لطفي عيساني
2010-03-20, 01:24 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
قبل أكثر من ثلاث سنوات نُشِرَ في مجلة الدعوة الغراء وبالتحديد في عددها رقم (1620) الصادر في 4 شعبان 1418 هـ تحت عنوان (أيّ سرٍّ هذا؟) بقلم د. نعمان السامرائي، وكان المقال يتحدّث عن تأثير القرآن على غير المسلمين وممن لا يفهمون العربية، وذكر أمثلة لذلك، وذكر أيضا أن مجموعة من الأطباء قاموا بإجراء دراسة لمعرفة أثر القرآن على المسلم وغير المسلم، فكانت النتائج الطبيّة التي تم قياسها بواسطة (المَجَسّـات) أن التأثر الجسمي يحدث لدى المسلم والكافر... إلخ.
وحدثني بعض الدعاة قال: كنا في الفلبين في صيف عام 1420هـ فحضر إلينا شابٌ فلبيني نصراني الديانة، وطلب إسماعه القرآن، فواعدوه صلاة الفجر، فحضر وسمع القرآن من صوت نديّ، وقارئ مجوّد، ثم طلب إسماعه القرآن مرة أخرى، فواعده أحد الدعاة في الفندق الذي نزلوا فيه، فحضر واستمع للمرة الثانية، قال: فتحدّرت دموعه على خدّيه، برغم أنه أعجمي لا يُجيد ولا يفهم من العربية حرفاً واحداً.
وفي رمضان 1421هـ في المسجد الكبير في مدينة (استراسبورغ) الفرنسية طلب مسؤول الديانات في البلدية – وهو نصراني - أن يحضر للمسجد لسماع القرآن، فواعدوه صلاة العشاء فحضر وبيده ترجمة معاني القرآن باللغة الفرنسية، وجلس في آخر المسجد، وقد دلّوه على الموضع الذي سيقرأ منه الإمام في صلاة التراويح، وصلّى بنا قارئ مغربي، وكان نديّ الصوت، حافظ لكتاب الله، وتابع النصراني مع الإمام في قراءته، وهو يقرأ تفسير الآيات - التي كان يسمعها - من خلال ترجمة معاني القرآن، وعند نهاية صلاة الراويح، وإذا بالرجل ترتعد يداه، ويطلب من أحد الشباب أن يُمسك لـه المصحف، فخاف ذلك الشاب وخرج من المسجد حتى جاء شخص آخر وأمسك المصحف، ويدا الرجل لا تزال في رعدة.
فتذكرت قول الله - عز وجل - (ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون * وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق)
ولا شك أن ما حصل لذلك النصراني من أثر سماع كلام الله - تبارك و تعالى -، الذي أَمرنا أن نـُسمعه حتى المشركين، وكلام الله له تأثير قوي حتى على الجمادات.
قال - تبارك و تعالى -: (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله).
ثم رجعت بالذاكرة إلى قصة جبير بن مطعم، وقد قدم المدينة، قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في المغرب بالطور، فلما بلغ هذه الآية: (أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون * أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون * أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون) قال جبير: كاد قلبي أن يطير. رواه البخاري.
وفي رواية للبخاري أيضا قال جبير: وذلك أول ما وقـر الإيمان في قلبي.
فما بال قلوب كثير من الناس قست حتى جاوزت حدّ الصخر في القساوة، بل لعل بعضها يهزأ بالصخر قساوة، ثم إنهم عن ذكر ربهم وتلاوة آياته معرضون، ولكتابه هم يهجرون؟
(وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا).
فائدة: قال ابن القيم: هجر القرآن أنواع:
أحدها: هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه.
والثاني: هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه، وإن قرأه وآمن به.
والثالث: هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه.
والرابع: هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم به منه.
والخامس: هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلب وأدوائها، فيطلب شفاء دائه من غيره ويهجر التداوي به. وإن كان بعض الهجر أهون من بعض. انتهى كلامه - رحمه الله -.
قبل أكثر من ثلاث سنوات نُشِرَ في مجلة الدعوة الغراء وبالتحديد في عددها رقم (1620) الصادر في 4 شعبان 1418 هـ تحت عنوان (أيّ سرٍّ هذا؟) بقلم د. نعمان السامرائي، وكان المقال يتحدّث عن تأثير القرآن على غير المسلمين وممن لا يفهمون العربية، وذكر أمثلة لذلك، وذكر أيضا أن مجموعة من الأطباء قاموا بإجراء دراسة لمعرفة أثر القرآن على المسلم وغير المسلم، فكانت النتائج الطبيّة التي تم قياسها بواسطة (المَجَسّـات) أن التأثر الجسمي يحدث لدى المسلم والكافر... إلخ.
وحدثني بعض الدعاة قال: كنا في الفلبين في صيف عام 1420هـ فحضر إلينا شابٌ فلبيني نصراني الديانة، وطلب إسماعه القرآن، فواعدوه صلاة الفجر، فحضر وسمع القرآن من صوت نديّ، وقارئ مجوّد، ثم طلب إسماعه القرآن مرة أخرى، فواعده أحد الدعاة في الفندق الذي نزلوا فيه، فحضر واستمع للمرة الثانية، قال: فتحدّرت دموعه على خدّيه، برغم أنه أعجمي لا يُجيد ولا يفهم من العربية حرفاً واحداً.
وفي رمضان 1421هـ في المسجد الكبير في مدينة (استراسبورغ) الفرنسية طلب مسؤول الديانات في البلدية – وهو نصراني - أن يحضر للمسجد لسماع القرآن، فواعدوه صلاة العشاء فحضر وبيده ترجمة معاني القرآن باللغة الفرنسية، وجلس في آخر المسجد، وقد دلّوه على الموضع الذي سيقرأ منه الإمام في صلاة التراويح، وصلّى بنا قارئ مغربي، وكان نديّ الصوت، حافظ لكتاب الله، وتابع النصراني مع الإمام في قراءته، وهو يقرأ تفسير الآيات - التي كان يسمعها - من خلال ترجمة معاني القرآن، وعند نهاية صلاة الراويح، وإذا بالرجل ترتعد يداه، ويطلب من أحد الشباب أن يُمسك لـه المصحف، فخاف ذلك الشاب وخرج من المسجد حتى جاء شخص آخر وأمسك المصحف، ويدا الرجل لا تزال في رعدة.
فتذكرت قول الله - عز وجل - (ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون * وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق)
ولا شك أن ما حصل لذلك النصراني من أثر سماع كلام الله - تبارك و تعالى -، الذي أَمرنا أن نـُسمعه حتى المشركين، وكلام الله له تأثير قوي حتى على الجمادات.
قال - تبارك و تعالى -: (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله).
ثم رجعت بالذاكرة إلى قصة جبير بن مطعم، وقد قدم المدينة، قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في المغرب بالطور، فلما بلغ هذه الآية: (أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون * أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون * أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون) قال جبير: كاد قلبي أن يطير. رواه البخاري.
وفي رواية للبخاري أيضا قال جبير: وذلك أول ما وقـر الإيمان في قلبي.
فما بال قلوب كثير من الناس قست حتى جاوزت حدّ الصخر في القساوة، بل لعل بعضها يهزأ بالصخر قساوة، ثم إنهم عن ذكر ربهم وتلاوة آياته معرضون، ولكتابه هم يهجرون؟
(وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا).
فائدة: قال ابن القيم: هجر القرآن أنواع:
أحدها: هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه.
والثاني: هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه، وإن قرأه وآمن به.
والثالث: هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه.
والرابع: هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم به منه.
والخامس: هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلب وأدوائها، فيطلب شفاء دائه من غيره ويهجر التداوي به. وإن كان بعض الهجر أهون من بعض. انتهى كلامه - رحمه الله -.