صفاء
2008-02-01, 03:12 AM
اسلام خالد بن الوليد رضي الله عنه .
من منا لا يعرف القائد العظيم والبطل الشجاع خالد بن الوليد رضي الله عنه ،اعرف انكم يا اخواني الافاضل قد قراتم عن قصة اسلام خالد بن الوليد رضي الله عنه مرارا وتكرارا في الكتب وفي المنتديات ،لكن بما ان الموضوع لم يكتب بعد في هذا القسم عبر صفحات الايام ،لي كل الشرف بان اكتب عن هذا القائد العظيم بنفسي .
القائد خالد بن الوليد رضي الله عنه من الشخصيات التي لها اثر في التاريخ ولقد غير دخوله في الاسلام مجرى حياته وكان له دور كبير في قيادة الجيوش الاسلامية في المعارك التاريخية الحاسمة التي كانت تنتهي بانتصار المسلمين والحاق هزيمة ساحقة باعداء الله الذين كانوا يتربصون بالمسلمين للانقضاض عليهم واضعاف دينهم .
لقد كان خالد بن الوليد رضي الله عنه قبل دخوله الاسلام احد فرسان قريش وقائد المعارك التي يشترك فيها بلا منازع ووالده هو الوليد بن المغيرة احد زعماء واثرياء قريش ومن الذين وقفوا بكل امكانتهم في وجه الدعوة الاسلامية ،وقد توفي في مكة قبل غزوة بدر وهو مشرك وبوفاة والده برز خالد بن الوليد كقائد لفرسان قريش وقد اشترك مع المشركين في قتال المسلمين يوم احد ويوم الاحزاب وفي الحديبية ،ثم اعتنق الاسلام
وقد روى رضي الله عنه قصة اسلامه فقال : لما اراد الله بي ما اراد من الخير قذف في قلبي الاسلام ،وحضرني رشدي ،فقلت :قد شهدت هذه المواطن كلها على محمد صلى الله عليه وسلم ،فليس في موطن اشهده الا انصرف وانا ارى في نفسي اني موضع في غير شيئ ،وان محمدا صلى الله عليه وسلم سيظهر ،فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الحديبية خرجت في خيل من المشركين فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ،في اصحابه بعسفان ،فقمت بازائه ،وتعرضت له فصلى باصحابه الظهر امامنا فهممنا ان نغير عليهم ثم لم يعزم لنا وكانت فيه خيرة فاطلع على مافي انفسنا من الهم به فصلى باصحابه صلاة العصر صلاة الخوف ،فوقع ذلك منا موقعا ،وقلت :الرجل ممنوع فاعتزلنا ،وعدل عن سير خيلنا واخذ ذات اليمين ،فلما صلح قريشا بالحديبية ودافعته قريش بالرواح قلت في نفسي :اي شيئ بقي ؟ اين اذهب الى النجاشي !فقد اتبع محمدا صلى الله عليه وسلم واصحابه عنده آمنون ،فاخرج الى هرقل فاخرج من ديني الى نصرانية او يهودية ،فاقيم في عجم ،فاقيم في داري بمن بقي ،فبينما انا في ذلك اذ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ،في عمرة القضية فتغيبت ،ولم اشهد دخوله ،وكان اخي الوليد بن الوليد قد دخل مع النبي صلى الله عليه وسلم ،في عمرة القضية ،فطلبني فلم يجدني فكتب الي كتابا فاذا فيه :
بسم الله الرحمن الرحيم اما بعد ،فاني لم ارى اعجب من ذهاب رايك عن الاسلام ،وعقلك عقلك! ومثل الاسلام جهله احد ؟وقد سألني رسول الله صلى الله عليه وسلم عنك وقال :اين خالد؟فقلت :ياتي الله به فقال:"مثله جهل الاسلام ؟" ولو كان جعل نكايته وجده مع المسلمين كان خيرا له ،ولقدمناه على غيره ،فاستدرك يا اخي ما قد فاتك من مواطن صالحة .قال:فلما جائني كتابه نشطت للخروج وزادني رغبة في الاسلام وسرني سؤال رسول الله صلى الله عليه وسلم عني ،وارى في النوم كأني في بلاد ضيقة مجدبة فخرجت في بلاد خضراء واسعة ،فقلت :ان هذه لؤريا ،فلما ان قدمت المدينة قلت لاذكرنها لابي بكر ،فقال :مخرجك الذي هداك الله للاسلام ،والضيق الذي كنت فيه من الشرك ،قال :فلما اجمعت الخروج الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت :من أصاحب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟فلقيت صفوان بن امية ،فقلت :يا ابا وهب ألا ترى ما نحن فيه ،انما نحن كأضراس ،وقد ظهر محمد صلى الله عليه وسلم على العرب والعجم فلو قدمنا على محمد صلى الله عليه وسلم واتبعناه فان شرف محمد لنا شرف ،فأبى اشد الاباء فقال:لو لم يبقى غيري ما اتبعته ابدا ،فافترقنا ،وقلت:هذا رجل قتل اخوه ،وابوه ببدر ،فلقيت عكرمة بن ابي جهل ،فقلت له مثل ما قلت لصفوان بن امية ،فقال لي مثل ما قال صفوان بن امية ،قلت: فاكتم علي ،قال :لا اذكره ،فخرجت الى منزلي ،فامرت براحلتي ،فخرجت بها الى ان لقيت عثمان بن طلحة ،فقلت : ان هذا لي صديق فلو ذكرت له ما ارجوا ،ثم ذكرت من قتل من ابائه فكرهت ان اذكره ،ثم قلت :وما علي انا راحل من ساعتي فذكرت له ما صار الامر اليه ،فقلت :انما نحن بمنزلة ثعلب في حجر ،لو صب فيه ذنوب من ماء لخرج ،وقلت له نحوا مما قلت لصاحبي فاسرع الاجابة وقلت له:اني غدوت اليوم ،قال : وأنا اريد ان أغدو،وهذه راحلتي بفخ مناخة ،قال: فاتعدت أنا وهو (يأجج)ان سبقني أقام وان سبقته أقمت عليه ،قال : فادلجنا سحرا ،فلم يطلع الفجر حتى التقينا في (يأجج) ،فغدونا حتى انتهينا الى (الهلدة) فنجد عمروا بن العاص بها ،قال:مرحبا بالقوم ،فقلنا :وبك ،فقال :الى اين مسيرتكم ؟فقلنا ،وما اخرجك ؟فقال: وما أخرجكم.قلنا: الدخول في الاسلام واتباع محمد صلى الله عليه وسلم ،قال:وذاك الذي اقدمني ،فاصطحبنا جميعا حتى دخلنا المدينة فانخنا بظهر الحرة ركابنا ،فاخبر بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فسر بنا ،فلبست من صالح ثيابي ،ثم عمدت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فلقيت اخي فقال :اسرع فأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اخبر بك فسر بقدومك ،وهو ينتظركم ،فاسرعنا المشي فاطلعت عليه فما زال يبتسب الي حتى وقفت عليه ،فسلمت عليه بالنبوة ،فرد علي السلام بوجه طلق ،فقلت :اني اشهد ان لا اله الا الله وانك رسول الله ،فقال :"تعال" ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الحمد لله الذي هداك قد كنت ارى لك عقلا رجوت أن لايسلمك الا الى خير"قلت :يارسول الله ،على ذلك قال :" اللهم اغفر لخالد بن الوليد كل ما اوضع فيه من صد عن سبيل الله"
قال خالد:وتقدم عثمان ،وعمرو فبايعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وكان قدومنا في صفر سنة ثمان قال: والله ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ،يعدل بي احدا من اصحاب فيما حزبه(1)
(1)البداية والنهاية 4/248-240 لابن كثير.
تحياتي
من منا لا يعرف القائد العظيم والبطل الشجاع خالد بن الوليد رضي الله عنه ،اعرف انكم يا اخواني الافاضل قد قراتم عن قصة اسلام خالد بن الوليد رضي الله عنه مرارا وتكرارا في الكتب وفي المنتديات ،لكن بما ان الموضوع لم يكتب بعد في هذا القسم عبر صفحات الايام ،لي كل الشرف بان اكتب عن هذا القائد العظيم بنفسي .
القائد خالد بن الوليد رضي الله عنه من الشخصيات التي لها اثر في التاريخ ولقد غير دخوله في الاسلام مجرى حياته وكان له دور كبير في قيادة الجيوش الاسلامية في المعارك التاريخية الحاسمة التي كانت تنتهي بانتصار المسلمين والحاق هزيمة ساحقة باعداء الله الذين كانوا يتربصون بالمسلمين للانقضاض عليهم واضعاف دينهم .
لقد كان خالد بن الوليد رضي الله عنه قبل دخوله الاسلام احد فرسان قريش وقائد المعارك التي يشترك فيها بلا منازع ووالده هو الوليد بن المغيرة احد زعماء واثرياء قريش ومن الذين وقفوا بكل امكانتهم في وجه الدعوة الاسلامية ،وقد توفي في مكة قبل غزوة بدر وهو مشرك وبوفاة والده برز خالد بن الوليد كقائد لفرسان قريش وقد اشترك مع المشركين في قتال المسلمين يوم احد ويوم الاحزاب وفي الحديبية ،ثم اعتنق الاسلام
وقد روى رضي الله عنه قصة اسلامه فقال : لما اراد الله بي ما اراد من الخير قذف في قلبي الاسلام ،وحضرني رشدي ،فقلت :قد شهدت هذه المواطن كلها على محمد صلى الله عليه وسلم ،فليس في موطن اشهده الا انصرف وانا ارى في نفسي اني موضع في غير شيئ ،وان محمدا صلى الله عليه وسلم سيظهر ،فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الحديبية خرجت في خيل من المشركين فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ،في اصحابه بعسفان ،فقمت بازائه ،وتعرضت له فصلى باصحابه الظهر امامنا فهممنا ان نغير عليهم ثم لم يعزم لنا وكانت فيه خيرة فاطلع على مافي انفسنا من الهم به فصلى باصحابه صلاة العصر صلاة الخوف ،فوقع ذلك منا موقعا ،وقلت :الرجل ممنوع فاعتزلنا ،وعدل عن سير خيلنا واخذ ذات اليمين ،فلما صلح قريشا بالحديبية ودافعته قريش بالرواح قلت في نفسي :اي شيئ بقي ؟ اين اذهب الى النجاشي !فقد اتبع محمدا صلى الله عليه وسلم واصحابه عنده آمنون ،فاخرج الى هرقل فاخرج من ديني الى نصرانية او يهودية ،فاقيم في عجم ،فاقيم في داري بمن بقي ،فبينما انا في ذلك اذ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ،في عمرة القضية فتغيبت ،ولم اشهد دخوله ،وكان اخي الوليد بن الوليد قد دخل مع النبي صلى الله عليه وسلم ،في عمرة القضية ،فطلبني فلم يجدني فكتب الي كتابا فاذا فيه :
بسم الله الرحمن الرحيم اما بعد ،فاني لم ارى اعجب من ذهاب رايك عن الاسلام ،وعقلك عقلك! ومثل الاسلام جهله احد ؟وقد سألني رسول الله صلى الله عليه وسلم عنك وقال :اين خالد؟فقلت :ياتي الله به فقال:"مثله جهل الاسلام ؟" ولو كان جعل نكايته وجده مع المسلمين كان خيرا له ،ولقدمناه على غيره ،فاستدرك يا اخي ما قد فاتك من مواطن صالحة .قال:فلما جائني كتابه نشطت للخروج وزادني رغبة في الاسلام وسرني سؤال رسول الله صلى الله عليه وسلم عني ،وارى في النوم كأني في بلاد ضيقة مجدبة فخرجت في بلاد خضراء واسعة ،فقلت :ان هذه لؤريا ،فلما ان قدمت المدينة قلت لاذكرنها لابي بكر ،فقال :مخرجك الذي هداك الله للاسلام ،والضيق الذي كنت فيه من الشرك ،قال :فلما اجمعت الخروج الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت :من أصاحب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟فلقيت صفوان بن امية ،فقلت :يا ابا وهب ألا ترى ما نحن فيه ،انما نحن كأضراس ،وقد ظهر محمد صلى الله عليه وسلم على العرب والعجم فلو قدمنا على محمد صلى الله عليه وسلم واتبعناه فان شرف محمد لنا شرف ،فأبى اشد الاباء فقال:لو لم يبقى غيري ما اتبعته ابدا ،فافترقنا ،وقلت:هذا رجل قتل اخوه ،وابوه ببدر ،فلقيت عكرمة بن ابي جهل ،فقلت له مثل ما قلت لصفوان بن امية ،فقال لي مثل ما قال صفوان بن امية ،قلت: فاكتم علي ،قال :لا اذكره ،فخرجت الى منزلي ،فامرت براحلتي ،فخرجت بها الى ان لقيت عثمان بن طلحة ،فقلت : ان هذا لي صديق فلو ذكرت له ما ارجوا ،ثم ذكرت من قتل من ابائه فكرهت ان اذكره ،ثم قلت :وما علي انا راحل من ساعتي فذكرت له ما صار الامر اليه ،فقلت :انما نحن بمنزلة ثعلب في حجر ،لو صب فيه ذنوب من ماء لخرج ،وقلت له نحوا مما قلت لصاحبي فاسرع الاجابة وقلت له:اني غدوت اليوم ،قال : وأنا اريد ان أغدو،وهذه راحلتي بفخ مناخة ،قال: فاتعدت أنا وهو (يأجج)ان سبقني أقام وان سبقته أقمت عليه ،قال : فادلجنا سحرا ،فلم يطلع الفجر حتى التقينا في (يأجج) ،فغدونا حتى انتهينا الى (الهلدة) فنجد عمروا بن العاص بها ،قال:مرحبا بالقوم ،فقلنا :وبك ،فقال :الى اين مسيرتكم ؟فقلنا ،وما اخرجك ؟فقال: وما أخرجكم.قلنا: الدخول في الاسلام واتباع محمد صلى الله عليه وسلم ،قال:وذاك الذي اقدمني ،فاصطحبنا جميعا حتى دخلنا المدينة فانخنا بظهر الحرة ركابنا ،فاخبر بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فسر بنا ،فلبست من صالح ثيابي ،ثم عمدت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فلقيت اخي فقال :اسرع فأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اخبر بك فسر بقدومك ،وهو ينتظركم ،فاسرعنا المشي فاطلعت عليه فما زال يبتسب الي حتى وقفت عليه ،فسلمت عليه بالنبوة ،فرد علي السلام بوجه طلق ،فقلت :اني اشهد ان لا اله الا الله وانك رسول الله ،فقال :"تعال" ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الحمد لله الذي هداك قد كنت ارى لك عقلا رجوت أن لايسلمك الا الى خير"قلت :يارسول الله ،على ذلك قال :" اللهم اغفر لخالد بن الوليد كل ما اوضع فيه من صد عن سبيل الله"
قال خالد:وتقدم عثمان ،وعمرو فبايعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وكان قدومنا في صفر سنة ثمان قال: والله ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ،يعدل بي احدا من اصحاب فيما حزبه(1)
(1)البداية والنهاية 4/248-240 لابن كثير.
تحياتي