عماد المهدي
2010-04-12, 09:04 PM
المرأة في ميزان التشريع الإسلامي
عاهد ناصر الدين
http://www14.0zz0.com/2010/03/27/09/930178937.gif (http://www.0zz0.com)
http://center.jeddahbikers.com/download.php?img=373301 (http://center.jeddahbikers.com/)
منذ أن هدمت الخلافة الإسلامية والمسلمون جميعا في شقاء وضنك من العيش ،لأنهم أخذوا بالمفاهيم الغربية التي عششت في أذهانهم وغيرت من سلوكهم؛ تلك الحضارة التي تجعل من المرأة قطعة فنية للمتعة الجسدية وسلعة تُباع وتشترى ، فأراد الكافر المستعمر أن يبعد المرأة المسلمة وسائر المسلمين عن أحكام الشرع ومنها أحكام النظام الإجتماعي الذي ينظم علاقة الرجل بالمرأة والمرأة بالرجل ، وينظم العلاقة التي بينهما عند اجتماعهما وكل ما يتفرع عنها.
فتم غزو المرأة بأفكار غريبة عن دينها وقيمها في محاولة من الغرب لاستخدام المرأة في حربه على المسلمين فيستهدف أعراضهم سعيا لإفسادها لكي يكون ذلك عاملاً مساعداً له في حربه على الحضارة الإسلامية وثغرة يتخلل عبرها لحصون المسلمين . ظلمت المرأة ولم تأخذ حقوقها فأقروا لها يوما أسموه يوم المرأة العالمي.
قالوا لها طالبي بالمساواة بالرجل مساواة تامة في كل شيء فأدخلوا عليها مفهوم الجندر لتقوم بوظيفة الرجل . قالوا لها لا تتقيدي بأحكام الدين ولا تلبسي جلبابا ولا خمارا فهذا تخلف ورجعية . واعملي ما شئت بما تطيقين وما لا تطيقين ضاع عرضك أم لم يضع بخلوة مع الرجل أم بدون خلوة. وقالوا لا تتزوجي إلا بعد الثامنة عشرة وأغلقوا أمامها باب تعدد الزوجات . وفتحوا لها كل الأبواب بحرية مطلقة تمارس ما تريد في أي وقت وحين. وإن تم الحمل بعلاقة غير شرعية فباب الإجهاض مفتوح . ثم إن كنت متزوجة فلا تدع الرجل يمارس قوامته عليها ، وإن قام بتأديبها بسبب نشوزها فأوهموها أن هذا عنف . وحتى إن قام والدها قبل زواجها برعايتها وتربيتها وتأديبها فلتقم بشكايته رسميا ، والأرقام المجانية متوفرة.
قالوا لها إن الطلا ق في الإسلام إهانة . وأباحوا لها الإختلاط في كل وقت وحين بحاجة ودون حاجة . وصنف آخر قال لها لا تخرجي من البيت ولا تقومي بأي عمل ولا تمارسي البيع والشراء وأغلق أمامها كل الأبواب . فأصبحت ذليلة مهانة وكأنها سلعة تُباع وتشترى وقطعة فنية للمتعة الجسدية. أو جامدة منغلقة على نفسها لا فائدة منها فصارت المرأة متحيرة قلقة بين من فتح لها الباب على مصراعيه ومن أغلقه إغلاقا تاما لحرصه عليها فماذا تفعل المرأة ؟؟؟؟ ولا بد أن المرأة تريد حلا يوافق فطرتها ويقرر ما بها من حاجات عضوية وغرائز ويجعلها مطمئنة نافعة لمجتمعها ولمن حولها دون أن تتعرض للإهانة والمذلة ودون أن تُمس كرامتها بأي شيء. ما الذي جعل المرأة في هذا الحال إما مقلدة منسلخة عن دينها وقيمها الأصيلة أو جامدة قلقة ضائعة مهانة؟!!
إن الحل المناسب والعلاج الناجع أن تأخذ المرأة بالأحكام التي أنزلها خالقها ولا تلفت لمفاهيم الغرب وحضارته الزائفة وشعاراته البراقة التي هي وعود من الشيطان وصدق الله العظيم :{ يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا } [النساء: 12]. وقال سبحانه وتعالى :{وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً } [النساء: 27].
ويكفي القول بأن الحضارة الغربية هي من وضع البشر ولا تصلح للإنسان . فالغرب عمل على تخصيص يوم للمرأة ويوم للعمال ويوم للأم ويوم للأطفال وما شابه ذلك مما أفرزه النظام الرأسمالي ، فكان هذا التخصيص ترقيعا جراء إهمال المبدأ لهذه القيم الإنسانية فخصصوا لكل من هؤلاء يوماً جراء إهمالهم لهم طوال العام.
والغرب نظر للمرأة أنها سلعة للإنتفاع ، فهو لا يرى فيها إنسانيتها بل يرى أنوثتها فقط ويسعى لاستغلال هذه الأنوثة عبر استثمارها في أعمال تمتهن كرامتها وتجعلها مجرد وسيلة ترويجية للسلع ولا تظهر دعاية إلا وصورتها عليها ، لا قيمة لها فأسندوا إليها وظيفة مضيفة طائرة وعارضة أزياء وبائعة في محلات يرتادها الرجال أو المتجارة بالأعراض عبر بيوت الدعارة وكلما كبرت المرأة وفقدت من أنوثتها شيئا كلما ألقى بها هؤلاء في قارعة الطريق.
بينما ينظر الإسلام للمرأة كأنها الملكة التي كلما كبرت اتسعت مملكتها من الأبناء والأحفاد وأحفاد الأحفاد والكل يسعى لنوال رضاها وطلب محبتها . فهل تستطيع المرأة حقا أن تقوم بوظيفة الرجل ؟ وهل بنيتها الجسدية تطيق ذلك؟!!! فعن أي جندر يتحدثون؟ وأية مساواة يريدون؟ لقد كلف المبدأ الرأسمالي المرأة بحجة المساواة مشقة العيش فجعلها تسعى لرزقها كما يسعى الرجل بينما وظيفتها الفسيولوجية ومهمتها التربوية وبنيتها الجسدية تسبب للمرأة العناء إن هي أخذت على عاتقها توفير أسباب العيش لأسرتها في ظل الجشع والنهم الرأسمالي، بينما الإسلام مكّن المرأة من القيام بمهمتها الطبيعية كأم وربة بيت وجعل نفقتها على الرجل سواء أكان والدها أو ابنها أو زوجها أو أخوها وأباح لها العمل ولم يوجبه عليها.
لقد اعتبر الإسلام الأصل في المرأة أنها أم وربة بيت وعرض يجب أن يُصان ومنع أي اعتداء على عرضها فقال الرسول – صلى الله عليه وسلم - : (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) وأمر بحفظ الفروج وفرض كثيرا من الأحكام الشرعية التي تصون هذا العرض وأوجب عقوبات رادعة لكل من يعتدي على هذا العرض بالفعل أو القول ؛ وجعل الله عقوبة من فعلها الرجم حتى الموت إن كان محصنا ، والجلد مائة جلدة إن لم يكن محصنا. قال الله تعالى في بيان حد الزاني البكر - أي غير المحصن - : ( الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) النور/2 . أما المحصن فحده الرجم بالحجارة حتى الموت ، كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه (169.) عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( خُذُوا عَنِّي ، خُذُوا عَنِّي ، قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا ، الْبِكْرُ بِالْبِكْرِ جَلْدُ مِائَةٍ وَنَفْيُ سَنَةٍ ، وَالثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ جَلْدُ مِائَةٍ وَالرَّجْمُ ) . والثيب : هو المحصن ، رجلا كان أو امرأة . وبعد أن نفّر الحق سبحانه من جريمة الزنا أعظم تنفير، وأمربمعاقبة مرتكبها بدون رأفة أو تساهل.. أتبع ذلك بتشريعات أخرى من شأنها أن تحمي أعراض الناس وأنفسهم من اعتداء المعتدين . {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } النور(4) . وإن كانت المرأة المقذوفة زوجة ولا يوجد أربعة شهداء فاللعان ، قال سبحانه وتعالى : {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ{6} وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ وَيَدْرَأُ{7} عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ{8} وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ }النور (6-9) وأما ما دون ذلك من الإعتداء على الأعراض فالعقوبة تعزيرية ، ورد في كتاب الأحكام السلطانية (...، وإن وجدوهما في طريق يكلمها وتكلمه ضربوهما عشرين سوطا، وإن وجدوه يتبعها، ولم يقفوا على ذلك يحققوا، وإن وجدوهما يشير إليها وتشير إليه بغير كلام ضربوهما عشرة أسواط)..
وقد حرم الله – تعالى - أذية المسلمين ومنها الجلوس على الطرقات، لما في ذلك من الإطلاع على شؤونهم الخاصة التي لا يحبون الإطلاع عليها، ولما في ذلك من النظر إلى ما لا يجوز النظر إليه من النساء، وغير ذلك من المحاذير وأشدها عدم القيام بالواجب نحو المارة. عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه - عن النبي قال: ( إياكم والجلوس في الطرقات ) فقالوا: يا رسول الله، ما لنا من مجالسنا بدٌ نتحدث فيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم- : ( فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه ) قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال : (غَض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) متفق عليه .
وقد أوجب الله – سبحانه على الرجال والنساء غض البصر فقال الله – تعالى-: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }النور3. وقال تعالى : { وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } النور31 (( وكان الفضل بن العباس رديف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجاءته الخثعمية تستفتيه, فجعل الفضل ينظر إليها وتنظر إليه فصرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجهه عنها )) وعن جرير بن عبد الله قال (( سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن نظرة الفجاءة, فأمرني أن أصرف بصري )) حديث صحيح وعن على رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (( لا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى وليست لك الآخرة )) رواهما أبو داود.
إن الحضارة الغربية التي تنادي بالحرية الشخصية تهيئ كل الأجواء لإيذاء المرأة والتعرض إليها ، يقول (فرويد) فجاء ليقول «الجنس هو كل شيء، وكل شيء نابع من الجنس»، وقد حضَّ الشباب من الجنسين للخروج على التقاليد التي كانت مفروضة عليهم، ودعاهم لممارسة الجنس كيف شاءوا، فظهرت الكتب الجنسية والأشعار التي أُلفت ليتلذذ القارئ بالجنس، وظهرت دور السينما والمسارح التي استغلت جسد المرأة وأُنوثتها، مما أوجد وضعاً جديداً للمرأة في أوروبا.
وقد انعكس هذا الوضع الجديد على القوانين التي كانت سائدة في الدول الأوروبية، والتي كان فيها نوع من القيود وبخاصة فيما يتعلق بالمرأة، فعقدوا المؤتمرات لبحث هذه القوانين وتغييرها حتى خلت قوانينهم الجديدة من أية قيمة روحية أو أخلاقية أو حتى إنسانية، وصارت السعادة عندهم هو الأخـذ بأكبر نصيب من المتع الجسدية ومنها التلذذ بالجنس، وصارت المرأة لا قيمة لها إن شوهت أو أصيبت بمرض أو عاهة أو كبر سنها، وقيمتها أصبحت عندهم تكمن في صغر سنها وجمالها وجاذبيتها الجنسية. وأخذوا بالحرية الشخصية، فكان التحلل والتفكك الأسري والانفلات من كل قيد، فأصبحت الرذيلة مقننة عندهم، يمارسونها في بيوت مرخصة، تحميها الشرطة والقانون، وصاروا يطالبون شعوب العالم بأن يحذوا حذوهم، وأخذوا يُسوقون هذه الحرية إلى معظم شعوب الأرض باسم الديمقراطية، وبالأخص إلى الشعوب المستعمَرة كشعوب العالم الإسلامي.
إن الإسلام كلف الرجال والنساء جميعا وأثابهم على حد سواء ، قال تعالى : {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } الأحزاب( 35) لا بد أن تدرك المرأة وتكون على بينة أن العقل في الإسلام يوصل إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله, فإذا اقتنع بذلك ينتهي دوره كحاكم، ويصبح دوره خادما أي مجرد أداة لفهم النصوص الشرعية لمعرفة أحكام الله الواردة فيها ليلتزم بها مسلٍّما بما فيها. ولابد أن نركز جميعا على معنى التسليم لله في الأوامر و النواهي لتحقيق عبوديتنا لله, فالقرآن عندما خاطب العقل في العقيدة جعله حكما وقبل مناقشته؛ لأنّ من حق العقل أن يدرك ويتثبت صحة العقيدة، أما الأحكام فلا يجعل العقل مقياس معرفة صحتها ولا تناقش وفق المقاييس العقلية. وقد كان الصحابة رضي الله عنهم بعد دخولهم الإسلام وحصول القناعة العقلية, يسلمون لرسول الله في كل أمر ونهي؛ لذلك قالوا له كما في صحيح مسلم: "لو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغماد لفعلنا ". فقد كانوا لا يناقشون أحكام الله تعالى لأنهم يدركون أنّ الأحكام نزلت للإلتزام بها ، ولا يصح للعقل أن يتدخل في تشريع الله – عزوجل – قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً }الأحزاب36. فلا مجال لنا أن نتدخل ونشرع عن الله – سبحانه وتعالى – لا يصح لنا أن نحل ما حرم الله ونحرم ما أحل الله ، فلا يصح لنا أن نحل خلع الجلبا ب في الحياة العامة مثلا أو نحرم تعدد الزوجات موافقة للعصر . قال تعالى محكم التنزيل :{وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ}النحل 116 .
وقد أكرمنا الله – عز وجل – بالإسلام وبين لنا الأعمال التي يقوم بها كل من الرجل والمرأة ، أوجب أعمالا مثل لبس الجلباب عند خروج المرأة للحياة العامة والإستئذان عند دخول المسلمين غير بيوتهم ، وحرم أعمالا أخرى مثل التبرج والإختلاط لغير حاجة يقرها الشرع ، وأن تسافر المرأة وحدها دون زوج أو محرم والخلوة وهي مفصلة تفصيلا تاما في كتب الفقه . الإسلام الذي أكرمنا الله به كرم المرأة بنتا وزوجة وأختا وأما؛ كرمها بنتا وفرض لها الرعاية والتربية فقال تعالى : { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ } النحل 58، 59 وفي صحيح مسلم من حديث أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو هكذا وضم إصبعيه" وروى عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت جاءت امرأة ومعها ابنتان لها تسألني فلم تجد عندي شيئا غير تمرة واحدة فأعطيتها إياها فأخذتها فشقتها بين ابنتيها ولم تأكل منها شيئا ثم قامت فخرجت هي وابنتاها فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على تفيئة ذلك فحدثته حديثها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترا من النار" رواه ابن المبارك عن معمر عن الزهري عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم عن عروة وهو في الصحيح والحديث في مسند أحمد . كرمك زوجة فأمر بحسن عشرتك ونهى عن الإضرار بك فقال تعالى :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ ۚ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا }النساء 19 . بل نهى عن ظلم الزوجة واعتبره بغيا فقال تعالى : { الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا )النساء34 . كرمها أما فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: جاء رجل إلي رسول الله فقال:يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟. قال: ( أمك ). قال: ثم من؟. قال : (أمك). قال: ثم من؟. قال: (أمك). قال: ثم من؟. قال: ( أبوك) متفق عليه .
إنه الإسلام الذي صنع من النساء شخصيات إسلامية رائدة تنفع مجتمعها ودينها ودعوتها كخديجة بنت خويلد التي ساندت الرسول – صلى الله عليه وسلم ، وأسماء بنت أبي بكر – ذات النطاقين ، وأم المساكين زينب بنت جحش ،ونسيبة بنت كعب التي قال عنها الرسول- صلى الله عليه وسلم : ( لمقام نسيبة بنت كعب اليوم – أحد- خير من مقام فلان وفلان وكان يراها تقاتل يومئذ أشد القتال وإنها لحاجزة ثوبها على وسطها ، حتى جرحت ثلاثة عشر جرحا ) ، والخنساء التي كانت لها موعظة لأولادها قبيل معركة القادسية قالت فيها: "يا بني إنكم أسلمتم وهاجرتم مختارين والله الذي لا إله غيره إنكم لبنو رجل واحد كما أنكم بنو امرأة واحدة ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم ولا هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم . وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين . واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية يقول الله عز وجل : " يا أيها الذي أمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون " . فإذا أصبحتم غدا إن شاء الله سالمين فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين وبالله على أعدائه مستنصرين . وإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها واضطرمت لظى على سياقها وجللت نارا على أرواقها فتيمموا وطيسها وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها تظفروا بالغنم والكرامة في دار الخلد والمقامة " فلما وصل إليها نبأ استشهادهم جميعاً قالت: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته. إلى غير ذلك من النماذج الفريدة الرائدة في تاريخ الأمة الإسلامية إنه الإسلام الذي يأمرنا أن نعيش طرازا خاصا فريدا ،وأن نتقيد بهذا العيش كما أمر الله تعالى بغض النظر عما إذا وافق أو ناقض ما عليه الغرب وهذا لا يكون إلا من خلال نظام خاص المتمثل بنظام الخلافة على منهاج النبوة الذي يُسعد البشرية ويخلصها من المبادئ الفاسدة ويخرجها من الظلمات إلى النور . قال تعالى : {لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ۚ قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا ۚ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } النور (63)
http://www7.0zz0.com/2010/04/03/18/895903412.gif (http://www.0zz0.com)
عاهد ناصر الدين
http://www14.0zz0.com/2010/03/27/09/930178937.gif (http://www.0zz0.com)
http://center.jeddahbikers.com/download.php?img=373301 (http://center.jeddahbikers.com/)
منذ أن هدمت الخلافة الإسلامية والمسلمون جميعا في شقاء وضنك من العيش ،لأنهم أخذوا بالمفاهيم الغربية التي عششت في أذهانهم وغيرت من سلوكهم؛ تلك الحضارة التي تجعل من المرأة قطعة فنية للمتعة الجسدية وسلعة تُباع وتشترى ، فأراد الكافر المستعمر أن يبعد المرأة المسلمة وسائر المسلمين عن أحكام الشرع ومنها أحكام النظام الإجتماعي الذي ينظم علاقة الرجل بالمرأة والمرأة بالرجل ، وينظم العلاقة التي بينهما عند اجتماعهما وكل ما يتفرع عنها.
فتم غزو المرأة بأفكار غريبة عن دينها وقيمها في محاولة من الغرب لاستخدام المرأة في حربه على المسلمين فيستهدف أعراضهم سعيا لإفسادها لكي يكون ذلك عاملاً مساعداً له في حربه على الحضارة الإسلامية وثغرة يتخلل عبرها لحصون المسلمين . ظلمت المرأة ولم تأخذ حقوقها فأقروا لها يوما أسموه يوم المرأة العالمي.
قالوا لها طالبي بالمساواة بالرجل مساواة تامة في كل شيء فأدخلوا عليها مفهوم الجندر لتقوم بوظيفة الرجل . قالوا لها لا تتقيدي بأحكام الدين ولا تلبسي جلبابا ولا خمارا فهذا تخلف ورجعية . واعملي ما شئت بما تطيقين وما لا تطيقين ضاع عرضك أم لم يضع بخلوة مع الرجل أم بدون خلوة. وقالوا لا تتزوجي إلا بعد الثامنة عشرة وأغلقوا أمامها باب تعدد الزوجات . وفتحوا لها كل الأبواب بحرية مطلقة تمارس ما تريد في أي وقت وحين. وإن تم الحمل بعلاقة غير شرعية فباب الإجهاض مفتوح . ثم إن كنت متزوجة فلا تدع الرجل يمارس قوامته عليها ، وإن قام بتأديبها بسبب نشوزها فأوهموها أن هذا عنف . وحتى إن قام والدها قبل زواجها برعايتها وتربيتها وتأديبها فلتقم بشكايته رسميا ، والأرقام المجانية متوفرة.
قالوا لها إن الطلا ق في الإسلام إهانة . وأباحوا لها الإختلاط في كل وقت وحين بحاجة ودون حاجة . وصنف آخر قال لها لا تخرجي من البيت ولا تقومي بأي عمل ولا تمارسي البيع والشراء وأغلق أمامها كل الأبواب . فأصبحت ذليلة مهانة وكأنها سلعة تُباع وتشترى وقطعة فنية للمتعة الجسدية. أو جامدة منغلقة على نفسها لا فائدة منها فصارت المرأة متحيرة قلقة بين من فتح لها الباب على مصراعيه ومن أغلقه إغلاقا تاما لحرصه عليها فماذا تفعل المرأة ؟؟؟؟ ولا بد أن المرأة تريد حلا يوافق فطرتها ويقرر ما بها من حاجات عضوية وغرائز ويجعلها مطمئنة نافعة لمجتمعها ولمن حولها دون أن تتعرض للإهانة والمذلة ودون أن تُمس كرامتها بأي شيء. ما الذي جعل المرأة في هذا الحال إما مقلدة منسلخة عن دينها وقيمها الأصيلة أو جامدة قلقة ضائعة مهانة؟!!
إن الحل المناسب والعلاج الناجع أن تأخذ المرأة بالأحكام التي أنزلها خالقها ولا تلفت لمفاهيم الغرب وحضارته الزائفة وشعاراته البراقة التي هي وعود من الشيطان وصدق الله العظيم :{ يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا } [النساء: 12]. وقال سبحانه وتعالى :{وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً } [النساء: 27].
ويكفي القول بأن الحضارة الغربية هي من وضع البشر ولا تصلح للإنسان . فالغرب عمل على تخصيص يوم للمرأة ويوم للعمال ويوم للأم ويوم للأطفال وما شابه ذلك مما أفرزه النظام الرأسمالي ، فكان هذا التخصيص ترقيعا جراء إهمال المبدأ لهذه القيم الإنسانية فخصصوا لكل من هؤلاء يوماً جراء إهمالهم لهم طوال العام.
والغرب نظر للمرأة أنها سلعة للإنتفاع ، فهو لا يرى فيها إنسانيتها بل يرى أنوثتها فقط ويسعى لاستغلال هذه الأنوثة عبر استثمارها في أعمال تمتهن كرامتها وتجعلها مجرد وسيلة ترويجية للسلع ولا تظهر دعاية إلا وصورتها عليها ، لا قيمة لها فأسندوا إليها وظيفة مضيفة طائرة وعارضة أزياء وبائعة في محلات يرتادها الرجال أو المتجارة بالأعراض عبر بيوت الدعارة وكلما كبرت المرأة وفقدت من أنوثتها شيئا كلما ألقى بها هؤلاء في قارعة الطريق.
بينما ينظر الإسلام للمرأة كأنها الملكة التي كلما كبرت اتسعت مملكتها من الأبناء والأحفاد وأحفاد الأحفاد والكل يسعى لنوال رضاها وطلب محبتها . فهل تستطيع المرأة حقا أن تقوم بوظيفة الرجل ؟ وهل بنيتها الجسدية تطيق ذلك؟!!! فعن أي جندر يتحدثون؟ وأية مساواة يريدون؟ لقد كلف المبدأ الرأسمالي المرأة بحجة المساواة مشقة العيش فجعلها تسعى لرزقها كما يسعى الرجل بينما وظيفتها الفسيولوجية ومهمتها التربوية وبنيتها الجسدية تسبب للمرأة العناء إن هي أخذت على عاتقها توفير أسباب العيش لأسرتها في ظل الجشع والنهم الرأسمالي، بينما الإسلام مكّن المرأة من القيام بمهمتها الطبيعية كأم وربة بيت وجعل نفقتها على الرجل سواء أكان والدها أو ابنها أو زوجها أو أخوها وأباح لها العمل ولم يوجبه عليها.
لقد اعتبر الإسلام الأصل في المرأة أنها أم وربة بيت وعرض يجب أن يُصان ومنع أي اعتداء على عرضها فقال الرسول – صلى الله عليه وسلم - : (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) وأمر بحفظ الفروج وفرض كثيرا من الأحكام الشرعية التي تصون هذا العرض وأوجب عقوبات رادعة لكل من يعتدي على هذا العرض بالفعل أو القول ؛ وجعل الله عقوبة من فعلها الرجم حتى الموت إن كان محصنا ، والجلد مائة جلدة إن لم يكن محصنا. قال الله تعالى في بيان حد الزاني البكر - أي غير المحصن - : ( الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) النور/2 . أما المحصن فحده الرجم بالحجارة حتى الموت ، كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه (169.) عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( خُذُوا عَنِّي ، خُذُوا عَنِّي ، قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا ، الْبِكْرُ بِالْبِكْرِ جَلْدُ مِائَةٍ وَنَفْيُ سَنَةٍ ، وَالثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ جَلْدُ مِائَةٍ وَالرَّجْمُ ) . والثيب : هو المحصن ، رجلا كان أو امرأة . وبعد أن نفّر الحق سبحانه من جريمة الزنا أعظم تنفير، وأمربمعاقبة مرتكبها بدون رأفة أو تساهل.. أتبع ذلك بتشريعات أخرى من شأنها أن تحمي أعراض الناس وأنفسهم من اعتداء المعتدين . {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } النور(4) . وإن كانت المرأة المقذوفة زوجة ولا يوجد أربعة شهداء فاللعان ، قال سبحانه وتعالى : {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ{6} وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ وَيَدْرَأُ{7} عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ{8} وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ }النور (6-9) وأما ما دون ذلك من الإعتداء على الأعراض فالعقوبة تعزيرية ، ورد في كتاب الأحكام السلطانية (...، وإن وجدوهما في طريق يكلمها وتكلمه ضربوهما عشرين سوطا، وإن وجدوه يتبعها، ولم يقفوا على ذلك يحققوا، وإن وجدوهما يشير إليها وتشير إليه بغير كلام ضربوهما عشرة أسواط)..
وقد حرم الله – تعالى - أذية المسلمين ومنها الجلوس على الطرقات، لما في ذلك من الإطلاع على شؤونهم الخاصة التي لا يحبون الإطلاع عليها، ولما في ذلك من النظر إلى ما لا يجوز النظر إليه من النساء، وغير ذلك من المحاذير وأشدها عدم القيام بالواجب نحو المارة. عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه - عن النبي قال: ( إياكم والجلوس في الطرقات ) فقالوا: يا رسول الله، ما لنا من مجالسنا بدٌ نتحدث فيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم- : ( فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه ) قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال : (غَض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) متفق عليه .
وقد أوجب الله – سبحانه على الرجال والنساء غض البصر فقال الله – تعالى-: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }النور3. وقال تعالى : { وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } النور31 (( وكان الفضل بن العباس رديف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجاءته الخثعمية تستفتيه, فجعل الفضل ينظر إليها وتنظر إليه فصرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجهه عنها )) وعن جرير بن عبد الله قال (( سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن نظرة الفجاءة, فأمرني أن أصرف بصري )) حديث صحيح وعن على رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (( لا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى وليست لك الآخرة )) رواهما أبو داود.
إن الحضارة الغربية التي تنادي بالحرية الشخصية تهيئ كل الأجواء لإيذاء المرأة والتعرض إليها ، يقول (فرويد) فجاء ليقول «الجنس هو كل شيء، وكل شيء نابع من الجنس»، وقد حضَّ الشباب من الجنسين للخروج على التقاليد التي كانت مفروضة عليهم، ودعاهم لممارسة الجنس كيف شاءوا، فظهرت الكتب الجنسية والأشعار التي أُلفت ليتلذذ القارئ بالجنس، وظهرت دور السينما والمسارح التي استغلت جسد المرأة وأُنوثتها، مما أوجد وضعاً جديداً للمرأة في أوروبا.
وقد انعكس هذا الوضع الجديد على القوانين التي كانت سائدة في الدول الأوروبية، والتي كان فيها نوع من القيود وبخاصة فيما يتعلق بالمرأة، فعقدوا المؤتمرات لبحث هذه القوانين وتغييرها حتى خلت قوانينهم الجديدة من أية قيمة روحية أو أخلاقية أو حتى إنسانية، وصارت السعادة عندهم هو الأخـذ بأكبر نصيب من المتع الجسدية ومنها التلذذ بالجنس، وصارت المرأة لا قيمة لها إن شوهت أو أصيبت بمرض أو عاهة أو كبر سنها، وقيمتها أصبحت عندهم تكمن في صغر سنها وجمالها وجاذبيتها الجنسية. وأخذوا بالحرية الشخصية، فكان التحلل والتفكك الأسري والانفلات من كل قيد، فأصبحت الرذيلة مقننة عندهم، يمارسونها في بيوت مرخصة، تحميها الشرطة والقانون، وصاروا يطالبون شعوب العالم بأن يحذوا حذوهم، وأخذوا يُسوقون هذه الحرية إلى معظم شعوب الأرض باسم الديمقراطية، وبالأخص إلى الشعوب المستعمَرة كشعوب العالم الإسلامي.
إن الإسلام كلف الرجال والنساء جميعا وأثابهم على حد سواء ، قال تعالى : {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } الأحزاب( 35) لا بد أن تدرك المرأة وتكون على بينة أن العقل في الإسلام يوصل إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله, فإذا اقتنع بذلك ينتهي دوره كحاكم، ويصبح دوره خادما أي مجرد أداة لفهم النصوص الشرعية لمعرفة أحكام الله الواردة فيها ليلتزم بها مسلٍّما بما فيها. ولابد أن نركز جميعا على معنى التسليم لله في الأوامر و النواهي لتحقيق عبوديتنا لله, فالقرآن عندما خاطب العقل في العقيدة جعله حكما وقبل مناقشته؛ لأنّ من حق العقل أن يدرك ويتثبت صحة العقيدة، أما الأحكام فلا يجعل العقل مقياس معرفة صحتها ولا تناقش وفق المقاييس العقلية. وقد كان الصحابة رضي الله عنهم بعد دخولهم الإسلام وحصول القناعة العقلية, يسلمون لرسول الله في كل أمر ونهي؛ لذلك قالوا له كما في صحيح مسلم: "لو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغماد لفعلنا ". فقد كانوا لا يناقشون أحكام الله تعالى لأنهم يدركون أنّ الأحكام نزلت للإلتزام بها ، ولا يصح للعقل أن يتدخل في تشريع الله – عزوجل – قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً }الأحزاب36. فلا مجال لنا أن نتدخل ونشرع عن الله – سبحانه وتعالى – لا يصح لنا أن نحل ما حرم الله ونحرم ما أحل الله ، فلا يصح لنا أن نحل خلع الجلبا ب في الحياة العامة مثلا أو نحرم تعدد الزوجات موافقة للعصر . قال تعالى محكم التنزيل :{وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ}النحل 116 .
وقد أكرمنا الله – عز وجل – بالإسلام وبين لنا الأعمال التي يقوم بها كل من الرجل والمرأة ، أوجب أعمالا مثل لبس الجلباب عند خروج المرأة للحياة العامة والإستئذان عند دخول المسلمين غير بيوتهم ، وحرم أعمالا أخرى مثل التبرج والإختلاط لغير حاجة يقرها الشرع ، وأن تسافر المرأة وحدها دون زوج أو محرم والخلوة وهي مفصلة تفصيلا تاما في كتب الفقه . الإسلام الذي أكرمنا الله به كرم المرأة بنتا وزوجة وأختا وأما؛ كرمها بنتا وفرض لها الرعاية والتربية فقال تعالى : { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ } النحل 58، 59 وفي صحيح مسلم من حديث أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو هكذا وضم إصبعيه" وروى عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت جاءت امرأة ومعها ابنتان لها تسألني فلم تجد عندي شيئا غير تمرة واحدة فأعطيتها إياها فأخذتها فشقتها بين ابنتيها ولم تأكل منها شيئا ثم قامت فخرجت هي وابنتاها فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على تفيئة ذلك فحدثته حديثها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترا من النار" رواه ابن المبارك عن معمر عن الزهري عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم عن عروة وهو في الصحيح والحديث في مسند أحمد . كرمك زوجة فأمر بحسن عشرتك ونهى عن الإضرار بك فقال تعالى :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ ۚ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا }النساء 19 . بل نهى عن ظلم الزوجة واعتبره بغيا فقال تعالى : { الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا )النساء34 . كرمها أما فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: جاء رجل إلي رسول الله فقال:يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟. قال: ( أمك ). قال: ثم من؟. قال : (أمك). قال: ثم من؟. قال: (أمك). قال: ثم من؟. قال: ( أبوك) متفق عليه .
إنه الإسلام الذي صنع من النساء شخصيات إسلامية رائدة تنفع مجتمعها ودينها ودعوتها كخديجة بنت خويلد التي ساندت الرسول – صلى الله عليه وسلم ، وأسماء بنت أبي بكر – ذات النطاقين ، وأم المساكين زينب بنت جحش ،ونسيبة بنت كعب التي قال عنها الرسول- صلى الله عليه وسلم : ( لمقام نسيبة بنت كعب اليوم – أحد- خير من مقام فلان وفلان وكان يراها تقاتل يومئذ أشد القتال وإنها لحاجزة ثوبها على وسطها ، حتى جرحت ثلاثة عشر جرحا ) ، والخنساء التي كانت لها موعظة لأولادها قبيل معركة القادسية قالت فيها: "يا بني إنكم أسلمتم وهاجرتم مختارين والله الذي لا إله غيره إنكم لبنو رجل واحد كما أنكم بنو امرأة واحدة ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم ولا هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم . وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين . واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية يقول الله عز وجل : " يا أيها الذي أمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون " . فإذا أصبحتم غدا إن شاء الله سالمين فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين وبالله على أعدائه مستنصرين . وإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها واضطرمت لظى على سياقها وجللت نارا على أرواقها فتيمموا وطيسها وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها تظفروا بالغنم والكرامة في دار الخلد والمقامة " فلما وصل إليها نبأ استشهادهم جميعاً قالت: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته. إلى غير ذلك من النماذج الفريدة الرائدة في تاريخ الأمة الإسلامية إنه الإسلام الذي يأمرنا أن نعيش طرازا خاصا فريدا ،وأن نتقيد بهذا العيش كما أمر الله تعالى بغض النظر عما إذا وافق أو ناقض ما عليه الغرب وهذا لا يكون إلا من خلال نظام خاص المتمثل بنظام الخلافة على منهاج النبوة الذي يُسعد البشرية ويخلصها من المبادئ الفاسدة ويخرجها من الظلمات إلى النور . قال تعالى : {لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ۚ قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا ۚ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } النور (63)
http://www7.0zz0.com/2010/04/03/18/895903412.gif (http://www.0zz0.com)