عماد المهدي
2010-03-13, 09:11 PM
[url=http://www.0zz0.com]http://www6.0zz0.com/2010/03/13/19/594532617.jpg[/url
"الصليب, الكعبة, (ويحكم)"
صالح بن صبحي القيم
بعد عودتي إلى منزلي من عملي جلست في غرفتي أنفض عني غبار التعب والنصب المترسب من جهدي في ذلك اليوم الطويل.
ها أنا أتخلص من لباس المشاكل و الهموم, لأرتدي حلة جديدة نظيفة تفوح منها رائحة محبتي لأولادي وأسرتي، وينبعث من ألوانها الزاهية إشعاع أمل ومودة حانية يتجلى بجلوسي معهم لأشاطرهم ألوان الحديث وأبادلهم أنواع المزاح وأعذب الكلام.
في هذه اللحظات الجميلة الماتعة, علت في الأجواء كلمة قاسية غريبة تغاير ما نعيش فيه من السعادة والسرور, كدرت ذلك النبع الصافي الذي كنا نستقي منه أعذب اللحظات: (وجع) أو(ويحكم). يا الله إنها ابنتي, كانت جالسة أمامي تشاهد فيلماً كرتونياً يصور شخصية محبوبة لديها, ما لك يا بنيّة؟ ألم أنهك عن التلفظ بهذه الكلمات؟ حينها سمعت صوت الأذان ونظرت مباشرة إلى التلفاز فعرفت السبب الذي جعل ابنتي التي تبلغ من العمر ثلاث سنين وأذن لقلبها البريء أن يوحي لذلك الفم الصغير الجريء بتلفظ تلك الكلمة, كانت توبخ التلفاز – بتصورها - والقائمين على تلك القناة – بتصوري - على قطعهم ذلك الفيلم الكرتوني مباشرة ودون سابق إنذار وفي أمتع اللحظات, وانتقالهم مباشرة لنقل شعائر الصلاة من المسجد الحرام بمكة المكرمة.
فوجئت عندما رأيت موقف ابنتي وشعورها برؤية الكعبة, وكيف أنها كرهت ذلك المنظر، وأحست أنه الذي منعها من مشاهدة ما تحبه، وأنه هادم اللذات الذي دخل عليها على حين غفلة فهدم كل جميل كان في مخيلتها!.
انتهت تلك اللحظات بهذا الموقف العجيب, ابنتي التي قضينا ونقضي جلّ أوقاتنا أنا وأمها بتعليمها شعائر هذا الدين واحترام مقدساته وتوقيرها, يُهدم ما بنيناه بموقف واحد، ولو كان عن غير قصد كما نظن ذلك – ولا نزكي على الله أحداً - من أناس نصبوا أنفسهم دعاة لهذا الدين العظيم، ولكنهم نفّروا ولم يبشروا, كما قال عليه الصلاة والسلام: "أيها الناس إنكم منفرون" [صحيح البخاري (1 / 94)].
أرجو ألا يفهم من كلامي السابق منع إظهار هذه الشعيرة العظيمة, وطمسها وعدم إبرازها للناس وخصوصاً الأطفال منهم, ولكن يجب علينا معرفة توجيه دعوتنا, ورسم خطط بناءة، قائمة على الوعي الصحيح, والترشيد الهادف لطريق الدعوة إلى الله.
الحق معنا، ولكننا نجهل كيفية إيصاله للناس عامة، بل ولأنفسنا خاصة, فيأتي أقوام مثل هؤلاء بسوء تنفيذ وتخطيط منهم فيهدمون ما بنى أصحاب العلم والبصيرة على طول أعوام وعقود بلحظة واحدة!.
وأنا في ذلك الموقف تذكرت دراسة أجريت سابقاً, قام بها أحد الغيورين على هذا الدين, ممن يريد إيقاظ نوّام المسلمين من سباتهم الذي أغرقوا أنفسهم فيه. أثبتت تلك الدراسة أن التفكير الغربي (من يهود ونصارى) لا يتعامل مع أفلام الكارتون على أنها أفلام للترفيه فقط، بل لغرس القيم والمفاهيم التي يخططها في صدور أطفال المسلمين. وليس أدل على ذلك من تلك الألعاب التي ينشرونها بين أطفالنا والتي يكون البطل فيها محتاجاً للطاقة بعد قتل وتهديم وتخريب قام به الطفل في هذه اللعبة, وقبل إشراف البطل على الهلاك تلوح في الأفق محطة للتزويد بالطاقة، وفي أعلى تلك المحطة يبرز الصليب شعار النصارى المقدس, فينشرح صدر الطفل وتنفرج أساريره بتجديد الحياة لبطله وتزويده بالطاقة, فيمضي في تخريبه وقتاله وعنفه، ولسان حاله يقول: شكرا لك أيها الصليب، فلولاك ما استمررت في لعبتي الجميلة!!.
هل تأملتم ذلك معي يا إخواني, فبتوجيههم الفكري للأطفال: (شكراً لك أيها الصليب بسببك استمررت فيما أحب واستمتعت كثيرا ومدة أطول)!.
وبتوجيهنا الفكري للأطفال: (وجع) أو (ويحكم) فبسبب كعبتكم وصلاتكم سلبت مني متعتي وتهدمت أحلامي وتعست آمالي!!.
هل عرفتم الآن معنى قولي: " الصليب, الكعبة, (ويحكم)"؟!
"الصليب, الكعبة, (ويحكم)"
صالح بن صبحي القيم
بعد عودتي إلى منزلي من عملي جلست في غرفتي أنفض عني غبار التعب والنصب المترسب من جهدي في ذلك اليوم الطويل.
ها أنا أتخلص من لباس المشاكل و الهموم, لأرتدي حلة جديدة نظيفة تفوح منها رائحة محبتي لأولادي وأسرتي، وينبعث من ألوانها الزاهية إشعاع أمل ومودة حانية يتجلى بجلوسي معهم لأشاطرهم ألوان الحديث وأبادلهم أنواع المزاح وأعذب الكلام.
في هذه اللحظات الجميلة الماتعة, علت في الأجواء كلمة قاسية غريبة تغاير ما نعيش فيه من السعادة والسرور, كدرت ذلك النبع الصافي الذي كنا نستقي منه أعذب اللحظات: (وجع) أو(ويحكم). يا الله إنها ابنتي, كانت جالسة أمامي تشاهد فيلماً كرتونياً يصور شخصية محبوبة لديها, ما لك يا بنيّة؟ ألم أنهك عن التلفظ بهذه الكلمات؟ حينها سمعت صوت الأذان ونظرت مباشرة إلى التلفاز فعرفت السبب الذي جعل ابنتي التي تبلغ من العمر ثلاث سنين وأذن لقلبها البريء أن يوحي لذلك الفم الصغير الجريء بتلفظ تلك الكلمة, كانت توبخ التلفاز – بتصورها - والقائمين على تلك القناة – بتصوري - على قطعهم ذلك الفيلم الكرتوني مباشرة ودون سابق إنذار وفي أمتع اللحظات, وانتقالهم مباشرة لنقل شعائر الصلاة من المسجد الحرام بمكة المكرمة.
فوجئت عندما رأيت موقف ابنتي وشعورها برؤية الكعبة, وكيف أنها كرهت ذلك المنظر، وأحست أنه الذي منعها من مشاهدة ما تحبه، وأنه هادم اللذات الذي دخل عليها على حين غفلة فهدم كل جميل كان في مخيلتها!.
انتهت تلك اللحظات بهذا الموقف العجيب, ابنتي التي قضينا ونقضي جلّ أوقاتنا أنا وأمها بتعليمها شعائر هذا الدين واحترام مقدساته وتوقيرها, يُهدم ما بنيناه بموقف واحد، ولو كان عن غير قصد كما نظن ذلك – ولا نزكي على الله أحداً - من أناس نصبوا أنفسهم دعاة لهذا الدين العظيم، ولكنهم نفّروا ولم يبشروا, كما قال عليه الصلاة والسلام: "أيها الناس إنكم منفرون" [صحيح البخاري (1 / 94)].
أرجو ألا يفهم من كلامي السابق منع إظهار هذه الشعيرة العظيمة, وطمسها وعدم إبرازها للناس وخصوصاً الأطفال منهم, ولكن يجب علينا معرفة توجيه دعوتنا, ورسم خطط بناءة، قائمة على الوعي الصحيح, والترشيد الهادف لطريق الدعوة إلى الله.
الحق معنا، ولكننا نجهل كيفية إيصاله للناس عامة، بل ولأنفسنا خاصة, فيأتي أقوام مثل هؤلاء بسوء تنفيذ وتخطيط منهم فيهدمون ما بنى أصحاب العلم والبصيرة على طول أعوام وعقود بلحظة واحدة!.
وأنا في ذلك الموقف تذكرت دراسة أجريت سابقاً, قام بها أحد الغيورين على هذا الدين, ممن يريد إيقاظ نوّام المسلمين من سباتهم الذي أغرقوا أنفسهم فيه. أثبتت تلك الدراسة أن التفكير الغربي (من يهود ونصارى) لا يتعامل مع أفلام الكارتون على أنها أفلام للترفيه فقط، بل لغرس القيم والمفاهيم التي يخططها في صدور أطفال المسلمين. وليس أدل على ذلك من تلك الألعاب التي ينشرونها بين أطفالنا والتي يكون البطل فيها محتاجاً للطاقة بعد قتل وتهديم وتخريب قام به الطفل في هذه اللعبة, وقبل إشراف البطل على الهلاك تلوح في الأفق محطة للتزويد بالطاقة، وفي أعلى تلك المحطة يبرز الصليب شعار النصارى المقدس, فينشرح صدر الطفل وتنفرج أساريره بتجديد الحياة لبطله وتزويده بالطاقة, فيمضي في تخريبه وقتاله وعنفه، ولسان حاله يقول: شكرا لك أيها الصليب، فلولاك ما استمررت في لعبتي الجميلة!!.
هل تأملتم ذلك معي يا إخواني, فبتوجيههم الفكري للأطفال: (شكراً لك أيها الصليب بسببك استمررت فيما أحب واستمتعت كثيرا ومدة أطول)!.
وبتوجيهنا الفكري للأطفال: (وجع) أو (ويحكم) فبسبب كعبتكم وصلاتكم سلبت مني متعتي وتهدمت أحلامي وتعست آمالي!!.
هل عرفتم الآن معنى قولي: " الصليب, الكعبة, (ويحكم)"؟!