لطفي عيساني
2010-03-19, 01:46 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلته أخبار مرض والده وهو في مكة يؤدي مناسك الحج، وفي عرفات رفع كفيه وجعل يناجي ربه ويدعوه أن يهدي والده إلى الإسلام - طريق الحق المستقيم-.. وقدر الله - تعالى - أن ألتقي به في رحاب منى..
كنت عائداً من طواف الإفاضة، وبينما أنا أسير نحو المخيم قبل أذان الفجر التقيته.. فعانقني وهو يصيح ويبكي: أبا سنان... أسلم أبي.. أسلم أبي.. !!
كان عيسى ريال شاباً نصرانياً يعمل في إحدى كنائس الفلبين، وكان والده ريكاريدو يراه وهو يعلم النصارى دينهم في الكنيسة فيشعر بالفخر..
وقدر الله - تعالى -أن يأتي عيسى للمملكة العربية السعودية للعمل، وأحب أن يتعرف على الإسلام، وبعد مطالعات كثيرة، ولقاءات ببعض الدعاة والعلماء قرر أن يعتنق الإسلام..
وبعد عودته للفلبين، ومقابلته لوالده، واجه إنكاراً شديداً، وغضباً عارماً بسبب دخوله في الإسلام، وسمع عتاباً وتوبيخاً شديداً لأنه أقدم على مثل هذه الخطوة الغريبة.. وكان والده إذا ما سئل عن موقفه من ابنه يقول: وآسفاه.. لقد أصيب ابني بالجنون.. !!
قابل عيسى ذلك بصبر وحلم وأناة.. خاصة أن والده رباه صغيراً واعتنى به بعد وفاة والدته، وهو في سن الطفولة..
شعر بأنه صار سبباً في حزن أبيه وضيق صدره.. لكنه قرر أن يعامله كما أمر الإسلام: (وصاحبهما في الدنيا معروفاً)..
ظل عيسى يرسل النقود لوالده، ويصله بالهدايا، ويحاول جاهداً أن يقنعه باعتناق الإسلام دون كلل أو ملل طيلة أعوام طوال..
وخلال هذه الفترة كان يعمل في مكتب للدعوة في الرياض، ويتعلم ويعلم، حتى استطاع ترجمة بعض الكتب للغته (الفلبينية) مثل: (طرق النجاة) لفيصل السكيت، و(عقيدة كل مسلم) لمحمد جميل زينو، وغيرها من الكتب والأشرطة المهمة..
وبلغ عدد الذين أسلموا على يديه أكثر من ثلاثة آلاف رجل وامرأة..
ابتسم وهو يحدثني عن بعض المواقف والقصص العجيبة..
أطرق ثم قال: فوجئت ذات يوم بدخول عدد من الصينيين إلى مكتبنا، فظننتهم من الفلبين، ثم بعد ترحيبي بهم جعلت أدعوهم إلى الإسلام، وأشرح لهم بعض مزاياه، وإذا بأحدهم يكلمني باللغة الإنجليزية، ويذكر لي أنهم لم يفهموا شيئاً مما أقول، لأنهم صينيون لا يعرفون اللغة الفلبينية..
عندها طلبت من هذا الذي يجيد التحدث باللغة الإنجليزية أن يترجم لهم ما أقول، فرحب بذلك، وصار يترجم لهم ما أدعوهم إليه.. وفي نهاية اللقاء سألتهم: هل يريد أحد منكم الدخول في الإسلام؟ فقال المترجم: أنا أريد الدخول في الإسلام، ثم اتفقوا جميعاً على اعتناق الإسلام، وكان عددهم تسعة أشخاص، ففرحت أنا ومن كان معي في المكتب بهذا الفتح من الله - سبحانه -..
وكان هؤلاء يعملون في شركة كبيرة، وكان لهم زملاء من جنسهم، فجعلوا ينشرون الإسلام بينهم حتى بلغ عدد الذين أسلموا حتى الآن أكثر من خمسين صينياً بفضل الله وكرمه.
ظل عيسى يفكر بوالده.. ويسأل الله - تعالى -له الهداية..
وذات يوم فكر بقضاء إجازة طويلة في الفلبين (3 أشهر)..
وعندما سافر إلى هناك كان معه (5000 ريال) من المحسنين ليستعين بها في الدعوة إلى الله - عز وجل -..
وهنا فكر في عمل مسابقة لأهل بلدته من المسلمين والنصارى..
وأعد العدة، وقام بتوزيع كتابيه المترجمين (طريق النجاة)، (وعقيدة كل مسلم)، وقام بتوزيع الأول على النصارى، والثاني على المسلمين، وجعل المسابقة حول مادة الكتابين.. وأعد للفائزين جوائز عينية (تموينات غذائية)..
ونجح في مسابقته، وكتب الله - تعالى -له التوفيق، إذ أسلم عند إعلان النتيجة 23 من النصارى - رجالاً ونساء -..
وقد أثارت المسابقة والده، وخاصة عندما علم بإسلام عدد من أهل بلدته، ومنهم ابن ابنته، وخادمتهم التي تعمل في منزلهم، فطلب الكتابين وجعل يقرأ بنهم ليعرف السر وراء إقبال الناس على هذا الدين..
وشعر عيسى بأن والده بدأ يميل نحو الإسلام.. فاغتنم الفرصة وحاول مرة أخرى إقناع والده باعتناق هذا الدين العظيم، فأجاب والده بود ولين: الإسلام حسن يا بني.. ولكن لم يحن الوقت بعد..
سافر عيسى دون أن ينجح في إخراج والده من ظلمات الكفر إلى نور الإسلام..
ولكنه لم ييأس، ولم يقنط، بل ظل يدعو ويسأل الله له الهداية..
وقبل أن يتوجه لأداء مناسك الحج اتصل به والد زوجته، وكان يدعى عمر، فأخبره أن والده مريض جداً، وأنه في حالة غيبوبة..
ازداد قلق عيسى على والده، وظل يتصل بوالدي زوجته (عمر وحميدة)، ويسألهما عن والده، ويطلب منهما أن يواصلا دعوته للإسلام كلما استيقظ من غيبوبته.. !!
بعد ذلك أحضر عمر مسجلاً ووضع سماعته على أذني (ريكاريدو) ليسمع ترتيلاً مجوداً لآيات من القرآن الكريم..
وكم كانت فرحة عمر كبيرة عندما رأى صديقه يستيقظ عند سماع آيات القرآن الكريم وهو يبكي..
عندها سارع للاتصال بعيسى ليخبره أن والده قد استيقظ، ولكنه لا يحسن الكلام..
وعلى الفور طلب عيسى منه أن يعرض عليه الإسلام، فأقبل عليه عمر وهو يسأله: هل تشهد أن الله واحد لا شريك له؟
هنا رفع (ريكاريدو) رأسه ونظر إلى عمر بعينين دامعتين، ثم طأطأ برأسه وهزه بالموافقة والإيجاب.. فاهتز قلب عمر، وأقبل عليه وهو يقول: وهل تشهد أن محمداً رسول الله؟ فعاد ريكاريدو ودقق النظر في صديقه، ثم هز رأسه موافقاً لما يقول..
وما هي إلا لحظات حتى عاد إلى غيبوبته..
وقرر الأطباء أن ينتقل ريكاريدو لمنزله بعد تأكدهم من قرب وفاته..
وفي منزله لفظ أنفاسه الأخيرة..
ووصلت الأنباء لابنه عيسى وهو في مكة، فاستقبل الخبر بدموع الحزن والفرح..!! شعر عيسى بالحزن لوفاة والده، ولكنه في الوقت نفسه فرح أشد الفرح وهو يتذكر ذلك الصحابي الذي قتل بعدما أسلم ولم يسجد لله سجدة واحدة، وأخبر النبي {أنه من أهل الجنة..فجعل لسانه يلهج بحمد الله وهو يقول:أسلم أبي.. أسلم أبي.. الحمد لله.. !!
وصلته أخبار مرض والده وهو في مكة يؤدي مناسك الحج، وفي عرفات رفع كفيه وجعل يناجي ربه ويدعوه أن يهدي والده إلى الإسلام - طريق الحق المستقيم-.. وقدر الله - تعالى - أن ألتقي به في رحاب منى..
كنت عائداً من طواف الإفاضة، وبينما أنا أسير نحو المخيم قبل أذان الفجر التقيته.. فعانقني وهو يصيح ويبكي: أبا سنان... أسلم أبي.. أسلم أبي.. !!
كان عيسى ريال شاباً نصرانياً يعمل في إحدى كنائس الفلبين، وكان والده ريكاريدو يراه وهو يعلم النصارى دينهم في الكنيسة فيشعر بالفخر..
وقدر الله - تعالى -أن يأتي عيسى للمملكة العربية السعودية للعمل، وأحب أن يتعرف على الإسلام، وبعد مطالعات كثيرة، ولقاءات ببعض الدعاة والعلماء قرر أن يعتنق الإسلام..
وبعد عودته للفلبين، ومقابلته لوالده، واجه إنكاراً شديداً، وغضباً عارماً بسبب دخوله في الإسلام، وسمع عتاباً وتوبيخاً شديداً لأنه أقدم على مثل هذه الخطوة الغريبة.. وكان والده إذا ما سئل عن موقفه من ابنه يقول: وآسفاه.. لقد أصيب ابني بالجنون.. !!
قابل عيسى ذلك بصبر وحلم وأناة.. خاصة أن والده رباه صغيراً واعتنى به بعد وفاة والدته، وهو في سن الطفولة..
شعر بأنه صار سبباً في حزن أبيه وضيق صدره.. لكنه قرر أن يعامله كما أمر الإسلام: (وصاحبهما في الدنيا معروفاً)..
ظل عيسى يرسل النقود لوالده، ويصله بالهدايا، ويحاول جاهداً أن يقنعه باعتناق الإسلام دون كلل أو ملل طيلة أعوام طوال..
وخلال هذه الفترة كان يعمل في مكتب للدعوة في الرياض، ويتعلم ويعلم، حتى استطاع ترجمة بعض الكتب للغته (الفلبينية) مثل: (طرق النجاة) لفيصل السكيت، و(عقيدة كل مسلم) لمحمد جميل زينو، وغيرها من الكتب والأشرطة المهمة..
وبلغ عدد الذين أسلموا على يديه أكثر من ثلاثة آلاف رجل وامرأة..
ابتسم وهو يحدثني عن بعض المواقف والقصص العجيبة..
أطرق ثم قال: فوجئت ذات يوم بدخول عدد من الصينيين إلى مكتبنا، فظننتهم من الفلبين، ثم بعد ترحيبي بهم جعلت أدعوهم إلى الإسلام، وأشرح لهم بعض مزاياه، وإذا بأحدهم يكلمني باللغة الإنجليزية، ويذكر لي أنهم لم يفهموا شيئاً مما أقول، لأنهم صينيون لا يعرفون اللغة الفلبينية..
عندها طلبت من هذا الذي يجيد التحدث باللغة الإنجليزية أن يترجم لهم ما أقول، فرحب بذلك، وصار يترجم لهم ما أدعوهم إليه.. وفي نهاية اللقاء سألتهم: هل يريد أحد منكم الدخول في الإسلام؟ فقال المترجم: أنا أريد الدخول في الإسلام، ثم اتفقوا جميعاً على اعتناق الإسلام، وكان عددهم تسعة أشخاص، ففرحت أنا ومن كان معي في المكتب بهذا الفتح من الله - سبحانه -..
وكان هؤلاء يعملون في شركة كبيرة، وكان لهم زملاء من جنسهم، فجعلوا ينشرون الإسلام بينهم حتى بلغ عدد الذين أسلموا حتى الآن أكثر من خمسين صينياً بفضل الله وكرمه.
ظل عيسى يفكر بوالده.. ويسأل الله - تعالى -له الهداية..
وذات يوم فكر بقضاء إجازة طويلة في الفلبين (3 أشهر)..
وعندما سافر إلى هناك كان معه (5000 ريال) من المحسنين ليستعين بها في الدعوة إلى الله - عز وجل -..
وهنا فكر في عمل مسابقة لأهل بلدته من المسلمين والنصارى..
وأعد العدة، وقام بتوزيع كتابيه المترجمين (طريق النجاة)، (وعقيدة كل مسلم)، وقام بتوزيع الأول على النصارى، والثاني على المسلمين، وجعل المسابقة حول مادة الكتابين.. وأعد للفائزين جوائز عينية (تموينات غذائية)..
ونجح في مسابقته، وكتب الله - تعالى -له التوفيق، إذ أسلم عند إعلان النتيجة 23 من النصارى - رجالاً ونساء -..
وقد أثارت المسابقة والده، وخاصة عندما علم بإسلام عدد من أهل بلدته، ومنهم ابن ابنته، وخادمتهم التي تعمل في منزلهم، فطلب الكتابين وجعل يقرأ بنهم ليعرف السر وراء إقبال الناس على هذا الدين..
وشعر عيسى بأن والده بدأ يميل نحو الإسلام.. فاغتنم الفرصة وحاول مرة أخرى إقناع والده باعتناق هذا الدين العظيم، فأجاب والده بود ولين: الإسلام حسن يا بني.. ولكن لم يحن الوقت بعد..
سافر عيسى دون أن ينجح في إخراج والده من ظلمات الكفر إلى نور الإسلام..
ولكنه لم ييأس، ولم يقنط، بل ظل يدعو ويسأل الله له الهداية..
وقبل أن يتوجه لأداء مناسك الحج اتصل به والد زوجته، وكان يدعى عمر، فأخبره أن والده مريض جداً، وأنه في حالة غيبوبة..
ازداد قلق عيسى على والده، وظل يتصل بوالدي زوجته (عمر وحميدة)، ويسألهما عن والده، ويطلب منهما أن يواصلا دعوته للإسلام كلما استيقظ من غيبوبته.. !!
بعد ذلك أحضر عمر مسجلاً ووضع سماعته على أذني (ريكاريدو) ليسمع ترتيلاً مجوداً لآيات من القرآن الكريم..
وكم كانت فرحة عمر كبيرة عندما رأى صديقه يستيقظ عند سماع آيات القرآن الكريم وهو يبكي..
عندها سارع للاتصال بعيسى ليخبره أن والده قد استيقظ، ولكنه لا يحسن الكلام..
وعلى الفور طلب عيسى منه أن يعرض عليه الإسلام، فأقبل عليه عمر وهو يسأله: هل تشهد أن الله واحد لا شريك له؟
هنا رفع (ريكاريدو) رأسه ونظر إلى عمر بعينين دامعتين، ثم طأطأ برأسه وهزه بالموافقة والإيجاب.. فاهتز قلب عمر، وأقبل عليه وهو يقول: وهل تشهد أن محمداً رسول الله؟ فعاد ريكاريدو ودقق النظر في صديقه، ثم هز رأسه موافقاً لما يقول..
وما هي إلا لحظات حتى عاد إلى غيبوبته..
وقرر الأطباء أن ينتقل ريكاريدو لمنزله بعد تأكدهم من قرب وفاته..
وفي منزله لفظ أنفاسه الأخيرة..
ووصلت الأنباء لابنه عيسى وهو في مكة، فاستقبل الخبر بدموع الحزن والفرح..!! شعر عيسى بالحزن لوفاة والده، ولكنه في الوقت نفسه فرح أشد الفرح وهو يتذكر ذلك الصحابي الذي قتل بعدما أسلم ولم يسجد لله سجدة واحدة، وأخبر النبي {أنه من أهل الجنة..فجعل لسانه يلهج بحمد الله وهو يقول:أسلم أبي.. أسلم أبي.. الحمد لله.. !!