مشاهدة النسخة كاملة : أثر العلوم الإسلامية في تطور الطب
أمـــة الله
2010-03-30, 03:34 PM
أثر العلوم الإسلامية في تطور الطب
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الملخص:
أن الهدف من هذا البحث هو جمع سلسلة من الوقائع التي توضح الأثر الحاسم للعلوم الإسلامية فيما يتعلق بتطور الطب، والهدف الرئيس هو أن نقرر الأهمية الحقيقية لتأثير العلوم الإسلامية، فهي من الناحية الموضوعية قد ساعدت على وجود المعايير الطبية الحالية، وان من الإجحاف تجاهل هذه الحقيقة بل أنها لم تكن معروفة بوجه عام. كذلك يحاول البحث أن يساعد على خلق فكرة صحيحة عن الإسلام الذي أضحت شعوبه وحكوماته بعد سنوات عديدة من الحروب والمعاناة تشعر بمدى حاجة الدول إلى ضمان روح التعاون بين الجميع لخير البشرية.
" الحمد لله الذي أنزل على عبد 5 الكتاب ولم يجعل له عؤجا " (18/ 1)
دكتور إبراهيم الصياد.
يناقش الباحث قضية هامة وهي تماسك الحضارة الإسلامية وثباتها أمام التحديات التي لو واجهتها أي حضارة أخرى لانتهت إلى زوال.
وقد فسر هذه القوة بما يسميه الشخصية الجماعية للإسلام.
ولكي نوضح هذا المفهوم من وجهة نظرنا نحن المسلمين نقول أن ما يسميه الشخصية الجماعية هو ما ورد في القرآن الكريم: ( أن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون ) (21/92) هذه الأمة فيها القوة الجامعة لشتاتها "تركت فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا أبداً: كتاب الله، وسنتي ". هذا الكتاب الخالد جمع الأمة الإسلامية على مر العصور ومهما ضعفت فان الله يقيض لها على رأس كل قرن من يجدد لها دينها طالما كان بينهم كتاب الله. ومن هنا حرصا أعداء الإسلام على أن يطعنوا الأمة في موقع قوتها وذلك بعزلها عن كتاب الله ففي البلاد التي تتكلم بلغته حاولوا عزلها عن التطبيق لمفاهيمه وتحويله إلى شعائر تتلى في المآتم. أما البلاد التي تتكلم بلغات أخرى وكانتق حروفها عربية فقد حرصوا على تبديل الحرف العربي الذي يربطها بالقرآن وإدخال حروف أجنبية تمهيداً لعزلها عن مصدر (الشخصية الجماعية لأمة القرآن).
أمـــة الله
2010-03-30, 03:34 PM
الفصل الأول
أن من المستحيل أن ننكر أن الشخصية الآدمية تظهر أفكاراً عديدة وصنوفاً من التفكير في حدود الذاكرة، وهذا ينطبق على الشخصية الجماعية للمجتمع وفي هذه الحالة فان التقاليد العامة توضح الذاكرة الجماعية التي تحفظ معا جميع صنوف التفكير في المجتمع. وبالتحديد فان الذي يميز البلد هو التقاليد العامة التي هي الذاكرة الجماعية. وتسري تلك القاعدة على النطاق الجغرافي أو الأجناس أو نطلق السلالة القومية وكذلك أي حدود أخرى، ويمكن، سريانها أيضاً على المدنيات.
ومن الناحية السيكولوجية فان المدنية هي مجموعة التقاليد العامة للبلد مستقلة عن ظروفها الجغرافية والبشرية. ومن الناحية الفنية فان المدنية هي مجموع التطورات في المجتمع بالنسبة للعلوم النظرية والتطبيقية وفروع الصناعة والعلوم الاجتماعية والآداب والفنون وأي أنشطة فكرية أخرى.
هذه هي المدنية ولكنها ليست الحضارة، فالحضارة لا تقوم على الفكر المكتسب ولكن هي الحالة المعنوية، وهي حالة دائمة لها روح شخصية، أو روح جماعية للمجتمع. فالحضارة مفهوم أخلاقي بحت، وهي بقايا معنوية كلية غير ملموسة على الرغم من وضوحها حسيا، وهي تتكون في النفس أو في المجتمع بوساطة الأفكار والأحداث المستمرة وتبعاً للمبادئ الأخلاقية- والمدنية هي التربة الخصبة للحضارة ولكنها غالباَ تستطيع التواجد بدونها وعلى العكس من ذلك فان الشخص أو المجتمع قد يبدي درجة عالية من الحضارة بلا مدنية وهذا ما نطلق عليه عموماً بلا تعليم وبلا معرفة بالعلوم والآداب.
أن الطائرات وأقلام الحبر والأمصال المضادة للسموم نتاج للمدنية وان استخدام الطائرات في نقل المصل المضاد للسم
وكذلك استخدام قلم الحبر في التوقيع على شيك لصالح مستشفى هي من وجوه الحضارة.
ومن هذا المنطلق، فقد أرسى الإسلام مدنية متقدمة تعد في الوقت الحاضر من أروع المدنيات في كل العصور، كذلك فانه أيضا قد جمع حضارة متينة متقدمة وذلك إذا ما طرحنا جانباً الاضمحلال الواضح للقوى السياسية، والتفكك الظاهر للدول الإسلامية، فان الشخصية الجماعية للإسلام قد صمدت أمام كافة أنواع التغيرات، ذلك لأن معيار الشخصية الجماعية هو المدنية عامة والتقاليد التي لم تنطفئ أو تخمد. هذه هي روح الإسلام كما يجب أن يفهمها أولئك الذين يحاولون عمد وسوء نية تشويه صورته.
وعلى الرغم من ذلك فإن الاضمحلال الواضح لقوة نفوذ العالم الإسلامي في تطور مختلة أنواع الأحداث في العالم قد حدث كنتيجة لبقاء سلسلة كبيرة من الضلالات والأخطاء التي لا يقبلها العقل، وهذان قد أديا في مجال الطب إلى الأساس السيئ للاتجاهات الزائفة ضد الإسلام. وعلى ذلك فإننا نهدف إلى محو تلك الأخطاء التي تؤدي إلى الحكم السيئ على اتجاهات الإسلام المحتضرة على الدوام.
وعلى سبيل المثال، فإن نظرة للوراء إلى قصة الخليفة الذي أعطى أوامره إلى عمرو بن العاص بأن يجعل من كتب مكتبة الإسكندرية الشهيرة وقوداً لنيران التدفئة في حمام المدينة والتي كان من بينها مؤلفات طبية ثمينة، هذه حكاية تعد واحدة من تلك الافتراءات الكبيرة التي تستغل في خلق قصص وضيعة وكتب تاريخ سيئة. حيث أن المكتبة الشهيرة قد أحرقها يوليوس قيصر عام 48 قبل الميلاد، كذلك فإن مكتبة أخرى شهيرة تسمى " المكتبة الابنة " قد خربت عام 389 م. . تبعاً لأمر من الإمبراطور تيوديسيو... وعلى ذلك فإن من الزيف تماماً والخطأ أيضاً أن نلقى باللوم على العرب لتخريب منبع العلوم الذي كان يتجسد في مكتبة الإسكندرية الشهيرة، وان من السخف والبشاعة، أنه لا زالت كتب التاريخ تطبع فيها مثل هذه، الأكاذيب (وبنفس الطريقة سارت الأمور حتى نهاية القرن العشرين دون فهم أو تدبر فلم يبرهن عكس ذلك إحقاقاً للحق ووضعاً للأمور في نصابها).
وتبرز هذه الحقيقة بالنسبة لتاريخ الطب حيث أنه بفضل العلوم الإسلامية والممارسة العملية للطب عند العرب وبفضل مؤلفاتهم وأبحاثهم وترجماتهم استطاعت أوروبا الحصول على قدر كبير من المعرفة مكنتهـ م من تطوير العلوم فيما بعد. وانه لولا الدعاية والمعلومات الزائفة فإن، هذه الحقيقة لم تكن لتخفى على أحد فالمؤلفات والخبرات العملية التي جاد بها العالم الإسلامي على العصور الوسطي، في أوروبا حيث كان الظلام يعم أوروبا فيما بعد وفي هذا الميدان ما يستحق الإسهاب في الفصول التالية كي نبرهن على الدور الحاسم للإسلام في تقدم علوم الطب.
يتبع
أمـــة الله
2010-03-30, 03:36 PM
الفصل الثاني
الطب الإسلامي
(قيادة، وابتكار، وحلقة وصل)
لقد كان الإسلام منذ نشأته على صلة مباشرة بأربع مدنيات كبيرة هي البيزنطية، والساسانية الفارسية، والهندية، والصينية، كذلك فان الخشب الذين فتحوا مساحات شاسعة شملت ما بين جبل طارق والصين كانوا يتسلحون بثلاث عوامل هامة هي: الذكاء، والنشاط، والروح العالية، وبالنسبة للعامل الأول وهو الذكاء الحاد الذي يهدف إلى الوسائل البناءة، والعامل الثاني وهو الدافع الروحي القوي الذي بعثه الحماس الديني، وكان العامل الثالث هو تلك الهبة غير العادية لفهم الجمال والخلق والقوة المعبرة والذي كان بلا شك منشأ تلك الدرجة العالية من تقدير الفكر والميزات الروحية.
وكنتيجة لكل ذلك وبعد مضى قرن من الزمان أصبح للإسلام واحدة من أعظم وأهم المدنيات والحضارات، ويعد أن امتدت الدولة الإسلامية واستقرت أحوالها فإن الحماس الجماعي القوي للعرب قد دفعهم إلى القيام بتجميع الإنجازات الفنية والعلمية والصناعية و الاقتصادية والصحية والأدبية والفنون والفلسفة.
وفيما يتعلق بمجال الطب فقد احتل الإسلام مكان الصدارة بين الدول وأرسى قاعد قوية ووضع الاساسات لحضارتنا ومدنيتنا.
ومن المعروف تماماً أن مراكز الاتصال بين العالم الإسلامي وأوروبا الغربية وأمريكا، كانت تتمثل في أسبانيا وجزيرة صقلية والشرق الأوسط، وخلال الحملات الصليبية كانت سوريا وفلسطين من بين مراكز الاتصال بالعالم الإسلامي، حيث تم الاتصال السياسي والاقتصادي والحضاري عندما ساد الهدوء بين العالم الإسلامي والدول الصغيرة في تلك المناطق خلال قرنين من الزمان.
وعلى وجه التحديد فإن من بين الأدوار الأساسية التي قام بها الإسلام في مجال العلوم كان المحافظة على الأفكار والمعرفة وتعضيدها والتنسيق بينها وتطويرها
وبالنسبة للمدنيات القديمة فقد تم تجميع المؤلفات ودراستها وقد أضاف العرب إليها الكثير من المؤلفات الأصلية والأفكار البارزة.
وإن من دواعي السرور أنه قد بدأ بالفعل الاعتراف بأن الطب والصيدلة من فروع العلم التي كان للإسلام أثر حاسم في الأبحاث الموجودة فيهما وفي تطورهما، وان الترجمة المنظمة لآلاف المؤلفات العربية كانت، مصدر ثراء للمعرفة وساعدت على نقل الطب العربي إلى أوروبا في العصور الوسطى. وعلى نفس المنوال، فقد أنشأ العرب مستشفى مجهزاً تجهيزاً كافياً قبل أن يقوم مثله في العالم الغربي بألف عام تقريباً.
وبعد مضي قرن من الزمان كان في بغداد ستة آلاف دارس للطب وحوالي ألف ممارس طبي، ثم بعد مضى مائة عام أخرى وجد في دمشق مستشفى مركزي تتبعه كلية كبيرة للطب. وفي ذلك الوقت أيضاً أقيم أ المستشفى الكبير في القاهرة والذي ضم عدة أبنية وأربعة حدائق واسعة وقد زود بالموسيقى لراحة المرضى، كما كان يدفع للمريض الذي يشفى خمس قطع ذهبية لتمكنه من مراعاة صحته خلال فترة النقاهة. ويتضح من هذا أن المستشفيات كانت ابتكاراً إسلاميا وبعد أن انتشرت في العالم العربي انتقلت إلى أوروبا مع الحروب الصليبية.
كذلك فقد أنشئت في العالم الإسلامي أولى الصيدليات ومعامل الكيمياء وكانت تعد بالمئات في قرطبة وبغداد والقاهرة وكثير من المدن الأخرى، وكان العرب هم أول من قدموا لأوروبا الأدوية مثل الراوند Ruibarbo والكافور ا camphor وجوز الطيب Vomicanut وعلى سبيل الذكر أورد ابن سينا في مؤلفه الطبي أكثر من سبعمائة دواء.
وقد انتقلت كل العلوم الإسلامية والطب العربي العظيم إلى أوروبا وذلك بفضل الروابط. القوية بين الباحثين الأوائل من المسيحيين ومن بينهم روجر باكون Roger Bacon " الذي يعرف بأنه مبتكر العلوم في أوروبا والذي استقى المعرفة من العرب، كذلك جربوتو Gerberto، الذي أصبح فيما بعد البابا سيلفستر الثاني والذي عاش قبل باكون وكان يعيش في قرطبة المسلمة حيث درس على يد الأساتذة العرب، أيضاً البرت العظيم Albert the Great الذي يشير في مؤلفاته إلى ما يقرب من اثني عشر عالماً عربياً اطلع جيداً على كتبهم من خلال ترجماتهم اللاتينية، وأخيراً وتفادياً للإطالة نذكر رايمندوليليو Raimundo Lulio المولود في باليرز والذي كان يتقن اللغة العربية وتحوي مكتبته مئات المؤلفات الإسلامية، ومنها استقى معرفته العلمية العالية.
وإن الموسوعات العظيمة التي ينسب ابتكارها خطأ إلى أوروبا لها أساسها في العمل الشاق والطويل لمؤلفي الموسوعات المسلمين، ويفتخر الغرب بظهور الموسوعات في القرن الثامن عشر على الرغم من أن مؤلفي الموسوعات ظهروا في العالم الإسلامي قبل ذلك بأربع أو خمس أو ست قرون قبل زملائهم في أوروبا.
ولقد ألفت أول موسعة منظمة بالعربية بواسطة جماعة وجدت في البصرة خلال القرن العاشر، وقد قسموا أنفسهم إلى أربع مجموعات وأطلقوا على أنفسهم اسم " أخوان الصفا "، وقدموا عملاً مشتركاً يضم واحداً وخمسين بحثاً عليماً تغطي فعلاً جميع المعارف في ذلك العصر وتشمل الرياضيات والطب والعلوم الطبيعية والتوحيد، وقد استخدم المسيحيون فيما بعد تلك المؤلفات في أبحاثهم بغية المعرفة وجرياً وراء الحقيقة.
وظهرت فيما بعد موسوعتان أكثر أتساعاً واكتمالاً وقد ألف كلاً منهما مؤلف على انفراد، فالمؤلف الأول هو النويري Nuwayri الذي عاش في القرن الثالث عشر، والمؤلف الآخر هو أبن فضل الله العمري Ibn fadl Allah وكان معاصراً له، كما ألف القلقشندي موسوعة أخرى طبعت في القاهرة وكانت تضم 14 مجلداً.
وتعتبر المعاجم من الوجوه الهامة للتأليف التي قام بها علماء المسلمين، وهو شيء لا قياس عليه، والمثل البارز على ذلك القاموس العربي العظيم الذي يعادل قاموس أكسفورد، والوبستر، ولاروز، وقد كتبه الصفدي safidi الذي عاش في القرن الرابع عشر، وقبل ذلك بمائة عام ألف ابن القفطي Ibn Qifti موسوعة ضخمة سميت "طبقات اللغويين والنحاة " كما كون جاكوت Jakut قاموساً سمي " الرجال والأعلام كذلك كتب الكاتب العظيم ابن أبي أصيبعة Life of doctors طبقات الأطباء "
أمـــة الله
2010-03-30, 03:39 PM
الفصل الثالث
شخصيات ومؤلفات
بحوث جديدة
قد يكون من الإسهـاب غير المجدي أن نذكر جميع الشخصيات العظيمة التي كان لها السبق في تكوين الطب الإسلامي والذين كان لحكمتهم ومعرفتهم الفضل في تطور علم الطب
علي أنه قد يكون أيضاً من الإجحاف عدم ذكرهم ولو باختصار كدليل إعجاب واحترام ولكي يعم ذكرهم أرجاء العالم لمكانتهم في تطور الطب.
على قمة هذه المجموعة من الأطباء العرب الحارث بن كلدة الذي ظهر في القرن الأول للإسلام (توفي عام 734 م)، وكان قد درس في فارس وهو أول من تثقف علمياً من العرب في شبه الجزيرة
وحصل على لقب الشرف (طبيب) في الطب حسب قواعد العصر، وقد خلفه النضر بن الحارث، وكانت أمه خالة النبي عليه السلام.
ومن الأطباء الذين ضمهم ديوان الأمويين كان أبرزهم ابن آثال وتياذوق Tuyadhuq ولا زالت بعض المصطلحات التي أطلقها تستخدم حتى، وقتنا الحاضر، كذلك نجد الطيب البارز ماسرجويه Masar Jawayh وهو من أصل فارسي وقد ترجم من السريانية إلى العربية بحثاً طبياً كتب أصلاً باليونانية يسمى " اهرون " Ahrun والذي يعد أول كتاب علمي كتب باللغة العربية وقد ذكر أن الخليفة الوليد قام بعزل المرضى المصابين بالجذام وأعطائهم علاجاً خاصاً.
ومن بين الشخصيات البارزة في الطب الإسلامي والتي تناستها أوروبا الغربية، مع الأسف، كان علي بن عيسى، أعظم طبيب مشهور للعيون، في العالم الإسلامي
وابن جزلة الذي كنب أهم بحث علمي عن العلاجات الطبية.
وفي الحقيقة قد يطول بنا السرد إذا أردنا ذكر جميع أسماء أعلام الطب العربي، ولكننا ننهي هذا البحث بإلقاء الضوء على كثير من المؤلفات غير المعروفة تماماً
والتي صنفها العلماء المسلمون ورغم أهميتها فلم تحظ بالذكر حتى وقتنا الحاضر.
فبعد البحث الطويل تمكنت من تحقيق مؤلفات هامة كثير منها مستقاة من ترجمات عن المؤلفات اليونانية القديمة جداً وأشياء أخرى لا يمكن تعويضها وجميعها أصول.
وأقدم هنا نماذج يمكن أن تكون ويجب أن يستفاد بها كأساس للبحث في المستقبل.
أولاً العمل الهام الذي أنجز في أسبانيا المسلمة على يد الطبيب ابن زهر الذي يعتبر استمرإراً لاتجاه أبقراط(525- 113م) .
ثانياً: إن إستخدام سلسلة السببية واللاقياس والتجربة هي ما يميز الاتجاه البحت المحكم لعلماء المسلمين
(والذي اتبعته مدرسة القواعد العربية بالكوفة) وأهميتها العظمى نجدها في كافة أنواع المؤلفات العلمية الإسلامية.
ثالثاً: أن نعي الحاجة إلى تكريس جهد خاص لما قد يكون غير معروف من ذخيرة المعلومات بالمؤلفات العربية فيما يتعلق بالطب والعلوم الأخرى، والتي نبرز منها المجموعات التالية من المؤلفات:
1- المجموعة التي أنجزها ابن النديم الوراق والتي تضم 22 مجلداً .
ب- المؤلفات التي تنسب إلى الأمير خالد بن يزيد بن معاوية والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتطبيق كيمياء القرون الوسطى في الطب .
جـ- مجموعة المؤلفات الخاصة بالعلاقة بين علوم السحر والطب والتي يمكن أن نبرز منها المؤلفات التي أعدها أحمد ابن محمد المصمودي.
د- الترجمات العربية من الفارسية التي تمت في المركز الطبي في جنديسابور، وكذلك ترجمة إلي البحث الهندي الهام في علم خصائص السموم.
هـ- المؤلفات التي أنجزها الطيب الفيلسوف المسلم الأندلسي ابن سابين وهو ليس من الأسماء اللامعة- والتي جمع بعضها ابن طولون وهي لم تحظ بالاهتمام الكافي للاستفادة منها وتطويرها.
من كل ما ذكر فإن الأهمية الحقيقية والحاسمة للعلوم الإسلامية في الماضي تكمن في أثرها في تطور الطب في المستقبل، فبفضل الإسلام وجدت القواعد الحالية لعلوم الطب، لقد حان الوقت لنعرف مثل "هذه الحقائق وأن يحتل العالم الإسلامي مكانته الصحيحة في حقل العلم إحقاقاً للحق، ففي عام 953 م أرسل أوتو العظيم ملك الألمان سفيراً من لدنه إلى قرطبة إلى راهب يدعى جون الذي عاش ما يقرب من ثلاث سنوات في عاصمة الخلافة الأندلسية. وقد تعلم العربية بإتقان وعند عودته إلى موطنه حمل معه مئات المخطوطات الطبية العلمية القيمة والتي ساعدت على نشر جوهر علوم العرب العظيمة في أوروبا الغربية بصورة سريعة ومدهشة.
بقلم / دكتور إبراهيم الصياد
لطفي عيساني
2010-03-31, 05:55 PM
بارك الله فيك اختي الكريمة
أمـــة الله
2010-03-31, 07:31 PM
وبارك الله فيك أخي الفاضل لطفي وجزاك الله خيراً
تشرفت بمرورك ... حياك الله
Powered by vBulletin® Version 4.2.0 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir