فاستجاب الله له { رب هب لى من الصالحين . فبشرناه بغلام حليم } الصافات : 100 ، 101 ، وكان هذا الغلام من هاجر المصرية وهو بالشام ، وهو إسماعيل ، ولما لم تنجب زوجته الأولى دخلت الغيرة قلبها فأمره الله أن يبعد عنها هاجر وولدها ، فأسكنهما فى موضع مكة، وامتحنه بذبحه لما بلغ معه السعى وكان ذلك الامتحان فى مكة .
أما ابنه إسحاق فجاءت البشارة به بعد أن بشره الله بإسماعيل ، كما تدل عليه الآيات التى ذكرت الرؤيا والبدء فى الذبح ثم افتداء الله إسماعيل بذبح عظيم ، وانتهت بمدح إبراهيم ثم ذكرت البشارة بإسحاق .
والامتحان يكون بذبح الابن البكر الذى جاء بعد شوق طويل ، لا بالولد الثانى الذى لا يصل حبه إلى ما وصل إليه حب الأول .
2 - وأن إبراهيم عاش سلسلة من الامتحانات أكثرها يتصل بهاجر وولدها إسماعيل ، حيث أسكنهما بواد غير ذى زرع ، مسلما أمرهما إلى الله ، يعيش بعيدا عنهما فى الشام ، ويزورهما على فترات ، ثم يتصاعد الامتحان بأن يرى فى المنام أنه يذبح فلذة كبده ، وما ذلك إلا إسماعيل ، ولنتصور حال إبراهيم لو تم الذبح كيف يترك هاجر وحيدة فى مكان ليس فيه من الأنس ما فى الشام حيث يستقر به المقام ، إن سلسلة هذه الامتحانات المترابطة تؤكد أن الذبيح هو إسماعيل .
3- وأن هناك اختلافا فى الظروف التى بشر بها إبراهيم بكلا ولديه إسماعيل وإسحاق فالبشارة بإسماعيل كانت عند هجرته من أرض العراق وبطلب من الله أما البشارة بإسحاق فكانت عندما جاءته الملائكة فى طريق مرورها إلى قوم لوط ، وهى فترة كان فيها إسماعيل مع أمه هاجر بعيدين عن البيت ، الذى لم يكن فيه إلا سارة التى عجبت أن يولد لها وهى عجوز عقيم وبعلها شيخ كبير، ولم يكن هناك طلب منهما لهذا الولد والامتحان بذبح من طلبه وتشوق إليه امتحان أشد .
4 - أن الشروع فى ذبح إسماعيل صاحبته أحداث تدل على أنه هو المقصود بالذبح وليس إسحاق ، ذلك أن الروايات تقول : إن إبراهيم أخذ ولده وخرج به من البيت ليذبحه بعيدا عن أمه فلقيهما الشيطان فى الطريق وسول لهما عدم الاستجابة، فرجمه إبراهيم فى أكثر من مكان ، ومنه كانت شعيرة رمى الجمار من شعائر الحج ، وذلك فى مكة وليس فى الشام .
5 - عندما بشر الله إبراهيم وسارة بإسحاق عن طريق الملائكة ، جاء فى البشارة { ومن وراء إسحاق يعقوب } هود : 71 ، يعنى أن إسحاق سيولد ويكبر ويتزوج ويولد له يعقوب ، فهل يعقل بعد الاطمئنان على حياة إسحاق أن يذبحه أبوه ؟ إنه لو ذبحه فمن أين يكون يعقوب ؟ هذا دليل قوى على أن الذبيح هو إسماعيل .
6 - أن البشارة بإسماعيل وصفته بأنه غلام حليم ، أما البشارة بإسحاق فوصفته بأنه علام عليم ، وصفة الحلم تتناسب مع من أطاع أمر ربه وصدق رؤيا أبيه فلم يغضب ولم يعص ، وهو إسماعيل . وصفة العلم غالبة فى نسل إسحاق ويعقوب وبنى إسرائيل .
7 -أن النبى صلى الله عليه وسلم سئل عن الأضاحى فقال " سنة أبيكم إبراهيم " رواه أحمد وابن ماجه وأبو العرب هو إسماعيل بن إبراهيم ، وليس إسحاق ابن إبراهيم ، كما هو معروف والقرابين كانت تذبح فى مكة وليس فى الشام استجابة لدعوة إبراهيم ربه { فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون } إبراهيم : 37 ، { وأذن فى الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق . ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله فى أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير . ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق } الحج : 27 - 29 .
8 -أن كبار العلماء من السلف قالوا : إن الذبيح هو إسماعيل كما روى ذلك عطاء بن أبى رباح عن ابن عباس ، ومجاهد عن ابن عمر، والشعبى يقول : رأيت قرنى الكبش فى الكعبة ( كذا ) وعمر بن عبد العزيز استدعى يهوديا بالشام أسلم وحسن إسلامه فشهد بأن الذبيح إسماعيل .
وأبو عمرو بن العلاء سأله الأصمعى عن الذبيح فقال له : أين ذهب عقلك ، متى كان إسحاق بمكة؟ إنما كان إسماعيل بمكة وهو الذى بنى البيت مع أبيه والمنحر بمكة .
يقول الآلوسى بعد أن ساق أقوال العلماء فى ذلك : والذى أميل إليه أن الذبيح إسماعيل لأنه المروى عن كثير من أئمة أهل البيت ولم أتيقن صحة حديث مرفوع يقتضى خلاف ذلك ، وحال أهل الكتاب لا يخفى على ذوى الألباب .
هذا هو ما أثير حول هذا الموضوع لخصته من كتب السيرة، ومن زاد المعاد لابن القيم وغيره من المصادر، ينتهى إلى أن الذبيح هو إسماعيل ، وما سبق فى ذلك هو اجتهادات واستنباطات يؤيدها حديث الحاكم عن معاوية بعدم إنكار الرسول صلى الله عليه وسلم على من ناداه بابن الذبيحين ، كما يؤيدها ما روى عنه صلى الله عليه وسلم من قوله " أنا ابن الذبيحين " .
9- حرَّفت التورة اسم الذبيح وجعلته إسحق بدلاً من إسماعيل ، إلا أن من قام بذلك لم يستطع تغيير القانون الأساسى للميراث ونقاط أخرى ألخصها فى الآتى :
أقسم الله بذاته قائلاً: (16وَقَالَ: «بِذَاتِي أَقْسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هَذَا الأَمْرَ وَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ 17أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيراً كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ أَعْدَائِهِ 18وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي».) تكوين 22: 16-18
جاء قسم الله ولم يكن إسحاق بعد قد ولِدَ ، حيث إن الفارق فى العمر بينهما هو ( 14 ) عاماَ: (16كَانَ أَبْرَامُ ابْنَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ سَنَةً لَمَّا وَلَدَتْ هَاجَرُ إِسْمَاعِيلَ لأَبْرَامَ.) تكوين 16: 16 و (5وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ ابْنَ مِئَةِ سَنَةٍ حِينَ وُلِدَ لَهُ إِسْحَاقُ ابْنُهُ.) تكوين 21: 5.
وأبرام المذكور فى الفقرة الأولى عنا هو إبراهيم الذى ذكِرَ فى الفقرة التى تليها ، فقد غيَّرَ الله سبحانه وتعالى اسمه قائلاً: (5فَلاَ يُدْعَى اسْمُكَ بَعْدُ أَبْرَامَ بَلْ يَكُونُ اسْمُكَ إِبْرَاهِيمَ لأَنِّي أَجْعَلُكَ أَباً لِجُمْهُورٍ مِنَ الأُمَمِ.) تكوين 17: 5
يقول اليهود إن الابن الوحيد والبكر (تغيرت فى التراجم إلى الابن المفضَّل) لم يكن إسماعيل قط ، لأن إسماعيل ابن الجارية ، وعلى ذلك يكون إسحاق هو الابن الحقيقى لإبراهيم.
والعجيب أن التوراة لم تقل أبداً إن إسماعيل ابن غير شرعى لإبراهيم ، فهذه سارة امرأة إبراهيم أيقنت أنها لن تنجب لإبراهيم نسلاً فآثرت أن تزوجه بهاجر: (وَأَمَّا سَارَايُ امْرَأَةُ أَبْرَامَ فَلَمْ تَلِدْ لَهُ. وَكَانَتْ لَهَا جَارِيَةٌ مِصْرِيَّةٌ اسْمُهَا هَاجَرُ 2فَقَالَتْ سَارَايُ لأَبْرَامَ: «هُوَذَا الرَّبُّ قَدْ أَمْسَكَنِي عَنِ الْوِلاَدَةِ. ادْخُلْ عَلَى جَارِيَتِي لَعَلِّي أُرْزَقُ مِنْهَا بَنِينَ». فَسَمِعَ أَبْرَامُ لِقَوْلِ سَارَايَ. 3فَأَخَذَتْ سَارَايُ امْرَأَةُ أَبْرَامَ هَاجَرَ الْمِصْرِيَّةَ جَارِيَتَهَا مِنْ بَعْدِ عَشَرِ سِنِينَ لإِقَامَةِ أَبْرَامَ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ وَأَعْطَتْهَا لأَبْرَامَ رَجُلِهَا زَوْجَةً لَهُ. 4فَدَخَلَ عَلَى هَاجَرَ فَحَبِلَتْ. وَلَمَّا رَأَتْ أَنَّهَا حَبِلَتْ صَغُرَتْ مَوْلاَتُهَا فِي عَيْنَيْهَا.) تكوين 16: 1-4
(15فَوَلَدَتْ هَاجَرُ لأَبْرَامَ ابْناً. وَدَعَا أَبْرَامُ اسْمَ ابْنِهِ الَّذِي وَلَدَتْهُ هَاجَرُ «إِسْمَاعِيلَ». 16كَانَ أَبْرَامُ ابْنَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ سَنَةً لَمَّا وَلَدَتْ هَاجَرُ إِسْمَاعِيلَ لأَبْرَامَ.) تكوين 16: 15-16
إذن فـ (ساراى) أعطت (هاجر) لـ (أبرام) رجلها زوجة له ، أى إن نسلها يجب أن يكون نسلاً شرعياً، ويؤكد ذلك: (13وَابْنُ الْجَارِيَةِ أَيْضاً سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً لأَنَّهُ نَسْلُكَ») تكوين 21: 13، أى إن الله اعتبر إسماعيل من نسل إبراهيم. وعلى ذلك يكون إسماعيل هو البكر.
وعندما غارت سارة من هاجر: (10فَقَالَتْ لإِبْرَاهِيمَ: «اطْرُدْ هَذِهِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا لأَنَّ ابْنَ هَذِهِ الْجَارِيَةِ لاَ يَرِثُ مَعَ ابْنِي إِسْحَاقَ». 11فَقَبُحَ الْكَلاَمُ جِدّاً فِي عَيْنَيْ إِبْرَاهِيمَ لِسَبَبِ ابْنِهِ. 12فَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيمَ: «لاَ يَقْبُحُ فِي عَيْنَيْكَ مِنْ أَجْلِ الْغُلاَمِ وَمِنْ أَجْلِ جَارِيَتِكَ. فِي كُلِّ مَا تَقُولُ لَكَ سَارَةُ اسْمَعْ لِقَوْلِهَا لأَنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ. 13وَابْنُ الْجَارِيَةِ أَيْضاً سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً لأَنَّهُ نَسْلُكَ».) تكوين 21: 10-13
وفى برية بئر سبع (17فَسَمِعَ اللهُ صَوْتَ الْغُلاَمِ. وَنَادَى مَلاَكُ اللهِ هَاجَرَ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ لَهَا: «مَا لَكِ يَا هَاجَرُ؟ لاَ تَخَافِي لأَنَّ اللهَ قَدْ سَمِعَ لِصَوْتِ الْغُلاَمِ حَيْثُ هُوَ. 18قُومِي احْمِلِي الْغُلاَمَ وَشُدِّي يَدَكِ بِهِ لأَنِّي سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً عَظِيمَةً».) تكوين 21: 17-18
سأجعله أمة عظيمة. فالأمة تختلف عن الشعب. فالأمة هى عدة دول يجمعهم شىء مشترك : مثل اللغة أو الدين فنقول الأمة العربية أى البلاد الناطقة باللغة العربية ، ونقول الأمة الإسلامية أى الدول التى تُدين بالإسلام.
وإذا قرأت نص الذبيح فى (تكوين 22: 2) تجد أنه يقول له: خذ ابنك وحيدك الذى تحبه. فلو كان وُلِدَ إسحاق ، فلا يمكن أن يكون له ابن وحيد ، أو لكان سأله أيهما ! ولو أراد الله بالذبيح إسحاق أو لو كان إسحاق قد ولِدَ عند هذا الإختبار الصعب ، أو لو كان الذبيح غير محبوب ومقبول عند أبيه ومرضى عليه منه ، فلا تتبقى قيمة للأضحية! ولو كان يحب إسحاق فقط لكان نبى الله ظالماً ، ولكان إلهه أيضاً ظالماً أن يُشجعه على التمادى فى الظلم بهذه التسمية! ولما قبح الكلام فى عينى إبراهيم عندما طردت سارة هاجر وابنها.
هل كان إسماعيل مغضوباً عليه أو محروماً من الميراث؟
على العكس. ندرك قمة الحب لإسماعيل عند إبراهيم فى هذه النصوص: (18وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِلَّهِ: «لَيْتَ إِسْمَاعِيلَ يَعِيشُ أَمَامَكَ!» 19فَقَالَ اللهُ بَلْ سَارَةُ امْرَأَتُكَ تَلِدُ لَكَ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ إِسْحَاقَ. وَأُقِيمُ عَهْدِي مَعَهُ عَهْداً أَبَدِيّاً لِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ. 20وَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ فَقَدْ سَمِعْتُ لَكَ فِيهِ. هَا أَنَا أُبَارِكُهُ وَأُثْمِرُهُ وَأُكَثِّرُهُ كَثِيراً جِدّاً. اثْنَيْ عَشَرَ رَئِيساً يَلِدُ وَأَجْعَلُهُ أُمَّةً كَبِيرَةً.) تكوين 17: 18 ، و (10فَقَالَتْ لإِبْرَاهِيمَ: «اطْرُدْ هَذِهِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا لأَنَّ ابْنَ هَذِهِ الْجَارِيَةِ لاَ يَرِثُ مَعَ ابْنِي إِسْحَاقَ». 11فَقَبُحَ الْكَلاَمُ جِدّاً فِي عَيْنَيْ إِبْرَاهِيمَ لِسَبَبِ ابْنِهِ. 12فَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيمَ: «لاَ يَقْبُحُ فِي عَيْنَيْكَ مِنْ أَجْلِ الْغُلاَمِ وَمِنْ أَجْلِ جَارِيَتِكَ. فِي كُلِّ مَا تَقُولُ لَكَ سَارَةُ اسْمَعْ لِقَوْلِهَا لأَنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ. 13وَابْنُ الْجَارِيَةِ أَيْضاً سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً لأَنَّهُ نَسْلُكَ».) تكوين 21: 10-13
أى سيكون عهدى الأول مع إسحاق وفى نسله ، ثم سيكون من بعد ذلك فى نسل إسماعيل، لهذا عمل اليهود ألا ينتهى هذا العهد ، وأرادوا خلع صفة المسيح الرئيس (المسيا) على عيسى عليه السلام ، لكى لا ينتظروا المسيا ، خاتم الأنبياء ، الذى سينهى شريعتهم ، ويأتى بالدين الخاتم لكل أهل الأرض.
(وهذه مواليد إسماعيل بن ابراهيم الذى ولدته هاجر المصرية جارية سارة لإبراهيم) تكوين 25: 12
وعند وفاة إبراهيم (ودفنه إسحق وإسماعيل ابناه فى مغارة المكفيلة) تكوين 25: 7 ، والاشتراك فى الدفن يعنى الاشتراك فى الميراث.
هل ابن الجارية كان من المغضوب عليهم ؟
وإلا فماذا نقول عن (دان) و (نفتالى) ابنى يعقوب من بلهة جارية راحيل؟ وماذا نقول عن (جاد) و (أشير) ابنى يعقوب أيضاً من زلفة جارية ليئة؟ إن هؤلاء من الأسباط الاثنى عشر ، ذرية يعقوب عليه السلام ، واقتران يعقوب لبلهة جارية راحيل ، وزلفة جارية ليئة مماثل لاقتران إبراهيم لهاجر جارية سارة.
فتقول التوراة بشأن (دان) و (نفتالى) أن راحيل (3فَقَالَتْ: «هُوَذَا جَارِيَتِي بَلْهَةُ. ادْخُلْ عَلَيْهَا فَتَلِدَ عَلَى رُكْبَتَيَّ وَأُرْزَقُ أَنَا أَيْضاً مِنْهَا بَنِينَ». 4فَأَعْطَتْهُ بَلْهَةَ جَارِيَتَهَا زَوْجَةً فَدَخَلَ عَلَيْهَا يَعْقُوبُ 5فَحَبِلَتْ بَلْهَةُ وَوَلَدَتْ لِيَعْقُوبَ ابْناً 6فَقَالَتْ رَاحِيلُ: «قَدْ قَضَى لِيَ اللهُ وَسَمِعَ أَيْضاً لِصَوْتِي وَأَعْطَانِيَ ابْناً». لِذَلِكَ دَعَتِ اسْمَهُ «دَاناً». 7وَحَبِلَتْ أَيْضاً بَلْهَةُ جَارِيَةُ رَاحِيلَ وَوَلَدَتِ ابْناً ثَانِياً لِيَعْقُوبَ 8فَقَالَتْ رَاحِيلُ: «قَدْ صَارَعْتُ أُخْتِي مُصَارَعَاتِ اللهِ وَغَلَبْتُ». فَدَعَتِ اسْمَهُ «نَفْتَالِي».) تكوين 30: 3-8
وتقول التوراة بشأن (جاد) و (أشير): (9وَلَمَّا رَأَتْ لَيْئَةُ أَنَّهَا تَوَقَّفَتْ عَنِ الْوِلاَدَةِ أَخَذَتْ زِلْفَةَ جَارِيَتَهَا وَأَعْطَتْهَا لِيَعْقُوبَ زَوْجَةً 10فَوَلَدَتْ زِلْفَةُ جَارِيَةُ لَيْئَةَ لِيَعْقُوبَ ابْناً. 11فَقَالَتْ لَيْئَةُ: «بِسَعْدٍ». فَدَعَتِ اسْمَهُ «جَاداً». 12وَوَلَدَتْ زِلْفَةُ جَارِيَةُ لَيْئَةَ ابْناً ثَانِياً لِيَعْقُوبَ 13فَقَالَتْ لَيْئَةُ: «بِغِبْطَتِي لأَنَّهُ تُغَبِّطُنِي بَنَاتٌ». فَدَعَتِ اسْمَهُ «أَشِيرَ».) تكوين 30: 9-13
وقد حُسِبوا ضمن أولاده الشرعيين ، فكيف يعترفون بهؤلاء أبناء شرعيين ليعقوب وينكرون ذلك على إسماعيل؟! وإلا لقلنا أن نبى الله ، أبو الأنبياء ، إبراهيم عليه السلام كان عنده ابن غير شرعى من الحرام؟ حاشاه أن يزنى أبو الأنبياء عليه السلام.
وهؤلاء هم أبناء يعقوب الاثنى عشر: (وَكَانَ بَنُو يَعْقُوبَ اثْنَيْ عَشَرَ: 23بَنُو لَيْئَةَ: رَأُوبَيْنُ بِكْرُ يَعْقُوبَ وَشَمْعُونُ وَلاَوِي وَيَهُوذَا وَيَسَّاكَرُ وَزَبُولُونُ. 24وَابْنَا رَاحِيلَ؛ يُوسُفُ وَبِنْيَامِينُ. 25وَابْنَا بِلْهَةَ جَارِيَةِ رَاحِيلَ: دَانُ وَنَفْتَالِي. 26وَابْنَا زِلْفَةَ جَارِيَةِ لَيْئَةَ: جَادُ وَأَشِيرُ. هَؤُلاَءِ بَنُو يَعْقُوبَ الَّذِينَ وُلِدُوا لَهُ فِي فَدَّانَِ أَرَامَ.) تكوين 35: 22-26
ومن الدلائل الجلية أن (دان) ابن بلهة جارية راحيل جاء من ذريته شمشون ، ذلك الإنسان الممسوح بالروح القدس منذ ولادته ، وقد كان قاضياً لبنى إسرائيل لمدة 20 سنة ، فها هو ملاك الرب يبشر امرأة منوح العاقر بولادتها لشمشون قائلاً: (5فَهَا إِنَّكِ تَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً, وَلاَ يَعْلُ مُوسَى رَأْسَهُ, لأَنَّ الصَّبِيَّ يَكُونُ نَذِيراً لِلَّهِ مِنَ الْبَطْنِ, وَهُوَ يَبْدَأُ يُخَلِّصُ إِسْرَائِيلَ مِنْ يَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ».) القضاة 13: 5
(24فَوَلَدَتِ الْمَرْأَةُ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ شَمْشُونَ. فَكَبِرَ الصَّبِيُّ وَبَارَكَهُ الرَّبُّ. 25وَابْتَدَأَ رُوحُ الرَّبِّ يُحَرِّكُهُ فِي مَحَلَّةِ دَانٍَ بَيْنَ صُرْعَةَ وَأَشْتَأُولَ.) القضاة 13: 24-25 ، (وهو قضى لاسرائيل عشرين سنة) القضاة 16: 31
ويدافع (جيمس هيستنج) عن حق البكورية لإسماعيل فيقول: لقد جانب التوفيق كُتَّاب سِفر التكوين ، أولئك الذين حاولوا أن يجعلوا نسل إسماعيل واستحقاقه لحقوق البكورية أقل مرتبة زعماً أن انتماءه لأمه هاجر جارية إبراهيم يفقده حق البكورية ، وبهذا الصنيع فهم يغفلون قانون الأسرة الواضح الصريح المنصوص عليه فى التوراة فى سفر التثنية ؛ ووفقاً لهذا القانون فإن حقوق الابن البكر لا يمكن إسقاطها بسبب الوضع الاجتماعى للأم. هذا الحق الشرعى قد بيَّنَه الناموس بالنسبة للرجل الذى يجمع أكثر من زوجة. فتقول التوراة: (15«إِذَا كَانَ لِرَجُلٍ امْرَأَتَانِ إِحْدَاهُمَا مَحْبُوبَةٌ وَالأُخْرَى مَكْرُوهَةٌ فَوَلدَتَا لهُ بَنِينَ المَحْبُوبَةُ وَالمَكْرُوهَةُ. فَإِنْ كَانَ الاِبْنُ البِكْرُ لِلمَكْرُوهَةِ 16فَيَوْمَ يَقْسِمُ لِبَنِيهِ مَا كَانَ لهُ لا يَحِلُّ لهُ أَنْ يُقَدِّمَ ابْنَ المَحْبُوبَةِ بِكْراً عَلى ابْنِ المَكْرُوهَةِ البِكْرِ 17بَل يَعْرِفُ ابْنَ المَكْرُوهَةِ بِكْراً لِيُعْطِيَهُ نَصِيبَ اثْنَيْنِ مِنْ كُلِّ مَا يُوجَدُ عِنْدَهُ لأَنَّهُ هُوَ أَوَّلُ قُدْرَتِهِ. لهُ حَقُّ البَكُورِيَّةِ.) تثنية 21: 15-17
ويُستنتَج من كل ما سبق أنه :
لم يكن هناك ابناً بكراً لإبراهيم عليه السلام إلا إسماعيل.
وأن إسماعيل من أبناء إبراهيم المقربين إلى إسماعيل والمرضى عنهم لدى الله سبحانه وتعالى ، فقد استجاب الله لدعاء أبيه فى إكثار نسله ، وباركه (أى جعل النبوة فى نسله).
وأنه لو كان إسحاق قد ولِدَ قبل رؤيا الذبح ، لما كان لها معنى فى إثبات حب إبراهيم لله ، لأنه سيكون فى هذه الحالة عنده البديل.
وأن بشارة الله بميلاد إسحاق هى مكافأة لإبراهيم عليه السلام على طاعته لله.
وأن بنو إسرائيل قد وضعوا إسحاق بدلاً من إسماعيل ، ليكون هو شعب الله المختار الذى افتداه الله ليرث الأرض الموعودة ، وإبعاد أى نسل آخر ينازعها هذا الميراث. لذلك صحّحَ عيسى عليه السلام هذه المفاهيم بقوله: (42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا؟ 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ».) متى 21: 42-44
لذلك أراد اليهود أن يتخلصوا أيضاً من عيسى عليه السلام واتهموه أنه هو المسيا المنتظر، وكان رد عيسى عليه السلام أنه رفض هذه الفرية ، ولذلك برأه بيلاطس ، إلا أن اليهود أصرَّوا على صلبه ، فتدخلت العناية الإلاهية التى كان يحظى بها دائماً ونجته.
ولو كان إسحاق هو الذبيح ، لاتخذ بنو إسرائيل من الفداء سنة لهم ولذكروها فى مناسبات مختلفة ، ولكننا نجد أن الفداء عند بنى إسرائيل يرتبط بالخروج من مصر ، ولا نجد إشارة من قريب أو بعيد لذكرى فداء إسحق: («وَيَكُونُ مَتَى أَدْخَلَكَ الرَّبُّ أَرْضَ الْكَنْعَانِيِّينَ .. .. 12أَنَّكَ تُقَدِّمُ لِلرَّبِّ كُلَّ فَاتِحِ رَحِمٍ وَكُلَّ بِكْرٍ مِنْ نِتَاجِ الْبَهَائِمِ الَّتِي تَكُونُ لَكَ. الذُّكُورُ لِلرَّبِّ. .. .. 14«وَيَكُونُ مَتَى سَأَلَكَ ابْنُكَ غَداً: مَا هَذَا؟ تَقُولُ لَهُ: بِيَدٍ قَوِيَّةٍ أَخْرَجَنَا الرَّبُّ مِنْ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ. 15وَكَانَ لَمَّا تَقَسَّى فِرْعَوْنُ عَنْ إِطْلاَقِنَا أَنَّ الرَّبَّ قَتَلَ كُلَّ بِكْرٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بِكْرِ النَّاسِ إِلَى بِكْرِ الْبَهَائِمِ. لِذَلِكَ أَنَا أَذْبَحُ لِلرَّبِّ الذُّكُورَ مِنْ كُلِّ فَاتِحِ رَحِمٍ وَأَفْدِي كُلَّ بِكْرٍ مِنْ أَوْلاَدِي.) خروج 13: 11-16
http://www.ebnmaryam.com/althabee7.htm
يتبع إن شاء الله
om amine
2010-05-03, 04:35 AM
السلام عليكم
جازاك الله خيرا على تعبك, اختى الحبيبة, ما شاء الله ردود مفيدة جدا
اعانك الله.
ساجدة لله
2010-05-05, 02:38 AM
بارك الله فيكِ غاليتي على المتابعة وآسفة مرة أخرى على التأخير غصب عني والله يعلم
- المسيح هو نبي فقط ام هو ابن الله (وكان صفته بالنبي هي انقاص لقدره عليه السلام).
السؤال ده احنا اللي نسألهولها
لكن في الإسلام هو فقط نبي مثل باقي الأنبياء
- المسيح ما زال حيا ام مات وقام.
تمت الإجابة عنه في المشاركات السابقة
سبحان الله هي أفلست واللا اتعمت؟ ربنا يهدي
- القران لم يتكلم عن موته في اليوم الاخر ولا عن قيامته ولكن في الاحاديث فقط (لم تقرا ما كتبته لها عن وجوب اتباع السنة ).
مفيش حاجة عندنا اسمها قيامته
قيامته دي عندها هي لما اللي بتعبده مات وقام بحسب إيمانها
عندنا في موت وبعث لكل الخلائق بما فيهم المسيح عليه السلام اللي بتقول ان القرآن لم يتكلم عن موته وقيامته
الآية دي ماسمعتش عنها قبل كده؟
قال تعالى على لسان المسيح عليه السلام : وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً [مريم : 33]
اللي اتقالت برضو نفس الآيات عن يحيى عليه السلام
وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً [مريم : 15]
يعني المسيح عليه السلام ولد ويموت ويبعث حيا ويحيى عليه السلام ولد ويموت ويبعث حيا ليه ما عملتش يحيى إله " عليه السلام"
اهو المسيح قال بنفسه يوم أموت " مات واللا ما ماتش " ؟
هتقول ده موت الصلب : يعني انه إله واتصلب بحسب إيمانها وتلفيقات قساوستها للتعلق بقشة ومحاولة إثبات الصلب من القرآن " نقول " هل صُلِب يحيى حتى يقول القرآن الكريم عنه نفس الآية ؟
كما أن القرآن بيكفرهم من أولهم لآخرهم لأنهم عملوا من المسيح إله " بس انتهت"
جاء في تفسير بن كثير حول الآية " وقوله " والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا " إثبات منه لعبوديته لله عز وجل وأنه مخلوق من خلق الله يحيا ويمات ويبعث كسائر الخلائق ولكن له السلامة في هذه الأحوال التي هي أشق ما يكون على العباد صلوات الله وسلامه عليه ."
يتبع إن شاء الله
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir