لطفي عيساني
2010-03-19, 01:50 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا لم يتدخل البابا لوقف المظاهرات.. ولماذا لم يتدخل لإنقاذ صحفي 'الأسبوع' الذي اعتدوا عليه وحبسوه داخل الكاتدرائية؟! أصابع خفية تحرك المظاهرات وهتافات مشبوهة تطلب الحماية من أمريكا.. هل هذا معقول؟!
قرأ الخطاب أكثر من مرة، لم يصدق الكلمات، الذهول يسيطر علي وجهه، عقله توقف عن التفكير، جمع أهل منزله، قرأ عليهم الخطاب، ساد الوجوم لبعض الوقت، وبعد قليل انفجروا جميعا في البكاء.
زينب فتاة منقبة، تحرص على الصلاة بانتظام، تحضر الدروس الدينية في المساجد، تخرج الزكاة، وتحرص دوما على العطف على الفقراء.. وزينب طالبة بالفرقة الثالثة بكلية الآداب جامعة حلوان.. تسكن في منطقة حدائق المعادي، وتعمل مع والدها كمصورة يديو في الأفراح ذات الطابع الإسلامي أو أعياد الميلاد.
حتى نهاية رمضان الماضي كانت 'زينب' تمضي على ذات النهج: تؤدي الصلاة، وتصوم رمضان وتقدم مساعدات يومية للصائمين.. قضت العيد مع أهلها سعيدة، وفجأة أصيبت بكسر في القدمين نتيجة سقوطها من على السلم.
كان طبيعيا، والحال كذلك، أن تبقى في البيت لأيام طوال، كانت تمضي الساعات أمام الانترنت، تعاملت مع أحد مواقع غرف الحوار، كان الموقع يحمل عنوان 'إسلام دوت كوم' ظنت في البداية أنه أحد المواقع الإسلامية.. الموقع عبار عن غرفة يديرها أربعة أشخاص، بدأ الحديث مع زينب التي دخلت إلى الموقع باسم حركي هو 'مني' تعرفوا عليها وأداروا معها حوارا حول النصرانية وعلاقتها بالإسلام، بدأوا في تشكيكها في القرآن وعقيدة الإسلام، طرحوا عليها أسئلة، شككوا في الإجابات، وبدأوا في تلقينها معلومات زائفة.. رفضت زينب، ثم ترددت، ثم صمتت وراحت تنصت بإمعان.
كان المتحدث على الجانب الآخر شخصا يدعي أحمد أباظة، يبدأ قصة الإعجاب بالفتاة، يصطنع روايات الحب، ورويدا رويدا يدفع بها إلى شخصية أخري هي د. ناهد متولي، وناهد متولي لمن لا يعرفها كانت مسلمة تعمل وكيلة لشئون الطالبات بمدرسة حلمية الزيتون الثانوية للبنات، تبلغ من العمر 62 عاما، تنصرت ثم هربت من مصر بجواز سفر مزور، وبدأت الحرب وعمليات التنصير للفتيات تحديدا.
استمعت زينب إلى تجارب 80 شخصا رووا فيها قصتهم الكاملة، والتي حملت عنوان من 'الإسلام إلى الإيمان' وكيف تركوا الإسلام إلى النصرانية.
كانت الفتاة في حالة عدم اتزان، وكانت المرتدة ناهد متولي تحاورها لساعات طوال، وفي إحدى المرات وأثناء الحوار أمرتها ناهد متولي بأن تخرس الصوت الذي يترامى في المنزل، وحين سألتها زينب ماذا تقصدين؟ قالت لها: صوت الراديو.. وكان الراديو مضبوطا على إذاعة القرآن الكريم، حيث اعتاد أهل البيت على سماع القرآن.. تحركت زينب دون أن تدري، وقامت بإغلاق صوت الراديو، ومنذ هذا الوقت لم تسع إلى فتحه مرة أخرى.. في هذه الفترة بدأت والدتها تدرك أن تغيرا ما طرأ على ابنتها، كانت تردد بعض المعلومات أمام والدتها، لكنها كانت دائما تقول: إنها تستمع إلى دروس من د. ناهد متولي علي الانترنت تخص دراستها.. وأنها ربما تسافر كندا قريبا لأنها ستحصل على منحة دراسية هناك.
رويدا رويدا بدأ سلوك زينب يتغير، تخلت عن شعار ديني في سلسلة مفاتيحها الخاصة، كان الشعار يحمل عبارة 'الحمد لله.. سبحان الله' ثم أهملت الصلاة، وبعد فترة امتنعت عنها نهائيا.. وبدأت تتلقى اتصالات من عدد من الشخصيات الموجودة في مصر من بينهم أحد أبناء المنصورة وهو طالب جامعي بجامعة أسيوط يسمي نفسه 'محمد رضوان' وطالب آخر أيضا بجامعة أسيوط ورقماهما بحوزة الأسرة حاليا، وكانت هناك فتاة قد بدأت تتقرب إليها، حكت لها تجربتها، ووعدتها إذا ما التزمت بالنصرانية فسوف تفتح لها الطريق واسعا للحصول على منحه دراسية من كندا, وتعهدت لها بإحضار تأشيرة السفر والتذاكر وكل الأوراق التي تؤمن لها السفر دون مشكلات، واعدة إياها بالحصول على مبلغ 10 آلاف دولار شهريا على الأقل.. وبدأت تعرفها على شخص يدعي أحمد يعيش في أمريكا.
كانت الخيوط تلتف حولها من كل اتجاه، بدأت تتلقى اتصالات عديدة من داخل مصر وتحديدا من أسيوط، ومن بين المتصلين كانت هناك فتاة طلبت منها موعدا لزيارتها في منزلها، ومعها فتاة أخرى، كان من المقرر أن تتم الزيارة في يوم السبت 27/11/2004، إلا أن تطورا ما حال دون إتمام الزيارة يوم السبت فتمت يوم الأحد 28 نوفمبر، وبحسب رواية البواب كان أفراد الأسرة غائبين، وكانت زينب وحدها في المنزل، وصعدت إليها فتاة منقبة ومعها أخرى متحررة، مكثتا معها نحو ساعتين، ثم انصرفتا، في حين أن زينب كانت قد اتصلت بوالدها وقالت له: إنها على موعد مع صديقاتها للمقابلة في محطة مترو جامعة حلوان.. كان من اللافت للنظر أنها في اليوم التالي الاثنين 29 نوفمبر حسب رواية والدها كانت في زيارة غامضة لأحد الأماكن التي لم تكشف عنها، وحين عادت إلي مقر والدها في عمله بالاستوديو الكائن بشارع أحمد زكي بحدائق المعادي، كانت الفتاة مرهقة ومتعبة، عيناها زائغتان ويبدو عليها الخوف.. والدها أصيب بالذعر الشديد وراح يسأل عن السبب، فقالت له: إنها متعبة جدا وتريد أن تذهب إلى المنزل للراحة.
في اليوم التالي الثلاثاء 30 نوفمبر كان مقررا أن تشارك مع والدها في تصوير حفل زفاف لإحدى المنقبات، ولكن عند الرابعة والنصف غادرت المنزل حاملة معها حقيبة جلدية صغيرة ليس بها سوى بيجامتين فقط، ولم تصحب معها أي شيء من ملابسها المعتادة، حيث كان من عادتها دوما ارتداء ملابس تغطي جسدها حتى أخمص قدميها. غادرت المنزل.. راحت الأسرة تبحث عنها، إنها على موعد مع والدها لتصوير حفل الزفاف بالهيديو.. ظل والداها وشقيقتها الكبري يبحثون عنها حتى العاشرة مساء.. كانت قد أغلقت هاتفها النقال منذ فترة، فراحت الأسرة تبحث داخل المنزل.
وبعد رحلة طويلة مع البحث تم العثور على خطاب مدون بخطها بجوار باب المنزل، قرأ الأب الخطاب، تلعثمت الكلمات من شفتيه، تغير لون وجهه، لم يصدق، أمسك بالخطاب وجلس على أول كرسي وراح يقرأ: 'باسم يسوع.. آسفة لأني تركتكم، ولكن تعلق قلبي بالمسيح فوجدته يناديني، فلبيته، وسألته عنكم فقال إن من أحب أما وأبا أكثر مني فلا يستحقني فرجوته أن يبارككما فوعدني بالإجابة'.
صمت الأب لبرهة من الوقت، الأم تكتم دموعها، اللهفة تبدو على وجه شقيقتها.. أكمل يا أبي.. أكمل.. يمسك الأب بالخطاب ويقرأ 'طبعا أنا عارفة أنكم غاضبون مني، وتلعنونني ولكن يسوع الرب قال لي إن أعداءنا يلعنوننا ونحن نباركهم ولهذا فأنا أصلي لهدايتكم.
إنني أقول لكم: إنني تاركة هذه الدار بعد أن هداني يسوع إلى الدين الحق، فإذا خفتم أن تقولوا إني أصبحت على الحق، فقولوا إنه جاءتني فرصة سفر سريعة، وإنني انتهزتها ولم أضيعها، وداعا إلى لقاء في محبة يسوع، وجاء التوقيع مذيلا باسم 'بنت يسوع الناصري'.
لم يصدق أحد في الأسرة أن زينب الفتاة المؤمنة التي تحفظ غالبية القرآن يمكن أن ترتد بهذه السهولة، بدأت رحلة البحث عن المجهول، بعد يومين من اختفاء زينب حاولت شقيقتها الأخرى الاتصال بذات الموقع للوصول إلى أية نتيجة، أجابها أحد المتحاورين.. أهلا يا منى أنا زعلان منك، قدمت نفسها علي أنها 'مني' الاسم الحركي لشقيقتها، والذي كانت تدخل به إلى الموقع.. حاولت مجاراته لتعرف الحقيقة، وما الذي حل بأختها؟ لكن يبدو أن أحد الحاضرين في غرفة الدردشة نبهه إلى أن مني أي زينب أصبحت خارج دارها، وأنها أصبحت معهم في مكان أمين، بعد أن دخلت إلى النصرانية، استأذن المحاور من المتحدثة قائلا لها: سأحدثك بعد دقائق ثم أغلق الاتصال نهائيا.
قالت شقيقتها التي راحت تبحث في آخر أرقام الهواتف: إن الموقع الذي يدار من داخل مصر هو الذي اختطف شقيقتي، وأن هؤلاء هم أنفسهم الذين يتحركون ما بين المنصورة وأسيوط، وتشاركهم عناصر خارجية لتنصير الشباب المسلم.
أجرى الأب اتصالا بأحد الأرقام التي كانت دوما على الاتصال بابنته من أمريكا (رقم الهاتف موجود) وفوجئ الأب بأنه يتصل بمؤسسة لها سكرتاريتها وإدارتها وعندما سألهم عن د. أحمد قيل له: إنه في إجازة وسيحضر يوم الاثنين القادم.
قام الأب بعدها على الفور بإبلاغ مباحث أمن الدولة بالمعادي، ثم مدينة نصر، حكى القصة كاملة، ومنذ هذا الوقت لم يحدث أي جديد.
هذه واحدة من قصص عديدة نمسك عن نشرها، ليدرك الجميع أن هؤلاء الذين يريدون دفع الوطن إلى الهاوية بمزاعم عدة، ليسوا سوى أدوات وخناجر يراد غمدها في ظهر الوطن تحت ادعاءات وأكاذيب تدرك أن الأغلبية الساحقة من أشقاء الوطن يعرفون دوافعها.
لقد شهدت الكاتدرائية المرقسية خلال الأيام الماضية وعلى مدي عدة أيام مظاهرات صاخبة يقودها مجموعات من الشباب الذين جيء بها خصيصا من البحيرة ومحافظات أخرى، والهدف هو إشعال نار الفتنة في الوطن.
لقد استغلوا جنازة الأستاذ سعيد سنبل أسوأ استغلال، وراحو يحاصرون المشاركين ويرفعون لافتات تحض على ما يسمونه بالاستشهاد.. لماذا؟ لأن سيدة قبطية وزوجة لراعي كنيسة أبو المطامير ذهبت وبنفسها إلى مباحث أمن الدولة في البحيرة لتقول لهم: إنها حفظت نصف القرآن الكريم، وأنها تعلن إسلامها وتطلب الحماية.
بدأت مباحث أمن الدولة تجري الاتصالات بالكنيسة وتبلغهم أن السيدة في مكان أمين، وأنها تخضع لجلسات تحقيق، وأن المطلوب حضور أحد القساوسة.. لم يستجيبوا، وانطلقت المظاهرات في الكاتدرائية تطلق الهتافات وتعتدي على رجال الأمن الذين رفضوا خروجهم إلى الشارع، وكان أشد الهتافات قسوة على النفس 'يا أمريكا.. فينك فينك أمن الدولة بينا وبينك'.
وعندما كان الزميل مصطفى سليمان الصحفي ب'الأسبوع' يتابع الحدث من داخل الكاتدرائية اعتدوا عليه بالضرب، وقالوا: هذا صحفي مسلم، ثم أدخلوه وحبسوه في غرفة لمدة ثلاث ساعات، أهانوه فيها بأقذع الشتائم التي طالت شخصه ودينه، ثم سحبوا منه كارنيه النقابة الذي كان يحمله، ثم تمكن من الهرب وأبلغ قسم الوايلي الذي طلب تقريرا طبيا أثبت الاعتداء الغاشم على الزميل مصطفي سليمان.
لماذا لم يتدخل البابا لوقف المظاهرات.. ولماذا لم يتدخل لإنقاذ صحفي 'الأسبوع' الذي اعتدوا عليه وحبسوه داخل الكاتدرائية؟! أصابع خفية تحرك المظاهرات وهتافات مشبوهة تطلب الحماية من أمريكا.. هل هذا معقول؟!
قرأ الخطاب أكثر من مرة، لم يصدق الكلمات، الذهول يسيطر علي وجهه، عقله توقف عن التفكير، جمع أهل منزله، قرأ عليهم الخطاب، ساد الوجوم لبعض الوقت، وبعد قليل انفجروا جميعا في البكاء.
زينب فتاة منقبة، تحرص على الصلاة بانتظام، تحضر الدروس الدينية في المساجد، تخرج الزكاة، وتحرص دوما على العطف على الفقراء.. وزينب طالبة بالفرقة الثالثة بكلية الآداب جامعة حلوان.. تسكن في منطقة حدائق المعادي، وتعمل مع والدها كمصورة يديو في الأفراح ذات الطابع الإسلامي أو أعياد الميلاد.
حتى نهاية رمضان الماضي كانت 'زينب' تمضي على ذات النهج: تؤدي الصلاة، وتصوم رمضان وتقدم مساعدات يومية للصائمين.. قضت العيد مع أهلها سعيدة، وفجأة أصيبت بكسر في القدمين نتيجة سقوطها من على السلم.
كان طبيعيا، والحال كذلك، أن تبقى في البيت لأيام طوال، كانت تمضي الساعات أمام الانترنت، تعاملت مع أحد مواقع غرف الحوار، كان الموقع يحمل عنوان 'إسلام دوت كوم' ظنت في البداية أنه أحد المواقع الإسلامية.. الموقع عبار عن غرفة يديرها أربعة أشخاص، بدأ الحديث مع زينب التي دخلت إلى الموقع باسم حركي هو 'مني' تعرفوا عليها وأداروا معها حوارا حول النصرانية وعلاقتها بالإسلام، بدأوا في تشكيكها في القرآن وعقيدة الإسلام، طرحوا عليها أسئلة، شككوا في الإجابات، وبدأوا في تلقينها معلومات زائفة.. رفضت زينب، ثم ترددت، ثم صمتت وراحت تنصت بإمعان.
كان المتحدث على الجانب الآخر شخصا يدعي أحمد أباظة، يبدأ قصة الإعجاب بالفتاة، يصطنع روايات الحب، ورويدا رويدا يدفع بها إلى شخصية أخري هي د. ناهد متولي، وناهد متولي لمن لا يعرفها كانت مسلمة تعمل وكيلة لشئون الطالبات بمدرسة حلمية الزيتون الثانوية للبنات، تبلغ من العمر 62 عاما، تنصرت ثم هربت من مصر بجواز سفر مزور، وبدأت الحرب وعمليات التنصير للفتيات تحديدا.
استمعت زينب إلى تجارب 80 شخصا رووا فيها قصتهم الكاملة، والتي حملت عنوان من 'الإسلام إلى الإيمان' وكيف تركوا الإسلام إلى النصرانية.
كانت الفتاة في حالة عدم اتزان، وكانت المرتدة ناهد متولي تحاورها لساعات طوال، وفي إحدى المرات وأثناء الحوار أمرتها ناهد متولي بأن تخرس الصوت الذي يترامى في المنزل، وحين سألتها زينب ماذا تقصدين؟ قالت لها: صوت الراديو.. وكان الراديو مضبوطا على إذاعة القرآن الكريم، حيث اعتاد أهل البيت على سماع القرآن.. تحركت زينب دون أن تدري، وقامت بإغلاق صوت الراديو، ومنذ هذا الوقت لم تسع إلى فتحه مرة أخرى.. في هذه الفترة بدأت والدتها تدرك أن تغيرا ما طرأ على ابنتها، كانت تردد بعض المعلومات أمام والدتها، لكنها كانت دائما تقول: إنها تستمع إلى دروس من د. ناهد متولي علي الانترنت تخص دراستها.. وأنها ربما تسافر كندا قريبا لأنها ستحصل على منحة دراسية هناك.
رويدا رويدا بدأ سلوك زينب يتغير، تخلت عن شعار ديني في سلسلة مفاتيحها الخاصة، كان الشعار يحمل عبارة 'الحمد لله.. سبحان الله' ثم أهملت الصلاة، وبعد فترة امتنعت عنها نهائيا.. وبدأت تتلقى اتصالات من عدد من الشخصيات الموجودة في مصر من بينهم أحد أبناء المنصورة وهو طالب جامعي بجامعة أسيوط يسمي نفسه 'محمد رضوان' وطالب آخر أيضا بجامعة أسيوط ورقماهما بحوزة الأسرة حاليا، وكانت هناك فتاة قد بدأت تتقرب إليها، حكت لها تجربتها، ووعدتها إذا ما التزمت بالنصرانية فسوف تفتح لها الطريق واسعا للحصول على منحه دراسية من كندا, وتعهدت لها بإحضار تأشيرة السفر والتذاكر وكل الأوراق التي تؤمن لها السفر دون مشكلات، واعدة إياها بالحصول على مبلغ 10 آلاف دولار شهريا على الأقل.. وبدأت تعرفها على شخص يدعي أحمد يعيش في أمريكا.
كانت الخيوط تلتف حولها من كل اتجاه، بدأت تتلقى اتصالات عديدة من داخل مصر وتحديدا من أسيوط، ومن بين المتصلين كانت هناك فتاة طلبت منها موعدا لزيارتها في منزلها، ومعها فتاة أخرى، كان من المقرر أن تتم الزيارة في يوم السبت 27/11/2004، إلا أن تطورا ما حال دون إتمام الزيارة يوم السبت فتمت يوم الأحد 28 نوفمبر، وبحسب رواية البواب كان أفراد الأسرة غائبين، وكانت زينب وحدها في المنزل، وصعدت إليها فتاة منقبة ومعها أخرى متحررة، مكثتا معها نحو ساعتين، ثم انصرفتا، في حين أن زينب كانت قد اتصلت بوالدها وقالت له: إنها على موعد مع صديقاتها للمقابلة في محطة مترو جامعة حلوان.. كان من اللافت للنظر أنها في اليوم التالي الاثنين 29 نوفمبر حسب رواية والدها كانت في زيارة غامضة لأحد الأماكن التي لم تكشف عنها، وحين عادت إلي مقر والدها في عمله بالاستوديو الكائن بشارع أحمد زكي بحدائق المعادي، كانت الفتاة مرهقة ومتعبة، عيناها زائغتان ويبدو عليها الخوف.. والدها أصيب بالذعر الشديد وراح يسأل عن السبب، فقالت له: إنها متعبة جدا وتريد أن تذهب إلى المنزل للراحة.
في اليوم التالي الثلاثاء 30 نوفمبر كان مقررا أن تشارك مع والدها في تصوير حفل زفاف لإحدى المنقبات، ولكن عند الرابعة والنصف غادرت المنزل حاملة معها حقيبة جلدية صغيرة ليس بها سوى بيجامتين فقط، ولم تصحب معها أي شيء من ملابسها المعتادة، حيث كان من عادتها دوما ارتداء ملابس تغطي جسدها حتى أخمص قدميها. غادرت المنزل.. راحت الأسرة تبحث عنها، إنها على موعد مع والدها لتصوير حفل الزفاف بالهيديو.. ظل والداها وشقيقتها الكبري يبحثون عنها حتى العاشرة مساء.. كانت قد أغلقت هاتفها النقال منذ فترة، فراحت الأسرة تبحث داخل المنزل.
وبعد رحلة طويلة مع البحث تم العثور على خطاب مدون بخطها بجوار باب المنزل، قرأ الأب الخطاب، تلعثمت الكلمات من شفتيه، تغير لون وجهه، لم يصدق، أمسك بالخطاب وجلس على أول كرسي وراح يقرأ: 'باسم يسوع.. آسفة لأني تركتكم، ولكن تعلق قلبي بالمسيح فوجدته يناديني، فلبيته، وسألته عنكم فقال إن من أحب أما وأبا أكثر مني فلا يستحقني فرجوته أن يبارككما فوعدني بالإجابة'.
صمت الأب لبرهة من الوقت، الأم تكتم دموعها، اللهفة تبدو على وجه شقيقتها.. أكمل يا أبي.. أكمل.. يمسك الأب بالخطاب ويقرأ 'طبعا أنا عارفة أنكم غاضبون مني، وتلعنونني ولكن يسوع الرب قال لي إن أعداءنا يلعنوننا ونحن نباركهم ولهذا فأنا أصلي لهدايتكم.
إنني أقول لكم: إنني تاركة هذه الدار بعد أن هداني يسوع إلى الدين الحق، فإذا خفتم أن تقولوا إني أصبحت على الحق، فقولوا إنه جاءتني فرصة سفر سريعة، وإنني انتهزتها ولم أضيعها، وداعا إلى لقاء في محبة يسوع، وجاء التوقيع مذيلا باسم 'بنت يسوع الناصري'.
لم يصدق أحد في الأسرة أن زينب الفتاة المؤمنة التي تحفظ غالبية القرآن يمكن أن ترتد بهذه السهولة، بدأت رحلة البحث عن المجهول، بعد يومين من اختفاء زينب حاولت شقيقتها الأخرى الاتصال بذات الموقع للوصول إلى أية نتيجة، أجابها أحد المتحاورين.. أهلا يا منى أنا زعلان منك، قدمت نفسها علي أنها 'مني' الاسم الحركي لشقيقتها، والذي كانت تدخل به إلى الموقع.. حاولت مجاراته لتعرف الحقيقة، وما الذي حل بأختها؟ لكن يبدو أن أحد الحاضرين في غرفة الدردشة نبهه إلى أن مني أي زينب أصبحت خارج دارها، وأنها أصبحت معهم في مكان أمين، بعد أن دخلت إلى النصرانية، استأذن المحاور من المتحدثة قائلا لها: سأحدثك بعد دقائق ثم أغلق الاتصال نهائيا.
قالت شقيقتها التي راحت تبحث في آخر أرقام الهواتف: إن الموقع الذي يدار من داخل مصر هو الذي اختطف شقيقتي، وأن هؤلاء هم أنفسهم الذين يتحركون ما بين المنصورة وأسيوط، وتشاركهم عناصر خارجية لتنصير الشباب المسلم.
أجرى الأب اتصالا بأحد الأرقام التي كانت دوما على الاتصال بابنته من أمريكا (رقم الهاتف موجود) وفوجئ الأب بأنه يتصل بمؤسسة لها سكرتاريتها وإدارتها وعندما سألهم عن د. أحمد قيل له: إنه في إجازة وسيحضر يوم الاثنين القادم.
قام الأب بعدها على الفور بإبلاغ مباحث أمن الدولة بالمعادي، ثم مدينة نصر، حكى القصة كاملة، ومنذ هذا الوقت لم يحدث أي جديد.
هذه واحدة من قصص عديدة نمسك عن نشرها، ليدرك الجميع أن هؤلاء الذين يريدون دفع الوطن إلى الهاوية بمزاعم عدة، ليسوا سوى أدوات وخناجر يراد غمدها في ظهر الوطن تحت ادعاءات وأكاذيب تدرك أن الأغلبية الساحقة من أشقاء الوطن يعرفون دوافعها.
لقد شهدت الكاتدرائية المرقسية خلال الأيام الماضية وعلى مدي عدة أيام مظاهرات صاخبة يقودها مجموعات من الشباب الذين جيء بها خصيصا من البحيرة ومحافظات أخرى، والهدف هو إشعال نار الفتنة في الوطن.
لقد استغلوا جنازة الأستاذ سعيد سنبل أسوأ استغلال، وراحو يحاصرون المشاركين ويرفعون لافتات تحض على ما يسمونه بالاستشهاد.. لماذا؟ لأن سيدة قبطية وزوجة لراعي كنيسة أبو المطامير ذهبت وبنفسها إلى مباحث أمن الدولة في البحيرة لتقول لهم: إنها حفظت نصف القرآن الكريم، وأنها تعلن إسلامها وتطلب الحماية.
بدأت مباحث أمن الدولة تجري الاتصالات بالكنيسة وتبلغهم أن السيدة في مكان أمين، وأنها تخضع لجلسات تحقيق، وأن المطلوب حضور أحد القساوسة.. لم يستجيبوا، وانطلقت المظاهرات في الكاتدرائية تطلق الهتافات وتعتدي على رجال الأمن الذين رفضوا خروجهم إلى الشارع، وكان أشد الهتافات قسوة على النفس 'يا أمريكا.. فينك فينك أمن الدولة بينا وبينك'.
وعندما كان الزميل مصطفى سليمان الصحفي ب'الأسبوع' يتابع الحدث من داخل الكاتدرائية اعتدوا عليه بالضرب، وقالوا: هذا صحفي مسلم، ثم أدخلوه وحبسوه في غرفة لمدة ثلاث ساعات، أهانوه فيها بأقذع الشتائم التي طالت شخصه ودينه، ثم سحبوا منه كارنيه النقابة الذي كان يحمله، ثم تمكن من الهرب وأبلغ قسم الوايلي الذي طلب تقريرا طبيا أثبت الاعتداء الغاشم على الزميل مصطفي سليمان.