لطفي عيساني
2010-03-19, 01:55 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
3 ربيع الأول 1356 هـ ـ 14 مايو 1937م:
وهو الأديب العربي الكبير، المظلوم تاريخياً وأدبياً؛ مصطفى صادق الرافعي[1]، الذي تولى الرد والمنافحة عن كتاب الله - عز وجل - في كتابه الشهير «تحت راية القرآن»، والمتصدي للتيارات العلمانية والتغريبية التي هاجمت ديار المسلمين خصوصاً مصر بشراسة في أوائل القرن الماضي.
ولد الرافعي سنة 1297هـ لأسرة سورية الأصل؛ حيث إن مسقط رأس هذه الأسرة مدينة طرابلس، وقد ولد الرافعي في بيت علم وفقه؛ إذ إن أباه وجده وأعمامه وإخوانه كلهم يعملون في القضاء الشرعي والفتيا، وقد انتقلت هذه الأسرة إلى مصر قبل مولد الرافعي بستين سنة، واحتكر أبناء هذه الأسرة العمل في القضاء والفتيا، حتى إن اللورد كرومر قد لاحظ ذلك، وسجله في تقاريره عن نشاط هذه الأسرة الديني والشرعي.
أصيب الرافعي بالتيفود في صغره فضعف سمعه حتى فقده بالكلية وهو في الثلاثين، ولم يحصل على شهادة تعليمية سوى الابتدائية، ولكنه كان صاحب إرادة وعزيمة قوية، أخذ نفسه بالجد والاجتهاد، وعلم نفسه بنفسه حتى استطاع أن يكسب ثقافة رفيعة وضعته في الصف الأول من أدباء عصره ومفكريه، وكان يمكث الساعات الطوال كل يوم في القراءة والتحصيل على ما به من علة، بدأ حياته الأدبية وهو في العشرين، وأصدر عدة دواوين شعرية، وحاز إعجاب الشيخ محمد عبده، وأحمد شوقي، والزعيم مصطفى كامل، ثم تفرغ بعدها للدراسات الأدبية، فأخرج كتاب «تاريخ آداب اللغة العربية» وكان فريداً من نوعه، ثم أصدر كتابه الأشهر «تحت راية القرآن» يتحدث فيه عن إعجاز القرآن، ويرد على طه حسين في كتابه «الشعر الجاهلي»، ثم أصدر كتابه الخلاصة «وحي القلم»، لقد كان الرافعي فارساً موهوباً، وعظيماً في الدفاع عن الإسلام والعروبة، ومن أجل هذا تعرض للظلم والإهمال، ودفنوا تراثه وأعماله العظيمة.
_________________________
([1]) حياة الرافعي, الأعلام, وحي القلم [المقدمة].
3 ربيع الأول 1356 هـ ـ 14 مايو 1937م:
وهو الأديب العربي الكبير، المظلوم تاريخياً وأدبياً؛ مصطفى صادق الرافعي[1]، الذي تولى الرد والمنافحة عن كتاب الله - عز وجل - في كتابه الشهير «تحت راية القرآن»، والمتصدي للتيارات العلمانية والتغريبية التي هاجمت ديار المسلمين خصوصاً مصر بشراسة في أوائل القرن الماضي.
ولد الرافعي سنة 1297هـ لأسرة سورية الأصل؛ حيث إن مسقط رأس هذه الأسرة مدينة طرابلس، وقد ولد الرافعي في بيت علم وفقه؛ إذ إن أباه وجده وأعمامه وإخوانه كلهم يعملون في القضاء الشرعي والفتيا، وقد انتقلت هذه الأسرة إلى مصر قبل مولد الرافعي بستين سنة، واحتكر أبناء هذه الأسرة العمل في القضاء والفتيا، حتى إن اللورد كرومر قد لاحظ ذلك، وسجله في تقاريره عن نشاط هذه الأسرة الديني والشرعي.
أصيب الرافعي بالتيفود في صغره فضعف سمعه حتى فقده بالكلية وهو في الثلاثين، ولم يحصل على شهادة تعليمية سوى الابتدائية، ولكنه كان صاحب إرادة وعزيمة قوية، أخذ نفسه بالجد والاجتهاد، وعلم نفسه بنفسه حتى استطاع أن يكسب ثقافة رفيعة وضعته في الصف الأول من أدباء عصره ومفكريه، وكان يمكث الساعات الطوال كل يوم في القراءة والتحصيل على ما به من علة، بدأ حياته الأدبية وهو في العشرين، وأصدر عدة دواوين شعرية، وحاز إعجاب الشيخ محمد عبده، وأحمد شوقي، والزعيم مصطفى كامل، ثم تفرغ بعدها للدراسات الأدبية، فأخرج كتاب «تاريخ آداب اللغة العربية» وكان فريداً من نوعه، ثم أصدر كتابه الأشهر «تحت راية القرآن» يتحدث فيه عن إعجاز القرآن، ويرد على طه حسين في كتابه «الشعر الجاهلي»، ثم أصدر كتابه الخلاصة «وحي القلم»، لقد كان الرافعي فارساً موهوباً، وعظيماً في الدفاع عن الإسلام والعروبة، ومن أجل هذا تعرض للظلم والإهمال، ودفنوا تراثه وأعماله العظيمة.
_________________________
([1]) حياة الرافعي, الأعلام, وحي القلم [المقدمة].