لطفي عيساني
2010-03-19, 11:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم عن معاوية بن الحكم السلمي - رضي الله عنه - قال: بينا أنا أصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله! فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: واثكل أمياه! ما شأنكم تنظرون إليّ، فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتونني، لكني سكت، فلما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه، فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني. قال: إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن. أو كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قلت: يا رسول الله إني حديث عهد بجاهلية، وقد جاء الله بالإسلام، وإن منّـا رجالاً يأتون الكهان.
قال: فلا تأتهم.
قال: ومنّـا رجال يتطيّرون.
قال: ذاك شيء يجدونه في صدورهم، فلا يصدنّهم. أو قال: فلا يصدنكم.
قال قلت: ومنّـا رجال يخطُّون.
قال: كان نبي من الأنبياء يخطّ، فمن وافق خطه فذاك.
قال: وكانت لي جارية ترعى غنماً لي قِبَـلَ أحد والجوانية، فاطّـلعت ذات يوم فإذا الذيب قد ذهب بشاة من غنمها، وأنا رجل من بنى آدم آسف كما يأسفون، لكني صككتها صكّـة فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعظّم ذلك عليّ.
قلت: يا رسول الله أفلا أعتقها؟
قال: ائتني بها.
فأتيته بها فقال لها: أين الله؟
قالت: في السماء.
قال: من أنا؟
قالت: أنت رسول الله.
قال: أعتقها، فإنها مؤمنة. رواه مسلم.
فوائد الحديث:
1 – أن الصلاة لا تنقطع بكلام الجاهل والناسي، بينما تنقطع بكلام العامد.
2 – أن الكلام الذي يكون في الصلاة إذا كان من لفظ القرآن لا تبطل به الصلاة.
3 – التلطّف في تعليم الجاهل، فقوله: فو الله ما كهرني أي ما انتهرني.
4 – حسن خلق النبي - صلى الله عليه وسلم - ورأفته بأمته، وشفقته بهم.
5 – تحريم إتيان الكهان. والكاهن هو من يدّعي معرفة الحوادث المستقبلية، ويدّعي معرفة الأسرار.
6 – عدم الالتفات إلى ما يدور في الصدر من الطيرة والوساوس ونحو ذلك.
7 – معنى"كان نبي من الأنبياء يخطّ" قال النووي: الصحيح أن معناه من وافق خطه فهو مباح له، ولكن لا طريق لنا إلى العلم اليقيني بالموافقة فلا يُباح، والمقصود أنه حرام؛ لأنه لا يباح إلا بيقين الموافقة، وليس لنا يقين بها، وإنما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فمن وافق خطه فذاك" ولم يقل: هو حرام بغير تعليق على الموافقة، لئلا يتوهم متوهّم أن هذا النهي يدخل فيه ذاك النبي الذي كان يخطّ، فحافظ النبي - صلى الله عليه وسلم - على حرمة ذاك النبي مع بيان الحكم في حقنا، فالمعنى أن ذلك النبي لا منع في حقه، وكذا لو علمتم موافقته، ولكن لا علم لكم بها. انتهى.
8 – قِبَـلَ أُحـد والجوانية: أي جهة جبل أحد وموضع يُسمّى "الجوّانيّة" شمال المدينة.
9 – جواز استخدام الجارية"الأمَـة"في الرعي ونحوه.
10 – آسف: أي أغضب.
وهو - رضي الله عنه - قد اعتذر عن نفسه بهذا الأسلوب حيث قال: وأنا رجل من بني آدم آسف كما يأسفون. أي أغضب كما يغضبون.
11 – التشديد في حقوق الخلق، والمُسامحة في حق الله.
فلما أخطأ معاوية - رضي الله عنه - وتكلّم في الصلاة لم يُعنّفه النبي - صلى الله عليه وسلم - بل لم ينتهره، ولما ذكر ما فعل بالجارية من ضربها ولطمها شدّد النبي - صلى الله عليه وسلم - عليه؛ لأن ذلك حقّ متعلّق بمخلوق، وحقوق الخلق مبنيّة على المُشاحّة والمقاصّة.
12 – جواز السؤال بـ: أين الله؟
والجواب: أنه في السماء.
13 – من شهد أن الله في السماء وشهد للرسول - صلى الله عليه وسلم - بالرسالة حُـكم له بالإيمان، والسرائر أمرها إلى الله.
أما من شهد أن الله في كل مكان أو أنه لا يعلم أين الله، فلا يُشهد له بالإيمان.
14 – تشوّف الإسلام إلى العتق، والمبادرة إليه، ففي كثير من الكفارات يدخل عتق الرقاب. والله أعلم.
قلت: يا رسول الله إني حديث عهد بجاهلية، وقد جاء الله بالإسلام، وإن منّـا رجالاً يأتون الكهان.
قال: فلا تأتهم.
قال: ومنّـا رجال يتطيّرون.
قال: ذاك شيء يجدونه في صدورهم، فلا يصدنّهم. أو قال: فلا يصدنكم.
قال قلت: ومنّـا رجال يخطُّون.
قال: كان نبي من الأنبياء يخطّ، فمن وافق خطه فذاك.
قال: وكانت لي جارية ترعى غنماً لي قِبَـلَ أحد والجوانية، فاطّـلعت ذات يوم فإذا الذيب قد ذهب بشاة من غنمها، وأنا رجل من بنى آدم آسف كما يأسفون، لكني صككتها صكّـة فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعظّم ذلك عليّ.
قلت: يا رسول الله أفلا أعتقها؟
قال: ائتني بها.
فأتيته بها فقال لها: أين الله؟
قالت: في السماء.
قال: من أنا؟
قالت: أنت رسول الله.
قال: أعتقها، فإنها مؤمنة. رواه مسلم.
فوائد الحديث:
1 – أن الصلاة لا تنقطع بكلام الجاهل والناسي، بينما تنقطع بكلام العامد.
2 – أن الكلام الذي يكون في الصلاة إذا كان من لفظ القرآن لا تبطل به الصلاة.
3 – التلطّف في تعليم الجاهل، فقوله: فو الله ما كهرني أي ما انتهرني.
4 – حسن خلق النبي - صلى الله عليه وسلم - ورأفته بأمته، وشفقته بهم.
5 – تحريم إتيان الكهان. والكاهن هو من يدّعي معرفة الحوادث المستقبلية، ويدّعي معرفة الأسرار.
6 – عدم الالتفات إلى ما يدور في الصدر من الطيرة والوساوس ونحو ذلك.
7 – معنى"كان نبي من الأنبياء يخطّ" قال النووي: الصحيح أن معناه من وافق خطه فهو مباح له، ولكن لا طريق لنا إلى العلم اليقيني بالموافقة فلا يُباح، والمقصود أنه حرام؛ لأنه لا يباح إلا بيقين الموافقة، وليس لنا يقين بها، وإنما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فمن وافق خطه فذاك" ولم يقل: هو حرام بغير تعليق على الموافقة، لئلا يتوهم متوهّم أن هذا النهي يدخل فيه ذاك النبي الذي كان يخطّ، فحافظ النبي - صلى الله عليه وسلم - على حرمة ذاك النبي مع بيان الحكم في حقنا، فالمعنى أن ذلك النبي لا منع في حقه، وكذا لو علمتم موافقته، ولكن لا علم لكم بها. انتهى.
8 – قِبَـلَ أُحـد والجوانية: أي جهة جبل أحد وموضع يُسمّى "الجوّانيّة" شمال المدينة.
9 – جواز استخدام الجارية"الأمَـة"في الرعي ونحوه.
10 – آسف: أي أغضب.
وهو - رضي الله عنه - قد اعتذر عن نفسه بهذا الأسلوب حيث قال: وأنا رجل من بني آدم آسف كما يأسفون. أي أغضب كما يغضبون.
11 – التشديد في حقوق الخلق، والمُسامحة في حق الله.
فلما أخطأ معاوية - رضي الله عنه - وتكلّم في الصلاة لم يُعنّفه النبي - صلى الله عليه وسلم - بل لم ينتهره، ولما ذكر ما فعل بالجارية من ضربها ولطمها شدّد النبي - صلى الله عليه وسلم - عليه؛ لأن ذلك حقّ متعلّق بمخلوق، وحقوق الخلق مبنيّة على المُشاحّة والمقاصّة.
12 – جواز السؤال بـ: أين الله؟
والجواب: أنه في السماء.
13 – من شهد أن الله في السماء وشهد للرسول - صلى الله عليه وسلم - بالرسالة حُـكم له بالإيمان، والسرائر أمرها إلى الله.
أما من شهد أن الله في كل مكان أو أنه لا يعلم أين الله، فلا يُشهد له بالإيمان.
14 – تشوّف الإسلام إلى العتق، والمبادرة إليه، ففي كثير من الكفارات يدخل عتق الرقاب. والله أعلم.