سكون الليل
2010-04-17, 12:00 AM
من نام طاهراً : هل تحوم روحه حول العرش ؟
ً
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. أما بعد :
فقد قال الإمام ابن حجر في فتح الباري (12/354) :
وأما الحديث الذي أخرجه الحاكم والعقيلي من رواية محمد بن عجلان عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال : لقي عمر عليا فقال يا أبا الحسن الرجل يرى الرؤيا فمنها ما يصدق ومنها ما يكذب ؟ قال نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ما من عبد ولا أمة ينام فيمتلئ نوما إلا تخرج بروحه إلى العرش فالذي لا يستيقظ دون العرش فتلك الرؤيا التي تصدق والذي يستيقظ دون العرش فتلك الرؤيا التي تكذب .
قال الذهبي في تلخيصه : هذا حديث منكر لم يصححه المؤلف ولعل الآفة من الراوي عن ابن عجلان ..
قلت : ( ابن حجر ) هو أزهر بن عبد الله الأزدي الخرساني ذكره العقيلي في ترجمته وقال أنه غير محفوظ ثم ذكره من طريق أخرى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي ببعضه وذكر فيه اختلافا في وقفه ورفعه .
وقال البيهقي في الشعب (3/29 رقم 2781) : حدثنا أبو الحسين بن بشران حدثنا أبو الحسن المصري حدثنا روح بن الفرج عن سعيد بن عفير عن يحيى بن أيوب عن علي بن غالب الفهري عن واهب بن عبد الله المعافري عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال : إن الأرواح يعرج بها في منامها – إلى السماء - وتؤمر بالسجود عند العرش فمن كان طاهرا سجد عند العرش ومن كان ليس بطاهر سجد بعيدا من العرش .
ترجمة الرواة :
أبو الحسين بن بشران : وثقه الخطيب
وأبي الحسن المصري العالم الثقة صاحب قصة النقاب .
وروح بن الفرج ثقة ..
وسعيد بن كثير بن عفير صدوق من العلماء ..
ويحيى بن أيوب ( مختلف فيه )
وعلي بن غالب الفهري : جاء في لسان الميزان للذهبي 4/248 وطبقات المدلسين لابن حجر 1/56 أنه كان كثير التدليس وضعفه احمد وروى مناكير فبطل الاحتجاج به .
وقال ابن حبان في كتاب المجروحين 2/112 : كان كثير التدليس فيما يحدث حتى وقع المناكير في روايته وبطل الاحتجاج بها لأنه لا يدري سماعه لما يروي عمن يروي في كل ما يروي ومن كان هذا نعته كان ساقط الاحتجاج بما يروي لما عليه الغالب من التدليس .
وذكر الأثر البخاري في التاريخ الكبير 6/292 عند ترجمته وقال : لا أراه إلا صدوقا .
وقال ابن سبط العجمي في التبيين لأسماء المدلسين 1/154 :
علي بن غالب الفهري مصري يدلس كثيرا قاله ابن حبان .
وأما راويه عن ابن عمرو فهو واهب بن عبد الله المعافري وهو ثقة روى عنه .
ثم قال البيهقي : هكذا جاء موقوفا وتابعه ابن لهيعة عن واهب .
وقال الإمام العراقي في طرح التثريب (2/60) :
وهذا وإن كان موقوفًا فقد ثبت أن من نام طاهرًا نام في شعار ملك ، وصفة الملائكة العلو ، فكان فيه مناسبة لعلو روحه وصعودها إلى الجنان , وذلك فيما رواه ابن حبان في صحيحه من رواية ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من بات طاهرًا بات في شعار ملك ، فلم يستيقظ إلا قال الملك : اللهم اغفر لعبدك فلان ؛ فإنه نام طاهرًا " . [ هذا الحديث جود إسناده المنذري وحسنه الهيثمي وابن حجر وصححه الألباني وضعفه الحويني ]
أورده في النوع الثاني من القسم الأول , وقد رواه الطبراني في الأوسط فجعله من حديث ابن عباس ، ورواه البيهقي في الشعب فجعله من حديث أبي هريرة .
وعن أبي الدرداء قال : إذا نام العبد على طهارة رفع روحه إلى العرش .
رواه ابن المبارك في الزهد ، ورواه الحكيم الترمذي بلفظ :
إن النفس تعرج إلى الله - تعالى - في منامها , فما كان طاهرًا سجد تحت العرش , وما كان غير طاهر تباعد في سجوده , وما كان جنبًا لم يؤذن لها في السجود .
وخلاصة ذلك والله أعلم أن روح المؤمن تصعد في العلو ، وأنها ربما سجدت تحت العرش ، وربما بقيت مع أرواح المؤمنين الموتى ، ومنها ما يكون دون ذلك . اهـ
وقال ابن القيم في الروح (1/31) :
وروى ابن لهيعة عن عثمان بن نعيم الرعينى عن أبى عثمان الأصبحي عن أبى الدرداء قال : إذا نام الإنسان عرج بروحه حتى يؤتى بها العرش فإن كان طاهرا أذن لها بالسجود وإن كان جنبا لم يؤذن لها بالسجود .
فعلى هذا هل نقول بتحسين الحديث لطرقه ؟ وإذا ذلك كذلك فالموقوف ظاهر أنه في حكم المرفوع إذ إنه من الغيب الذي لا يقال فيه بالرأي .. والله أعلم ..
ً
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. أما بعد :
فقد قال الإمام ابن حجر في فتح الباري (12/354) :
وأما الحديث الذي أخرجه الحاكم والعقيلي من رواية محمد بن عجلان عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال : لقي عمر عليا فقال يا أبا الحسن الرجل يرى الرؤيا فمنها ما يصدق ومنها ما يكذب ؟ قال نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ما من عبد ولا أمة ينام فيمتلئ نوما إلا تخرج بروحه إلى العرش فالذي لا يستيقظ دون العرش فتلك الرؤيا التي تصدق والذي يستيقظ دون العرش فتلك الرؤيا التي تكذب .
قال الذهبي في تلخيصه : هذا حديث منكر لم يصححه المؤلف ولعل الآفة من الراوي عن ابن عجلان ..
قلت : ( ابن حجر ) هو أزهر بن عبد الله الأزدي الخرساني ذكره العقيلي في ترجمته وقال أنه غير محفوظ ثم ذكره من طريق أخرى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي ببعضه وذكر فيه اختلافا في وقفه ورفعه .
وقال البيهقي في الشعب (3/29 رقم 2781) : حدثنا أبو الحسين بن بشران حدثنا أبو الحسن المصري حدثنا روح بن الفرج عن سعيد بن عفير عن يحيى بن أيوب عن علي بن غالب الفهري عن واهب بن عبد الله المعافري عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال : إن الأرواح يعرج بها في منامها – إلى السماء - وتؤمر بالسجود عند العرش فمن كان طاهرا سجد عند العرش ومن كان ليس بطاهر سجد بعيدا من العرش .
ترجمة الرواة :
أبو الحسين بن بشران : وثقه الخطيب
وأبي الحسن المصري العالم الثقة صاحب قصة النقاب .
وروح بن الفرج ثقة ..
وسعيد بن كثير بن عفير صدوق من العلماء ..
ويحيى بن أيوب ( مختلف فيه )
وعلي بن غالب الفهري : جاء في لسان الميزان للذهبي 4/248 وطبقات المدلسين لابن حجر 1/56 أنه كان كثير التدليس وضعفه احمد وروى مناكير فبطل الاحتجاج به .
وقال ابن حبان في كتاب المجروحين 2/112 : كان كثير التدليس فيما يحدث حتى وقع المناكير في روايته وبطل الاحتجاج بها لأنه لا يدري سماعه لما يروي عمن يروي في كل ما يروي ومن كان هذا نعته كان ساقط الاحتجاج بما يروي لما عليه الغالب من التدليس .
وذكر الأثر البخاري في التاريخ الكبير 6/292 عند ترجمته وقال : لا أراه إلا صدوقا .
وقال ابن سبط العجمي في التبيين لأسماء المدلسين 1/154 :
علي بن غالب الفهري مصري يدلس كثيرا قاله ابن حبان .
وأما راويه عن ابن عمرو فهو واهب بن عبد الله المعافري وهو ثقة روى عنه .
ثم قال البيهقي : هكذا جاء موقوفا وتابعه ابن لهيعة عن واهب .
وقال الإمام العراقي في طرح التثريب (2/60) :
وهذا وإن كان موقوفًا فقد ثبت أن من نام طاهرًا نام في شعار ملك ، وصفة الملائكة العلو ، فكان فيه مناسبة لعلو روحه وصعودها إلى الجنان , وذلك فيما رواه ابن حبان في صحيحه من رواية ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من بات طاهرًا بات في شعار ملك ، فلم يستيقظ إلا قال الملك : اللهم اغفر لعبدك فلان ؛ فإنه نام طاهرًا " . [ هذا الحديث جود إسناده المنذري وحسنه الهيثمي وابن حجر وصححه الألباني وضعفه الحويني ]
أورده في النوع الثاني من القسم الأول , وقد رواه الطبراني في الأوسط فجعله من حديث ابن عباس ، ورواه البيهقي في الشعب فجعله من حديث أبي هريرة .
وعن أبي الدرداء قال : إذا نام العبد على طهارة رفع روحه إلى العرش .
رواه ابن المبارك في الزهد ، ورواه الحكيم الترمذي بلفظ :
إن النفس تعرج إلى الله - تعالى - في منامها , فما كان طاهرًا سجد تحت العرش , وما كان غير طاهر تباعد في سجوده , وما كان جنبًا لم يؤذن لها في السجود .
وخلاصة ذلك والله أعلم أن روح المؤمن تصعد في العلو ، وأنها ربما سجدت تحت العرش ، وربما بقيت مع أرواح المؤمنين الموتى ، ومنها ما يكون دون ذلك . اهـ
وقال ابن القيم في الروح (1/31) :
وروى ابن لهيعة عن عثمان بن نعيم الرعينى عن أبى عثمان الأصبحي عن أبى الدرداء قال : إذا نام الإنسان عرج بروحه حتى يؤتى بها العرش فإن كان طاهرا أذن لها بالسجود وإن كان جنبا لم يؤذن لها بالسجود .
فعلى هذا هل نقول بتحسين الحديث لطرقه ؟ وإذا ذلك كذلك فالموقوف ظاهر أنه في حكم المرفوع إذ إنه من الغيب الذي لا يقال فيه بالرأي .. والله أعلم ..