عماد المهدي
2010-03-26, 10:38 PM
الفاتيكان يرفض تجريد قسيس أمريكي اغتصب أطفالا صُمّ من رتبته الكهنوتية
http://www14.0zz0.com/2010/03/26/20/170361772.jpg (http://www.0zz0.com)
فضيحة أخرى يندى لها جبين البشرية تخرج من أوكار الجريمة المساه زورا وبهتانا بالكنائس ..وصورة حقيقة لأعداء الإسلام ترسمها أفعالهم القذرة توضح مدى الشر الذي يسكن نفوسهم الخبيثة ..بابا الفاتيكان الذي سبق وتطاول على سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم أبي الله تعالى إلا ان يفضحه على رؤوس الأشهاد فضيحة مخزية
تفاصيل الفضيحة البشعة روتها جريدة النيويورك تايمز في تقرير لها قام المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير بترجمته ..حيث ثبت أن بنديكت حين كان كاردينالا تستر على قس يقوم باغتصاب الأطفال الصم في كنيسته وسمح له بالعمل مرة أخرى في الكنيسة وسط الأطفال تكرر الشكاوي منه وظل هذا القس يتعدى على الأطفال جنسيا حتى هلك في عام 1998
تقرير النيويورك تايمز
أثبتت وثائق سرية، كشف مؤخرا عن مضمونها ضمن دعوى قضائية، امتناع مسئولين كبار في الفاتيكان- بما في ذلك من سيصبح فيما بعد البابا بنيديكتوس السادس عشر- عن تجريد أسقف، كان قد أقدم على استغلال أطفال تحت سلطته استغلالا جنسيا، من رتبته الكنسية على الرغم من تلقيهم لتحذيرات من عدد من الأساقفة الأميريكيين تفيد بأن فشل الكنيسة في معاقبته سيؤثر سلبا على صورة الكنيسة الكاثوليكية في أعين المؤمنين.
فقد أظهر الخطاب المرسل من أساقفة ويسكينسن إلى جوزيف راتزينجر-البابا بنديكت- مباشرة أنه في الوقت الذي كان هناك صراع داخل رجال الكنيسة حول عزل الأسقف المتهم من عدمه، ظلت الأولوية القصوى لدى رجال الكنيسة هي عدم تعريض سمعة الكنيسة للتشهير.
يذكر أن الفضيحة الجديدة تفجرت بينما ما يزال البابا بنيديكت السادس عشر يداوي جراح اتهامات أخرى بشأن إمتناعه ومرؤوسيه المباشرين عن إبلاغ السلطات المدنية أو حتى معاقبة القساوسة المتهمين بالاستغلال الكنسي عندما كان كان يخدم كبيرا لأساقفة ألمانيا ورئيسا للجنة عقيدة الإيمان.
الفضيحة الجديدة التي كانت ولاية ويسكنسن مسرحا لأحداثها طالت القسيس الأمريكي لورنس سي مورفي الذي كان يخدم في مدرسة شهيرة للصم تابعة للكنيسة بين عامي 1950 و1974.
في عام 1996 رفض الكاردينال جوزيف راتزينجر أن يستجيب لخطابين وجههما له روبرت ج ويكلاند، كبير أساقفة ميلووكي في هذا الوقت. بعد ثمانية أشهر أمر الكاردينال تارسيسيو بيرتوني، الذي يشغل الآن منصب وزير خارجية الفاتيكان، أساقفة ويسكينسن بأن يبدأوا محاكمة كنسية سرية كان من الممكن أن تفضي إلى عزل الأب مورفي.
لكن الكاردينال بيرتوني جمد المشروع بعد أن كتب الأب مورفي بصفة شخصية خطابا إلى راتزينجر-بنديكت- يحتج فيه على محاكمته متعللا بإنه يجب ألا يمثل أمام المحكمة لأنه قد تاب بالفعل كما أن صحته ليست على ما يرام والقضية بحسب قوانين الكنيسة قد سقطت بالتقادم.
كتب مورفي قبل فترة قليلة من وفاته إلى الكاردينال راتزينجر-البابا بنديكت فيما بعد -:«كل ما أريده هو أن أقضي بقية أيامي في منصبي الكهنوتي». وأضاف: «ألتمس عونكم الكريم بهذا الصدد».
بحسب ما جاء في وثائق يملكها الضحايا ومقابلات شخصية أجريت معهم، لم يقتصر الأمر على عدم مثول مورفي للمحاكمة ولا على عدم خضوعه لأي إجراء عقابي وفق أي منظومة عدلية كنسية، بل تغاضت الشرطة والمدعون العموميون عن اتهامه متجاهلين إفادات الضحايا.
العجيب أن منصب رئيس الأساقفة في ويسكينسن قد تعاقب على توليه ثلاثة أشخاص كلهم أبلغوا بأن مورفي كان يعتدي على الأطفال جنسيا، وفق ما تظهره الوثائق، لكن أيا من الثلاثة لم يبلغ أي سلطة مدنية أو جنائية بمضمون ما حصل عليه من معلومات ولو لمرة واحدة.
وبدلا من أن يخضع مورفي لأي عقوبة كنسية، جرى نقله في هدوء وبلا ضجيج بأمر من كبير أساقفة ميلووكي الكاهن ويليام. إ.كوزينس إلى أبرشية سوبيريور في شمال ويسكينسن عام 1974 وهي الأسقفية التي قضى فيها السنوات الأربع والعشرين الأخيرة من حياته متعاملا بلا أي قيود مع الأطفال في الأبرشيات والمدارس، وفي مركز احتجاز للأحداث. في عام 1998 مات مورفي وهو ما يزال في منصبه الكنسي.
وعلى الرغم من أن راتزينجر- بنديكت- حينما تحدث مؤخرا إلى الشعب الكاثوليكي في أيرلندا، ولكن هذه المرة بعد أن أصبح البابا بنيديكت السادس عشر، أكد على الحاجة إلى التعاون مع السلطات القضائية المدنية بشأن قضايا الاعتداء الجنسي، فإن الوثيقة تشير فيما يبدو إلى أن إصرار الفاتيكان على الحفاظ على مسار التحقيقات في نطاق السرية غالبا ما أعاق هذا التعاون. في الوقت نفسه، يظهر امتناع المسئولين عن تجريد مغتصب للأطفال من رتبته الكنسية أن الفاتيكان على المستوى الديني يميل إلى النظر إلى القضية من حيث هي خطيئة تحتاج توبة أكثر من منها جريمة تحتاج عقابا.
المتحدث باسم الفاتيكان، الكاهن فيديريكو لومباردي، عرضت عليه الوثائق وطُلِبَ منه الإجابة على عدد من الأسئلة بخصوص القضية. لكنه اكتفى بتصريح قال فيه إن الأب مورفي اغتصب بلا جدال أطفالا «عزًّلا من أي حماية» وانتهك القانون، ولهذا فالقضية «تحمل بعدا مأساويا.» لكنه أوضح أن الفاتيكان لم يعلم بالقضية إلا عام 1996، بعد سنوات من قيام السلطات بالتحقيق وإسقاطها للتهم.
وأكد الأب لومباردي أنه لا القانون الكنسي ولا معايير الفاتيكان الصادرة عام 1962 قد مثلا مانعا أمام قيام مسئولي الكنيسة بإبلاغ السلطات المدنية عن قضايا الاعتداء الجنسي على الأطفال. لكنه لم يجب مع ذلك عن سبب عدم إبلاغ الفاتيكان لجهات التحقيق المدنية بشأن القضية محل النقاش.
وبخصوص الأسباب التي وقفت حائلا وبين تجريد الأب مورفي من رتبته الكنسية، قال لومباردي إن«القانون الكنسي لا يحدد العقوبات بطريقة آلية.» وقال إن تدهور صحة الأب مورفي وعدم ظهور اتهامات جديدة ضده كانا عاملين حاسمين في هذا القرار.
تراخي الفاتيكان ليس بالأمر الفريد. فمن بين ثلاثة آلاف قسيس هم جملة من وجهت لهم اتهامات وحولت قضاياهم إلى الدائرة العقائدية التابعة للكنيسة بين عامي 2001 و 2010، خضع 20 % فحسب لمحاكمات كنسية كاملة، ولم يعزل من مناصبه الكنسية سوى عدد قليل من هؤلاء، وفقا لمقابلة حديثة نشرت في صحيفة إيطالية مع المونسينيور تشارلز سيكلونا، كبير المدعين في هذه الدائرة. عشرة في المائة من هذا العدد استقالوا طوعيا، لكن الغالبية-أي ما مجموعه 60 %- واجهوا «عقوبات إدارية وتأديبية» أخرى، بحسب المونسينيور سيكلونا، مثل حرمانهم من إقامة القداس.
بالنسبة للكثيرين، كان الأب مورفي بمثابة قديس: فهو رجل مجامل يتمتع بموهبة في التواصل عبر لغة الإشارة وجامع تبرعات نشط لصالح قضايا الصمّ. كان القسيس في أبرشية ميلووكي قد بدأ سيرته المهنية في عام 1950 أستاذا في مدرسة القديس جون الخاصة بالطلاب الذين يعانون مشكلات في السمع والتابعة لكنيسة القديس فرانسيس. ترقى وظيفيا ليصبح مديرا لمدرسة عام 1963 على الرغم من أن مسئولي الكنيسة كانوا قد تلقوا أثناء عقد الخمسينات شكاوى من الطلاب تتهمه بأنه مغتصب.
تشابهت روايات الضحايا بشأن قيام الأب مورفي بخلع سراويلهم ولمسهم في مناطق حساسة من الجسم داخل مكتبه وفي سيارته وفي منزل أمه الريفي وفي رحلات التنزه التي تقيمها المدرسة وفي رحلات جمع التبرعات وفي أسِرَّتهم داخل مباني الطلاب ليلا. أحد الضحايا ويدعى أرثر بودزينسكي قال إنه تعرض للتحرش الجنسي للمرة الأولى حينما ذهب إلى الأب مورفي من أجل «الاعتراف» عام 1960 عندما كان في الثانية عشر من عمره تقريبا.
يقول السيد بودزينسكي، الذي يبلغ الآن من العمر 61 عاما، والذي عمل لسنوات كعامل باليومية في إحدى دور الطباعة:« لو كان إنسانا وضيعا خالصا، لتغيبت عن الحضور، لكنه كان ودودا للغاية ولطيفا ومتفهما. أعلم أن هذا كان خطأً، لكنني لم أستطع تصديق أن يبدر منه هذا الفعل في الحقيقة.»
قضى السيد بودزينسكي ومجموعة أخرى من الطلاب الصم السابقين ما يربو عن 30 عاما في دق ناقوس الخطر بما في ذلك قيامهم بتوزيع المنشورات خارج كاتدرائية ميلووكي. جاري سميث، صديق السيد بودزينسكي، صرح في مقابلة أن الأب مورفي اعتدى عليه 50 أو 60 مرة منذ أن كان في الثانية عشر من عمره. عندما تخرج من مدرسة القديس جون الثانوية، قال سميث:«كنت ساخطا بشدة».
في 1993، ومع توالي ورود الشكاوي إلى مكتبه بشأن الأب مورفي، قام كبير الأساقفة الأب ويكلاند بتعيين موظف خدمة اجتماعية متخصص في علاج المُغْتَصِبين ليقيِّم حالته. بعد أربعة أيام من المقابلات، قال موظف الخدمة الاجتماعية أن الأب مورفي قد اعترف له بجرائمه وبأنه ربما اعتدى على 200 طفل اعتداء جنسيا وأنه لا يشعر بأي تأنيب للضمير.
ومع ذلك لم يحاول كبير الأساقفة ويكلاند تجريد الأب مورفي من رتبته الكنسية سوى عام 1996. والسبب، كما كتب هو إلى الكاردينال راتزينجر، تمثل في رغبته في احتواء الغضب المستشري بين الصم واستعادة ثقتهم في الكنيسة. كما كتب أنه منذ أن أصبح على علم بأن«التحرش الجنسي في أثناء الاعتراف ربما كان جزءًا من المشكلة»، أصبحت القضية في نطاق اختصاص الدائرة العقائدية.
ومع امتناع الكاردينال راتزينجر عن الرد، كتب كبير الأساقفة ويكلاند إلى هيئة فاتيكانية أخرى في مارس عام 1997 قائلا إن المشكلة أصبحت ملحة لأن محاميا كان يستعد لرفع دعوى، وأن الرأي العام قد يحاط بالقضية علما وأن«فضيحة حقيقية تبدو أمرا محتمل الحدوث بشدة في المستقبل».
بعض الأساقفة جادلوا مؤخرا عن أن المبادئ التي سنها الفاتيكان عام 1962 والتي تفرض إجراءات عقابية سرية لم تعد سارية منذ وقت طويل. لكن هذه المبادئ، كما هو واضح من هذه الوثائق، كانت ما تزال سارية.
لكن المسعى الرامي إلى عزل الأب مورفي توقف فجأة بعد قيام الأخير بمناشدة الكاردينال راتزينجر أن ينظر إليه بعين العطف.
في مقابلة أجريت معه، صرح كبير الأساقفة ويكلاند بأنه طلب عقد اجتماع آخر أخير في الفاتيكان في مايو 1998 وبأنه فشل في هذا الاجتماع في إقناع الكاردينال بيرتوني ومسئولي الدائرة العقائدية الآخرين بأن يوافقوا على عقد محاكمة كنسية لتجريد الأب مورفي من رتبته الكهنوتية.(في عام 2002 استقال كبير الأساقفة ويكلاند بعد أن أميط اللثام عن ارتباطه بعلاقة جنسية مثلية مع رجل وقيامه باستخدام مال الكنيسة في دفع ترضية مالية له.)
هذا الأسبوع صرح كبير الأساقفة ويكلاند في مقابلة بأن«الدليل كان مكتملا وشاملا لدرجة جعلتني أعتقد أنه من المتعين أن يتم عزله عن رتبته الكهنوتية وأن هذا من شأنه أن يجلب قدرا من الوئام داخل مجتمع الصم.»
مات الأب مورفي بعد هذا التاريخ بأربعة أشهر بعد أن تخطى السبعين بعامين ووري جثمانه التراب في ثيابه الكهنوتية. كبير الأساقفة ويكلاند كتب خطابا أخيرا إلى الكاردينال بيرتوني يبدي أسفه على قيام أسرة الأب مورفي بمخالفة التعليمات الموجهة إليهم بأن تكون الجنازة في نطاق محدود وخاص، وأن يبقى التابوت مغلقا.
جاء في رسالة كتبها كبير الأساقفة ويكلاند «على الرغم من هذه المصاعب ما زلنا نأمل أن بمقدورنا تجنب العلنية غير الضرورية التي من شأنها أن تلقي ظلالا سلبية على الكنيسة.»
هذا التقرير مترجم بواسطة المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير
http://www14.0zz0.com/2010/03/26/20/170361772.jpg (http://www.0zz0.com)
فضيحة أخرى يندى لها جبين البشرية تخرج من أوكار الجريمة المساه زورا وبهتانا بالكنائس ..وصورة حقيقة لأعداء الإسلام ترسمها أفعالهم القذرة توضح مدى الشر الذي يسكن نفوسهم الخبيثة ..بابا الفاتيكان الذي سبق وتطاول على سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم أبي الله تعالى إلا ان يفضحه على رؤوس الأشهاد فضيحة مخزية
تفاصيل الفضيحة البشعة روتها جريدة النيويورك تايمز في تقرير لها قام المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير بترجمته ..حيث ثبت أن بنديكت حين كان كاردينالا تستر على قس يقوم باغتصاب الأطفال الصم في كنيسته وسمح له بالعمل مرة أخرى في الكنيسة وسط الأطفال تكرر الشكاوي منه وظل هذا القس يتعدى على الأطفال جنسيا حتى هلك في عام 1998
تقرير النيويورك تايمز
أثبتت وثائق سرية، كشف مؤخرا عن مضمونها ضمن دعوى قضائية، امتناع مسئولين كبار في الفاتيكان- بما في ذلك من سيصبح فيما بعد البابا بنيديكتوس السادس عشر- عن تجريد أسقف، كان قد أقدم على استغلال أطفال تحت سلطته استغلالا جنسيا، من رتبته الكنسية على الرغم من تلقيهم لتحذيرات من عدد من الأساقفة الأميريكيين تفيد بأن فشل الكنيسة في معاقبته سيؤثر سلبا على صورة الكنيسة الكاثوليكية في أعين المؤمنين.
فقد أظهر الخطاب المرسل من أساقفة ويسكينسن إلى جوزيف راتزينجر-البابا بنديكت- مباشرة أنه في الوقت الذي كان هناك صراع داخل رجال الكنيسة حول عزل الأسقف المتهم من عدمه، ظلت الأولوية القصوى لدى رجال الكنيسة هي عدم تعريض سمعة الكنيسة للتشهير.
يذكر أن الفضيحة الجديدة تفجرت بينما ما يزال البابا بنيديكت السادس عشر يداوي جراح اتهامات أخرى بشأن إمتناعه ومرؤوسيه المباشرين عن إبلاغ السلطات المدنية أو حتى معاقبة القساوسة المتهمين بالاستغلال الكنسي عندما كان كان يخدم كبيرا لأساقفة ألمانيا ورئيسا للجنة عقيدة الإيمان.
الفضيحة الجديدة التي كانت ولاية ويسكنسن مسرحا لأحداثها طالت القسيس الأمريكي لورنس سي مورفي الذي كان يخدم في مدرسة شهيرة للصم تابعة للكنيسة بين عامي 1950 و1974.
في عام 1996 رفض الكاردينال جوزيف راتزينجر أن يستجيب لخطابين وجههما له روبرت ج ويكلاند، كبير أساقفة ميلووكي في هذا الوقت. بعد ثمانية أشهر أمر الكاردينال تارسيسيو بيرتوني، الذي يشغل الآن منصب وزير خارجية الفاتيكان، أساقفة ويسكينسن بأن يبدأوا محاكمة كنسية سرية كان من الممكن أن تفضي إلى عزل الأب مورفي.
لكن الكاردينال بيرتوني جمد المشروع بعد أن كتب الأب مورفي بصفة شخصية خطابا إلى راتزينجر-بنديكت- يحتج فيه على محاكمته متعللا بإنه يجب ألا يمثل أمام المحكمة لأنه قد تاب بالفعل كما أن صحته ليست على ما يرام والقضية بحسب قوانين الكنيسة قد سقطت بالتقادم.
كتب مورفي قبل فترة قليلة من وفاته إلى الكاردينال راتزينجر-البابا بنديكت فيما بعد -:«كل ما أريده هو أن أقضي بقية أيامي في منصبي الكهنوتي». وأضاف: «ألتمس عونكم الكريم بهذا الصدد».
بحسب ما جاء في وثائق يملكها الضحايا ومقابلات شخصية أجريت معهم، لم يقتصر الأمر على عدم مثول مورفي للمحاكمة ولا على عدم خضوعه لأي إجراء عقابي وفق أي منظومة عدلية كنسية، بل تغاضت الشرطة والمدعون العموميون عن اتهامه متجاهلين إفادات الضحايا.
العجيب أن منصب رئيس الأساقفة في ويسكينسن قد تعاقب على توليه ثلاثة أشخاص كلهم أبلغوا بأن مورفي كان يعتدي على الأطفال جنسيا، وفق ما تظهره الوثائق، لكن أيا من الثلاثة لم يبلغ أي سلطة مدنية أو جنائية بمضمون ما حصل عليه من معلومات ولو لمرة واحدة.
وبدلا من أن يخضع مورفي لأي عقوبة كنسية، جرى نقله في هدوء وبلا ضجيج بأمر من كبير أساقفة ميلووكي الكاهن ويليام. إ.كوزينس إلى أبرشية سوبيريور في شمال ويسكينسن عام 1974 وهي الأسقفية التي قضى فيها السنوات الأربع والعشرين الأخيرة من حياته متعاملا بلا أي قيود مع الأطفال في الأبرشيات والمدارس، وفي مركز احتجاز للأحداث. في عام 1998 مات مورفي وهو ما يزال في منصبه الكنسي.
وعلى الرغم من أن راتزينجر- بنديكت- حينما تحدث مؤخرا إلى الشعب الكاثوليكي في أيرلندا، ولكن هذه المرة بعد أن أصبح البابا بنيديكت السادس عشر، أكد على الحاجة إلى التعاون مع السلطات القضائية المدنية بشأن قضايا الاعتداء الجنسي، فإن الوثيقة تشير فيما يبدو إلى أن إصرار الفاتيكان على الحفاظ على مسار التحقيقات في نطاق السرية غالبا ما أعاق هذا التعاون. في الوقت نفسه، يظهر امتناع المسئولين عن تجريد مغتصب للأطفال من رتبته الكنسية أن الفاتيكان على المستوى الديني يميل إلى النظر إلى القضية من حيث هي خطيئة تحتاج توبة أكثر من منها جريمة تحتاج عقابا.
المتحدث باسم الفاتيكان، الكاهن فيديريكو لومباردي، عرضت عليه الوثائق وطُلِبَ منه الإجابة على عدد من الأسئلة بخصوص القضية. لكنه اكتفى بتصريح قال فيه إن الأب مورفي اغتصب بلا جدال أطفالا «عزًّلا من أي حماية» وانتهك القانون، ولهذا فالقضية «تحمل بعدا مأساويا.» لكنه أوضح أن الفاتيكان لم يعلم بالقضية إلا عام 1996، بعد سنوات من قيام السلطات بالتحقيق وإسقاطها للتهم.
وأكد الأب لومباردي أنه لا القانون الكنسي ولا معايير الفاتيكان الصادرة عام 1962 قد مثلا مانعا أمام قيام مسئولي الكنيسة بإبلاغ السلطات المدنية عن قضايا الاعتداء الجنسي على الأطفال. لكنه لم يجب مع ذلك عن سبب عدم إبلاغ الفاتيكان لجهات التحقيق المدنية بشأن القضية محل النقاش.
وبخصوص الأسباب التي وقفت حائلا وبين تجريد الأب مورفي من رتبته الكنسية، قال لومباردي إن«القانون الكنسي لا يحدد العقوبات بطريقة آلية.» وقال إن تدهور صحة الأب مورفي وعدم ظهور اتهامات جديدة ضده كانا عاملين حاسمين في هذا القرار.
تراخي الفاتيكان ليس بالأمر الفريد. فمن بين ثلاثة آلاف قسيس هم جملة من وجهت لهم اتهامات وحولت قضاياهم إلى الدائرة العقائدية التابعة للكنيسة بين عامي 2001 و 2010، خضع 20 % فحسب لمحاكمات كنسية كاملة، ولم يعزل من مناصبه الكنسية سوى عدد قليل من هؤلاء، وفقا لمقابلة حديثة نشرت في صحيفة إيطالية مع المونسينيور تشارلز سيكلونا، كبير المدعين في هذه الدائرة. عشرة في المائة من هذا العدد استقالوا طوعيا، لكن الغالبية-أي ما مجموعه 60 %- واجهوا «عقوبات إدارية وتأديبية» أخرى، بحسب المونسينيور سيكلونا، مثل حرمانهم من إقامة القداس.
بالنسبة للكثيرين، كان الأب مورفي بمثابة قديس: فهو رجل مجامل يتمتع بموهبة في التواصل عبر لغة الإشارة وجامع تبرعات نشط لصالح قضايا الصمّ. كان القسيس في أبرشية ميلووكي قد بدأ سيرته المهنية في عام 1950 أستاذا في مدرسة القديس جون الخاصة بالطلاب الذين يعانون مشكلات في السمع والتابعة لكنيسة القديس فرانسيس. ترقى وظيفيا ليصبح مديرا لمدرسة عام 1963 على الرغم من أن مسئولي الكنيسة كانوا قد تلقوا أثناء عقد الخمسينات شكاوى من الطلاب تتهمه بأنه مغتصب.
تشابهت روايات الضحايا بشأن قيام الأب مورفي بخلع سراويلهم ولمسهم في مناطق حساسة من الجسم داخل مكتبه وفي سيارته وفي منزل أمه الريفي وفي رحلات التنزه التي تقيمها المدرسة وفي رحلات جمع التبرعات وفي أسِرَّتهم داخل مباني الطلاب ليلا. أحد الضحايا ويدعى أرثر بودزينسكي قال إنه تعرض للتحرش الجنسي للمرة الأولى حينما ذهب إلى الأب مورفي من أجل «الاعتراف» عام 1960 عندما كان في الثانية عشر من عمره تقريبا.
يقول السيد بودزينسكي، الذي يبلغ الآن من العمر 61 عاما، والذي عمل لسنوات كعامل باليومية في إحدى دور الطباعة:« لو كان إنسانا وضيعا خالصا، لتغيبت عن الحضور، لكنه كان ودودا للغاية ولطيفا ومتفهما. أعلم أن هذا كان خطأً، لكنني لم أستطع تصديق أن يبدر منه هذا الفعل في الحقيقة.»
قضى السيد بودزينسكي ومجموعة أخرى من الطلاب الصم السابقين ما يربو عن 30 عاما في دق ناقوس الخطر بما في ذلك قيامهم بتوزيع المنشورات خارج كاتدرائية ميلووكي. جاري سميث، صديق السيد بودزينسكي، صرح في مقابلة أن الأب مورفي اعتدى عليه 50 أو 60 مرة منذ أن كان في الثانية عشر من عمره. عندما تخرج من مدرسة القديس جون الثانوية، قال سميث:«كنت ساخطا بشدة».
في 1993، ومع توالي ورود الشكاوي إلى مكتبه بشأن الأب مورفي، قام كبير الأساقفة الأب ويكلاند بتعيين موظف خدمة اجتماعية متخصص في علاج المُغْتَصِبين ليقيِّم حالته. بعد أربعة أيام من المقابلات، قال موظف الخدمة الاجتماعية أن الأب مورفي قد اعترف له بجرائمه وبأنه ربما اعتدى على 200 طفل اعتداء جنسيا وأنه لا يشعر بأي تأنيب للضمير.
ومع ذلك لم يحاول كبير الأساقفة ويكلاند تجريد الأب مورفي من رتبته الكنسية سوى عام 1996. والسبب، كما كتب هو إلى الكاردينال راتزينجر، تمثل في رغبته في احتواء الغضب المستشري بين الصم واستعادة ثقتهم في الكنيسة. كما كتب أنه منذ أن أصبح على علم بأن«التحرش الجنسي في أثناء الاعتراف ربما كان جزءًا من المشكلة»، أصبحت القضية في نطاق اختصاص الدائرة العقائدية.
ومع امتناع الكاردينال راتزينجر عن الرد، كتب كبير الأساقفة ويكلاند إلى هيئة فاتيكانية أخرى في مارس عام 1997 قائلا إن المشكلة أصبحت ملحة لأن محاميا كان يستعد لرفع دعوى، وأن الرأي العام قد يحاط بالقضية علما وأن«فضيحة حقيقية تبدو أمرا محتمل الحدوث بشدة في المستقبل».
بعض الأساقفة جادلوا مؤخرا عن أن المبادئ التي سنها الفاتيكان عام 1962 والتي تفرض إجراءات عقابية سرية لم تعد سارية منذ وقت طويل. لكن هذه المبادئ، كما هو واضح من هذه الوثائق، كانت ما تزال سارية.
لكن المسعى الرامي إلى عزل الأب مورفي توقف فجأة بعد قيام الأخير بمناشدة الكاردينال راتزينجر أن ينظر إليه بعين العطف.
في مقابلة أجريت معه، صرح كبير الأساقفة ويكلاند بأنه طلب عقد اجتماع آخر أخير في الفاتيكان في مايو 1998 وبأنه فشل في هذا الاجتماع في إقناع الكاردينال بيرتوني ومسئولي الدائرة العقائدية الآخرين بأن يوافقوا على عقد محاكمة كنسية لتجريد الأب مورفي من رتبته الكهنوتية.(في عام 2002 استقال كبير الأساقفة ويكلاند بعد أن أميط اللثام عن ارتباطه بعلاقة جنسية مثلية مع رجل وقيامه باستخدام مال الكنيسة في دفع ترضية مالية له.)
هذا الأسبوع صرح كبير الأساقفة ويكلاند في مقابلة بأن«الدليل كان مكتملا وشاملا لدرجة جعلتني أعتقد أنه من المتعين أن يتم عزله عن رتبته الكهنوتية وأن هذا من شأنه أن يجلب قدرا من الوئام داخل مجتمع الصم.»
مات الأب مورفي بعد هذا التاريخ بأربعة أشهر بعد أن تخطى السبعين بعامين ووري جثمانه التراب في ثيابه الكهنوتية. كبير الأساقفة ويكلاند كتب خطابا أخيرا إلى الكاردينال بيرتوني يبدي أسفه على قيام أسرة الأب مورفي بمخالفة التعليمات الموجهة إليهم بأن تكون الجنازة في نطاق محدود وخاص، وأن يبقى التابوت مغلقا.
جاء في رسالة كتبها كبير الأساقفة ويكلاند «على الرغم من هذه المصاعب ما زلنا نأمل أن بمقدورنا تجنب العلنية غير الضرورية التي من شأنها أن تلقي ظلالا سلبية على الكنيسة.»
هذا التقرير مترجم بواسطة المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير