لطفي عيساني
2010-03-19, 01:15 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اعلم أخي الحبيب أن الصدقة تقع في يد المولى - عز وجل - قبل أن تقع في يد الفقير، فعليك أن تتصدق بالحسن الجيد، وأن تخرجها طيبة بها نفسك، واحذر تعمد الخبيث، فإنَّ الله طيب لا يقبل إلاَّ طيباً، وعليك أن تقدم للآخرين ما تحب أن يقدموه لك: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ)، وهذا يشمل الصدقة الواجبة، وصدقة التطوع.
بل لقد قرن الله نيل البر بالإنفاق مما يحبه المرء فقال: (لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ).
قال ابن عباس في تأويل آية البقرة السابقة: "أمرهم بالإنفاق من أطيب المال، وأجوده، وأنفسه، ونهاهم عن التصدق برذالة المال ودنيئه، وهو خبيثه، فإن الله طيب لا يقبل إلاَّ طيباً".
ولهذا كان الصحابة يتنافسون ويتسابقون في إنفاق أطيب ما عندهم:
فها هو أبو طلحة الأنصاري عندما نزلت: (لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ)، قال: يا رسول الله، إن أحب أموالي إلي بَيْرُحاء، وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله؛ فقبلها منه، وقال: "اجعلها في الأقربين"، ففعل.
وفي الصحيحين أن عمر قال: يا رسول الله لم أصب مالاً قط هو أنفس عندي من سهمي الذي هو بخيبر، فما تأمرني به؟ قال: "حبِّس الأصل وسبِّل الثمرة".
وكان ابن عمر إذا أَعجبه شيء من ماله تصدق به، وتلا: (لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ)، وقد اعتق ابن عمر نافعاً مولاه، وكان أعطاه فيه عبد الله بن جعفر ألف دينار.
واشترى عمر جارية من سبي جالولا، فدعا بها عمر فأعجبته، فقال: إن الله - عز وجل - يقول: (لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ)، فاعتقها عمر.
وكان عمر بن عبد العزيز يشتري أعدالاً من السكر ويتصدق بها، فقيل له: تصدق بقيمتها؛ قال: لأن السكر أحب إليَّ فأردت أن أنفق مما أحب.
وروي عن الثوري أنه بلغه أن أم ولد الربيع بن خيثم قالت: كان إذا جاءه السائل يقول لي: يا فلانة أعطي السائل سكراً، فإن الربيع يحب السكر، ويتلو: (لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ).
وقال الحسن: إنكم لن تنالوا ما تحبون إلاَّ بترك ما تشتهون، ولا تدركوا ما تأملون إلاَّ بالصبر على ما تكرهون.
أيها التجار، أيها المحسنون، لا تيمموا البائر، والكاسد، والخبيث من بضائعكم تنفقون، أيها الوكلاء في ديوان الزكاة وفي الوزارات والشركات اتقوا الله ولا تشتروا الخبيث الرخيص، فإنكم موقوفون بين يدي ربكم وسائلكم عن ذلك، أيها المؤمنون أنفقوا من طيبات ما كسبتم في شهر الخير والبركات، ومما جعلكم مستخلفين فيه، فالمال مال الله والعبيد مستخلفون فيه.
أيها الفقراء قابلوا إحسان المحسنين من إخوانكم بالدعاء لهم والشكر والثناء، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله.
والحمد لله أولاً وآخراً، وصلى الله وسلم على خير من أنفق وأعطى، وعلى آله، وصحبه الفضلاء.
اعلم أخي الحبيب أن الصدقة تقع في يد المولى - عز وجل - قبل أن تقع في يد الفقير، فعليك أن تتصدق بالحسن الجيد، وأن تخرجها طيبة بها نفسك، واحذر تعمد الخبيث، فإنَّ الله طيب لا يقبل إلاَّ طيباً، وعليك أن تقدم للآخرين ما تحب أن يقدموه لك: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ)، وهذا يشمل الصدقة الواجبة، وصدقة التطوع.
بل لقد قرن الله نيل البر بالإنفاق مما يحبه المرء فقال: (لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ).
قال ابن عباس في تأويل آية البقرة السابقة: "أمرهم بالإنفاق من أطيب المال، وأجوده، وأنفسه، ونهاهم عن التصدق برذالة المال ودنيئه، وهو خبيثه، فإن الله طيب لا يقبل إلاَّ طيباً".
ولهذا كان الصحابة يتنافسون ويتسابقون في إنفاق أطيب ما عندهم:
فها هو أبو طلحة الأنصاري عندما نزلت: (لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ)، قال: يا رسول الله، إن أحب أموالي إلي بَيْرُحاء، وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله؛ فقبلها منه، وقال: "اجعلها في الأقربين"، ففعل.
وفي الصحيحين أن عمر قال: يا رسول الله لم أصب مالاً قط هو أنفس عندي من سهمي الذي هو بخيبر، فما تأمرني به؟ قال: "حبِّس الأصل وسبِّل الثمرة".
وكان ابن عمر إذا أَعجبه شيء من ماله تصدق به، وتلا: (لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ)، وقد اعتق ابن عمر نافعاً مولاه، وكان أعطاه فيه عبد الله بن جعفر ألف دينار.
واشترى عمر جارية من سبي جالولا، فدعا بها عمر فأعجبته، فقال: إن الله - عز وجل - يقول: (لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ)، فاعتقها عمر.
وكان عمر بن عبد العزيز يشتري أعدالاً من السكر ويتصدق بها، فقيل له: تصدق بقيمتها؛ قال: لأن السكر أحب إليَّ فأردت أن أنفق مما أحب.
وروي عن الثوري أنه بلغه أن أم ولد الربيع بن خيثم قالت: كان إذا جاءه السائل يقول لي: يا فلانة أعطي السائل سكراً، فإن الربيع يحب السكر، ويتلو: (لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ).
وقال الحسن: إنكم لن تنالوا ما تحبون إلاَّ بترك ما تشتهون، ولا تدركوا ما تأملون إلاَّ بالصبر على ما تكرهون.
أيها التجار، أيها المحسنون، لا تيمموا البائر، والكاسد، والخبيث من بضائعكم تنفقون، أيها الوكلاء في ديوان الزكاة وفي الوزارات والشركات اتقوا الله ولا تشتروا الخبيث الرخيص، فإنكم موقوفون بين يدي ربكم وسائلكم عن ذلك، أيها المؤمنون أنفقوا من طيبات ما كسبتم في شهر الخير والبركات، ومما جعلكم مستخلفين فيه، فالمال مال الله والعبيد مستخلفون فيه.
أيها الفقراء قابلوا إحسان المحسنين من إخوانكم بالدعاء لهم والشكر والثناء، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله.
والحمد لله أولاً وآخراً، وصلى الله وسلم على خير من أنفق وأعطى، وعلى آله، وصحبه الفضلاء.