سكون الليل
2010-04-05, 01:00 AM
هل ينقطع العمل بعد الموت أم بعد دخول الجنة والنار ؟ (http://www.maroc-quran.com/vb/t11846.html)
هل ينقطع (http://www.maroc-quran.com/vb/t11846.html)العمل (http://www.maroc-quran.com/vb/t11846.html)بعد الموت (http://www.maroc-quran.com/vb/t11846.html)أم بعد دخول (http://www.maroc-quran.com/vb/t11846.html)الجنة (http://www.maroc-quran.com/vb/t11846.html)والنار (http://www.maroc-quran.com/vb/t11846.html)؟
قال الإمام العلم الحجة ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى في مدارج السالكين أوائل منزلة التوبة :
ومن له عذر من خلقه كالطفل الذي لا يميز والمعتوه ومن لم تبلغه الدعوة والأصم الأعمى الذي لا يبصر ولا يسمع فإن الله لا يعذب هؤلاء بلا ذنب ألبتة وله فيهم حكم آخر في المعاد يمتحنهم بأن يرسل إليهم رسولا يأمرهم وينهاهم فمن أطاع الرسول منهم أدخله الجنة (http://www.maroc-quran.com/vb/t11846.html)ومن عصاه أدخله النار حكى ذلك أبو الحسن الأشعري عن أهل السنة والحديث في مقالاته وفيه عدة أحاديث بعضها في مسند أحمد كحديث الأسود بن سريع وحديث أبي هريرة ..
ومن طعن في هذه الأحاديث بأن الآخرة دار جزاء لا دار تكليف فهذه الأحاديث مخالفة للعقل فهو جاهل ! فإن التكليف إنما ينقطع (http://www.maroc-quran.com/vb/t11846.html)بدخول دار القرار الجنة (http://www.maroc-quran.com/vb/t11846.html)أو النار وإلا فالتكليف واقع في البرزخ وفي العرصات ولهذا يدعوهم إلى السجود له في الموقف فيسجد المؤمنون له طوعا واختيارا ويحال بين الكفار والمنافقين وبين السجود . اهـ
فدليل الإمام ابن القيم في هذا :
امتحان الطفل والمعتوه وصاحب الفترة ..
وفي العرصات يؤمرون بالسجود .
ويزاد على ما قال : أن العبد يصلي في القبر كما صح الحديث ..
والصحيح أن العمل (http://www.maroc-quran.com/vb/t11846.html)ينقطع (http://www.maroc-quran.com/vb/t11846.html)بالموت كما جاء النص عليه في قوله تعالى من سورة المؤمنون :
حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ{99} لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ{100}
وفي الحديث الصحيح : إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ..
وهذا الحديث يتكلم عن الثواب الذي يأتي الميت مما خلفه في الدنيا من عمل صالح كالصدقة الجارية والعلم النافع والولد الصالح لأنه من عمل أبيه فيعود على أبيه من دعائه له وينتفع به .
فالمعنى انقطع عمله هو ، ولم ينفِ أن ينتفع بعمل الغير ، إذاً : عمله انقطع ، وجاءته المنفعة من عمل الغير ، والحديث لم يمنع ذلك ..
وقوله تعالى: { وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى } [الأنعام:164]
تدل على أن العقاب لا يتحمله إنسان عن ذنب إنسان آخر ، وهذا لا دخل له في ذلك .
وفي البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تسبوا الأموات ، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا .
وفي شرح النووي على مسلم :
قال العلماء معنى الحديث أن عمل الميت ينقطع (http://www.maroc-quran.com/vb/t11846.html)بموته وينقطع تجدد الثواب له إلا في هذه الأشياء الثلاثة لكونه كان سببها فإن الولد من كسبه وكذلك العلم الذي خلفه من تعليم أو تصنيف وكذلك الصدقة الجارية وهي الوقف. اهـ
قال ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين :
والأصل في النهي التحريم فلا نسب الأموات ، ثم علل وقال : فإنهم أفضوا إلى ما قدموا ، وسبكم إياهم لا يغني شيئاً لأنهم أفضوا إلى ما قدموا حين انتقلوا إلى دار الجزاء من دار العمل (http://www.maroc-quran.com/vb/t11846.html)فكل من مات فإنه أفضى إلى ما قدم والتحق بدار الجزاء وقامت قيامته أفضى وانقطع عمله ولم يبق له حظ من العمل (http://www.maroc-quran.com/vb/t11846.html)إطلاقا إلا ما دلت السنة عليه مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم : إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: .. الحديث اهـ
وقال : وقولنا انقطع عمله يشمل كل عمل لا يكتب له ولا عليه إذا مات لأنه انتقل إلى دار الجزاء دار العمل (http://www.maroc-quran.com/vb/t11846.html)هي دار الدنيا أما بعد ذلك فالدور كلها دور جزاء . اهـ
وقال صاحب دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين (6/252):
انقطع عمله : لزوال التكليف بالموت ولخروجه من عالمه إلى البرزخ وليس محل عمل والمراد لازم العمل (http://www.maroc-quran.com/vb/t11846.html): أي أن الإنسان يتم تحصيله للثواب بنفسه بموته ( إلا من ثلاث ) لا تنافي بينه وبين حديث ابن ماجه عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال :
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : إنما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته : علماً نشره ، وولداً صالحاً تركه ، ومصحفاً ورثه ، ومسجداً بناه ، وبيتاً لابن السبيل بناه ، ونهراً أجراه ، وصدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته .
إما لأن مفهوم العدد خير حجة ، وإما لأنه اطلع أولاً على ما في حديث مسلم ثم أطلعه اللّه على الزائد فأخبر به ..
قال السيوطي : وقد تضمن حديث ابن ماجه سبع خصال ، ووردت خصال أخر بلغت بها عشراً ،
وفي شرح السيوطي على مسلم :
وقد تحصل من هذه الأحاديث أحد عشر أمرا وقد نظمتها وقلت :
إذا مات بن آدم ليس يجري عليه من فعال غير عشر
علوم بثها ودعاء نجل وغرس النخل والصدقات تجري
وراثة مصحف ورباط ثغر وحفر البئر أو إجراء نهر
وبيت للغريب بناه يأوي إليه أو بناء محل ذكر
وتعليم لقرآن كريم فخذها من أحاديث بحصر.
فالأصل انقطاع العمل (http://www.maroc-quran.com/vb/t11846.html)بالموت ، وإنما يستثنى ما ذكره ابن القيم ..
لأن الثلاثة المشار إليهم لم تصلهم الدعوة للموانع المذكورة في صفتهم فالطفل والمعتوه اشتركا في مانع العقل وصاحب الفترة مانعه عدم العلم فكان من تمام عدل الله وكمال رحمته أن يمتحنهم في الآخرة ..
وأما السجود فهو ليس بمعنى التكليف الذي يثاب فاعله ويعاقب تاركه وإنما هو كما نص عليه حديث كشف الساق علامة يعرف بها العباد ربهم فيخر المؤمنون سجدا باختيارهم ويمنع منه الكفار والمنافقون قهرا كما هو ظاهر ..
وهو هنا ضمن الثواب والعقاب .. لان المؤمن يثاب بهذا السجود الذي يعرفه بربه في العرصات والمنافق يقهر عن السجود عقابا له بما قدمت يداه ، فيرجع الامر بالسجود الى رفع المؤمنين وتمييزهم عن المنافقين وفي هذا كمال الشرف وتبشير بالرحمة والغفران.
قال المعلمي في القائد إلى العقائد (1/130) :
وما ذكره الشيخ من انقطاع العمل (http://www.maroc-quran.com/vb/t11846.html)حق ، لكن لابن القيم أن يقول قد تحب الأرواح أن تعمل عملاً في طاعة الله عز وجل تلذذاً بالطاعة كصلاة الأنبياء ليلة الإسراء ونحو ذلك فيكون ذاك التصرف في حقها من جملة النعيم تلتذ به نفسه ولا تثاب عليه .. اهـ
أما الصلاة في القبر ..
فإنها حالة ليست لكل أحد كما رآها النبي لموسى الكليم ، وهذا ليس خاصا به عليه السلام فقد ورد مثله للمؤمنون أهل الطاعات ..
ففي رواية لابن حبان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا دخل الميت القبر مثلت له الشمس عند غروبها فيقول : دعوني أصلي .
وفي رواية : فيقول دعوني حتى أصلي فيقولون إنك ستفعل أخبرنا عما نسألك عنه.. الحديث بطوله .
وعند ابن ماجة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا دخل الميت القبر مثلت الشمس عند غروبها فيجلس يمسح عينيه ويقول دعوني أصلي .
والأحاديث بين الصحة والحسن ..
وقد استشكل هذا فقيل : كيف يصلي المؤمن في قبره وقد انقطع عنه العمل (http://www.maroc-quran.com/vb/t11846.html)؟
فقيل في جوابه احتمالان :
أولهما : أن الصلاة هنا بمعنى الدعاء والابتهال ..
والثاني : أنها صلاة حقيقة كما هو الظاهر ، وقالوا أن ذلك ليس بحكم التكليف بل بحكم الإكرام والتشريف لأنهم حبب إليهم في الدنيا الصلاة فلزموها ثم توفوا وهم على ذلك فتشرفوا بإبقاء ما كانوا يحيون عليه فتكون عبادتهم إلهامية كعبادة الملائكة لا تكليفية .. ويشير إليه الخبر الصحيح : يموت الرجل على ما عاش عليه ويحشر على ما مات عليه .
ومن ذلك ما ذكره المناوي في فتح القدير وأشار إليه الذهبي في سير النبلاء :
أن ثابت بن أسلم البناني كان يقوم الليل كله خمسين سنة فإذا جاء السحر قال: اللهم إن كنت أعطيت أحدا أن يصلي في قبره فأعطني ذلك ، فلما مات وسدوا لحده وقعت لبنة فإذا هو قائم يصلي حالا ، وشهد ذلك من حضر جنازته ، وكان يقول : الصلاة خدمة الله في الأرض . اهـ
وأما طعن ابن القيم على من قال بأن الآخرة دار جزاء لا دار تكليف وقال عنه أنه جاهل ، ثم تقريره بأن التكليف واقع في البرزخ وفي العرصات.
فلو قال بأن التكليف المراد ليس هو التكليف المصاحب للثواب والعقاب كما مر لأصاب عين الحقيقة ..
والله أعلى وأعلم .
المصدر: الملتقى المغربي للقرآن الكريم (http://www.maroc-quran.com/vb) - من قسم: ملتقى العقيدة (http://www.maroc-quran.com/vb/f46.html)
هل ينقطع (http://www.maroc-quran.com/vb/t11846.html)العمل (http://www.maroc-quran.com/vb/t11846.html)بعد الموت (http://www.maroc-quran.com/vb/t11846.html)أم بعد دخول (http://www.maroc-quran.com/vb/t11846.html)الجنة (http://www.maroc-quran.com/vb/t11846.html)والنار (http://www.maroc-quran.com/vb/t11846.html)؟
قال الإمام العلم الحجة ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى في مدارج السالكين أوائل منزلة التوبة :
ومن له عذر من خلقه كالطفل الذي لا يميز والمعتوه ومن لم تبلغه الدعوة والأصم الأعمى الذي لا يبصر ولا يسمع فإن الله لا يعذب هؤلاء بلا ذنب ألبتة وله فيهم حكم آخر في المعاد يمتحنهم بأن يرسل إليهم رسولا يأمرهم وينهاهم فمن أطاع الرسول منهم أدخله الجنة (http://www.maroc-quran.com/vb/t11846.html)ومن عصاه أدخله النار حكى ذلك أبو الحسن الأشعري عن أهل السنة والحديث في مقالاته وفيه عدة أحاديث بعضها في مسند أحمد كحديث الأسود بن سريع وحديث أبي هريرة ..
ومن طعن في هذه الأحاديث بأن الآخرة دار جزاء لا دار تكليف فهذه الأحاديث مخالفة للعقل فهو جاهل ! فإن التكليف إنما ينقطع (http://www.maroc-quran.com/vb/t11846.html)بدخول دار القرار الجنة (http://www.maroc-quran.com/vb/t11846.html)أو النار وإلا فالتكليف واقع في البرزخ وفي العرصات ولهذا يدعوهم إلى السجود له في الموقف فيسجد المؤمنون له طوعا واختيارا ويحال بين الكفار والمنافقين وبين السجود . اهـ
فدليل الإمام ابن القيم في هذا :
امتحان الطفل والمعتوه وصاحب الفترة ..
وفي العرصات يؤمرون بالسجود .
ويزاد على ما قال : أن العبد يصلي في القبر كما صح الحديث ..
والصحيح أن العمل (http://www.maroc-quran.com/vb/t11846.html)ينقطع (http://www.maroc-quran.com/vb/t11846.html)بالموت كما جاء النص عليه في قوله تعالى من سورة المؤمنون :
حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ{99} لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ{100}
وفي الحديث الصحيح : إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ..
وهذا الحديث يتكلم عن الثواب الذي يأتي الميت مما خلفه في الدنيا من عمل صالح كالصدقة الجارية والعلم النافع والولد الصالح لأنه من عمل أبيه فيعود على أبيه من دعائه له وينتفع به .
فالمعنى انقطع عمله هو ، ولم ينفِ أن ينتفع بعمل الغير ، إذاً : عمله انقطع ، وجاءته المنفعة من عمل الغير ، والحديث لم يمنع ذلك ..
وقوله تعالى: { وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى } [الأنعام:164]
تدل على أن العقاب لا يتحمله إنسان عن ذنب إنسان آخر ، وهذا لا دخل له في ذلك .
وفي البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تسبوا الأموات ، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا .
وفي شرح النووي على مسلم :
قال العلماء معنى الحديث أن عمل الميت ينقطع (http://www.maroc-quran.com/vb/t11846.html)بموته وينقطع تجدد الثواب له إلا في هذه الأشياء الثلاثة لكونه كان سببها فإن الولد من كسبه وكذلك العلم الذي خلفه من تعليم أو تصنيف وكذلك الصدقة الجارية وهي الوقف. اهـ
قال ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين :
والأصل في النهي التحريم فلا نسب الأموات ، ثم علل وقال : فإنهم أفضوا إلى ما قدموا ، وسبكم إياهم لا يغني شيئاً لأنهم أفضوا إلى ما قدموا حين انتقلوا إلى دار الجزاء من دار العمل (http://www.maroc-quran.com/vb/t11846.html)فكل من مات فإنه أفضى إلى ما قدم والتحق بدار الجزاء وقامت قيامته أفضى وانقطع عمله ولم يبق له حظ من العمل (http://www.maroc-quran.com/vb/t11846.html)إطلاقا إلا ما دلت السنة عليه مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم : إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: .. الحديث اهـ
وقال : وقولنا انقطع عمله يشمل كل عمل لا يكتب له ولا عليه إذا مات لأنه انتقل إلى دار الجزاء دار العمل (http://www.maroc-quran.com/vb/t11846.html)هي دار الدنيا أما بعد ذلك فالدور كلها دور جزاء . اهـ
وقال صاحب دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين (6/252):
انقطع عمله : لزوال التكليف بالموت ولخروجه من عالمه إلى البرزخ وليس محل عمل والمراد لازم العمل (http://www.maroc-quran.com/vb/t11846.html): أي أن الإنسان يتم تحصيله للثواب بنفسه بموته ( إلا من ثلاث ) لا تنافي بينه وبين حديث ابن ماجه عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال :
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : إنما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته : علماً نشره ، وولداً صالحاً تركه ، ومصحفاً ورثه ، ومسجداً بناه ، وبيتاً لابن السبيل بناه ، ونهراً أجراه ، وصدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته .
إما لأن مفهوم العدد خير حجة ، وإما لأنه اطلع أولاً على ما في حديث مسلم ثم أطلعه اللّه على الزائد فأخبر به ..
قال السيوطي : وقد تضمن حديث ابن ماجه سبع خصال ، ووردت خصال أخر بلغت بها عشراً ،
وفي شرح السيوطي على مسلم :
وقد تحصل من هذه الأحاديث أحد عشر أمرا وقد نظمتها وقلت :
إذا مات بن آدم ليس يجري عليه من فعال غير عشر
علوم بثها ودعاء نجل وغرس النخل والصدقات تجري
وراثة مصحف ورباط ثغر وحفر البئر أو إجراء نهر
وبيت للغريب بناه يأوي إليه أو بناء محل ذكر
وتعليم لقرآن كريم فخذها من أحاديث بحصر.
فالأصل انقطاع العمل (http://www.maroc-quran.com/vb/t11846.html)بالموت ، وإنما يستثنى ما ذكره ابن القيم ..
لأن الثلاثة المشار إليهم لم تصلهم الدعوة للموانع المذكورة في صفتهم فالطفل والمعتوه اشتركا في مانع العقل وصاحب الفترة مانعه عدم العلم فكان من تمام عدل الله وكمال رحمته أن يمتحنهم في الآخرة ..
وأما السجود فهو ليس بمعنى التكليف الذي يثاب فاعله ويعاقب تاركه وإنما هو كما نص عليه حديث كشف الساق علامة يعرف بها العباد ربهم فيخر المؤمنون سجدا باختيارهم ويمنع منه الكفار والمنافقون قهرا كما هو ظاهر ..
وهو هنا ضمن الثواب والعقاب .. لان المؤمن يثاب بهذا السجود الذي يعرفه بربه في العرصات والمنافق يقهر عن السجود عقابا له بما قدمت يداه ، فيرجع الامر بالسجود الى رفع المؤمنين وتمييزهم عن المنافقين وفي هذا كمال الشرف وتبشير بالرحمة والغفران.
قال المعلمي في القائد إلى العقائد (1/130) :
وما ذكره الشيخ من انقطاع العمل (http://www.maroc-quran.com/vb/t11846.html)حق ، لكن لابن القيم أن يقول قد تحب الأرواح أن تعمل عملاً في طاعة الله عز وجل تلذذاً بالطاعة كصلاة الأنبياء ليلة الإسراء ونحو ذلك فيكون ذاك التصرف في حقها من جملة النعيم تلتذ به نفسه ولا تثاب عليه .. اهـ
أما الصلاة في القبر ..
فإنها حالة ليست لكل أحد كما رآها النبي لموسى الكليم ، وهذا ليس خاصا به عليه السلام فقد ورد مثله للمؤمنون أهل الطاعات ..
ففي رواية لابن حبان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا دخل الميت القبر مثلت له الشمس عند غروبها فيقول : دعوني أصلي .
وفي رواية : فيقول دعوني حتى أصلي فيقولون إنك ستفعل أخبرنا عما نسألك عنه.. الحديث بطوله .
وعند ابن ماجة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا دخل الميت القبر مثلت الشمس عند غروبها فيجلس يمسح عينيه ويقول دعوني أصلي .
والأحاديث بين الصحة والحسن ..
وقد استشكل هذا فقيل : كيف يصلي المؤمن في قبره وقد انقطع عنه العمل (http://www.maroc-quran.com/vb/t11846.html)؟
فقيل في جوابه احتمالان :
أولهما : أن الصلاة هنا بمعنى الدعاء والابتهال ..
والثاني : أنها صلاة حقيقة كما هو الظاهر ، وقالوا أن ذلك ليس بحكم التكليف بل بحكم الإكرام والتشريف لأنهم حبب إليهم في الدنيا الصلاة فلزموها ثم توفوا وهم على ذلك فتشرفوا بإبقاء ما كانوا يحيون عليه فتكون عبادتهم إلهامية كعبادة الملائكة لا تكليفية .. ويشير إليه الخبر الصحيح : يموت الرجل على ما عاش عليه ويحشر على ما مات عليه .
ومن ذلك ما ذكره المناوي في فتح القدير وأشار إليه الذهبي في سير النبلاء :
أن ثابت بن أسلم البناني كان يقوم الليل كله خمسين سنة فإذا جاء السحر قال: اللهم إن كنت أعطيت أحدا أن يصلي في قبره فأعطني ذلك ، فلما مات وسدوا لحده وقعت لبنة فإذا هو قائم يصلي حالا ، وشهد ذلك من حضر جنازته ، وكان يقول : الصلاة خدمة الله في الأرض . اهـ
وأما طعن ابن القيم على من قال بأن الآخرة دار جزاء لا دار تكليف وقال عنه أنه جاهل ، ثم تقريره بأن التكليف واقع في البرزخ وفي العرصات.
فلو قال بأن التكليف المراد ليس هو التكليف المصاحب للثواب والعقاب كما مر لأصاب عين الحقيقة ..
والله أعلى وأعلم .
المصدر: الملتقى المغربي للقرآن الكريم (http://www.maroc-quran.com/vb) - من قسم: ملتقى العقيدة (http://www.maroc-quran.com/vb/f46.html)