لطفي عيساني
2010-03-17, 04:10 PM
الحمد لله و صلى الله و سلم و بارك على رسول الله و بعد :
هكذا يريدنا الله تعالى مصبوغين بصبغةٍ واحدة ، لونها أجمل الألوان وأحسنها ،
{ صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ } ، إنها صبغة الدين الحق ، والعبادة لله وحده ، والتسليم له في كل الأمور ، والسير على جادة واضحة لا اضطراب فيها ولا خلل ، ولا تبديل فيها ولا تغيير .
ويأبى جملة من الخلق إلا البحث عن غير هذه الصبغة الكاملة ، ليقع اختيارهم على ألوانٍ موغلةٍ في النقص والبشاعة :
فمنهم : من انسلخ من ملة الحنيفية إلى ملل الكفر أو الشرك ، { وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ }.
ومنهم : من تلوّن بلون التوحيد وبطّنه بالكفر ، أو تلوّن بلون الإخلاص وأخفى به الرياء ؛ وما ذاك إلا مخادعة لله وللمؤمنين ، { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا . مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا } .
ومنهم : من غرّته ألوان الدنيا الباهرة ، وزخارفها الغرّارة ، فانساق يلوّن نفسه بكل لون ، ولو كان على حساب دينه أو خلقه ، لهثًا خلف سراب الدنيا وحطامها الزائل ، وإنه لمن شر الناس صبغة ولونًا ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ شَرَّ النَّاسِ ذُو الْوَجْهَيْنِ الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ وَهَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ ) رواه البخاري .
ومنهم: من أسلم نفسه للناس يلوّنونه كيف شاءوا ومتى ما شاءوا ، فأولئك هم الإمعة ، الذين حذّر الرسول صلى الله عليه وسلم منهم فقال : ( لَا تَكُونُوا إِمَّعَةً ؛ تَقُولُونَ : إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا ، وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا ، وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ : إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا ، وَإِنْ أَسَاءُوا فَلَا تَظْلِمُوا ) رواه الترمذي وحسّنه .
وإن منهم : من يصطبغ بصبغة الإيمان والتقوى ، لكنه ما إن يتعرض لنار الفتن وبلاءها _ أعاذنا الله منها _ إلا غيّر صبغته إلى لونٍ ربما يقيه من حر الفتنة في الدنيا ، لكنه لا يقيه من حر جهنم في الآخرة ، يقول الله تعالى : { وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ } .
وأخيرًا : لنجدد صبغة الله في أنفسنا وفي مجتمعنا ، ولنبحث عن مواطنها في كتاب الله تعالى ، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، ولنمتثل بها ، ولنستقم عليها ، ولنميّز شخصياتنا بالثبات على الحق ، ولننبذ التقلب والتلوّن ، ولنحذر ألوان الطيف التي تبدو برّاقة جذّابه.. ولكن على فقاعات الصابون ..فإنها سرعان ما تزول !!
وصلى الله على نبينا محمد و الحمد لله رب العالمين
هكذا يريدنا الله تعالى مصبوغين بصبغةٍ واحدة ، لونها أجمل الألوان وأحسنها ،
{ صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ } ، إنها صبغة الدين الحق ، والعبادة لله وحده ، والتسليم له في كل الأمور ، والسير على جادة واضحة لا اضطراب فيها ولا خلل ، ولا تبديل فيها ولا تغيير .
ويأبى جملة من الخلق إلا البحث عن غير هذه الصبغة الكاملة ، ليقع اختيارهم على ألوانٍ موغلةٍ في النقص والبشاعة :
فمنهم : من انسلخ من ملة الحنيفية إلى ملل الكفر أو الشرك ، { وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ }.
ومنهم : من تلوّن بلون التوحيد وبطّنه بالكفر ، أو تلوّن بلون الإخلاص وأخفى به الرياء ؛ وما ذاك إلا مخادعة لله وللمؤمنين ، { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا . مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا } .
ومنهم : من غرّته ألوان الدنيا الباهرة ، وزخارفها الغرّارة ، فانساق يلوّن نفسه بكل لون ، ولو كان على حساب دينه أو خلقه ، لهثًا خلف سراب الدنيا وحطامها الزائل ، وإنه لمن شر الناس صبغة ولونًا ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ شَرَّ النَّاسِ ذُو الْوَجْهَيْنِ الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ وَهَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ ) رواه البخاري .
ومنهم: من أسلم نفسه للناس يلوّنونه كيف شاءوا ومتى ما شاءوا ، فأولئك هم الإمعة ، الذين حذّر الرسول صلى الله عليه وسلم منهم فقال : ( لَا تَكُونُوا إِمَّعَةً ؛ تَقُولُونَ : إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا ، وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا ، وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ : إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا ، وَإِنْ أَسَاءُوا فَلَا تَظْلِمُوا ) رواه الترمذي وحسّنه .
وإن منهم : من يصطبغ بصبغة الإيمان والتقوى ، لكنه ما إن يتعرض لنار الفتن وبلاءها _ أعاذنا الله منها _ إلا غيّر صبغته إلى لونٍ ربما يقيه من حر الفتنة في الدنيا ، لكنه لا يقيه من حر جهنم في الآخرة ، يقول الله تعالى : { وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ } .
وأخيرًا : لنجدد صبغة الله في أنفسنا وفي مجتمعنا ، ولنبحث عن مواطنها في كتاب الله تعالى ، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، ولنمتثل بها ، ولنستقم عليها ، ولنميّز شخصياتنا بالثبات على الحق ، ولننبذ التقلب والتلوّن ، ولنحذر ألوان الطيف التي تبدو برّاقة جذّابه.. ولكن على فقاعات الصابون ..فإنها سرعان ما تزول !!
وصلى الله على نبينا محمد و الحمد لله رب العالمين