خديجه
2010-04-25, 05:44 PM
الإشاعات كادت أن تتسبب في كارثة
بعد أن كادت تتحول إلى كارثة بسبب التسرع في الاستنتاج وترويج الإشاعات ظهرت http://www.egypty.com/images/top4/jersey4.jpg
أوشكت الإشاعات أن تشعل كارثة
الحقيقة في جريمة ذبح أسرة مصرية مسيحية في أمريكا فقد اعلن ادوارد دى فازيو المدعى العام لمقاطعة هدسون بولاية نيوجيرسى الامريكية أمس توجيه الاتهام لشابين أمريكيين بقتل الأسرة المصرية بمدينة جيرسى سيتى بغرض السرقة و احالتهما للقضاء مؤكداً فى بيان له أن الغرض من القتل لم يكن بسبب الدين ، و أن الدافع الوحيد للجريمة البشعة كان الجشع و الحاجة للمال ،و أُحيل المتهمان إلى قاضى التحقيقات الذى أمر بحبسهما على ذمة التحقيق و كفالة 10 ملايين دولار لكل منهما .
و بذلك وضع المدعى العام الأمريكى نهاية لما اثارته قضية قتل الأسرة المصرية المسيحية فى نيوجيرسى من توتر بين الجالية المصرية بالولايات المتحدة طوال الشهرين الماضيين ، بسبب تزايد الأصوات التى حاولت لصق الجريمة البشعة بأسباب دينية و ربطها بالأحداث داخل مصر .
و قال المدعى العام أن أحد الجناه كان يقطن بالدور الأعلى بنفس المنزل الذى تقيم فيه اسرة حسام ارمانيوس ، و أن المتهمين قاما بسرقة كروت الائتمان البنكية ( الفيزا ) الخاصة بأرمانيوس ، و حصلا منه على الأرقام السرية الخاصة بالفيزا تحت تهديد السلاح .
و قد كشف المدعى العام عن تفاصيل مثيرة خاصة بالجريمة الشنعاء ، و قال إن المتهم الأول هو شاب أمريكى يُدعى ادوارد ماكدونالد ( 25 عاماً ) و هو مستأجر للدور الأعلى لسكن المجنى عليهم ، و شاركه فى الجريمة شاب أمريكى آخر يُدعى ( هاملتون سانشيز ) 30 عاماً ، و قد اقتحم الاثنان مسكن حسام ارمانيوس 47 عاماً فى 11 يناير 2005 ، و طلبا منه تسليمهما كروت الائتمان البنكية الخاصة به ، و بدأ فى تعذيبه للحصول على الأرقام السرية .
و أثناء تهديد الأب لمعرفة الأرقام السرية ، تعرفت الابنة الصغرى مونيكا (8 سنوات ) على أحد اللصوص و هو جارهم ماكدونالد بالرغم من تغطية وجهه ، و خوفاً من افتضاح امره ذبح الطفلة الصغيرة بعد تكبيلها و شل حركتها داخل غرفتها ، ثم بدأ ( سانشيز ) شريكه فى الجريمة بعمليات القتل البشعة لباقى أفراد الأسرة المصرية التى هاجرت لأمريكا منذ نهاية التسعينات و هم الأب و زوجته أمل جرس ( 32 عاماً ) و الابنة الكبرى سيلفيا ( 15 عاماً ) ثم هربا .
و فال المدعى العام أنه تم الكشف عن المشتبه فيهما بعد أن سجلت إحدى كاميرات المراقبة المثبتة بماكينة الصرف الآلى بأحد البنوك شريطاً كاملاً لأحد الأشخاص فى أثناء قيامه باستخدام بطاقة الفيزا الخاصة برب الأسرة المصرية ، و أكد أن الدافع للجريمة كان السرقة فقط نافياً وجود أية دلائل على كونه عملاً ارهابياً أو نتيجة للتعصب الدينى .
و كان المدعى العام لمقاطعة هدسون قد اخطر السفير شريف الخولى قنصل مصر العام فى نيويورك بالقبض على مرتكبى المذبحة ، و أكد أنه تم تكثيف البحث و تضييق دائرة الاشتباه فى عقب الكشف عن عمليات سحب لنحو 3 آلاف دولار من حسابات رب الأسرة بعد أيام من وقوع الحادث .
وكان سكان مدينة " جيرسي ستي " قد شهدوا حادثا دمويا اثار الرعب والفزع و الذهول عندما ذبح افراد عائلة مصرية كاملة تم حسب روايتين مختلفتين الاولى تؤكد " جز اعناقهم والثانية تروي انهم تعرضوا الي طعنات بالعنق بعدما لثمت افواههم .
لم يصدق رجال الشرطة المشهد المريع الماثل امامهم في المنزل الواقع على " 85 اوكلاند افنيو " بعدما عثروا على جثة الزوج حسام ارمانيوس " 46 عاما " في غرفة النوم ،وجثة زوجته امال جريس " 36 عاما " في الغرفة المجاورة وسط بركة من الدماء ، وعلى بعد خطوات قليلة جثة الطفلة سيلفيا في غرفة الاطفال وجثة شقيقتها مونيكا في الحمام .
وبدأت المفاجات المرعبة تتوالى امام رجال البوليس ورجال التحقيقات الجنائية عندما اكتشفوا تفاصيل تكلك المجزرة او الطريقة التي تمت بها حيث بات من الواضح انها تمت بطريقة بشعة سواء تم حز اعناق الضحايا او بتعرضهم الى عدة طعنات في الاعناق بحسب الرواية الاخرى الي تبنتها الصحافة الامريكية .
لم تكن هنالك علامات عراك او عنف داخل المنزل ، ولم تكن هنالك اية دلائل تشير الى ان المنزل تم اقتحامة ،ولم يكن هنالك غير الصمت والهواء البارد شاهدا على تفاصيل المجزرة !!.
حسام ارمانيوس مهاجر مصري قبطي يعمل في احد الفنادق واحيانا في " التعهدات " ، زوجته امال تعمل في مكتب بريد " كيرني " ، الطفلة مونيكا ترتاد مدرسة ابتدائية تقع على بعد خطوات قريبة من المنزل ، شقيقتها سلفيا كانت تحضر لحفلة عيد ميلادها السادس عشر الذي كان يصادف اليوم التالي لاكتشاف الجريمة .
عائلة وديعة مسالمة بعيدة تماما عن دائرة العنف والجريمة
اكتشاف الجريمة
بعدما لاحظ الأقرباء اختفاء افراد العائلة بكامل افرادها عن الانظار بشكل غير مألوف. قام انيس جرس والد الزوجة القتيلة بالذهاب الى منزل ابنته ليطمئن عليها ، اذ ليس من عادتها ان تغيب عنه كل هذه المدة ... طرق انيس الباب عدة مرات ، ولكن لم يجبه احد .... حاول النظر من النافذة ... اعاد طرق الباب مجددا لعل الجرس " خربان " او شي ء من هذا القبيل ولكن لا حياة لمن تنادي ، وحتى يقطع انيس الشك باليقين نادي عليهم باعلى صوته ولم يجبه الا صدى صوته في ذلك اليوم ... افكار كثيرة بدأت تراود الاب .. ترى : ماذا جرى لابنته وحفيدتية وصهره ؟؟؟سأل الجيران ، وسأل في المستشفيات ولكنه لم يجد جوابا لسؤالة .... لم يبقى امامة الا الذهاب الى قسم الشرطة لعلة يجد جوابا هناك !!!. في قسم الشرطة ابلغهم انيس عن اختفاء عائلة ابنته بكاملها منذ عدة ايام ، الامر الذي ادى الى ان تأخذ الشرطة الامر على محمل الجد ، حيث هرع رجال الامن الى المنزل ، وبعدما طرقوه لعدة مرات ولم يجدوا اجابة قاموا فورا باستدعاء قوات اضافية الى المكان وقاموا باقتحام البوابة الامامية له بالقوة ليعثروا على المشهد المفزع امامهم ، اربع جثث تغرق في دمائها ما بين غرفة النوم وصالة الجلوس وغرفة الاطفال والحمام، الامر الذي اقتضت معه طبيعة الحادث الى ان يقوم الضابط المشرف على عملية اقتحام المنزل بطلب رجال المختبر الجنائي وضباط مختصون بالتحقيق الجنائي ورفع البصمات والادلة في حال وجودها .
اهالي الحي توافدوا مفزوعين الى حيث يقع منزل العائلة المنكوبة في مشهد تراجيدي اختلطت فيه مشاعر الحزن بمشاعر الاشمئزاز من هذه الطريقة البشعة في ارتكاب تلك المجزرة .... عشرات الطلاب والطالبات من مدرستي سلفيا ومونيكا جاءوا على عجل يبكون زميلتيهما ويضعون اكاليل الورود ويضيؤون الشموع على بوابة المنزل الذي اصبح مهجورا بفعل تلك الجريمة وبفعل الاجراءات الامنية التي اغلقته بواسطة لفائف البلاستيك اللاصق التحذيرية والتي يمنع بمقتضاها لاي شخص كان ان يصل حتى الى البوابة الداخلية للمنزل .
رجال الشرطة من جهتهم كانوا منهمكين في مهمة التحقيق بثبور ... رجال توزعوا هنا وهناك بحثا عن دليل او بصمة ما او طرف خيط قد يقودهم الى القاتل او القتلة او يؤدي بهم الى معرفة ملابسات تلك الجريمة ...... يبحثون داخل البيت ، فوق الارفف ، حول الجدران والمنزل ولكنهم في النهاية لم يعثروا على شيء واضح بعد ..... وخيم الصمت على الجميع ...!!! .
سيناريوهات مختلفة .. والاسلاميون كانوا هم المتهم الرئيسي !!
في غياب الادلة وفي غياب العثور على القاتل او القتلة بدأت الشائعات بالسريان وانتشرت بسرعة البرق كانتشار النار في الهشيم ، واختلطت الحقيقة بالوهم ، واستبدلت الادلة بالتكهنات وراجت العديد من السيناريوهات المفترضة لعملية القتل ... عشرا ت الروايات .. ومئات الالسن التي تناقلتها لتصبح بالتالي هي الحقيقة الثابتة حتى تلك اللحظة عند الناس .....اولى تلك الروايات حاولت الربط بين ملابسات الجريمة وجريمة اخرى وقعت في ولاية كانساس عام 1967 اي قبل حوالي ثلاثين عاما !! تلك الجريمة التي تحولت الي فيلم سينمائي فيما بعد بعنوان " بدم بارد " تتلخص قصته بأن مجرما قتل العائلة باكملها خشية ان يتعرف علية احد ، هذه الرواية سرعان ما تلاشت حينما راجت الرواية الاكثر قبولا لدى المئات من اباء الجالية القبطية ان لم نقل الالاف ، حينما بدأ الحديث عن ان الدافع الحقيقي وراء تلك الجريمة هو دافع ديني ، وان المتورطون فيها هم جماعات اسلامية متطرفة ....
عشرات محطات البث المباشر ... عشرات الكاميرات ... سيل من الاحاديث الصحفية واللغو الاعلامي ، والعزف على الوتر الطائفي ... الكل يبحث عن الحقيقة ، والكل يبحث عن سبق صحفي حتى لو كان على حساب وحدة الجالية وطوائفها ... الكنيسة الارثوذكسية للاقباط في جيرسي ستي تحولت الى مركز اعلامي .... الزعيم السياسي القبطي الدكتور منير داود اصبح نجم المحطات الاعلامية بلا منازع الكل يحدد موعدا معه لمعرفة تفاصيل تلك الجريمة .... الرجل كان واضحا تماما حينما قال لـ " البلاد انهم هم ... نفس القتلة ونفس الاسلوب " انهم من يقتلون الناس في العراق وفي دول اخرى .... اخشى ان يكون الزرقاوي قد وصل الي بيوتنا في امريكا " ـ
جميع الاحتمالات واردة عند الشرطة !!
وبعيدا عن مشاعر الحزن وعن الوهم الذي اختلط بالحقيقة وعن " الفوبيا " التي خلفتها تلك الروايات بصرف النظر عن صحتها او بطلانها ، فأن المحققين يميلون حاليا لنظرية ان السطو المسلح كان هو الدافع الرئيس وراء تلك الجريمة البشعة ،حسبما اشار المدعي العام لمقاطعة " هدسون " ادوارد ديفازو الذي قال : " ان السرقة دافع رئيس وراء تلك الجريمة" مشيرا الى انه لم يتم العثور على اية مجوهرات او نقود في منزل العائلة القتيلة بعد الجريمة .
حيث عثر رجال الشرطة على محفظة الاب حسام خالية من النقود بالقرب من جثته ، كما لوحظ انه قد تم تفتيش جيوب جميع الضحايا لدرجة ان القاتل او القتلة قد ترك الجيوب متدلية بـ " المقلوب " اضافة الى أن محفظة ألأم كانت خالية من اي شيء.
الاهم من ذلك كله هي تلك المعلومات التي اشارت الى أن العائلة القتيلة كانت قد تعرضت لعملية سرقة نقود و مجوهرات السنة الماضية وفي مثل هذا الوقت تقريبا ، حسبما اشارت سجلات الشرطة ، كما تعرض منزل احد الجيران لعملية سرقة قبل اسبوعين من وقوع الجريمة ايضا ، وهو الامر الذي جعل رجال التحقيقات يميلون الى أن الدافع وراء تلك الجريمة هو السطو المسلح مع عدم استبعاد اية خيارات اخرى خصوصا وأن معلومات تلقتها شرطة المدينة من بعض القيادات القبطية اشارت الى أن الراحل " حسام " كان يجري مناقشات دينية عبر " البال توك " على شبكة الانترنت مع بعض الاسلاميين ، كانت تتطور في بعض الاحيان الى ملاسنات وتهديدات، حيث اكد مقربون من العائلة المنكوبة أن الاب القتيل قد تعرض لتهديد بالقتل قبل حوالي شهرين من شخص على شبكة الانترنت بعدما كتب تعليقا انتقد فيه الديانة الاسلامية.
المدعي العام دي فازيو من جهته علق على هذه الروايات قائلا : " ان هذه الاشاعات والاقاويل لم تخرج من رجال التحقيقات او من اية جهة او سلطة قانونية وان التحقيقات تسير على قدم وساق لمعرفة ملابسات الجريمة ، وانه ليس لدية اي سجل يشير الى ان القتيل قد تعرض للتهديد . واضاف " تستطيع عائلة الاسرة القتيلة ان تتحدث فيما تشاء بكل حرية ، لكن ليس لدينا اي دليل حتى الان على وجود دافع ديني وراء تلك الجريمة .
وقال : " الدافع الديني مازال في دائرة الاحتمالات ، ولكنه غير مؤكد ولا نستطيع الجزم بأنه كان وراء الجريمة " وهو الامر الذي اكده ايضا مكتب المدعي العام حينما قال : " اذا كان لدى هؤلاء الذين يتحدثون عن دور لمجموعات ارهابية في الجريمة اي دليل فعليهم أن يقدموه لنا حتى نتخذ اجراءاتنا بناء على تلك الادلة والبراهين " !!
وكذلك تشير الدلائل الى أن الجريمة قد وقعت في وقت متقطع بناء على حقيقة انه تم العثور على جثث الضحايا في اماكن متفرقة من المنزل مكممة افواههم ومكبلة ايديهم ،وبنفس طريقة القتل البشعة .
المحققون يعتقدون انه كان هناك اكثر من مجرم قاموا بارتكاب هذه الجريمة ، ولكنهم في الوقت ذاته لا يعلمون لماذا لجأ القتلة الى هذا الاسلوب الوحشي في تنفيذ جريمتهم، وقال محقق يتابع القضية : " هنالك قتلة غالبا لا يتصرفون بشكل عادي ".
الانبا " ديفيد "... صوت العقل يجب ان يسود
وبالعودة الى الحديث عن الدافع الديني من انه كان وراء الجريمة ، التي انتشرت بشكل محموم بين ابناء المجتمع القبطي – المصري في "جيرسي ستي " جراء تصريحات الدكتور منير داود رئيس المؤسسة القبطية – الامريكية التي اطلقها امام مئات من انصار الكنيسة القبطية الذين تجمهروا في كنيسة جورج شنودة القبطية الارثوذكسية ، فقد وقف الممثل الرسمي للكنيسة القبطية واعلى مرجعية دينية للاقباط في امريكا الانبا "دافيد" موقفا حازما من هذة القصة حينما طالب الجميع بالتهدئة وانتظار التحقيقات الجارية لمعرفة القتلة ودوافع الجريمة ،مناشدا الجميع السماح لرجال الشرطة بانهاء تحقيقاتهم من اجل معرفة الحقيقة .
وحينما سئل الانبا " ديفيد " من قبل وسائل الاعلام عن دوافع هذه الجريمة البشعة ومن الذي يقف وراءها قال : " لا نستطيع ضرب التكهنات بهذا الشكل ونحن ننتظر من رجال الشرطة أن يخبرونا حقيقة ما حدث ... دعوهم ينهوا عملهم اولا "
الجاليات المسلمة تشارك في الجنازة
بعد ثلاثة ايام من اكتشاف الجريمة ، كان يوما استثنائيا بكل ما في الكلمة من معنى ... الالاف توافدوا على القاعة التي اجريت فيها مراسم الدفن ليشاركوا العائلة في مصابها ... عشرات ابناء الجالية المسلمة كانوا هناك .... مئات المشيعين وقفوا في العراء وسط جو بارد وماطر ليعبروا عن تضامنهم مع ابناء الجالية القبطية والمصرية وشجبهم وادانتهم لهذة الجريمة البشعة .
الشيخ طارق حضر معزيا وخرج بحماية الشرطة!!
في الوقت الذي حضر فية العديد من ابناء الجالية المسلمة مراسم التأبين وقدموا فية مراسم العزاء لال الفقيد ولابناء الجالية القبطية المسلمة في قاعة التشييع ، وكان كل شيء يشير الى ان الامور تسير على خير ، وقبل حوالي نصف ساعة تقريبا من انتهاء مراسم التشييع كان الشيخ " طارق يوسف " امام مسجد " اولي الالباب " في بروكلن بزيه التقليدي " العباه والغترة والدشداش " فد شق طريقة نحو ال الفقيد الذين يقفون بجوار النعوش لتقديم العزاء لهم ممثلا عن رجال الدين الاسلامي،
وقبل ان يأخذ " الشيخ " مكانة امام النعوش حتى تعالى الهمس وتحول الى صراخ وشتائم بدأته سيدة يبدو انها لم تتمالك اعصابها حينما شاهدت " عالم دين مسلم" يشارك في مراسم التشييع جراء التعبئة الاعلامية المتتالية من ان من ارتكبوا تلك الجريمة هم مسلمون، حيث بدأت تلك السيدة تكيل الشتائم للشيخ وتطالبة بالخروج من القاعة !! وما هي الا لحظات ، حتى انضم اليها العشرات الذين ارتفعت اصواتهم وتعالى صراخهم بضرورة " طرد الشيخ " من القاعة وسط عبارات تقول بأنه " ارهابي " وأنه " يقتل القتيل ويمشي في جنازتة " ، وحينما بدأ الامر بالتطور وكاد الشيخ ان يتعرض لمحاولة اعتداء جسدي من قبل بعض الحضور حتى قام " ايمن جرس " شقيق القتيلة" امال " وحمى الشيخ صارخا في الجميع : " أنه ضيفي ، وفي كنيستنا .. ولن اسمح لاحد بأن يتعرض له ".
وحينما لم تفلح نداءات " ايمن " في اعادة الهدوء للقاعة ثانية ، قام الانبا " ديفيد " - اعلى سلطة دينية قبطية في امريكا الشمالية -وطلب من الجميع الهدوء والسكوت ، مذكرا بأن السيد المسيح " قد علمنا ان نحب الجميع " الامر الذي صفق له الحضور والتزموا الهدوء والصمت بعده ، فيما قام احد الكهنة عن مقعدة واجلس فية الشيخ " طارق " في المنصة الرئيسية للتأبين .
وقبل نحو ربع ساعة من انتهاء المراسم دخلت قوة من عناصر الشرطة - بناء على معلومات تلقتها - الى داخل القاعة واصروا على مرافقة الشيخ طارق لتأمين سلامته ولمنع اي احتكاك قد ينجم اثناء خروج الجثامين من القاعة باتجاه المقبرة واحاطو به من كل جانب اثناء خروجة وسط الجموع الخفيرة من الناس المشحونين بالعواطف وبالاشاعات التي راجت عن دور مفترض للاسلامين في تلك الجريمة ، واصر رجال البوليس ان يصطحبوا الشيخ في سيارة تابعة لشرطة المدينة بعدما ثار اللغط ثانية وتعالت صرخات المشيعون المطالبة بالانتقام .
وفعلا رافقوه تحت الحراسة حتى ابلغوه مأمنه الذي اختاره في " جيرسي ستي " لان الشرطة لا تستطيع ايصاله الى بروكلن بحسب تعليمات الولاية "
تأبين لم يتم... والجالية المسلمة مصدومة !!
في الوقت الذي ابدت فية الجالية الاسلامية غضبها وسخطها من هذه الجريمة البشعة التي استهدفت واصابت ابناء الجالية العربية كلها بغض النظر عن دينها او معتقداتها ، ابدى عدد من رجال الدين الاسلامي استغرابهم من ان تصل الامور الى ما وصلت الية من كيل للتهم قبل ان تظهر نتائج التحقيقات .
وقال زعماء مسلمون في مدينة "باترسون انهم كانوا ينوون ان يشاركوا بوفد يزيد عدده على خمسين شخصا في مراسم تشييع الجثامين لتقديم التعازي لأهالي القتلىولابناء الجالية القبطية والمصرية في الولاية ، الا انهم عدلوا عن الفكرة بعدما اتصلوا بالانبا " ديفيد " الذي شكرهم على هذه البادرة ، وبالغهم بأنه لا يستطيع ضمان ردة فعل الحضور الذين تحركهم في هذه اللحظات العصيبة عواطفهم ومشاعر الحزن والغضب .
الشيخ " محمد قطناني " امام المركز الاسلامي في مقاطعة باسيك قال لـ " البلاد " كنا نريد ان نشارك ابناء الجالية العربية مصابهم ، ونعرب لهم عن ادانتنا لهذه الجريمة البشعة ، الا اننا اكتفينا بعقد مؤتمر صحفي بناء على نصيحة من المرجعية القبطية بعدم المشاركة حتى تهدأ النفوس ،.. مؤتمر اعلنا فيه موقفا واضحا وادنا فية تلك الجريمة البشعة ، وطالبنا فية بتقديم المسؤولين عنها للعدالة بصرف النظر عن دينهم او معتقداتهم .
ويضيف القطناني " اننا واذ نشعر بالالم لما حدث ، فأننا نناشد جميع ابناء الجالية العربية اخذ الامور بالحكمة وتفويت الفرصة على اولئك الذين يتربصون بنا ويودون لو انهم يشعلوا نار الفتنة بيننا كجالية واحدة لديها من اسباب التجمع والالتقاء اكثر بكثير مما لديها من عوامل الفرقة والتنافر .
وتابع القطناني قائلا : اناشد اخواني ايضا ان ينتظروا نتائج التحقيقات لتبين القاتل او القتلة ،الذين هم مدانون من قبلنا من اي ملة كانوا.
ويرى المراقبون أن اكتشاف هذه الجريمة يجل أن يكون عبرة لمن تسول له نفسه أن يسكب الزيت على النار ويشعل فتيل فتنة طائفية بين أبناء الشعب الواحد المتحاب عبر آلاف السنين
بعد أن كادت تتحول إلى كارثة بسبب التسرع في الاستنتاج وترويج الإشاعات ظهرت http://www.egypty.com/images/top4/jersey4.jpg
أوشكت الإشاعات أن تشعل كارثة
الحقيقة في جريمة ذبح أسرة مصرية مسيحية في أمريكا فقد اعلن ادوارد دى فازيو المدعى العام لمقاطعة هدسون بولاية نيوجيرسى الامريكية أمس توجيه الاتهام لشابين أمريكيين بقتل الأسرة المصرية بمدينة جيرسى سيتى بغرض السرقة و احالتهما للقضاء مؤكداً فى بيان له أن الغرض من القتل لم يكن بسبب الدين ، و أن الدافع الوحيد للجريمة البشعة كان الجشع و الحاجة للمال ،و أُحيل المتهمان إلى قاضى التحقيقات الذى أمر بحبسهما على ذمة التحقيق و كفالة 10 ملايين دولار لكل منهما .
و بذلك وضع المدعى العام الأمريكى نهاية لما اثارته قضية قتل الأسرة المصرية المسيحية فى نيوجيرسى من توتر بين الجالية المصرية بالولايات المتحدة طوال الشهرين الماضيين ، بسبب تزايد الأصوات التى حاولت لصق الجريمة البشعة بأسباب دينية و ربطها بالأحداث داخل مصر .
و قال المدعى العام أن أحد الجناه كان يقطن بالدور الأعلى بنفس المنزل الذى تقيم فيه اسرة حسام ارمانيوس ، و أن المتهمين قاما بسرقة كروت الائتمان البنكية ( الفيزا ) الخاصة بأرمانيوس ، و حصلا منه على الأرقام السرية الخاصة بالفيزا تحت تهديد السلاح .
و قد كشف المدعى العام عن تفاصيل مثيرة خاصة بالجريمة الشنعاء ، و قال إن المتهم الأول هو شاب أمريكى يُدعى ادوارد ماكدونالد ( 25 عاماً ) و هو مستأجر للدور الأعلى لسكن المجنى عليهم ، و شاركه فى الجريمة شاب أمريكى آخر يُدعى ( هاملتون سانشيز ) 30 عاماً ، و قد اقتحم الاثنان مسكن حسام ارمانيوس 47 عاماً فى 11 يناير 2005 ، و طلبا منه تسليمهما كروت الائتمان البنكية الخاصة به ، و بدأ فى تعذيبه للحصول على الأرقام السرية .
و أثناء تهديد الأب لمعرفة الأرقام السرية ، تعرفت الابنة الصغرى مونيكا (8 سنوات ) على أحد اللصوص و هو جارهم ماكدونالد بالرغم من تغطية وجهه ، و خوفاً من افتضاح امره ذبح الطفلة الصغيرة بعد تكبيلها و شل حركتها داخل غرفتها ، ثم بدأ ( سانشيز ) شريكه فى الجريمة بعمليات القتل البشعة لباقى أفراد الأسرة المصرية التى هاجرت لأمريكا منذ نهاية التسعينات و هم الأب و زوجته أمل جرس ( 32 عاماً ) و الابنة الكبرى سيلفيا ( 15 عاماً ) ثم هربا .
و فال المدعى العام أنه تم الكشف عن المشتبه فيهما بعد أن سجلت إحدى كاميرات المراقبة المثبتة بماكينة الصرف الآلى بأحد البنوك شريطاً كاملاً لأحد الأشخاص فى أثناء قيامه باستخدام بطاقة الفيزا الخاصة برب الأسرة المصرية ، و أكد أن الدافع للجريمة كان السرقة فقط نافياً وجود أية دلائل على كونه عملاً ارهابياً أو نتيجة للتعصب الدينى .
و كان المدعى العام لمقاطعة هدسون قد اخطر السفير شريف الخولى قنصل مصر العام فى نيويورك بالقبض على مرتكبى المذبحة ، و أكد أنه تم تكثيف البحث و تضييق دائرة الاشتباه فى عقب الكشف عن عمليات سحب لنحو 3 آلاف دولار من حسابات رب الأسرة بعد أيام من وقوع الحادث .
وكان سكان مدينة " جيرسي ستي " قد شهدوا حادثا دمويا اثار الرعب والفزع و الذهول عندما ذبح افراد عائلة مصرية كاملة تم حسب روايتين مختلفتين الاولى تؤكد " جز اعناقهم والثانية تروي انهم تعرضوا الي طعنات بالعنق بعدما لثمت افواههم .
لم يصدق رجال الشرطة المشهد المريع الماثل امامهم في المنزل الواقع على " 85 اوكلاند افنيو " بعدما عثروا على جثة الزوج حسام ارمانيوس " 46 عاما " في غرفة النوم ،وجثة زوجته امال جريس " 36 عاما " في الغرفة المجاورة وسط بركة من الدماء ، وعلى بعد خطوات قليلة جثة الطفلة سيلفيا في غرفة الاطفال وجثة شقيقتها مونيكا في الحمام .
وبدأت المفاجات المرعبة تتوالى امام رجال البوليس ورجال التحقيقات الجنائية عندما اكتشفوا تفاصيل تكلك المجزرة او الطريقة التي تمت بها حيث بات من الواضح انها تمت بطريقة بشعة سواء تم حز اعناق الضحايا او بتعرضهم الى عدة طعنات في الاعناق بحسب الرواية الاخرى الي تبنتها الصحافة الامريكية .
لم تكن هنالك علامات عراك او عنف داخل المنزل ، ولم تكن هنالك اية دلائل تشير الى ان المنزل تم اقتحامة ،ولم يكن هنالك غير الصمت والهواء البارد شاهدا على تفاصيل المجزرة !!.
حسام ارمانيوس مهاجر مصري قبطي يعمل في احد الفنادق واحيانا في " التعهدات " ، زوجته امال تعمل في مكتب بريد " كيرني " ، الطفلة مونيكا ترتاد مدرسة ابتدائية تقع على بعد خطوات قريبة من المنزل ، شقيقتها سلفيا كانت تحضر لحفلة عيد ميلادها السادس عشر الذي كان يصادف اليوم التالي لاكتشاف الجريمة .
عائلة وديعة مسالمة بعيدة تماما عن دائرة العنف والجريمة
اكتشاف الجريمة
بعدما لاحظ الأقرباء اختفاء افراد العائلة بكامل افرادها عن الانظار بشكل غير مألوف. قام انيس جرس والد الزوجة القتيلة بالذهاب الى منزل ابنته ليطمئن عليها ، اذ ليس من عادتها ان تغيب عنه كل هذه المدة ... طرق انيس الباب عدة مرات ، ولكن لم يجبه احد .... حاول النظر من النافذة ... اعاد طرق الباب مجددا لعل الجرس " خربان " او شي ء من هذا القبيل ولكن لا حياة لمن تنادي ، وحتى يقطع انيس الشك باليقين نادي عليهم باعلى صوته ولم يجبه الا صدى صوته في ذلك اليوم ... افكار كثيرة بدأت تراود الاب .. ترى : ماذا جرى لابنته وحفيدتية وصهره ؟؟؟سأل الجيران ، وسأل في المستشفيات ولكنه لم يجد جوابا لسؤالة .... لم يبقى امامة الا الذهاب الى قسم الشرطة لعلة يجد جوابا هناك !!!. في قسم الشرطة ابلغهم انيس عن اختفاء عائلة ابنته بكاملها منذ عدة ايام ، الامر الذي ادى الى ان تأخذ الشرطة الامر على محمل الجد ، حيث هرع رجال الامن الى المنزل ، وبعدما طرقوه لعدة مرات ولم يجدوا اجابة قاموا فورا باستدعاء قوات اضافية الى المكان وقاموا باقتحام البوابة الامامية له بالقوة ليعثروا على المشهد المفزع امامهم ، اربع جثث تغرق في دمائها ما بين غرفة النوم وصالة الجلوس وغرفة الاطفال والحمام، الامر الذي اقتضت معه طبيعة الحادث الى ان يقوم الضابط المشرف على عملية اقتحام المنزل بطلب رجال المختبر الجنائي وضباط مختصون بالتحقيق الجنائي ورفع البصمات والادلة في حال وجودها .
اهالي الحي توافدوا مفزوعين الى حيث يقع منزل العائلة المنكوبة في مشهد تراجيدي اختلطت فيه مشاعر الحزن بمشاعر الاشمئزاز من هذه الطريقة البشعة في ارتكاب تلك المجزرة .... عشرات الطلاب والطالبات من مدرستي سلفيا ومونيكا جاءوا على عجل يبكون زميلتيهما ويضعون اكاليل الورود ويضيؤون الشموع على بوابة المنزل الذي اصبح مهجورا بفعل تلك الجريمة وبفعل الاجراءات الامنية التي اغلقته بواسطة لفائف البلاستيك اللاصق التحذيرية والتي يمنع بمقتضاها لاي شخص كان ان يصل حتى الى البوابة الداخلية للمنزل .
رجال الشرطة من جهتهم كانوا منهمكين في مهمة التحقيق بثبور ... رجال توزعوا هنا وهناك بحثا عن دليل او بصمة ما او طرف خيط قد يقودهم الى القاتل او القتلة او يؤدي بهم الى معرفة ملابسات تلك الجريمة ...... يبحثون داخل البيت ، فوق الارفف ، حول الجدران والمنزل ولكنهم في النهاية لم يعثروا على شيء واضح بعد ..... وخيم الصمت على الجميع ...!!! .
سيناريوهات مختلفة .. والاسلاميون كانوا هم المتهم الرئيسي !!
في غياب الادلة وفي غياب العثور على القاتل او القتلة بدأت الشائعات بالسريان وانتشرت بسرعة البرق كانتشار النار في الهشيم ، واختلطت الحقيقة بالوهم ، واستبدلت الادلة بالتكهنات وراجت العديد من السيناريوهات المفترضة لعملية القتل ... عشرا ت الروايات .. ومئات الالسن التي تناقلتها لتصبح بالتالي هي الحقيقة الثابتة حتى تلك اللحظة عند الناس .....اولى تلك الروايات حاولت الربط بين ملابسات الجريمة وجريمة اخرى وقعت في ولاية كانساس عام 1967 اي قبل حوالي ثلاثين عاما !! تلك الجريمة التي تحولت الي فيلم سينمائي فيما بعد بعنوان " بدم بارد " تتلخص قصته بأن مجرما قتل العائلة باكملها خشية ان يتعرف علية احد ، هذه الرواية سرعان ما تلاشت حينما راجت الرواية الاكثر قبولا لدى المئات من اباء الجالية القبطية ان لم نقل الالاف ، حينما بدأ الحديث عن ان الدافع الحقيقي وراء تلك الجريمة هو دافع ديني ، وان المتورطون فيها هم جماعات اسلامية متطرفة ....
عشرات محطات البث المباشر ... عشرات الكاميرات ... سيل من الاحاديث الصحفية واللغو الاعلامي ، والعزف على الوتر الطائفي ... الكل يبحث عن الحقيقة ، والكل يبحث عن سبق صحفي حتى لو كان على حساب وحدة الجالية وطوائفها ... الكنيسة الارثوذكسية للاقباط في جيرسي ستي تحولت الى مركز اعلامي .... الزعيم السياسي القبطي الدكتور منير داود اصبح نجم المحطات الاعلامية بلا منازع الكل يحدد موعدا معه لمعرفة تفاصيل تلك الجريمة .... الرجل كان واضحا تماما حينما قال لـ " البلاد انهم هم ... نفس القتلة ونفس الاسلوب " انهم من يقتلون الناس في العراق وفي دول اخرى .... اخشى ان يكون الزرقاوي قد وصل الي بيوتنا في امريكا " ـ
جميع الاحتمالات واردة عند الشرطة !!
وبعيدا عن مشاعر الحزن وعن الوهم الذي اختلط بالحقيقة وعن " الفوبيا " التي خلفتها تلك الروايات بصرف النظر عن صحتها او بطلانها ، فأن المحققين يميلون حاليا لنظرية ان السطو المسلح كان هو الدافع الرئيس وراء تلك الجريمة البشعة ،حسبما اشار المدعي العام لمقاطعة " هدسون " ادوارد ديفازو الذي قال : " ان السرقة دافع رئيس وراء تلك الجريمة" مشيرا الى انه لم يتم العثور على اية مجوهرات او نقود في منزل العائلة القتيلة بعد الجريمة .
حيث عثر رجال الشرطة على محفظة الاب حسام خالية من النقود بالقرب من جثته ، كما لوحظ انه قد تم تفتيش جيوب جميع الضحايا لدرجة ان القاتل او القتلة قد ترك الجيوب متدلية بـ " المقلوب " اضافة الى أن محفظة ألأم كانت خالية من اي شيء.
الاهم من ذلك كله هي تلك المعلومات التي اشارت الى أن العائلة القتيلة كانت قد تعرضت لعملية سرقة نقود و مجوهرات السنة الماضية وفي مثل هذا الوقت تقريبا ، حسبما اشارت سجلات الشرطة ، كما تعرض منزل احد الجيران لعملية سرقة قبل اسبوعين من وقوع الجريمة ايضا ، وهو الامر الذي جعل رجال التحقيقات يميلون الى أن الدافع وراء تلك الجريمة هو السطو المسلح مع عدم استبعاد اية خيارات اخرى خصوصا وأن معلومات تلقتها شرطة المدينة من بعض القيادات القبطية اشارت الى أن الراحل " حسام " كان يجري مناقشات دينية عبر " البال توك " على شبكة الانترنت مع بعض الاسلاميين ، كانت تتطور في بعض الاحيان الى ملاسنات وتهديدات، حيث اكد مقربون من العائلة المنكوبة أن الاب القتيل قد تعرض لتهديد بالقتل قبل حوالي شهرين من شخص على شبكة الانترنت بعدما كتب تعليقا انتقد فيه الديانة الاسلامية.
المدعي العام دي فازيو من جهته علق على هذه الروايات قائلا : " ان هذه الاشاعات والاقاويل لم تخرج من رجال التحقيقات او من اية جهة او سلطة قانونية وان التحقيقات تسير على قدم وساق لمعرفة ملابسات الجريمة ، وانه ليس لدية اي سجل يشير الى ان القتيل قد تعرض للتهديد . واضاف " تستطيع عائلة الاسرة القتيلة ان تتحدث فيما تشاء بكل حرية ، لكن ليس لدينا اي دليل حتى الان على وجود دافع ديني وراء تلك الجريمة .
وقال : " الدافع الديني مازال في دائرة الاحتمالات ، ولكنه غير مؤكد ولا نستطيع الجزم بأنه كان وراء الجريمة " وهو الامر الذي اكده ايضا مكتب المدعي العام حينما قال : " اذا كان لدى هؤلاء الذين يتحدثون عن دور لمجموعات ارهابية في الجريمة اي دليل فعليهم أن يقدموه لنا حتى نتخذ اجراءاتنا بناء على تلك الادلة والبراهين " !!
وكذلك تشير الدلائل الى أن الجريمة قد وقعت في وقت متقطع بناء على حقيقة انه تم العثور على جثث الضحايا في اماكن متفرقة من المنزل مكممة افواههم ومكبلة ايديهم ،وبنفس طريقة القتل البشعة .
المحققون يعتقدون انه كان هناك اكثر من مجرم قاموا بارتكاب هذه الجريمة ، ولكنهم في الوقت ذاته لا يعلمون لماذا لجأ القتلة الى هذا الاسلوب الوحشي في تنفيذ جريمتهم، وقال محقق يتابع القضية : " هنالك قتلة غالبا لا يتصرفون بشكل عادي ".
الانبا " ديفيد "... صوت العقل يجب ان يسود
وبالعودة الى الحديث عن الدافع الديني من انه كان وراء الجريمة ، التي انتشرت بشكل محموم بين ابناء المجتمع القبطي – المصري في "جيرسي ستي " جراء تصريحات الدكتور منير داود رئيس المؤسسة القبطية – الامريكية التي اطلقها امام مئات من انصار الكنيسة القبطية الذين تجمهروا في كنيسة جورج شنودة القبطية الارثوذكسية ، فقد وقف الممثل الرسمي للكنيسة القبطية واعلى مرجعية دينية للاقباط في امريكا الانبا "دافيد" موقفا حازما من هذة القصة حينما طالب الجميع بالتهدئة وانتظار التحقيقات الجارية لمعرفة القتلة ودوافع الجريمة ،مناشدا الجميع السماح لرجال الشرطة بانهاء تحقيقاتهم من اجل معرفة الحقيقة .
وحينما سئل الانبا " ديفيد " من قبل وسائل الاعلام عن دوافع هذه الجريمة البشعة ومن الذي يقف وراءها قال : " لا نستطيع ضرب التكهنات بهذا الشكل ونحن ننتظر من رجال الشرطة أن يخبرونا حقيقة ما حدث ... دعوهم ينهوا عملهم اولا "
الجاليات المسلمة تشارك في الجنازة
بعد ثلاثة ايام من اكتشاف الجريمة ، كان يوما استثنائيا بكل ما في الكلمة من معنى ... الالاف توافدوا على القاعة التي اجريت فيها مراسم الدفن ليشاركوا العائلة في مصابها ... عشرات ابناء الجالية المسلمة كانوا هناك .... مئات المشيعين وقفوا في العراء وسط جو بارد وماطر ليعبروا عن تضامنهم مع ابناء الجالية القبطية والمصرية وشجبهم وادانتهم لهذة الجريمة البشعة .
الشيخ طارق حضر معزيا وخرج بحماية الشرطة!!
في الوقت الذي حضر فية العديد من ابناء الجالية المسلمة مراسم التأبين وقدموا فية مراسم العزاء لال الفقيد ولابناء الجالية القبطية المسلمة في قاعة التشييع ، وكان كل شيء يشير الى ان الامور تسير على خير ، وقبل حوالي نصف ساعة تقريبا من انتهاء مراسم التشييع كان الشيخ " طارق يوسف " امام مسجد " اولي الالباب " في بروكلن بزيه التقليدي " العباه والغترة والدشداش " فد شق طريقة نحو ال الفقيد الذين يقفون بجوار النعوش لتقديم العزاء لهم ممثلا عن رجال الدين الاسلامي،
وقبل ان يأخذ " الشيخ " مكانة امام النعوش حتى تعالى الهمس وتحول الى صراخ وشتائم بدأته سيدة يبدو انها لم تتمالك اعصابها حينما شاهدت " عالم دين مسلم" يشارك في مراسم التشييع جراء التعبئة الاعلامية المتتالية من ان من ارتكبوا تلك الجريمة هم مسلمون، حيث بدأت تلك السيدة تكيل الشتائم للشيخ وتطالبة بالخروج من القاعة !! وما هي الا لحظات ، حتى انضم اليها العشرات الذين ارتفعت اصواتهم وتعالى صراخهم بضرورة " طرد الشيخ " من القاعة وسط عبارات تقول بأنه " ارهابي " وأنه " يقتل القتيل ويمشي في جنازتة " ، وحينما بدأ الامر بالتطور وكاد الشيخ ان يتعرض لمحاولة اعتداء جسدي من قبل بعض الحضور حتى قام " ايمن جرس " شقيق القتيلة" امال " وحمى الشيخ صارخا في الجميع : " أنه ضيفي ، وفي كنيستنا .. ولن اسمح لاحد بأن يتعرض له ".
وحينما لم تفلح نداءات " ايمن " في اعادة الهدوء للقاعة ثانية ، قام الانبا " ديفيد " - اعلى سلطة دينية قبطية في امريكا الشمالية -وطلب من الجميع الهدوء والسكوت ، مذكرا بأن السيد المسيح " قد علمنا ان نحب الجميع " الامر الذي صفق له الحضور والتزموا الهدوء والصمت بعده ، فيما قام احد الكهنة عن مقعدة واجلس فية الشيخ " طارق " في المنصة الرئيسية للتأبين .
وقبل نحو ربع ساعة من انتهاء المراسم دخلت قوة من عناصر الشرطة - بناء على معلومات تلقتها - الى داخل القاعة واصروا على مرافقة الشيخ طارق لتأمين سلامته ولمنع اي احتكاك قد ينجم اثناء خروج الجثامين من القاعة باتجاه المقبرة واحاطو به من كل جانب اثناء خروجة وسط الجموع الخفيرة من الناس المشحونين بالعواطف وبالاشاعات التي راجت عن دور مفترض للاسلامين في تلك الجريمة ، واصر رجال البوليس ان يصطحبوا الشيخ في سيارة تابعة لشرطة المدينة بعدما ثار اللغط ثانية وتعالت صرخات المشيعون المطالبة بالانتقام .
وفعلا رافقوه تحت الحراسة حتى ابلغوه مأمنه الذي اختاره في " جيرسي ستي " لان الشرطة لا تستطيع ايصاله الى بروكلن بحسب تعليمات الولاية "
تأبين لم يتم... والجالية المسلمة مصدومة !!
في الوقت الذي ابدت فية الجالية الاسلامية غضبها وسخطها من هذه الجريمة البشعة التي استهدفت واصابت ابناء الجالية العربية كلها بغض النظر عن دينها او معتقداتها ، ابدى عدد من رجال الدين الاسلامي استغرابهم من ان تصل الامور الى ما وصلت الية من كيل للتهم قبل ان تظهر نتائج التحقيقات .
وقال زعماء مسلمون في مدينة "باترسون انهم كانوا ينوون ان يشاركوا بوفد يزيد عدده على خمسين شخصا في مراسم تشييع الجثامين لتقديم التعازي لأهالي القتلىولابناء الجالية القبطية والمصرية في الولاية ، الا انهم عدلوا عن الفكرة بعدما اتصلوا بالانبا " ديفيد " الذي شكرهم على هذه البادرة ، وبالغهم بأنه لا يستطيع ضمان ردة فعل الحضور الذين تحركهم في هذه اللحظات العصيبة عواطفهم ومشاعر الحزن والغضب .
الشيخ " محمد قطناني " امام المركز الاسلامي في مقاطعة باسيك قال لـ " البلاد " كنا نريد ان نشارك ابناء الجالية العربية مصابهم ، ونعرب لهم عن ادانتنا لهذه الجريمة البشعة ، الا اننا اكتفينا بعقد مؤتمر صحفي بناء على نصيحة من المرجعية القبطية بعدم المشاركة حتى تهدأ النفوس ،.. مؤتمر اعلنا فيه موقفا واضحا وادنا فية تلك الجريمة البشعة ، وطالبنا فية بتقديم المسؤولين عنها للعدالة بصرف النظر عن دينهم او معتقداتهم .
ويضيف القطناني " اننا واذ نشعر بالالم لما حدث ، فأننا نناشد جميع ابناء الجالية العربية اخذ الامور بالحكمة وتفويت الفرصة على اولئك الذين يتربصون بنا ويودون لو انهم يشعلوا نار الفتنة بيننا كجالية واحدة لديها من اسباب التجمع والالتقاء اكثر بكثير مما لديها من عوامل الفرقة والتنافر .
وتابع القطناني قائلا : اناشد اخواني ايضا ان ينتظروا نتائج التحقيقات لتبين القاتل او القتلة ،الذين هم مدانون من قبلنا من اي ملة كانوا.
ويرى المراقبون أن اكتشاف هذه الجريمة يجل أن يكون عبرة لمن تسول له نفسه أن يسكب الزيت على النار ويشعل فتيل فتنة طائفية بين أبناء الشعب الواحد المتحاب عبر آلاف السنين