أمـــة الله
2010-04-18, 03:11 AM
نفوس تــــواقــــة
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمـــــن الرحـــــيم
( نفـــوس تواقــة )
أنا إن عشت لست أعدم خبزا ..... وإذا مت لست أعدم قبرا
همتّي همة الملوك ونفسي ..... نفس حر ترى المذلة طفرا
السلام على أهل الهمة.. فهم صفوة الأمم...
وأهل المجد والكرم..
طالت بهم أرواحهم إلى مراقي الصعود... مطالع السعود... ومراتب الخلود
ومن أراد المعالي هان عليه كل هم.. لأنه لولا المشقة ساد الناس كلهم..
ونصوص الوحي تناديك... سارع ولا تلبث بناديك
وسابق ولا تمكث بواديك..
أمية بن خلف لما جلس مع الخلف أدركه التلف...
ولما سمع بلال بن رباح حي على الفلاح.. أصبح من أهل الصلاح
أطلبي الأعلى دائما وما عليكِ...
المجد لا يأتي هبة ... لكنه يحصل بالمناهبة .
فلما حمل الهدهد الرسالة، ذكر في سورة النمل بالبسالة.
نجحت النملة بالمثابرة، وطول المصابرة،
تريدين المجد ولا تجديّ...؟؟؟؟
وتخطبين المعالي وتناومي الليالي...؟؟؟
ترجين الجنة وتفرطي في السنة...؟؟؟
قام رسولنا صلى الله عليه وسلم حتى تفطرت قدماه...
وربط الحجر على بطنه من الجوع.. وهو العبد الأواه..
وأدميت عقباه بالحجارة.. وخاض بنفسه كل غارة..
يدعى أبو بكر من الأبواب الثمانية، لأن قلبه معلق بربه كل ثانية..
صرف للدين أقواله،، وأصلح بالهدى أفعاله،، وأقام بالحق أحواله،، وأنفق في سبيل
الله أمواله... وهاجر وترك عياله
لبس عمر المرقع،، وتأوّه من ذكر الموت وتوجع،، وأخذ الحيطة لدينه وتوقع..
عدل وصدق وتهجد،، وسأل الله أن يستشهد،، فرزقه الله الشهادة في المسجد..
عليكٍ الجد إن الأمر جد *** وليس كما ظننت ولا وهمتا
وبادر فالليالي مسرعات *** وأنت بمقلة الحدثان نمت
انفضي غبار الكسل, واهجري من عذل،، فكل من سار على الدرب وصل..
فوالله ما شبع النمل حتى جد في الطلب..
وما ساد الأسد حتى وثب..
وما أصاب السهم حتى خرج من القوس..
وما قطع السيف حتى صار أحد من الموس..
الحمامة تبني عشها..
والحمرة تنقل عشها..
والعنكبوت تهندس بيتها..
والضب يحفر مغارة...
والجرادة تبني عمارة..
صاحب الهمة ما يهمه الحرّ... ولا يخيفه القرّ... ولا يزعجه الضرّ.. ولا يقلقله المرّ
لأنه تدرع بالصبر.
صاحب الهمة يسبق الأمة.. إلى القمة..
قال تعالى ( والسابقون السابقون أولئك المقربون )
لأنهم على الصالحات مدربون في البر مجرّبون.
عمي بعض المحدثين من كثرة الرواية،، فما كلّ و لا ملّ حتى بلغ النهاية،،
مشى أحمد بن حنبل من بغداد إلى صنعاء،، وأنت تفتر في حفظ دعاء.
سافر أحدهم إلى مصر, وغدوه شهر ورواحه شهر،، في طلب حديث واحد،، ليدرك به
المجد الخالد.
ولولا المحنة، ما دعي أحمد إمام السنة,, ووصل بالجلد إلى المجد.
ووضع ابن تيمية في الزنزانة,, فبرز بالعلم زمانه.
خرج أحد العلماء يطلب العلم وعمره أربعون سنة، بينما هو في الطريق جاءته نفسه فقالت له:
كيف تطلب العلم وأنت في هذا السن؟!
متى تحفظ؟!
ومتى تعلّم الناس؟!
فرجع، فمرّ بصاحب ساقية يسقي على البقر، وكان الرّشاء ـ أي: الحبل ـ يقطع الصخر من كثرة ما مرّ، فقال: أطلبه وأتضجّر من طلبه!
اطلبْ ولا تضجرْ من مطلبٍ فآفة الطالب أن يضجرا
أما ترى الحبل بطول الْمدى على صليب الصخر قد أثَّرا
وكان هذا الموقف عظةً له، واصل من خلاله طلب العلم، وجدَّ واجتهد، حتى بلغ المنزل، وصار من أئمة الشافعية ومن العلماء الكبار رحمه الله.
( و إذا كانت النفوس كبارا ... تعبت في مرادها الأجسام )
كان لعمر بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ همة عالية ، تظهر جليَّة في قولته المشهورة :
"إنّ لي نفساً توّاقة ! تَمَنَّيْتُ الإمارة فَنِلْتُها ، وتَمَنَّيْتُ أن أتزوَّج بنتَ الخليفة فنِلْتُها ، وتمنيَّتُ الخلافة فنِلْتُها ، وأنا الآن أتوق للجنة ، وأرجو أن أنالها" .
قال ابن الجوزي رحمه الله :
(الدنيا دار سباق إلى أعالي المعالي ، فينبغي لذي الهمة أن لا يقصر في شَوْطِه . فإنْ سَبَق فهو المقصود ، وإن كَبَا جواده مع اجتهاده لم يُلَمْ) .
صاحب الهمة العالية و النفس الشريفة التواقة لا يرضى بالأشياء الدنية الفانية ..
و إنما همته المسابقة إلى الدرجات الباقية الزاكية التي لا تفنى..
و لا يرجع عن مطلوبه و لو تلفت نفسه في طلبه و من كان في الله تلفه كان على الله خلفه .
قيل لبعض المجتهدين في الطاعات : لم تعذب هذا الجسد ؟ قال : كرامته أريد
واعلمي أخيه أن الماء الراكد فاسد،، لأنه لم يسافر ولم يجاهد.
ولما جرى الماء،، صار مطلب الأحياء.
بقيت على سطح البحر الجيفة،، لأنها خفيفة,,
وسافر الدرّ إلى قاع البحر،، فوضع من التكريم على النحر.
قال ابن القيم رحمه الله :
علو الهمة ؛ أن لا تقف دون الله ، ولا تتعوض عنه بشيء سواه ،ولا ترضى بغيره بدلاً منه
ولا تبيع حظها من الله وقربه والأنس به ، والفرح والسرور والابتهاج به ....
فعلو همة المرء : عنوان فلاحه ، وسفول همته : عنوان حرمانه .
و كبير الهمة لا ينقُضُ عَزْمه
قال تعالى : ( فإذا عزمت فتوكل على الله )
قال جعفر الخلدي البغدادي : " ما عقدت لله على نفسي عقدا ، فنكثته "
وأعلى الهمم في طلب علم الكتاب والسنة والفهم عن الله ورسوله
وأخس همم طلاب العلم قصر همته علي تتبع شواذ المسائل وما لم ينزل ولا هو واقع
أو كانت همته معرفة الاختلاف وتتبع أقوال الناس وليس له همة إلى معرفة الصحيح من تلك الأقوال
وقل أن ينتفع واحد من هؤلاء بعلمه العلم والعمل توأمان أمهما علو الهمة
الجهل والبطالة توأمان أمهما إيثار الكسل
قال يحيى بن أبي كثير : لا ينال العلم براحة الجسد ..
ومن يصطبر للعلم يظفر بنيله ........... ومن يخطب الحسناء يصبر على البذل
ومن لم يذل النفس في طلب العلى ......... يسيرا يعش دهرا طويلا أخا ذل
وليكن شعــارك
إذا غامرت في شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في أمر حقير كطعم الموت في أمر عظيم
إن حياتك مغامرة كبيرة، وان لحظات عمرك مباراة خطيرة
فإياك أن تخرجي منها خاسرة، قبل أن تصلي إلى قمتك ..
فمن جدَّ في العلم؛ كوفئ باحتياج الناس إليه..
ومن جدَّ في بذل المعروف كوفىء بثناء الناس عليه..
ومن كان همّه ما يأكله.. كان قيمته ما يخرجه،
فأين طلاب المعالي؟
أين أصحاب الهمم العوالى ؟ أين من يحب الله صنيعهم ويبارك مسيرهم؟
لا يسأل الكثير إلا من كان عقله يفكر بالكثير..ولا يطلب العظيم إلا من كانت نفسه تسمو لكل عظيم !!
فالله سبحانه وتعالى أمرنا بالعمل،، لينظر عملنا وقال ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)
فالحياة عقيدة،، وجهاد،، وصبر،، وجلاد،، ونضال،، وكفاح،، وبر،، وفلاح.
لا مكان في الحياة لأكول كسول..
و لا مقعد في حافلة الناس للمخذول..
ابدئي في طلب الأجر من الفجر،، بقراءة وذكر،، ودعاء وشكر،، لأنها انطلاق الطير
من وكورها،،
ولا تنسى دعآء حبيبنا عليه الصلاة والسلام : ( اللهم بارك لأمتي في بكورها )
ولابد للهمم الملتهبة أن تنال مطلوبها،،
ولابد للعزائم المتوثبة أن تدرك مرغوبها..
سنة لا تبدل،، وقضية لا تحوّل..
سوف تأتيك المعالي إن أتيت............ لا تقل سوف، عسى، أين، وليت
وقولي للكسول النائم.. والثقيل الهائم.. امسح النوم من عينيك،، واطرد الكرى من
جفنيك,, فلن تنال من ماء العزة قطرة،، ولن ترى من نور العلى خطرة،، حتى تثب مع
من وثب،، وتفعل ما يجب،، وتأتي بالسبب.
وقولي لهم
أما أيقظتكِ صيحة النملة في أهلها :[ يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم ] ؟!
أما أحرجتكِ غَيرة الهدهد على جناب التوحيد ، وهو ينادي بالوعيد :[ ألا يسجدوا لله ..] ؟!
أما أحيت قلبكِ لهفة الميِّت على قومه بقوله :[ يا ليت قومي يعلمون ] ؟!
سُكَّانُ القِمَمِ
في الأرض قمم شامخة، وفي السماء نسور تحلق، وتزاحم النجوم،
وفي المقابل نرى من يزحف في بطون الأودية, أو يدفن رأسه في التراب كالنعام..
وإذا نظرت في الحياة، فسترى قيمًا عالية، وأخلاقا رفيعة..
وفى المقابل، ترى سفاسف دنيئة، وقيمًا وضيعة ..
والناس كالطيور، منهم من يحلق هنا وهناك، ومنهم من يلتصق بهذه، أو تلك
قال ابن الجوزى رحمه الله :
وتلمح سير الكاملين في العلم والعمل، ولا تقنع بالدون
ذو الهمة إن حُطَّ، فنفسه تأبى إلا عُلُوّاً، كالشعلة ِ من النار يُصَوِّبُها صاحبها، وتأبى إلا ارتفاعا "
فهنيئا لمن أخذ بأسباب علو الهمة وكبر النفس، فرُزق نفسًا تواقة، تطلب العلا وتأنف من الأقذاء
وتتجرأ على الصعاب والمضايق، إنها لقمّة الفرح والسعادة وقد قيل:
"بقدر ما تتعنّى تنال ما تتمنَّى.
ألا فليهنأ أرباب الهمم،، بوصول القمم.
وكوني أخيّـه كالنخلةِ عاليةَ الهمَّة ، بعيدة عن الأذى ، إذا رُمِيت بالحجارة ألقتْ رطبها
شبكة أنا مسلمة (http://www.muslmh.com/vb/t178027.html)
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمـــــن الرحـــــيم
( نفـــوس تواقــة )
أنا إن عشت لست أعدم خبزا ..... وإذا مت لست أعدم قبرا
همتّي همة الملوك ونفسي ..... نفس حر ترى المذلة طفرا
السلام على أهل الهمة.. فهم صفوة الأمم...
وأهل المجد والكرم..
طالت بهم أرواحهم إلى مراقي الصعود... مطالع السعود... ومراتب الخلود
ومن أراد المعالي هان عليه كل هم.. لأنه لولا المشقة ساد الناس كلهم..
ونصوص الوحي تناديك... سارع ولا تلبث بناديك
وسابق ولا تمكث بواديك..
أمية بن خلف لما جلس مع الخلف أدركه التلف...
ولما سمع بلال بن رباح حي على الفلاح.. أصبح من أهل الصلاح
أطلبي الأعلى دائما وما عليكِ...
المجد لا يأتي هبة ... لكنه يحصل بالمناهبة .
فلما حمل الهدهد الرسالة، ذكر في سورة النمل بالبسالة.
نجحت النملة بالمثابرة، وطول المصابرة،
تريدين المجد ولا تجديّ...؟؟؟؟
وتخطبين المعالي وتناومي الليالي...؟؟؟
ترجين الجنة وتفرطي في السنة...؟؟؟
قام رسولنا صلى الله عليه وسلم حتى تفطرت قدماه...
وربط الحجر على بطنه من الجوع.. وهو العبد الأواه..
وأدميت عقباه بالحجارة.. وخاض بنفسه كل غارة..
يدعى أبو بكر من الأبواب الثمانية، لأن قلبه معلق بربه كل ثانية..
صرف للدين أقواله،، وأصلح بالهدى أفعاله،، وأقام بالحق أحواله،، وأنفق في سبيل
الله أمواله... وهاجر وترك عياله
لبس عمر المرقع،، وتأوّه من ذكر الموت وتوجع،، وأخذ الحيطة لدينه وتوقع..
عدل وصدق وتهجد،، وسأل الله أن يستشهد،، فرزقه الله الشهادة في المسجد..
عليكٍ الجد إن الأمر جد *** وليس كما ظننت ولا وهمتا
وبادر فالليالي مسرعات *** وأنت بمقلة الحدثان نمت
انفضي غبار الكسل, واهجري من عذل،، فكل من سار على الدرب وصل..
فوالله ما شبع النمل حتى جد في الطلب..
وما ساد الأسد حتى وثب..
وما أصاب السهم حتى خرج من القوس..
وما قطع السيف حتى صار أحد من الموس..
الحمامة تبني عشها..
والحمرة تنقل عشها..
والعنكبوت تهندس بيتها..
والضب يحفر مغارة...
والجرادة تبني عمارة..
صاحب الهمة ما يهمه الحرّ... ولا يخيفه القرّ... ولا يزعجه الضرّ.. ولا يقلقله المرّ
لأنه تدرع بالصبر.
صاحب الهمة يسبق الأمة.. إلى القمة..
قال تعالى ( والسابقون السابقون أولئك المقربون )
لأنهم على الصالحات مدربون في البر مجرّبون.
عمي بعض المحدثين من كثرة الرواية،، فما كلّ و لا ملّ حتى بلغ النهاية،،
مشى أحمد بن حنبل من بغداد إلى صنعاء،، وأنت تفتر في حفظ دعاء.
سافر أحدهم إلى مصر, وغدوه شهر ورواحه شهر،، في طلب حديث واحد،، ليدرك به
المجد الخالد.
ولولا المحنة، ما دعي أحمد إمام السنة,, ووصل بالجلد إلى المجد.
ووضع ابن تيمية في الزنزانة,, فبرز بالعلم زمانه.
خرج أحد العلماء يطلب العلم وعمره أربعون سنة، بينما هو في الطريق جاءته نفسه فقالت له:
كيف تطلب العلم وأنت في هذا السن؟!
متى تحفظ؟!
ومتى تعلّم الناس؟!
فرجع، فمرّ بصاحب ساقية يسقي على البقر، وكان الرّشاء ـ أي: الحبل ـ يقطع الصخر من كثرة ما مرّ، فقال: أطلبه وأتضجّر من طلبه!
اطلبْ ولا تضجرْ من مطلبٍ فآفة الطالب أن يضجرا
أما ترى الحبل بطول الْمدى على صليب الصخر قد أثَّرا
وكان هذا الموقف عظةً له، واصل من خلاله طلب العلم، وجدَّ واجتهد، حتى بلغ المنزل، وصار من أئمة الشافعية ومن العلماء الكبار رحمه الله.
( و إذا كانت النفوس كبارا ... تعبت في مرادها الأجسام )
كان لعمر بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ همة عالية ، تظهر جليَّة في قولته المشهورة :
"إنّ لي نفساً توّاقة ! تَمَنَّيْتُ الإمارة فَنِلْتُها ، وتَمَنَّيْتُ أن أتزوَّج بنتَ الخليفة فنِلْتُها ، وتمنيَّتُ الخلافة فنِلْتُها ، وأنا الآن أتوق للجنة ، وأرجو أن أنالها" .
قال ابن الجوزي رحمه الله :
(الدنيا دار سباق إلى أعالي المعالي ، فينبغي لذي الهمة أن لا يقصر في شَوْطِه . فإنْ سَبَق فهو المقصود ، وإن كَبَا جواده مع اجتهاده لم يُلَمْ) .
صاحب الهمة العالية و النفس الشريفة التواقة لا يرضى بالأشياء الدنية الفانية ..
و إنما همته المسابقة إلى الدرجات الباقية الزاكية التي لا تفنى..
و لا يرجع عن مطلوبه و لو تلفت نفسه في طلبه و من كان في الله تلفه كان على الله خلفه .
قيل لبعض المجتهدين في الطاعات : لم تعذب هذا الجسد ؟ قال : كرامته أريد
واعلمي أخيه أن الماء الراكد فاسد،، لأنه لم يسافر ولم يجاهد.
ولما جرى الماء،، صار مطلب الأحياء.
بقيت على سطح البحر الجيفة،، لأنها خفيفة,,
وسافر الدرّ إلى قاع البحر،، فوضع من التكريم على النحر.
قال ابن القيم رحمه الله :
علو الهمة ؛ أن لا تقف دون الله ، ولا تتعوض عنه بشيء سواه ،ولا ترضى بغيره بدلاً منه
ولا تبيع حظها من الله وقربه والأنس به ، والفرح والسرور والابتهاج به ....
فعلو همة المرء : عنوان فلاحه ، وسفول همته : عنوان حرمانه .
و كبير الهمة لا ينقُضُ عَزْمه
قال تعالى : ( فإذا عزمت فتوكل على الله )
قال جعفر الخلدي البغدادي : " ما عقدت لله على نفسي عقدا ، فنكثته "
وأعلى الهمم في طلب علم الكتاب والسنة والفهم عن الله ورسوله
وأخس همم طلاب العلم قصر همته علي تتبع شواذ المسائل وما لم ينزل ولا هو واقع
أو كانت همته معرفة الاختلاف وتتبع أقوال الناس وليس له همة إلى معرفة الصحيح من تلك الأقوال
وقل أن ينتفع واحد من هؤلاء بعلمه العلم والعمل توأمان أمهما علو الهمة
الجهل والبطالة توأمان أمهما إيثار الكسل
قال يحيى بن أبي كثير : لا ينال العلم براحة الجسد ..
ومن يصطبر للعلم يظفر بنيله ........... ومن يخطب الحسناء يصبر على البذل
ومن لم يذل النفس في طلب العلى ......... يسيرا يعش دهرا طويلا أخا ذل
وليكن شعــارك
إذا غامرت في شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في أمر حقير كطعم الموت في أمر عظيم
إن حياتك مغامرة كبيرة، وان لحظات عمرك مباراة خطيرة
فإياك أن تخرجي منها خاسرة، قبل أن تصلي إلى قمتك ..
فمن جدَّ في العلم؛ كوفئ باحتياج الناس إليه..
ومن جدَّ في بذل المعروف كوفىء بثناء الناس عليه..
ومن كان همّه ما يأكله.. كان قيمته ما يخرجه،
فأين طلاب المعالي؟
أين أصحاب الهمم العوالى ؟ أين من يحب الله صنيعهم ويبارك مسيرهم؟
لا يسأل الكثير إلا من كان عقله يفكر بالكثير..ولا يطلب العظيم إلا من كانت نفسه تسمو لكل عظيم !!
فالله سبحانه وتعالى أمرنا بالعمل،، لينظر عملنا وقال ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)
فالحياة عقيدة،، وجهاد،، وصبر،، وجلاد،، ونضال،، وكفاح،، وبر،، وفلاح.
لا مكان في الحياة لأكول كسول..
و لا مقعد في حافلة الناس للمخذول..
ابدئي في طلب الأجر من الفجر،، بقراءة وذكر،، ودعاء وشكر،، لأنها انطلاق الطير
من وكورها،،
ولا تنسى دعآء حبيبنا عليه الصلاة والسلام : ( اللهم بارك لأمتي في بكورها )
ولابد للهمم الملتهبة أن تنال مطلوبها،،
ولابد للعزائم المتوثبة أن تدرك مرغوبها..
سنة لا تبدل،، وقضية لا تحوّل..
سوف تأتيك المعالي إن أتيت............ لا تقل سوف، عسى، أين، وليت
وقولي للكسول النائم.. والثقيل الهائم.. امسح النوم من عينيك،، واطرد الكرى من
جفنيك,, فلن تنال من ماء العزة قطرة،، ولن ترى من نور العلى خطرة،، حتى تثب مع
من وثب،، وتفعل ما يجب،، وتأتي بالسبب.
وقولي لهم
أما أيقظتكِ صيحة النملة في أهلها :[ يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم ] ؟!
أما أحرجتكِ غَيرة الهدهد على جناب التوحيد ، وهو ينادي بالوعيد :[ ألا يسجدوا لله ..] ؟!
أما أحيت قلبكِ لهفة الميِّت على قومه بقوله :[ يا ليت قومي يعلمون ] ؟!
سُكَّانُ القِمَمِ
في الأرض قمم شامخة، وفي السماء نسور تحلق، وتزاحم النجوم،
وفي المقابل نرى من يزحف في بطون الأودية, أو يدفن رأسه في التراب كالنعام..
وإذا نظرت في الحياة، فسترى قيمًا عالية، وأخلاقا رفيعة..
وفى المقابل، ترى سفاسف دنيئة، وقيمًا وضيعة ..
والناس كالطيور، منهم من يحلق هنا وهناك، ومنهم من يلتصق بهذه، أو تلك
قال ابن الجوزى رحمه الله :
وتلمح سير الكاملين في العلم والعمل، ولا تقنع بالدون
ذو الهمة إن حُطَّ، فنفسه تأبى إلا عُلُوّاً، كالشعلة ِ من النار يُصَوِّبُها صاحبها، وتأبى إلا ارتفاعا "
فهنيئا لمن أخذ بأسباب علو الهمة وكبر النفس، فرُزق نفسًا تواقة، تطلب العلا وتأنف من الأقذاء
وتتجرأ على الصعاب والمضايق، إنها لقمّة الفرح والسعادة وقد قيل:
"بقدر ما تتعنّى تنال ما تتمنَّى.
ألا فليهنأ أرباب الهمم،، بوصول القمم.
وكوني أخيّـه كالنخلةِ عاليةَ الهمَّة ، بعيدة عن الأذى ، إذا رُمِيت بالحجارة ألقتْ رطبها
شبكة أنا مسلمة (http://www.muslmh.com/vb/t178027.html)