عماد المهدي
2010-04-18, 12:54 AM
طباعة المصحف الشريف في المملكة العربية السعودية
http://center.jeddahbikers.com/download.php?img=406284 (http://center.jeddahbikers.com/)
تعود بداية طباعة المصحف الشريف في المملكة العربية السعودية إلى عام 1369هـ عندما ظهر المصحف المعروف بمصحف مكة المكرمة، الذي طبعته شركة مصحف مكة المكرمة.
http://center.jeddahbikers.com/download.php?img=406285 (http://center.jeddahbikers.com/)
ففي مقال للأستاذ عبدالقدوس الأنصاري في مجلة المنهل ، ذكر أن فكرة طباعة هذا المصحف كانت للأستاذ محمد سعيد عبدالمقصود عندما كان مديرًا لمطبعة أم القرى الحكومية، إلا أنه توفي قبل تحقيقها، ثم تبنى المشروع الأساتذة: محمد علي مغربي، وإبراهيم النوري، وعبدالله باحمدين ، وفي بيان إجمالي عن هذا المصحف في جريدة أم القرى ، ذكر أنه عندما نضجت فكرة طباعة مصحف مكة المكرمة، تكوَّنت شركة مساهمة محدودة سجلت رسميًا باسم ((شركة مصحف مكة المكرمة )) مؤلفة من: محمد سرور الصبان، وعبدالله باحمدين (المدير الرسمي للشركة)، وإبراهيم نوري (المراقب العام لأعمالها)، ومحمد علي مغربي (أمين الصندوق)، ومحمد لبنى، وكان رأس مالها مائتي ألف ريال سعودي .
اشترت الشركة مقرًا لها في مكة المكرمة، واشترت آلة طباعة حديثة من أمريكا، يمكن أن يطبع فيها المصحف الشريف بأحجام مختلفة، واتفقت مع مهندسين فنيين لتركيبها.
وتم الاتفاق مع الخطاط المعروف الأستاذ محمد طاهر الكردي في سنوات الحرب العالمية الثانية (1939-1945م) على كتابة المصحف على قواعد الرسم العثماني، وقام بذلك خير قيام، وعندما انتهى من كتابته صححته لجنة من علماء مكة: السيد أحمد حامد التيجي أستاذ علم القراءات بمدرسة الفلاح بمكة المكرمة، والشيخ عبدالظاهر أبو السمح إمام وخطيب المسجد الحرام، والسيد محمد أحمد شطا المعاون الثاني لمدير المعارف بمكة، والسيد إبراهيم سليمان النوري المفتش بمديرية المعارف بمكة، ثم أرسل إلى مشيخة الأزهر فوافقت على التصحيح، وكان شيخ القرّاء والمقارئ المصرية الشيخ محمد علي الضَّباع ممن صححه ووضع خاتمه الرسمي عليه .
وبعد خمس سنوات استغرقها العمل بين الكتابة والتصحيح تم الانتهاء من هذا المصحف في عام 1367هـ، وبدأ طبعه بالحجم الكبير ابتداءً من ليلة الجمعة الموافق 17 من شهر ذي القعدة عام 1368هـ، وانتهى في 7 من شهر ربيع الأول عام 1369هـ، ثم بدئ في طبع الحجم الصغير، وبقية الأحجام . ووصفت جريدة أم القرى هذا المصحف بما يلي:
1. أن ابتداء كل صفحة أول آية، كما أن نهاية كل صفحة آخر آية.
2. أن ابتداء كل جزء في أول صفحة، كما أن انتهاء كل جزء في آخر صفحة.
3. أن كل جزء عشرون صفحة ما عدا جزء عمّ.
4. أن علامات الأحزاب وأنصافها وأرباعها قوسية هلالية.
5. أن علامات السجدات رسم الكعبة.
6. أن النقوش التي حول الفاتحة في الصفحة الأولى، وحول أوائل البقرة في الصفحة الثانية مركبة من كلمة مكة بالأحرف الكوفية.
7. وضع بعد نهاية المصحف في آخره دعاء جامع يتلى عند ختم القرآن، وهو مختار من الأدعية المأثورة.
وكان صدى ظهور هذا المصحف واسعًا في داخل المملكة وخارجها، وكانت فرحة الملك عبدالعزيز رحمه الله بظهوره كبيرة، وقدم للقائمين عليه دعمًا ماديًا ومعنويًا سخيًا، وكذلك أصحاب السمو الأمراء والمعالي الوزراء وكبار موظفي الدولة ، كما لاقى استحسان المسلمين في خارج المملكة وثناءهم ، وأشادت به الصحف الصادرة في بعض تلك البلاد .
وبعد ثلاثين عامًا من ظهور مصحف مكة، ظهر مصحف آخر في مدينة جدة، وذلك في عام 1399هـ، بمطابع الروضة، بعد مراجعته والموافقة عليه من الجهة المخولة بذلك في المملكة العربية السعودية، وأشرف على هذه الطبعة عدد من القائمين على المطبعة وعلى رأسهم: الأستاذ عبدالله باعكضه مدير عام مطابع الروضة، وزميلاه: محمد طرموم، ومحمد بلجون .
وفي شهر المحرم من عام 1405هـ (1984م) أُعلن عن افتتاح أعظم وأكبر مطبعة في العالم تقوم على خدمة القرآن الكريم في المدينة المنورة، وهو أول عمل حكومي رسمي لطباعة القرآن الكريم، وفتح عظيم نفع الله به ملايين المسلمين في مختلف بقاع الأرض.
وقبل الحديث عن هذه المنشأة، نتعرف على عناية هذه الدولة بالقرآن الكريم، منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله.
عناية المملكة العربية السعودية بالقرآن الكريم
القرآن الكريم منهج حياة، ونظام حكم، ومصدر استلهام، قامت به، ونهضت وتفوقت بهديه، فمنذ أن تفتحت عينا الملك عبدالعزيز على الحياة، كان الدرس الأول الذي وعاه في صباه هو القرآن، تلاوة وتدبرًا وحفظًا، وظل ملازمًا له طوال حياته في عسره ويسره، وفرحه وحزنه، وسفره وإقامته، وحربه وسلمه، يبدأ يومه بالقرآن، ويختمه بالقرآن، لم تـُضْعِف صلته به أُبهة ملك، ولا عظم سلطان، بل كان كلما اتسع ملكه، وقوي سلطانه تَرْقَى وتَقْوى صلته بالقرآن، طالما سكب العبرات وهو يتلوه تلاوة الخاشع المتبتل المتدبر، خوفًا من الله، ورجاء في ثوابه.
ربّى أبناءه على حب القرآن والتمسك به، وتعهده بالتلاوة والحفظ، وقد كان يومًا عظيمًا ذلك الذي يختم فيه أحد أبنائه قراءة القرآن، يحتفي به احتفاء عظيمًا.
ففي صباح يوم السبت 4 من رجب عام 1353هـ احتفل في الرياض بختم قراءة القرآن لصاحب السمو الملكي الأمير مشعل، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان .
وفي يوم الثلاثاء 14 من رجب عام 1358هـ أقيم احتفال في مدرسة الأمراء بختم صاحب السمو الملكي الأمير متعب لقراءة القرآن، وقد قرأ في الحفل آخر جزء بقي عليه، وألقى خطبة بهذه المناسبة، كما خطب أيضًا في الحفل أصحاب السمو الملكي الأمراء: عبدالمحسن، ومشعل، وسلطان .
وفي يوم الاثنين 19 من رمضان عام 1359هـ، احتفلت مدرسة الأمراء بختم الأمير محمد بن أحمد بن الإمام عبدالرحمن تلاوة القرآن الكريم .
وفي صباح يوم الاثنين 14 من رجب عام 1361هـ، احتفلت مدرسة الأمراء بختم صاحب السمو الملكي الأمير بدر لقراءة القرآن الكريم، ورعى الحفل ولي العهد -في ذلك الوقت- صاحب السمو الملكي الأمير سعود، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير ناصر -أمير الرياض في ذلك الوقت- وكان حفلا مهيبًا عبرت فيه الأسرة الكريمة عن غبطتها وسرورها، وألقى عدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء خطبًا بليغة بهذه المناسبة منهم الأمراء: مساعد، وعبدالمحسن، ومشعل، وسلطان من طلاب السنة الثقافية، والأمراء: عبدالرحمن، ومتعب، وطلال، ومشاري من طلاب السنة الثانية الابتدائية، والأمير تركي من طلاب السنة الأولى الابتدائية، والأمير نواف، ونايف من طلاب السنة الثانية التحضيرية، والأمير فهد بن محمد بن عبدالعزيز من طلاب السنة الثانية الابتدائية .
وفي صباح الأحد 12 من شعبان عام 1364هـ احتفلت مدرسة الأمراء بختم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان قراءة القرآن الكريم، وحضر الحفل ولي العهد، الأمير سعود، وتلا الأمير سلمان في هذا الحفل آخر حزب بقي عليه من القرآن، ثم تلا صاحب السمو الملكي الأمير تركي شيئًا من دعاء ختم القرآن، ثم تقدم للخطابة أصحاب السمو الملكي الأمراء: عبدالرحمن، ومتعب، وطلال، ومشاري، وبدر، وتركي، ونايف، معبرين عن سعادتهم بختم أخيهم لتلاوة القرآن الكريم .
وفي صباح الخميس 17 من شوال عام 1365هـ أقامت مدرسة الأبناء حفلا بمناسبة ختم صاحب السمو الملكي الأمير فواز لتلاوة القرآن الكريم، وحضر الحفل ولي العهد الأمير سعود، وخطب فيه أصحاب السمو الملكي الأمراء: بدر، وتركي، ونواف، ونايف، وسلمان، وسعود بن ناصر بن عبدالعزير .
أصبح الاحتفال بختم القرآن الكريم، تلاوة وحفظًا عادة حسنة سار عليها الناس في هذه البلاد الطيبة، سواء على المستوى الرسمي من خلال الجمعيات والمؤسسات القائمة على تعليم القرآن الكريم، أو على المستوى الفردي، وكثيرًا ما يحضر هذه الاحتفالات الأمراء، والوزراء، وكبار الوجهاء، وكبار الموظفين، وعامة الناس.
لقد تجلت عناية المملكة العربية السعودية بالقرآن الكريم في مظاهر عديدة أخرى:
1. ففي مجال التعليم للبنين والبنات قامت الأسس التي بني عليها على الإيمان بالله ربًا وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا ورسولا والتصور الإسلامي الكامل للكون والحياة، وأن الوجود كله خاضع لما سنَّه الله تعالى؛ ليقوم كل مخلوق بوظيفته دون خلل، أو اضطراب، وتوجيه العلوم والمعارف بمختلف أنواعها وموادها- منهجًا وتأليفًا وتدريسًا وجهة إسلامية في معالجة قضاياها، والحكم على نظرياتها وطرق استثمارها حتى تكون منبثقة من الإسلام، متناسقة مع التفكير الإسلامي السديد .
فبالإضافة إلى الاهتمام بالقرآن الكريم (تلاوة وحفظًا وتفسيرًا) في مراحل التعليم المختلفة، أقيمت مدارس خاصة بتحفيظ القرآن الكريم ابتدائية ومتوسطة وثانوية، بل وكليات وأقسام متخصصة في بعض الجامعات، بالجامعة الإسلامية بالمدينة، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، وجامعة أم القرى بمكة المكرمة.
2.
وفي المجال الإعلامي هناك ندوات ودروس ومحاضرات تبث عبر الإذاعة والتلفاز عن القرآن وتلاوته وتفسيره والعلوم المتعلقة به، إضافة إلى إنشاء إذاعة خاصة بالقرآن الكريم في مكة المكرمة عام 1392هـ/1972م وفي العام نفسه أنشئت إذاعة أخرى بالرياض، ودمجتا في إذاعة واحدة في غرة المحرم عام 1413هـ الموافق 18/10/1993م، سميت إذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية بالرياض، وفُتحت فروع لها في مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وجدة .
وتقوم هذه الإذاعة بإذاعة آيات مجوَّدة ومرتلة، وتقديم أحاديث وبرامج مستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة .
ويستمر بثها يوميًا على مدار الساعة ، من ذلك 75% لتلاوات قرآنية، والباقي لعلوم القرآن والسنة النبوية، ويشمل بثها العالم العربي، وشرق آسيا وجنوبها ووسطها وشمال ووسط إفريقيا .
3. ومن مظاهر العناية بالقرآن الكريم إنشاء ستة عشر جمعية خيرية لتحفيظ القرآن الكريم، منتشرة في أنحاء المملكة، تشرف عليها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تتلخص أهدافها في:
1. تعليم القرآن الكريم لأبناء المسلمين تلاوة وتجويدًا وتفسيرًا.
2. تحفيظ القرآن الكريم للناشئة.
3. إعداد المدرسين الأكفاء لتعليم القرآن الكريم وتحفيظه.
4. تهيئة قراء وحفظة لإمامة المصلين في الصلاة.
5. تهذيب أخلاق الناشئة بما يتعلمونه من كتاب ربهم.
6. إحياء جانب مهم من جوانب رسالة المسجد.
وفي إحصائية للفصل الدراسي الأول لعام 1419هـ / 1420 بلغ مجموع الطلبة والطالبات في هذه الجمعيات (272.219) طالب وطالبة، ومجموع الحِلق والفصول (10.787) حلقة وفصلا ومجموع المعلمين والمعلمات (9.290) معلما ومعلمة .
4. ومن مظاهر العناية بالقرآن الكريم تنظيم المسابقات في تلاوة القرآن الكريم وحفظه وتفسيره ، ليس على مستوى المملكة بل وعلى مستوى العالم، وتمَّ تكوين أمانة عامة للإشراف على المسابقتين عام 1399هـ، وهي تتبع حاليًا وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد.
وتجرى المسابقة المحلية في الرياض في كل عام في خمسة فروع هي: الفرع الأول، حفظ القرآن الكريم كاملا مع التجويد والترتيل، وتفسير جزء من القرآن يحدد كل عام، والفرع الثاني حفظ القرآن الكريم كاملا مع التلاوة والتجويد، والفرع الثالث حفظ عشرين جزءًا مع التلاوة والتجويد، والفرع الرابع حفظ عشرة أجزاء مع التلاوة والتجويد، والفرع الخامس حفظ خمسة أجزاء مع حسن الصوت والتلاوة. وقد بلغ عدد المشاركين في المسابقات المحلية حتى عام 1418 هـ (1412) متسابقًا .
أما المسابقة الدولية فيعود إنشاؤها إلى صدور الأمر الكريم ذي الرقم (25281) المؤرخ في 12/11/1398هـ، على أن تقام كل عام في مكة المكرمة في خمسة فروع كالمسابقة المحلية، وتشرف عليها لجنة تحكيم دولية. وبلغ عدد المشاركين في هذه المسابقة حتى عام 1419هـ (3135) متسابقًا من مختلف أنحاء العالم .
وفي شوال من عام 1418هـ أعلن عن جائزة كبرى لحفظ القرآن الكريم هي جائزة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز تقام في الرياض في كل عام، وتشرف عليها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وبلغ مجموع جوائزها حوالي مليون وخمسمائة ألف ريال سعودي يدفعها سموه الكريم من حسابه الخاص؛ رعاية للقرآن وتشجيعًا على حفظه وحسن تلاوته وهي موزعة على النحو التالي:
الفرع الفائز الأول الفائز الثاني الفائز الثالث
الأول 70.000 68.000 66.000
الثاني 50.000 48.000 46.000
الثالث 40.000 38.000 36.000
الرابع 30.000 28.000 26.000
الخامس 20.000 18.000 16.000
ومثل ذلك للفائزات من الطالبات، إضافة إلى نفقات نثرية تصل إلى ألفي ريال لكل متسابق أو متسابقة.
5. ومن مظاهر العناية بالقرآن الكريم طباعته بطريقة برايل، إذ تتراوح نسبة عدد المكفوفين في العالم ما بين 1-3%، منهم خمسة وعشرون مليونًا تقريبًا من المسلمين، وفي المملكة العربية السعودية حسب المسح الذي قامت به وزارة المعارف عام 1401هـ عشرون ألف كفيف.
وأصبحت هذه الفئة من العالم الإسلامي هدفًا للمنصرين، وأصحاب الأهواء المنحرفة، فوجَّهت لهم برامجها، ودرَّبتهم على مهارات ومهن متنوعة، وحرصت على تخريجهم معاول هدم ضد الإسلام والمسلمين مستغلة ما يتمتع به بعضهم من ذكاء وفطنة.
والاهتمام والعناية بهذه الفئة في البلاد والمنظمات والهيئات غير الإسلامية يقابله فتور وغياب في البلاد والهيئات الإسلامية.
ففي بريطانيا (مثلا) تصدر أكثر من أربعمائة صحيفة ما بين لمسية وسمعية موجهة للمكفوفين، وفي أمريكا ستة آلاف صحيفة لمسية، وفي بعض الدول الشيوعية السابقة تصدر أكثر من تسعين ألف صحيفة لمسية، بينما لا يوجد في العالم العربي والإسلامي سوى خمس مجلات لمسية، ربما توقف بعضها لأسباب فنية ومالية.
بذلت جهود في كل من: مصر، والأردن، وتونس لطبع القرآن الكريم بطريقة برايل، إلا أنها لا تُوَفِّي حاجة المكفوفين، وبخاصة أن بعض هذه الدول توقف عملها في ذلك؛ لأسباب خارجة عن إرادتها .
وفي المملكة العربية السعودية تتولى وزارة المعارف، ممثلة في الأمانة العامة للتربية الخاصة العناية بهذا المشروع، بدعم سخي من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، وهي تبذل جهودًا طيبة حاليًا لتلبية حاجة المكفوفين من المصاحف المطبوعة بطريقة برايل وغيرها من المطبوعات النافعة والمفيدة.
6. ومن مظاهر العناية بالقرآن الكريم ترجمة معانيه إلى اللغات المختلفة، فقد تبرع الملك فيصل رحمه الله بطبع ترجمة معاني القرآن الكريم إلى لغة اليوربا التي يتحدث بها أكثر من سبعة عشر مليونًا في إفريقيا، وقد طبع خمسة وعشرون ألف نسخة من هذه الترجمة على نفقته الخاصة .
وجاء في مجلة "المنهل" أن إحدى الصحف العربية نشرت ما يلي: ((تم توزيع معاني القرآن الكريم التي طبعت على نفقة جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز المفدى، خادم الحرمين الشريفين بمختلف اللغات، وذلك على جميع المراكز والمؤسسات والمكاتب التابعة لرابطة العالم الإسلامي، وكذلك تم توزيعها على مراكز الدعاة التابعين للرابطة)).
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
تتجلى أروع مظاهر العناية بالقرآن الكريم التي قامت بها المملكة العربية السعودية في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة.
فعندما كثرت الطبعات التجارية وغيرها للمصحف الشريف، والتي لم تَحْظَ بالعناية الكافية من التدقيق والضبط وحسن الطباعة والإخراج، وفَّق الله ولاة الأمر في هذه البلاد لإنشاء مجمع لطباعة المصحف الشريف، وزوّد بأرقى التجهيزات الطباعية الحديثة، وأمهر الفنيـين المختصين في مجال الطباعة.
ووقع الاختيار على مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم، لتكون مقرًّا لهذه المنشأة العظيمة؛ لمكانتها في نفوس المسلمين، ولأنها عاصمة الإسلام الأولى التي تنـزل فيها الوحي على خير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، وشع منها نور القرآن فأضاء أنحاء المعمورة.
واتفق على تسمية المصحف الذي يتم طبعه في هذا المجمع بمصحف المدينة النبوية؛ تيمنًا بهذه البقعة المباركة.
ففي السادس عشر من شهر المحرم عام 1403هـ، تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز بوضع حجر الأساس لهذا المشروع العملاق، وقال عند وضع حجر الأساس: ((بسم الله الرحمن الرحيم، وعلى بركة الله العلي القدير، إننا نرجو أن يكون هذا المشروع خيرًا وبركة لخدمة القرآن الكريم أولا والإسلام والمسلمين ثانيًا، راجيًا من الله العلي القدير العون والتوفيق في أمورنا الدينية والدنيوية، وأن يوفق هذا المشروع الكبير لخدمة ما أنشئ من أجله، وهو القرآن الكريم، لينتفع به المسلمون، وليتدبروا معانيه )).
وفي السادس من شهر صفر عام 1405هـ، الموافق 30 أكتوبر 1984 كان حدثًا عظيمًا أثلج صدور المسلمين عندما أزاح خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز الستار إيذانًا بتشغيل المجمع، بعد أن اكتمل بناؤه وتجهيزاته الفنية والبشرية، وسطر في سجل المجمع الكلمات التالية: ((لقد كنت قبل سنتين في هذا المكان لوضع حجر الأساس لهذا المشروع العظيم، وفي هذه المدينة التي كانت أعظم مدينة فرح أهلها بقدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا خير عون له في شدائد الأمور، وانطلقت منها الدعوة، دعوة الخير والبركة للعالم أجمع. وفي هذا اليوم أجد أن ما كان حلمًا يتحقق على أفضل مستوى، ولذلك يجب على كل مواطن في المملكة العربية السعودية أن يشكر الله على هذه النعمة الكبرى، وأرجو أن يوفقني الله أن أقوم بخدمة ديني ثم وطني، وجميع المسلمين، وأرجو من الله التوفيق )).
يقع المجمع في الشمال الغربي من المدينة المنورة على طريق تبوك، على مساحة تقدر بمئتين وخمسين ألف متر مربع، وهو عبارة عن وحدة عمرانية متكاملة في مرافقها المختلفة، حيث يضم مسجدًا، ومبنى للإدارة، وساحة كبيرة للطباعة، ومستودعات للمواد الأولية، ومستودعات للإنتاج التام، ومجموعة من الوحدات السكنية للموظفين غير المتزوجين، ومجموعة من الفلل السكنية لكبار الموظفين، ومركزًا للتسوق، ومطاعم، وملاعب رياضية، ومكاتب بريد ومستوصفًا وغير ذلك من المرافق.
أما أهم أهدافه فهي:
1. طباعة المصحف الشريف بالروايات المشهورة في العالم الإسلامي.
2. ترجمة وطباعة معاني وتفسير القرآن الكريم إلى أهم وأوسع اللغات انتشارًا.
3. تسجيل تلاوة القرآن الكريم بأصوات مشاهير القراء.
4. إجراء البحوث والدراسات المتعلقة بالقرآن الكريم، والسنة والسيرة النبوية المطهرة.
5. نشر إصدارات المجمع على الشبكات العالمية.
6. تلبية حاجة المسلمين في الداخل والخارج من إصداراته المختلفة.
طُبع المصحف الشريف في المجمع برواية حفص عن عاصم، وهي الرواية التي يُقرأ بها في معظم بلاد العالم الإسلامي، وكتب هذا المصحف على قواعد الرسم العثماني، وضُبط على ما قرره علماء الضبط مع الأخذ بعلامات الخليل بن أحمد وأتباعه من المشارقة، وعدد آياته 6236 آية وفقًا للعدد الكوفي، ومجموع صفحات 604 صفحة تنتهي كل صفحة بآية، وطبع بأحجام مختلفة هي: الجيب، والثمن، والربع، والعادي 75جم، والعادي 45جم، والممتاز، والجوامعي العادي 75جم والجوامعي العادي 45جم، والجوامعي الخاص، والجوامعي الفاخر، والملكي الفاخر، إضافة إلى طبعه مجزأ: جزء عم، وجزء تبارك، وجزء قد سمع، والعشر الأخير، وربع ياسين، ومصحف بكامله مجزأ على ستة أقسام.
كما طُبع برواية ورش عن نافع المدني، وهي الرواية التي يُقرأ بها في معظم دول المغرب العربي (المغرب، والجزائر، وتونس، وموريتانيا) إضافة إلى السنغال، وتشاد، ونيجيريا، وكتب هذا المصحف بالخط المشرقي على حسب قواعد الرسم العثماني، وضُبط بالضبط المغربي، وعدد آياته 6214 آية وفقًا لعدد المدني الأخير، ومجموع صفحاته 559 صفحة. وطبع بالحجم العادي 75جم، والجوامعي الخاص.
كما طبع برواية الدوري عن أبي عمرو البصري، وكتب بالخط المشرقي على حسب قواعد الرسم العثماني، وضبط على ما قرره علماء الضبط مع الأخذ بعلامات الخليل بن أحمد وأتباعه من المشارقة، ما عدا بعضًا يسيرًا، فقد روعي في ضبطه مذهب أكثر المغاربة، وما جرى العمل به في السودان. وعدد آياته 6214 آية وفقًا للعدد المدني الأول، ومجموع صفحاته 521 صفحة، ولا تنتهي صفحاته بآية، وطبع بالحجم العادي 75جم.
كما طبع مصحف نسخ تعليق برواية حفص عن عاصم، على حسب قواعد الرسم والضبط المتعارف عليها في باكستان وما جاورها، وعدد آياته 6236 آية وفقًا للعدد الكوفي، وعدد صفحاته 611 صفحة، وطبع بالحجم العادي 75جم.
أما المصاحف المخطوطة والمعدَّة للطبع فهي:
مصحف برواية حفص عن عاصم لا تنتهي صفحاته بآية، وفق قواعد الرسم العثماني، وضبط على ما قرره علماء الضبط، مع الأخذ بعلامات الخليل بن أحمد وأتباعه من المشارقة، وعدد آياته 6236 آية وفقًا للعدد الكوفي، ومجموع صفحاته 521 صفحة.
مصحف برواية حفص عن عاصم تنتهي صفحاته بآية وفق قواعد الرسم العثماني، وضبط على ما قرره علماء الضبط، مع الأخذ بعلامات الخليل بن أحمد وأتباعه من المشارقة، وعدد آياته 6236 آية وفقًا للعدد الكوفي، ومجموع صفحاته 604 صفحة.
مصحف برواية قالون عن نافع المدني، والعمل جارٍ لإعداد هذا المصحف.
أسلوب العمل في كتابة مصاحف المجمع وطبعها
تكتب مصاحف المجمع بيد خطاط متمرس، مشهود له بالتفوق في كتابة المصاحف، هو الخطاط عثمان طه. وتشرف على كتابة المصاحف وطبعها لجنة علمية مختارة بعناية من المختصين في علوم التجويد، والقراءات، والرسم، والضبط، وعدِّ الآي، والوقوف، والتفسير، والفقه، واللغة، والنحو والصرف، وهي حالياً مكونة برئاسة فضيلة الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي وعضوية أصحاب الفضيلة: عبدالرافع رضوان علي، وعبدالحكيم عبدالسلام خاطر، ومحمد الأمين ولد أيدا عبدالقادر، ومحمد الإغاثة ولد الشيخ، ومحمد عبدالرحمن أطول العمر، ومحمد عبدالله زين العابدين، ويوسف محمد شفيع عبدالرحيم، ومحمد تميم الزعبي.
تسير اللجنة في عملها وفق خطة دقيقة، وتراجع العمل خطوة خطوة، فكل عضو فيها يطالع نسخة من أصل المصحف المخطوط على انفراد، ويقرؤها ويدقق فيها آية آية، وكلمة كلمة، وحرفاً حرفاً، وحركة حركة، إضافة إلى المصطلحات والرموز، مستعيناً في ذلك بآلة تكبير حسب الحاجة، ويدوِّن ما يقف عليه من ملحوظات في بيان معدّ لذلك، ويوقع عليه باسمه، ثم تجتمع اللجنة لمناقشة ما دوِّن في البيانات، وتصاغ الملحوظات في بيان واحد بعد حذف المكرر، ثم يجتمع أعضاء اللجنة لمناقشة هذا البيان بكل جزئياته، فما أُجمع عليه يوقع من الجميع، ويعتمد عليه في تصحيح الأصل، الذي يعاد مرة أخرى للجنة ، وتتبع الأسلوب نفسه حتى تطمئن اللجنة على سلامة ما كُتب. ثم تأذن اللجنة بالبدء بالتحضير للطباعة ((المونتاج ))، وتقوم بمراجعة العمل في هذه المرحلة بدقة متناهية، حتى تطمئن على سلامة التحضير للطباعة النهائية للمصحف الشريف.
وتتلخص الضوابط التي تسير عليها اللجنة في مراجعتها للمصحف الشريف فيما يلي:
1 - اشتراط الإجماع في كل خطوة، والمصادر الأساسية من كتب المتقدمين وكتب المتأخرين هي المرجع في حسم أي خلاف.
2 - التمسك بالحجة إن ظهرت، وإسقاط ما عداها، والحجة مبنية على الرواية وكلام الأئمة المتقدمين، ولا دخل للرأي والاستحسان فيها.
3 - اتباع قواعد الرسم العثماني، الذي حظي بإجماع الصحابة والتابعين.
4 - تجريد المصحف مما عدا القرآن الكريم لقوله صلى الله عليه وسلم كما جاء في صحيح مســـلم: ((لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القرآن فَلْـيَمْحُه )) وذلك خشية اختلاط نص القرآن بغيره والتباس ذلك على الناس، مما قد يكون مدخلا وسبباً للتحريف والزيادة، متأسية في ذلك بما سار عليه الصحابة رضي الله عنهم في تجريد المصاحف العثمانية مما سوى القرآن الكريم، مما لم يحظ بالتواتر والقطع واليقين كترقيم السور، وعدد آياتها وبيان المكي والمدني منها، مما هو داخل في نطاق النص القرآني، حيث يمكن تفصيل الأقوال فيه وبيان الراجح من المرجوح في كتب التفسير، وعلوم القرآن الكريم.
5 - أما أسماء السور، ورموز الوقوف، والنقْط والشكل، فقد دعت الحاجة إلى إثباتها؛ لالتصاقها بالنص القرآني. أما ما هو خارج نطاق النص القرآني في حواشي الصفحات، كاسم السورة، ورقم الجزء، أو في جانب الصفحات، كرموز الأجزاء، والأحزاب، والأرباع، والأعشار، والأخماس، ورموز السجدات والسكتات، فلقلّة المحذور فيها؛ لبعدها عن مجال النص القرآني أثبتت بإخراج طباعي يختلف عن النص القرآني.
لا تنتهي المراجعة والتصحيح عند هذا الحد، بل تمرّ بعد ذلك بخطوات دقيقة وفق أنظمة ومعايير معدَّة بعناية وإحكام، من أجل المحافظة على سلامة النص القرآني من أي خطأ، وحسن الإخراج الطباعي، وأنشئت من أجل ذلك إدارة من أهم إدارات المجمع هي ((إدارة مراقبة الإنتاج ))، تضم:
(أ) مراقبة النص.
(ب) المراقبة النوعية للإنتاج.
(ج) المراقبة النهائية للإنتاج.
(أ) قسم مراقبة النص، وفيه ما يصل إلى ثلاثين مراقباً من المختصين في الرسم، والضبط، وعد الآي، والوقوف، ومن الحافظين المتقنين لكتاب الله تعالى بالروايات المختلفة.
ويبدأ عمل هذا القسم مع أول خطوة من خطوات الطباعة، ويتوزع في ثلاثة أقسام:
1 - قسم مراقبة التجهيز؛ ومهامه التأكد من سلامة تركيب الصور (المونتاج)، وسلامة عمل الألواح الطباعية (البليتات) من خلال مراقبة التجارب الابتدائية للطباعة (الأوزليد).
2 -
قسم مراقبة النص الابتدائية، ويقوم المختصون في هذا القسم بمراقبة ملزمة خلال ربع الساعة الأولى من بدء الطباعة، ثم مراقبة ملزمة كل ساعة، فإذا لُحظ أي خطأ؛ كضعف في الحرف، أو في شكله، أو في نقْطه، أو قطعٍ في الحرف، والشكل والنقْط، أوقفت آلة الطباعة فوراً حتى يتم تصحيح ذلك الخطأ.
ويوقِّع جميع العاملين في هذا القسم على كل ملزمة تتم مراجعتها، وتحفظ في المكان المخصص لها حيث يمكن الرجوع إليها عند الحاجة، كما تُسجل أي ملحوظة تكتشف في سجلات خاصة بذلك.
3 - قسم مراقبة النص النهائية: ويقوم بمراجعة الملازم مراجعة نهائية بعد طبعها، وبعد مراجعتها من قسم المراقبة الابتدائية، وبالأسلوب نفسه الذي يسير عليه القسم السابق، وتحفظ الملازم التي تتم مراجعتها، بعد التوقيع عليها من أعضاء اللجنة للرجوع إليها عند الحاجة.
(ب) أما قسم المراقبة النوعية للإنتاج، فهو المسؤول عن مراقبة العمل على خطوط الإنتاج، وتحديد الأخطاء، وما يمكن إصلاحه، وما يجب إتلافه، ويتفرع العمل في هذا القسم إلى ما يلي:
1 - قسم المراقبة النوعية على المواد: للتأكد من مطابقة المواد الأولية للمواصفات المحدَّدة، بإجراء الاختبارات والفحوصات الميدانية والمخبرية، والتأكد من سلامة تخزين المواد الأولية في مستودعات المجمع حسب الأساليب الصحيحة للتخزين، والتأكد من توافر أنظمة سلامة التعامل مع المواد الأولية وشبه المصنعة، والمصنعة على مختلف مراحل الإنتاج، والتأكد من توافر الظروف المناخية الملائمة، كدرجة الحرارة والرطوبة ونوعية الماء، إضافة إلى متابعة تسليم المواد الأولية لمراحل الإنتاج المختلفة.
2 - قسم المراقبة النوعية على أعمال التحضير والتصوير، وألواح الطباعة، ويقوم بمراقبة هذه الأعمال حتى تبدأ مرحلة الطباعة.
3 - قسم المراقبة النوعية للإنتاج، وتبدأ مهمة هذا القسم مع بدء أعمال الطباعة؛ للتأكد من سلامة المواد الأولية الداخلة في تصنيع العمل الطباعي وجودتها، وبخاصة الورق والأحبار، ومطابقتها للمواصفات والمعايير المطلوبة وفق ما يلي:
الحد المسموح به النقاط الفنية التي يجب التأكد منها على آلة الطباعة وإنتاجها م
0.00 يجب أن تكون المسافات بين حدود المساحة المطبوعة وأطراف الصفحة متماشية مع المواصفات الفنية ووفقاً لما تم تحديده، وأي زيادة أو نقص في هذه المسافات غير مقبولة. 1
mm 0.0 mm 02.0- عدم ضبط الألوان 2
لا يسمح به الخطأ في تسلسل الصفحات 3
لا يسمح به عدم مطابقة المادة المطبوعة للأصل (كسلامة النص ووجود كل الإشارات الموجودة على الصفحات المطلوب طباعتها). 4
+ أو - 5% عدم مطابقة المادة المطبوعة للعينة المعتمدة (كاللون وكثافة الحبر) 5
+ أو - 5% تطابق درجة الانعكاس للورق المستعمل في الطباعة مع ما تم الموافقة عليه. 6
لا يسمح بها الطباعة المزدوجة (Doubling) 7
لا يسمح به التمشيح الحبري على الصفحات 8
لا يسمح به حذف أجزاء من الحروف والنقاط المطبوعة 9
لا يسمح به عيوب في النظافة العامة (نقاط حبر، زيت.) على النص وداخل الصفحات 10
لا يسمح به عيوب في الورق 11
لا يسمح بها عيوب في الطباعة ناتجة عن تنظيف الوسيط المطاطي (Blanket) 12
1 ملم الطي (في حالة آلات الطباعة الشريطية) وعدم ضبطه حسب علامات الطي الموجودة على الملزمة، أو عدم تطابق الإطارات 13
لا يسمح به التكسير الورقي 14
لا يسمح به التمزيق الورقي أو التخريم 15
لا يسمح بها الرطوبة الزائدة على الورق أثناء الطباعة 16
لا يسمح به المشح الحبري من ناقل الملازم أو آلة التربيط 17
4 - قسم المراقبة النوعية على التجليد؛ لمراقبة طرق التصنيع، وفحص عينات من إنتاج كل مرحلة للتأكد من اتباع الشروط والمعايير المقررة، وخلو الإنتاج في كل مرحلة مما يؤثر في المرحلة اللاحقة من عيوب، أو في مستوى جودة الإنتاج النهائي، وذلك ابتداءً من طي صحائف الطباعة الورقية، أو تجميع الملازم بالنسبة للطباعة الشريطية، وانتهاءً بالتجليد، وفق المواصفات والمعايير الفنية التالية:
الحد المسموح به النقاط الفنية التي يجب التأكد منها في التجليد النهائي (غلاف مقوى) م
كل ما يظهر من عيوب في الطباعة أو غيرها وصلت إلى قسم التجليد يتم إيقافها قبل البدء بعملية التجليد
لا يسمح به غراء زائد لأكثر من 2 ملم في منطقة التصاق القميص بالكتاب 1
لا يسمح به فارق القص 2
لا يسمح بها ضربة السكين الظاهرة على الكتاب 3
لا يسمح به عدم وجود شريط التحديد 4
لا يسمح به التدوير الذي يؤدي إلى تدريج بالملازم أو يؤدي لفرق في التلبيس 5
لا يسمح به الشاش الظاهر أو غير الموجود 6
2 ملم طول الحبكة (طويلة - قصيرة) أو زيادة غراء 7
1 ملم ارتفاع الحبكة إلى جهة رأس الكعب 8
+ 1 ملم فارق التلبيس (الغلاف) 9
لا يسمح بها العلامات التي تظهر على الكتاب أثناء عملية التلبيس 10
لا يسمح بها الخصرة غير الجيدة 11
لا يسمح به القميص غير اللاصق 12
لا يسمح به أي عيوب أو عدم تناسق في الإخراج (الشكل النهائي) 13
لا يسمح به الفسخ بأشكاله المختلفة 14
الحد المسموح به النقاط الفنية التي يجب التأكد منها في التجليد النهائي (غلاف مرن) م
لا يسمح به الفسخ بأشكاله المختلفة 1
1 ملم الغراء الناقص 2
+ 1 ملم فرق التغليف (التلبيس) 3
لا يسمح بها ظهور تكسير أو ضربات أو علامات أو أوساخ بعد عملية التغليف 4
الحد المسموح به النقاط الفنية للتجميع م
لا يسمح بها ملزمة في غير موضعها الصحيح 1
لا يسمح به التمشيح الحبري الحاصل من كثرة الملازم على مغذي الآلة بالملازم 2
لا يسمح به التكسير الورقي 3
لا يسمح بها الأوساخ الطباعية 4
لا يسمح بها ملزمة مكررة أو ناقصة أو مقلوبة 5
الحد المسموح به النقاط الفنية للخياطة م
- الحاسب الآلي جزء لا يتجزأ من الآلة وفي حالة وجود عطل به يجب إيقاف الآلة مباشرة.
- في حالة حدوث أي اختلاف في الملازم أثناء عمل الآلة يجب أن يعيد المشغل كامل ملازم الكتاب إلى بداية مرحلة الخياطة.
لا يسمح به الملازم في غير موضعها الصحيح، أو زيادة أو نقص أو قلب فيها 1
لا يسمح بها الأخطاء الحاصلة عن ضربة الإبرة و الشنكل والميبر 2
لا يسمح به تشريم الملازم 3
لا يسمح بها خياطة رخوة أو مشدودة 4
لا يسمح به التمشيح الظاهر على الملازم 5
لا يسمح به تمزيق بالملازم 6
لا يسمح بها كتب مخيطة بعضها مع بعض 7
لا يسمح بها ملازم غير مخيطة من الداخل 8
الحد المسموح به النقاط الفنية للخياطة السرجية م
لا يسمح بها القطبة الناقصة إذا كان المصحف الواحد لا يتعدى أربع قطب 1
1 ملم وجود مسافة بين الإطارين المتقابلين نتيجة للطي 2
لا يسمح بها الخياطة الجانبية 3
لا يسمح به تنسيل الخيوط 4
النقاط الفنية لقطع الكرتون
يجب أن تكون المقاسات صحيحة مائة في المائة كما يجب التأكد من دقة القص وجودته (عدم وجود عيوب في الأطراف نتيجة للقص)، وكذلك التأكد من وضع الكرتون عند القص بحيث تكون الألياف باتجاه واحد
الحد المسموح به النقاط الفنية لقطع الجلد م
1 ملم فرق مقاس الجلد بالطول أو بالعرض 1
لا يسمح به تعدد الألوان 2
لا يسمح به تمشيح أو ضربات 3
الحد المسموح به النقاط الفنية لصنع الغلاف م
+ أو - 2 ملم فرق مقاس الخصرة 1
½ ملم فرق قص كرتون الكعب (الفيدول) الطول أو العرض 2
لا يسمح به أي اعوجاج بالكرتون 3
لا يسمح به أوساخ الغراء على الغلاف 4
لا يسمح به عيوب في زاوية الغلاف (زاوية مدببة) 5
لا يسمح به عيوب في لصق القماش على الكرتون 6
لا يسمح به عدم تساوي الثنية من أي جهة من الجهات الأربع للغلاف 7
لا يسمح به فراغ في الغراء مما يؤدي إلى تنفيخ في الغلاف 8
الحد المسموح به النقاط الفنية للتذهيب م
1 ملم فرق البصمة الحرارية على الوجهين 1
½ ملم فرق البصمة الحرارية على الكعب 2
لا يسمح به أي تقطيع أو فراغات على الذهب 3
لا يسمح به التطميس من شدة الكبس واستعمال (قالب البصمة الحرارية) الكليشة فوق طاقتها 4
لا يسمح به عدم التجانس في درجة لمعة الذهب 5
لا يسمح به اتساخ قالب البصمة الحرارية (الكليشة) مما يؤدي إلى ظهور نقاط على الغلاف 6
الحد المسموح به النقاط الفنية للشك م
لا يسمح به ملزمة في غير موضعها أو مكررة أو ناقصة أو مقلوبة 1
لا يسمح به انحراف في الشك عن الكعب (شك جانبي) 2
لا يسمح به اختلاف مسافات الشك 3
لا يسمح به عيب في دبوس الشك من الخارج أو من الداخل (شك غير سليم) 4
5 - قسم المراقبة النوعية على التسجيلات، للتأكد من أن جميع مراحل الإنتاج على أشرطة الكاسيت، والأقراص المضغوطة C.D قد تمت حسب الأصول الفنية والضوابط والمعايير المطلوبة.
6 - قسم التفتيش عن المراقبة النوعية للإنتاج؛ للتفتيش عن أعمال المراقبين في أقسام المراقبة النوعية، وذلك بالاطلاع على عينات عشوائية، وفي أوقات متفاوتة، للتحقق من قيام المراقب بعمله وفق المعايير المحددة.
(ج)
أما المراقبة النهائية للإنتاج، فهي المسؤولة عن المرحلة الهامة والأخيرة للمراجعة، بعد إخراج كتاب الله الكريم في أكمل صورة، وتتضمن أقساماً وشعباً متعددة، مثل: قسم الاستلام والتسليم والتصليح والتعليب، شعب المراقبة النهائية، وقسم التفتيش، ولكل قسم من هذه الأقسام أو شعبة من الشعب مهام متعددة (يطول شرحها).
وزيادة في دقة العمل، وضبط المراجعة زوِّد كل جهاز في المجمع بأجهزة مراقبة آلية توقف الجهاز آلياً عند اكتشاف الخطأ، هذا إضافة إلى متابعة العامل الفني على الجهاز نفسه، فهو مسؤول عن أي خطأ يقع بسبب الجهاز الذي يقوم عليه.
ولكل مراقب، أو مفتش في خطوط الإنتاج المختلفة ختم خاص به لختم العمل الذي راقبه، وبواسطته يمكن التعرف عليه في حال اكتشاف أي خطأ في عمله، ويخضع لنظام الجزاءات الذي وضعه المجمع، إلى جانب ما وضعه من حوافز ومكافآت لكل عامل يكتشف أي خطأ في العمل.
تسجيل تلاوة القرآن الكريم
جانب مهم من جوانب الاهتمام والعناية بكتاب الله الكريم، ويسير العمل فيه بالدقة نفسها التي يسير فيها في كتابة المصحف الشريف وطباعته ؛ حيث يخضع لمراجعة وتصحيح من قبل لجنة تسمى "اللجنة العلمية لمراجعة التسجيلات" برئاسة فضيلة الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي وعضوية أصحاب الفضيلة: أحمد عبدالعزيز أحمد الزيات، وعبدالرافع رضوان علي، وعبدالحكيم عبدالسلام خاطر.
ويتم تسجيل التلاوة في ((استديو )) مجهز بأحدث أجهزة التسجيل، وتقوم اللجنة بمتابعة القارئ في أثناء التلاوة ، ويدوِّن كل عضو ملحوظاته في بيان خاص بذلك، وتناقش هذه الملحوظات، ويطلب إلى القارئ تصحيح ما أُجمع على تصحيحه منها في اليوم الذي تلا فيه، وهكذا يستمر العمل حتى تنتهي تلاوة كامل المصحف، فتراجع اللجنة مرة أخرى التلاوة بكاملها وتتخذ الخطوات السابقة نفسها حتى تطمئن على سلامة التسجيل، وتوقِّع على إجازة العمل.
ثم تتابع بعد ذلك خطوات الاستنساخ من الشريط الأصل إلى شريط ماستر ¼ بوصة ثم إلى قرص CD ثم إلى بكرات تعبئة أشرطة الكاسيت, وفي كل مرحلة يخضع العمل لمراقبة عاملين وفنيين متخصصين حتى يظهر التسجيل على مستوى جيد من الدقة العلمية والفنية.
وربما استغرق القارئ سنة إلى ثلاث سنوات لتسجيل تلاوة القرآن كاملا وقد تمَّ حتى الآن التسجيل لكل من: فضيلة الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي برواية حفص، ورواية قالون، والشيخ إبراهيم الأخضر القيم برواية حفص، والشيخ الدكتور محمد أيوب برواية حفص، والشيخ الدكتور عبدالله بن عمر بصفر برواية حفص، ويجري العمل حالياً على التسجيل للشيخ الدكتور عماد زهير حافظ برواية حفص عن عاصم بقَصْر المنفصل، كما أن هناك تهيئة لتسجيل مصحف معلم.
ويأخذ المجمع في الوقت الحالي بأسلوب التسجيل على أشرطة الكاسيت، أما التسجيل بواسطة الأقراص المضغوطة C.D، فقد تم الانتهاء من إعداد دراسة متكاملة للأخذ بهذا الأسلوب الذي سيتم تنفيذه قريباً إن شاء الله.
الترجمات
يقوم المجمع بترجمة معاني القرآن الكريم إلى العديد من اللغات العالمية، وقد أسهم إسهاماً كبيراً في تيسير فهم القرآن الكريم على ملايين المسلمين الذين لا يتكلمون اللغة العربية، وللمزيد من العناية بالترجمات أنشئ في المجمع في عام 1416هـ/1996م مركزٌ متخصصٌ للترجمات من أهدافه:
القيام بأعمال ترجمات معاني وتفسير القرآن الكريم إلى لغات العالم.
دراسة المشكلات المرتبطة بترجمات معاني القرآن الكريم، وتقديم الحلول المناسبة لها.
إجراء البحوث والدراسات في مجال الترجمات.
تسجيل ترجمة معاني القرآن الكريم في أشرطة صوتية وأسطوانات الليزر.
ترجمة ما يحتاج إليه المسلمون من العلوم المتعلقة بالقرآن الكريم.
القيام بالمشروعات البحثية التي تخدم أعمال الترجمات مثل:
إصدار دليل ببليوجرافي للترجمات التي تمت في العالم لمعاني القرآن الكريم، والاستفادة من الجهود السابقة في هذا المجال.
إعداد المعاجم الخاصة بالقرآن الكريم، والتي تساعد في ترجمة معانيه مثل: معجم الألفاظ القرآنية، ومعجم المصطلحات الإسلامية.. تترجم إلى اللغات؛ لغرض المساعدة في أعمال الترجمات.
ويتكون المركز في الوقت الحالي من الوحدات البحثية التالية: وحدة اللغات الأوربية، وحدة اللغات الإفريقية، وحدة اللغات الآسيوية، وحدة المعاجم اللغوية للألفاظ القرآنية والإسلامية، وحدة المعلومات، وحدة النشر والتوزيع.
وتمَّ تأسيس مكتبة متخصصة في الترجمات لمختلف اللغات، زُوِّدت بالمصادر الأصلية والأعمال المرجعية والمعاجم اللغوية في كثير من لغات العالم ولهجاته.
كما بُـنِيَتْ فيه قاعدة معلومات مناسبة بواسطة الحاسب الآلي، عن الترجمات، وأشهر المترجمين، ولغات العالم ولهجاته، وأعداد سكانه.
ولـه مجلس علمي، ويضم عدداً من المختصين في علوم الشريعة، واللغات الأجنبية، يقوم بالتخطيط ووضع البرامج والمشروعات العلمية، ويتلقى الاقتراحات في مجال الترجمات لدراستها وتقديم توصياته بشأنه.
أما الترجمات التي قام بها المجمع حتى عام 1421هـ فتصل إلى اثنتين وثلاثين ترجمة هي: الأردية، والإسبانية، والألبانية، والإندونيسية، والإنكليزية، والأنكو، والأرومية (صوتية)، والإيغورية، والبراهوئية، والبشتو، والبنغالية، والبورمية، والبوسنية، والتاميلية، والتايلندية، والتركية، والزولو، والصومالية، والصينية، والفارسية، والفرنسية، والقازاقية، والكشميرية، والكورية، والمقدونية، والمليبارية، والهوسا، واليوربا، واليونانية، والتغالوغ ، والإيرانونية ، والأمهرية.
الدراسات القرآنية
يواجه الباحث المتخصص في علوم القرآن كثيراً من العناء حين يحتاج إلى مادة قرآنية، أو معلومة في القرآن، أو أن يتعرف على مفهوم قرآني، أو لفظة قرآنية معينة، فلا يجد عملا مرجعياً دقيقاً غير أعمال قام بها مستشرقون ارتكبوا فيها من الأخطاء، وبثوا فيها من الشبهات ما يجعل الرجوع إليها أمراً يحفّه خطر الانـزلاق.
وفي الوقت الذي قصّر فيه العلماء المسلمون في خدمة القرآن الكريم وتيسير سبل البحث فيه نجد أن علماء اليهود والنصارى خدموا كتبهم المحرَّفة خدمة علمية بحثية جيدة، ففي القرون الثلاثة الأخيرة صدرت عنهم مئات الكتب المرجعية التي تخدم البحث في مجال كتب العهد القديم، والعهد الجديد والتلمود، وكذلك ظهرت عشرات من دوائر المعارف والموسوعات، والمعاجم اللغوية والفهارس والمداخل والقوائم الببليوجرافية.
ومن هنا برزت فكرة إنشاء مركز للدراسات القرآنية في المجمع في عام 1416هـ، حدِّدت أهدافه في:
إجراء الدراسات والبحوث في مجال القرآن الكريم.
توفير الأعمال المرجعية لخدمة البحث في القرآن الكريم، مثل: الأعمال المعجمية التي ترصد ألفاظ القرآن، وتشرحها لغوياً، واصطلاحياً، وتحدد أماكن ورودها في القرآن الكريم، والأماكن وأسماء الحيوان والنبات والمعادن وألفاظ الحضارة والتاريخ والمعاجم الشارحة للغريب والمعرَّب في ضوء المعرفة الحديثة باللغات القديمة.
وكذلك إصدار الأعمال المرجعية الأخرى، مثل دائرة معارف القرآن الكريم، وموسوعات القرآن المختلفة، والمداخل التفسيرية للقرآن الكريم، والقوائم الببليوجرافية للبحوث القرآنية، والفهارس للأعمال المخطوطة والمطبوعة، والتفاسير الحديثة الموسَّعة والمختصرة.
إنشاء دائرة معارف إسلامية بواسطة كتَّاب مسلمين والعمل على ترجمتها إلى اللغات المختلفة.
تحديث الدراسات القرآنية في العالم الإسلامي، وذلك من خلال الاستفادة من التقدم العلمي الحديث، وما نتج عنه من ثروة في المعرفة والمعلومات والوسائل والأدوات، والمناهج، والاستفادة على وجه الخصوص من زيادة المعرفة الإنسانية وتقدمها في مجال التاريخ والحضارة والديانات واللغات القديمة.
تخليص التفسير القرآني من الانحرافات والإسرائيليات والتفاسير الخاطئة، وإصدار أعمال تفسيرية جديدة خالية من الإسرائيليات والأفكار الأجنبية المنحرفة.
بيان أصالة المفاهيم القرآنية والاستفادة من القرآن الكريم في تأصيل العلوم الإنسانية والاجتماعية، وبيان التوجيه القرآني للعلوم.
عمل الدراسات الخاصة ببيان الإعجاز القرآني في ضوء المعرفة الحديثة والتقدم العلمي الحديث.
جمع المعلومات حول القرآن الكريم من بحوث ومقالات، وتقارير وندوات ومؤتمرات، ووثائق ومخطوطات، وفهارس وترجمات وأعلام، وتكوين شعبة للمعلومات القرآنية.
إعداد المادة الصالحة للتعريف بالقرآن الكريم في أسلوب عصري يُراعى فيه حسن العرض والإيجاز وجمال الإخراج؛ لتعريف المسلمين وغير المسلمين بالمفاهيم القرآنية.
دراسة آراء المستشرقين حول القرآن الكريم دراسة نقدية، تهتم ببيان أخطائهم وشبهاتهم وتفنيدها.
إعداد مجموعة مختارة من الباحثين المتخصصين في الدراسات القرآنية وتأهيلهم لغويًّا وعلميًّا، وذلك لتكوين قاعدة علمية إسلامية لخدمة بحوث القرآن الكريم.
عقد المؤتمرات والندوات والدورات العلمية في علوم القرآن الكريم لخدمة أهداف المركز.
وللمركز مجلس علمي يشرف على أعماله العلمية، ويقوم بوضع الخطط، والبرامج والمشروعات العلمية، وتلقِّي المقترحات وإصدار التوصيات بشأنها وغيرها من المهام.
ويتكون من الوحدات البحثية التالية:
وحدة الدراسات اللغوية والأعمال المرجعية.
وحدة دائرة المعارف القرآنية.
وحدة دائرة المعارف الإسلامية.
وحدة بحوث التفسير.
وحدة تحقيق التراث.
وحدة الدراسات القرآنية عند المستشرقين.
كما أن له هياكله العلمية والإدارية المختلفة التي تساعد على تحقيق أهدافه، وبنيت فيه مكتبة متخصصة زُوِّدت بأمهات المصادر في القرآن الكريم وعلومه، ويسعى إلى تأسيس مكتبات نوعية متخصصة، تقوم على خدمة الوحدات البحثية، وتأسيس وحدة معلومات تجمع كل ما يتعلق بالقرآن الكريم.
ويعكف المركز في الوقت الحالي على إصدار " فهرست مصنفات تفسير القرآن الكريم"، الذي سيظهر قريبًا إن شاء الله تعالى، كما يعكف على تحقيق كتاب " الإتقان " للسيوطي .
كما أنه أسهم إسهامًا فاعلا في إصدار "التفسير الميسَّر"، وهو أحدث عمل صدر من المجمع، اشترك في إعداده عدد من العلماء بإشراف ومتابعة معالي الأستاذ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على المجمع سابقًا ، وقد روعي في إعداده الضوابط التالية:
1. تقديم ما صح من التفسير بالمأثور عن غيره.
2. الاقتصار في النقل على القول الصحيح، أو الأرجح.
3. إبراز الهداية القرآنية، ومقاصد الشريعة الإسلامية من خلال التفسير.
4. كون العبارة مختصرة سهلة، مع بيان معاني الألفاظ الغريبة أثناء التفسير.
5. كون التفسير بالقدْر الذي تتسع له حاشية ((مصحف المدينة النبوية )).
6. وقوف المفسر على المعنى المساوي، وتجنب الزيادة الواردة في آيات أخرى حتى تفسر في موضعها.
7. إيراد معنى الآية مباشرة دون حاجة إلى الأخبار إلا ما دعت إليه الضرورة.
8. كون التفسير وفق رواية حفص عن عاصم.
9. تجنب ذكر القراءات ومسائل النحو والإعراب.
10. مراعاة المفسِّر أن هذا التفسير سيترجم إلى لغات مختلفة.
11. تجنب ذكر المصطلحات التي تتعذر ترجمتها.
12. تفسير كل آية على حدة، ولا تعاد ألفاظ النص القرآني في التفسير إلا لضرورة، ويذكر في بداية كل آية رقمها.
وكوّنت لجنتان، واحدة في المجمع والأخرى في الوزارة برئاسة معالي الوزير، لمراجعة عمل المفسرين والتدقيق فيه والتأكد من التقيد بما حدد له من ضوابط.
وطبع هذا التفسير طبعة أنيقة بثلاثة أحجام: كبير، ووسط، وصغير، وكان الإقبال عليه شديدًا، والانطباع عنه طيبًا، حتى إن الطبعة الأولى منه نفدت فور صدورها، ويجري العمل في الوقت الحالي على طباعته طبعة ثانية.
خدمة السنة والسيرة النبوية
القرآن الكريم وحي الله إلى رسوله صلى الله عليه وسلم باللفظ والمعنى، والسنة وحي الله تعالى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم بالمعنى، وإقرار الله تعالى لما صدر من الرسول صلى الله عليه وسلم باجتهاده من قول، أو فعل، فهما من منبع واحد.
وإذا كان القرآن الكريم المصدر الأول للإسلام، فإن السنة المصدر الثاني؛ فالقرآن المصدر الأول للعقيدة، والأخلاق، والمثل، والشرائع الإسلامية، والسنة المصدر الثاني التطبيقي والبياني الموضح والمتمم للقرآن الكريم.
ففي كتاب الله تعالى الأصول العامة للأحكام الشرعية في العبادات والمعاملات والأخلاق، دون التعرض إلى تفاصيلها، وفي السنة النبوية توضيح معاني القرآن الكريم، وتفصيل مجمله، وتخصيص عامه، وتقييد مطلقه، وتأكيد ما ورد فيه من أوامر ونواهٍ وآداب وتشريعات.. وغيرها، وتطبيق قواعده الكلية، والأصول العامة فيه على الأمور الفرعية .
قال تعالى: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا . وقال صلى الله عليه وسلم، كما روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن الرسول صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى. قالوا: يا رسول الله ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى ) . وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لمَّا ولَّى شريحًا قضاء الكوفة قال له: انظر ما تبيَّن لك في كتاب الله، فلا تسأل عنه أحدًا، وما لم يتبيّن لك فاتبع فيه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما لم يتبيّن لك في السنة فاجتهد رأيك، واستشر أهل العلم والصلاح .
أما سيرته صلى الله عليه وسلم فهي خير معلِّمٍ ومثقِفٍ ومهذِّب ومؤدِّب، وهي المدرسة التي تخرج فيها أمثل النماذج البشرية (الصحابة رضوان الله عليهم ) ، وكان السلف الصالح يتدارسون السيرة، ويحفظونها، ويلقنونها أبناءهم، فما أجدر المسلمين اليوم أن يتعلموها، ويعلموها غيرهم، ويتخذوها نبراساً يسيرون على ضوئه في تربية أبنائهم .
من هنا جاء اهتمام ولاة الأمر في هذه البلاد بأمر السنة والسيرة النبوية مكملا لاهتمامهم بكتاب الله سبحانه وتعالى، فجمعوا بين خيري العناية بالمصدرين الأساسين للتشريع الإسلامي، حيث صدر الأمر الكريم في 20/ 4/ 1406 هـ برقم 5/793/م بالموافقة على قيام الجامعة الإسلامية بتنفيذ التوصية الخاصة بإنشاء مركز لخدمة السنة والسيرة النبوية، يكون مؤسسة علمية مستقلة، بالتعاون مع المجمع لطباعة ما يتم إعداده وتحقيقه، على أن تكون نفقات التشغيل على حساب المجمع.
أهداف المركز:
جمع وحفظ الكتب المخطوطة والمطبوعة والوثائق والمعلومات المتعلقة بالسنة والسيرة النبوية، وتيسيرها للباحثين.
إعداد موسوعة في الحديث النبوي، وموسوعات أخرى في خدمة السنة النبوية وفقاً للخطط التي يضعها مجلس المركز.
تحقيق ما يمكن من كتب السنة والسيرة النبوية، وإعداد البحوث العلمية التي تخدمها.
ترجمة ما تدعو الحاجة إليه من كتب السنة والسيرة النبوية، وما يتعلق بها، وترجمة ما ينشر باللغات الأعجمية عن السنة والسيرة.
ردّ الأباطيل، ودفع الشبهات عن ساحة السنة والسيرة النبوية.
نشر الأعمال المنجزة في المركز في مجال التأليف، والتحقيق والترجمة.
التعاون مع المراكز والهيئات والمؤسسات العلمية التي تعمل في خدمة السنة والسيرة النبوية داخل المملكة وخارجها، فيما يخدم المركز، ويحقق أهدافه.
الاستفادة من خبرات ذوي الشهرة العلمية في السنة والسيرة النبوية.
الاستفادة من الحاسب الآلي في جمع السنة، وبرمجة المعلومات المتعلقة بها وبعلومها.
وتتلخص أهم إنجازات المركز فيما يلي:
أولا في مجال الموسوعات :
موسوعة الرواة: أنجز المركز مراحل المقابلة، وضبط النص، والعنصرة الآلية، والمراجعة اليدوية للعنصرة والترميز، ومراجعة الترميز والتشغيل الموسوعي، وذلك لعدد 502 مجلدًا.
موسوعة المتون: أنجزت مراحل الإدخال، والمقابلة، والتصحيح، والترميز، والعلامات العلمية، والعنصرة الآلية، وإثبات أرقام التخريج، ومراجعة الترميز، والتشغيل الموسوعي لعدد 683 مجلداً.
موسوعة السيرة النبوية: أنجزت مراحل الإدخال، والمقابلة، والتصحيح، لعدد 41 مجلداً. وبذا يصبح مجموع المجلدات التي تم العمل فيها في الموسوعات منذ إنشاء المجمع (1226) مجلداً.
ثانياً: في مجال الحاسب الآلي:
مرحلة التصميم والتنفيذ: تم إنجاز عدد من الأعمال، منها:
1- برنامج الاستعلام اللفظي تحت النوافذ 95.
2- إنشاء برنامج الطباعة للأحاديث المعروضة في نظام الاستعلام اللفظي.
3- إنشاء برنامج طباعة لأطراف الحديث المستخرجة بواسطة الاستعلام اللفظي.
4- إنشاء قاعدة بيانات لأطراف الحديث، وإنشاء برنامج للبحث اللفظي الحرّ.
5- إنشاء برنامج للبحث عن الأحاديث ذات الرقم العام الواحد.
6- برنامج التمييز الآلي المساعد في تمييز الرواة.
7- برنامج إدخال الآية والسورة إلى قواعد بيانات التقسيم الموضوعي.
مرحلة اختبار البرامج:
تم الانتهاء من اختبار البرامج من 1-5.
تم تعديل عدد من البرامج؛ للتوافق مع متطلبات الموسوعات المتجددة.
تم التوثيق الأولي لبرامج موسوعة السيرة والتقسيم الموضوعي، وتم تحديد النواقص لهذه التوثيقات.
ثالثاً: قسم الدراسة والتحقيق:
كتاب " إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف الكتب العشرة " ، لأحمد بن حجر العسقلاني: ويصل إلى ثمانية عشر مجلداً، طبعت منه الأجزاء (1-17) ، وبقية الأجزاء تحت المراجعة.
طبْع كتاب " الأحاديث الواردة في فضائل المدينة " ، للدكتور صالح بن حامد الرفاعي في مجلد واحد.
طبْع كتاب " بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث " لعلي بن سليمان الهيثمي، في مجلدين.
طبْع كتاب " المستشرقون والسيرة النبوية " (العهد المكي) للدكتور محمد مهر علي، في مجلدين.
كتاب " لسان الميزان " لشمس الدين محمد بن أحمد الذهبي: ويجري تقويم الأجزاء (1 ، 3 ، 4 ، 5 ، 6 ) أمــا الجـزآن (2 ، 7) فتحت التحقيق.
سنن أبي داود: ويجري تقويم الجزأين (3 ، 4) وتحقيق الجـزأين (1 ، 2) .
وتحت التحقيق حالياً: سنن النسائي، وسنن ابن ماجه.
تدريب العاملين في المجمع وتأهيلهم
التدريب عملية مستمرة تستهدف الفرد والعمل الذي يقوم به، لإحداث تغيرات سلوكية وفنية، لمقابلة احتياجات محددة حالية أو مستقبلة، للفرد أو للعمل، أو المجتمع الذي يستفيد من المنتج النهائي للمجمع.
ونظراً لما للتدريب من أهمية - حتى أصبح واحداً من السياسات اليومية للإدارة تطبقها على العاملين في مختلف المستويات التنظيمية - فقد كان موضع اهتمام المجمع. فأنشأ مركزاً للتدريب والتأهيل الفني يُعنى بالأمور التالية:
إجراء الدراسات النظرية والميدانية التي تؤدي إلى تجميع وترتيب المعلومات اللازمة لإعداد برامج التدريب.
تحديد برامج التدريب الواجب تنفيذها لرفع مستوى الأداء العملي سواء بكفاءات جديدة للوفاء باحتياجات العمل، أو بزيادة مهارات وقدرات الموظفين.
تقويم خطط التدريب في المراحل كافة.
معالجة نواحي القصور والانحرافات الناتجة عن تنفيذ خطط التدريب.
إعداد برنامج متكامل عن كل دورة تدريبية، وتنفيذه.
ويشمل التدريب في المجمع، تدريبًا على رأس العمل، وتدريبًا داخل المملكة في معاهد وكليات ومراكز تدريب متخصصة، وتدريبًا خارج المملكة في معاهد وكليات ومراكز تدريب متخصصة.
ويتوزع التدريب على الفنيين، ومساعدي الفنيين في مختلف التخصصات التي يحتاج إليها المجمع، وأهمها: الصيانة، والطباعة، والتجليد، والأعمال الأخرى المساندة.
ولا يقتصر التدريب في المجمع على منسوبيه فقط، بل يتعاون مع الجهات الأخرى في تدريب منسوبيها فيما ينظمه من دورات.
وبلغ عدد الدورات الفنية التي نظمها المركز منذ إنشائه في عام 1406هـ حتى عام 1420هـ إحدى عشرة دورة، وتتراوح مدة كل دورة من ستة شهور إلى اثني عشر شهراً، تخرج فيها 297، (مئتان وسبعة وتسعون) متدرباً التحقوا بخطوط الإنتاج المختلفة في المجمع.
الخاتمة
وبعد:
فقد كان القرآن الكريم موضع اهتمام المسلمين من أول يوم تنـزل فيه على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوعاه الصحابة وحفظوه، وكتبوه، وطبقوا ما فيه، وكان ما قام به أبوبكر الصديق بمشورة عمر رضي الله عنهما من جمع القرآن مما هو مكتوب أو محفوظ في عهده صلى الله عليه وسلم عملا عظيماً حُفظ به القرآن، وسار على نهجه عثمان بن عفان رضي الله عنه عندما جمع الناس على مصحف واحد ومنع الاختلاف بين المسلمين، وقد نال زيد بن ثابت رضي الله عنه شرف تحمل مسؤولية جمع القرآن في عهد أبي بكر، وكتابته في عهد عثمان.
وكان حرص المسلمين على تَعَلُّم الكتابة، وتطوير الخط مرتبطاً بحرصهم على قراءة القرآن الكريم وتدبره وحفظه، والعناية بكتابته ونشره.
وما قام به أبو الأسود الدؤلي وتلاميذه من بعده من نَقْطٍ للمصحف الشريف بتوجيه من زياد ابن أبيه والي الخليفة معاوية بن أبي سفيان على العراق عملٌ مفيدٌ حفظ القرآن الكريم من اللحن والتحريف، ومثل ذلك ما قام به نصر بن عاصم، ويحيى بن يَعْمَر بأمر من والي الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان على العراق الحجاج بن يوسف الثقفي، عندما كثر اللحن، وتفشَّت العجمة، فكان عملهما عظيماً حفظا به القرآن من العبث والتصحيف، عندما فرَّقا بين الحروف المتفقة رسماً والمختلفة نطقاً ، وهو ما يعرف بنقْط الإعجام.
ولم يكن المسلمون في العصر العباسي أقل اهتماماً بكتاب الله الكريم منهم في العصر الأموي، حيث قام إمام اللغة الخليل بن أحمد الفراهيدي وتلاميذه من بعده بتطوير نقْط الإعراب (الشكل) على هيئة تميزت بالوضوح، وسهولة الفهم.
ثم تفنن المسلمون في العصور اللاحقة في تجويد كتابة مصاحفهم وزخرفتها وتذهيبها والعناية بها، وفي كل عصر، بل وفي كل قطر برز خطاطون بلغوا الكمال في حسن الخط وتجويده، فجاؤوا بما يُبْهر من الخطوط المنسوبة، التي خلَّدت ذكرهم على مرّ العصور، وعلى رأس هؤلاء قُطْبة بن المحرِّر، وابن مقلة، وابن البواب، والمستعصمي.
لم يؤثر ظهور المطابع الحديثة في اهتمام المسلمين بجودة الخط، والتفنن في كتابة مصاحفهم، واستمروا على ذلك حتى وقتنا الحاضر، رغم ما يشهده من زخم في وسائل التقنية الحديثة التي تعنى بالكتابة وزخرفتها وتطويرها.
وفي أوربا كانت بداية معرفة المطابع الحديثة، وفي أوربا كانت بداية طباعة المصحف الشريف، إلا أنها طباعة رديئة ومحرفة، لم تلتزم بما أجمع عليه المسلمون في رسم مصاحفهم، فكان مصير تلك الطبعات العزوف عنها وإهمالها.
وعندما عرف المسلمون الأتراك المطابع الحديثة المصنوعة في الغرب أحجموا عن طباعة مصاحفهم فيها احتراماً وتقديساً لكتاب الله الكريم، حتى صدرت فتوى من علمائهم بجواز ذلك.
لم يلتزم المسلمون في بعض البلاد في العصور المتأخرة بقواعد الرسم العثماني في كتابة مصاحفهم، بل ساروا فيها على قواعد الرسم الإملائي الحديث، حتى كتب رضوان بن محمد المخلَّلاتي مصحفه الشهير ، وطبع في عام 1308هـ، فالتزم فيه بالقواعد التي أجمع عليها وارتضاها الصحابة والتابعون.
تنامى اهتمام المسلمين بكتابة المصحف الشريف وطباعته واستخدام وسائل الطبع الحديثة في بعض البلاد الإسلامية، والعمل على نشر القرآن الكريم بوسائل مختلفة، وكان أعظم عناية بالقرآن الكريم في الوقت الحاضر هو ما قامت به المملكة العربية السعودية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله.
وتجلت هذه العناية في مظاهر عديدة، في التربية والتعليم، وفي المناشط الإعلامية المتنوعة، وفي إقامة هيئات (جمعيات) تنتشر حلقها ومدارسها في كل قرية ومدينة، وفي رصد الجوائز السنية لمسابقات سنوية محلية ودولية، وتعد جائزة سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم للطلاب والطالبات على مستوى المملكة أحدث الروافد المباركة لهذا العمل الجليل.
ويمثل إنشاء مجمع لخدمة القرآن الكريم والسنة والسيرة النبوية المطهرة أعظم حدث يشهده العالم الإسلامي اليوم ، وهو الذي شيده وتعهده بالعناية والاهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله في مهبط الوحي ومنبع الرسالة (المدينة المنورة) عام 1405هـ/1984م فخُدم القرآن الكريم في هذا المجمع خدمة لا مثيل لها.
وبلغت العناية بسلامة نصه، والاهتمام بجمال طبعه وإخراجه حدًّا بعيداً نال التقدير والإعجاب، فحرص المسلمون في كل مكان على اقتناء مصحف المدينة النبوية، والقراءة فيه.
سدّ المجمع حاجة ماسة عند المسلمين لمصاحف متقنة سليمة في رسمها وضبطها من أي خطأ أو تحريف، سار في كتابتها على ما ارتضاه وأجمع عليه الصحابةُ والتابعون، وبلغ إنتاجه حتى عام 1421هـ أكثر من مائة وخمسة وستين مليون نسخة من مختلف الإصدارات، وزع منه على المسلمين في مختلف أنحاء العالم أكثر من مائة وواحد وعشرين مليون نسخة هدية من حكومة المملكة العربية السعودية إيماناً منها برسالتها، وإدراكاً لمسؤوليتها تجاه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وخدمة للدين ونشره في أرجاء الأرض.
لم تقتصر عناية المملكة العربية السعودية على طبع المصحف الشريف ونشره، بل امتدت إلى ترجمة معانيه إلى لغات العالم التي بلغت حتى عام 1421هـ اثنتين وثلاثين لغة ، وكذلك العناية بتفسيره وعلومه المختلفة والعناية بالسنة النبوية والسيرة النبوية المطهرة.
وتحظى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بشرف القيام على نصيب وافر من مظاهر العناية بالقرآن الكريم في المملكة العربية السعودية؛ كالإشراف على الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، والإشراف على المسابقات المحلية والدولية ومسابقة سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وسنام هذا الشرف هو قيامها وإشرافها على مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة.
http://center.jeddahbikers.com/download.php?img=406284 (http://center.jeddahbikers.com/)
تعود بداية طباعة المصحف الشريف في المملكة العربية السعودية إلى عام 1369هـ عندما ظهر المصحف المعروف بمصحف مكة المكرمة، الذي طبعته شركة مصحف مكة المكرمة.
http://center.jeddahbikers.com/download.php?img=406285 (http://center.jeddahbikers.com/)
ففي مقال للأستاذ عبدالقدوس الأنصاري في مجلة المنهل ، ذكر أن فكرة طباعة هذا المصحف كانت للأستاذ محمد سعيد عبدالمقصود عندما كان مديرًا لمطبعة أم القرى الحكومية، إلا أنه توفي قبل تحقيقها، ثم تبنى المشروع الأساتذة: محمد علي مغربي، وإبراهيم النوري، وعبدالله باحمدين ، وفي بيان إجمالي عن هذا المصحف في جريدة أم القرى ، ذكر أنه عندما نضجت فكرة طباعة مصحف مكة المكرمة، تكوَّنت شركة مساهمة محدودة سجلت رسميًا باسم ((شركة مصحف مكة المكرمة )) مؤلفة من: محمد سرور الصبان، وعبدالله باحمدين (المدير الرسمي للشركة)، وإبراهيم نوري (المراقب العام لأعمالها)، ومحمد علي مغربي (أمين الصندوق)، ومحمد لبنى، وكان رأس مالها مائتي ألف ريال سعودي .
اشترت الشركة مقرًا لها في مكة المكرمة، واشترت آلة طباعة حديثة من أمريكا، يمكن أن يطبع فيها المصحف الشريف بأحجام مختلفة، واتفقت مع مهندسين فنيين لتركيبها.
وتم الاتفاق مع الخطاط المعروف الأستاذ محمد طاهر الكردي في سنوات الحرب العالمية الثانية (1939-1945م) على كتابة المصحف على قواعد الرسم العثماني، وقام بذلك خير قيام، وعندما انتهى من كتابته صححته لجنة من علماء مكة: السيد أحمد حامد التيجي أستاذ علم القراءات بمدرسة الفلاح بمكة المكرمة، والشيخ عبدالظاهر أبو السمح إمام وخطيب المسجد الحرام، والسيد محمد أحمد شطا المعاون الثاني لمدير المعارف بمكة، والسيد إبراهيم سليمان النوري المفتش بمديرية المعارف بمكة، ثم أرسل إلى مشيخة الأزهر فوافقت على التصحيح، وكان شيخ القرّاء والمقارئ المصرية الشيخ محمد علي الضَّباع ممن صححه ووضع خاتمه الرسمي عليه .
وبعد خمس سنوات استغرقها العمل بين الكتابة والتصحيح تم الانتهاء من هذا المصحف في عام 1367هـ، وبدأ طبعه بالحجم الكبير ابتداءً من ليلة الجمعة الموافق 17 من شهر ذي القعدة عام 1368هـ، وانتهى في 7 من شهر ربيع الأول عام 1369هـ، ثم بدئ في طبع الحجم الصغير، وبقية الأحجام . ووصفت جريدة أم القرى هذا المصحف بما يلي:
1. أن ابتداء كل صفحة أول آية، كما أن نهاية كل صفحة آخر آية.
2. أن ابتداء كل جزء في أول صفحة، كما أن انتهاء كل جزء في آخر صفحة.
3. أن كل جزء عشرون صفحة ما عدا جزء عمّ.
4. أن علامات الأحزاب وأنصافها وأرباعها قوسية هلالية.
5. أن علامات السجدات رسم الكعبة.
6. أن النقوش التي حول الفاتحة في الصفحة الأولى، وحول أوائل البقرة في الصفحة الثانية مركبة من كلمة مكة بالأحرف الكوفية.
7. وضع بعد نهاية المصحف في آخره دعاء جامع يتلى عند ختم القرآن، وهو مختار من الأدعية المأثورة.
وكان صدى ظهور هذا المصحف واسعًا في داخل المملكة وخارجها، وكانت فرحة الملك عبدالعزيز رحمه الله بظهوره كبيرة، وقدم للقائمين عليه دعمًا ماديًا ومعنويًا سخيًا، وكذلك أصحاب السمو الأمراء والمعالي الوزراء وكبار موظفي الدولة ، كما لاقى استحسان المسلمين في خارج المملكة وثناءهم ، وأشادت به الصحف الصادرة في بعض تلك البلاد .
وبعد ثلاثين عامًا من ظهور مصحف مكة، ظهر مصحف آخر في مدينة جدة، وذلك في عام 1399هـ، بمطابع الروضة، بعد مراجعته والموافقة عليه من الجهة المخولة بذلك في المملكة العربية السعودية، وأشرف على هذه الطبعة عدد من القائمين على المطبعة وعلى رأسهم: الأستاذ عبدالله باعكضه مدير عام مطابع الروضة، وزميلاه: محمد طرموم، ومحمد بلجون .
وفي شهر المحرم من عام 1405هـ (1984م) أُعلن عن افتتاح أعظم وأكبر مطبعة في العالم تقوم على خدمة القرآن الكريم في المدينة المنورة، وهو أول عمل حكومي رسمي لطباعة القرآن الكريم، وفتح عظيم نفع الله به ملايين المسلمين في مختلف بقاع الأرض.
وقبل الحديث عن هذه المنشأة، نتعرف على عناية هذه الدولة بالقرآن الكريم، منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله.
عناية المملكة العربية السعودية بالقرآن الكريم
القرآن الكريم منهج حياة، ونظام حكم، ومصدر استلهام، قامت به، ونهضت وتفوقت بهديه، فمنذ أن تفتحت عينا الملك عبدالعزيز على الحياة، كان الدرس الأول الذي وعاه في صباه هو القرآن، تلاوة وتدبرًا وحفظًا، وظل ملازمًا له طوال حياته في عسره ويسره، وفرحه وحزنه، وسفره وإقامته، وحربه وسلمه، يبدأ يومه بالقرآن، ويختمه بالقرآن، لم تـُضْعِف صلته به أُبهة ملك، ولا عظم سلطان، بل كان كلما اتسع ملكه، وقوي سلطانه تَرْقَى وتَقْوى صلته بالقرآن، طالما سكب العبرات وهو يتلوه تلاوة الخاشع المتبتل المتدبر، خوفًا من الله، ورجاء في ثوابه.
ربّى أبناءه على حب القرآن والتمسك به، وتعهده بالتلاوة والحفظ، وقد كان يومًا عظيمًا ذلك الذي يختم فيه أحد أبنائه قراءة القرآن، يحتفي به احتفاء عظيمًا.
ففي صباح يوم السبت 4 من رجب عام 1353هـ احتفل في الرياض بختم قراءة القرآن لصاحب السمو الملكي الأمير مشعل، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان .
وفي يوم الثلاثاء 14 من رجب عام 1358هـ أقيم احتفال في مدرسة الأمراء بختم صاحب السمو الملكي الأمير متعب لقراءة القرآن، وقد قرأ في الحفل آخر جزء بقي عليه، وألقى خطبة بهذه المناسبة، كما خطب أيضًا في الحفل أصحاب السمو الملكي الأمراء: عبدالمحسن، ومشعل، وسلطان .
وفي يوم الاثنين 19 من رمضان عام 1359هـ، احتفلت مدرسة الأمراء بختم الأمير محمد بن أحمد بن الإمام عبدالرحمن تلاوة القرآن الكريم .
وفي صباح يوم الاثنين 14 من رجب عام 1361هـ، احتفلت مدرسة الأمراء بختم صاحب السمو الملكي الأمير بدر لقراءة القرآن الكريم، ورعى الحفل ولي العهد -في ذلك الوقت- صاحب السمو الملكي الأمير سعود، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير ناصر -أمير الرياض في ذلك الوقت- وكان حفلا مهيبًا عبرت فيه الأسرة الكريمة عن غبطتها وسرورها، وألقى عدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء خطبًا بليغة بهذه المناسبة منهم الأمراء: مساعد، وعبدالمحسن، ومشعل، وسلطان من طلاب السنة الثقافية، والأمراء: عبدالرحمن، ومتعب، وطلال، ومشاري من طلاب السنة الثانية الابتدائية، والأمير تركي من طلاب السنة الأولى الابتدائية، والأمير نواف، ونايف من طلاب السنة الثانية التحضيرية، والأمير فهد بن محمد بن عبدالعزيز من طلاب السنة الثانية الابتدائية .
وفي صباح الأحد 12 من شعبان عام 1364هـ احتفلت مدرسة الأمراء بختم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان قراءة القرآن الكريم، وحضر الحفل ولي العهد، الأمير سعود، وتلا الأمير سلمان في هذا الحفل آخر حزب بقي عليه من القرآن، ثم تلا صاحب السمو الملكي الأمير تركي شيئًا من دعاء ختم القرآن، ثم تقدم للخطابة أصحاب السمو الملكي الأمراء: عبدالرحمن، ومتعب، وطلال، ومشاري، وبدر، وتركي، ونايف، معبرين عن سعادتهم بختم أخيهم لتلاوة القرآن الكريم .
وفي صباح الخميس 17 من شوال عام 1365هـ أقامت مدرسة الأبناء حفلا بمناسبة ختم صاحب السمو الملكي الأمير فواز لتلاوة القرآن الكريم، وحضر الحفل ولي العهد الأمير سعود، وخطب فيه أصحاب السمو الملكي الأمراء: بدر، وتركي، ونواف، ونايف، وسلمان، وسعود بن ناصر بن عبدالعزير .
أصبح الاحتفال بختم القرآن الكريم، تلاوة وحفظًا عادة حسنة سار عليها الناس في هذه البلاد الطيبة، سواء على المستوى الرسمي من خلال الجمعيات والمؤسسات القائمة على تعليم القرآن الكريم، أو على المستوى الفردي، وكثيرًا ما يحضر هذه الاحتفالات الأمراء، والوزراء، وكبار الوجهاء، وكبار الموظفين، وعامة الناس.
لقد تجلت عناية المملكة العربية السعودية بالقرآن الكريم في مظاهر عديدة أخرى:
1. ففي مجال التعليم للبنين والبنات قامت الأسس التي بني عليها على الإيمان بالله ربًا وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا ورسولا والتصور الإسلامي الكامل للكون والحياة، وأن الوجود كله خاضع لما سنَّه الله تعالى؛ ليقوم كل مخلوق بوظيفته دون خلل، أو اضطراب، وتوجيه العلوم والمعارف بمختلف أنواعها وموادها- منهجًا وتأليفًا وتدريسًا وجهة إسلامية في معالجة قضاياها، والحكم على نظرياتها وطرق استثمارها حتى تكون منبثقة من الإسلام، متناسقة مع التفكير الإسلامي السديد .
فبالإضافة إلى الاهتمام بالقرآن الكريم (تلاوة وحفظًا وتفسيرًا) في مراحل التعليم المختلفة، أقيمت مدارس خاصة بتحفيظ القرآن الكريم ابتدائية ومتوسطة وثانوية، بل وكليات وأقسام متخصصة في بعض الجامعات، بالجامعة الإسلامية بالمدينة، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، وجامعة أم القرى بمكة المكرمة.
2.
وفي المجال الإعلامي هناك ندوات ودروس ومحاضرات تبث عبر الإذاعة والتلفاز عن القرآن وتلاوته وتفسيره والعلوم المتعلقة به، إضافة إلى إنشاء إذاعة خاصة بالقرآن الكريم في مكة المكرمة عام 1392هـ/1972م وفي العام نفسه أنشئت إذاعة أخرى بالرياض، ودمجتا في إذاعة واحدة في غرة المحرم عام 1413هـ الموافق 18/10/1993م، سميت إذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية بالرياض، وفُتحت فروع لها في مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وجدة .
وتقوم هذه الإذاعة بإذاعة آيات مجوَّدة ومرتلة، وتقديم أحاديث وبرامج مستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة .
ويستمر بثها يوميًا على مدار الساعة ، من ذلك 75% لتلاوات قرآنية، والباقي لعلوم القرآن والسنة النبوية، ويشمل بثها العالم العربي، وشرق آسيا وجنوبها ووسطها وشمال ووسط إفريقيا .
3. ومن مظاهر العناية بالقرآن الكريم إنشاء ستة عشر جمعية خيرية لتحفيظ القرآن الكريم، منتشرة في أنحاء المملكة، تشرف عليها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تتلخص أهدافها في:
1. تعليم القرآن الكريم لأبناء المسلمين تلاوة وتجويدًا وتفسيرًا.
2. تحفيظ القرآن الكريم للناشئة.
3. إعداد المدرسين الأكفاء لتعليم القرآن الكريم وتحفيظه.
4. تهيئة قراء وحفظة لإمامة المصلين في الصلاة.
5. تهذيب أخلاق الناشئة بما يتعلمونه من كتاب ربهم.
6. إحياء جانب مهم من جوانب رسالة المسجد.
وفي إحصائية للفصل الدراسي الأول لعام 1419هـ / 1420 بلغ مجموع الطلبة والطالبات في هذه الجمعيات (272.219) طالب وطالبة، ومجموع الحِلق والفصول (10.787) حلقة وفصلا ومجموع المعلمين والمعلمات (9.290) معلما ومعلمة .
4. ومن مظاهر العناية بالقرآن الكريم تنظيم المسابقات في تلاوة القرآن الكريم وحفظه وتفسيره ، ليس على مستوى المملكة بل وعلى مستوى العالم، وتمَّ تكوين أمانة عامة للإشراف على المسابقتين عام 1399هـ، وهي تتبع حاليًا وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد.
وتجرى المسابقة المحلية في الرياض في كل عام في خمسة فروع هي: الفرع الأول، حفظ القرآن الكريم كاملا مع التجويد والترتيل، وتفسير جزء من القرآن يحدد كل عام، والفرع الثاني حفظ القرآن الكريم كاملا مع التلاوة والتجويد، والفرع الثالث حفظ عشرين جزءًا مع التلاوة والتجويد، والفرع الرابع حفظ عشرة أجزاء مع التلاوة والتجويد، والفرع الخامس حفظ خمسة أجزاء مع حسن الصوت والتلاوة. وقد بلغ عدد المشاركين في المسابقات المحلية حتى عام 1418 هـ (1412) متسابقًا .
أما المسابقة الدولية فيعود إنشاؤها إلى صدور الأمر الكريم ذي الرقم (25281) المؤرخ في 12/11/1398هـ، على أن تقام كل عام في مكة المكرمة في خمسة فروع كالمسابقة المحلية، وتشرف عليها لجنة تحكيم دولية. وبلغ عدد المشاركين في هذه المسابقة حتى عام 1419هـ (3135) متسابقًا من مختلف أنحاء العالم .
وفي شوال من عام 1418هـ أعلن عن جائزة كبرى لحفظ القرآن الكريم هي جائزة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز تقام في الرياض في كل عام، وتشرف عليها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وبلغ مجموع جوائزها حوالي مليون وخمسمائة ألف ريال سعودي يدفعها سموه الكريم من حسابه الخاص؛ رعاية للقرآن وتشجيعًا على حفظه وحسن تلاوته وهي موزعة على النحو التالي:
الفرع الفائز الأول الفائز الثاني الفائز الثالث
الأول 70.000 68.000 66.000
الثاني 50.000 48.000 46.000
الثالث 40.000 38.000 36.000
الرابع 30.000 28.000 26.000
الخامس 20.000 18.000 16.000
ومثل ذلك للفائزات من الطالبات، إضافة إلى نفقات نثرية تصل إلى ألفي ريال لكل متسابق أو متسابقة.
5. ومن مظاهر العناية بالقرآن الكريم طباعته بطريقة برايل، إذ تتراوح نسبة عدد المكفوفين في العالم ما بين 1-3%، منهم خمسة وعشرون مليونًا تقريبًا من المسلمين، وفي المملكة العربية السعودية حسب المسح الذي قامت به وزارة المعارف عام 1401هـ عشرون ألف كفيف.
وأصبحت هذه الفئة من العالم الإسلامي هدفًا للمنصرين، وأصحاب الأهواء المنحرفة، فوجَّهت لهم برامجها، ودرَّبتهم على مهارات ومهن متنوعة، وحرصت على تخريجهم معاول هدم ضد الإسلام والمسلمين مستغلة ما يتمتع به بعضهم من ذكاء وفطنة.
والاهتمام والعناية بهذه الفئة في البلاد والمنظمات والهيئات غير الإسلامية يقابله فتور وغياب في البلاد والهيئات الإسلامية.
ففي بريطانيا (مثلا) تصدر أكثر من أربعمائة صحيفة ما بين لمسية وسمعية موجهة للمكفوفين، وفي أمريكا ستة آلاف صحيفة لمسية، وفي بعض الدول الشيوعية السابقة تصدر أكثر من تسعين ألف صحيفة لمسية، بينما لا يوجد في العالم العربي والإسلامي سوى خمس مجلات لمسية، ربما توقف بعضها لأسباب فنية ومالية.
بذلت جهود في كل من: مصر، والأردن، وتونس لطبع القرآن الكريم بطريقة برايل، إلا أنها لا تُوَفِّي حاجة المكفوفين، وبخاصة أن بعض هذه الدول توقف عملها في ذلك؛ لأسباب خارجة عن إرادتها .
وفي المملكة العربية السعودية تتولى وزارة المعارف، ممثلة في الأمانة العامة للتربية الخاصة العناية بهذا المشروع، بدعم سخي من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، وهي تبذل جهودًا طيبة حاليًا لتلبية حاجة المكفوفين من المصاحف المطبوعة بطريقة برايل وغيرها من المطبوعات النافعة والمفيدة.
6. ومن مظاهر العناية بالقرآن الكريم ترجمة معانيه إلى اللغات المختلفة، فقد تبرع الملك فيصل رحمه الله بطبع ترجمة معاني القرآن الكريم إلى لغة اليوربا التي يتحدث بها أكثر من سبعة عشر مليونًا في إفريقيا، وقد طبع خمسة وعشرون ألف نسخة من هذه الترجمة على نفقته الخاصة .
وجاء في مجلة "المنهل" أن إحدى الصحف العربية نشرت ما يلي: ((تم توزيع معاني القرآن الكريم التي طبعت على نفقة جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز المفدى، خادم الحرمين الشريفين بمختلف اللغات، وذلك على جميع المراكز والمؤسسات والمكاتب التابعة لرابطة العالم الإسلامي، وكذلك تم توزيعها على مراكز الدعاة التابعين للرابطة)).
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
تتجلى أروع مظاهر العناية بالقرآن الكريم التي قامت بها المملكة العربية السعودية في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة.
فعندما كثرت الطبعات التجارية وغيرها للمصحف الشريف، والتي لم تَحْظَ بالعناية الكافية من التدقيق والضبط وحسن الطباعة والإخراج، وفَّق الله ولاة الأمر في هذه البلاد لإنشاء مجمع لطباعة المصحف الشريف، وزوّد بأرقى التجهيزات الطباعية الحديثة، وأمهر الفنيـين المختصين في مجال الطباعة.
ووقع الاختيار على مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم، لتكون مقرًّا لهذه المنشأة العظيمة؛ لمكانتها في نفوس المسلمين، ولأنها عاصمة الإسلام الأولى التي تنـزل فيها الوحي على خير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، وشع منها نور القرآن فأضاء أنحاء المعمورة.
واتفق على تسمية المصحف الذي يتم طبعه في هذا المجمع بمصحف المدينة النبوية؛ تيمنًا بهذه البقعة المباركة.
ففي السادس عشر من شهر المحرم عام 1403هـ، تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز بوضع حجر الأساس لهذا المشروع العملاق، وقال عند وضع حجر الأساس: ((بسم الله الرحمن الرحيم، وعلى بركة الله العلي القدير، إننا نرجو أن يكون هذا المشروع خيرًا وبركة لخدمة القرآن الكريم أولا والإسلام والمسلمين ثانيًا، راجيًا من الله العلي القدير العون والتوفيق في أمورنا الدينية والدنيوية، وأن يوفق هذا المشروع الكبير لخدمة ما أنشئ من أجله، وهو القرآن الكريم، لينتفع به المسلمون، وليتدبروا معانيه )).
وفي السادس من شهر صفر عام 1405هـ، الموافق 30 أكتوبر 1984 كان حدثًا عظيمًا أثلج صدور المسلمين عندما أزاح خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز الستار إيذانًا بتشغيل المجمع، بعد أن اكتمل بناؤه وتجهيزاته الفنية والبشرية، وسطر في سجل المجمع الكلمات التالية: ((لقد كنت قبل سنتين في هذا المكان لوضع حجر الأساس لهذا المشروع العظيم، وفي هذه المدينة التي كانت أعظم مدينة فرح أهلها بقدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا خير عون له في شدائد الأمور، وانطلقت منها الدعوة، دعوة الخير والبركة للعالم أجمع. وفي هذا اليوم أجد أن ما كان حلمًا يتحقق على أفضل مستوى، ولذلك يجب على كل مواطن في المملكة العربية السعودية أن يشكر الله على هذه النعمة الكبرى، وأرجو أن يوفقني الله أن أقوم بخدمة ديني ثم وطني، وجميع المسلمين، وأرجو من الله التوفيق )).
يقع المجمع في الشمال الغربي من المدينة المنورة على طريق تبوك، على مساحة تقدر بمئتين وخمسين ألف متر مربع، وهو عبارة عن وحدة عمرانية متكاملة في مرافقها المختلفة، حيث يضم مسجدًا، ومبنى للإدارة، وساحة كبيرة للطباعة، ومستودعات للمواد الأولية، ومستودعات للإنتاج التام، ومجموعة من الوحدات السكنية للموظفين غير المتزوجين، ومجموعة من الفلل السكنية لكبار الموظفين، ومركزًا للتسوق، ومطاعم، وملاعب رياضية، ومكاتب بريد ومستوصفًا وغير ذلك من المرافق.
أما أهم أهدافه فهي:
1. طباعة المصحف الشريف بالروايات المشهورة في العالم الإسلامي.
2. ترجمة وطباعة معاني وتفسير القرآن الكريم إلى أهم وأوسع اللغات انتشارًا.
3. تسجيل تلاوة القرآن الكريم بأصوات مشاهير القراء.
4. إجراء البحوث والدراسات المتعلقة بالقرآن الكريم، والسنة والسيرة النبوية المطهرة.
5. نشر إصدارات المجمع على الشبكات العالمية.
6. تلبية حاجة المسلمين في الداخل والخارج من إصداراته المختلفة.
طُبع المصحف الشريف في المجمع برواية حفص عن عاصم، وهي الرواية التي يُقرأ بها في معظم بلاد العالم الإسلامي، وكتب هذا المصحف على قواعد الرسم العثماني، وضُبط على ما قرره علماء الضبط مع الأخذ بعلامات الخليل بن أحمد وأتباعه من المشارقة، وعدد آياته 6236 آية وفقًا للعدد الكوفي، ومجموع صفحات 604 صفحة تنتهي كل صفحة بآية، وطبع بأحجام مختلفة هي: الجيب، والثمن، والربع، والعادي 75جم، والعادي 45جم، والممتاز، والجوامعي العادي 75جم والجوامعي العادي 45جم، والجوامعي الخاص، والجوامعي الفاخر، والملكي الفاخر، إضافة إلى طبعه مجزأ: جزء عم، وجزء تبارك، وجزء قد سمع، والعشر الأخير، وربع ياسين، ومصحف بكامله مجزأ على ستة أقسام.
كما طُبع برواية ورش عن نافع المدني، وهي الرواية التي يُقرأ بها في معظم دول المغرب العربي (المغرب، والجزائر، وتونس، وموريتانيا) إضافة إلى السنغال، وتشاد، ونيجيريا، وكتب هذا المصحف بالخط المشرقي على حسب قواعد الرسم العثماني، وضُبط بالضبط المغربي، وعدد آياته 6214 آية وفقًا لعدد المدني الأخير، ومجموع صفحاته 559 صفحة. وطبع بالحجم العادي 75جم، والجوامعي الخاص.
كما طبع برواية الدوري عن أبي عمرو البصري، وكتب بالخط المشرقي على حسب قواعد الرسم العثماني، وضبط على ما قرره علماء الضبط مع الأخذ بعلامات الخليل بن أحمد وأتباعه من المشارقة، ما عدا بعضًا يسيرًا، فقد روعي في ضبطه مذهب أكثر المغاربة، وما جرى العمل به في السودان. وعدد آياته 6214 آية وفقًا للعدد المدني الأول، ومجموع صفحاته 521 صفحة، ولا تنتهي صفحاته بآية، وطبع بالحجم العادي 75جم.
كما طبع مصحف نسخ تعليق برواية حفص عن عاصم، على حسب قواعد الرسم والضبط المتعارف عليها في باكستان وما جاورها، وعدد آياته 6236 آية وفقًا للعدد الكوفي، وعدد صفحاته 611 صفحة، وطبع بالحجم العادي 75جم.
أما المصاحف المخطوطة والمعدَّة للطبع فهي:
مصحف برواية حفص عن عاصم لا تنتهي صفحاته بآية، وفق قواعد الرسم العثماني، وضبط على ما قرره علماء الضبط، مع الأخذ بعلامات الخليل بن أحمد وأتباعه من المشارقة، وعدد آياته 6236 آية وفقًا للعدد الكوفي، ومجموع صفحاته 521 صفحة.
مصحف برواية حفص عن عاصم تنتهي صفحاته بآية وفق قواعد الرسم العثماني، وضبط على ما قرره علماء الضبط، مع الأخذ بعلامات الخليل بن أحمد وأتباعه من المشارقة، وعدد آياته 6236 آية وفقًا للعدد الكوفي، ومجموع صفحاته 604 صفحة.
مصحف برواية قالون عن نافع المدني، والعمل جارٍ لإعداد هذا المصحف.
أسلوب العمل في كتابة مصاحف المجمع وطبعها
تكتب مصاحف المجمع بيد خطاط متمرس، مشهود له بالتفوق في كتابة المصاحف، هو الخطاط عثمان طه. وتشرف على كتابة المصاحف وطبعها لجنة علمية مختارة بعناية من المختصين في علوم التجويد، والقراءات، والرسم، والضبط، وعدِّ الآي، والوقوف، والتفسير، والفقه، واللغة، والنحو والصرف، وهي حالياً مكونة برئاسة فضيلة الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي وعضوية أصحاب الفضيلة: عبدالرافع رضوان علي، وعبدالحكيم عبدالسلام خاطر، ومحمد الأمين ولد أيدا عبدالقادر، ومحمد الإغاثة ولد الشيخ، ومحمد عبدالرحمن أطول العمر، ومحمد عبدالله زين العابدين، ويوسف محمد شفيع عبدالرحيم، ومحمد تميم الزعبي.
تسير اللجنة في عملها وفق خطة دقيقة، وتراجع العمل خطوة خطوة، فكل عضو فيها يطالع نسخة من أصل المصحف المخطوط على انفراد، ويقرؤها ويدقق فيها آية آية، وكلمة كلمة، وحرفاً حرفاً، وحركة حركة، إضافة إلى المصطلحات والرموز، مستعيناً في ذلك بآلة تكبير حسب الحاجة، ويدوِّن ما يقف عليه من ملحوظات في بيان معدّ لذلك، ويوقع عليه باسمه، ثم تجتمع اللجنة لمناقشة ما دوِّن في البيانات، وتصاغ الملحوظات في بيان واحد بعد حذف المكرر، ثم يجتمع أعضاء اللجنة لمناقشة هذا البيان بكل جزئياته، فما أُجمع عليه يوقع من الجميع، ويعتمد عليه في تصحيح الأصل، الذي يعاد مرة أخرى للجنة ، وتتبع الأسلوب نفسه حتى تطمئن اللجنة على سلامة ما كُتب. ثم تأذن اللجنة بالبدء بالتحضير للطباعة ((المونتاج ))، وتقوم بمراجعة العمل في هذه المرحلة بدقة متناهية، حتى تطمئن على سلامة التحضير للطباعة النهائية للمصحف الشريف.
وتتلخص الضوابط التي تسير عليها اللجنة في مراجعتها للمصحف الشريف فيما يلي:
1 - اشتراط الإجماع في كل خطوة، والمصادر الأساسية من كتب المتقدمين وكتب المتأخرين هي المرجع في حسم أي خلاف.
2 - التمسك بالحجة إن ظهرت، وإسقاط ما عداها، والحجة مبنية على الرواية وكلام الأئمة المتقدمين، ولا دخل للرأي والاستحسان فيها.
3 - اتباع قواعد الرسم العثماني، الذي حظي بإجماع الصحابة والتابعين.
4 - تجريد المصحف مما عدا القرآن الكريم لقوله صلى الله عليه وسلم كما جاء في صحيح مســـلم: ((لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القرآن فَلْـيَمْحُه )) وذلك خشية اختلاط نص القرآن بغيره والتباس ذلك على الناس، مما قد يكون مدخلا وسبباً للتحريف والزيادة، متأسية في ذلك بما سار عليه الصحابة رضي الله عنهم في تجريد المصاحف العثمانية مما سوى القرآن الكريم، مما لم يحظ بالتواتر والقطع واليقين كترقيم السور، وعدد آياتها وبيان المكي والمدني منها، مما هو داخل في نطاق النص القرآني، حيث يمكن تفصيل الأقوال فيه وبيان الراجح من المرجوح في كتب التفسير، وعلوم القرآن الكريم.
5 - أما أسماء السور، ورموز الوقوف، والنقْط والشكل، فقد دعت الحاجة إلى إثباتها؛ لالتصاقها بالنص القرآني. أما ما هو خارج نطاق النص القرآني في حواشي الصفحات، كاسم السورة، ورقم الجزء، أو في جانب الصفحات، كرموز الأجزاء، والأحزاب، والأرباع، والأعشار، والأخماس، ورموز السجدات والسكتات، فلقلّة المحذور فيها؛ لبعدها عن مجال النص القرآني أثبتت بإخراج طباعي يختلف عن النص القرآني.
لا تنتهي المراجعة والتصحيح عند هذا الحد، بل تمرّ بعد ذلك بخطوات دقيقة وفق أنظمة ومعايير معدَّة بعناية وإحكام، من أجل المحافظة على سلامة النص القرآني من أي خطأ، وحسن الإخراج الطباعي، وأنشئت من أجل ذلك إدارة من أهم إدارات المجمع هي ((إدارة مراقبة الإنتاج ))، تضم:
(أ) مراقبة النص.
(ب) المراقبة النوعية للإنتاج.
(ج) المراقبة النهائية للإنتاج.
(أ) قسم مراقبة النص، وفيه ما يصل إلى ثلاثين مراقباً من المختصين في الرسم، والضبط، وعد الآي، والوقوف، ومن الحافظين المتقنين لكتاب الله تعالى بالروايات المختلفة.
ويبدأ عمل هذا القسم مع أول خطوة من خطوات الطباعة، ويتوزع في ثلاثة أقسام:
1 - قسم مراقبة التجهيز؛ ومهامه التأكد من سلامة تركيب الصور (المونتاج)، وسلامة عمل الألواح الطباعية (البليتات) من خلال مراقبة التجارب الابتدائية للطباعة (الأوزليد).
2 -
قسم مراقبة النص الابتدائية، ويقوم المختصون في هذا القسم بمراقبة ملزمة خلال ربع الساعة الأولى من بدء الطباعة، ثم مراقبة ملزمة كل ساعة، فإذا لُحظ أي خطأ؛ كضعف في الحرف، أو في شكله، أو في نقْطه، أو قطعٍ في الحرف، والشكل والنقْط، أوقفت آلة الطباعة فوراً حتى يتم تصحيح ذلك الخطأ.
ويوقِّع جميع العاملين في هذا القسم على كل ملزمة تتم مراجعتها، وتحفظ في المكان المخصص لها حيث يمكن الرجوع إليها عند الحاجة، كما تُسجل أي ملحوظة تكتشف في سجلات خاصة بذلك.
3 - قسم مراقبة النص النهائية: ويقوم بمراجعة الملازم مراجعة نهائية بعد طبعها، وبعد مراجعتها من قسم المراقبة الابتدائية، وبالأسلوب نفسه الذي يسير عليه القسم السابق، وتحفظ الملازم التي تتم مراجعتها، بعد التوقيع عليها من أعضاء اللجنة للرجوع إليها عند الحاجة.
(ب) أما قسم المراقبة النوعية للإنتاج، فهو المسؤول عن مراقبة العمل على خطوط الإنتاج، وتحديد الأخطاء، وما يمكن إصلاحه، وما يجب إتلافه، ويتفرع العمل في هذا القسم إلى ما يلي:
1 - قسم المراقبة النوعية على المواد: للتأكد من مطابقة المواد الأولية للمواصفات المحدَّدة، بإجراء الاختبارات والفحوصات الميدانية والمخبرية، والتأكد من سلامة تخزين المواد الأولية في مستودعات المجمع حسب الأساليب الصحيحة للتخزين، والتأكد من توافر أنظمة سلامة التعامل مع المواد الأولية وشبه المصنعة، والمصنعة على مختلف مراحل الإنتاج، والتأكد من توافر الظروف المناخية الملائمة، كدرجة الحرارة والرطوبة ونوعية الماء، إضافة إلى متابعة تسليم المواد الأولية لمراحل الإنتاج المختلفة.
2 - قسم المراقبة النوعية على أعمال التحضير والتصوير، وألواح الطباعة، ويقوم بمراقبة هذه الأعمال حتى تبدأ مرحلة الطباعة.
3 - قسم المراقبة النوعية للإنتاج، وتبدأ مهمة هذا القسم مع بدء أعمال الطباعة؛ للتأكد من سلامة المواد الأولية الداخلة في تصنيع العمل الطباعي وجودتها، وبخاصة الورق والأحبار، ومطابقتها للمواصفات والمعايير المطلوبة وفق ما يلي:
الحد المسموح به النقاط الفنية التي يجب التأكد منها على آلة الطباعة وإنتاجها م
0.00 يجب أن تكون المسافات بين حدود المساحة المطبوعة وأطراف الصفحة متماشية مع المواصفات الفنية ووفقاً لما تم تحديده، وأي زيادة أو نقص في هذه المسافات غير مقبولة. 1
mm 0.0 mm 02.0- عدم ضبط الألوان 2
لا يسمح به الخطأ في تسلسل الصفحات 3
لا يسمح به عدم مطابقة المادة المطبوعة للأصل (كسلامة النص ووجود كل الإشارات الموجودة على الصفحات المطلوب طباعتها). 4
+ أو - 5% عدم مطابقة المادة المطبوعة للعينة المعتمدة (كاللون وكثافة الحبر) 5
+ أو - 5% تطابق درجة الانعكاس للورق المستعمل في الطباعة مع ما تم الموافقة عليه. 6
لا يسمح بها الطباعة المزدوجة (Doubling) 7
لا يسمح به التمشيح الحبري على الصفحات 8
لا يسمح به حذف أجزاء من الحروف والنقاط المطبوعة 9
لا يسمح به عيوب في النظافة العامة (نقاط حبر، زيت.) على النص وداخل الصفحات 10
لا يسمح به عيوب في الورق 11
لا يسمح بها عيوب في الطباعة ناتجة عن تنظيف الوسيط المطاطي (Blanket) 12
1 ملم الطي (في حالة آلات الطباعة الشريطية) وعدم ضبطه حسب علامات الطي الموجودة على الملزمة، أو عدم تطابق الإطارات 13
لا يسمح به التكسير الورقي 14
لا يسمح به التمزيق الورقي أو التخريم 15
لا يسمح بها الرطوبة الزائدة على الورق أثناء الطباعة 16
لا يسمح به المشح الحبري من ناقل الملازم أو آلة التربيط 17
4 - قسم المراقبة النوعية على التجليد؛ لمراقبة طرق التصنيع، وفحص عينات من إنتاج كل مرحلة للتأكد من اتباع الشروط والمعايير المقررة، وخلو الإنتاج في كل مرحلة مما يؤثر في المرحلة اللاحقة من عيوب، أو في مستوى جودة الإنتاج النهائي، وذلك ابتداءً من طي صحائف الطباعة الورقية، أو تجميع الملازم بالنسبة للطباعة الشريطية، وانتهاءً بالتجليد، وفق المواصفات والمعايير الفنية التالية:
الحد المسموح به النقاط الفنية التي يجب التأكد منها في التجليد النهائي (غلاف مقوى) م
كل ما يظهر من عيوب في الطباعة أو غيرها وصلت إلى قسم التجليد يتم إيقافها قبل البدء بعملية التجليد
لا يسمح به غراء زائد لأكثر من 2 ملم في منطقة التصاق القميص بالكتاب 1
لا يسمح به فارق القص 2
لا يسمح بها ضربة السكين الظاهرة على الكتاب 3
لا يسمح به عدم وجود شريط التحديد 4
لا يسمح به التدوير الذي يؤدي إلى تدريج بالملازم أو يؤدي لفرق في التلبيس 5
لا يسمح به الشاش الظاهر أو غير الموجود 6
2 ملم طول الحبكة (طويلة - قصيرة) أو زيادة غراء 7
1 ملم ارتفاع الحبكة إلى جهة رأس الكعب 8
+ 1 ملم فارق التلبيس (الغلاف) 9
لا يسمح بها العلامات التي تظهر على الكتاب أثناء عملية التلبيس 10
لا يسمح بها الخصرة غير الجيدة 11
لا يسمح به القميص غير اللاصق 12
لا يسمح به أي عيوب أو عدم تناسق في الإخراج (الشكل النهائي) 13
لا يسمح به الفسخ بأشكاله المختلفة 14
الحد المسموح به النقاط الفنية التي يجب التأكد منها في التجليد النهائي (غلاف مرن) م
لا يسمح به الفسخ بأشكاله المختلفة 1
1 ملم الغراء الناقص 2
+ 1 ملم فرق التغليف (التلبيس) 3
لا يسمح بها ظهور تكسير أو ضربات أو علامات أو أوساخ بعد عملية التغليف 4
الحد المسموح به النقاط الفنية للتجميع م
لا يسمح بها ملزمة في غير موضعها الصحيح 1
لا يسمح به التمشيح الحبري الحاصل من كثرة الملازم على مغذي الآلة بالملازم 2
لا يسمح به التكسير الورقي 3
لا يسمح بها الأوساخ الطباعية 4
لا يسمح بها ملزمة مكررة أو ناقصة أو مقلوبة 5
الحد المسموح به النقاط الفنية للخياطة م
- الحاسب الآلي جزء لا يتجزأ من الآلة وفي حالة وجود عطل به يجب إيقاف الآلة مباشرة.
- في حالة حدوث أي اختلاف في الملازم أثناء عمل الآلة يجب أن يعيد المشغل كامل ملازم الكتاب إلى بداية مرحلة الخياطة.
لا يسمح به الملازم في غير موضعها الصحيح، أو زيادة أو نقص أو قلب فيها 1
لا يسمح بها الأخطاء الحاصلة عن ضربة الإبرة و الشنكل والميبر 2
لا يسمح به تشريم الملازم 3
لا يسمح بها خياطة رخوة أو مشدودة 4
لا يسمح به التمشيح الظاهر على الملازم 5
لا يسمح به تمزيق بالملازم 6
لا يسمح بها كتب مخيطة بعضها مع بعض 7
لا يسمح بها ملازم غير مخيطة من الداخل 8
الحد المسموح به النقاط الفنية للخياطة السرجية م
لا يسمح بها القطبة الناقصة إذا كان المصحف الواحد لا يتعدى أربع قطب 1
1 ملم وجود مسافة بين الإطارين المتقابلين نتيجة للطي 2
لا يسمح بها الخياطة الجانبية 3
لا يسمح به تنسيل الخيوط 4
النقاط الفنية لقطع الكرتون
يجب أن تكون المقاسات صحيحة مائة في المائة كما يجب التأكد من دقة القص وجودته (عدم وجود عيوب في الأطراف نتيجة للقص)، وكذلك التأكد من وضع الكرتون عند القص بحيث تكون الألياف باتجاه واحد
الحد المسموح به النقاط الفنية لقطع الجلد م
1 ملم فرق مقاس الجلد بالطول أو بالعرض 1
لا يسمح به تعدد الألوان 2
لا يسمح به تمشيح أو ضربات 3
الحد المسموح به النقاط الفنية لصنع الغلاف م
+ أو - 2 ملم فرق مقاس الخصرة 1
½ ملم فرق قص كرتون الكعب (الفيدول) الطول أو العرض 2
لا يسمح به أي اعوجاج بالكرتون 3
لا يسمح به أوساخ الغراء على الغلاف 4
لا يسمح به عيوب في زاوية الغلاف (زاوية مدببة) 5
لا يسمح به عيوب في لصق القماش على الكرتون 6
لا يسمح به عدم تساوي الثنية من أي جهة من الجهات الأربع للغلاف 7
لا يسمح به فراغ في الغراء مما يؤدي إلى تنفيخ في الغلاف 8
الحد المسموح به النقاط الفنية للتذهيب م
1 ملم فرق البصمة الحرارية على الوجهين 1
½ ملم فرق البصمة الحرارية على الكعب 2
لا يسمح به أي تقطيع أو فراغات على الذهب 3
لا يسمح به التطميس من شدة الكبس واستعمال (قالب البصمة الحرارية) الكليشة فوق طاقتها 4
لا يسمح به عدم التجانس في درجة لمعة الذهب 5
لا يسمح به اتساخ قالب البصمة الحرارية (الكليشة) مما يؤدي إلى ظهور نقاط على الغلاف 6
الحد المسموح به النقاط الفنية للشك م
لا يسمح به ملزمة في غير موضعها أو مكررة أو ناقصة أو مقلوبة 1
لا يسمح به انحراف في الشك عن الكعب (شك جانبي) 2
لا يسمح به اختلاف مسافات الشك 3
لا يسمح به عيب في دبوس الشك من الخارج أو من الداخل (شك غير سليم) 4
5 - قسم المراقبة النوعية على التسجيلات، للتأكد من أن جميع مراحل الإنتاج على أشرطة الكاسيت، والأقراص المضغوطة C.D قد تمت حسب الأصول الفنية والضوابط والمعايير المطلوبة.
6 - قسم التفتيش عن المراقبة النوعية للإنتاج؛ للتفتيش عن أعمال المراقبين في أقسام المراقبة النوعية، وذلك بالاطلاع على عينات عشوائية، وفي أوقات متفاوتة، للتحقق من قيام المراقب بعمله وفق المعايير المحددة.
(ج)
أما المراقبة النهائية للإنتاج، فهي المسؤولة عن المرحلة الهامة والأخيرة للمراجعة، بعد إخراج كتاب الله الكريم في أكمل صورة، وتتضمن أقساماً وشعباً متعددة، مثل: قسم الاستلام والتسليم والتصليح والتعليب، شعب المراقبة النهائية، وقسم التفتيش، ولكل قسم من هذه الأقسام أو شعبة من الشعب مهام متعددة (يطول شرحها).
وزيادة في دقة العمل، وضبط المراجعة زوِّد كل جهاز في المجمع بأجهزة مراقبة آلية توقف الجهاز آلياً عند اكتشاف الخطأ، هذا إضافة إلى متابعة العامل الفني على الجهاز نفسه، فهو مسؤول عن أي خطأ يقع بسبب الجهاز الذي يقوم عليه.
ولكل مراقب، أو مفتش في خطوط الإنتاج المختلفة ختم خاص به لختم العمل الذي راقبه، وبواسطته يمكن التعرف عليه في حال اكتشاف أي خطأ في عمله، ويخضع لنظام الجزاءات الذي وضعه المجمع، إلى جانب ما وضعه من حوافز ومكافآت لكل عامل يكتشف أي خطأ في العمل.
تسجيل تلاوة القرآن الكريم
جانب مهم من جوانب الاهتمام والعناية بكتاب الله الكريم، ويسير العمل فيه بالدقة نفسها التي يسير فيها في كتابة المصحف الشريف وطباعته ؛ حيث يخضع لمراجعة وتصحيح من قبل لجنة تسمى "اللجنة العلمية لمراجعة التسجيلات" برئاسة فضيلة الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي وعضوية أصحاب الفضيلة: أحمد عبدالعزيز أحمد الزيات، وعبدالرافع رضوان علي، وعبدالحكيم عبدالسلام خاطر.
ويتم تسجيل التلاوة في ((استديو )) مجهز بأحدث أجهزة التسجيل، وتقوم اللجنة بمتابعة القارئ في أثناء التلاوة ، ويدوِّن كل عضو ملحوظاته في بيان خاص بذلك، وتناقش هذه الملحوظات، ويطلب إلى القارئ تصحيح ما أُجمع على تصحيحه منها في اليوم الذي تلا فيه، وهكذا يستمر العمل حتى تنتهي تلاوة كامل المصحف، فتراجع اللجنة مرة أخرى التلاوة بكاملها وتتخذ الخطوات السابقة نفسها حتى تطمئن على سلامة التسجيل، وتوقِّع على إجازة العمل.
ثم تتابع بعد ذلك خطوات الاستنساخ من الشريط الأصل إلى شريط ماستر ¼ بوصة ثم إلى قرص CD ثم إلى بكرات تعبئة أشرطة الكاسيت, وفي كل مرحلة يخضع العمل لمراقبة عاملين وفنيين متخصصين حتى يظهر التسجيل على مستوى جيد من الدقة العلمية والفنية.
وربما استغرق القارئ سنة إلى ثلاث سنوات لتسجيل تلاوة القرآن كاملا وقد تمَّ حتى الآن التسجيل لكل من: فضيلة الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي برواية حفص، ورواية قالون، والشيخ إبراهيم الأخضر القيم برواية حفص، والشيخ الدكتور محمد أيوب برواية حفص، والشيخ الدكتور عبدالله بن عمر بصفر برواية حفص، ويجري العمل حالياً على التسجيل للشيخ الدكتور عماد زهير حافظ برواية حفص عن عاصم بقَصْر المنفصل، كما أن هناك تهيئة لتسجيل مصحف معلم.
ويأخذ المجمع في الوقت الحالي بأسلوب التسجيل على أشرطة الكاسيت، أما التسجيل بواسطة الأقراص المضغوطة C.D، فقد تم الانتهاء من إعداد دراسة متكاملة للأخذ بهذا الأسلوب الذي سيتم تنفيذه قريباً إن شاء الله.
الترجمات
يقوم المجمع بترجمة معاني القرآن الكريم إلى العديد من اللغات العالمية، وقد أسهم إسهاماً كبيراً في تيسير فهم القرآن الكريم على ملايين المسلمين الذين لا يتكلمون اللغة العربية، وللمزيد من العناية بالترجمات أنشئ في المجمع في عام 1416هـ/1996م مركزٌ متخصصٌ للترجمات من أهدافه:
القيام بأعمال ترجمات معاني وتفسير القرآن الكريم إلى لغات العالم.
دراسة المشكلات المرتبطة بترجمات معاني القرآن الكريم، وتقديم الحلول المناسبة لها.
إجراء البحوث والدراسات في مجال الترجمات.
تسجيل ترجمة معاني القرآن الكريم في أشرطة صوتية وأسطوانات الليزر.
ترجمة ما يحتاج إليه المسلمون من العلوم المتعلقة بالقرآن الكريم.
القيام بالمشروعات البحثية التي تخدم أعمال الترجمات مثل:
إصدار دليل ببليوجرافي للترجمات التي تمت في العالم لمعاني القرآن الكريم، والاستفادة من الجهود السابقة في هذا المجال.
إعداد المعاجم الخاصة بالقرآن الكريم، والتي تساعد في ترجمة معانيه مثل: معجم الألفاظ القرآنية، ومعجم المصطلحات الإسلامية.. تترجم إلى اللغات؛ لغرض المساعدة في أعمال الترجمات.
ويتكون المركز في الوقت الحالي من الوحدات البحثية التالية: وحدة اللغات الأوربية، وحدة اللغات الإفريقية، وحدة اللغات الآسيوية، وحدة المعاجم اللغوية للألفاظ القرآنية والإسلامية، وحدة المعلومات، وحدة النشر والتوزيع.
وتمَّ تأسيس مكتبة متخصصة في الترجمات لمختلف اللغات، زُوِّدت بالمصادر الأصلية والأعمال المرجعية والمعاجم اللغوية في كثير من لغات العالم ولهجاته.
كما بُـنِيَتْ فيه قاعدة معلومات مناسبة بواسطة الحاسب الآلي، عن الترجمات، وأشهر المترجمين، ولغات العالم ولهجاته، وأعداد سكانه.
ولـه مجلس علمي، ويضم عدداً من المختصين في علوم الشريعة، واللغات الأجنبية، يقوم بالتخطيط ووضع البرامج والمشروعات العلمية، ويتلقى الاقتراحات في مجال الترجمات لدراستها وتقديم توصياته بشأنه.
أما الترجمات التي قام بها المجمع حتى عام 1421هـ فتصل إلى اثنتين وثلاثين ترجمة هي: الأردية، والإسبانية، والألبانية، والإندونيسية، والإنكليزية، والأنكو، والأرومية (صوتية)، والإيغورية، والبراهوئية، والبشتو، والبنغالية، والبورمية، والبوسنية، والتاميلية، والتايلندية، والتركية، والزولو، والصومالية، والصينية، والفارسية، والفرنسية، والقازاقية، والكشميرية، والكورية، والمقدونية، والمليبارية، والهوسا، واليوربا، واليونانية، والتغالوغ ، والإيرانونية ، والأمهرية.
الدراسات القرآنية
يواجه الباحث المتخصص في علوم القرآن كثيراً من العناء حين يحتاج إلى مادة قرآنية، أو معلومة في القرآن، أو أن يتعرف على مفهوم قرآني، أو لفظة قرآنية معينة، فلا يجد عملا مرجعياً دقيقاً غير أعمال قام بها مستشرقون ارتكبوا فيها من الأخطاء، وبثوا فيها من الشبهات ما يجعل الرجوع إليها أمراً يحفّه خطر الانـزلاق.
وفي الوقت الذي قصّر فيه العلماء المسلمون في خدمة القرآن الكريم وتيسير سبل البحث فيه نجد أن علماء اليهود والنصارى خدموا كتبهم المحرَّفة خدمة علمية بحثية جيدة، ففي القرون الثلاثة الأخيرة صدرت عنهم مئات الكتب المرجعية التي تخدم البحث في مجال كتب العهد القديم، والعهد الجديد والتلمود، وكذلك ظهرت عشرات من دوائر المعارف والموسوعات، والمعاجم اللغوية والفهارس والمداخل والقوائم الببليوجرافية.
ومن هنا برزت فكرة إنشاء مركز للدراسات القرآنية في المجمع في عام 1416هـ، حدِّدت أهدافه في:
إجراء الدراسات والبحوث في مجال القرآن الكريم.
توفير الأعمال المرجعية لخدمة البحث في القرآن الكريم، مثل: الأعمال المعجمية التي ترصد ألفاظ القرآن، وتشرحها لغوياً، واصطلاحياً، وتحدد أماكن ورودها في القرآن الكريم، والأماكن وأسماء الحيوان والنبات والمعادن وألفاظ الحضارة والتاريخ والمعاجم الشارحة للغريب والمعرَّب في ضوء المعرفة الحديثة باللغات القديمة.
وكذلك إصدار الأعمال المرجعية الأخرى، مثل دائرة معارف القرآن الكريم، وموسوعات القرآن المختلفة، والمداخل التفسيرية للقرآن الكريم، والقوائم الببليوجرافية للبحوث القرآنية، والفهارس للأعمال المخطوطة والمطبوعة، والتفاسير الحديثة الموسَّعة والمختصرة.
إنشاء دائرة معارف إسلامية بواسطة كتَّاب مسلمين والعمل على ترجمتها إلى اللغات المختلفة.
تحديث الدراسات القرآنية في العالم الإسلامي، وذلك من خلال الاستفادة من التقدم العلمي الحديث، وما نتج عنه من ثروة في المعرفة والمعلومات والوسائل والأدوات، والمناهج، والاستفادة على وجه الخصوص من زيادة المعرفة الإنسانية وتقدمها في مجال التاريخ والحضارة والديانات واللغات القديمة.
تخليص التفسير القرآني من الانحرافات والإسرائيليات والتفاسير الخاطئة، وإصدار أعمال تفسيرية جديدة خالية من الإسرائيليات والأفكار الأجنبية المنحرفة.
بيان أصالة المفاهيم القرآنية والاستفادة من القرآن الكريم في تأصيل العلوم الإنسانية والاجتماعية، وبيان التوجيه القرآني للعلوم.
عمل الدراسات الخاصة ببيان الإعجاز القرآني في ضوء المعرفة الحديثة والتقدم العلمي الحديث.
جمع المعلومات حول القرآن الكريم من بحوث ومقالات، وتقارير وندوات ومؤتمرات، ووثائق ومخطوطات، وفهارس وترجمات وأعلام، وتكوين شعبة للمعلومات القرآنية.
إعداد المادة الصالحة للتعريف بالقرآن الكريم في أسلوب عصري يُراعى فيه حسن العرض والإيجاز وجمال الإخراج؛ لتعريف المسلمين وغير المسلمين بالمفاهيم القرآنية.
دراسة آراء المستشرقين حول القرآن الكريم دراسة نقدية، تهتم ببيان أخطائهم وشبهاتهم وتفنيدها.
إعداد مجموعة مختارة من الباحثين المتخصصين في الدراسات القرآنية وتأهيلهم لغويًّا وعلميًّا، وذلك لتكوين قاعدة علمية إسلامية لخدمة بحوث القرآن الكريم.
عقد المؤتمرات والندوات والدورات العلمية في علوم القرآن الكريم لخدمة أهداف المركز.
وللمركز مجلس علمي يشرف على أعماله العلمية، ويقوم بوضع الخطط، والبرامج والمشروعات العلمية، وتلقِّي المقترحات وإصدار التوصيات بشأنها وغيرها من المهام.
ويتكون من الوحدات البحثية التالية:
وحدة الدراسات اللغوية والأعمال المرجعية.
وحدة دائرة المعارف القرآنية.
وحدة دائرة المعارف الإسلامية.
وحدة بحوث التفسير.
وحدة تحقيق التراث.
وحدة الدراسات القرآنية عند المستشرقين.
كما أن له هياكله العلمية والإدارية المختلفة التي تساعد على تحقيق أهدافه، وبنيت فيه مكتبة متخصصة زُوِّدت بأمهات المصادر في القرآن الكريم وعلومه، ويسعى إلى تأسيس مكتبات نوعية متخصصة، تقوم على خدمة الوحدات البحثية، وتأسيس وحدة معلومات تجمع كل ما يتعلق بالقرآن الكريم.
ويعكف المركز في الوقت الحالي على إصدار " فهرست مصنفات تفسير القرآن الكريم"، الذي سيظهر قريبًا إن شاء الله تعالى، كما يعكف على تحقيق كتاب " الإتقان " للسيوطي .
كما أنه أسهم إسهامًا فاعلا في إصدار "التفسير الميسَّر"، وهو أحدث عمل صدر من المجمع، اشترك في إعداده عدد من العلماء بإشراف ومتابعة معالي الأستاذ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على المجمع سابقًا ، وقد روعي في إعداده الضوابط التالية:
1. تقديم ما صح من التفسير بالمأثور عن غيره.
2. الاقتصار في النقل على القول الصحيح، أو الأرجح.
3. إبراز الهداية القرآنية، ومقاصد الشريعة الإسلامية من خلال التفسير.
4. كون العبارة مختصرة سهلة، مع بيان معاني الألفاظ الغريبة أثناء التفسير.
5. كون التفسير بالقدْر الذي تتسع له حاشية ((مصحف المدينة النبوية )).
6. وقوف المفسر على المعنى المساوي، وتجنب الزيادة الواردة في آيات أخرى حتى تفسر في موضعها.
7. إيراد معنى الآية مباشرة دون حاجة إلى الأخبار إلا ما دعت إليه الضرورة.
8. كون التفسير وفق رواية حفص عن عاصم.
9. تجنب ذكر القراءات ومسائل النحو والإعراب.
10. مراعاة المفسِّر أن هذا التفسير سيترجم إلى لغات مختلفة.
11. تجنب ذكر المصطلحات التي تتعذر ترجمتها.
12. تفسير كل آية على حدة، ولا تعاد ألفاظ النص القرآني في التفسير إلا لضرورة، ويذكر في بداية كل آية رقمها.
وكوّنت لجنتان، واحدة في المجمع والأخرى في الوزارة برئاسة معالي الوزير، لمراجعة عمل المفسرين والتدقيق فيه والتأكد من التقيد بما حدد له من ضوابط.
وطبع هذا التفسير طبعة أنيقة بثلاثة أحجام: كبير، ووسط، وصغير، وكان الإقبال عليه شديدًا، والانطباع عنه طيبًا، حتى إن الطبعة الأولى منه نفدت فور صدورها، ويجري العمل في الوقت الحالي على طباعته طبعة ثانية.
خدمة السنة والسيرة النبوية
القرآن الكريم وحي الله إلى رسوله صلى الله عليه وسلم باللفظ والمعنى، والسنة وحي الله تعالى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم بالمعنى، وإقرار الله تعالى لما صدر من الرسول صلى الله عليه وسلم باجتهاده من قول، أو فعل، فهما من منبع واحد.
وإذا كان القرآن الكريم المصدر الأول للإسلام، فإن السنة المصدر الثاني؛ فالقرآن المصدر الأول للعقيدة، والأخلاق، والمثل، والشرائع الإسلامية، والسنة المصدر الثاني التطبيقي والبياني الموضح والمتمم للقرآن الكريم.
ففي كتاب الله تعالى الأصول العامة للأحكام الشرعية في العبادات والمعاملات والأخلاق، دون التعرض إلى تفاصيلها، وفي السنة النبوية توضيح معاني القرآن الكريم، وتفصيل مجمله، وتخصيص عامه، وتقييد مطلقه، وتأكيد ما ورد فيه من أوامر ونواهٍ وآداب وتشريعات.. وغيرها، وتطبيق قواعده الكلية، والأصول العامة فيه على الأمور الفرعية .
قال تعالى: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا . وقال صلى الله عليه وسلم، كما روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن الرسول صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى. قالوا: يا رسول الله ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى ) . وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لمَّا ولَّى شريحًا قضاء الكوفة قال له: انظر ما تبيَّن لك في كتاب الله، فلا تسأل عنه أحدًا، وما لم يتبيّن لك فاتبع فيه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما لم يتبيّن لك في السنة فاجتهد رأيك، واستشر أهل العلم والصلاح .
أما سيرته صلى الله عليه وسلم فهي خير معلِّمٍ ومثقِفٍ ومهذِّب ومؤدِّب، وهي المدرسة التي تخرج فيها أمثل النماذج البشرية (الصحابة رضوان الله عليهم ) ، وكان السلف الصالح يتدارسون السيرة، ويحفظونها، ويلقنونها أبناءهم، فما أجدر المسلمين اليوم أن يتعلموها، ويعلموها غيرهم، ويتخذوها نبراساً يسيرون على ضوئه في تربية أبنائهم .
من هنا جاء اهتمام ولاة الأمر في هذه البلاد بأمر السنة والسيرة النبوية مكملا لاهتمامهم بكتاب الله سبحانه وتعالى، فجمعوا بين خيري العناية بالمصدرين الأساسين للتشريع الإسلامي، حيث صدر الأمر الكريم في 20/ 4/ 1406 هـ برقم 5/793/م بالموافقة على قيام الجامعة الإسلامية بتنفيذ التوصية الخاصة بإنشاء مركز لخدمة السنة والسيرة النبوية، يكون مؤسسة علمية مستقلة، بالتعاون مع المجمع لطباعة ما يتم إعداده وتحقيقه، على أن تكون نفقات التشغيل على حساب المجمع.
أهداف المركز:
جمع وحفظ الكتب المخطوطة والمطبوعة والوثائق والمعلومات المتعلقة بالسنة والسيرة النبوية، وتيسيرها للباحثين.
إعداد موسوعة في الحديث النبوي، وموسوعات أخرى في خدمة السنة النبوية وفقاً للخطط التي يضعها مجلس المركز.
تحقيق ما يمكن من كتب السنة والسيرة النبوية، وإعداد البحوث العلمية التي تخدمها.
ترجمة ما تدعو الحاجة إليه من كتب السنة والسيرة النبوية، وما يتعلق بها، وترجمة ما ينشر باللغات الأعجمية عن السنة والسيرة.
ردّ الأباطيل، ودفع الشبهات عن ساحة السنة والسيرة النبوية.
نشر الأعمال المنجزة في المركز في مجال التأليف، والتحقيق والترجمة.
التعاون مع المراكز والهيئات والمؤسسات العلمية التي تعمل في خدمة السنة والسيرة النبوية داخل المملكة وخارجها، فيما يخدم المركز، ويحقق أهدافه.
الاستفادة من خبرات ذوي الشهرة العلمية في السنة والسيرة النبوية.
الاستفادة من الحاسب الآلي في جمع السنة، وبرمجة المعلومات المتعلقة بها وبعلومها.
وتتلخص أهم إنجازات المركز فيما يلي:
أولا في مجال الموسوعات :
موسوعة الرواة: أنجز المركز مراحل المقابلة، وضبط النص، والعنصرة الآلية، والمراجعة اليدوية للعنصرة والترميز، ومراجعة الترميز والتشغيل الموسوعي، وذلك لعدد 502 مجلدًا.
موسوعة المتون: أنجزت مراحل الإدخال، والمقابلة، والتصحيح، والترميز، والعلامات العلمية، والعنصرة الآلية، وإثبات أرقام التخريج، ومراجعة الترميز، والتشغيل الموسوعي لعدد 683 مجلداً.
موسوعة السيرة النبوية: أنجزت مراحل الإدخال، والمقابلة، والتصحيح، لعدد 41 مجلداً. وبذا يصبح مجموع المجلدات التي تم العمل فيها في الموسوعات منذ إنشاء المجمع (1226) مجلداً.
ثانياً: في مجال الحاسب الآلي:
مرحلة التصميم والتنفيذ: تم إنجاز عدد من الأعمال، منها:
1- برنامج الاستعلام اللفظي تحت النوافذ 95.
2- إنشاء برنامج الطباعة للأحاديث المعروضة في نظام الاستعلام اللفظي.
3- إنشاء برنامج طباعة لأطراف الحديث المستخرجة بواسطة الاستعلام اللفظي.
4- إنشاء قاعدة بيانات لأطراف الحديث، وإنشاء برنامج للبحث اللفظي الحرّ.
5- إنشاء برنامج للبحث عن الأحاديث ذات الرقم العام الواحد.
6- برنامج التمييز الآلي المساعد في تمييز الرواة.
7- برنامج إدخال الآية والسورة إلى قواعد بيانات التقسيم الموضوعي.
مرحلة اختبار البرامج:
تم الانتهاء من اختبار البرامج من 1-5.
تم تعديل عدد من البرامج؛ للتوافق مع متطلبات الموسوعات المتجددة.
تم التوثيق الأولي لبرامج موسوعة السيرة والتقسيم الموضوعي، وتم تحديد النواقص لهذه التوثيقات.
ثالثاً: قسم الدراسة والتحقيق:
كتاب " إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف الكتب العشرة " ، لأحمد بن حجر العسقلاني: ويصل إلى ثمانية عشر مجلداً، طبعت منه الأجزاء (1-17) ، وبقية الأجزاء تحت المراجعة.
طبْع كتاب " الأحاديث الواردة في فضائل المدينة " ، للدكتور صالح بن حامد الرفاعي في مجلد واحد.
طبْع كتاب " بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث " لعلي بن سليمان الهيثمي، في مجلدين.
طبْع كتاب " المستشرقون والسيرة النبوية " (العهد المكي) للدكتور محمد مهر علي، في مجلدين.
كتاب " لسان الميزان " لشمس الدين محمد بن أحمد الذهبي: ويجري تقويم الأجزاء (1 ، 3 ، 4 ، 5 ، 6 ) أمــا الجـزآن (2 ، 7) فتحت التحقيق.
سنن أبي داود: ويجري تقويم الجزأين (3 ، 4) وتحقيق الجـزأين (1 ، 2) .
وتحت التحقيق حالياً: سنن النسائي، وسنن ابن ماجه.
تدريب العاملين في المجمع وتأهيلهم
التدريب عملية مستمرة تستهدف الفرد والعمل الذي يقوم به، لإحداث تغيرات سلوكية وفنية، لمقابلة احتياجات محددة حالية أو مستقبلة، للفرد أو للعمل، أو المجتمع الذي يستفيد من المنتج النهائي للمجمع.
ونظراً لما للتدريب من أهمية - حتى أصبح واحداً من السياسات اليومية للإدارة تطبقها على العاملين في مختلف المستويات التنظيمية - فقد كان موضع اهتمام المجمع. فأنشأ مركزاً للتدريب والتأهيل الفني يُعنى بالأمور التالية:
إجراء الدراسات النظرية والميدانية التي تؤدي إلى تجميع وترتيب المعلومات اللازمة لإعداد برامج التدريب.
تحديد برامج التدريب الواجب تنفيذها لرفع مستوى الأداء العملي سواء بكفاءات جديدة للوفاء باحتياجات العمل، أو بزيادة مهارات وقدرات الموظفين.
تقويم خطط التدريب في المراحل كافة.
معالجة نواحي القصور والانحرافات الناتجة عن تنفيذ خطط التدريب.
إعداد برنامج متكامل عن كل دورة تدريبية، وتنفيذه.
ويشمل التدريب في المجمع، تدريبًا على رأس العمل، وتدريبًا داخل المملكة في معاهد وكليات ومراكز تدريب متخصصة، وتدريبًا خارج المملكة في معاهد وكليات ومراكز تدريب متخصصة.
ويتوزع التدريب على الفنيين، ومساعدي الفنيين في مختلف التخصصات التي يحتاج إليها المجمع، وأهمها: الصيانة، والطباعة، والتجليد، والأعمال الأخرى المساندة.
ولا يقتصر التدريب في المجمع على منسوبيه فقط، بل يتعاون مع الجهات الأخرى في تدريب منسوبيها فيما ينظمه من دورات.
وبلغ عدد الدورات الفنية التي نظمها المركز منذ إنشائه في عام 1406هـ حتى عام 1420هـ إحدى عشرة دورة، وتتراوح مدة كل دورة من ستة شهور إلى اثني عشر شهراً، تخرج فيها 297، (مئتان وسبعة وتسعون) متدرباً التحقوا بخطوط الإنتاج المختلفة في المجمع.
الخاتمة
وبعد:
فقد كان القرآن الكريم موضع اهتمام المسلمين من أول يوم تنـزل فيه على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوعاه الصحابة وحفظوه، وكتبوه، وطبقوا ما فيه، وكان ما قام به أبوبكر الصديق بمشورة عمر رضي الله عنهما من جمع القرآن مما هو مكتوب أو محفوظ في عهده صلى الله عليه وسلم عملا عظيماً حُفظ به القرآن، وسار على نهجه عثمان بن عفان رضي الله عنه عندما جمع الناس على مصحف واحد ومنع الاختلاف بين المسلمين، وقد نال زيد بن ثابت رضي الله عنه شرف تحمل مسؤولية جمع القرآن في عهد أبي بكر، وكتابته في عهد عثمان.
وكان حرص المسلمين على تَعَلُّم الكتابة، وتطوير الخط مرتبطاً بحرصهم على قراءة القرآن الكريم وتدبره وحفظه، والعناية بكتابته ونشره.
وما قام به أبو الأسود الدؤلي وتلاميذه من بعده من نَقْطٍ للمصحف الشريف بتوجيه من زياد ابن أبيه والي الخليفة معاوية بن أبي سفيان على العراق عملٌ مفيدٌ حفظ القرآن الكريم من اللحن والتحريف، ومثل ذلك ما قام به نصر بن عاصم، ويحيى بن يَعْمَر بأمر من والي الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان على العراق الحجاج بن يوسف الثقفي، عندما كثر اللحن، وتفشَّت العجمة، فكان عملهما عظيماً حفظا به القرآن من العبث والتصحيف، عندما فرَّقا بين الحروف المتفقة رسماً والمختلفة نطقاً ، وهو ما يعرف بنقْط الإعجام.
ولم يكن المسلمون في العصر العباسي أقل اهتماماً بكتاب الله الكريم منهم في العصر الأموي، حيث قام إمام اللغة الخليل بن أحمد الفراهيدي وتلاميذه من بعده بتطوير نقْط الإعراب (الشكل) على هيئة تميزت بالوضوح، وسهولة الفهم.
ثم تفنن المسلمون في العصور اللاحقة في تجويد كتابة مصاحفهم وزخرفتها وتذهيبها والعناية بها، وفي كل عصر، بل وفي كل قطر برز خطاطون بلغوا الكمال في حسن الخط وتجويده، فجاؤوا بما يُبْهر من الخطوط المنسوبة، التي خلَّدت ذكرهم على مرّ العصور، وعلى رأس هؤلاء قُطْبة بن المحرِّر، وابن مقلة، وابن البواب، والمستعصمي.
لم يؤثر ظهور المطابع الحديثة في اهتمام المسلمين بجودة الخط، والتفنن في كتابة مصاحفهم، واستمروا على ذلك حتى وقتنا الحاضر، رغم ما يشهده من زخم في وسائل التقنية الحديثة التي تعنى بالكتابة وزخرفتها وتطويرها.
وفي أوربا كانت بداية معرفة المطابع الحديثة، وفي أوربا كانت بداية طباعة المصحف الشريف، إلا أنها طباعة رديئة ومحرفة، لم تلتزم بما أجمع عليه المسلمون في رسم مصاحفهم، فكان مصير تلك الطبعات العزوف عنها وإهمالها.
وعندما عرف المسلمون الأتراك المطابع الحديثة المصنوعة في الغرب أحجموا عن طباعة مصاحفهم فيها احتراماً وتقديساً لكتاب الله الكريم، حتى صدرت فتوى من علمائهم بجواز ذلك.
لم يلتزم المسلمون في بعض البلاد في العصور المتأخرة بقواعد الرسم العثماني في كتابة مصاحفهم، بل ساروا فيها على قواعد الرسم الإملائي الحديث، حتى كتب رضوان بن محمد المخلَّلاتي مصحفه الشهير ، وطبع في عام 1308هـ، فالتزم فيه بالقواعد التي أجمع عليها وارتضاها الصحابة والتابعون.
تنامى اهتمام المسلمين بكتابة المصحف الشريف وطباعته واستخدام وسائل الطبع الحديثة في بعض البلاد الإسلامية، والعمل على نشر القرآن الكريم بوسائل مختلفة، وكان أعظم عناية بالقرآن الكريم في الوقت الحاضر هو ما قامت به المملكة العربية السعودية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله.
وتجلت هذه العناية في مظاهر عديدة، في التربية والتعليم، وفي المناشط الإعلامية المتنوعة، وفي إقامة هيئات (جمعيات) تنتشر حلقها ومدارسها في كل قرية ومدينة، وفي رصد الجوائز السنية لمسابقات سنوية محلية ودولية، وتعد جائزة سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم للطلاب والطالبات على مستوى المملكة أحدث الروافد المباركة لهذا العمل الجليل.
ويمثل إنشاء مجمع لخدمة القرآن الكريم والسنة والسيرة النبوية المطهرة أعظم حدث يشهده العالم الإسلامي اليوم ، وهو الذي شيده وتعهده بالعناية والاهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله في مهبط الوحي ومنبع الرسالة (المدينة المنورة) عام 1405هـ/1984م فخُدم القرآن الكريم في هذا المجمع خدمة لا مثيل لها.
وبلغت العناية بسلامة نصه، والاهتمام بجمال طبعه وإخراجه حدًّا بعيداً نال التقدير والإعجاب، فحرص المسلمون في كل مكان على اقتناء مصحف المدينة النبوية، والقراءة فيه.
سدّ المجمع حاجة ماسة عند المسلمين لمصاحف متقنة سليمة في رسمها وضبطها من أي خطأ أو تحريف، سار في كتابتها على ما ارتضاه وأجمع عليه الصحابةُ والتابعون، وبلغ إنتاجه حتى عام 1421هـ أكثر من مائة وخمسة وستين مليون نسخة من مختلف الإصدارات، وزع منه على المسلمين في مختلف أنحاء العالم أكثر من مائة وواحد وعشرين مليون نسخة هدية من حكومة المملكة العربية السعودية إيماناً منها برسالتها، وإدراكاً لمسؤوليتها تجاه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وخدمة للدين ونشره في أرجاء الأرض.
لم تقتصر عناية المملكة العربية السعودية على طبع المصحف الشريف ونشره، بل امتدت إلى ترجمة معانيه إلى لغات العالم التي بلغت حتى عام 1421هـ اثنتين وثلاثين لغة ، وكذلك العناية بتفسيره وعلومه المختلفة والعناية بالسنة النبوية والسيرة النبوية المطهرة.
وتحظى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بشرف القيام على نصيب وافر من مظاهر العناية بالقرآن الكريم في المملكة العربية السعودية؛ كالإشراف على الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، والإشراف على المسابقات المحلية والدولية ومسابقة سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وسنام هذا الشرف هو قيامها وإشرافها على مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة.