دانة
2010-04-18, 01:29 PM
إذا لم تكن أسدا فلا تقد جيشا
فى عام 371هـ خرج الامير ابا القاسم امير صقلية من المدينه يريد الجهاد
و سبب خروجه للجهاد هو ان ملك الصلبيين بردويك اغار بجيشه على
جزيرة صقليه و استولى على قلعة ملطة فسار ابو القاسم بعساكره
ليدفعهم عن القلعه فلما اقترب من الصليبيين و راى كثرتهم خافهم وجبن
عن لقائهم و العياذ بالله من الخذلان و كأنه قد نسى قول الله تعالى
" كم من فئة قليله غلبت فئة كثيرة باذن الله"
لقد خاف ابو القاسم من الموت فقال لجنوده
" انى راجع من مكانى هذا فلا تكسروا على رايى "
فرجع بالجيش و علم ملك الصليبيين بردويل ان ابا القاسم خاف من مواجهته
فزحف إليه فى الحال و هجم على جيش المسلمين
فى حين غفلة منهم فانهزم المسلمون و قتل امير الجيش ابا القاسم
و قتل معه مئات من الابطال وولى المسلمون منهزمين .
و لكن هل انتهت المعركة ؟؟؟؟
لا انها لم تنتهى بعد
فلقد اجتمع المسلمون المنهزمون بقيادة جابر بن الامير ابى القاسم
و قرروا اعادة الكرة على عدوهم و رفعوا شعار الثبات حتى الممات او النصر ؛
و اعاد المسلمون الكرة و لكن
بقلوب غير القلوب بقلوب تعلقت بالله
بقلوب احبت الموت فى سبيل الله
فعندما تعلقت القلوب بالله انزل الله عليهم النصر ،
فنصرهم الله من بعد هزيمتهم و اعزهم من بعد زلهم
و قواهم من بعد ضعفهم ، و كان النصر حليف لهم .
و قتل من عباد الصليب اربعة الاف و اسر من بطارقهم عدد كبير
و غنم المسلمون امولا كثيرة ، فسبحان الواحد الاحد ،
عندما خاف ابو القاسم الموت قتل ،
و عندما قاتل ابنه طالبا للموت نجا ،
و الجبن لا يؤخر الاجل و الشجاعه لا تقربه
و لكل اجل كتاب .
اخى فى الله
من الغريب فى هذه القصة ان نفس الجيش المهزوم
هو الذى انتصر بعد ساعات معدوده ، فيا ترى ما السبب ؟!!!
ان كان الجيش هو الجيش و العدو هو العدو ،
بل فى المرة الثانيه كان النصر مستحيل بمقياس الخبراء العسكريين
لان الجيش بكامل قوته هزم و قتل ملكهم
و قتل كثير من الابطال و لم يبقى من الجيش
الا عدد يسير ، فما سبب النصر ؟؟؟؟؟؟؟؟
اعلم اخى فى الله
ان الاجساد التى دخلت المعركة المرة الثانية
هى نفسها الاجساد التى دخلت فى المرة الاولى
و لكن القلوب التى دخلت فى المعركة الثانية
غير القلوب التى دخلت فى المعركة الاولى
لان القلوب التى دخلت فى المعركة فى المرة الاولى
قلوب تعلقت بالدنيا فكانت الهزيمة ،
اما فى المرة الثانية فالقلوب تعلقت بالله
و احبت لقائه فأنزل الله عليهم النصر ،
و ما النصر الا من عند الله .
اخى فى الله
ان من اعظم فوائد هذه القصة ان تعلم ان قائد الجيش
لابد ان يكون مثل الاسد فى شجاعته ،
و اذا لم تكن اسدا فلا تقد جيشا ؛
فجيش من الأرانب يقوده أسد أفضل من جيش من الاسود يقوده ارنب .
قال ابو اسحاق احمد بن إسحاق فى سير اعلام النبلاء
" ينبغى لقائد الغزاه ان يكون فيه عشر خصال ،
ان يكون فى قلب الاسد فلا يجبن ،
و فى كبر النمر فلا يتواضع ،
و فى شجاعة الدب يقتل بكل جوارحه ،
و فى حملة الخنزير لا يولى دبره ،
و فى غارة الذئب إذا يئس من وجه اغر من وجه اخر ،
و فى حمل السلاح كالنملة تحمل اكثر من وزنها ،
و فى الثبات كالصخر ، و فى الصبر كالحمار ،
و فى الوقاحة كالكلب لو دخل صيده النار دخل خلفه ،
و فى التماس الفرصة كالديك .
بتصرف من كتاب الكامل لابن الأثير
فى عام 371هـ خرج الامير ابا القاسم امير صقلية من المدينه يريد الجهاد
و سبب خروجه للجهاد هو ان ملك الصلبيين بردويك اغار بجيشه على
جزيرة صقليه و استولى على قلعة ملطة فسار ابو القاسم بعساكره
ليدفعهم عن القلعه فلما اقترب من الصليبيين و راى كثرتهم خافهم وجبن
عن لقائهم و العياذ بالله من الخذلان و كأنه قد نسى قول الله تعالى
" كم من فئة قليله غلبت فئة كثيرة باذن الله"
لقد خاف ابو القاسم من الموت فقال لجنوده
" انى راجع من مكانى هذا فلا تكسروا على رايى "
فرجع بالجيش و علم ملك الصليبيين بردويل ان ابا القاسم خاف من مواجهته
فزحف إليه فى الحال و هجم على جيش المسلمين
فى حين غفلة منهم فانهزم المسلمون و قتل امير الجيش ابا القاسم
و قتل معه مئات من الابطال وولى المسلمون منهزمين .
و لكن هل انتهت المعركة ؟؟؟؟
لا انها لم تنتهى بعد
فلقد اجتمع المسلمون المنهزمون بقيادة جابر بن الامير ابى القاسم
و قرروا اعادة الكرة على عدوهم و رفعوا شعار الثبات حتى الممات او النصر ؛
و اعاد المسلمون الكرة و لكن
بقلوب غير القلوب بقلوب تعلقت بالله
بقلوب احبت الموت فى سبيل الله
فعندما تعلقت القلوب بالله انزل الله عليهم النصر ،
فنصرهم الله من بعد هزيمتهم و اعزهم من بعد زلهم
و قواهم من بعد ضعفهم ، و كان النصر حليف لهم .
و قتل من عباد الصليب اربعة الاف و اسر من بطارقهم عدد كبير
و غنم المسلمون امولا كثيرة ، فسبحان الواحد الاحد ،
عندما خاف ابو القاسم الموت قتل ،
و عندما قاتل ابنه طالبا للموت نجا ،
و الجبن لا يؤخر الاجل و الشجاعه لا تقربه
و لكل اجل كتاب .
اخى فى الله
من الغريب فى هذه القصة ان نفس الجيش المهزوم
هو الذى انتصر بعد ساعات معدوده ، فيا ترى ما السبب ؟!!!
ان كان الجيش هو الجيش و العدو هو العدو ،
بل فى المرة الثانيه كان النصر مستحيل بمقياس الخبراء العسكريين
لان الجيش بكامل قوته هزم و قتل ملكهم
و قتل كثير من الابطال و لم يبقى من الجيش
الا عدد يسير ، فما سبب النصر ؟؟؟؟؟؟؟؟
اعلم اخى فى الله
ان الاجساد التى دخلت المعركة المرة الثانية
هى نفسها الاجساد التى دخلت فى المرة الاولى
و لكن القلوب التى دخلت فى المعركة الثانية
غير القلوب التى دخلت فى المعركة الاولى
لان القلوب التى دخلت فى المعركة فى المرة الاولى
قلوب تعلقت بالدنيا فكانت الهزيمة ،
اما فى المرة الثانية فالقلوب تعلقت بالله
و احبت لقائه فأنزل الله عليهم النصر ،
و ما النصر الا من عند الله .
اخى فى الله
ان من اعظم فوائد هذه القصة ان تعلم ان قائد الجيش
لابد ان يكون مثل الاسد فى شجاعته ،
و اذا لم تكن اسدا فلا تقد جيشا ؛
فجيش من الأرانب يقوده أسد أفضل من جيش من الاسود يقوده ارنب .
قال ابو اسحاق احمد بن إسحاق فى سير اعلام النبلاء
" ينبغى لقائد الغزاه ان يكون فيه عشر خصال ،
ان يكون فى قلب الاسد فلا يجبن ،
و فى كبر النمر فلا يتواضع ،
و فى شجاعة الدب يقتل بكل جوارحه ،
و فى حملة الخنزير لا يولى دبره ،
و فى غارة الذئب إذا يئس من وجه اغر من وجه اخر ،
و فى حمل السلاح كالنملة تحمل اكثر من وزنها ،
و فى الثبات كالصخر ، و فى الصبر كالحمار ،
و فى الوقاحة كالكلب لو دخل صيده النار دخل خلفه ،
و فى التماس الفرصة كالديك .
بتصرف من كتاب الكامل لابن الأثير